إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اذا كنت تحب الشقاقي بصدق فدخل هنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    والله يا اخوان
    من يقرأ كلمات الدكتور فتحي الشقاقي
    قبل 20 سنة واكتر
    يراها تنطبق الان على واقعنا الحالي

    هذا ان دل فامنا يدل على مدى نظرته المبعدية لوضعنا
    وان دل ايضا فانما يدل على فكر وثقافة والدكتور فتحي الشقاقي


    رحمك الله يا قائدنا ومعلمنا وشيخنا
    ابا ابراهيم
    ...............
    --

    تعليق


    • #47
      من اجمل كلمات الدكتور رحمه الله والتي نعيشها في هذا الوقت قال:
      لن نلقي السلاح ولن نسلمه هذا سلاح عز الدين القسام هذا سلاح عبد القادر الحسيني هذا سلاح محمد الجمل هذا سلاح عماد عقل لايمك لواحد ان يفرط فيه أياً كان
      ياآآآآآآآآرب نصرك

      تعليق


      • #48
        نحن جينا الي فلسين للنحررها ولا للنحكمها

        تعليق


        • #49
          المشاركة الأصلية بواسطة ابوحسن مشاهدة المشاركة
          من اجمل كلمات الدكتور رحمه الله والتي نعيشها في هذا الوقت قال:
          لن نلقي السلاح ولن نسلمه هذا سلاح عز الدين القسام هذا سلاح عبد القادر الحسيني هذا سلاح محمد الجمل هذا سلاح عماد عقل لايمك لواحد ان يفرط فيه أياً كان
          اي والله

          كلمات من ذهب
          سماحة السيد حسن نصر الله لوزراء الخارجة العرب
          اذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود.

          تعليق


          • #50
            نحن ندرك جيدا أن موازين القوى المادية ليست في مصلحتنا و بالتالي لن يكون في مقدورنا تحرير فلسطين لا غدا و لا بعد غد ، فهل هذا سبب للاستسلام و إضاعة الحقوق و القبول بالهزيمة و الإذلال و ربما الفناء ، بحجة ضغط الأمر الواقع . على العكس إن وجود موازين القوى على هذا الحال الظالم سبب جوهري أمام الإنسان للنضال من أجل تغييرها
            ياآآآآآآآآرب نصرك

            تعليق


            • #51
              الان نحن نستعيد ونستذكر قائدنا وحبيبنا الدكتور فتحى الشقاقى
              لقد حزنا على قائدنا ولكننا وبكلماته الوهاجة الصادحة بالحق سنستمد عزائمنا باذن الله
              قال أبو زرعة رحمه الله:
              (( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وانما أدى الينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة ))
              22:2

              تعليق


              • #52
                ياآآآآآآآآرب نصرك

                تعليق


                • #53
                  قال الشهيد الشقاقي رحمه الله: اذا لم يطرق العدو بابك فراجع ايمانك "اي والله صدقت ياشيخنا ومعلمنا أبا ابراهيم


                  هذه صورة نادرة للشهيد القائد ابو ابراهيم لحظة اغتياله وهو مدرج بدمه الطاهر على ارض جزيرة مالطا في البحر المتوسط
                  التعديل الأخير تم بواسطة ابوحسن; الساعة 27-01-2009, 11:37 PM.
                  ياآآآآآآآآرب نصرك

                  تعليق


                  • #54
                    في تأبين الشهيد هاني عابد

                    التاريخ: 1415-6-7 هـ الموافق: 1994-11-11م الساعة: 00:00:00

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

                    ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)
                    أيها الاخوة المجاهدون


                    في عرس جديد من أعراس الشهادة تلتقون. على حب الشهيد وعلى دربه تجتمعون، لتؤكدوا أن الشهيد لا يذهب إلى الموت، بل يذهب الى الاشتباك المستمر، لا ينهي الانفجارُ أو الرصاصةُ دورَهُ في المقاومة. كل ما يحدث أن الروح القلقة الخوافة تتحرر من القلق والخوف، ومن أي شيء وعلى أي شيء، وتبدأ في نقر الارواح الميتة والنائمة والمتقاعسة لتوقظها وتحررها وتطلقها لتصطف في المعركة. الشهداء يُعيدون تشكيل الحياة بزخم اكبر وبابداع أعظم لتبقى الشهادة هي المعادل الموضوعي للحياة، فلا حياة ولا تاريخ لنا بدون الشهداء، لا ماضي ولا مجد ولا عبرة، هم الذين يصنعون لنا المستقبل وليس المرجفون او المعاهدون على الصمت والنكوص.

                    الشهداء ينزرعون في الارض، يورقون ويثمرون وتخضر بهم حياتنا ويبنون لامتهم التاريخ والمجد والمستقبل.

                    والمرجفون يحرصون على حياتهم.. على أي حياة، وينغمسون في نهمهم وذواتهم حتى لو تماهت مع العدو أو لحقت به إلى جحر الضب، حتى لو كانت النتيجة سلاماً مفخخاً.

                    لقد قاتل شعبنا الفلسطيني لاكثر من سبعين عاماً بلا توقف وواجه أخطر التحديات في حياة الأمة العربية والاسلامية على امتداد تاريخها الطويل، تحدي التحالف الغربي الصهيوني الحديث. وعلى مدى هذا التاريخ كانت فلسطين مركز الصراع الكوني والقضية المركزية لكل عربي ولكل مسلم.

                    لم يكن هذا خياراً عاطفيا، بل وجعاً يومياً يعيشه العربي والمسلم المقهور أمام جبروت الاستعمار الغربي والاختراق الصهيوني والدولة الظالمة المستبدة. كانت مركزية فلسطين، وبالتالي مركزية الغزو إنطلاقاً من فلسطين، واقعاً يراه العربي والمسلم في تلوث الهواء وشُح المياه وطوابير الخبز، يراه في الجهل والمرض كما يراه في الكرامة الممتهنة وفي الاذلال اليومي.

