إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

..:[ عملية حيفا ..هنادي جرادات ]:..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ..:[ عملية حيفا ..هنادي جرادات ]:..


    **في تصريحات لجريدة "المجد" الأردنية

    § الدكتور رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي: سندافع عن سوريا بالضرب في قلب تل أبيب...
    § شارون استنفذ كل خياراته ووسائله في الداخل وبات يدور في حلقة مفرغة...
    § لدينا مخاوف أن تقوم حكومة الطوارئ بضرب المقاومة وتحقيق ما عجزت عنه حكومة عباس...
    § نحن لا نغسل عقول الاستشهاديين، بل هم الذين يغسلوننا ويطهرون قلوبنا من أدران الدنيا...

    بعد عملية حيفا البطولية التي نفذتها ابنة "سرايا القدس" المحامية هنادي جرادات، فجندلت تسعة عشر صهيونياً بينهم الجنرال زئيف الموغ، وأجهزت على ما تبقى من نظرية شارون الأمنية، ودفعته إلى فقدان صوابه وتوسيع دائرة تعسفه.. تدافعت وسائل الإعلام العربية والعالمية على الدكتور رمضان عبدالله، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، لاستقاء تصريحات منه، وإجراء حوارات معه.

    غير أن الأخ "أبا عبد الله" اختار الحديث على الصعيد الإعلامي للفضائيتين هما "المنار" و"العربية" فيما تخير على الصعيد الصحفي "المجد" لتكون منبر حواره على المستوى الصحفي.

    وفيما يلي وقائع هذا الحوار المهم الذي لا يجيب على أسئلة "المجد" فقط، بل على علامات استفهام كثيرة معلقة في سماء هذه المرحلة الحاسمة.




    ما تعليقكم على زعم العدوان المكان الذي قصف شمال دمشق هو موقع لتدريب الجهاد الإسلامي؟

    ـ هذا ادعاء كاذب ونحن ليس لنا أي وجود عسكري في سوريا أو غيرها خارج فلسطين، والكيان الإسرائيلي يحاول تصدير أزمته ومأزقه الذي صنعته الانتفاضة والمقاومة إلى دول الجوار، وهو يفعل هذا بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، التي تتصرف كشريك في هذا العدوان ومن خلال الدعم الكامل والغطاء الذي وفره بوش لشارون وحكومته بهذا العدوان.
    لماذا يهرب العدو إلى الخارج بالعدوان على سوريا؟
    ـ لأنه استنفذ كل أدواته في قمع الشعب الفلسطيني من اغتيالات واعتقالات وهدم منازل وتجريف أراض واجتياحات، بل احتلال شبه كامل للضفة الغربية، وبناء الجدار الفاصل، وغيره ولم يفلح في إخماد نار المقاومة.
    وفي الحقيقة لم يبق أمامه في الداخل من وسائل سوى شيئين: الأول، اجتياح غزة، والثاني، إبعاد عرفات، لكنه لا يستطيع الإقدام على أي منهما في هذه المرحلة، لذلك هرب إلى الخارج بمهاجمة سوريا.
    لماذا لا يستطيع العدو اجتياح غزة؟
    ـ العدو يستخدم ورقة اجتياح غزة كفزاعة يحاول تخويف شعبنا بها، لكنه يدرك أن هناك محاذير كبيرة تنطوي على هذه الخطوة، وهي تحويل المقاومة إلى حالة شعبية عارمة، وتكبيد العدو خسائر فادحة، وانهيار السلطة الذي يعني انهيار أوسلو وانهيار خيار التسوية برمته على مستوى المنطقة، لذلك فمن الصعب برأينا أن يأخذ قراراً بالاجتياح الشامل للقطاع، وسيلجأ بدل ذلك إلى الاجتياحات الموضعية المحدودة لبعض المدن على قاعدة اضرب واهرب.
    وماذا عن إبعاد عرفات؟

