إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مكتبة الحديث. أرجوا التثبيت.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    الله يجزيك كل خير اخوي لواء السنة علي الموضوع الرائع
    [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
    ياقدس ان طالت بنا غربة فسيفنا ياقدس لن يغمدا
    [/gdwl]

    تعليق


    • #62
      مشكور اخي الكريم على الموضوع الاكثر من رائع
      تقبل مروري ابن سرايا القدس(قلعة جنين السرايا)
      مجموعات حزام النار سرية الشهيد صالح جرادات

      تعليق


      • #63
        الله يجزيك الخير أخانا في الله لواء السنة

        تعليق


        • #64
          ][®][^][®][بارك الله فيك اخي الكريم][®][^][®][

          تعليق


          • #65
            بارك الله فيك
            لا اله الاالله محمد رسول الله

            تعليق


            • #66
              مشكور يااخ لواء السنة ........ وبدنا نكلمك عالاميل .........
              ##############
              ممنوع وضع الاميلات
              التعديل الأخير تم بواسطة لواء السرايا; الساعة 10-12-2007, 06:24 PM.
              ضرغام الشمال ابوحمزة

              تعليق


              • #67
                بارك الله فيك اخي وجزاك عنا كل خير

                تعليق


                • #68
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                  اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

                  جزى الله كل من الإخوة [عاشق السرايا و صاروخ السرايا و حزام السرايا و سرايا التوحيد و ضرغام الشمال و أبو تامر النصيراتي]. على مرورهم الطيب و أسأل الله أن ينفعني و ينفعهم بما كتبت و أن يجعلني و إياهم علماء السنة يدافعون عن الإسلام و أهله.

                  بالنسبة للأخ [ضرغام] أقول له أبشر سأضيفك معي على الإميل، واعذرني إن كنت أجلس نادرا على الإميل لضيق الوقت عندي.

                  و اعذروني يا إخواني و أخواتي عن عدم إضافة أحاديث أخرى لضيق الوقت عندي، لأن الكتابة أمثال هذه المواضيع يحتاج إلى تفرغ تام و دقة و إن شاء الله سأضيف بعد التفرغ أحاديث أخرى -إن شاء الله-.

                  و لا تنسون من دعائكم -بارك الله فيكم-.

                  اللهم تقبل منا رمضان بجودك يا رحمان.
                  "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
                  و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
                  التعديل الأخير تم بواسطة لواء السنة; الساعة 08-12-2007, 05:26 PM.
                  قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                  قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                  تعليق


                  • #69
                    الله يجزيك كل خير اخوي لواء السنة علي الموضوع الرائع
                    اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

                    ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

                    تعليق


                    • #70
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                      اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

                      كتاب الجهاد و السير
                      المقدمة

                      الجهاد: مصدر جاهد، و هو مشتق من الجهد بفتح الجيم: و هو التعب و المشقة، لأن فيه تعبا للنفس و حملا لها على ما تكره في العادة، أو من الجهد بضم الجيم: و هو الوسع و الطاقة لأن كلا من الطائفتين المتقاتلتين تبذل وسعها في دفع الأخرى و إلحاق الهزيمة بها.
                      هذا و معناه في الشرع: بذل الطاقة في قتال الكفار لتكون كلمة الله هي العليا و كلمة الذين كفروا السفلى.

                      و السير: بتشديد السين المكسورة، جمع سيرة بكسر السين، و هي السنة و الطريقة، أطلقت على قتال الكفار لأن أحكامه متلقاة من سير النبي –صلى الله عليه وسلم- و غزواته.

                      و هو من أفضل الأعمال عند الله عزوجل، وصاحبه مع النبيين و الصديقين في جنات عدن عند ربهم، و هو بصدد أن ينال إحدى الحسنيين إما النصر و إما الشهادة، و الشهيد حي يرزق عند ربه.
                      و في فضله و شرفه آيات و أحاديث كثيرة سيأتي الكلام على بعضها إن شاء الله تعالى.
                      و الأصل فيه أنه فرض كفاية لقوله تعالى: "و ما كان المؤمنون لينفروا كافة ..." و قد يكون فرض عين في أحوال تعلم من كتب الفقه.

                      الحديث الأول:

                      عن أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ. قَالَ –صلى الله عليه وسلم- "لَا أَجِدُهُ". قَالَ: "هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلَا تَفْتُرَ وَتَصُومَ وَلَا تُفْطِرَ". قَالَ –أي الرجل- وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ. (رواه البخاري).