                    كانت فلسطين وقضية فلسطين تحمل في داخلها من الحزن والالم والصدقية والعدالة والبوصلة الواعية والقدسية ما يكفي لتفجير بؤس هذا العالم واعادة صياغته من جديد.

                    ولذا عندما انطلقت الثورة الفلسطينية قبل ثلاثين عاماً بدت حينها كوردة تطلعُ على الدنيا من الجرح والوجع لتعَد إبن المخيم وكل الانسان بعالمٍ جديد وغدٍ حر مشرق.

                    ثلاثون عاماً من الثورة والعنفوان وعناوين الصحف لنستيقظ اليوم على سلام مفخخ في شريط ضيق محاصر، سلام اسوأ من أي حرب، سلام ينزعُ عن فلسطين كل عناصر القوة الكامنة والقداسة ويسلمها طائعة إلى أعداء الأمة.

                    سلام يمرُ على اجسادنا ليكرس هيمنة بني اسرائيل على كل المنطقة وليجعل العلاقة بين دول المنطقة وشعوبها علاقة البائع بالمشتري، متجاوزاً صراع الحضارة والايديولوجيا والقومية والسياسة.

                    فإن كان الانتاج القومي لاسرائيل، التي تشكل سدس سكان مصر أضعاف الناتج القومي لمصر. بل ان الانتاج القومي الاسرائيلي اكثر من الانتاج القومي لجميع دول الطوق بما في ذلك العراق، فأي خللٍ جديد مذهل سيدخل على توازن القوى عندما تصبح العلاقة علاقة بائع ومشتري.

                    غزة» اريحا بوابة لفرض الحكم الذاتي على المنطقة، وليس بوابة لتحقيق الاستقلال. فالنص الصهيوني أقوى من أي نص مهزوم ولا يقبل سوى التفسير الصهيوني، والارادة الصهيونية تواجه تفتت الارادات وميزان القوى لا يعمل الا لصالح العدو طالما أنهم يقتلون فينا وبايدينا كل منابع القوة.

                    ورغم ذلك فأوهام القوة والغطرسة لاتصنع سلاماً طالما غاب الحق والعدل. وسيبقى مستقبل فلسطين معلقاً بسيوفنا، سيستمر التطاحن من حولها قدر المنطقة، وسنستمر في حمل شهدائنا في قلوبنا، في عيوننا وعلى اكتافنا ونمضي بهم، ندق بوابات هذا العصر حتى يُفتح لنا هذا التاريخ من جديد، ومن بوابة فلسطين التي لا تضيع ولن تضيع لأنها آية من الكتاب ولا تبديل لآيات الله ولا كلماته. وهي آية مباركة لايمكن أن يهبها لمن غضب عليهم وعاثوا في الارض علواً وفساداً. وهي أيضا أية من الكتاب، من نسيها نسى الكتاب، ومن نسى الكتاب فقد نسى القدرة على الوعي والرؤيا.

                    وهاني عابد امتلك الوعي والرؤيا وهو يعلن بالاشلاء المتناثرة أن عنوان المرحلة هو الشهادة وليس السلطة .. أن عنوان المرحلة هو الدم وليس أمن العدو.
                    ايها المجاهدون


                    في عرس القائد الشهيد هاني عابد أؤكد اننا مع وحدة الشعب كل الشعب، ووطن الشعب كل وطنه، وأؤكد اننا لا ننازع أحداً سلطة او منصباً او كرسيا او مصلحة، ننازعهم حقنا في استمرار جهادنا في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، جهادنا الذي لا يوقفه عدل عادل ولاجور جائر.
                    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    المصدر : القيت مسجلة في غزة يوم 11/11/1994
                    سماحة السيد حسن نصر الله لوزراء الخارجة العرب
                    اذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود.

                    تعليق


                    • #55
                      كم هو شرف عظيم أن أقف بينكم اليوم للمشاركة في تكريم الأخوة الشهداء.. هؤلاء المجاهدين المخلصين الذين يعبدون بدمهم الطاهر لدينهم ولأمتهم ولوطنهم طريق المجد والانتصار.. إن دم الشهداء أغلى وأعز وأعلى مرتبة من كل دم لأن شجرة الحرية لا تنمو بدونه (ولن شعاراتنا وأفكارنا تبقى عرائس من الشمع حتى إذا سال دم الشهادة في سبيلها دبت فيها الحياة وأينعت وأثمرت وأعطت بلا حد ). إن فلسفة الشهادة التي ما توقفت عن المضاء والفعل طيلة أربعة عشر قرنا من الزمان هي التي جمعت هذا الدين وصانت مبادئه وتقدمت به مع كل يوم إلى آفاق جديدة على طريق تحرير الأرض والإنسان وتحطيم الأصنام والطواغيت والمستكبرين.

                      إن فلسفة الشهادة هي التي صنعت حضارتنا ومجدنا وصعودنا وأن فلسفة البدعة والركون إلى الدنيا والالتصاق بالطين فلسفة المتفرجين أو حتى بقاتلي نصف الطريق هي التي صنعت هزائمنا وانكسارنا..ويوم تخلفت الأمة عن الجهاد لم يكن إلا الذل والمهانة والعار ومع كل فعل جهادي نكتشف ذاتنا وتعلو هاماتنا وتقترب من وعد الله بالتمكين والنصر وبأنهم تراث الأرض.

