إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بمناسبة مرور 13 عاما على عملية بيت ليد البطولية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بمناسبة مرور 13 عاما على عملية بيت ليد البطولية

    عملية (بيت ليد):

    * المجد: عمليتكم العسكرية البطولية أوقعت العدو الصهيوني، وأصحاب اتفاق أوسلو، في مأزق حقيقي عبرت عنه التصريحات الرعناء لقادة الحكومة الصهيونية، والادانات المرتبكة للعملية التي صدرت عن سلطة عرفات للحكم الذاتي.

    · نعلم أن هذه العملية لم تكن الأولى التي ينفذها مجاهدون من حركتي الجهاد الاسلامي وحماس ضد العدو بعد تطبيق "أوسلو" في غزة وأريحا، والسؤال هو هل الهدف الاستراتيجي لعملية "بيت ليد" وعمليات أخرى شبيهة اسقاط اتفاق أوسلو؟!

    - اتفاق أوسلو مات بالفعل، ومتغيرات جديدة حصلت منذ توقيعه حتى الآن، ونريد بعملياتنا أن نعطيه شهادة الوفاة الرسمية، وأن نرسم لهذا الاتفاق الجائر والظالم نهايته المنطقية، وأن نقول لأمتنا أن باب الصراع مفتوح، وأن باب الجهاد مفتوح، ويجب ايقاف هذه الانهيارات التي تحدث على الجبهة الفلسطينية وعلى غيرها من الجبهات العربية الأخرى.

    ويهمنا أن نؤكد مجددا بمناسبة عملية "بيت ليد" البطولية أن المبرر الاساسي لتشكيل واستمرار حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين هو مواجهة العدو مواجهة شاملة، والكفاح المسلح هو ذروة هذه المواجهة الشاملة. وهذه العملية تأتي في سياق جهادنا المستمر منذ سنوات رغم امكانياتنا الضعيفة والمحدودة بسبب صعوبات كثيرة. لكنني أضيف أننا الآن في سباق كبير مع ما يسمونه عملية السلام التي نعتبرها محاولة لتكريس الاحتلال الصهيوني لفلسطين كل فلسطين، ومحاولة لاختراق كل منطقة الحوض العربي الاسلامي وفرض الهيمنة الأميركية ـ الصهيونية على كل هذه المنطقة وصناعة شرق أوسط جديد يكون العدو الصهيوني فيه القوة الاساسية والمركزية، وتلغي فيه دور الدول التاريخية من سوريا إلى مصر إلى العراق إلى ايران إلى الرياض ليبقى الدور فقط لهذا العدو الصهيوني، الذي يريد أن تكون العلاقات بين الدول علاقات اقتصادية بعيدة عما يريد أن يوهمنا أنه أوهام الايديولوجيا وأوهام الصراع القومي وأوهام صراع الحضارات.

    إذن، نحن في سباق مع هذه المؤامرة الخطيرة، مؤامرة تكريس الاحتلال والهيمنة والتطبيع والاختراق. ونقول بكل صراحة اننا نبذل كل جهدنا لايقاف هذه المسيرة، وأصبح عندنا قناعة انه بتصعيد العمل المسلح سيكون باستطاعتنا ايقافها، عل أمتنا تصحو وتنهض وتواجه المؤامرة من جذورها..

    نعم.. هذه العمليات في هذه المرحلة بالذات هي ضمن خطة لافشال هذا "السلام" المدنس الذي يعطي كل شيء للاسرائيليين ولا يعطي شعبنا الا الهباء.


    · ارتفعت اصوات اسرائيلية مسؤولة بعد العملية تطالب بوقف مسيرة التسوية مع عرفات، هل تعتقدون أن مزيدا من هذه العمليات يمكن أن يدفع الاسرائيليين لالغاء اتفاقهم مع عرفات؟!

    - ما يقال عن مواقف اليمين الاسرائيلي حول اتفاق أوسلو لا يتجاوز المزايدة والمنافسة على السلطة بين الليكود والعمل، من قال أن هناك من بين الاسرائيليين من هو ضد اتفاق أوسلو؟!

    الاسرائيليون صنعوا هذا الاتفاق، وكان نصه صهيونيا، وهو اتفاق مسقوف بالارادة الصهيونية، ويُعطي كل يوم تفسيرا صهيونيا اضافيا، وبنيامين نتنياهو زعيم الليكود الصهيوني صرح أكثر من مرة انه إن جاء إلى السلطة فلن يلغي اتفاق أوسلو.

    يجب أن نرى هذه المسألة من زاوية مختلفة عن تلك المتداولة في وسائل الاعلام.

    عندما تم توقيع هذا الاتفاق، رفضه أكثر من نصف شعبنا. أما الجزء الآخر من شعبنا فقد خدع إلى حين، ظانا أن الاتفاق خطوة على طريق الاستقلال فصمت وانتظر.. فماذا كانت النتيجة، أصبح الغالبية العظمى من أبناء شعبنا بعد تطبيق الاتفاق بأشهر قليلة على وعي بأن هذا الاتفاق كان تطورا مفصليا لتصفية القضية الفلسطينية ولانهاء معنى الحرية والاستقلال من لغتنا وحياتنا. أوهام الأمن والرخاء تبددت تماما، وحدثت مزيد من الضغوط الأمنية على أهلنا في مناطق الحكم الذاتي، أما عن الوضع الاقتصادي ومعاناة شعبنا المتواصلة فحدث ولا حرج، كل الحجج والمبررات التي سيقت لتمرير اتفاق أوسلو سقطت تماما، وأصبحت الغالبية العظمى من شعبنا ضد اتفاق "أوسلو". هذا ما يؤكده الخروج الحاشد من وقت لآخر بعشرات الآلوف في مظاهرات ضد هذا الاتفاق، كما حصل في جنازة الشهيد هاني عابد وفي مناسبات أخرى مثل مهرجان حماس. في حين لا تستطيع سلطة الحكم الذاتي بكل ما لديها من أدوات أن تخرج للشارع أكثر من ألفين أو ثلاثة آلاف من المنتفعين بها. هذا دليل على أن تغيرات هامة حصلت على مستوى الشعب الفلسطيني في الداخل منذ توقيع الاتفاق حتى الآن.

    من جهة ثانية تصاعد العمل المسلح منذ توقيع اتفاق أوسلو حتى الآن تصاعدا أكبر بكثير مما كان عليه قبل الاتفاق، مع انه من المفروض أن قطاعا ما أوقف هذا الجهاد وهذا الكفاح، أذن من أين جاء هذا التصعيد..؟!