    ـ اعدو لا يستطيع الإقدام على إبعاد عرفات في هذه المرحلة لأن هذه الخطوة تعني: عودة عرفات للعمل من خلال منظمة التحرير كحركة تحرر وطني.. انهيار السلطة وانهيار التسوية.. العودة للكفاح المسلح من أوسع أبوابه.. إرباك مخططات وأوراق أمريكا في المنطقة وإحراج أصدقائها الذين لن يروقهم عودة عرفات للخارج ليشكل مصدر إزعاج لهم، لهذه الأسباب لجأ شارون إلى إصدار قرار مبدئي بإبعاد عرفات دون تنفيذه، ظناً منه أن هذا يحل المشكلة، لكن شارون المعروف عنه بأنه يحل أي مشكلة بخلق مشكلة أو مشاكل جديدة، أوقع نفسه وكيانه في ورطة بخصوص عرفات شملت الجانبين التكتيكي والاستراتيجي.. تكتيكياً، عرفات زادت شعبيته من القرار فانقلب السحر على الساحر، واستراتيجياً، شارون وضع على عنقه حبل الالتزام بطرد عرفات من حيث المبدأ، لكنه يعرف أنه لا يستطيع رفع هذا الحبل عن عنقه والوفاء بوعده أمام الشارع الإسرائيلي وتنفيذ تهديده وقراره المبدئي، وبذلك استنفذ كل الخيارات والوسائل في الداخل وبدا كمن يدور في حلقة مفرغة، أمام جمهور إسرائيلي مصاب بالرعب وبخيبة الأمل الكبيرة من وعود شارون بتحقيق الأمن خلال مائة يوم ولم يفلح خلال مئات الأيام، فاضطر للهروب للخارج.



    هل مهاجمة سوريا تحل المشكلة؟

    ـ ضرب سوريا لا يحل المشكلة، بل هو خلق مشكلة جديدة للكيان الإسرائيلي في المستويين التكتيكي والاستراتيجي، أو الآني والمستقبلي.. تكتيكياً، سوريا كانت هي المستفيدة أمام الرأي العام العالمي الذي شهد صورة حقيقية للدولة اليهودية الإرهابية "المارقة" بحق على كل القوانين والأعراف، واستراتيجياً، العدو يعرف أنه يمكن أن يضرب سورية أو أي بلد لمرة واحدة ويراهن على حكمة القيادة في هذا البلد وقدرتها على ضبط النفس، لكن في المقابل هو يدرك أنه لا يستطيع أن يعيد الكرة دون أن يتوقع رد فعل سوري بشكل ما. وبتقديري، فإن أي رفد فعل سوري، مهما كان حجمه وشكله سيدفع المنطقة إلى الانفجار ليكتمل قوس النار واللهيب ليشمل، إلى جانب فلسطين والعراق كلاً من سوريا ولبنان، فهل تتحمل أمريكا ومعها الكيان الصهيوني ذلك؟



    ما هو دوركم في الدفاع عن سوريا ولو ضربت ثانية؟

    ـ المقاومة في فلسطين رأس حربة الأمة، وسوريا هي قلعة الأمة الصامدة في وجه العدوان والغطرسة الصهيونية والتهديدات الأمريكية. ونحن سنرد على أي عدوان تتعرض له سوريا أو أي بلد عربي ليس بالهروب إلى خارج فلسطين بل في قلب الكيان الصهيوني ومن قلب فلسطين. وإذا كان العدو يظن أن قصف "عين الصاحب" سيجلب له الأمن فهو واهم.

    صحيح نحن كلاجئين فلسطينيين نقيم في دمشق، لكن خط الدفاع الأول عن دمشق بالنسبة لنا لن يكون مخيم اليرموك ولا حتى جنوب لبنان.. خط الدفاع بالنسبة لنا هي حيفا وتل أبيب والقدس والخضيرة ونتانيا والعفولة، وإذا كان لدى شارون شك في ذلك فليسأل عن هنادي جرادات، وهبة دراغمة، ووفاء إدريس، وآيات الأخرس وغيرهن من الاستشهاديان وكذلك الاستشهاديين، ليعرف أي شعب وأي أمة يواجه هذا العدو.

    نحن شعب يحب الحياة، لكننا دفاعاً عن أرضنا وعرضنا ومقدساتنا نحب الموت في سبيل الله أكثر مما يحبون هم الحياة.



