إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مكتبة الحديث. أرجوا التثبيت.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

    اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض،عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفونن اهدنا اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.أما بعد:

    "رب يسر و أعن"
    الحديث الأول في:
    (كتاب الهبة -الهدية)

    الهبة في اللغة: إيصال الشيء للغير بما ينفعه، ملا كان أو غير مال.
    شرعا: تمليك جائز التصرف ملا موجودا مقدورا على تسليمه، غير واجب في الحياة بلا عوض.

    حكمها:
    مندوب إليها لأنها تذهب الحقد و الغيظ، قال عليه الصلاة و السلام- : "تهادوا فإن الهدايا تذهب و حر الصدر".

    "المتن"
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ". (رواه البخاري: كِتَاب الْهِبَةِ وَفَضْلِهَا وَالتَّحْرِيضِ عَلَيْهَا).

    معاني المفردات:
    لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا: لا تحقرن جارة هدية مهداة لجارتها.
    وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ: الفرن عظم قليل اللحم، و هو للبعير موضع الحافر من الفرس، و يطلق على ظلف الشاة مجازا.

    الشرح:
    يحث النبي –صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث على التهادي و على المواظبة على الإهداء، و على قبول الهدية، لأن الهدية تنبت المودة و تذهب الضغائن، و إليه الإشارة بقوله –صلى الله عليه وسلم- فيما روته عنه عائشة –رضي الله عنها-: " يا نساء المؤمنين ، تهادين ، ولو بفرسن شاة ، فإنه يثبت المودة ، ويذهب الضغائن". (رواه الطبراني في معجمه الأوسط).

    و هو بهذا يشير إلى استحباب الإهداء و لو بشيء اليسير و قبوله، و ليس المراد حقيقة الفرسن لأنه لم تجر العادة بإهدائه.

    و النهي في الحديث يحتمل أن يكون موجها للمهدية، و عليه يكون المعنى لا تمتنع جارة من الهدية لجارتها من الموجود عندها لاستقلاله، بل ينبغي أن تجود لها بما تيسر، و إن كان قليلا فهو خير من العدم، و لأن الكثير قد لا يتيسر في كل وقت و إذا توصل اليسير صار كثيرا، و في روايته :
    "تهادوا و لو فِرْسَنَ شاة، فإنه ينبت المودة و يذهب الضغائن".
    و يحتمل أن يكون المراد نهي المُهْدَى إليها و أنها لا تحتقر ما يُهْدَى إليها و لو كان قليلا.

    قال صاحب (فتح الباري): و حمله على الأعم من ذلك أولى.

    ما يستفاد من الحديث:
    أولا: الحض على التهادي و لو بأيسر شيء.
    ثانيا: استحباب المودة و إسقاط الكلفة.
    ثالثا: قبول الهدية.
    رابعا: النهي عن احتقار الهدية مهما قلت.

    اللهم تقبل منا رمضان بجود يا رحمان.
    "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
    و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
    قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
    قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

    تعليق


    • بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

      اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض،عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفونن اهدنا اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.أما بعد:

      "رب يسر و أعن"
      الحديث الثاني في:
      كتاب الهدية.

      "المتن" :
      عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَسَعَى الْقَوْمُ فَلَغَبُوا فَأَدْرَكْتُهَا فَأَخَذْتُهَا فَأَتَيْتُ بِهَا أَبَا طَلْحَةَ فَذَبَحَهَا وَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَرِكِهَا أَوْ فَخِذَيْهَا قَالَ فَخِذَيْهَا -لَا شَكَّ فِيهِ- فَقَبِلَهُ". قُلْتُ: وَأَكَلَ مِنْهُ. قَالَ: "وَأَكَلَ مِنْهُ". (رواه البخاري: بَاب قَبُولِ هَدِيَّةِ الصَّيْدِ).