    هذا يعني أن قوى شعبية رديفة وحية انضمت للعمل المسلح وأعطت زخما جديدا للمعركة ضد المحتل. وهذا يعني أيضا، أن شعبنا لا يعبر فقط عن رفضه للاحتلال وللاتفاق بشكل سياسي، بل انه يعبر عن ذلك بأقصى أشكال الرفض وهو العمل المسلح المبدع.. وهذا كله جعل الصهاينة يفقدون بهجتهم وفرحتهم باتفاق أوسلو الذين ظنوا انه سيخلصهم من جحيم غزة، ومن هذا الثقب في الرأس كما كانوا يسمون غزة. ظنوا حينذاك انهم وجدوا حلا بتسليم غزة إلى ياسر عرفات ليقوم بدور الوكيل عنهم، كانوا يظنون أن ذلك سيمنحهم عهدا من الأمان والاستقرار ولكنهم اكتشفوا الآن أن ذلك لم يحدث، وانهم الآن في مأزق.

    الكيان الصهيوني كله في مأزق الآن وهو يواجه سؤال: اذا كان اتفاق أوسلو يمنحنا كل شيء فلماذا عدم الأمان يزداد، وأين هي المشكلة أذن؟!

    بسبب هذا المأزق تخرج بعض الأصوات الاسرائيلية في لحظات الغضب لتقول يجب ايقاف المفاوضات، لكنهم يعرفون انه لا حل بالنسبة لهم، ولا خيار آخر لديهم إلا استمرار هذه المفاوضات، لأن ايقافها سيجلب عليهم مزيدا من التصعيد والمواجهة وليس العكس، ولأن هذه المفاوضات تمهد لهم الطريق لاختراق المنطقة والهيمنة عليها.

    نحن فقط من مصلحتنا، ومن مصلحة أمتنا أن توقف هذه المفاوضات، لأنها مهزلة، وتتم بالكامل على حساب حقوقنا وعلى حساب مصالح أمتنا.

    · سمعتم تهديدات رابين في خطابه المتلفز مساء يوم الاثنين الماضي، بالانتقام من مخططي عملية "بيت ليد"، ومن مناضلي الشعب الفلسطيني الرافضين لاتفاقات أوسلو والمصرين على مواصلة الكفاح المسلح، كيف تتوقعون أن يكون رد اسرائيل على العملية خاصة انكم تعلمون أن حكومة رابين في مأزق داخلي صعب فاقمته العملية البطولية الأخيرة؟!

    - يبدو أن الاسرائيليين لم يدركوا بعد اننا نحب الموت كما يحبون الحياة، وكأنهم لم يلحظوا أن كل محاولاتهم للقتل والاغتيال لم تكن الا لتزيد الثورة اشتعالا.. هذه قضية عادلة لشعب كله مظلوم ولأمة تريد أن تحيا خارج سيطرة القوى الكبرى، وخارج هذه الهيمنة المستمرة منذ عشرات السنين.

    وكأن رابين، الذي يهدد ويوعد، لم يلاحظ مثلا أن اغتيال هاني عابد احد نشطاء ومسؤولي حركة الجهاد الاسلامي جعل مزيدا من الشباب أكثر استعدادا للاستشهاد، وجعل العديدين ينضمون للمجموعات الاستشهادية التابعة للجهاد الاسلامي.

    أؤكد لك أن حارس العمر الأجل، وأننا مستمرين في جهادنا ولن تثنينا هذه التهديدات عن مواصلته. وعزاؤنا دائما أن الجهاد والثورة ستبقى مستمرة في جميع الأحوال، وليست هناك قضية عادلة يمكن أن تخسر، خاصة عندما تكون بقداسة وعظمة القضية الفلسطينية، وأهلها بحيوية الشعب الفلسطيني.

    على كل حال نحن نسمع باستمرار مثل تهديدات رابين هذه، ونقول انه اذا نفذ أيا منها، فانه يكون فقط قد ارتكب حماقة جديدة لا أكثر.

    رابين ارتكب حماقة ابعاد 400 مجاهد قبل أكثر من عامين، وارتكب حماقة اغتيال هاني عابد قبل 3 أشهر تقريبا، وليس مستبعدا أن يرتكب حماقات أخرى لن تكون إلا سببا في زيادة المأزق الذي يعيشه حاليا. وهذا المأزق هو مأزق طبيعي لأي محتل يخوض حربا خاسرة على المستوى الاستراتيجي لأنه يجدف ضد قضية عادلة ومقدسة.


    · لكن لدى رابين ورقة سلطة عرفات، وهو يحاول الآن توظيفها لخدمة هدفه في قمع المناضلين الفلسطينيين، هل تتوقعون أن تنجح ضغوط رابين هذه في دفع عرفات لارتكاب حماقات ومجازر جديدة ضد شعبنا. وهل سيؤدي ذلك، كما يرغب رابين، إلى اشعال حرب أهلية في غزة؟!

    - نعي تماما، من خلال قراءة نص "أوسلو"، قبل أن نرى تطبيقه على الأرض أن سلطة الحكم الذاتي سلطة وكيلة عن الاحتلال، ومطلوب منها تنفيذ أوامره وحماية أمن الاحتلال والمستوطنات. وهذه مهمات بدأت هذه السلطة بتنفيذها منذ أن وطأت أقدامها أرض قطاع غزة. نحن أصبحنا في أحيان كثيرة لا نجرؤ على اطلاق النار على الجنود الاسرائيليين في غزة لأنهم متمترسين وراء الشرطة الفلسطينية، ونحن لا نريد أن نضرب الشرطة الفلسطينية. وهذا هو أهم سبب لعدم قتل جنود اسرائيليين كل يوم في قطاع غزة. أذن سلطة عرفات تقوم بدورها في حماية الجيش الصهيوني والمستوطنات وفي تسهيل زرع العملاء في كافة أجهزة السلطة الأمنية وغير الأمنية، وأيضا في مطاردة المجاهدين والقبض عليهم كما حدث في حالات كثيرة، والأسوأ كان ارتكاب مجزرة مثل مجزرة جامع فلسطين يوم 18 تشرين ثاني الماضي. وفي هذه المجزرة كان الوكيل قد وصل إلى ذروة المهمة.

    أتمنى أن يكون عرفات صاحب الأخطاء والخطايا المتعددة بحق القضية الفلسطينية وتاريخها أكثر ذكاء من أن يبتلع هذا الطعم الاسرائيلي ـ الاميركي فيرتكب غلطته الأخيرة. وأي اجراء قمعي سيتخذه عرفات في هذه المرحلة لن يكون في مصلحته، وسيكون هو الخاسر، ليس لأن الجهاد الاسلامي ستشن حربا عسكرية ضده، ولكن لأنه منذ المجزرة على الأقل أصبحت المواجهة في قطاع غزة واضحة: جماهير الشعب الفلسطيني في مواجهة سلطة فارغة من مضمونها فاسدة ومرتبطة تماما بالاحتلال. وسلطة عرفات أنقذت بعد المجزرة باعجوبة لأنه لم يكن هناك قرار سياسي لدى قوى المعارضة الفاعلة بالتحرك لاسقاط هذه السلطة، مع أن الشعب كان يتحرك بهذا الاتجاه يوم المجزرة وفي الأيام الثلاثة التالية له، حيث غابت سلطة عرفات تماما عن قطاع غزة، عرفات يدرك انه ليس بمقدوره مواجهة هذه الجماهير، أما اذا أعماه الضغط والتوجيه الأميركي والصهيوني فقد تكون هذه غلطته الأخيرة.