    يقولون إن الاستشهاديين والاستشهاديات يتعرضون لغسل دماغ من قبلكم وأنتم الذين تحرضونهم على القيام بالعمليات، هل هذا صحيح؟

    ـ من يغسل عقل من؟! (الاستشهاديون هم الذين يغسلون عقولنا ويطهرون نفوسنا من كل أدران الدنيا).. إنهم المنارة والبوصلة التي نهتدي بها في زمن التيه وصحراء الخذلان العربي. إن قطرة دم واحدة من دم هنادي جرادات ترجح بطوفان الحبر الذي يسودون به الصفحات لتزييف الوعي وتزوير التاريخ.. فماذا ينفع حبر المطابع أمام دم الشهداء الأطهار؟!



    ما هو موقفكم من حكومة الطوارئ؟

    ـ نحن نتحفظ على أي حكومة فلسطينية تستمد شرعيتها من اتفاق أوسلو، لكننا اضطررنا للتعايش مع الحكومات السابقة لضرورات تمليها المصلحة الوطنية بالحفاظ على وحدة شعبنا الذي مازال يرزح تحت الاحتلال.. أما حكومة الطوارئ فنحن نسأل ما الداعي لها؟ هل هو الاستنفار لمواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني المتواصل؟ أم الاستنفار الأمني لمواجهة من يقاومون الاحتلال؟
    للأسف نحن لدينا مخاوف بأن حكومة الطوارئ ستكون حكومة أمنية صرفة للقيام بما لم تقم به حكومة "أبو مازن" من ضرب المقاومة. وإذا وقع هذا، لا سمح الله، فإنه سيهدد وحدة الشعب الفلسطيني، وسيبدد منجزات الانتفاضة والمقاومة، ويخرج العدو الصهيوني من مأزقه، ويساعده على تصدير هذا المأزق إلى الساحة الفلسطينية وفتح الباب أمام خطر الاقتتال الداخلي الفلسطيني.
    ليس لدينا معسكرات تدريبية خارج فلسطين..
    العدو أراد نقل مأزقه من جراء الانتفاضة إلى دول الجوار...
    عندما تُستهدف أي عاصمة عربية نحن جاهزون للردّ...
    وجه الدكتور رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في مقابلة مع قناة
    العربية الفضائية أمس (5/10/2003) التحية للاستشهادية هنادي جرادات وعائلتها الصابرة المجاهدة وأكد أن جرائم الاحتلال ستواجه برد عنيف من قبل الشعب الفلسطيني ومقاومته.
    وأضاف أن قصف العدو لدمشق هروب من مأزقها التي تعيشه. نافياً في الوقت ذاته وجود أي قواعد أو معسكرات تدريبية لحركة الجهاد الإسلامي خارج فلسطين المحتلة.
    فقد وصف الدكتور رمضان عبد الله القصف الصهيوني لسوريا بأنه محاولة فاشلة للهروب من المأزق إلى دول الجوار. مضيفاً أن ما قصفته إسرائيل هو تجمع سكاني فلسطيني بسيط وأن ذلك قد يؤدي إلى إشعال المنطقة
    وعن سؤال يتعلق بوجود حركة الجهاد الإسلامي في سوريا: قال الدكتور رمضان عبد الله إن حركة الجهاد الإسلامي حركة فلسطينية مقاومة ومقاتلة، ومركز ثقلها الأساسي داخل فلسطين المحتلة. أما وجودها في سوريا فهو رمزي بحكم وجود قيادات وكوادر فرضت عليها ظروف اللجوء الوجود في هذه الدولة.
    واعتبر الدكتور رمضان عبد الله أن قيام الكيان الإسرائيلي بضرب سوريا بأنه خطوة خطيرة، وتتجاوز كل قواعد ما يسمى باللعبة الإقليمية والدولية.
    وعن سؤال يتعلق بمدى استجابة سوريا للضغوط الممارسة عليها، قال الدكتور رمضان:
    نحن لا نخوض حرباً من نوع المعادلة الصفرية، فشعبنا أثبت أنه قادر على الرد على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال وعندما يستهدف الاحتلال بلداً عربياً كسورياً أو بلداً فيه تجمع للفلسطينيين بحجة وجود المقاومة أو رموزها فإن المقاومة تستطيع الرد في قلب العمق الصهيوني حتى تحول هذه المعادلة إلى معادلة غير صفرية.
    مضيفاً أن المقاومة الفلسطينية هي رأس الحربة التي تدافع عن الأمة كلها بما في ذلك سوريا أو أي بلد عربي آخراً، فعندما تصبح عاصمة عربية أو أي بلد عربي مستهدف فإن المقاومة حاضرة لترد في قلب العمق الصهيوني.

