أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في شبكة حوار بوابة الاقصى، إذا كنت تمتلك عضوية لدينا مسبقا وتواجه مشكلة في تسجيل الدخول لها يرجى الإتصال بنا،إذا لم تكن تمتلك عضوية لدينا مسبقا يشرفنا أن تقوم بالتسجيل معنا
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
معاني المفردات:
الكلمة معناها شَيْئًا: أمرا مخالفا للدين خلاف الكفر. فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ: الفاء تعليل، و الهاء اسم إن، و الجملة خبر، و فيها مضاف محذوف، و التقدير خرج من طاعة السلطان. السُّلْطَانِ: أي قدر شبر كناية عن معصية السلطان و لو بأدنى شيء. شِبْرًا: على وزن فعلة بيان لهيئة الموت و حالته التي يكون عليها. مِيتَةً: فإن الشأن. فَإِنَّهُ: أي جماعة المسلمين. مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ: أي جماعة المسلمين. إِلَّا مَاتَ مِيتَةًجَاهِلِيَّةً: إلا زائدة كما تدل على ذلك الرواية السابقة.
تمهيد:
أورد البخاري هذا الحديث و غيره في كتاب الفتن، لما يترتب على الخروج على السلطان من الفتن.
و أصل الفتنة من(الفتْن ) –بفتح الفاء- و هو إدخال الذهب النار لتظهر جودته من ردايته، و هي المحنة و الشدة و العذاب و كل مكروه، كالكفر و الإثم و الفجور و المعصية و غيرها من المكروهات.
قال تعالى: [و الفتنة أشد من القتل]. (سورة البقرة/ الآية 191). و قال تعالى: [إن الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنت ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق]. (سورة البروج/ الآية 10).
و المؤمن يمتاز بأنه يمتحن فينجح و يخرج من الفتنة كالذهب لا يزداد إلا تألقا و نقاء.
الشرح و الإيضاح:
يحرص الإسلام على أن تقوم حياة الأمة الإسلامية على الإتحاد و الاستقرار، يدا واحدة و قلبا واحدا، لتستطيع في ظل هذه الوحدة أن تبني نهضتها و تقيم مجتمعها على دعائم راسخة، و تواجه مشكلاتها في الداخل و الخارج.
ففي المسلم توجه جهودها إلى تنمية ثروتها في ميادين الصناعة و الزراعة و التجارة، و تبحث و تنقب في كل ميدان من ميادين الحياة، حتى تهىء لأبنائها الرفاهية و الرخاء.
و في الحرب تقف صفا واحدا في وجه عدوها الذي يتربص بها الدوائر، و يتحين لها الفرصة ليأخذها على غرة، وبذلك تعيش آمنة ناعمة بما لها من وحدة واستقلال.
و إن أية أمة يدب إليها الخلاف فتتفرق كلمتها و تتمزق وحدتها، لا تستطيع أن تنهض بحياتها في الداخل أو تدفع عنها عدوان الطامعين في الخارج، إذ يشغلها حينذاك ما يشيع فيها من فرقة و ما تضطرب به من المكايد و الفتن.
و أحداث التاريخ ناطقة بذلك شاهدة عليه فنرى أن الأمة الإسلامية و العربية حين اتحدت كلمتها بلغت أعلى درجات القوة و العزة، كما كانت زمن الرسول –عليه الصلاة و السلام- و أيام الخلفاء الراشدين، و في عهد عمر بن عبدالعزيز و صلاح الدين، حين توحدت رايتها وقاد سفينتها ربان ماهر عرف بالإخلاص و التضحية و الأمانة، و وجدت فيه أمته عن أمانيها.
و قد ينحرف الإمام أو الحاكم شيئا في سلوكه الشخصي أو سلوكه بالأمة لا يخرج فيه عن حظيرة الإسلام، فيكون بذلك عاصيا و في هذه الحالة تجب طاعته في المعروف و لا يجوز الخروج عليه و قتاله حتى لا تتعرض وحدة الأمة للتفتت و الوهن و الله تعالى يقول: [ و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين". (سورة الأنفال/ الآية 46).