    لكنني استبعد اشتعال الحرب الاهلية الفلسطينية بالمعنى التقليدي لهذه الحرب في فلسطين عموما، وفي قطاع غزة بشكل خاص هناك انسجام عرقي وديني ومذهبي، والعائلات تتداخل وفي نفس العائلة تجد كل أطياف اللون السياسي، وبالتالي الحرب الاهلية على الطريقة اللبنانية أو الافغانية غير واردة بتقديري. أما أخطاء وخطايا ومجازر على طريقة مجزرة جامع فلسطين، وربما اشتباكات محدودة في أسوأ الأحوال، فهذا وارد، ليس بسبب موقفنا وقرارنا، ولكن بسبب طبيعة السلطة والمأزق الذي تعيشه واستعدادها المفزع لارتكاب الاخطاء.


    · احتجت واشنطن لدى دمشق على وجودكم في سوريا، والرد السوري على هذا الاحتجاج جاء واضحا في اشارة من الوزير فاروق الشرع إلى أن الاسرائيليين هم من يتحمل المسؤولية بسبب عدم انسحابهم من الضفة وقطاع غزة؟ هل تتوقعون ضغوطا اميركية اضافية على دمشق بسبب وجودك، ووجود قوى وطنية فلسطينية رافضة لأوسلو في سوريا؟!

    - اعتقد أنهم في سوريا يعرفون انني شخصيا مطرود من وطني بأمر من اسحق رابين شخصيا عندما كان وزيرا للحرب. ويعرفون أيضا أننا لا نرسل من دمشق لا أسلحة ولا مقاتلين، ويعلنون دائما أن من حق هذا الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين أن يمارس نضاله ومقاومته ضد الاحتلال كما تقر ذلك كل الشرائع والقوانين الدولية. ونحن موجودون أساسا داخل فلسطين، والتخطيط للعمل العسكري يتم داخل فلسطين، ولكن الدول العربية مفتوحة لكل عربي يمر بها، ودورنا في سوريا، أو في غيرها لا يتجاوز أن يكون دورا سياسيا واعلاميا، فاخواننا في الداخل يأخذون سلاحهم من أيدي الجنود الصهاينة، وكل شعبنا في الداخل يتوق للقتال ضد القهر والظلم الواقع عليه، لذلك كله لا أجد أي مبرر للضغط الأميركي على سوريا، سوى محاولة لارضاء اسرائيل ولاستجلاب رضا الصوت اليهودي في الانتخابات الأميركية؟!

    من ناحية أخرى، اعتقد أن مثل هذه العمليات الجهادية البطولية تشد من أزر جميع المخلصين الأقوياء والضعفاء، المتقدمين والمترددين، فقط الذين أصبح العدو خيارهم الأول والأخير هم ضد هذا العمل. لكن شعبنا من ناحية، ومنظمات وأحزاب فلسطينية وعربية واسلامية وايضا العديد من الدول، ترى في مثل هذا العمل رافعة جديدة لقوى المواجهة الشعبية والرسمية.

    الذي يلحظ الغطرسة الأميركية والاسرائيلية في الشهور الماضية لابد أن يدرك هذه الحقيقة، بالأمس فقط كان بيليترو يحاول ارغام حسني مبارك الصديق لاميركا على توقيع معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية بغض النظر عن الموقف الاسرائيلي الذي يكدس الاسلحة النووية. هذا نوع من الغطرسة والهيمنة تمارسها أميركا على أصدقائها قبل اعدائها.

    على هؤلاء جميعا أن يروا فيما حدث من عمل عسكري اضافة إلى جهدهم في المعركة التي بدأ يتضح للجميع أنها ستكون بين كل الأمة وبين التحالف الغربي ـ الصهيوني.

  • #2





    الشهيد صلاح عبد الحميد شاكر

    الاسم: صلاح عبد الحميد شاكر

    العمر: 26 عاماً
    السكن: مدينة رفح
    الوضع العائلي: أعزب
    تاريخ الاستشهاد: 22/01/1995
    كيفية الاستشهاد: عملية استشهادية
    لقد جئت على قدر يا صلاح... تقدمت بدمائك الزكية لتمثل أصعب الأزمنة وأطهر الأمكنة... تقدمت لتعطى الفرصة للفقراء... فما زال هناك وقت للتفاؤل رغم حدة الانكسار... استحضرتك حيرة الحيارى الذين لا يملكون قوت أيامهم... استحضرتك نغمة الرصاص وسيمفونية الكلمة... فاخترت الأصعب والأطهر، ركلت الدنيا وسخرت من ضغط الواقع واستمرئت بلهجة الغضب في عرف الاستشهاد... فكان الخيار... ذهبت إلى حيث النهايات الأصيلة... بعد أن فجرت نفسك ياقوتاً وسنابل... وتركت لنا باقة مجد تتفتح مع كل نهار، وشفق كل صباح.

    الميلاد

    هناك في مدينة رفح وفي أحد مخيماتها التي كانت ساحة عنيفة من ساحات المواجهة في الانتفاضة وبالقرب من الحدود المصرية بقبع بيت شهيدنا البطل صلاح عبد الحميد شاكر محمد، ذلك البيت الذي رأى فيه النور في 19/4/1969، بعيدا عن بلدته الأصلية «بشيت» التي هاجر منها والده مع أسرته سنة 1948 حيث النكبة الأولى.

    نشأته

    نشأ شهيدنا البطل في أسرة متدينة زراعية في داخله حب الدين وهو لازال صغيراً وكانت أسرته تتكون من ثمانية من الذكور وسبعة من الإناث وقبل أن يكمل شهيدنا تعليمه الابتدائي تشاء رادة الله سبحانه وتعالى أن ينتقل والده إلى الرفيق الأعلى، ثم يكمل شهيدنا دراسته الإعدادية ثم الثانوية التي أنهاها بتفوق حيث حصل على 88% ورفض شهيدنا البطل السفر إلى ليبيا لدراسته الهندسة لأنه لم يكن يرغب في أن يترك الانتفاضة التي تزامنت مع إنهائه الدراسة الثانوية، وكان يرغب في الالتحاق بجامعة النجاح في مدينة نابلس ولكن إغلاق القطاع المستمر حال بينه وبين ذلك وأخيراً درس العلاج الطبيعي في مستشفى الأهلي في مدينة غزة لمدة ثلاثة سنوات حصل من خلالها على الدبلوم، كما كان شهيدنا فناناً تشكيلياً له العديد من اللوحات الفنية ولوحات الخط الجميلة.