    الاعتداء على سوريا رسالة ثلاثية الأبعاد وتداعيات الضربة لن تنحصر في مكان محدّد...
    أكد ممثل "حركة الجهاد الإسلامي"في لبنان أبو عماد الرفاعي أن إسرائيل أرادت من خلال اعتدائها في سوريا تصدير أزمتها الداخلية المتمثلة في عجزها عن القضاء على الانتفاضة أو إبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وبالتالي إرسال رسالة ثلاثية الأبعاد إلى كل من سوريا والسلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة .
    ووصف ما جرى بـ"التطور الخطير" مؤكدا أن انعكاساته وتداعياته "لن تنحصر في بوتقة جغرافية محددة، خصوصا إذا تكرر هذا الاستهداف ،مشددا على أن استمرار المقاومة والعمليات الاستشهادية "هو جزء أساسي من الرد على الممارسات الإسرائيلية".
    وأشار الرفاعي في حديث إلى"المستقبل "إلى أن العمليات الاستشهادية والعسكرية في الداخل الفلسطيني غير مرتبطة بمكان أو زمان معينين، ذلك أن طبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي أنه صراع مفتوح ويأخذ أشكالاً متعددة تخضع للاعتبارات الميدانية فقط، وبالنسبة إلى عملية حيفا فإن الظرف الميداني كان متوفرا للمقاومين في سرايا القدس ليوجهوا ضربتهم ردا على الجرائم الصهيونية".
    ولاحظ الرفاعي في توسيع إسرائيل دائرة الاستهداف إلى خارج الأراضي الفلسطينية "تعبيرا عن المأزق الذي تعيشه حكومة شارون ، في عجزها عن استئصال المقاومة والانتفاضة في الداخل الفلسطيني وقدرة المقاومة على اختراق كل الحواجز والاحتياطات الأمنية التي اتخذتها هذه الحكومة".
    أضاف أن "رئيس حكومة العدو بعد فشله في القضاء على الانتفاضة ،وعدم قدرته على إبعاد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات لظروف دولية وفلسطينية وللمواقف المنددة بعملية الإبعاد وما لها من انعكاسات على الكيان الصهيوني خاصة على المستوى السياسي، أراد تصدير أزمته إلى الخارج عبر ضربة عسكرية خارج الأراضي الفلسطينية، مستفيدا من موقف اميركي منحاز يوفر غطاء للممارسات الإسرائيلية وللعدوان على الأقطار العربية، ومنظمة دولية عاجزة وضعيفة وغير قادرة على اتخاذ موقف ضد إسرائيل وموقف أوروبي ضعيف متفكك ومنقسم، وبالتالي فإسرائيل تريد استغلال هذه الظروف الدولية لتمارس ضغوطا على الموقف السوري الداعم للانتفاضة والحق الفلسطيني وعلى فصائل المقاومة، عبر توجيه رسالة إلى قادة هذه الفصائل في الخارج بواسطة عمليات قد تطال بعض رموزها، قادتها وكوادرها، كما صرح بعض قادة العدو" .
    أما في ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، فأشار الرفاعي إلى "أن الإسرائيليين أرادوا من خلال الرد على عملية حيفا توجيه رسالة إلى السلطة الفلسطينية بأن عليها المضي في الالتزام بتعهداتها في تطبيق خارطة الطريق وأن تمارس دورها في الضغط على حركات المقاومة لجهة وقف الأعمال العسكرية، والى الرئيس عرفات للعب دور أكبر في هذا الإطار".
    وعما إذا كانت هذه الضغوط ستؤثر على عمليات المقاومة، قال:"أعتقد أن الوضع الفلسطيني بشكل عام ،على مستوى الفصائل وعلى مستوى الحركات المقاومة، رافض لكل أشكال الضغوط خصوصا أنه كان من ضمن تداعيات سقوط حكومة أبو مازن التوجهات التي كانت تحملها حول موضوع استهداف المقاومة".
    علاقة الحركة بالمكان المستهدف
    وكرر الرفاعي نفيه أي علاقة لحركة "الجهاد" بالموقع المستهدف بالقرب من دمشق، إذ وبحسب تصريحات بعض مسؤولي الجبهة الشعبية¬القيادة العامة أن المكان كان يخصهم وتم إخلاؤه منذ أكثر من عام وهو يستعمل الآن لأغراض مدنية واجتماعية. وشدد على أن الحركة "لا تستخدم أماكن للتدريب أو الإعداد العسكري خارج الأراضي الفلسطينية، وهي تمارس عملية التعبئة والتدريب في الداخل الفلسطيني فقط، "والإسرائيليون أعلنوا مرارا اكتشاف أماكن ومنازل لتصنيع العبوات والوسائل القتالية المستخدمة في الصراع مع العدو، وهذا أمر يعرفه المحتل الإسرائيلي بشكل واضح وهو يهدف من خلال اتهامه للحركة بامتلاك مقرات في سوريا إلى التضليل الإعلامي والسياسي لتبرير ما قام ويقوم به من عدوان".
    وعن طبيعة عمل مكاتب الحركة في سوريا وعما إذا كان وجودها سيتأثر بعد الضربة قال الرفاعي: "إن عمل الحركة في سوريا محصور بالجانب الإعلامي ،ونحن معنيون بممارسة دور سياسي وإعلامي لخدمة الشعب الفلسطيني وتطلعاته في العودة إلى أرضه المحتلة" لافتا إلى أن "السوريين تعرضوا لضغوط أكبر في السابق لاحتضانهم المقاومة اللبنانية مستبعدا أي تعديل على الموقف السوري تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
    وختم بأن "ثمة قضية أساسية وهي أن الوجود الفلسطيني في سوريا ولبنان يتطلع إلى العودة إلى أرضه والموقف السوري اللبناني مساند وداعم لهذه المطالب فأي موقف سلبي قد ينعكس على حق عودة الشعب الفلسطيني إلى دياره ما يعني التوطين وهو ما لا ترضاه القيادتان السورية واللبنانية" .