                      الإخوة الشهداء..يا من نستحضر في هذه الساعات جهادكم وبطولاتكم.. أيها الذاهبون إلى الموت الجميل أيها الكربلائيون على درب الحسين.. على دربكم نمضي بعد أن رسمتم لنا بموتكم واستشهادكم ملامح المرحلة الجديدة لقد كان نهج العمليات الاستشهادية فوق الأرض اللبنانية وعلى حدود فلسطين الشمالية هو الرد الإسلامي الفذ والمعجز على تكنولوجيا المستعمر وآلته الجهنمية. أذكر أحد مستشاري الشيطان الأمريكي وهو يرد على سؤال إن كان مقتل 300 أمريكي سببا

                      كافيا لخروجهم من لبنان بتلك الطرقة فأجاب هذا المستشار قائلا لم يكن مجرد قتل 300 هو السبب وإنما أيضا والأهم الطريقة التي قتلوا بها..نعم لقد كان من كرامات فلسفة الشهادة..مجاهد فرد يقتحم بيت الشيطان فيقتله بضربة واحدة ويدمر آلته.. ومع استمرار العمليات الاستشهادية عنوانا لجهاد المسلمين ومع اشتعال نار الجهاد تحرق أعداء الله وتتفجر الأرض من تحت أقدامهم كان الأمل يستيقظ من نفوس المسلمين من جديد ويحي ذكريات الانتصارات التاريخية الإسلامية العظيمة. وفي فلسطين المحتلة كانت صحافة العدو وكانت مراكز أبحاثه تحذر كل يوم من انتقال عدوى هذه الحالة الإسلامية المجاهدة إلى داخل الوطن المحتل وتطالب جيشها بالانسحاب العاجل من لبنان قبل أن تستفحل هذه الظاهرة وتلتحم بالداخل وقبل أن يضطرون للانسحاب في ظروف أشد صعوبة وأكثر سوء.

                      ولكن الاشتعال الإسلامي كان بلا حدود وكان صداه في الوطن المحتل أكبر من كل ترديد..نعم كنا ندرك إمكانيات العدو الهائلة وكنا ندرك أن إمكانيات النصر صعبة وشاقة ولكننا كنا أو أصبحنا ندرك أكثر وجوب الثورة فانتصر الواجب على الإمكان كما علمنا دم الحسين في كربلاء وكما علمنا دم القسام في يعبد وكما علمتنا المقاومة الإسلامية في لبنان.

                      وسرعان ما أصبح كل هذا ملهما لسلسلة من العمليات الجهادية البطولية والتي جاءت ذروتها العملية الاستشهادية التي نفذتها مجموعة من سرايا الجهاد الإسلامي في حي الشجاعية بغزة والتي يمكن أن تؤخر بها بداية وتباشير الانتفاضة الإسلامية المباركة غذ ان حركة شعبنا وخروجه الجماهيري وتظاهراته لم تكن تهدأ إلا لتعود من جديد طيلة الشهرين التي سبقت التفجير الشامل في 9/12 والذي نعتبره اليومتاريخا رسميا لبدء الانتفاضة لقد كان دم أبطال وشهداء المقاومة الإسلامية أحد أهم المشاعل التي أضاءت الطريق لشعبنا وأشعلت جذوة الانتفاضة، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على وحدة الدم الإسلامي وتواصله باتجاه مركز الصراع الكوني اليوم .. باتجاه بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

                      أيها الإخوة قبل أربعين عاما وأثر نكبتنا الأولى لفلسطين خرجت دراسات وتحليلات وأصوات تنذر أن ما حدث في فلسطين سيكون عامل تفجير في طول وعرض المنطقة.. لكن المستعمر الذي أدرك طبيعية الإشكالية جاء بعسكره إلى السلطة بدلا من ساسته ومفكريه المتغربين.. جاء بهم لمزيد من قمع الجماهير وسحق انتمائها الحقيقي وعقيدتها ولاستمرار تغييب الإسلام عن ساحة الوجود والفعل والتأثير فكانت الهزيمة تلو الهزيمة والتراجع تلو التراجع وباتت السجون والمعتقلات سياسة رسمية وأولوية لا تعلو فوقها أولوية حتى دخلت جيوش اليهود إلى بيت المقدس.

                      والمسجد الاقصى.. حتىوصلوا إلى قناة السويس وإلى نهر الأردن ويومها ورغم الوجه القاسي والمؤلم «للجنة» تحطمت الأصنام وسقطت البدائل التي أفرزها المشروع الغربي في المنطقة فقد أدركت ألأمة أن الإسلام والاسلام فقط هو النفي الكامل للمشروع الاستعماري الصهيوني وهو وحده القادر على تحقيق الاستقلال والحرية والنهضة وإنه هو وحده يملك الإجابة على كل التحديات.. فكانت هذه البداية، أما اليوم وبعد أن أصبح للإسلام دولية ولله حزبه القوي المتين وللإسلاميين مقاومتهم الباسلة وبعد أن تعملقت حركة الجهاد الإسلامي في المنطقة وفي فلسطين فإن الصراع يأخذ شكله الحقيقي والطبيعي.. معسكر الإسلام والحق في مواجهة معسكر الشرك والباطل.. ومساحة الفعل والمواجهة رغم أنها تمتد إلى كل مكان إلا أنها تتجسد بكامل أصعدتها ومستوياتها في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، اليوم تتضح الصورة لتؤكد خصوصية ومركزية القضية الفلسطينية للحركة الإسلامية هذه الخصوصية التي نبه إليها القرآن حين خص أرض فلسطين بالبركة وحين تحدث عنها الرسول الأعظم كأرض للرباط إلى يوم القيامة.

                      إن القرآن الكريم في مطلع سورة الإسراء يؤكد على طبيعة المعركة بيننا وبين بني إسرائيل كما يؤكد على دخول المسجد…

                      المصدر : القيت يوم 1/9/1988 (تقريباً) بيروت
                      سماحة السيد حسن نصر الله لوزراء الخارجة العرب
                      اذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود.

