إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأسير الشهيد جمال السراحين.. تنطوي الأيام ولا تنقضي الذكرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأسير الشهيد جمال السراحين.. تنطوي الأيام ولا تنقضي الذكرى

    انقضت أيام على استشهاد الأسير جمال السراحين في سجون الاحتلال؛ دون أن تنقضي ذكراه أو تتلاشى آلامه من الوعي الفلسطيني.

    كان الشهيد جمال السراحين "أبو خالد"، قابعاً في سجن النقب الصحراوي، وكان الأسرى يهبّون لنجدته في القسم الثامن من سجن النقب كلما أصيب بالارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة، وكانت قطرات العرق تتصبب من جبينه حتى تبتل قطع القماش التي كانت بين أيدي الأسرى.

    جهاد ومجاهدة كانت كل لحظات حياته داخل السجن، حيث كان المرض يلاحقه والموت يتهدده، حتى قضى شهيداً وعيونه تحلِّق في سماء صحراء النقب القاحلة، لعل عيون الصغيرة "سجى" تبزغ إليه من جديد تحتضنها آماله المعلقة بين الشوق والاحتراق اللامحدود.

    كانت آخر ما كتبت يداه في مذكرة صغيرة تعود لأحد الأسرى، بتاريخ 22 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وجاء فيها "وأخيرا أخي .. لا تنسانا من دعائك، لأنه سيُفرج عنك بعد أيام، أدعوا الله أن يفكّ أسرنا جميعاً ونلتقي خارج هذه السجون والأسلاك، لنلتقي بين الأهل والاحبه لتكتمل الفرحة". غير أنّ فرحة جمال لم تكتمل، ولم يسعد بأحضان بلدته "بيت أولا" (قضاء الخليل) إلاّ شهيداً، فطوبى للشهداء. فما هي إلاّ أسابيع واستشهد الأسير الفلسطيني جمال حسن عبد الله السراحين (36 عاماً)، وهو من بلدة بيت أولا الواقعة الى الشمال الغربي من مدينة الخليل.

    وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت السراحين، وهو أب لطفلة واحدة اسمها "سجى"، بتاريخ 18 أيار (مايو) 2006، ووجهت له ما يسمى "الملف السري"، والذي تقدمه المخابرات الصهيونية ضد المعتقل، ويسمح "القانون" الاحتلالي للمخابرات باحتجاز المعتقل بمقتضاه دون توجيه تهمة محددة.

    وكانت إدارة سجن النقب قد أجرت اتصالاً هاتفياً مع ذويه، وأخبرتهم أنّ السراحين قضى شهيداً أثناء وجوده في عيادة المعتقل، إلاّ أنّ مؤسسات حقوقية أكدت أنّ السراحين استُشهد نتيجة الإهمال الطبي، وأنّ أطباء المعتقل أعطوه جرعة زائدة من الدواء قبل ان يلقى الله شهيداً في مستشفى "سوروكا" ببئر السبع .

    وقالت مصادر الأسرى في سجن النقب، إنّ السراحين بدا يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، وبدت عليه ملامح الإعياء الشديد، وعندما حضرت إدارة السجن لنقله إلى العيادة كان في حالة صحية سيئة، وقد نُقل للعلاج، إلاّ أنّ إدارة السجن عادت لتعلن نبأ استشهاده.

    وقال الأسير المحرر، الصحفي محمد الحلايقة، الذي كان يشارك السراحين الخيمة نفسها في معتقل النقب قبل الإفراج عنه، إنه شاهد السراحين وهو يعاني من تهميش إدارة السجن لحالته الصحية الحرجة، وكان يصاب بالارتجاج الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة عندما كانت إدارة السجن تتأخر في أخذه للطبيب، وكان يصرخ فيهم "لا أريد الذهاب للعيادة، بل أطلب منكم صرف الدواء لي". وقد عانى السراحين من التهابات في الصدر والرئتين وخلل في كريات الدم البيضاء والربو.

    وبالرغم من علم إدارة سجن النقب بسوء وضعه الصحي؛ إلاّ أنها لم تطلق سراحه، بل لجأت لتمديد اعتقاله "الإداري" (بلا محاكمة) له للمرة الثانية، واستأنف على تمديده الأخير، وتم تنزيل شهرين من مدة الحكم.

    وكان الشهيد السراحين قد أمضي في سجون الاحتلال ست سنوات بتهمة الانتماء إلى حركة فتح - الانتفاضة التي يتزعمها أبو موسى، عندما اعتُقل في عام 1998، ليُعاد ملفه إلى الاعتقال الإداري.

    هذا وعُلم من مصادر موثوقة؛ أنّ الشهيد أمضى فترة اعتقاله الأخيرة ضمن الفرز التنظيمي في خيام معتقلي حركة "حماس"، وقد عُرف بطيبته وإخلاصه وحسن سلوكه وتاريخه الجهادي الطويل، وقد عزّ نعيه على كل من عرفه. وكان الشهيد قد تزوّج قبل عامين تقريباً، ولديه طفلة واحدة لم يتجاوز عمرها العام، وتدعى "سجى"، التي كان يتوق لرؤيتها.