  • #2

    المحامية "هنادي جرادات" دافعت عن حقها بطريقة مختلفة هذه المرة ! !

    لم ترغب أن تكون كباقي المحامين في الدفاع عن حقها في ساحة المحكمة التي تنعدم فيها الديمقراطية بل لجأت إلى أسلوب آخر يرغم الجميع على سماع صوتها ومعرفة ما تريده.
    هذه هي المحامية هنادي تيسير جرادات (29 عاماً) منفذة العملية الفدائية في مدينة حيفا المحتلة عام 48 والتي أوقعت 19 قتيلاً وما يزيد عن 60 جريحاً بجروح مختلفة.
    فقدمت هذه المرة المرافعة الخاصة بها وبحق شعبها بطرقة نقلتها كل وسائل الإعلام ليعلم بها القاصي والداني.
    ولدت هنادي في الحي الشرقي لمدينة جنين، لعائلة مكونة من 12 فردا، ثمانية فتيات وشابين هما فادي (20 عاماً) والذي استشهد قبل ما يقارب الأربع أشهر، وثائر ابن 12 عاماً والذي يدرس في إحدى مدارس المدينة.
    أكملت هنادي دراستها الجامعية في جامعة جرش الأهلية بالأردن لتتخرج منها عام 1999، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الحقوق، ثم عادت إلى فلسطين للعمل في ميدان المحاماة للدفاع عن المظلومين من أبناء شعبها، واستمرت في هذا المجال حتى أيامها الأخيرة وكانت نيتها تتجه صوب افتتاح مكتب خاص بها كمحامية مستقلة.
    تقول ميسون بنت عمها لمراسل "السبيل": كان الجميع يلاحظ مدى تميز هنادي عن باقي أخواتها، فقد كانت متدينة بصورة فاقت إخوانها، كما كانت مداومة على قراءة القرآن وبكثرة الصلاة والعبادة".
    انتقاماً لأخيها وأبناء عمها ولشهداء المخيم
    وتضيف قريبتها مرت ساعات صعبة على العائلة يوم 14/6/2003عندما أقدمت القوات الإسرائيلية الخاصة باقتحام المنزل الذي تسكن به العائلة ومحاصرته والدخول عليه حيث قامت بتصفية كل من أخوها فادي وأبن عمها صالح جرادات 30 عاماً قائد عسكري للجهاد الإسلامي بدم بارد أمام أعين أفراد العائلة، حيث كان يجلس فادي إلى جانب أحد شقيقاته عندما أطلق عليه الجنود النار مما أدى إلى استشهاده.
    هذه اللحظات وكما تصفها ابنة عم الشهيدة تركت "بصماتها الواضحة في نفسية كل من كان موجود في تلك اللحظة الصعبة"، وتضيف "وكان يمكن أن يشكل دافع لمحاولة الانتقام للوحشية التي استخدمت بحقهم".
    بينما استشهد ابن عمها الثاني عبد الرحيم جرادات عام 1996 على حاجز الجلمة شمال مدينة جنين عندما كان يسافر هو وصديقا له في زيارة حيث أوقفت القوات الإسرائيلية وقتها السيارة التي كانوا يقودونها وقامت بتصفية الشهداء الثلاثة عبد الرحيم وطارق منصور وعلان أبو عرة.