                      تعليق


                      • #56
                        كلمة في تأبين الشهيد ـ محمود الخواجا

                        التاريخ: 1415-6-26 هـ الموافق: 1995-00-00م الساعة: 00:00:00

                        يا جماهير شعبنا العظيم

                        أيها المجاهدون


                        الشهداء لا يموتون ، إنهم أحياءٌ يهبون لأمتهم مزيداً من الحياة والقوة. قد يلغي القتل أجسادهم الظاهرة ولكنه يستحضر معنى وجودهم مكثفاً خالصاً من نوازع الجسد وثقله ، متحرراً من قيوده، ويطلقُ أرواحهم خفاقةً حيةً ، مؤثرةً بحجم المعاني التي قتلوا لأجلها وهم يدافعون عنها.

                        إن دم الشهداء هو شريان الحياة لشجرة المقاومة والجهاد وشجرة الحرية، ودم محمود المسفوح هو رمزٌ لدم الشهداء الذي سيبقى يسفح حتى ينتصر على السيف ، سيف بني إسرائيل وحلفائهم واتباعهم.

                        أخي محمود، لقد سفحوا دمك لأنك كنت عقبة أمام الشيطان الأميركي والعدو الصهيوني في إعادة تشكيل المنطقة على صورتهم وتلبية لمصالحهم ، نعم هذا هو حجم محمود الخواجا الذي يجب أن تعرفوه وتعرفه كل الأمة ويعرفه رفاقه وأهله. محمود الخواجا هو الفارس الذي جعل المخيم الفقير يشكل تهديداً استراتيجياً ـ حسب تعبير رابين بعد بيت ليد ـ للدولة العبرية وللسلام الأميركي الصهيوني المدنس. محمود الخواجا هو الذي كان يقف للموج العاتي بالمرصاد، كان يمنع موج البحر أن يكسر المخيم، وذلك بزنده وعنفوانه وروحه الوثابة ، كانت غزة ـ أريحا تنضح من حوله بالقبح وأجهزة الأمن والرشاوى والجوع والفساد والوهم والموت ، ووحده كان ينضح بالحياة. ورغم رصاص كاتم الصوت في صدر محمود وفي رأس محمود سيبقى وحده ينضح بالحياة ، فروحه الوثابة التي أطلقها الرصاص ترحل الآن في كل اتجاه تنقر الأرواح النائمة وتوقظها لتصطف في صف الجهاد وصف الخلاص ، في صف الرصاص.. سيبقى ينضح بالحياة وهو يصرخ من دمه .. أيها المجاهدون اتحدوا.. لتتكرس وحدة المجاهدين، وحدة المقاومين، وحدة الجهاد الإسلامي الذي سيبقى ، رغم حجم المؤامرة وحجم الضغوط ، ضمير الشعب والأمة الحي يذكرهم ، بوعيه وإصراره ورصاصه ، أن فلسطين محتلة وأن بيت المقدس محتل، فلا قرت أعين الجبناء ، لا قرت أعين العملاء ، لا قرت أعين المستسلمين.

                        يا رفاق محمود ، يا اخوة محمود وأبناء محمود

                        دمه في رقبتنا أمانة ، دمه في رقبتكم أمانة. لقد عرفتموه نموذجاً للتحدي وتجسيداً للعنفوان، لم يضعف يوما، لم يجبن، ولم يخف الموت، فانطلقوا على دربه للانتقام، واجعلوا من دمه اللعنة الكبرى على العدو. وسأبقى معكم أفديكم وأفدي هذا النهج المقدس بدمي وبكل ثواني عمري وجهدي الذي لن يفتر ، بل سيزداد عنفواناً من عنفوانكم وعنفوان محمود وعنفوان الأمة المقموعة ، ولكنها ستنهض في يوم قريب لتجعل كل ما تراكمه أميركا من مؤامرات ـ تجعله هشيماً ، ليعلموا جميعاً : القتلة وأعوان القتلة ، أن سلاحنا سيبقى مشرعاً. لن نلقي سلاحنا ولو بقينا فرداً واحداً ، وليس من الجهاد الإسلامي من يساوم على سلاحه أو يساوم على خط الجهاد واستمراره.

                        أيها الإخوة

                        بعد اسبوع على غياب محمود نؤكد أننا مع وحدة الشعب كل الشعب ، مع وطن الشعب ، كل وطنه ، لا ننازع أحداً منصباً أو كرسياً أو مصلحة، ننازعهم حقنا في استمرار جهادنا في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، جهادنا الذي لا توقفه السيارات المفخخة ولا كواتم الصوت ولا طغيان الأجهزة واعتقالات الفجر عند أيام الفداء.
                        المجد لك يا محمود

                        المجد للمخيم الذي صنع توازن الرعب

                        المجد للشهداء من قبلك ومن بعدك

                        حتى ترتفع راياتنا فوق كل فلسطين

                        المصدر : من أرشيف حركة الجهاد 1995 غير محدد التاريخ
                        سماحة السيد حسن نصر الله لوزراء الخارجة العرب
                        اذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود.

                        تعليق


                        • #57
                          كلمة في ذكرى مرور ثمانية اعوام على شهداء الشجاعية

                          التاريخ: 1415-6-26 هـ الموافق: 1995-00-00م الساعة: 00:00:00

                          ثمانية أعوام تمر اليوم على ذكرى الرجال المؤمنين الذين واجهوا العدو واقفين فكانوا شرارة الانتفاضة التي اندفعت ببركة دمهم المقدس لتستمر كل تلك الاعوام الشامخة عنواناً لشعب حي وعزيز لا يمكن نفيه أو تجاوزه أو اقتلاعه ، عنوانا للقطع الحاسم مع العدو واستحالة التعايش معه ، عنوانا للإسلام الحي المتجدد القادر على انتشال الأمة من وهدة اليأس وعبثها من جديد عنوانا جوهرياً لمشروع النهوض ضد مشاريع الاحتلال والنهب والاستلاب والإذلال والاستعباد والتبعية.