                      اللغة (معاني المفردات:
                      جاء رجل: قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسمه

                      دلني على عمل: أي ارشدني إلى عمل من أعمال الخير
                      يعدل الجهاد أي يساويه و يماثله في الفضل و الأجر.

                      لا أجده: جواب النبي –صلى الله ليه وسلم- على سؤال الرجل، أي لا أجد لك العمل الذي يعدل الجهاد.

                      هل تستطيع: الاستفهام مراد به النفي أي لاتستطيع، و هو كلام مستأنف من كلام النبي –صلى الله عليه وسلم- ساقه تأييدا لجوابه في أنه لا يجد عملا من أعمال البر يعدل الجهاد.
                      إذا خرج: إذا ظرف زمان مستقبل.

                      أن تدخل مسجدك: مكان سجودك أي صلاتك، و العرب قد تعبر عن الشيء باسم جزئه لا سيما إذا كان ذلك الجزء أهم أجزائه، و السجود من الصلاة كذلك.

                      فتقوم: أي للصلاة. و هو منصوب عطفا على تدخل.

                      و لا تفتر: أي لا تضعف عن القيام إلى الصلاة و المداومة عليها، و هو منصوب أيضا عطفا على تدخل.

                      قال: أي الرجل السائل

                      و من يستطيع ذلك: أي لا أحد يستطيع ذلك، و المشار إليه المفهوم من كلام النبي –صلى الله عليه وسلم- لرجل و هو المداومة على الصلاة و الصوم.

                      الشرح:
                      هذا حديث يبين فضل الجهاد في سبيل الله و أنه لا يعدله عمل من أعمال البر و الخير، و كيف لا؟ و المجاهد قد باع نفسه لله تعالى، و بذلها رخيصة في سبيل إعلاء كلمته، و نصر دينه، و دحض الكفر و أهله، و إخزاء إبليس و شيعته.

                      لا جرم كان فضله عند الله عظيما، و أجره في الآخرة جسيما، اقرأوا إن شأتم قول الله تعال: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (سورة التوبة/ الآية 111).

                      و ظاهر الحديث يقتضي أن الجهاد أفضل أعمال الخير على الإطلاق، و أنه لا يعدل المجاهد في الفضل و الأجر إلا رجل يصلي و لا يفتر عن صلاته لحظة، و يصوم دهره و لا يفطر، و لكن أي الرجال يستطيع ذلك؟

                      و قد عارض هذا الظاهر حديث آخر، قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟. قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا. قَالَ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَالَ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي". (رواه البخاري). فجعله الرسول صلى الله عليه وسلم- في المرتبة الثالثة بعد الصلاة و بر الوالدين.

                      و لكن لا معارضة بحمد الله، لأن حديثنا في أعمال الخير التي ليست بمفروضة، يدل على ذلك قول الرجل: "دلني على عمل يعدل الجهاد" أي دلني على عمل أتطوع به نافلة يعدل الجهاد في أجره، هذا والمقصود من سؤال الرجل، ليس المقصود منه السؤال عن أفضل الأعمال على الإطلاق، كحدبث ابن مسعود.

                      و لذلك كان جواب الرسول –صلى الله عليه وسلم- للرجل:
                      "لا أجده" أي لا أجد عملا من أعمال البر التي ليست بمفروضة تعدل الجهاد.

                      فإن قيل إن الحديث بعد كونه خاصا بأعمال الخير غير المفروضة معارض لحديث آخر في فضل العمل في أيام عشر ذي الحجة و هو قوله –صلى الله عليه وسلم- :
                      "ما العمل في أيام أفضل منه في هذه".
                      يعني أيام العشر، قالوا: و الجهاد في سبيل الله، قال: "و لا الجهاد". لأن المراد من العمل ما يشمل التطوع و غيره بل هو في الأول أظهر. قلنا في الجواب: إن الجهاد في غير العشر أفضل من العمل في غيرها، و العمل في العشر أفضل من الجهاد في غيرها، و بقي شيء لم يتعرض له حديث العشر، و هو أن يكون الجهاد في العشر أفضل من العمل فيها، و بذلك يتحقق معنى الحديث الذي معنا، و هو أن يكون الجهاد أفضل أعمال التطوع على الإطلاق، و بهذا يسلم الحديث و يزول ما ساوره من إشكالات بحمد الله و فضله.