و لا يمنع ذلك من وجوب نصحه و محاولة إصلاحه و تسديده، وقد حذر الرسول –عليه الصلاة و السلام- من الخروج على طاعة السلطان في أي أمر من الأمور، و عليهم أن يتحملوا و يصبروا إلا إذا كان ذلك كفرا صريحا.
فإن الخارج على السلطان يموت على الهيئة و الحال التي كان يموت عليها أهل الجاهلية من التفرقة و الضلال، لأنهم كانوا لا يرجعون إلى طاعة أمير و لا يتبعون هدي إمام، بل كانوا مستنكفين عن ذلك مستبدين بالأمور.
و هذا ما أراده الرسول –عليه الصلاة و السلام- بقوله "مات ميتة جاهلية".
و ليس المراد أن يموت كافرا، بل يكون عاصيا مترديا في أخلاق أهل الجاهلية.
حذر النبي–صلى الله عليه و سلم- من الخروج على السلطان، ففيه خروج على جماعة المسلمين، و في الخروج على الجماعة من الفتن العامة الجالية للشر الكثير ما يجب على المسلم أن يتجنبه و لو ناله في سبيل ذلك ضرر، إذ ضرره أخف من ضرر جماعة المسلمين. و لا شك أن المسلم الذي يتحمل هذا الضرر لهذا القصد يكون له عند الله ثواب عظيم.
في الحديث دليل على أن السلطان لا ينعزل بالفسق، إذ قد يكون عزله سبب للفتنة، و إراقة الدماء، و تفريق ذات البين، فالمفسدة في عزله أكثر منها في بقائه، و مع ذلك فالمرجع هو الشعب لأنه المصدر في التعيين، و هو صاحب الحق في العزل.
و قد أجمع الفقهاء على أن الإمام المتغلب تلزم طاعته فيما ليس بمعصية ما أقام الجماعات و الجهاد، إلا إذا وقع منه كفر صريح فلا يجوز طاعته، بل تجب مجاهدته لمن قدر.
ما يستفاد من الحديث الشريف: أولا: لا يجوز عزل السلطان و لو كان فاسقا لما يترتب على ذلك من المفاسد. ثانيا: لا يجوز الخروج على أئمة الجور إلا إذا وقع منه كفر صريح. ثالثا: لزوم طاعة أولى الأمر من الأئمة و الحكام.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه ‘ فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم:
معاني المفردات: فَبَايَعْنَاهُ: بإثبات ضمير المفعول و روي بإسقاطها، و المعنى فبايعنا رسول الله –صلى الله عليه و سلم-.
و في أخرى فبايعنا، و المعنى فبايعنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فالفاعل ضمير مستتر يعود إلى الرسول –عليه الصلاة و السلام- و المفعول "نا" يعود إلى أصحاب بيعة العقبة. و المراد عاهدناه.
فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أي فيما عاهدناه عليه واشترط علينا الوفاء به، و ظاهر هذه العبارة يدل على أن عبادة لم يذكر هنا كل ما أخذه –صلى الله عليه و سلم- عليهم.
أَنْ بَايَعَنَا: الفاعل ضمير مستتر يعود على النبي -صلى الله عليه و سلم-، و ما مفعولـ و أن مفسرة لجملة القول المحذوفة، أو أن زائدة الجملة بعدها بيان لجملة قال.
فِي مَنْشَطِنَا: أي في حالة نشاطنا بأن يكون العمل محبوبا لدى الناس.
وَمَكْرَهِنَا: أي في حالة كرهنا و كسلنا.
وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا: أي فقرنا و غنانا.
وَأَثَرَةً عَلَيْنَا: أي إيثار الأمراء بحظوظهم الدنيوية واختصاصهم دوننا.
وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ: و المراد بالأمر، الملك و الولاية، و أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر، و هو البيان لما قبله، لأن معنى عدم المنازعة هو الصبر على الأثرة.