      معاني المفردات:
      أَنْفَجْنَا أَرْنَبًا: أثرنا و نفرنا أرنبا من وضعه، و هو واحد الأرانب اسم جنس يطلق على الذكر و الأنثر.
      بِمَرِّ الظَّهْرَانِ: -مر- قرية ذات نخل و زرع و مياه –و الظهران- اسم واد بينه و بين مكة ستة عشر ميلا –و مر الظهران—علم على المكان الذي فيه القرية و الوادي.
      فَسَعَى الْقَوْمُ فَلَغَبُوا: فأسرع القوم نحوه ليصطادوه

      الشرح و الإيضاح:
      يخبر انس –رضي الله عنه- أنه خرج و هو شاب فتى مع بعض الصحابة –رضوان الله عليهم- و هو بمر الظهران- و كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- نزل به أثناء توجهه لغزوة الفتح- ليصطادوا، فأبصروا أرنبا فاستنفروه من مكانه، و سعى القوم وراءه لاصطياده حتى تعبوا فتوقفوا عن متابعته، واستمر هو خلفه حتى أدركه بنشاطه و جلده و إصراره و عزمه، و جاء به إلى أبي طلحة زوج أم سليم والدة أنس، فذبحه ابو طلحة و أرسل إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مع انس بفخذيه، فقبله الرسول –صلى الله عليه وسلم- و أكل منه.

      ما يستفاد من الحديث:
      أولا: أن الصيد مباح و أنه إذا تبع جماعة صيدا وقعد بعضهم عن طلبه وايتمر آخرون حتى أدركوه فهم لمن أدركه.
      ثانيا: جواز الهدية من الصيد واستحباب قبول الهدية، و لو كان القدر المهدى بيسيرا.
      ثالثا: الأرانب مما يحل أكله، لا خلاف في ذلك بين الأئمة الأربعة.

      اللهم تقبل منا رمضان بجود يا رحمان.
      "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
      و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
      قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
      قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

      تعليق


      • بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

        اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض،عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفونن اهدنا اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.أما بعد:

        "رب يسر و أعن"
        الحديث الثالث في:
        كتاب الهدية -الهبة-.

        "المتن"
        عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ، أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟" فَإِنْ قِيلَ صَدَقَةٌ. قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "كُلُوا، وَلَمْ يَأْكُلْ. وَإِنْ قِيلَ هَدِيَّةٌ ضَرَبَ بِيَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلَ مَعَهُمْ". (رواه البخاري: بَاب قَبُولِ الْهَدِيَّةِ).

        معاني المفردات:
        إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ: المراد من غير أهل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم- بأن كان من بعض أصحابه.
        أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟: المعنى أنه كان يسأل من جاء به على سبيل الهدية أم على سبيل الصدقة، و الفرق بينهما أن الهدية يلاحظ فيها العوض و الرد أما الصدقة فلا.
        ضَرَبَ بِيَدِهِ: شرع في الأكل مسرعا، و مثله ضرب في الأرض إذا أسرع السير فيها.

        الشرح:
        كان من عادة الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يجمع حوله الكثير من أصحابه الفقراء، كما أمره ربه بقوله: " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا". (سورة الكهف: الآية 28).

        و كان يكرمهم بالأكل معهم تطييبا لخاطرهم، فلم يكن من شأنه أن يترفع على أحد، و كان الطعام يحضر إليه –صلى الله عليه وسلم- و هو بينهم، من بيته، و من بيوت أصحابه، فإذا كان من بيوت أصحابه سأل عنه أهدية أم صدقة؟، فإن أخبر بأنه صدقة طلب من أصحابه أن يأكلوا لجواز الصدقة على فقرائهم، وامتنع هو –صلى الله عليه وسلم- عن الأكل لأنها حرام عليه.

        و إن قيل أنها هدية أسرع –صلى الله عليه وسلم- بالأكل منها و أمر أصحابه أن يأكلوا منها.

        قال ابن بطال: إنما كان النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يأكل الصدقة لأنها أوساخ الناس ،و لأن أخذ الصدقة منزلة وضيعة و الأنبياء منزهون عن ذلك، فإن اليد العليا خير من اليد السفلى، و هو –صلى الله عليه وسلم- صاحب الفضل و رحمة للعالمين.

        و هو –صلى الله عليه وسلم- كما وصفه الله تعالى: "و وجدك عائلا فأغنى". و الصدقة لا تحل للأغنياء و هذا بخلاف الهدية فإن العادة جارية بالإثابة عليها، و كذلك –صلى الله عليه وسلم- يقبل الهدية و يثيب عليها خيرا منها.