                      ما يستفاد من الحديث:
                      أولا: الإسلام يدعوا إلى الجهاد حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله . و هذا هو (هدف الحديث).
                      ثانيا: فضل الجهاد على غيره من أعمال الخير.
                      ثالثا: حب الصحابة لعمل الخير و بحثهم دائما عن أعلى خصال البر ليأتوه.
                      رابعا: من من المرغوب فيه شرعا تركيز المعنى في ذهن السامع، و توضيح الجواب للسائل بضرب الأمثال و سوق الحجج و البراهين.

                      اللهم تقبل منا رمضان بجودك يا رحمان.
                      "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
                      و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
                      قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                      قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                      تعليق


                      • #71
                        الله يكرمك أخي لواء السنة
                        في ميزان حسناتك
                        أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

                        كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
                        .....

                        لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
                        ؟

                        الشتم و السباب

                        تعليق


                        • #72
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                          اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

                          الحديث الثاني في:
                          كتاب الجهاد و السير


                          "المتن"
                          حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ- كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ". (رواه البخاري).

                          معاني المفردات (اللغة):

                          مَثَلُ الْمُجَاهِدِ: أي صفته.

                          وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ: جملة اعتراضية بين طرفي الجملة قصد بها الحث على تجريد النية في الجهاد لإعلاء كلمة الله، أي الله أعلم بعقد نيته، فإن كانت خالصة لإعلاء كلمة الله فذلك المجاهد في سبيله حقا، و إن كانت لدنيا يصيبها أو لسمعة يبتغيها فقتاله لما قصد إيه، و إنما لكل امرئ ما نوى.

                          كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ: أي صفة المجاهد مثل صفة الصائم القائم، فالكاف للتشبيه، و المراد الصائم نهاره لا يفطر و القائم ليله بالصلاة لا يفتر، أي المداوم على ذلك، فهو في معنى الحديث قبله، و وجه الشبه حمل النفس في كل على ما تكره و يشق عليها عادة، و قد يكون وجه الشبه دوام الطاعة و الأجر، فكما أن الصائم القائم فعله كله عبادة، كذلك المجاهد في سبيل الله أفعال كلها طاعات، و لو كانت في الأصل مباحة، و يشهد لهذا قول الله :" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ".

                          وَتَوَكَّلَ اللَّهُ: أي ضمن و تكفل فضلا منه و رحمة.

                          بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ: الباء للملابسة، أي تكفل الله للمجاهد بملابسته الوفاة أن يدخله الجنة، على معنى تكفل له بدخول الجنة فور الوفاة بلا حساب و لا عذاب، كما ورد أن أرواح الشهداء تسرح في الجنة، و كما وصفهم القرآن الكريم بأنهم أحياء يرزقون عند ربهم، و أن في الموضعين مصدرية، و في رواية أخرى أخرجها الطبراني و وصفها ابن حجر بأنها أوضح "إن توفاه الله" بأن الشرطية و الفعل الماضي، و المعنى عليها في المآل، و إن كانت الرواية التي معنا أصرح و أوضح في دخول الجنة في الحال.

                          أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا: بفتح ياء المضارعة و بالنصب عطفا على بأن يتوفاه فإن المصدرية مقدرة فيه،و الهاء مفعول و سالما حال منه و المعنى تكفل الله بتوفيه بدخوله الجنة أو برجوعه و هو سالم.

                          مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ: أي مصاحبا لأحدهما فـ(أو ) لأحد الشيئين.

                          الشرح و لإيضاح:
                          قوله –صلى الله عليه وسلم: " مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ" قد أشكل على كثير من الشراح أمرها لأن مفادها أن من رجع بغنيمة لا يرجع بأجر و لا إشكال فيها بحمد الله، و ذلك أن المقابلة بين أمرين حذف من أحدهما ما أثبت في الآخر، لدلالة ما أثبت على ما حذف، و التقدير رجع سالما مع أجر فقط أو مع أجر و غنيمة، و إنما كان التقدير كذلك لأنه لا يصح في العقل و لا في الشرع أن يقابل بين الأجر و بين الغنيمة، لأن الأجر من الله و الغنيمة من العبد، و الله واسع الفضل، و الأجر في الآخرة و الغنيمة في الدنيا، و لا يقابل فان بدائم.

                          و الآن قد وضح الحق و أسفر الصبح لذي عينين، فإنه لا يلزم أن يكون الأجر المصاحب للغنيمة دون الأجر غير المصاحب دائما، لأن مدار عظم الأجر على صدق نية المجاهد و النية في المجاهدين ليست بمنزلة سواء، سيما و الغنيمة لم تحد بحد فقد تكون عظيمة و قد تكون شيئا لا يذكر.