    في حين استشهد أبن عمها الثالث محمد جرادات أخ الشهيد عبد الرحمن خلال الانتفاضة الأولى عام 87 .
    صيام وصلاة وقيام ليل
    أخت الشهيدة هنادي وصفت شقيقتها أنها كانت منذ أسبوعين في صيام متواصل حتى أيام الجمعة، وخرجت من البيت وهي صائمة يوم أن حدثت العملية، كما أنها كانت كثيرة قراءة القرآن وتقوم الليل كثيراً، "عندما كنا نصحو بالليل نجدها تصلي وهذا الأمر كان يتكرر باستمرار وكثرة".
    أما عائلتها البسيطة فهي تعيش في جو إيماني ويحاول توفير كل ما تستطيعه العائلة، فالأب الذي يعاني من مرض تليف الكبد استقبل نبأ استشهاد ابنته بالحمد والثناء على النعمة التي قدمها الله له، وقال " أنا لا استقبل المعزيين بل استقبل مهنئين باستشهاد بنتي".
    وقالت والدة الاستشهادية هنادي غادرت المنزل وهي صائمة دون أن تظهر عليها أي علامات تثير الشك بأنها ستقوم بأي عمل غير اعتيادي.
    وأعربت "عن فخرها واعتزازها بابنتها الاستشهادية وبما قامت به انتقاماً لشهداء فلسطين".

    الاستشهادية السادسة

    وتعتبر هنادي الاستشهادية السادسة من الفتيات اللواتي ينفذن عمليات تفجيرية ضد أهداف إسرائيلية حيث كانت الأولى وفاء الإدريسي من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله والتي نفذت العملية الفدائية بالقدس، في حين كانت دارين أبو عيشة صاحبة العملية الثانية عند أحد الحواجز الإسرائيلية عندما استوقفها الجنود ففجرت نفسها بينهم، تلتها الاستشهادية آيات الأخرس في متجر بالقدس الغربية، ثم عندليب طقاطقة من بيت فجار قضاء بيت لحم فقتلت ستة صهاينة وجرحت العشرات، وكانت الاستشهادية هبة دراغمة من الجهاد الإسلامي الخامسة فقتلت تسعة وجرحت نحو 70 آخرين، لتأتي هنادي وتقتل 20 منهم وتجرح العشرات في حيفا.

    استطلاع للرأي يشير إلى أن 75% من الفلسطينيين يؤيدون العملية الاستشهادية في حيفا التي نفذتها الاستشهادية المحامية هنادي جرادات ابنة سرايا القدس...


    اظهر استطلاع فلسطيني للرأي أمس الأحد أن 75 في المئة من الفلسطينيين يؤيدون التفجير الاستشهادي الذي نفذته الاستشهادية هنادي جرادات

    تعليق


    • #3
      "بعذب كلام هنادي ابتدأنا وبمثله ننتهي»

      وصية المحامية الاستشهادية هنادي جرادات لأهلها وذويها



      بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد العالمين سيدنا صلى الله عليه وسلم.

      قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ...﴾ صدق الله العظيم.