    صفاته

    منذ صغره كان الشهيد يتسم بالهدوء والصمت ودماثة الأخلاق... كان شديد الحب لمساعدة الآخرين… محباً لوالديه مطيعا لهما، محافظا على الصلاة في المسجد القريب من بيته - مسجد الهدى - وكان منضماً لفرقة النشيد التابعة للمسجد.

    كان شهيدنا البطل مثالاً للشجاعة التي لا تهاب الموت... يشهد له من عرفه من أبناء المخيم... كان شهيدنا البطل في الانتفاضة شعلة لا تنطفئ فقد أصيب سبع مرات في الانتفاضة، كان لا يشفى من إصابة إلا بعزيمة أكبر من ذي قبل، يروى لنا أحد أصدقائه انه في إحدى المواجهات العنيفة التي كان يشهدها المخيم أصيب الشهيد، وكان ذلك في الصباح الباكر وبعد علاجه في المستشفى خرج، ولكن إلى الساحة المواجهة مرة أخرى ليصاب للمرة الثانية في نفس اليوم مما أثار ذهول من عرفوه.

    كان شهيدنا نموذجاً للشاب المسلم الذي يعرف طريقه إلى قلوب الناس كان ذا علاقة طيبة مع كل أبناء الاتجاهات الوطنية منها والإسلامية، يحبه الجميع حيث كان على علاقة طيبة جداً مع أخوانه في حركة المقاومة الإسلامية حماس داعياً للوحدة معهم.

    كان أيضاً ذو علاقة طيبة مع أخوانه من أبناء الاتجاه الوطني يشاركهم في نصب الكمائن للجيش في كل المواجهات العنيفة ورغم انشغال الشهيد البطل بالدراسة ورغم مشاركته الفعالة في الانتفاضة كان محباً لكل أنواع الرياضات يمارس كرة القدم والجري لمسافات طويلة حيث اشترك في أكثر من سباق للمارثون، وكان يمارس لعبة الكاراتيه والكنغ فو وكان آخر رياضة مارسها شهيدنا البطل هي رفع الأثقال.

    انتماؤه

    عرف شهيدنا البطل صلاح شاكر الإسلام منذ صغره، وعرف بحركته حركة الجهاد الإسلامي، وهو لا يزال شبلاً في المرحلة الابتدائية حيث كان دائم الاشتراك في المعسكرات الصيفية التي كان تعقدها الحركة كإحدى وسائلها لنشر فكرة الجهاد في قلوب الناس وذلك في بداية الثمانينات في مسجد الشهيد حسن البنا في منطقة عنان وذلك على شاطئ البحر... وكبرت في داخله بذرة الجهاد إلى أن جاءت الانتفاضة المباركة لينتمي صلاح إلى اللجان الشعبية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي حيث كان مشهوراً بخطه الجميل الذي كان يزين جدران المخيم ولوحات العزاء للشهداء وقد تم اعتقاله ضمن الضربة الشهيرة التي قامت بها المخابرات الصهيونية ضد حركة الجهاد الإسلامي وذلك في شهر 12/ 89 ليخرج شهيدنا البطل بعد 18 يوماً قاهراً جلاده رافضاً الاعتراف ليواصل طريقه مرة أخرى ولينضم أخيراً إلى الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (القوى الإسلامية المجاهدة - قسم) مجدداً معها العهد على مواصلة طريقه حتى نيل الشهادة التي طالما كانت حلمه الكبير.

    استشهاده

    كانت الشهادة حمله الكبير الذي يكبر معه في كل يوم وهو يرى الحقد الإسرائيلي بنصب فوق رؤوس أبناء شعبه حيث لم يبق بيت واحد في مخيمه إلا وفيه شهيد أو جريح أو معتقل، وقد نال بيته نصيب من ذلك فقد شاهد الجيش الإسرائيلي؛ وهو يعتقل أخيه المهندس احمد ليمضى في السجن ثلاث سنوات وشاهد الجيش مرة أخرى وهو قادم لاعتقال أخيه الدكتور محمود لمدة عام ونصف، وحتى هو نفسه لم يسلم من الاعتقال كما أسلفنا ولا من الإصابة وتشاء إرادة الله أن يكون شهيدنا يوم مجزرة الأقصى 8/10/ 90 يقضى فترة تدريبه في أحد مستشفيات القدس ليشارك في إسعاف جرحى المجزرة وليرى بأم عينيه فظائع ومجازر جديدة في تاريخ شعبه… كانت تلك الأحداث تنمى في نفسه دافع الشهادة ليتأثر لكل المعذبين من أبناء شعبه ودينه وليرسم البسمة ولو للحظة قليلة على وجوه المجروحين والحيارى.

    ورغم ذلك كانت شهادته بهذا الشكل مفاجأة للجميع - يقول أخوه المهندس أحمد: كنا نتوقع أن يستشهد صلاح لأنه كان دائم الحديث عن الشهادة وكان دوماً في مقدمة الصفوف في المواجهات ضد العدو في الانتفاضة ولكن طبيعته الهادئة والكتومة لم تجعلنا نتوقع أن يستشهد في عملية عسكرية نوعية كالتي حدثت...

    أما والدة الشهيد أنور عزيز فكما تروى أنها بكت على صلاح كثيراً ربما أكثر من ابنها الشهيد أنور لأنها لم تتوقع أن يكون هذا الشاب الطيب الهادئ الذي يحرص على زيارتها دوماً هو الشهيد منفذ هذه العملية البطولية المباركة.

    يوم استشهاده

    في صباح يوم الأحد الموافق 22/1/95 ينطلق شهيدنا البطل هو ورفيق دربه الشهيد البطل أنور سكر نحو الحلم الذي طالما انتظرا تحقيقه، ويكون الهدف محطة لنقل الجنود الإسرائيليين الذين طالما أذاقوا أبناء شعبنا المرارة - ينطلق الفارسان وعلى أجسادها الطاهرة كمية كبيرة من المتفجرات حيث تقدم الفارس الأول الشهيد أنور سكر مفجراً نفسه ليسقط عدد من القتلى والجرحى، وشهيدنا البطل تتحرك عيناه في انتظار اللحظة الحاسمة دقيقة تمر ثم أخرى وأخرى ثالثة حتى تجمع عدد كبير من الجنود وفجأة وعلى غير توقع ينطلق الانفجار الثاني لتصعد روح الشهيد البطل إلى حيث أرادت وتخرج أرواح الجنود الصهاينة من أجسادهم القذرة إلى حيث يكرهون، وتبدأ أرقام القتلى في الارتفاع لتكون النتيجة اثنين وعشرين خنزيراً قتلى وإصابة أكثر من 60 آخرين في عملية اهتزت لها الدولة العبرية، وليخرج رابين بعد ساعات من وقوع العملية معلناً عجزه عن مواجهة الشهداء حيث قال «ماذا تريدون منى أن أفعل... هل أعاقبهم بالموت فهم يرغبون فيه» ولتخرج الصحف العبرية لتعلن أن دولة كاملة تبكى وليفرح أبناء شعبنا بعد أن شفا صدورهم بقتل اليهود.