                          اليوم نطوي مع الأمهات الجليلات والابناء الشاخصين إلى صور أبائهم ـ نطوي القلب حزناً وافتخاراً باستشهاد محمد سعيد الجمل وسامي الشيخ خليل وزهدي قريقع وأحمد حلس ومصباح الصوري الذي كان سبقهم بأيام قليلة، هؤلاء الشهداء الذين أعطونا الحياة لنستمر أكثر.

                          ما يدمى القلب في ذكرى شهداء الشجاعية البواسل وكل شهداء فلسطين في صراع المئة عام أن الوطن يبتعد عن مسار دمهم ، وأن الاحتلال الذي قاوموه يتكرس أكثر تنظيماً وبأساً ودلالة بعد أ، تحرر العدو من لعنته ومأزقه (الاحتلال) دون أن يتخلى عنه ، وأن المشروع الوطني الفلسطيني قد انقسم إلى تابع ومقاوم، إلى ظالم ومظلوم ورفاق الام الثوار قد أصبحوا الحزب الحاكم أو حزب الحاكم أو الحزب النائب عن الحاكم ، لا فرق طالما أن الحاكم معروف.

                          ما يدمى القلب أن العدو التاريخي والحضاري والقومي للشهداء والأمة قد أصبح شريكاً وحليفاً ضد دم الشهداء وضد الأمة وأنه يدخل تحت رايات التسوية الزائفة والموهومة إلى نسيج وبنية المنطلقات بثبات.

                          ما يدمي القلب تزييف الوعي بلا حدود، ليس ذلك الذي يمارسه العدو وكنا له بالمرصاد ، بل ذلك الذي تمارسه النخب المهزومة التي تخفي هزائمها وانكساراتها وعوراتها بالثرثرة حول انكسار المشروع الصهيوني وصولاً إلى التناقض الداخلي في المجتمع الإسرائيلي الذي سينفجر بعد أن تم إنجاز السلام الذي لا يحتمله اليهود المغفلون! ، وحينها سيرحلون بلا قتال ببركة أوسلو (خسرت إسرائيل من المقاطعة العربية المباشرة عشرين مليار دولار وخسرت من المقاطعة غير المباشرة عشرين مليار دولار ورفع المقاطعة سيعطيها ضعف ذلك، كما أنها تصدر لليابان سنويا بمليار دولار وتستورد من اليابان بربع هذا المبلغ)، ومع تقدم لعبة التسوية ستصبح إسرائيل طفل العالم المدلل أكثر وأكثر. فأي تناقض سيتفجر داخل أربعة أو خمسة ملايين ، سيكون أقلهم سيداً في المنطقة بكل معنى الكلمة.

                          في السادس من أكتوبر (تشرين أول) يذكر شعبنا شهداء الشجاعية البواسل وهو أكثر وعياً وإصراراً على غسل حالة الإحباط المبرمج باتجاه أُفُقٍ مشرق لا يفتحه سوى دم الشهداء.

                          المصدر : من أرشيف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
                          سماحة السيد حسن نصر الله لوزراء الخارجة العرب
                          اذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود.

                          تعليق


                          • #58
                            كلمة في تأبين شهداء حزب الله

                            التاريخ: 1415-6-26 هـ الموافق: 1995-00-00م الساعة: 00:00:00

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه

                            السادة العلماء الإخوة المجاهدون


                            نلتقي اليوم لنؤبن كوكبة عظيمة من الشهداء الذين نزفت دماؤهم وقتلوا في سبيل الله دفاعا عن العقيدة والأمة والوطن.

                            الشهادة هي المعادل الموضوعي للحياة،ونحن أمة لا تاريخ لها خارج الدم وخارج مسيرة الشهادة، بل وخارج المذابح والمجازر.

                            ورغم ذلك لا ننكسر ولا نستسلم ولا نساوم وتبقى رايات جهادنا مشروعة.الشهادة هي المعادل الموضوعي للحياة،والشهداء هم عنوان الحياة لأنهم لا يموتون ، بل ينزرعون في الأرض، يورقون ويثمرون وتخضر بهم حياتنا، تصوروا تاريخنا بلا شهداء لا تجدون سوى العدم، إذ لا تاريخ بدونهم، لا أمة بدونهم ولا عزة ولا كرامة، دمهم شريان الحياة لشجرة المقاومة وشجرة الحرية، يجعل لكلماتنا معنى ويدل على حيوية أمة لا تموت ولا تركع، وسيبقى هذا الدم يسفح حتى ينتصر على السيف ، سيف بني إسرائيل وحلفائهم وأتباعهم وأدواتهم.

                            ماذا يعني أن تستشهد هذه الثلة من الشباب المؤمن المقاوم؟ وهي تمثل جدار الأمة الأخير في معركة المصير، ماذا يعني أن تستهدف المقاومة الإسلامية ، أن يستهدف حزب الله؟

                            ماذا يعني أن تسكت العواصم العربية وهي تلوك طعم دمنا بالمذلة وبعضها يلوكه بالشماتة، وكل منها يستمر في غفوته وضياعه واستلابه وتبعيته.