      الأهل الأعزاء الذين سوف يثيبهم الله رب العالمين كما سبق ووعدنا جميعاً في كتابه العزيز ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ ولقد وعد الله الصابرين على كل ما آتاهم به الله الجنة وحسنت منزلة، فاحتسبوني عند الله سبحانه وتعالى، فلن أكن غالية فداءً لدين الله سبحانه وتعالى، لقد آمنت بما جاء بالقرآن الكريم واشتقت لأنهار الجنة واشتقت لرؤية نور وجه الله الكريم اشتقت لكل ذلك بعد أن منّ الله عليّ بالهداية...

      أحبائي مَن أتمنى أن أكون من الشافعين لهم يوم الموقف العظيم...

      لقد اخترت طريقي هذا بكامل إرادتي ولقد سعيت لهذا كثيراً حتى منّ الله عليّ بالشهادة إن شاء الله... فهي ليست لكل إنسان على الأرض بل هي للمكرمين من عند الله، أفتحزنون لأن الله كرّمني بها؟ أهل تجزون الله بما لا يُحب ولا أنا أحب أيضاً؟؟ احتسبوني لله تعالى... وقولوا لا حول ولا قوّة إلا بالله... وإنّا لله وإنّا إليه راجعون... جميعنا ميتون فلا مُخلّد على هذه الأرض ولكن العاقل هو الذي يستجيب لنداء الله سبحانه وتعالى، فهذه بلاد جهاد فقط ونحن نعيش بها للجهاد علّنا نرفع الظلم الذي نحيا به على مدار الأعوام الماضية... أَعلم أنني لن أُعيد فلسطين أعلمها تمام العلم، ولكن أعلم أن هذا واجبي قد قدمته أمام الله... لبيت النداء بعد إيماني بعقيدتي وأنا الآن أُعلمكم بأنني إن شاء الله سأجد ما وعدني الله تعالى أنا وكل مَن يسيرون على هذا الطريق... جنان وعدنا الله بها مخلدون بها إن شاء الله. بعد إيماني بهذا كيف تعتقدون أنني سأقبل بكل المغريات الدنيوية الزائلة؟ كيف سأعيش على هذه الأرض وروحي أصبحت معلقة بملك مقتدر؟؟



      أصبح كل همّي هو رؤية نور الله الكريم... هذه بلاده وهذا دينه وهم يريدون ليطفئوا نوره وكلنا نعلم ذلك... فواجبي نحو دين الله وحقه عليّ أن أدافع عنه…فليس أمامي غير هذا الجسد الذي سأجعله شظايا تقتلع قلب كل مَن حاول قلعنا من بلادنا، فكل مَن يزرع الموت لنا سيناله ولو كان جزءً بسيطاً... ونحن حتى الآن لا زلنا ضعفاء بحسب تقدير القويّ ولكن إيماننا موجود.. عقيدتنا تجعلنا نجدد عهدنا لربنا وبلادنا... حربنا معهم حرب عقيدة ووجود وليس حدود وأنتم تعلمون...



      أبي الحبيب الغالي:

      احترم رغبتي واحتسبني عند الله، فَمَن ساعدني للوصول للجنة لا يُجزى سوى بشفاعتي له فاجعلني مستريحاً دائماً وفخورة بأب أنا ابنته أمام ربي وخلقه... فبعزة الله يا غالي أن تريحني في قبري ولا تفعل شيء سوى احتسابي عند الله فالله أعطى والله أخذ... وإنّ لله وإنّا إليه جميعاً راجعون...



      أمي الغالية:

      أتمنى من الله أن تصبري يا أمي فأنا أحبك لأنك دائماً كنت العطاء الذي لا ينتهي وستبقي إن شاء الله فاحتسبيني يا أمي فأنا سأكون مع فادي وصالح وعبد الرحيم وجميع مَن اختارهم الله لجواره فاحتسبينا جميعاً وقولي «اللهم فرّج لي مصيبتي وأجرني في مصيبتي واخلفني خيراً فيها».

      أرجو من الجميع أن يسامحني على ما قد بدر مني وأنا قد سامحت الجميع منذ زمن... وأرجو منكم الآتي:

      ـ إيصال مبلغ (50) دينار إلى محل جلابيب بمدينة جرش يدعى... بجانب... عن طريق...

      ـ إعطاء دار... مبلغ (100) دينار في قباطية.

      ـ إخراج مبلغ (10) دنانير عن روحي لأنني قد أكون نسيت بعض القروش عليّ في الأردن ولا أذكرها...

