ذكر وحمامتان
في زنزانتي الصغيرة
و أنا...
واقف في ساعات
الغروب الذهبية
خلف قضبان النافذة
الحديدية
أرقب.. مغيب الشمس
أسبح...
أستغفر
أتأمل... آيات الرحمن
في خلق الكون و الإنسان
أتفكر... في هذا الزمان
و الهواء العليل... يتسرب
إلى المكان
عبرشبك القضبان
يداعب وجهي و الأجفان
و أنا...
أحاول أن أملأ منه
الرئتان
و فجأة على غير موعد زمان و مكان
مر من أمامي
ذكرٌ... وحمامتان
الذكر... يلهو
يلعب...
فرحان...
طربان
كأنه يعيش فيرياض الجنان
نظر إلي
غير وجلان
ثم نظر...
بحب و حنان...
والحمامتان...
تلهوان...
تلعبان...
تقفزان...
تكاد تطير طرباً
من غير طيران
الجناحان يرفرفان و للقلوب مضمومان
العينان فيهما بريق منلمعان
كأنه انسل من عروق الياقوت و المرجان
المنقاران تارة منفتحان تارةمنغلقان متعانقان
خاطبته بلغة العيون... و الأجفان
و أنا ما زلت علىالحمامتين يقظان
و هما... تمرحان... تلعبان
ما زلت ورائهن و العينان ترقبانتتأملان
قلت:
مالي أراك تلهو تلعب
و عن ذكر الرحمن
ساه
غفلان
أتعبت طرباً والاثنتان
إن في ذلك آيتان؟!
فسبحان من خلق الإنسان
منلازب الأطيان
و الجان خلقها من مارج النيران
و علم منطق الطير لسليمان
و سخر له الريح و الطير و الجان
فسبحان خالق الأكوان
من جعل الطيريخاطب الإنسان
بدون كلام... و لا لسان...
نظر إليّ...
مرة...
مرتان
و خاطبني أيضا بدون كلام و لسان
مالي أراك مستغرق حيران
فسبحان من خلقلك عقل للتفكر
و للتأمل عينان
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
منذ متى وأنت حبيس هذا المكان؟
فما رأيتك من قبل هذا الأوان!
أأنت تدّعي الـتأمل والتفكر
و أنت شارد الذهن سرحان
و كأني بك في وادٍ ثان!
فسبحان من جعللك عقل و عينان
و قلب يعي الإيمان
و للسمع أذنان
هل تعجب كيف ألهووألعب مع الحسان
و أترك ذكر الواحد الديان
ألم تعلم أن في اللهو الحلالنعمتان
شكر...
و عرفان
إن لك في ذلك فكرتان
و عبرتان
فتفكر واعتبر أيها الإنسان
و على حين فجأة
صاح شاب من آخر المردوان
قد حانالأوان
و إذا بأخ ثانٍ
يصدح بصوت الآذان
و صوت الله أكبر
يتردد عبرالجدران
و القضبان و يسبح عبر الفضاء عبر السهول و الوديان
الذكر مستطرداً
سبح بحمد ربك
في كل وقت و آن
أذكر اسم ربك ذو الآلاء و الإحسان
استغفره استغفار قلب
يرجو العفو و الغفران
ادعوه و سبحه في كل يوم
ساعتين
اركع له في وقت فراغك ركعتين
وصل دائما أبدا... على الآل والصحب و محمد ولد عدنان
كن شاكراً حامداً
للواحد المنان
للملك الديان
و بما قسم لك كن راضيا قنعان
و اصبر على ابتلاءات الدنيا
بقلب المؤمنالوثقان
تفوز بالمغفرة بالرحمة و الرضوان
وغداً...
غداً تلهو...
تلعب...
تمرح...
مع الحور الحسان
عن اليمين... و عن الشمال
حوريتان
كأنهن الياقوت و المرجان
مقصورات في خيام الجنان
غداً...
تسعد بصحبة طه العدنان
و تلقى الصحب الخلان
على ضفاف الأنهار...
فيالقصور...
في الدور...
في الجنان...
بقي سؤلان لهما جوابان
أما انكرميتني باللهو و البعد عن ذكر الرحمن
فهذا افتراء و بهتان
فأنا منذ الفجرحتى ساعة العصر و أنا أحاول جاهداً
استرضاء رحمي
و هاتان أختان
عليغاضبتان
و كنت فيما سبق أزورهما في كل يوم مرة مرتان
كنت أجتهد قبل أن أمرأمامك الآن
أن تكونا علي راضيتان
فهناك زوجة و ابنتان في العش
يرقبواعودتي ظفران
و كنت:
أخاف ربي غضب
و هجران
و في العيش انقطاع وعسران
أو أن يكون ربي علي ساخط
ناقم
غضبان
فأبوء بالذل و القطيعة والهجران
و لا أنال سوى الهوان و الخسران
و تدعي بأني عن ذكر ربي راقص لهيان
و عن شكره لاه سهيان
أما علمت بأن صلة الرحمن للإنسان
من صلة الأرحام والخلان
فهل اتعظت يا إنسان؟
و الحمامتان
فهما لم ترضيا عني إلا
قبلأن أمر عليك الآن
لذلك أنا
فرحان
طربان
فما أتعس لأهل هذاالزمان...
لا يخافون العقاب...
يوم الحساب
يوم تقشعر له الأبدان
الشيب و الولدان
و أختم بالصلاة على طه
العدنان
فصل عليه عندالصباح
عشراً و عند المساء عشراً
تفوز غدا
بالشفاعة و الرضوان
بقلم الأسير / محمد أبو جلالةسجن نفحة الصحراوي
في زنزانتي الصغيرة
و أنا...