                          و بهذا يظهر تهافت الإعتراض القائل بأنه يلزم على التقابل بين الأجر و الغنيمة، أن يكون أهل أحد أفضل من أهل بدر لأنهم رجعوا بغنيمة، بينما رجع أهل أحد بأجر من الله و فضل، لأن التقابل ليس بين الأجر و الغنيمة وحدها.

                          نعم يرد علينا حديث مسلم :
                          " مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُصِيبُونَ الْغَنِيمَةَ إِلَّا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنْ الْآخِرَةِ وَيَبْقَى لَهُمْ الثُّلُثُ". فإنه يفيد أن الأجر مع الغنيمة أنقص منها بدونها، و لكن لا تعجل علينا أيها المعترضض، فإن هذا الحديث يفيد كما يعطي ظاهر لفظه أنه كان لهم دخل في تعجل الغنيمة انظر إلى قوله –صلى الله عليه وسلم- " إِلَّا تَعَجَّلُوا" و هذا لا ينفي أنهم مع ذلك يعتبرون مجاهدين في سبيل الله حتى لا يعترض علينا بآخرة أن المقسم ه والمجاهد في سبيل الله، بدليل قوله –صلى الله عليه وسلم- " وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ" و الله أعلم.

                          و الحديث بعد هذا الإسهاب في البيان ليس بحاجة إلى إعادة شرح و توضيح، فقط نريد أن نقول: إن الحديث يعتبر مطابقا لقوله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (سورة التوبة/ الآية 111).
                          لأن من اشترى شيئا فقد التزم ثمنه و تكفل به و هذا هو منطوق في الحديث.

                          ما يستفاد من الحديث:
                          أولا: حي على الجهاد في سبيل الله. و هذا (هدف الحديث).
                          ثانيا: إنما الأعمال بالنيات.
                          ثالثا: الدعوة إلى إخلاص النية في الجهاد لله رب العالمين.
                          رابعا: حق على الله أن يوفي المجاهدين في سبيله أجرهم.

                          اللهم تقبل منا رمضان بجودك يا رحمان.
                          "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
                          و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
                          قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                          قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                          تعليق


                          • #73

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                            السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                            اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

                            الحديث الثالث في:
                            "كتاب الجهاد و السير"

                            "المتن"
                            عَنْ مَالِك عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه- "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ". (رواه الإمام مالك في الموطأ).
                            و في رواية: حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه.عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ ". (رواه مسلم في صحيحه).

                            معاني المفردات "اللغة":
                            وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: نثبت الصفة و نكل عملها إلى الله تعالى مع اعتقلدنا أنه سبحانه و تعالى لا يشبه أحدا من خلقه، و إنما أقسم –صلى الله عليه وسلم- لتأكيد المحذوف عليه لغرابته.

                            لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ: أي من المسلمين لرواية: " كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُهُ الْمُسْلِمُ".
                            و يكلم بالبناء للمجهول أي –يجرح- لإفادة التعميم في الفاعل أي سواء كان الجارح له كافرا أو مسلما أو غيرهما كان وقع فجرح.

                            فِي سَبِيلِ اللَّهِ: السبيل في الأصل الطريق، و المراد به قتال الكفار لتكون كلمة الله هي العليا، لأنه أقوم سبيل موصلة إلى رضى الله تعالى و أقربها.

                            وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ: جملة معترضة بين المستثنى منه و المستثنى، جيء بها تنبيها الى الإخلاص في الجهاد، و إبعادا للنفس عن الرياء به و المباهاة.

                            وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا: جملة اسمية حال من فاعل جاء، قالوا و للحال أيضا، و دما: منصوب على التمييز، و يثعب بفتح الياء و العين المهملة بينهما ثاء ساكنة -أي يسيل-.

                            اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ: استئناف لبيان المراد من الدم أي ليس لهم من الدم الحقيقي إلا لونه، إبعادا له عن توهم التـحقير و القذارة.
                            اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ: أي كريح المسك.

                            الشرح و الإيضاح:
                            تعددت مقامات المجاهدين في سيبل الله، و تنوعت عطايا الله عزوجل لهم في الدنيا و الآخرة.

                            فهم إن رجعوا سالمين من المعركة رجعوا بأجر أو بأجر و غنيمة،و إن قتلوا نالوا منزلة الشهادة، و يالها من منزلة عظيمة عند الله و عند الناس –اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك-.