        و لا يشكل على هذا ما ثبت من أنه –صلى الله عليه وسلم- أكل من هدية أصلها صدقة أهديت إليه ممن تصدق بها عليهم، فقد أجاب –صلى الله عليه وسلم-، عن ذلك فيما رواه أنس ابن مالك –رضي الله عنه- قال: "أتي النبي –صلى الله عليه وسلم- بلحم، فقيل تصدق على بريرة، قال: "هو لها صدقة و لنا هدية"، فبين –صلى الله عليه وسلم- بهذا أن حكم الصدقة فيها قد تحول بتصرف الفقير فيها بالهدية، و هو يملكه كما يملك بيعه فحلت له –صلى الله عليه وسلم-.

        و مثله ما روى من أنه –صلى الله عليه وسلم- دخل على عائشة –رضي الله عنها- فقال لها: "عندكم شيء؟" قالت: لا، إلا شيء بعثت به أم عطية من الشاة التي بعثت إليها من الصدقة. قال: "إنه قد بلغت مَحِلها" أي زال عنها حكم الصدقة المحرمة علي و صارت لي حلالا.

        ما يستفاد من الحديث:
        أولا: جواز الهبة و الهدية للرسول –صلى الله عليه وسلم- و أنها مباحة له بخلاف الصدقة.
        ثانيا: جواز الصدقة على فقراء الصحابة –رضي الله عنهم- .

        اللهم تقبل منا رمضان بجود يا رحمان.
        "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
        و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
        قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
        قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

        تعليق


        • بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

          اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض،عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفونن اهدنا اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.أما بعد:

          "رب يسر و أعن"
          الحديث الرابع في:
          كتاب الهدية:

          "المتن".
          عَنْ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ
          أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ، لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا". قَالَ: لَا. قَالَ: "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ". قَالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ.(رواه البخاري: باب الإشهاد في الهبة).

          التعريف بالراوي:
          هو النعمان بن بشير يكنى أبا عبدالله الأنصاري، و أمه عمرة بنت رواحة ابن ثعلبة الخزرجية، أخت عبدالله بن رواحة الصحابي المشهور، كانت ممن بايع النبي –صلى الله عليه وسلم- من النساء.
          و النعمان بن بشير هو أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة، و هو أبواه من الصحابة –رضوان الله عليهم-، سكن الكوفة و كان واليا عليها زمن معاوية، ثم ولي حمص، فدعا لعبدالله بن الزبير فقتله أهل حمص سنة أربع وستين.
          روى عنه جماعة منهم ابنه محمد و الشعبي و حميد بن عبدالرحمن.

          معاني المفردات:
          أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً: ورد في بعض روايات الحديث أن العطية كانت حديقة من أفضل مال بشير. و في رواية أخرى أنها كانت غلاما، و قد جمع ابن حبان بين الروايتين بتعدد الواقعة الأولى عند ولادة النعمان، و الثانية بعد أن كبر.
          أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا؟: التقدير أأعطيت جميع بنيك مثل المعطى للنعمان؟
          قَالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ قال النعمان فرجع بشير عن عطيته.

          الشرح:
          تعدددت طرق رواية هذا الحديث عن النعمان بن بشير، و نشأ عن هذا اختلاف في عبارات الحديث و في ذكر نوع العطية و زمنها.

          ففي رواية ابن حبان و الطبراني عن الشعبي أن النعمان خطب يوما بالكوفة فقال: إن والدي بشير بن سعد أتى النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال:
          إن عمرة بنت رواحة نفست بغلام، و إني سميته النعمان، و أنها أبت أن تربيه حتى جعلت له حديقة من أفضل مال هو لي و أنها قالت: أشهد على ذلك رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
          و عند مسلم بلفظ سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله، فالتوى بها سنة –أي مطلها- ثم بدا له فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى تشهد النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: فانطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ... الخ. و قد صرح في هذه الرواية بأن العطية كانت غلاما –يعني عبدا.

          و قد جمع العلماء بين الروايات بأن عمرة لما امتنعت من تربيته إلا أن يهب له شيئا يخصه به، وهب له الحديقة المذكورة تطييبا لخاطرها ثم بدا له فارتجعها، فعاودت عمرة في ذلك فمطلها سنة أو سنتين ثم طابت نفسه أن يهب له بدل الحديقة غلاما، و رضيت عمرة بذلك إلا أنها خشيت أن يرجع عن ذلك أيضا، فطلبت منه أن يشهد عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، تثبيتا للعطية، و حتى تأمن من رجوعه عنها و بذلك لم يتعدد طلب بشير من الرسول الإشهاد على العطية و إنما كل ذلك في المرة الأخيرة.