واقف في ساعات
الغروب الذهبية
خلف قضبان النافذة
الحديدية
أرقب.. مغيب الشمس
أسبح...
أستغفر
أتأمل... آيات الرحمن
في خلق الكون و الإنسان
أتفكر... في هذا الزمان
و الهواء العليل... يتسرب
إلى المكان
عبرشبك القضبان
يداعب وجهي و الأجفان
و أنا...
أحاول أن أملأ منه
الرئتان
و فجأة على غير موعد زمان و مكان
مر من أمامي
ذكرٌ... وحمامتان
الذكر... يلهو
يلعب...
فرحان...
طربان
كأنه يعيش فيرياض الجنان
نظر إلي
غير وجلان
ثم نظر...
بحب و حنان...
والحمامتان...
تلهوان...
تلعبان...
تقفزان...
تكاد تطير طرباً
من غير طيران
الجناحان يرفرفان و للقلوب مضمومان
العينان فيهما بريق منلمعان
كأنه انسل من عروق الياقوت و المرجان
المنقاران تارة منفتحان تارةمنغلقان متعانقان
خاطبته بلغة العيون... و الأجفان
و أنا ما زلت علىالحمامتين يقظان
و هما... تمرحان... تلعبان
ما زلت ورائهن و العينان ترقبانتتأملان
قلت:
مالي أراك تلهو تلعب
و عن ذكر الرحمن
ساه
غفلان
أتعبت طرباً والاثنتان
إن في ذلك آيتان؟!
فسبحان من خلق الإنسان
منلازب الأطيان
و الجان خلقها من مارج النيران
و علم منطق الطير لسليمان
و سخر له الريح و الطير و الجان
فسبحان خالق الأكوان
من جعل الطيريخاطب الإنسان
بدون كلام... و لا لسان...
نظر إليّ...
مرة...
مرتان
و خاطبني أيضا بدون كلام و لسان
مالي أراك مستغرق حيران
فسبحان من خلقلك عقل للتفكر
و للتأمل عينان
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
منذ متى وأنت حبيس هذا المكان؟
فما رأيتك من قبل هذا الأوان!
أأنت تدّعي الـتأمل والتفكر
و أنت شارد الذهن سرحان
و كأني بك في وادٍ ثان!
فسبحان من جعللك عقل و عينان
و قلب يعي الإيمان
و للسمع أذنان
هل تعجب كيف ألهووألعب مع الحسان
و أترك ذكر الواحد الديان
ألم تعلم أن في اللهو الحلالنعمتان
شكر...
و عرفان
إن لك في ذلك فكرتان
و عبرتان
فتفكر واعتبر أيها الإنسان
و على حين فجأة
صاح شاب من آخر المردوان
قد حانالأوان
و إذا بأخ ثانٍ
يصدح بصوت الآذان
و صوت الله أكبر
يتردد عبرالجدران
و القضبان و يسبح عبر الفضاء عبر السهول و الوديان
الذكر مستطرداً
سبح بحمد ربك
في كل وقت و آن
أذكر اسم ربك ذو الآلاء و الإحسان
استغفره استغفار قلب
يرجو العفو و الغفران
ادعوه و سبحه في كل يوم
ساعتين
اركع له في وقت فراغك ركعتين
وصل دائما أبدا... على الآل والصحب و محمد ولد عدنان
كن شاكراً حامداً
للواحد المنان
للملك الديان
و بما قسم لك كن راضيا قنعان
و اصبر على ابتلاءات الدنيا
بقلب المؤمنالوثقان
تفوز بالمغفرة بالرحمة و الرضوان
وغداً...
غداً تلهو...
تلعب...
تمرح...
مع الحور الحسان
عن اليمين... و عن الشمال
حوريتان
كأنهن الياقوت و المرجان
مقصورات في خيام الجنان
غداً...
تسعد بصحبة طه العدنان
و تلقى الصحب الخلان
على ضفاف الأنهار...
فيالقصور...
في الدور...
في الجنان...
بقي سؤلان لهما جوابان
أما انكرميتني باللهو و البعد عن ذكر الرحمن
فهذا افتراء و بهتان
فأنا منذ الفجرحتى ساعة العصر و أنا أحاول جاهداً
استرضاء رحمي
و هاتان أختان
عليغاضبتان
و كنت فيما سبق أزورهما في كل يوم مرة مرتان
كنت أجتهد قبل أن أمرأمامك الآن
أن تكونا علي راضيتان
فهناك زوجة و ابنتان في العش
يرقبواعودتي ظفران
و كنت:
أخاف ربي غضب
و هجران
و في العيش انقطاع وعسران
أو أن يكون ربي علي ساخط
ناقم
غضبان
فأبوء بالذل و القطيعة والهجران
و لا أنال سوى الهوان و الخسران
و تدعي بأني عن ذكر ربي راقص لهيان
و عن شكره لاه سهيان
أما علمت بأن صلة الرحمن للإنسان
من صلة الأرحام والخلان
فهل اتعظت يا إنسان؟
و الحمامتان
فهما لم ترضيا عني إلا
قبلأن أمر عليك الآن
لذلك أنا
فرحان
طربان
فما أتعس لأهل هذاالزمان...
لا يخافون العقاب...
يوم الحساب
يوم تقشعر له الأبدان
الشيب و الولدان
و أختم بالصلاة على طه
العدنان
فصل عليه عندالصباح
عشراً و عند المساء عشراً
تفوز غدا
بالشفاعة و الرضوان
بقلم الأسير / محمد أبو جلالةسجن نفحة الصحراوي
تعليق