  • #2
    قصة "نزع" الطفلة عائشة من أحضان أمها الأسيرة!

    منظر تعجز أمامه ستوديوهات هوليوود حيث المشاعر متناقضة، الفرح بالإفراج والأسى والحزن على الفراق، البكاء أثناء الاحتضان، والصراخ عند الابتعاد، والجنود والمجندات يصطفون لإجراء عملية فصل بين طفلة بريئة لم يمض من عمرها سوى أشهر معدودة، وبين أم مقيدة بالأغلال، لا حول لها ولا قوة إلا البكاء والدعاء لفراق فلذة كبدها عائشة، على أمل اللقاء بعد ثلاثة أشهر في حال عدم تمديد الاعتقال الإداري..
    مشهد ممزوج بالآلام والآمال عايشته المجتمع في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية.
    بداية التقينا الأسير المحرر وليد الهودلي والد الطفلة المحررة عائشة الهودلي، وزوج الأسيرة عطاف عليان التي تقضي التمديد الثالث في الاعتقال الإداري، وقد بدا ثابتاً، فهو ابن الحركة الإسلامية الفلسطينية ومكث في السجن أكثر من 12 عاماً، وأُفرج عنه في عام 2002م، ولم يشاهد أولاده الذين يعيشون في الأردن منذ عام 1993م، حيث ترفض السلطات الصهيونية السماح لهم بالدخول إلى الضفة الغربية.


    قضاة بلا قلب
    أشار وليد قائلاً: تم الفصل بين الطفلة عائشة وزوجتي الأسيرة عطاف، بعد محاكمة سرية عقدت في محكمة الاستئناف للاعتقال الإداري في "معسكر عوفر" غرب رام الله، دون أن يحضر أحد من ذوي الأسرى جلساتها، وهي تشبه محاكم التفتيش العنصرية.
    ويضيف: في بداية جلسة المحكمة طلب المحامي من القاضي تمديد بقاء الطفلة عائشة لمدة ثلاثة شهور إضافية، وهي نهاية الاعتقال الإداري المتوقع للأم الأسيرة عطاف، إذا لم يحدث تمديد، إلا أن القاضي رفض هذا الطلب الإنساني، بحجة أنه ليست لديه صلاحيات تخوله إبقاء الطفلة عائشة بجانب أمها مدة زمنية إضافية.
    مشهد الفصل: يقول الهودلي: بعد انتهاء المحكمة حضر ضابط السجن ومعه الطفلة عائشة وطلب مني الجلوس مع زوجتي الأسيرة عطاف خمس دقائق فقط قبل استلام الطفلة، حتى أستطيع خلال هذه الفترة التعرف على كيفية التعامل مع ابنتي عائشة بعد أن تفصل عن أمها، دون رحمة بالطفلة ولا بحاجتها النفسية لأمها.
    ورغم إعطاء الطفلة حريتها، إلا أنها لم تجد طعمها بعيداً عن صدر أمها، بعد الخروج من السجن، فكانت تخاف من كل متحرك من الشاحنات.. من سيارات الشرطة والتي تشكل لها كابوساً مرعباً، تبكي من خلاله دون انقطاع، خوفاً من العودة إلى السجن.
    ويشير الهودلي قائلاً: في المنزل الآن تستغرب الطفلة عائشة من الباب المفتوح وتقول ببراءة الأطفال: الباب مفتوح وتفرح، وتتلفظ بعده بكلمة "فوره.. فوره" (وهي الفترة الزمنية التي يسمح فيها للأسرى بالخروج من الغرف لمدة ساعة أو أكثر في الصباح والمساء)، وكذلك تقول كلمة عدد (وهو أسلوب يستخدمه السجان في المعتقلات والسجون ثلاث مرات لعد الأسرى في كل قسم خوفاً من الهرب)، وعندما تشاهد التلفاز تصرخ وتقول: افتح.. أخبار.. لأنها قد تعودت خلال تواجدها مع الأسيرات الاهتمام بنشرات الأخبار، فباتت تعرف السياسة رغم حداثة سنها.


    منطقة حرة لمشاعر الأسرى
    جانب آخر من مأساة الأسر والاعتقال الذي حرم أكثر من ربع الشعب الفلسطيني من رؤية أبنائه وذويهم، يكشفه لنا وليد بقوله: بعد اعتقالي عام 93 كانت ابنتي إيمان في الصف الأول الابتدائي، وهي الآن في الأردن تدرس بالصف الرابع في الجامعة، ولم أتمكن من رؤيتها إلا من خلال زيارة نظمتها السفارة الأردنية لزيارة بعض الأسرى من الأردن في السجون الصهيونية في عام 1999م، وحتى الآن لم يسمح لي بالسفر إلى الأردن لرؤية بناتي وابني الوحيد عبد الرحمن.
    ويضيف وليد: وعندما احتضنت عائشة بعد خروجها من المحكمة شعرت وقتها بسعادة لأن الاحتلال حرمني من أولادي وهم صغار وكبار.. لذا أقترح إقامة منطقة حرة بين الأردن والضفة الغربية، على غرار الأسواق الحرة التي تستخدم لتبادل البضائع.. إلا أن البضاعة في المنطقة الحرة الجديدة هي المشاعر الإنسانية، ونحن مستعدون لدفع ما يطلب من رسوم مقابل تبادل هذه المشاعر!