    يقول أخو الشهيد المهندس أحمد في معرض رده على سؤالنا عن كيفية تلقى خبر استشهاد شقيقه فيقول:

    «خرج الشهيد في الساعة الحادية عشرة ليلاً دون أن يخبرنا أنه لن يعود في تلك الليلة على عكس عادته مما جعلنا في الصباح الباكر نشعر بالقلق عليه فذهبنا إلى أصدقائه الذين لم يكن عندهم أية أخبار عنه، وزاد قلقنا عندما سمعنا نبأ العملية حيث بدأ أقرباؤنا والجيران يأتون لسؤالنا عن صلاح وازداد قلقنا إلى أن سمعنا الخبر من إحدى وكالات الأنباء عن إعلان حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تبنى العملية باسم شهيدى القوى الإسلامية المجاهدة - قسم - صلاح شاكر وأنور سكر فحمدنا الله سبحانه وتعالى ورضينا بقضاء الله وقدره».

    أما والدة الشهيد الحاجة أم علي فتقول: «أنها كانت تشعر أن صلاح يريد الشهادة لأنه كان دائم الحديث عنها وكان يرفض الزواج دون سبب واضح رغم توافر كل الظروف المناسبة لذلك» وتضيف أم علي قائلة: قبل العملية بيوم واحد كنت أنا وصلاح نتناول طعام الإفطار فقلت يا ولدي لقد رأيت حلماً أريد أن أقصه عليك، لقد رأيت يا ولدي والدك المرحوم الليلة يبنى بيتاً أبيض اللون فسألته عن هذا البيت لي أم لصلاح فلم يجب ثم استيقظت وأنا أعلم يا ولدي إن رؤية الميت وهو يبنى بيتاً أنه يريد أحداً إلى جواره فرد عليها الشهيد صلاح أنه رأى هو الآخر حلماً حيث رأى انه وفي طريقة إلى المسجد شاهد جملاً أبيض جلس أمامه فركب الشهيد على ظهره وفجأة وإذ بجناحين يظهران للجمل ويطير إلى السماء، مما أثار الفرح في نفسه لأنه في شوق إلى الصعود إلى السماء.

    وأضافت والدة الشهيد أنه في ليلة العملية شعرت بالقلق لأنه لم يخبرني أين سيبيت ليلته فطلبت من اخوته البحث عنه فلم يجدوه. وتضيف والدته أن الشهيد ترك لها وصية يطلب فيها منها أن تحج إلى بيت الله الحرام من نقوده التي أدخرتها له لزواجه، وقد نفذت الوصية وحجت ودعت له هناك، وهي فخورة بصلاح وصديقه أنور حيث أسمعتنا أبيات خرجت من قلبها لتعبر عن فرحتها:

    «صلاح استشهد الله يرحمه وسلامة أخوته

    وشباب فلسطين مطرحه

    يا صلاح شاكر يا أسمر يا حبيبي

    فجرت القنابل في بيت ليد

    يا أنور سكر يا أنور سكر

    فجرت القنابل بين العسكر

    ولا تحسبونا من حمل القنابل كلينا

    حلمنا القنابل وفجرنا القنابل

    ونطقنا الله أكبر

    وعلى النبي صلينا

    وعوض الله علينا»

    ولقد وجهت والدة الشهيد صلاح شاكر في نهاية حديثها لنا نداء حار إلى الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والى جمعيات حقوق الإنسان وكل أصحاب الضمائر الحية أن يحاولوا إعادة جثمان ابنها ليدفن قريباً منها فهي كما تقول ليس حزينة لاستشهاده ولكن الحزن لأنها في شوق لزيارته ولا تقدر لأنه بين أيدي أعداء الله.



    وصية الشهيد صلاح شاكر



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

    إخوتي الأعزاء، أهلي الأحياء... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ﴾ فهذه أمانة الله الذي أرادها لعباده فلم نخلق لكي نعيش ونرتع في دنيا لن نخلد فيها، بل لتأدية رسالة الله في الأرض ولتبلغ دعوته للعالمين، وهذه الرسالة تشمل الإيمان الصادق بالله عز وجل وأداء العبادات... صدقة وصلاة وزكاة وصوم وحج... والعمل وطلب الرزق والعلم وطلبه، فإنها تشمل الجهاد في سبيل الله حتى إرساء منهج الله في الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فرأس الأمر هو الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد.

    إن من يسعى إلى الخلود ليس له إلا طريق واحد… هو الشهادة فطوبى لمن باع دنياه بآخرته، والويل لمن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني…

    أقول لمن تولى عن السعي للشهادة… إن لم نضح أنا وأنت فمن يضحي… علينا أن نستعد للتضحيات والله يختار من يشاء…

    شعبنا المرابط البطل:

    يقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. فالمحن والإبتلاءات هي نعمة يمن الله بها على المؤمن ليزداد إيماناً وثباتاً ليلقى الله عز وجل خالصاً نقياً.

    عليكم بالثبات والصبر والصمود وكونوا صفوفاً متماسكة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، كونوا القوامين على الحق، الناطقين به.

    وليكن صمتكم فكراً ونطقكم ذكراً ونظركم عبراً...

    عليكم بتلاوة القرآن ودراسته ففيه الدواء لكل داء، وفيه الحلّ لكل معضلة.

    ختاماً: لا أقول وداعاً... بل إلى اللقاء... في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

    أخوكم صلاح شاكر




    تعليق


    • #3





      الشهيد أنور محمد عطية سكر
      الاسم: أنور محمد سكر
      العمر: 23 عاماً
      السكن: حي الشجاعية
      الوضع العائلي: متزوج
      تاريخ الاستشهاد: 22/01/1995

      كيفية الاستشهاد: عملية استشهادية


      هم الشهداء يمنحونا دوماً المزيد من الطاقة لمواصلة الدرب، هم المدافعون عن الحق دوماً. هي بيت ليد المعجزة، الرد الأقوى على سيف الجلاد الظالم الرد الأقوى على ظلم العالم… لنقول لهم: نحن الأقوى بقرآننا وإسلامنا… الأقوى بدمنا وأشلائنا… الأقوى على الدوام برصاصنا وانفجاراتنا… كانت المعجزة… وكانت الهزيمة والهستيريا لهم، والانتصار والفرح الدائم لنا… ومن نصر إلى نصر…

      الميلاد والنشأة

      ولد الشهيد أنور محمد سكر في حي الشجاعية / الثورة بمدينة غزة في 10/12/1972م… هاجرت أسرته من قرية تسمى (بيت جرجا) الواقعة على مسافة (15) كيلومترا إلى الشمال الشرقي من غزة وقد دمرها اليهود عام 1948 وشردوا سكانها.