إلا أن تروا: استثناء من العموم، و التقدير و أن لا ننازع الأمر أهله في حال أن نرى ...إلخ و إنما عدل عن التعبير بضمير المتكلم إلى التعبير بضمير المخاطب، حكاية لقول الرسول –صلى الله عليه و سلم-.
بَوَاحًا: أي ظاهرا باديا، من قولهم باح بالشيء يبوح به بوحا و بواحا إذا أذاعه و أظهره.
بُرْهَانٌ: أي نص آية أو خبر صحيح لا يحتمل التأويل.
الشرح:
أول واجبات المحكومين أن يطيعوا الحكام و أولى الأمر فما يأمرون به و ينهون عنه من معروف، و أن ينفذوا قوانين الدولة و نظمها ما دامت تستهدف الخير و تساير الحق و العدل و لا تخرج عن هدي الشريعة الغراء.
و ذلك أن طاعة الحكام و أولي الأمر تمكنهم من توجيه الجهود لخير الدولة، و تكفل لهم أن يتفرغوا لبنائها على أسس سليمة و قوية، فيها الرفاهية و السعادة لأبناء الأمة و الزجر و الردع لأعدائها.
و رسول الله –صلى الله عليه و سلم- أول من يبصرنا بهذه الواجبات، فيروي عنه عبادة الصامت أنه دعاهم ليلة العقبة و عاهدهم واشترط عليهم أن يسمعوا و يطيعوا له –عليه الصلاة و السلام- و لغيره من الحكام و أولي الأمر في جميع أحوالهم، حال النشاط و الرغبة في العمل المحبوب الذي يؤثر على غيره كالسفر في جو معتدل إلى غزو قوم مضمون الظفر بهم واغتنام أموالهم. و حال الكره و الكسل كأن يدعوهم إلى السفر في الحر إلى مقاتلة عدو قوي الشكيمة.
و حال الفقر و الغني: عليهم أن يطيعوا أولى الأمر و الحكام حتى لو كان هؤلاء يؤثرون أنفسهم بحظوظهم الدنيوية فلا تتوقف طاعتهم على إيصالهم الحقوق إلينا، بل علينا طاعتهم و لو منعونا من هذه الحقوق و خصوا بها أنفسهم.
روي عن جنادة: " و إن رأيت أنه لك في الأمر حقا فلا تعمل بذلك الرأي بل اسمع و أطع إلى أن إلى أن يصل إليك بغير خروج عن الطاعة".
قال عليه الصلاة و السلام- : " إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ" :
أي لا يجوز الخروج على الحكام إلا إذا رأينا منهم كفرا صريحا واضحا لا غموض فيه، يدل عليه النص الصريح من القرآن الكريم أو الخبر الصحيح الذي لا يحتمل التأويل.
قال –عليه الصلاة و السلام- : "سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا تعرفون، و يفعلون ما تنكرون، فليس لألئك عليكم طاعة".
فإذا كان عمل الحكام و فعلهم يحتمل التأويل فلا يجوز الخروج عليهم.
و قد تكلم العلماء في المراد بالكفر.
فروي أن المراد بع المعصية، و يكون المعنى لا تنازعوا ولاة الأمور في ولايتهم، و لا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد الإسلام، فإذا رأيتم ذلك فأنكروا عليهم و قولوا بالحق حيثما كنتم.
قال الكرماني: الظاهر أن الكفر باق على ظاهره، و المراد من النزاع: القتال. فلا يقاتل السلطان إلا إذا وقع في الكفر الظاهر.
ما يستفاد من الحديث الشريف: أولا: و جوب السمع و الطاعة لأولي الأمر ما داموا يستمدون أوامرهم من مبادئ الدين. ثانيا: عدم الخروج عليهم ما دامت أفعالهم تحتمل التأويل إلا إذا وجد منهم كفر صريح. ثالثا: المصلحة العامة فوق مصلحة الفرد و رغباته.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الحـديـث الـثـالـث
في كتاب: الفتن.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
فِتَنٌ: بالجمع و روي بالإفراد، و المراد جميع الفتن و هي فاعل تكون لأنها تامة.
