بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
الحديث السادس في كتاب:
"الجهاد و السير"
"المتن"
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا". (رواه البخاري).
راوي الحديث:
هو زيد بن خالد الجهني، و كنيته أبوزرعة و قيل غير ذلك.
روى عن النبي –صلى الله عليه وسلم- و عن عثمان و أبي طلحة و عائشة –رصي الله عنهم- و روى عنه ابناه خالد و أبوحرب.
شهد الحديبية و كان معه لواء جهينة يوم الفتح، و حديثه في الصحيحين و غيرهما.
متت سنة ثمان و سبعين للهجرة و له خمس و ثمانون سنة.
معاني المفردات "اللغة":
مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا: هيأ له أسباب سفره و غزوه بالسلاح و النفقة أو بأحدهما.
فَقَدْ غَزَا: أي حصل له مثل أجر الغازي و إن لم يغز حقيقة.
وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا: بفتح الخاء و اللام الخفيفة، أي كان خليفة له أعلى أهله و ولده و ماله، بالإنفاق عليهم من ماله الخاص و رعاية شؤونهم و تدبير مصالحهمن أو حفظ مال المجاهد و الإنفاق منه على أهله و ولده.
بِخَيْرٍ: أي بمراعاة الأنفع له في أهله و ماله.
الشرح و الإيضاح:
الحديث يدعوا المؤمنين إلى أن يكونوا جميعا عند الجهاد في سبيل الله صفا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، و أنهم ينبغي لهم أن يكونوا عن بكرة أبيهم غزاة مجاهدين، سواء منهم من كان في صف القتال و من تخلف عنه لعذر من الأعذار.
فعلى من تخلف إن رغب أن يكون له مثل أجر الغازي بالفعل أن يتحقق بإحدى هاتين الخصلتين:
الأولى: أن يعين غازيا بالسلاح او المال و يهيء له وسائل السفر و معدات القتال.
و الثانية: أن يخلفه في أهله و ولده و ماله بالرعاية أو الإنفاق أو تدبير المصالح.
و إنما كان القائم بذلك كالغازي بالفعل في الأجر و الفضل، لأنه أعان الغازي بالسلاح الذي لولاه ما حضر الموقعة أو صمد فيها، فكأنه مشارك للغازي في قتاله و صموده، أو خلفه في أهله يرعى شؤونهم و يدير مصالحهم، فاطمأن المجاهد على من خلفه وراءه وارتاح باله فتفرغ للجهاد و أقبل عليه بقلب غير مشغول بما سواه، فأنكى في العدو و أصاب، فكان الخالف له معينا و عضدا على القتال فكان له مثل أجره. و التحقيق بهذا يسير على كل فرد في المجتكع الإسلامي، فالصانع في مصنعه و التاجر في متجره و الزارع في مزرعته، إذا أتقن كل منهم عمله وزاد في غلته و إنتاجه ليمد به الغزاة في سبيل الله أو من خلفوه ورائهم من الأهل و الولد فهو في حكم الغازي في سبيل الله، وقد اختلف العلماء في أجر كل من المعين و الخالف هل هو مساو لأجر الغازي أو دونه، و تشعب خلافهم و طال جدالهم و لا نرى محلا لهذا الخلاف، فهو موكول إلى مشيئته الله و علمه بالنيات و الأعمال.
و كل ما في الحديث الذي معنا أنه أثبت لكل منهما حكم الغازي و لا يلزم من ذلك التساوي في الأجر.
و ما ورد في بعض الأحاديث من أن له مثل أجر الغازي فينبغي أن يحمل على المماثلة في مطلق الأجر لا على التساوي، لأن المجاهدين بالفعل غير متساوين فيه بل هم فيه درجات على حسب نياتهم و نكايتهم في العدو، فكذلك يجب أن يكون حكم من ألحق بهم و الله أعلم.
ما يستفاد من الحديث:
أولا: المؤمنون عند الشدائد متهعاونون متكافلون. و هذا (هدف الحديث).
ثانيا: من أعان على عمل خير كان له مثل أجر العامل.
ثالثا: ينبغي للمؤمنين أن يعينوا الغزاة في سبيل الله.
رابعا: و أن يخلفوهم بخير في أهليهم و أموالهم.
