بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض،عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفونن اهدنا اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.أما بعد:
"رب يسر و أعن"
الحديث الأول في:
(كتاب الهبة -الهدية)
الهبة في اللغة: إيصال الشيء للغير بما ينفعه، ملا كان أو غير مال.
شرعا: تمليك جائز التصرف ملا موجودا مقدورا على تسليمه، غير واجب في الحياة بلا عوض.
حكمها:
مندوب إليها لأنها تذهب الحقد و الغيظ، قال عليه الصلاة و السلام- : "تهادوا فإن الهدايا تذهب و حر الصدر".
"المتن"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ". (رواه البخاري: كِتَاب الْهِبَةِ وَفَضْلِهَا وَالتَّحْرِيضِ عَلَيْهَا).
معاني المفردات:
لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا: لا تحقرن جارة هدية مهداة لجارتها.
وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ: الفرن عظم قليل اللحم، و هو للبعير موضع الحافر من الفرس، و يطلق على ظلف الشاة مجازا.
الشرح:
يحث النبي –صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث على التهادي و على المواظبة على الإهداء، و على قبول الهدية، لأن الهدية تنبت المودة و تذهب الضغائن، و إليه الإشارة بقوله –صلى الله عليه وسلم- فيما روته عنه عائشة –رضي الله عنها-: " يا نساء المؤمنين ، تهادين ، ولو بفرسن شاة ، فإنه يثبت المودة ، ويذهب الضغائن". (رواه الطبراني في معجمه الأوسط).
و هو بهذا يشير إلى استحباب الإهداء و لو بشيء اليسير و قبوله، و ليس المراد حقيقة الفرسن لأنه لم تجر العادة بإهدائه.
و النهي في الحديث يحتمل أن يكون موجها للمهدية، و عليه يكون المعنى لا تمتنع جارة من الهدية لجارتها من الموجود عندها لاستقلاله، بل ينبغي أن تجود لها بما تيسر، و إن كان قليلا فهو خير من العدم، و لأن الكثير قد لا يتيسر في كل وقت و إذا توصل اليسير صار كثيرا، و في روايته :
"تهادوا و لو فِرْسَنَ شاة، فإنه ينبت المودة و يذهب الضغائن".
و يحتمل أن يكون المراد نهي المُهْدَى إليها و أنها لا تحتقر ما يُهْدَى إليها و لو كان قليلا.
قال صاحب (فتح الباري): و حمله على الأعم من ذلك أولى.
ما يستفاد من الحديث:
أولا: الحض على التهادي و لو بأيسر شيء.
ثانيا: استحباب المودة و إسقاط الكلفة.
ثالثا: قبول الهدية.
رابعا: النهي عن احتقار الهدية مهما قلت.
اللهم تقبل منا رمضان بجود يا رحمان.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض،عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفونن اهدنا اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.أما بعد:
"رب يسر و أعن"
الحديث الأول في:
(كتاب الهبة -الهدية)
الهبة في اللغة: إيصال الشيء للغير بما ينفعه، ملا كان أو غير مال.
شرعا: تمليك جائز التصرف ملا موجودا مقدورا على تسليمه، غير واجب في الحياة بلا عوض.
حكمها:
مندوب إليها لأنها تذهب الحقد و الغيظ، قال عليه الصلاة و السلام- : "تهادوا فإن الهدايا تذهب و حر الصدر".
"المتن"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ". (رواه البخاري: كِتَاب الْهِبَةِ وَفَضْلِهَا وَالتَّحْرِيضِ عَلَيْهَا).
معاني المفردات:
لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا: لا تحقرن جارة هدية مهداة لجارتها.
وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ: الفرن عظم قليل اللحم، و هو للبعير موضع الحافر من الفرس، و يطلق على ظلف الشاة مجازا.
الشرح:
يحث النبي –صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث على التهادي و على المواظبة على الإهداء، و على قبول الهدية، لأن الهدية تنبت المودة و تذهب الضغائن، و إليه الإشارة بقوله –صلى الله عليه وسلم- فيما روته عنه عائشة –رضي الله عنها-: " يا نساء المؤمنين ، تهادين ، ولو بفرسن شاة ، فإنه يثبت المودة ، ويذهب الضغائن". (رواه الطبراني في معجمه الأوسط).
و هو بهذا يشير إلى استحباب الإهداء و لو بشيء اليسير و قبوله، و ليس المراد حقيقة الفرسن لأنه لم تجر العادة بإهدائه.
و النهي في الحديث يحتمل أن يكون موجها للمهدية، و عليه يكون المعنى لا تمتنع جارة من الهدية لجارتها من الموجود عندها لاستقلاله، بل ينبغي أن تجود لها بما تيسر، و إن كان قليلا فهو خير من العدم، و لأن الكثير قد لا يتيسر في كل وقت و إذا توصل اليسير صار كثيرا، و في روايته :
"تهادوا و لو فِرْسَنَ شاة، فإنه ينبت المودة و يذهب الضغائن".
و يحتمل أن يكون المراد نهي المُهْدَى إليها و أنها لا تحتقر ما يُهْدَى إليها و لو كان قليلا.
قال صاحب (فتح الباري): و حمله على الأعم من ذلك أولى.
ما يستفاد من الحديث:
أولا: الحض على التهادي و لو بأيسر شيء.
ثانيا: استحباب المودة و إسقاط الكلفة.
ثالثا: قبول الهدية.
رابعا: النهي عن احتقار الهدية مهما قلت.
اللهم تقبل منا رمضان بجود يا رحمان.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
تعليق