الْقَاعِدُ فِيهَا: القاعد في زمن الفتنة عنها، القاعد في الفتنة نفسها.
مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا: تطلع لها بأن يتصدى و يتعرض لها ولا يعرض عنها.
تَسْتَشْرِفْهُ: تجعله مشرفا على الهلاك، يقال استشرفت الشيء أي علوته و أشرفت عليه.
مَلْجَأً: أي موضعا يلتجئ إليه من شرها.
مَعَاذًا: بفتح الميم أو بضمها و هو بمعنى الملجأ.
الشرح: في الحديثين السابقين يحذر الرسول –صلى الله عليه و سلم- من الخروج على الأئمة لما في ذلك من الفتن العامة الجالية للشر الكثير، و هو ما يجب أن يتجنبه المسلم و لو ناله في سبيل ذلك ضرر يجب أن يتحمله في سبيل المصلحة العامة.
و يأخذ البيعة على المسلمين و يأمرهم بالسمع و الطاعة للأمراء و الحكام في جميع الأحوال، حتى لو و جدوا منهم أثرة عليهم، و يأمرهم بعدم الخروج عليهم إلا أن يروا منهم كفرا ظاهرا دل عليه القرآن الكريم أو الخبر الصحيح الذي لا يحتمل التأويل.
و مع هذا التحذير يبين الرسول –عليه الصلاة و السلام- في هذا الحديث بقوله: " سَتَكُونُ فِتَنٌ" إن الفتن ستوجد على اختلاف أنواعها بين المسلمين، فمنها ما يكون بسبب الافتراق على الإمام، و لا يكون المحق فيها معلوما و أن كلا سيدلي بدلوه فيها مع اختلاف طبقات المباشرين لها في أطوارها، و أنها درجات بعضها في ذلك أشد من بعض، فأعلاهم في ذلك الساعي فيها حيث يكون مدبرا لها و مهيئا لأسبابها، ثم من يكون منفذا لأعمالها و هو القائم، ثم من يكون مع النظارة و لا يقاتل فيها و هو القاعد.
زاد الإسماعيلي في أول هذا الحديث: " النائم فيها خير من اليقظان، و اليقظان فيها خير من القاعد". و معنى هذا أن الذي يلي القاعد في هذه الفتن من يكون متجنبا لها ولا يباشرها و لو بنظر، و لكنه يعلم بتفاصيلها في أوقاتها و هو المضطجع اليقظان، ثم من لا يقع منه شيء من ذلك، ولكنه راض عنها كجميع من سبق و هو النائم.
فبحسب انغماس كل منهم في الفتنة تكون درجته في الشر و يكون المراد بالأفضلية بين هذه الأنواع في هذه الخيرية أن يكون بعضهم أقل شرا ممن فوقه.
قال –صلى الله عليه و سلم- : " مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ فَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ".
أي من تطلع إليها و أراد الانغماس فيها جرفه تيارها، و هو تيار خطر جارف قد يؤدي بصاحبه إلى الهاوية و الهلاك، فمن استطاع أن يجد منفذا و موضعا يلجا إليه من شرها، فليعتزل فيه وليعتصم به ليسلم من الفتنة و من عواقبها الوخيمة.
ما يستفاد من الحديث الشريف. أولا: التحذير من الفتنة و الحث على اجتناب الدخول فيها بوجه ما. ثانيا: أن شرها يكون بحسب التعلق بها ودرجات كل متفاوتة قدر انغماسه فيها.
"لا إله إلى أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
التعديل الأخير تم بواسطة لواء السنة; الساعة 06-10-2007, 08:29 AM.
قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
أشكر كل من الإخوة مجددا [عاشق السرايا/ و أبو أنس/ و أباسيف] و غيرهم ، على متابعتهم للموضوع، أرجو من البقية أن يتابعوا معي و يقرأو هذا الجهد المتواضع، لا يهمني الرد المهم هي [الفائدة] -إن شاء الله استفدتم-. و أرجو منكم أن لا تنسوني من دعائكم الصالح -بارك الله فيكم-.
"لا إله إلى أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
أشكر كلا من الإخوة [أبو أنس و ابوفؤاد و أبو مؤمن و عاشق السرايا] على ردودهما الطيبة، و على متابعتهم للموضوع. و أسأل الله أن يجعلنا من المتمسكين بالكتاب و السنة.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا، إلى الحق الذي اختلف فيه، فإك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
بـاب الـعـيـديـن
العيدان: هما عيد الفطر و عيد الأضحى. و المراد من الترجمة صلاة العيدين و ما يشرع فيهما.
و العيد: أصله عود، فحقه أن يجمع على أعواد، لأن الجمع يرد الأشياء إلى أصولها لكنه جمع على أعياد للزوم الياء في المفرد، و للفرق بينه و بين أعواد الخشب. و سمي هذان اليومان بذلك لعودهما كل عام وعود السرور و البركات فيهما.
معاني المفردات:
الكلمة معناها جَارِيَتَانِ، من الأنصار: مثنى جارية، و هي من دون البلوغ من النساء.
بِغِنَاءِ بُعَاثَ: الغناء: هو تحسين الصوت بإنشاد و غيره، "و بعاث" وقعة مشهورة بين الأوس و الخزرج حصلت قبل الهجرة بثلاث سنين على أصح الأقوال.
فَاضْطَجَعَ: نام على جنبه ممددا على فراشه.
وَحَوَّلَ وَجْهَهُ: جعله إلى غير جهة القبلة.
فَانْتَهَرَنِي: من الانتهار، و هو الزجر ، و في رواية فانتهرهما أي الجاريتين و لا ريب أن الزجر كان موجها إلى الجميع فلا تعارض بين الروايتين.
مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ: المز مارة: مؤنث المزمار و هو في الأصل الآلة التي ينفخ فيها من القصب و غيره بقصد اللهو و الغناء، و المعنى على الإنكار، فهمزة الاستفهام المراد به الإنكار مقدرة هنا و التقدير (أمزمارة؟).
دَعْهُمَا: اتركهما و شأنهما.
فَلَمَّا غَفَلَ: الفاء عاطفة على المحذوف، أي فاستمرتا في الغناء إلى أن حانت من أبي بكر غفلة أي انصراف و تشاغل فما غفل.
غَمَزْتُهُمَا: أشرت إليهما خفية بالخروج، من الغمز و هو: الإشارة بالعين و غيرها –فخرجتا.
و الآن مع الشرح و الإيضاح:
كان اليوم يوم عيد، يوم فرح و سرور، و عند عائشة –رضي الله عنها- زوج النبي –صلى الله عليه و سلم- جاريتان تغنيان بغناء بعاث و تترنمان بأناشيد الأوس و الخزرج في شأن هذا اليوم (يوم بعاث و وقائعه المشهورة)، و في بعض الروايات "تدفقان" أي تضربا بالدف، فكان غنائهما مصحوبا بعزف الدف.
فدخل رسول الله –صلى الله عليه و سلم- على عائشة –رضي الله عنها- و عندها الجاريتان تغنيان، فلم يصغ إليهما و لم ينكر عليهما، و ذهب غير بعيد، فاضطجع على فراشه وحول وجهه الشريف عن الجاريتين.
ثم دخل أبوبكر –رضي الله عنه- على عائشة –رضي الله عنها-، و الجاريتان على حالهما من الغناء و الضرب بالدف، فزجر عائشة –رضي الله عنها- و الجاريتان، و قال: مستنكرا ذلك:
" مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟" على جهة الإنكار و التقريع.