      نشأ شهيدنا أنور في بيت عرف بالتواضع… حيث أن أنور هو المولود البكر لوالديه، ولديه من الأخوة والأخوات تسعة… عمل أبوه في جهاز الشرطة قبل الانتفاضة ثم تركه استجابة لنداءات القوى الفلسطينية مع بداية الانتفاضة، وعمل بعدها داخل الخط الأخضر وهو الآن يعمل في سلك الشرطية الفلسطينية… أما شهيدنا أنور فقد تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي وجزءاً من الثانوي في مدارس حي الشجاعية، تم ترك مقاعد الدراسة ليعمل داخل الخط الأخضر مع أبيه… وبعد ذلك تعلم مهنة النجارة (نجارة الموبيليا) على يد أبيه، وظل شهيدنا أنور يعمل كنجار للموبيليا في إحدى متاجر غزة وفي منجرته داخل بيتهم حتى استشهاده.

      صفاته وعلاقاته

      تميز شهيدنا البطل أنور منذ صغره بأخلاقه العالية وأدبه العظيم، وكان كل من يعرفه يحبه لتعامله القرآني مع الجميع… فلم يكن يغضب أحداً وكان يتمتع بشخصية مرحلة جداً… ينشر المرح والسرور أينما حل… وكان ذكياً وسريع البديهة… وعطوفاً على كبار السن والأطفال… لا يتأخر عن مساعدة أي شخص… وكان دوماً سمح الوجه. تعلو شفتيه دوماً ابتسامة رقيقة تبعث النور مع بوادرها… كان يبتسم لأقل شيء سمعه من الشباب حتى يجعل المتكلم واثقاً من نفسه… وكان يتمتع بشخصية قيادية حازمة… عندما يتحدق يكون حديثه مشبعاً بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والقصص الهادفة مما يجعل السامع مشدوداً إليه لعذوبة وصدق حديثه، وبحكم عمله كعامل لنجارة الموبيليا، فإنه قد دخل كل بيت تقريباً في شارعه وبيوت أخرى على امتداد القطاع، وعرف بين الناس بأخلاقه الإسلامية العالية وتعامله الصادق، وثقافته الواسعة، فلم يكن أنور مجرد عامل نجارة… بل كان داعياً لله أينما ذهب وأينما راح…

      أما بالنسبة لعلاقاته مع عائلته، فشهيدنا أنور لم يكن بمثابة الأخ أو الابن فقط بل كان معلماً ومدرساً وراعياً لوالديه وأخوته… لا يتأخر عن تنفيذ أي طلب لهم… مطيعاً جداً جداً لوالديه…

      وكان ينصح أخوته دوماً بالصلاة والصوم والعبادات وطاعة الله على الدوام… ودوماً يعلمهم قراءة القرآن وأحكام تلاوته… عطوفاً حنوناً يوفر لهم كل ما يحتاجونه… ولو رجعنا إلى وصية الشهيد أنور لوجدنا يذكر جميع اخوته وأخواته وزوجته بالاسم وينصحهم كل حسب ما ينفعه في أمر دينه ودنياه، ومن شدة حب أبيه له قام ببناء طابق خاص لأنور وهو يقضى مدة اعتقاله الأولى وزوّجه بعد خروجه من المعتقل.

      انتماؤه ومشواره الجهادي

      أنضم شهيدنا أنور إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عام 1986م أي قبل اندلاع الانتفاضة، وعمل في جهازها الإعلامي والثقافي… وتتلمذ على يديه الكثير من الأشبال الذين أكملوا مسيرة الجهاد معه… ومع بداية الانتفاضة كان من الأوائل الذين أسسوا اللجان السياسية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في حي الشجاعية / الثورة… وكان دائماً كتلة من النشاط… فبالإضافة لعمله في اللجان السياسية (كتابة على الجدران - توزيع منشورات - الملصقات - المواجهات الدائمة - وضع المتاريس - ملاحقة العملاء والمنحرفين... الخ) بالإضافة لذلك كله كان شهيدنا البطل مسئولا عن النشاط الثقافي في مسجده (مسجد الشهداء بحي الشجاعية) ومسئولا عن إدارة الندوات والدروس الإسلامية داخل المسجد… وقد اعتقل الشهيد أنور المرة الأولى في ضربة (1989م) وحكم عليه بالسجن لمدة 11شهراً بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في فعالياتها… وقد أمضى مدة اعتقاله في معتقل النقب الصحراوي (كتسبعوت)… ويصفه أحد المشايخ الذي كان معتقلا معه… بأنه كان أنشط شاب في المعتقل وكان دوماً يمشي مع جميع المشايخ يسألهم في كل شيء ويستزيد من عملهم.. ويطالع الكتب والنشرات الثقافية والأمنية… الخ… وخرج شهيدنا من المعتقل وكله عزيمة على مواصلة نشاطه الإسلامي… واستمر يعمل في هذه اللجان ونظمها تنظيما جيدا… وكان يصرف على هذه اللجان من نقوده الخاصة حتى يواصل نشاطها…

      اعتقل الشهيد للمرة الثانية على أيدي جنود الاحتلال في شهر رمضان عام 1994م لمدة شهر ونصف قضاها في معتقل أنصار - 2 بغزة… وخرج بعد ذلك ليواصل نشاطه السابق بزخم أكبر… وأعتقل المرة الثالثة في عهد السلطة الفلسطينية بتاريخ 11/ 11/94م عقب العملية الإستشهادية في مفترق نتساريم والتي نفذها الشهيد المنتقم هشام حمد… واعتقل شهيدنا في سجن السرايا لمدة عشرين يوماً وقد سمع أحداث مجزرة مسجد فلسطين وهو داخل السرايا مع أخوته المجاهدين…

      ما قبل استشهاده

      يقول أحد أقاربه أن الشهيد أنور أثرت فيه جداً حادثة اغتيال الشهيد هاني عابد (أبو معاذ) وأنه توجه رغم المطر الشديد إلى منزل الشهيد القائد ليستفسر عن هذه الحادثة الإجرامية… وكما قرأنا في وصية شهيدنا أنور بأنه كان يتمنى أن يكون المنتقم الأول للشهيد القائد أبو معاذ… ولكن سبقه إليها الشهيد المنتقم هشام حمد… ويروى أصدقاء الشهيد أبو محمد بأنه كان قبل أن يستشهد يطلب من جميع الشباب ان يأخذوا معه الصور التذكارية في أستوديو قريب من منزله… وكان دوماً ذاكرا للشهادة ويتحدث عن أجر الشهيد عند الله عز وجل وأجر أقاربه من بعد استشهاده… وكان يقول ذلك لأسرته ولأصدقائه… بشكل غير مباشر حتى لا يشكوا في الأمر وليهيئهم نفسياً لفراقه… ويروى أصدقاؤه كذلك بأن الشهيد أنور قبل استشهاده بيومين (يوم الجمعة) توجه إلى مقبرة الشهداء الإسلامية شرقي حي الشجاعية، ووقف طويلاً أمام قبور الشهداء وخاصة قبر الشهيد هاني عابد، وقبر الشهيد هشام حمد، وقبر صديقه الشهيد معمر المبيض… وتغير لونه وتظهر في عينيه الإصرار وهو ينظر إلى أبناء الشهيد هاني عابد وهم يبكون أمام قبر والدهم.