                            ماذا يعني أن يرتكب العدو مذابحه ومجازره في نفس الوقت الذي يجلس فيه على طاولات التفاوض، إلا إن كانت الحقيقة تقول أننا لم نعد شيئا واحدا بل أشياء وفسيفساء متعددة ليس من جامع أو رابط بيننا، بعضنا مكسور مهزوم ذاهب بل غارق في الاستسلام يلقى الرضا والقبول الدولي، وبعضنا رافض ذاهب للدفاع عن حقه ووطنه ، تصب عليه اللعنات ، مطاردات في وطنه مكشوف الظهر بلا سند، إرهابي على الجميع أن يحاصروه.

                            ماذا يعني أن ترفع الولايات المتحدة الأمريكية يدها فور الغارة الصهيونية الوحشية تباركها وتدعمها وقد نفذت بسلاحها المتطور، وفي نفس الوقت تكمم فم الضحية تمنعها من أي صراخ او شكوى ، جاعلة من مجلس الأمن العوبة أمريكية دوره محاربة العرب والمسلمين ومحاصرتهم، ومع ذلك تنفرد أمريكا على قمة الدنيا وحيدة بفضل بطشها وإرهابها وغطرسة القوة لديها وتحت عناوين موهومة ومزعومة حول مبادئ وقيم الحرية. وحقوق الإنسان.

                            إنهم يريدون اعادة تشكيل العالم والمنطقة خاصة على صورتهم ولا يتورعون في سبيل ذلك عن ارتكاب كل اشكال الإرهاب والابتزاز والضغوط ، حتى بتنا غير قادرين على شق طريق بين عاصمة وعاصمة إلا برضاهم وموافقتهم وإلا انصبت علينا الحمم أو حاصرتنا المؤامرات.

                            حتى الاستسلام الجماعي لم يعد من حقنا، إذ علينا أن نستسلم فرادى ، أن نؤكل فراداى واحد إثر آخر. وصيغة مدريد الفاضحة لم تعد كافية، لم تعد تلبي جشعهم وطموحهم وساديتهم وعلى الجميع ان يتنقل إلى صيغة غزة ـ أريحا حيث يتحول ياسر عرفات إلى مجرد شرطي والملك الأردني إلى شرطي وبقية العرب يتراوح دورهم المرسوم من سوق ومرتع إلى سمسار إلى شاهد زور ، أو هكذا يريدون.

                            في غزة ـ أريحا حقق الصهاينة صفقة العمر بشروطهم الذهبية والتاريخية، بشروطهم الحلم ولذا لم يبالوا من سيوقع على الطرف الاخر ما دام سيوقع على برنامجهم هم ومع أنفسهم.

                            إنها الصفقة الأسوء من وعد بلفور بلا شك ، لقد قال لهم ياسر عرفات خذوا ما شئتم ، افعلوا ما شئتم إن قبلتم أن أكون الشريك الآخر ، وبدا كأنه أيضا يقول : أن احكم ولو ذاتيا ولو في غزة أولى عندي من أن يحكم فلسطيني غيري كل فلسطين !! وهكذا دفعت الأمة ثمنا غاليا غاليا عندما سكتت عن أن يكون عرفات هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ، وعندما كنا نرفض هذا المنطق وندرك خطأه ومخاطره كانوا يقولون لنا بديماغوجية وإسفاف هذا شبيه بموقف الكيان الصهيوني أيضاً!!

                            اليوم يتضح أن هذا الممثل الشرعي كان ممثلا للإسرائيليين وليس للشعب الفلسطيني ، حررهم من غزة وجحيمها دون أن يتسلمها حقيقة ودون أن يسلمها للشعب الفلسطيني ، لقد أنقذ الكيان الصهيوني من مرض مستعص كاد أن يفتك بهذا الكيان أخلاقيا وسياسيا وامنيا،ولم يقبض عرفات سوى أن يدخل شخصيا إلى غزة ليطفئ جحيمها ويصفي ثورتها وانتفاضتها ويفتح أبواب معتقلاتها للمجاهدين ، إنه يدرك جيداً أن أمن العدو هو الشرط الأساسي كي يستمر هو على المسرح. والأسوأ أنه منذ اتفاق غزة ـ أريحا شهدت المنطقة وفي شهور محدودة من التداعيات والانهيارات ما لم تشهده في ربع قرن وبات حلم العدو بشرق أوسط جديد يهيمن عليه أقرب إلى التحقق والواقع ، وتكشّف الفسيفساء العربي عن إمارات ودويلات وقبائل لا رابط بينها سوى الحبل الذي يشدها بالكيان الصهيوني.

                            حتى المناضلون الشرفاء ،ومنهم من دخل مرحلة انعدام الوزن، بدأوا يستعدون لمقاومة ما سمي بالتطبيع بدلا من مقاومة الاحتلال. وكأن الاحتلال بات أمرا واقعا لا جدوى من محاربته بالسيف أو مواجهته بالرصاص وعلينا مواجهة تأثيراته السلبية بالمقاطعة.

                            إن كل يوم يمر يؤكد أن غزة ـ أريحا هي الاسم الحركي لمشروع تصفية الصراع مع العدو الصهيوني وإنهاء مرحلة كاملة عاشتها المنطقة منذ بدايات هذا القرن، الاسم الحركي للنظام الشرق الاوسطي الجديد حيث يفرض الحكم الذاتي ليس فقط على غزة وأريحا وإنما على كل المنطقة التي لن يجرؤ حكامها على تجاوز كونهم ولاة معينين من قبل الباب العالي في واشنطن أو نائب ووكيل الباب العالي في تل ابيب.

