انقضت أيام على استشهاد الأسير جمال السراحين في سجون الاحتلال؛ دون أن تنقضي ذكراه أو تتلاشى آلامه من الوعي الفلسطيني.
كان الشهيد جمال السراحين "أبو خالد"، قابعاً في سجن النقب الصحراوي، وكان الأسرى يهبّون لنجدته في القسم الثامن من سجن النقب كلما أصيب بالارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة، وكانت قطرات العرق تتصبب من جبينه حتى تبتل قطع القماش التي كانت بين أيدي الأسرى.
جهاد ومجاهدة كانت كل لحظات حياته داخل السجن، حيث كان المرض يلاحقه والموت يتهدده، حتى قضى شهيداً وعيونه تحلِّق في سماء صحراء النقب القاحلة، لعل عيون الصغيرة "سجى" تبزغ إليه من جديد تحتضنها آماله المعلقة بين الشوق والاحتراق اللامحدود.
كانت آخر ما كتبت يداه في مذكرة صغيرة تعود لأحد الأسرى، بتاريخ 22 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وجاء فيها "وأخيرا أخي .. لا تنسانا من دعائك، لأنه سيُفرج عنك بعد أيام، أدعوا الله أن يفكّ أسرنا جميعاً ونلتقي خارج هذه السجون والأسلاك، لنلتقي بين الأهل والاحبه لتكتمل الفرحة". غير أنّ فرحة جمال لم تكتمل، ولم يسعد بأحضان بلدته "بيت أولا" (قضاء الخليل) إلاّ شهيداً، فطوبى للشهداء. فما هي إلاّ أسابيع واستشهد الأسير الفلسطيني جمال حسن عبد الله السراحين (36 عاماً)، وهو من بلدة بيت أولا الواقعة الى الشمال الغربي من مدينة الخليل.
وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت السراحين، وهو أب لطفلة واحدة اسمها "سجى"، بتاريخ 18 أيار (مايو) 2006، ووجهت له ما يسمى "الملف السري"، والذي تقدمه المخابرات الصهيونية ضد المعتقل، ويسمح "القانون" الاحتلالي للمخابرات باحتجاز المعتقل بمقتضاه دون توجيه تهمة محددة.
وكانت إدارة سجن النقب قد أجرت اتصالاً هاتفياً مع ذويه، وأخبرتهم أنّ السراحين قضى شهيداً أثناء وجوده في عيادة المعتقل، إلاّ أنّ مؤسسات حقوقية أكدت أنّ السراحين استُشهد نتيجة الإهمال الطبي، وأنّ أطباء المعتقل أعطوه جرعة زائدة من الدواء قبل ان يلقى الله شهيداً في مستشفى "سوروكا" ببئر السبع .
وقالت مصادر الأسرى في سجن النقب، إنّ السراحين بدا يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، وبدت عليه ملامح الإعياء الشديد، وعندما حضرت إدارة السجن لنقله إلى العيادة كان في حالة صحية سيئة، وقد نُقل للعلاج، إلاّ أنّ إدارة السجن عادت لتعلن نبأ استشهاده.
وقال الأسير المحرر، الصحفي محمد الحلايقة، الذي كان يشارك السراحين الخيمة نفسها في معتقل النقب قبل الإفراج عنه، إنه شاهد السراحين وهو يعاني من تهميش إدارة السجن لحالته الصحية الحرجة، وكان يصاب بالارتجاج الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة عندما كانت إدارة السجن تتأخر في أخذه للطبيب، وكان يصرخ فيهم "لا أريد الذهاب للعيادة، بل أطلب منكم صرف الدواء لي". وقد عانى السراحين من التهابات في الصدر والرئتين وخلل في كريات الدم البيضاء والربو.
وبالرغم من علم إدارة سجن النقب بسوء وضعه الصحي؛ إلاّ أنها لم تطلق سراحه، بل لجأت لتمديد اعتقاله "الإداري" (بلا محاكمة) له للمرة الثانية، واستأنف على تمديده الأخير، وتم تنزيل شهرين من مدة الحكم.
وكان الشهيد السراحين قد أمضي في سجون الاحتلال ست سنوات بتهمة الانتماء إلى حركة فتح - الانتفاضة التي يتزعمها أبو موسى، عندما اعتُقل في عام 1998، ليُعاد ملفه إلى الاعتقال الإداري.
هذا وعُلم من مصادر موثوقة؛ أنّ الشهيد أمضى فترة اعتقاله الأخيرة ضمن الفرز التنظيمي في خيام معتقلي حركة "حماس"، وقد عُرف بطيبته وإخلاصه وحسن سلوكه وتاريخه الجهادي الطويل، وقد عزّ نعيه على كل من عرفه. وكان الشهيد قد تزوّج قبل عامين تقريباً، ولديه طفلة واحدة لم يتجاوز عمرها العام، وتدعى "سجى"، التي كان يتوق لرؤيتها.