                            و كيف لا؟ و هم يدخلون فور موتهم الجنة يرزقون فيها أحياء عند ربهم، كما دل على ذلك الحديث السابق.

                            و إذا بعث الناس من قبورهم، وحشروا إلى ربهم، و تميزت كل طائفة من الناس بشارة و علامة تدل على فضلها أو وكسها كانت شارة الجاهدين أن يبعثوا و جروحهم تثخب دما قانيا " اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ" فمن نظر إليه نظر لون الدم، و من شم رائحته التي تفوح منه فتطيب أهل الموقف شم رائحة المسك فعلم أنه شهيد مكرم عند الله، يحمل براءة الجنة بغير حساب، مع النبيين و الصديقين و حسن ألئك رفيقا. و هذه منزلة الشهيد في الآخرة. –يا الله ما أجمل هذه الكرامة، اللهم لا تحرمنا الشهادة-.

                            و الفرق بين هذه المنزلة و بين منزلته عند الوفاة أنه في الآخرة يدخل الجنة بروحه و جسده، و عند الموت يدخلها بروحه في حواصل الطير خضر تسرح تحت قناديل الجنة كما ورد في الحديث.
                            عن مسروق ، قال : سألنا عبد الله عن أرواح الشهداء ولولا عبد الله ما وجدنا أحدا يحدثنا فقال : « إن أرواح الشهداء عند الله في حواصل طير خضر تسرح في أنهار الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش فيقول لهم عز وجل : ما تريدون ؟ فيقولون : ما نريد شيئا ، ويقولها ثلاثا ، إلا أن نرد إلى الدنيا فنقتل » (روه الطيالسي في مسنده).

                            و ظاهر قوله –صلى الله عليه وسلم-: " لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" على العموم في الكلم أي سواء مات به أو برئ واندمل، فإنه ينال هذا الفضل في الآخرة، و لكن هذا العموم محمول على من مات بجرحه بدليل رواية ابن حبان في حديث معاذ " عليه طابع الشهداء ، ومن سأل الله الشهادة مخلصا ، أعطاه الله أجر شهيد ، وإن مات على فراشه ». مثل: عمر –رضي الله عنه-.

                            و الشهيد: هو من مات في المعركة أو بسببها، و هذا لا يمنع أن يكون لغيره فضل في الجملة.

                            و هل ينال هذا الفضل من قتل دون ماله أو عرضه؟ فقد ورد في الحديث " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ". (رواه البخاري). .. الخ، الظاهر لا لأن الشهيد عند الإطلاق هو شهيد المعركة.

                            و إذا كان طابع الشهيد أن يبث يوم القيامة كهيئة يوم قتل، فقد قال العلماء إنه إنه لا يغسل و لا يكفن لأن ذلك يذهب الهيئة التي مات عليها، و قد تأيد هذا بقوله –صلى الله عليه وسلم- في شهداء أحد " زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ كَلْمٌ يُكْلَمُ فِي اللَّهِ إِلَّا يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ". (رواه النسائي في سننه).

                            ما يستفاد من الحديث:
                            أولا: الشهيد مكرم في الاخرة عند الله و عند أهل الموقف، و هذا هو (هدف الحديث).
                            ثانيا: الشهيد يبعث كهيئته يوم قتل.
                            ثالثا: قتيل المعركة ضد الكفار لا يغسل و لا يكفن.

                            اللهم تقبل منا رمضان بجودك يا رحمان.
                            "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
                            و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
                            قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                            قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                            تعليق


                            • #74
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                              السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                              اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

                              الحديث الرابع في:
                              "كتاب الجهاد والسير"

                              "المتن"
                              حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ-صلى الله عليه وسلم- "مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". (رواه البخاري).

                              معاني المفردات "اللغة":
                              جَاءَ رَجُلٌ: يحتمل أن يكون أبا مسى عبد الله بن قيس، راوي الحديث، كما ورد في رواية للطبراني، و يحتمل أن يكون (لاحق بن ضميرة الباهلي)، كما عند أبي موسى المديني في الصحابة،و يحتمل غيرهما فقد تعددت وقائع ذلك السؤال و أسبابه.

                              لِلْمَغْنَمِ: اللام تعليلية، أي لحوز المال و الغنيمة.

                              لِلذِّكْرِ: أي ليتسامع به الناس و يجري على ألسنتهم و يشتهر بينهم بالشجاعة.