                            غزة ـ أريحا هي كلمة السر التي يحملها بنو إسرائيل ليمروا عبر هذا الليل العربي الدامس إلى كل العواصم في سهولة ويسر. إنه اتفاق على كل المنطقة بمياهها ونفطها وطرق مواصلاتها. إنه مشروع لإعادة إنتاج وتجديد الالتحاق وليس مشروعا للاستقلال، وعلى الاصوات المعارضة والرافضة والثائرة أن تصمت. الشرطي الجديد في غزة وأريحا سيواجه حماس والجهاد الإسلامي وكل القوى الوطنية المناضلة. وهذا سيطلق يد الكيان الصهيوني في لبنان لمواجهة المقاومة الإسلامية ، لمواجهة حزب الله الذي شرفه الله بحمل راية الجهاد في جبل عامل وعلى امتداد هذا الساحل.

                            في هذا السياق تجيء المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني ويجيء اختطاف الحاج مصطفى الديراني ، إنهم يحاولون فرض طقس غزة ـ أريحا على كل المنطقة.

                            ولكننا ونحن نودع شهداءنا نؤكد للعالم أننا سنواجه منطق القوة والغطرسة بمنطق العدالة الذي نحمله وتحمله شعوبنا وقضيتنا. نعم إنه منطق القوة والإرهاب.
                            والسلام عليكم ورحمة الله

                            المصدر : القيت في الحفل التأبيني لشهداء حزب الله ـ عين كوكب / شرق بعلبك
                            سماحة السيد حسن نصر الله لوزراء الخارجة العرب
                            اذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود.

                            تعليق


                            • #59
                              كلمة ـ في احتفال الذكرى الخامسة لرحيل الإمام الخميني

                              التاريخ: 1414-12-26 هـ الموافق: 1994-06-05م الساعة: 00:00:00

                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه

                              اقتلونا، إن شعبنا سيعي أكثر وأكثر


                              تحت هذا الشعار الخميني تستمرُ المواجهةُ وتستمر المعركة وتمضي مسيرة الدم الذي لا يُغلب.

                              في لحظة من عمر الثورة الاسلامية، قتل المنافقون والعملاء أكثر من سبعين قائدا من قيادات الثورة بضربة واحدة، ومع ذلك استمرت الثورة بعنفوان أقوى واشد.

                              إن أولئك الشهداء ، إن شهداء المقاومة الإسلامية بالأمس ، إن كل شهداء الأمة ينزرعون في الأرض ليهبوا لنا الحياة، ويمدونا بالعزيمة والقوة. إن المسلم لا يرى في الشهادة نهاية، بل خيارا «قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحُسنيين…» فالله يجعلها خياراً صنواً لخيار النصر ، إنها خيار حي وفاعل وبناء ، فالشهداء لا يموتون، بل ينزرعون في الارض ، يورقون ويثمرون وتخضر بهم حياتنا، يحلقون في السماء ويجيشون في الصدور دماً جديداً ووعياً وعزيمة.

                              اقتلونا، إن شعبنا سيعي أكثر وأكثر.

                              السادة العلماء الإخوة المجاهدون.

                              قبل خمسة أعوام، انتقل الإمام الخميني رضوان الله عليه إلى الملأ الأعلى، ولكن استمرار حضوره في حياة الأمة أعظم من أن تخفيه السنون أو يمحوه الاستكبار، وليس هناك من نموذج أمثل كهذا النموذج اللبناني الإسلامي المقاوم. لقد أعطى الإمام لحياة المسلمين معنى وكانوا قبل نهوضه وثورته يغفون في سراديب النسيان، وأعطاهم الأمل بأن التغيير ليس ممكنا فحسب بل وحتمي أيضاً ، لقد حرر المسلمين المستضعفين من رعب الدول الكبرى ، ذلك السيف الذي استمر مسلطاً على رقابنا عقوداً وعقوداً ويحاول أن يستحضره المهزومون اليوم، فقد أكد الإمام بثورته أن الدول الكبرى يمكن أن تنكسر ويمكن أن تتراجع إذا تحررنا من استلابها والتبعية لها، وإذا تملكنا إرادتنا حرة وبعثناها بالإيمان والعمل فاعلة قوية.

                              لقد أعاد الإمام للإسلام جوهره المحمدي النقي، إسلام الجهاد والاستشهاد والنهوض والثورة،الإسلام الذي يعيد الأمة إلى اصالتها وهويتها وروحها المسروقة، الإسلام الذي يحرك الجماهير ويقودها ويخرج الملايين إلى الشوارع ضد الطواغيت والمستكبرين، الإسلام الذي يبرهن بعد أربعة عشر قرنا على انبعاثه كم هو ثابت في الأرض، راسخ في وجدان الأمة، قادر على التجدد والانبعاث من جديد، قادر على إقامة الدولة الإسلامية، الإسلام الذي يجعل مجاهدا فردا يقتل بضربة واحدة اكثر من مائتين من جنود أمريكا العظمى فتهرب أمريكا مذعورة، ويجيب مسؤول أمريكي كبير في حينها عن سبب هذا الهروب أثر ضربة أو ضربتين فيقول: لم نرحل من لبنان بسبب سقوط هذا العدد الكبير من القتلى فقط ولكن بسبب الطريقة التي سقطوا بها. وهكذا لا تجد أكبر قوة نووية ومسلحة في التاريخ البشري طريقة لمقاومة مجاهد فرد أمتلك إرادة القتال.

                              لقد أطلق الإمام الخميني الصحوة الإسلامية في المنطقة وفي العالم ، هذه الصحوة التي أنشأت واقعاً جديداً ، ولا زالت تتفاعل عبر التنامي المتزايد لحركات النهوض الإسلامي ، التي لم يعد بالإمكان تجاوزها والتي ستنتصر إن عاجلا أو آجلاً على ركام الأنظمة المستبدة وغير الشرعية والتي لم تعد قادرة على حل مشكلة واحدة من مشاكل المجتمع . إن الصحوة الإسلامية ستعيد تشكيل المنطقة على صورتها الحقيقية وليس على صورة سلعة الغرب.