    تعليق


    • #3
      أسيرات فلسطينيات يواجهن أحكامًا مؤبدة مفتوحة

      لم يفتأ الإجرام الصهيوني متواصلاً بحق الشعب الفلسطيني منذ احتلاله قطاع غزة والضفة الغربية عام 1967م، ومثّل الاعتقال سلاحاً وحشياً ذاق مرارته أكثر من ربع الشعب الفلسطيني أي ما يقارب 650 ألفاً من الضفة والقطاع؛ منهم أكثر من 5000 امرأة... مازالت 125 منهن يقبعن في سجون الاحتلال (64 محكومات و55 موقوفات و6 توقيف إداري)... ضمنهم 15 لم يتجاوز أعمارهن 18 عاماً، و20 أماً؛ واحدة منهن تعيش مع ابنها في السجن.
      تتوزع مناطق إقامتهن الأصلية ما بين مدينة القدس (7 أسيرات)، باقي محافظات الضفة الغربية (112)، قطاع غزة (4)..

      إحصاءات دامية
      وتشير إحصاءات المراكز الحقوقية الفلسطينية أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني قبل اندلاع الانتفاضة الأولى 1987م لم يتجاوز 1500 أسيراً، فيما بلغ عددهم بعد انتفاضة الأقصى نحو 9800 أسيراً، منهم 125 امرأة، و432 فتى دون سن الثامنة عشرة؛ موزعين على 27 سجناً؛ ما بين سجون مركزية وخيام ومراكز تحقيق.
      بينهم 7 أسرى قضوا أكثر من 25 سنة، و38 أسيراً قضوا أكثر من 20 سنة، و124 قضوا أكثر من 15 سنة، و552 قضوا أكثر من عشر سنوات، والباقي أقل من 10 سنوات.


      الأسيرات والمؤبدات
      ومن أشهرهن أحلام التميمي (16 مؤبداً)، وقاهرة السعدي (من جنين 4 مؤبدات)، ودعاء الجيوسي (3 مؤبدات)، ولينا الجربوني (1 مؤبد)، وسناء شحادة (1 مؤبد)، وآمنة منى (1 مؤبد)...
      ولعل مثال الأسيرة أحلام التميمي يكشف جانباً من مأساة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني:
      فأحلام التميمي من مواليد مدينة الزرقاء عام 1980م لعائلة تعود جذورها لقرية النبي صالح في رام الله، بقي على تخرجها في جامعة بير زيت قسم الصحافة والإعلام فصل واحد قبل اندلاع انتفاضة الأقصى.
      التحقت بكتائب الشهيد عز الدين القسام مع زميلها محمد وائل دغلس وهي أول امرأة تلتحق بالكتائب.. وفي 9-8-2001م حملت "قيثارة" فخخها عبد الله البرغوثي، واصطحبت معها عز الدين المصري بسيارتها من رام الله إلى القدس المحتلة، وفجر عبد الله القيثارة في "مطعم سبارو" وأسفرت العملية عن قتل 15 صهيونياً وإصابة العشرات.
      وتعرضت التميمي لتحقيق قاس وحكم عليها ب 16 مؤبداً أي 1584 عاماً مع توصية بعدم الإفراج عنها في أي عملية تبادل للأسرى..


      قتل بدم بارد
      وتواجه الأسيرات الفلسطينيات ظروفاً معيشية بالغة الصعوبة؛ منها الاكتظاظ داخل الغرف، ما يضطرهن للنوم على الأرض، كما أن الأقسام والغرف مليئة بالحشرات والصراصير والفئران..
      وتتفنن إدارة السجون في فرض عقوبات على الأسيرات، تشمل فرض الغرامات المالية والحرمان من الزيارة والاحتجاز في الزنازين الانفرادية والتفتيش العاري أمام سجانات.. وغير ذلك من الممارسات الوحشية الصهيونية التي تحول اعتقالهن لجريمة بحق الإنسانية.. ولعل مفاوضات تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي الصهيوني "جلعاد شليت" تحقق جزءاً من آمال السجينات الفلسطينيات بالإفراج عنهن.
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك

        تعليق


        • #5
          اللهم فك قيد اسرانا يا رب العالمين
          إن سلاحنا هو شرفنا .. إن سلاحنا هو عرضنا وكرامتنا .. وبندقيتنا لن نقايضها الا بفلسطين المحررة



          لا تنسوا وصايا الشهداء

          تعليق

          يعمل...
          X