          و غاية الأمر أن النعمان كان يقص بعض القصة تارة، و يقص بعضها تارة أخرى فسمع كل ما رواه واقتصر عليه.

          و عند ما طلب بشير من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يشهد على العطية قال له: ألك بنون سواه؟ قال: نعم. قال: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا. فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البِر.
          و عن أحمد عن الشعبي أنه قال له: إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم، فلا تشهدني على جور، أيسرك أن يكونوا غليك في البر سواء؟ قال: بلى، قال: فلا إذا، فرجع بشير عن العطية.

          و الألفاظ و إن اختلفت في هذه القصة الواحدة، إلا أنها ترجع جميعها إلى شيء واحد، و هو طلب التسوية بين الأولاد في العطية.

          و قد اختلف العلماء تبعا لذلك في حكم التسوية بين الأولاد في الهبة.
          فذهب طاوس و الثوري و أحمد و إسحاق، إلى وجوب التسوية بينهم، و إلى هذا ذهب بعض المالكية، و المشهور عند هؤلاء بطلان الهبة، و حجتهم في ذلك قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم". فحملوا الأمر على الوجوب،
          و أيضا فإن عدم التسوية يوقع الشحناء بين الأخوة مما يؤدي إلى تقطيع الأرحام –و قال أحمد: "لا يجوز التفضيل إلا إذا كان له ما يبرره كأن يكون الولد في حلجة إلى العطية لزمانة أو نحوه".

          و ذهب الجمهور إلى أن التسوية مستحبة و ليست بواجبة، فإن فضل الأب بعض بنيه صح مع الكراهة، واستحبت المبادرة إلى التسوبة أو الرجوع في العطية و حملوا الأمر على الندب.
          واستشهدوا بما جاء في رواية مسلم من قوله –صلى الله عليه وسلم-: "أشهد على هذا غيري" و قالوا إن هذا إذن بالإشهاد فلا يكون على حرام. و إنما امتنع –صلى الله عليه وسلم- من ذلك لكونه الإمام، و كأنه قال: لا أشهد لأن الإمام ليس من شأنه أن يشهد، و إنما من شأنه أن يحكم. أو أن امتناعه –صلى الله عليه وسلم- للتنزيه، و قد تبين أن عدم التسوية خلاف الأولى.

          و قالوا إن عمل الخليفتين أبي بكر و عمر –رضي الله عنه- بعد النبي –صلى الله عليه وسلم- دال على أن التسوية ليست بواجبة، فقد روي عن عائشة –رضي الله عنها- أن أبابكر قال لها و هو في مرض موته: إني كنت نحلتك نِحلا فلو كنت أخذتيه لكان لك، و إنما هو اليوم للورثة. و ذكر القرطبي و غيره أن عمر نحل لابنه عاصم دون سائر ولده، و عملهما هذا قرينة ظاهرة في أن الأمر للندب.

          و كما اختلف العلماء في حكم التسوية بين الأولاد، اختلفوا أيضا في حكم رجوع الأب فيما وهبه لأحد أبنائه زيادة عن إخوته، فذهب أحمد إلى وجوب الرجوع، لأن الأمر في قوله –عليه الصلاة و السلام (فارجعه) للوجوب.
          و ذهب غيره إلى حمل الأمر على الندب و لبيان الأفضل و عليه فلا يجب الرجوع.

          ما يستفاد من الحديث:
          أولا: واجب المفتي أو الحاكم في بيان وجه الحق، فيما يعرض عليه من فتيا أو قضايا.
          ثانيا: استحباب الإشهاد على الهبة.
          ثالثا: جواز الرجوع فيما يهبه الوالد لابنه،، و أن هذا هو الأولى عند عدم التسوية، أو الواجب على خلاف في ذلك.
          رابعا: على الأب أن يحرص على كل ما من شأنه دوام الألفة و المحبة بين الأخوة.
          خامسا: المبادرة إلى الرجوع للحق عندما يتبين.