                              لِيُرَى مَكَانُهُ: أي منزلته بين الناس و مرتبته في الشجاعة و الإقدام، و الفرق بينه و بين سابقه: أن السابق غير معروف بالشجاعة، بخلاف هذا فهو معروف بها، و (يُرَى) مبني للمجهول و مكانه نائب فاعل.

                              فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟: أي فمن من هؤلاء الرجال المقاتلين في سبيل الله؟

                              لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا: كلمة الله هي التوحيد، لا إله إلا الله، أو هي دين الإسلام، و الواقع أنهما شيء واحد لأن الإسلام هو دين التوحيد الخالص.

                              فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: أي فهو المقاتل في سبيل الله الحقيق بهذا الوصف.

                              الشرح و الإيضاح:
                              إنما أرسل النبي –صلى الله عليه وسلم- بالدين الحق و الملة السمحاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، و من الغواية إلى الرشد، و من العنت إلى اليسر، و من الضيق إلى السعة.
                              و في سبيل هذه امبادئ القويمة و الغايات الرشيدة، و التعاليم الحكيمة، جاهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- و كافح، و جاهد أصحابه من بعده، و بذلوا أنفسهم و فلذات أكبادهم و نفائس أموالهم رخيصة.

                              و لذلك لما جاءه –صلى الله عليه وسلم- ذلك الرجل يسأله عن حقيقة المقاتل في سبيل الله بعد ان عدد لهأصنافا من المقاتلين أجابه الرسول –صلى الله عليه وسلم- بقوله:
                              " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" جواب حكيم سديد يعتبر من جوامع كلمه –عليه الصلاة و السلام- التي استولت على شوارد المعاني وجمعت أوابدها في ألفاظ قليلة بسيرة، كان من الممكن أن يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- في جواب الرجل، ليس واحد من هؤلاء بمقاتل في سبيل الله فيكون جوابا مطابقا للسؤال، و إذا لاحتاج الرجل إلى سؤال آخر قائلا: فمن هو المقاتل في سبيل الله إذا؟ فيكون جوابه هونفس الجواب المذكور في الحديث.

                              و إذا فقد تضمن جوابه –صلى الله عليه وسلم- جواب السؤال و زيادة، فكان أحسن من الجواب الأول و أقل كلفة، فضلا عما يوهمه الجواب الأول من أن غير هؤلاء الثلاثة يعتبر مقاتلا في سبيل الله كالمقاتل حمية أو غضبا او رياء، مع أن هؤلاء جميعا غير مقاتلين في سبيل الله.

                              و قد تضمن جوابه –صلى الله عليه وسلم-: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا" تجريد القصد لذلك، فلو شرك معه غيره لم يكن مقاتلا في سبيل الله، يؤيد ذلك ما رواه أبوداود و النسائي بإسناد جيد. جاء رجل فقال يا رسول الله: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر و الذكر ماله؟ قال: "لا شيء له". ثم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :"إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه تعالى".

                              و لكن هذا التجريد يكون عند الخروج إلى الغزو فإن عرض حب المغنم أثناء القتال فلابأس بدليل قوله –صلى الله عليه وسلم- في غزوة حنين: " قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ" إذ هو تشجيع لهم على القتال بحوز السلب فدل على أن المقصد إليه أثناء القتال و بعد تجريد القصد عند الخروج غير قادح في كون القتال في سبيل الله، و لشراح الحديث في هذه النقطة بالذات كلام كثير لا طائل تحته فمن أحب أن يقف عليه رجع إليه في مكانه من كتب الحديث و الله أعلم.

                              ما يستفاد من الحديث:
                              أولا: لا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصا له. و هذا هو (هدف الحديث).
                              ثانيا: كل عمل يأخذ صبغته الشرعية باعتبار النية الباعثة عليه.
                              ثالثا: أن الفضل الأخروي الخاص بالمجاهدين لا يناله منهم إلا من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.
                              رابعا: جواز السؤال عن علل الأحكام و غاياتها.

                              اللهم تقبل منا رمضان بجودك يا رحمان.
                              "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
                              و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
                              التعديل الأخير تم بواسطة لواء السنة; الساعة 18-12-2007, 09:43 AM.
                              قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                              قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                              تعليق


                              • #75
                                بارك الله فيك أخي لواء السنة
                                جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك
                                تحياتي لك

                                تعليق

                                يعمل...
                                X