اللهم تقبل منا رمضان بجودك يا رحمان.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
الحديث السادس في كتاب:
"الجهاد و السير"
"المتن"
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا". (رواه البخاري).
راوي الحديث:
هو زيد بن خالد الجهني، و كنيته أبوزرعة و قيل غير ذلك.
روى عن النبي –صلى الله عليه وسلم- و عن عثمان و أبي طلحة و عائشة –رصي الله عنهم- و روى عنه ابناه خالد و أبوحرب.
شهد الحديبية و كان معه لواء جهينة يوم الفتح، و حديثه في الصحيحين و غيرهما.
متت سنة ثمان و سبعين للهجرة و له خمس و ثمانون سنة.
معاني المفردات "اللغة":
مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا: هيأ له أسباب سفره و غزوه بالسلاح و النفقة أو بأحدهما.
فَقَدْ غَزَا: أي حصل له مثل أجر الغازي و إن لم يغز حقيقة.
وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا: بفتح الخاء و اللام الخفيفة، أي كان خليفة له أعلى أهله و ولده و ماله، بالإنفاق عليهم من ماله الخاص و رعاية شؤونهم و تدبير مصالحهمن أو حفظ مال المجاهد و الإنفاق منه على أهله و ولده.
بِخَيْرٍ: أي بمراعاة الأنفع له في أهله و ماله.
الشرح و الإيضاح:
الحديث يدعوا المؤمنين إلى أن يكونوا جميعا عند الجهاد في سبيل الله صفا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، و أنهم ينبغي لهم أن يكونوا عن بكرة أبيهم غزاة مجاهدين، سواء منهم من كان في صف القتال و من تخلف عنه لعذر من الأعذار.
فعلى من تخلف إن رغب أن يكون له مثل أجر الغازي بالفعل أن يتحقق بإحدى هاتين الخصلتين:
الأولى: أن يعين غازيا بالسلاح او المال و يهيء له وسائل السفر و معدات القتال.
و الثانية: أن يخلفه في أهله و ولده و ماله بالرعاية أو الإنفاق أو تدبير المصالح.
و إنما كان القائم بذلك كالغازي بالفعل في الأجر و الفضل، لأنه أعان الغازي بالسلاح الذي لولاه ما حضر الموقعة أو صمد فيها، فكأنه مشارك للغازي في قتاله و صموده، أو خلفه في أهله يرعى شؤونهم و يدير مصالحهم، فاطمأن المجاهد على من خلفه وراءه وارتاح باله فتفرغ للجهاد و أقبل عليه بقلب غير مشغول بما سواه، فأنكى في العدو و أصاب، فكان الخالف له معينا و عضدا على القتال فكان له مثل أجره. و التحقيق بهذا يسير على كل فرد في المجتكع الإسلامي، فالصانع في مصنعه و التاجر في متجره و الزارع في مزرعته، إذا أتقن كل منهم عمله وزاد في غلته و إنتاجه ليمد به الغزاة في سبيل الله أو من خلفوه ورائهم من الأهل و الولد فهو في حكم الغازي في سبيل الله، وقد اختلف العلماء في أجر كل من المعين و الخالف هل هو مساو لأجر الغازي أو دونه، و تشعب خلافهم و طال جدالهم و لا نرى محلا لهذا الخلاف، فهو موكول إلى مشيئته الله و علمه بالنيات و الأعمال.
و كل ما في الحديث الذي معنا أنه أثبت لكل منهما حكم الغازي و لا يلزم من ذلك التساوي في الأجر.
و ما ورد في بعض الأحاديث من أن له مثل أجر الغازي فينبغي أن يحمل على المماثلة في مطلق الأجر لا على التساوي، لأن المجاهدين بالفعل غير متساوين فيه بل هم فيه درجات على حسب نياتهم و نكايتهم في العدو، فكذلك يجب أن يكون حكم من ألحق بهم و الله أعلم.
ما يستفاد من الحديث:
أولا: المؤمنون عند الشدائد متهعاونون متكافلون. و هذا (هدف الحديث).
ثانيا: من أعان على عمل خير كان له مثل أجر العامل.
ثالثا: ينبغي للمؤمنين أن يعينوا الغزاة في سبيل الله.
رابعا: و أن يخلفوهم بخير في أهليهم و أموالهم.
اللهم تقبل منا رمضان بجودك يا رحمان.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
تعليق