إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذكر وحمامتان ..... بقلم الأسير / محمد أبو جلالة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذكر وحمامتان ..... بقلم الأسير / محمد أبو جلالة

    ذكر وحمامتان
    في زنزانتي الصغيرة
    و أنا...
    واقف في ساعات
    الغروب الذهبية
    خلف قضبان النافذة
    الحديدية
    أرقب.. مغيب الشمس
    أسبح...
    أستغفر
    أتأمل... آيات الرحمن
    في خلق الكون و الإنسان
    أتفكر... في هذا الزمان
    و الهواء العليل... يتسرب
    إلى المكان
    عبرشبك القضبان
    يداعب وجهي و الأجفان
    و أنا...
    أحاول أن أملأ منه
    الرئتان
    و فجأة على غير موعد زمان و مكان
    مر من أمامي
    ذكرٌ... وحمامتان
    الذكر... يلهو
    يلعب...
    فرحان...
    طربان
    كأنه يعيش فيرياض الجنان
    نظر إلي
    غير وجلان
    ثم نظر...
    بحب و حنان...
    والحمامتان...
    تلهوان...
    تلعبان...
    تقفزان...
    تكاد تطير طرباً
    من غير طيران
    الجناحان يرفرفان و للقلوب مضمومان
    العينان فيهما بريق منلمعان
    كأنه انسل من عروق الياقوت و المرجان
    المنقاران تارة منفتحان تارةمنغلقان متعانقان
    خاطبته بلغة العيون... و الأجفان
    و أنا ما زلت علىالحمامتين يقظان
    و هما... تمرحان... تلعبان
    ما زلت ورائهن و العينان ترقبانتتأملان
    قلت:
    مالي أراك تلهو تلعب
    و عن ذكر الرحمن
    ساه
    غفلان
    أتعبت طرباً والاثنتان
    إن في ذلك آيتان؟!
    فسبحان من خلق الإنسان
    منلازب الأطيان
    و الجان خلقها من مارج النيران
    و علم منطق الطير لسليمان
    و سخر له الريح و الطير و الجان
    فسبحان خالق الأكوان
    من جعل الطيريخاطب الإنسان
    بدون كلام... و لا لسان...
    نظر إليّ...
    مرة...
    مرتان
    و خاطبني أيضا بدون كلام و لسان
    مالي أراك مستغرق حيران
    فسبحان من خلقلك عقل للتفكر
    و للتأمل عينان
    " فبأي آلاء ربكما تكذبان "
    منذ متى وأنت حبيس هذا المكان؟
    فما رأيتك من قبل هذا الأوان!
    أأنت تدّعي الـتأمل والتفكر
    و أنت شارد الذهن سرحان
    و كأني بك في وادٍ ثان!
    فسبحان من جعللك عقل و عينان
    و قلب يعي الإيمان
    و للسمع أذنان
    هل تعجب كيف ألهووألعب مع الحسان
    و أترك ذكر الواحد الديان
    ألم تعلم أن في اللهو الحلالنعمتان
    شكر...
    و عرفان
    إن لك في ذلك فكرتان
    و عبرتان
    فتفكر واعتبر أيها الإنسان
    و على حين فجأة
    صاح شاب من آخر المردوان
    قد حانالأوان
    و إذا بأخ ثانٍ
    يصدح بصوت الآذان
    و صوت الله أكبر
    يتردد عبرالجدران
    و القضبان و يسبح عبر الفضاء عبر السهول و الوديان
    الذكر مستطرداً
    سبح بحمد ربك
    في كل وقت و آن
    أذكر اسم ربك ذو الآلاء و الإحسان
    استغفره استغفار قلب
    يرجو العفو و الغفران
    ادعوه و سبحه في كل يوم
    ساعتين
    اركع له في وقت فراغك ركعتين
    وصل دائما أبدا... على الآل والصحب و محمد ولد عدنان
    كن شاكراً حامداً
    للواحد المنان
    للملك الديان
    و بما قسم لك كن راضيا قنعان
    و اصبر على ابتلاءات الدنيا
    بقلب المؤمنالوثقان
    تفوز بالمغفرة بالرحمة و الرضوان
    وغداً...
    غداً تلهو...
    تلعب...
    تمرح...
    مع الحور الحسان
    عن اليمين... و عن الشمال
    حوريتان
    كأنهن الياقوت و المرجان
    مقصورات في خيام الجنان
    غداً...
    تسعد بصحبة طه العدنان
    و تلقى الصحب الخلان
    على ضفاف الأنهار...
    فيالقصور...
    في الدور...
    في الجنان...
    بقي سؤلان لهما جوابان
    أما انكرميتني باللهو و البعد عن ذكر الرحمن
    فهذا افتراء و بهتان
    فأنا منذ الفجرحتى ساعة العصر و أنا أحاول جاهداً
    استرضاء رحمي
    و هاتان أختان
    عليغاضبتان
    و كنت فيما سبق أزورهما في كل يوم مرة مرتان
    كنت أجتهد قبل أن أمرأمامك الآن
    أن تكونا علي راضيتان
    فهناك زوجة و ابنتان في العش
    يرقبواعودتي ظفران
    و كنت:
    أخاف ربي غضب
    و هجران
    و في العيش انقطاع وعسران
    أو أن يكون ربي علي ساخط
    ناقم
    غضبان
    فأبوء بالذل و القطيعة والهجران
    و لا أنال سوى الهوان و الخسران
    و تدعي بأني عن ذكر ربي راقص لهيان
    و عن شكره لاه سهيان
    أما علمت بأن صلة الرحمن للإنسان
    من صلة الأرحام والخلان
    فهل اتعظت يا إنسان؟
    و الحمامتان
    فهما لم ترضيا عني إلا
    قبلأن أمر عليك الآن
    لذلك أنا
    فرحان
    طربان
    فما أتعس لأهل هذاالزمان...
    لا يخافون العقاب...
    يوم الحساب
    يوم تقشعر له الأبدان
    الشيب و الولدان
    و أختم بالصلاة على طه
    العدنان
    فصل عليه عندالصباح
    عشراً و عند المساء عشراً
    تفوز غدا
    بالشفاعة و الرضوان
    بقلم الأسير / محمد أبو جلالةسجن نفحة الصحراوي

  • #2
    بارك الله فيك اخي الكريم
    كل التحية لأبطال سرايا القدس
    .::الوحده الصاروخية::.
    13:13

    تعليق

    يعمل...
    X