          اللهم تقبل منا رمضان بجود يا رحمان.
          "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
          و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
          قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
          قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

          تعليق


          • تعليق


            • [glow=FF0000]جزاك الله عنا خير الجزاء زاتمنا لك دوام التوفيق


              تقبل مروري [/glow]

              تعليق


              • قال تعالى والذين لا يشهدون الزور واذا مروا بالغو مروا كراما


                اللهم انتقم لنا ممن ظلممنا واذانا أنت حسبما ونعم الوكيل

                تعليق


                • مشكور اخي الكريم
                  بارك الله فيك
                  ان شاء الله في ميزان حسناتك

                  تحميل صور

                  تعليق


                  • الله يكرمك أخي لواء السنة
                    ربنا يزيدك ويكرمك أخي الحبيب
                    أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

                    كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
                    .....

                    لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
                    ؟

                    الشتم و السباب

                    تعليق


                    • جزاك الله كل خير

                      تعليق


                      • جزاك الله عنا كل خير ونرجو من الله ان يوفقك لما يحبه ويرضاه

                        تعليق


                        • بسم الله الرحمن الرحيم
                          الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                          اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض،عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفونن اهدنا اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.أما بعد:

                          جزاكم الله خيرا يا إخواني و يا أخواتي على مروركم الطيب، و أرجو أنكم قد استفدتم من كلام نبيكم -صلى الله عليه وسلم-.
                          قلت ما قلت، فإن صوابا فمن الله و إن خطأ فمن نفسي و الشيطان.

                          اللهم تقبل منا رمضان بجود يا رحمان.
                          "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
                          و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
                          قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                          قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                          تعليق


                          • جزاك الله كل خير اخي لواء وجعله في ميزان حسناتك
                            اللهم انصر مجاهديك
                            قسما برب الكون نحن الغالبون..بسرايا القدس جندا انا جاهزون..

                            تعليق


                            • بسم الله الرحمن الرحيم


                              فضل الرباط في سبيل الله



                              الرباط هو الإقامة في الثغور وهي الأماكن التي يخاف على أهلها من أعداء الإسلام، والمرابط هو المقيم فيها المعد نفسه للجهاد في سبيل الله، والدفاع عن دينه، وإخوانه المسلمين.




                              وقد ورد في فضل المرابطة والحراسة في سبيل الله أحاديث كثيرة إليك أيها الأخ المسلم الراغب في الرباط في سبيل الله طرفا منها نقلا من كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري يرحمه الله.


                              عن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم.


                              وعن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان رواه مسلم واللفظ له والترمذي والنسائي والطبراني وزاد: وبعث يوم القيامة شهيدا


                              وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل ميت يُختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة ويؤمَّن من فتنة القبر رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح، والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم، وابن حبان في صحيحه وزاد في آخره قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل وهذه الزيادة في بعض نسخ الترمذي.



                              وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن الفزع الأكبر وغُدي عليه وريح برزقه من الجنة ويجرى عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل رواه الطبراني ورواته ثقات.


                              وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



                              كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة رواه الطبراني في الكبير بإسنادين رواة أحدهما ثقات.


                              وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
                              من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه الصالح الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر رواه ابن ماجة بإسناد صحيح والطبراني في الأوسط أطول منه وقال فيه: والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة وغدي عليه وريح برزقه ويُزوَّج سبعين حوراء وقيل له قف اشفع إلى أن يُفرغ من الحساب وإسناده متقارب. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب.


                              وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: عينان لا تمسهما النار أبدا عين باتت تكلأ في سبيل الله وعين بكت من خشية الله رواه أبو يعلى ورواته ثقات والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: عينان لا تريان النار


                              وعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
                              حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية للراغب في الخير.


                              ونسأل الله أن يوفق المسلمين للفقه في دينه، وأن يجمعهم على الهدى، وأن يوحد صفوفهم وكلمتهم على الحق، وأن يمن عليهم بالاعتصام بكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام- وتحكيم شريعته والتحاكم إليها، والاجتماع على ذلك والتعاون عليه إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

                              تعليق


                              • الله يجزيك كل خير اخوي لواء السنة علي الموضوع الرائع والقيم والمميز الله يتقبل منك ويجعله في ميزان حسناتك

                                في رعاية الله وحفظه

                                تعليق

                                يعمل...
                                X