و من المعلوم شرعا أن المزمار من آلات الطرب، و هي محرمة لأنها تلهي عن ذكر الله تعالى، فكذا كل غناء يلهي عن ذكر الله تعالى، و لذلك أنكر أبوبكر -رضي الله عنه- فجعل الغناء بمثابة المزمار الذي هو من آلات الطرب المحرمة، و أضافه إلى الشيطان، لأن كل ما يلهي عن الله عزوجل، فهو من صنع الشيطان الرجيم.
" فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ صلى الله عليه و سلم" موجها الحديث إليه فقال:
"دَعْهُمَا" اتركهما و شأنهما يغنيان و يدففان فإن اليوم يوم عيد و سرور، و لذا ورد في رواية "يا أبابكر إن لكل قوم عيدا، و هذا عيدنا".
أبوبكر –رضي الله عنه- ينكر على الجاريتين الغناء و على عائشة –رضي الله عنها- الاستماع إليه، لاسيما في منزل الرسول –صلى الله عليه و سلم-، و في حضرته و الرسول –صلى الله عليه و سلم- ينكر على أبي بكر إنكاره، و يعلل إنكاره عليه بأن اليوم يوم عيد.
و إنما أنكر أبوبكر –رضي الله عنه- لما قام عنده من النهي العام عن آلات الطرب و الغناء.
و قد بين الرسول –صلى الله عليه و سلم- أن مثل هذا الغناء الذي هو ترنيم الصوت بإنشاد الشعر بلا ترقيق و تليين لا بأس به، و أن الدف لا يدخل في آلات الطرب المحرمة. لاسيما و المناسبة تدعوا إلى مثل هذا المرح البريء الذي لا لهو فيه و هي كون اليوم يوم عيد.
و مما يؤكد أن غناءهما لم يكن من قبيل الغناء الممنوع، و إنما كان إنشادا للشعر بإيقاع لا تليين فيه، ما ورد في بعض الروايات: "و ليستا بمغنيتين". أي ليستا مما يعرفن بالغناء المعهود و هو الغناء المحرم.
فإن سأل سائل فقال: كيف ساغ لأبي بكر –رضي الله عنه- أن ينكر على عائشة –رضي الله عنها- و الجاريتان في حضرة الرسول –صلى الله عليه و سلم-؟ أليس في هذا افتيات على مقام الرسول –صلى الله عليه و سلم- و منصبه. فالجواب: أنه ظن من هيئة الرسول –صلى الله عليه و سلم-، من اضطجاعه و عدم التفاته، أنه نائم –فأنكر عليهن، لاسيما و قد قام لديه أن الغناء حرام على الإطلاق.
فإن قيل: إذا كان مثل هذا الغناء في مثل هذه المناسبة السعيدة مباحا لا بأس به. فلماذا انصرف عنه الرسول –صلى الله عليه و سلم-، و لم يلتفت إليه؟ فجوابنا على ذلك أنه من قبيل "حسنات الأبرار سيئات المقربين". (فلما غفل غمزتهما فخرجتا) و مع هذا فهمت عائشة –رضي الله- من إعراض النبي –صلى الله عليه و سلم- أن مثل هذا الغناء من قبيل الرخصة، و أن العزيمة –و هي تركه- أولى بالإتباع.
و لهذا انتهزت فرصة غفلة أبي بكر –رضي الله عنه- فأشارت إلى الجاريتين بالخروج.
ما يستفاد من الحديث الشريف أولا: التوسعة على الأمة بإظهار الفرح و السرور في المناسبات الشرعية السعيدة، كالأعياد و الأعراس، و هو هدف الحديث. ثانيا: أن الإنشاد بصوت حسن، و بكلام لا إثم فيه، و لا فجور من الغناء المباح. ثالثا: إذا لم يعجبك شيء –و هو من المباحات- فلا تنكره على غيرك. رابعا: للأب أن يؤدب ابنته بحضرته زوجها. خامسا: و له أن يدخل بيت زوجها إذا جرت له بذلك عادة. سادسا: توقير التلميذ لأستاذه و مربيه، و تنقيه ساحته مما يشين و لا يليق بمنصبه.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
تعليق