      أما أسرته فتقول أنه ليلة استشهاده كان إنساناً عادياً يضحك ويتحدث مع الجميع، ولم تكن تظهر عليه أي بوادر ارتباك أو خوف ولم يكن مطلقا شارد الذهن أو أي شيء آخر على الرغم من أنه صبيحة اليوم التالي ستتناثر أشلاؤه ويفارق هذه الدنيا… مما يدل على الإيمان الكبير الذي كان في قلب شهيدنا «أبو محمد»… ويقولون كذلك بأنه ليلة استشهاده اصطحب جميع أسرته إلى أستوديو قريب ليأخذ معهم الصور الفوتوغرافية… فكان ذلك غريباً نوعا ما… ولكن أنور كان بذكائه يحاول ألا يثير الشك فيهم… وكأنه أمر طبيعي… وكانت تلك الليلة الأخيرة لشهيدنا مع الحياة الدنيا.

      بيت ليد… المعجزة

      تروى أسرة الشهيد أنور بأنه بعد أن أخذ الصور التذكارية معهم… وكان ذلك حوالي الساعة التاسعة مساء… قال لهم أنور بأنه سيذهب إلى مشوار هام وسيعود بعد ذلك… إلا انه لم يعد تلك الليلة وفي الصباح كانت المعجزة… كانت بيت ليد… الكابوس الدائم لجنود الجيش (الذي لا يقهر)… يتوجه الشهيد أنور مع رفيقه الشهيد صلاح شاكر ليفجرا أجسادهما الطاهرة وسط أكبر تجمع للجنود الصهاينة… ليرتقيا إلى العلى…ويدحرجوا اثنين وعشرين جندياً صهيونياً إلى الجحيم… ويصيبوا أكثر من ستة وستين جنديا بإصابات بالغة ليعيشوا بقية عمرهم مشوهين وعجزة… كما شوهوا أهلنا في المخيمات وفي الضفة والقطاع.

      لقد جعل أنور وصديقه صلاح دولة إسرائيل كلها تبكي… وجميعكم شاهد: الجنود الصهاينة يبكون كما النساء… حتى أنه ظهرت على جنود بني صهيون (أعراض بيت ليد)!!!

      فكانت وما زالت (بيت ليد) الكابوس الذي يقض مضاجع قادة دولة الكيان الصهيوني وجنودهم الجبناء… حتى أن الكثير من الجنود لم يعودوا يستقلون الباصات من مفترق بيت ليد ولم يعودوا يقفون فيه مطلقاً… فلننظركم هم جبناء أشد الجبن… ولكن جنود القسم… هم دوماً التواقون إلى الشهادة… يحبون الموت كما يحب جنود رابين الحياة… فكانت بيت ليد المعجزة التي رسمت أول خيوط فجر الانتصار القادم لا محالة… وها هم الشهداء يصنعون فجر الانتصار القادم، ويواصلون درب الشهيد هشام وأنور وصلاح وخالد… فالمجد كل المجد لصاروخ الجهاد الإسلامي… الصاروخ المزدوج (أنور وصلاح)… المجد لكل شهدائنا الأبطال… ومن نصر إلى نصر…



      وصية الشهيد البطل

      أنور محمد عطية سكر





      ﴿ولا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾



      إلى أهلي الأحباء، إلى أمي وأخوتي وزوجتي الغالية..

      لقد كان خياري في هذه الدنيا الفانية أن أتقدم نحو وجه الله العظيم شهيداً بإذنه تعالى والذي أسأله أن يرزقني إياها فلا تهنوا من بعدي ولا تحزنوا وسلموا أمركم إلى الله.. إني تركت لكم الله ورسوله.

      أبي العزيز الغالي.. أرجوك أولاً أن تسامحني على كل صغيرة وكبيرة أخطأتها في حقك، لا تبك علي فأنت متعلم وتعلم جيداً أجر الشهيد عند الله عز وجل وإلى لقاء قريب في جنات الخلد يا والدي العزيز.

      أمي الحبيبة الغالية.. طالما سهرت علي الليالي والأيام وخفت علي من الهواء الطائر، أقولها لك يا أماه لا تبكي علي فأنا في الجنة العليا إن شاء الله مع الصديقين والشهداء، والأنبياء فأرجو أن تزغردي لأني شهيد وأن تسامحيني يا أمي الغالية..

      زوجتي الحبيبة لا أدري ماذا أقول وأنا أودعك في هذه الدقائق القليلة عبر هذه الأسطر من رسالة الوداع..

      سامحيني يا رويدا واصبري واحتسبي أجرك عند الله لأني تركتك في هذه الدنيا وكم تمنيت أن يرزقني الله بطفل قبل استشهادي ولكن لعله خير في قوله تعالى: ﴿المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وأخير أملا﴾ صدق الله العظيم. فلا تبكي علي بل أطلقي الزغاريد لأن زوجك شهيد وهو يستطيع أن يحصل على هذا المقام بإذن الله عز وجل.

      أخي وصديقي عبد.. لا تحزن ودير بالك على والديك وكن لهم ناصحاً واعطف عليهم وزد في صلاتك ولا تتركها وسامحني.

      أختي نوار.. لا تبكي علي واصبري لعل الله يجمعني بك في مستقر رحمته.

      أخي عبد الله سامحني ولا تزعل أمي وحافظ على صلاتك.

      أختي رشيدة.. لا تبكي علي وسامحيني.

      أختي منور.. حافظي على صلاتك ودراستك وسامحيني.

      أخوتي جميعاً أريد أن أطمئن أنكم سامحتموني ولا تزعلوا علي وبالنسبة للديون التي علي فهي 1.... 2.... 3.... أرجو أن تسدوا ديوني بأسرع وقت ممكن، ووصيتي ألا يبكي أحد علي ولا تصبوا قهوة في عزائي بل وزعوا حلويات.