                              خمسةُ أعوام مضت على رحيل الإمام. تبدلت الدنيا وانقسمت الأمة إلى مؤمنين يستعذبون الموت في سبيل مبادئهم وحريتهم وأوطانهم، وإلى مهزومين يركعون أمام الغرب ويتمسحون به كالكلبة بسيدها، شعارهم على جباههم وعلى ظهورهم : غزة ـ أريحا ، من المغرب إلى عمان وقطر وما بينهما ثقافتهم انشودتهم وطموحهم هو غزة ـ أريحا، فهي طقس هزيمة وليس مجرد جغرافيا ، والحكم الذاتي ليس لهذه المنطقة المحدودة الضيقة من فلسطين فقط وإنما لكل المنطقة التي ارتضى حكامها الدخول مطبوعين إلى بيت الطاعة الأمريكي ـ الصهيوني.

                              إن غزة ـ أريحا أيها الإخوة هي فضيحة العصر ومصيبة العصر، وخيانة العصر، وتتلخص في أن الحركة الصهيونية قد وجدت شرطياً حارساً لمشروعها، فلسطينياً يحمي أمنها وينقذها من ورطتها النفسية والأخلاقية والأمنية والعسكرية والسياسية في غزة والضفة.

                              إنها صفقة تستعصي على الفهم ، فالفلسطينيون الرافضون على مدى القرن لم يقبلوا إلا عندما اصبح عليهم ان يعطوا لا أن يأخذوا. والاسرائيليون عندما انسحبوا من غزة أو أعادوا انتشارهم فيها كما حدث بالفعل لم يسلموها حقا للفلسطينيين وإنما أعادوا تحكمهم الاستراتيجي بها. لقد أكلوا الكعكة ، احتفظوا بها لأنفسهم وباعوها للعالم وحدث كل هذا في نفس الوقت.

                              إن ما حدث في غزة لم يحدث في سياق جهادنا ونضالنا بل في سياق المعاكس والمضاد تماماً . وإنني انقل عن لسان مفاوض فلسطيني من أهم المفاوضين في طابا والقاهرة يقول: أثناء التفاوض كانوا يتعاملون معنا باستعلاء شديد ولم يكونوا يقدمون لنا شيئا إلا اذا اقنعناهم أن هذا الشيء لمصلحتهم هم. ومع ذلك يطلقون الأكاذيب والأوهام حول الاستقلال والدولة والقدس ، فيما جنرالات العدو ووزراء العدو يكيلون المديح لدور السلطة الفلسطينية وأجهزة أمنها، للحلفاء الجدد الذين بدأوا باعتقال المجاهدين وإيداعهم في نفس السجون التي كان الاحتلال اليهودي يعتقلهم فيها، الحلفاء الجدد ضد فلسطين والمنطقة والذين ببركة تواجدهم في غزة نيابة عن الاحتلال ، يساهمون في إطلاق يد الاحتلال في لبنان وغير لبنان . وكما دخلت هذه الحفنة الفلسطينية التائهة الخاسرة في بيت الطاعة الامريكي ـ الصهيوني يتحول الاسرائيليون إلى ساحات أخرى لتطويعها وإسقاطها في نفس بيت الطاعة تمهيداً لعالمهم الجديد، ونظامهم الجديد وشرق أوسطهم الجديد حيث يكونون القوة المركزية المهيمنة.

                              منذ الانسحاب الإسرائيلي المزعوم في غزة طاردت حركة الجهاد الإسلامي الجنود الصهاينة من جنوب رفح إلى شمال غزة واصطادتهم وقتلتهم، لتؤكد لشعبنا ولأمتنا وللعالم أن الانسحاب المزعوم لم يتم، وأنهم موجودون على الأرض فنحن لم نصطادهم من الجو أو البحر. ولنؤكد أيضاً للعالم أن هذه الاتفاقات السرية التي وقعتها حفنة مسروقة ضائعة لا يمكن أن تصنع سلاماً لليهود على حساب شعبنا، ولذا فسوف تستمر الانتفاضة وسوف يستمر جهادنا أينما استمر الاحتلال وسوف يستمر سلاحنا مشروعاً لا يسقط ولا يُسلم.

                              هذا هو الدرس الذي تعلمناه ونعلمه ونردده في ذكرى رحيل الإمام الخميني العظيم، قبضة الروح التي انتصرت على المادة في عصر الاتصالات المعقدة والكارتلات البشعة والطواغيت التي تدوس كل قيمة ولا تعرف الرحمة.

                              في ذكراك هذا العام يلون الدم لبنان ، دم المقاومة الإسلامية ، دم حزب الله الذي يطلب الثأر . والثأر في صدور المؤمنين على امتداد الأرض حي. والعدو الصهيوني لن ينجو من العقاب ، عقاب المجاهدين المسلمين في كل مكان ، الذين يوحدهم الدم كما توحدهم العقيدة ، كما يوحدهم المصير.

                              في ذكراك يا إمام قد تبدو الأرض ضيقة ضيقة، ولكن الرؤية أوسع ،وبما علمتنا فإن أفقنا الإلهي أرحب وأرحب، ويتحرك أبعد من قيد اللحظة الراهنة التي يريد الاستكبار أن يسجننا بها.

                              «قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين، ونحن نتربص بكم أن يصيبكم اللهُ بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنّا معكم متربصون»
                              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                              المصدر : القيت في احتفال الذكرى السنوية الخامسة لرحيل الإمام الخميني ـ بيروت 5/6/1994
                              سماحة السيد حسن نصر الله لوزراء الخارجة العرب
                              اذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود.

                              تعليق


                              • #60
                                ما زبط يا حج لواء
                                وداعا ... أحبتي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X