كان الشهيد جمال السراحين "أبو خالد"، قابعاً في سجن النقب الصحراوي، وكان الأسرى يهبّون لنجدته في القسم الثامن من سجن النقب كلما أصيب بالارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة، وكانت قطرات العرق تتصبب من جبينه حتى تبتل قطع القماش التي كانت بين أيدي الأسرى.
جهاد ومجاهدة كانت كل لحظات حياته داخل السجن، حيث كان المرض يلاحقه والموت يتهدده، حتى قضى شهيداً وعيونه تحلِّق في سماء صحراء النقب القاحلة، لعل عيون الصغيرة "سجى" تبزغ إليه من جديد تحتضنها آماله المعلقة بين الشوق والاحتراق اللامحدود.
كانت آخر ما كتبت يداه في مذكرة صغيرة تعود لأحد الأسرى، بتاريخ 22 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وجاء فيها "وأخيرا أخي .. لا تنسانا من دعائك، لأنه سيُفرج عنك بعد أيام، أدعوا الله أن يفكّ أسرنا جميعاً ونلتقي خارج هذه السجون والأسلاك، لنلتقي بين الأهل والاحبه لتكتمل الفرحة". غير أنّ فرحة جمال لم تكتمل، ولم يسعد بأحضان بلدته "بيت أولا" (قضاء الخليل) إلاّ شهيداً، فطوبى للشهداء. فما هي إلاّ أسابيع واستشهد الأسير الفلسطيني جمال حسن عبد الله السراحين (36 عاماً)، وهو من بلدة بيت أولا الواقعة الى الشمال الغربي من مدينة الخليل.
وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت السراحين، وهو أب لطفلة واحدة اسمها "سجى"، بتاريخ 18 أيار (مايو) 2006، ووجهت له ما يسمى "الملف السري"، والذي تقدمه المخابرات الصهيونية ضد المعتقل، ويسمح "القانون" الاحتلالي للمخابرات باحتجاز المعتقل بمقتضاه دون توجيه تهمة محددة.
وكانت إدارة سجن النقب قد أجرت اتصالاً هاتفياً مع ذويه، وأخبرتهم أنّ السراحين قضى شهيداً أثناء وجوده في عيادة المعتقل، إلاّ أنّ مؤسسات حقوقية أكدت أنّ السراحين استُشهد نتيجة الإهمال الطبي، وأنّ أطباء المعتقل أعطوه جرعة زائدة من الدواء قبل ان يلقى الله شهيداً في مستشفى "سوروكا" ببئر السبع .
وقالت مصادر الأسرى في سجن النقب، إنّ السراحين بدا يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، وبدت عليه ملامح الإعياء الشديد، وعندما حضرت إدارة السجن لنقله إلى العيادة كان في حالة صحية سيئة، وقد نُقل للعلاج، إلاّ أنّ إدارة السجن عادت لتعلن نبأ استشهاده.
وقال الأسير المحرر، الصحفي محمد الحلايقة، الذي كان يشارك السراحين الخيمة نفسها في معتقل النقب قبل الإفراج عنه، إنه شاهد السراحين وهو يعاني من تهميش إدارة السجن لحالته الصحية الحرجة، وكان يصاب بالارتجاج الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة عندما كانت إدارة السجن تتأخر في أخذه للطبيب، وكان يصرخ فيهم "لا أريد الذهاب للعيادة، بل أطلب منكم صرف الدواء لي". وقد عانى السراحين من التهابات في الصدر والرئتين وخلل في كريات الدم البيضاء والربو.
وبالرغم من علم إدارة سجن النقب بسوء وضعه الصحي؛ إلاّ أنها لم تطلق سراحه، بل لجأت لتمديد اعتقاله "الإداري" (بلا محاكمة) له للمرة الثانية، واستأنف على تمديده الأخير، وتم تنزيل شهرين من مدة الحكم.
وكان الشهيد السراحين قد أمضي في سجون الاحتلال ست سنوات بتهمة الانتماء إلى حركة فتح - الانتفاضة التي يتزعمها أبو موسى، عندما اعتُقل في عام 1998، ليُعاد ملفه إلى الاعتقال الإداري.
هذا وعُلم من مصادر موثوقة؛ أنّ الشهيد أمضى فترة اعتقاله الأخيرة ضمن الفرز التنظيمي في خيام معتقلي حركة "حماس"، وقد عُرف بطيبته وإخلاصه وحسن سلوكه وتاريخه الجهادي الطويل، وقد عزّ نعيه على كل من عرفه. وكان الشهيد قد تزوّج قبل عامين تقريباً، ولديه طفلة واحدة لم يتجاوز عمرها العام، وتدعى "سجى"، التي كان يتوق لرؤيتها.
تعليق