      ابنكم المخلص لكم.. أنور

      22/02/1995

      تعليق


      • #4
        رحمك الله
        حقا بيت ليد لا ننسا عمليات قسم
        سرايا القدس


        كل الشعوب لهم وطن يعيشون فيه الا نحن لنا وطن يعيش فينا..فينا..فينا

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          بارك الله فيكِ اختي الفاضلة
          نسأل الله ان يرزقنا من امثالها الكثير
          حقا انها معجزة سطرها ابناء الجهاد بدماءهم

          هؤلاء هم اسود الجهاد وباذن الله امثالهم كثر
          الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه


          " عندما سلكنا هذا الطريق كنا نعرف ان تكاليفه صعبة جدا لكن هذا هو واجبنا وخيارنا المقدس"

          تعليق


          • #6
            رحم الله الاسدين البطلين اللذان ركعا بني صهيون ،وجعلا رابين يبكي كالاطفال
            هذا هو درب الجهاد الاسلامي من قسم الى سريا القدس المظفرة ،درب عزة وشموخ وشهادة



            قلبي على غزة ولست أرى قلب أحد سواي

            تعليق


            • #7
              رحمك الله
              حقا بيت ليد لا ننسا عمليات قسم
              سرايا القدس
              [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
              ياقدس ان طالت بنا غربة فسيفنا ياقدس لن يغمدا
              [/gdwl]

              تعليق


              • #8
                أسود
                بمعنى الكلمة
                حطموا قوة لجيش الذي لا يقهر

                وبيت ليد أخرى قادمة إن شاء الله تعالى

                تعليق


                • #9
                  رحم الله الاسدين البطلين اللذان ركعا بني صهيون ،وجعلا رابين يبكي كالاطفال
                  هذا هو درب الجهاد الاسلامي من قسم الى سريا القدس المظفرة ،درب عزة وشموخ وشهادة
                  ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    بارك الله فيك اختي
                    ندعوا الله ان يرزقنا ويثلج قلوبنا بعمليه اخرى كبيت ليد في القريب العاجل

                    تعليق


                    • #11
                      بيت ليد

                      الكابوس الذي دق مضاجعهم
                      القناعة كنز لا يفنى

                      تعليق


                      • #12
                        رحمك الله
                        حقا بيت ليد لا ننسا عمليات قسم
                        سرايا القدس

                        تعليق


                        • #13
                          ولك الشرف يا سرايا بأن يكون عملية بيت ليد ان تكن اول عملية استشهادية في افلسطين


                          اللهم انتقم لنا ممن ظلممنا واذانا أنت حسبما ونعم الوكيل

                          تعليق


                          • #14
                            ×?°ياسرايا عييد عيد.....................عمليات بيت ليد×?°

                            تعليق


                            • #15
                              بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

                              بمناسبة مرور 13 عاما على عملية بيت ليد البطولية

                              تمر بنا الذكرى الثالثة عشر لملحمة البطولة والفداء عملية بيت ليد البطولية النوعية التي نفذها أبطال المقاومة والجهاد في قلب أراضينا المحتلة عام 48، حيث هب أبناء فلسطين وأبطال حركة الجهاد الإسلامي الذين تربوا في أحضان المساجد وتشربوا ثقافة الإيمان والوعي والثورة ليؤسسوا لنهج جديد من المقاومة والجهاد، وليؤكدوا بدمائهم الطاهرة أن هذه الأرض المقدسة هي ملك لأهلها وأصحابها الأصليين وأنه مهما طال الزمن فإن الاحتلال الذي دنس هذه الأرض إلى زوال بإذن الله.

                              ثلاثة عشر عاماً مرت على العملية النوعية التي أصبحت رمزاً ومعلماً من معالم الفداء والتضحية التي جسدها الاستشهادي البطل/ صلاح شاكر والاستشهادي البطل/أنور سكر، ففي الثاني والعشرين من يناير كانون لعام ألف وتسعمائة وخمسة وتسعون جسد الاستشهاديان من أبناء حركة الجهاد الإسلامي فجرا نفسيهما فداء لكرامة الأمة والشعب بعد أن ظنت دولة الإرهاب أن شعبنا قد وهنت عزيمته وانهارت قواه المجاهدة، فما كان من مجاهدينا إلا أن ضربوا العدو في عقر بيته الواهن دفاعاً عن حق شعبنا الذي حاول البعض ارتهانه لاتفاق أوسلو المشئوم، وليسطروا بذلك صورة ملحمية من ملاحم صمود الشعب الفلسطيني الذي يأبى التفريط في حقه والتنازل عن أرضه.

                              يا جماهير شعبنا الصامد المرابط... يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية...

                              إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وفي مثل هذه الذكريات المجيدة في سجلنا الخالد، فإننا نؤكد على ما يلي:

                              1- نجدد تأكيدنا على أن طريق الجهاد والمقاومة هو الطريق الوحيد لاسترجاع الأرض واستعادة الحق الفلسطيني والتخلص من الاحتلال الغاصب الذي لم يترك شكلاً من أشكال القمع والتنكيل والإفساد والتدمير إلا ومارسه بحق شعبنا.

                              2- نجدد رفضنا لكافة أشكال التفاوض واللقاءات مع العدو الصهيوني، لأنها لم تقدم شيئاً لمصلحة شعبنا، وإنما أفضت إلى التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة، وحولت قضيتنا العادلة إلى حالة إنسانية على حساب حق شعبنا في أرضه ومقدساته وحقه في العودة.

                              3- إن العمليات الاستشهادية في العمق الصهيوني هي سلاح رادع في مواجهة العلو الصهيوني المتمثل في استمرار الاحتلال الذي يعربد في

                              أرضنا ويرتكب الجرائم والمجازر ويفرض حصاراً ظالماً يتهدد حياة الأطفال والمرضى والنساء والشيوخ وكل مناحي الحياة في غزة.

                              4- نؤكد على أهمية الموقف العربي والإسلامي المساند لشعبنا والداعم لحقه في المقاومة والرافض لكل أشكال التطبيع والتنسيق مع العدو المجرم.

                              5- نشيد بصمود شعبنا الفلسطيني والهبة الجماهيرية في الضفة المحتلة وغزة الصامدة وأرضنا المحتلة عام 48، ووقفة جماهير أمتنا العزيزة المنددة بالحصار وبالصمت الدولي على جرائم العدو بحق شعبنا، ونجدد دعوتنا للدول والحكومات العربية والإسلامية إلى تفعيل قراراتها بشأن كسر الحصار المفروض على شعبنا والقيام بدورها وواجبها في نصرة القضية الفلسطينية.

                              6- ندعو شعبنا إلى مزيد من الوحدة والتلاحم والتضامن، ولتعمنا قيم التسامح والتكافل والتراحم في مواجهة هذه الظروف العصيبة التي تمر بنا.


                              الله أكبر والنصر لشعبنا وأمتنا، وإنه لجهاد جهاد، نصر أو استشهاد
                              المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

                              الثلاثاء 14 محرم 1429 هـ - 22/1/2008م

                              المصدر: خاص نداء القدس

                              أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
                              وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
                              واذاق قلبي من كؤوس مرارة
                              في بحر حزن من بكاي رماني !

                              تعليق

                              يعمل...
                              X