      وادعوا لي دائماً بالرحمة والمغفرة والرضا...

      ارضوا عليّ دائماً يا والدي

      وإلى لقاء في جنات النعيم

      تعليق


      • #4
        قال تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.

        (نص وصية الاستشهادية هنادي جرادات)
        لن نبقى وحدنا ندفع ثمن جرائمهم...
        بسم الله الرحمن الرحيم
        بقوة الله وعزيمته قررت أن أكون الاستشهادية السادسة التي تجعل من جسدها شظايا تتفجر لتقتل الصهاينة وتدمر كل مستوطن وصهيوني. ولأننا لسنا وحدنا من يجب أن يبقى ندفع الثمن ونحصد ثمن جرائمهم, وحتى لا تبقى أمهاتنا تدفع ثمن الإجرام الصهيوني, وحتى لا تبقى أمهاتنا تبكي وتصرخ على أطفالها وأبنائها بل يجب أن نجعل أمهاتهم يبكون فقد قررت بعد الاتكال على الله أن أجعل الموت الذي يحيطوننا به يحيط بهم وأن أجعل أمهاتهم تبكي دمعاً وندماً ودعوتي لله أن يجعلنا نحن معمرون في الجنة وجعلهم من الخالدين في النار.

        ابنتكم
        الاستشهادية (هنادي تيسير جرادات)
        ابنة سرايا القدس

        .................................................. ............................

        ﴿فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى﴾
        بيان عسكري صادر عن سرايا القدس
        "عروس حيفا" تلقن الصهاينة درساً لن ينسوه
        تعلن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسئوليتها عن العملية الاستشهادية البطولية التي استهدفت تجمعاً للصهاينة في مطعم "مكسيم" على شاطئ مدينة حيفا عصر اليوم.
        كما تزف سرايا القدس إلى جماهير شعبنا وأمتنا منفذة العملية، عروس فلسطين، عروس حيفا:
        الاستشهادية البطلة/ "هنادي تيسير عبد المالك جرادات"
        "29 عاماً"من مخيم جنين
        والاستشهادية البطلة التي تعمل محامية في جنين، هي شقيقة الشهيد البطل فادي جرادات الذي اغتالته القوات الصهيونية سابقاً في جنين مع القائد صالح جرادات وكلاهما من سرايا القدس.
        إن سرايا القدس

        تعليق


        • #5

          نبذة عن حياة ثاني استشهادية في سرايا القدس

          هنادي تيسير عبد المالك جرادات
          الاستشهادية: هنادي تيسير عبد المالك جرادات
          العمر: 29 عاماً
          الحالة الاجتماعية: عزباء
          المستوى الدراسي: محامية
          السكن: جنين
          تاريخ الاستشهاد: 04/10/2003
          الاستشهادية هنادي جرادات ابنة سرايا القدس:
          أمضت ليلتها مع العائلة:: وختمت القرآن:: واستشهدت صائمة...
          بعد أن ختمت المحامية هنادي تيسير جرادات الجزء الأخير من القرآن قضت ليلتها تصلي وتبتهل إلى الله أن يوفقها في مهمتها، وفي اليوم التالي تمكنت من تنفيذ عملية استشهادية هزت مدينة حيفا السبت (4/10/2003)، أسفرت عن مقتل 19 إسرائيلياً وإصابة 50 آخرين؛ لتكون بذلك الاستشهادية السادسة بالانتفاضة، وأولى استشهاديي العام الرابع للانتفاضة.
          ولدت الاستشهادية هنادي في (22/9/1975) بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، ودرست المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة "فاطمة خاتون"، والثانوية بمدرسة "الزهراء" قبل أن تتوجه إلى الأردن لتلتحق بجامعة جرش، وتدرس بكلية الحقوق وتخرجت عام (1999). والتحقت قبل عامين بالتدريب في مجال المحاماة، إلا أنها لم تتم فترة التدريب وفضلت الاستشهاد.
          تقول فادية شقيقة الاستشهادية بأن هنادي انتقمت من إسرائيل التي قتلت شقيقها فادي وابن عمها صلاح في اشتباك بمدينة جنين في (12/6/2002)، وأضافت قائلة: «الحمد لله.. هذا فخر لنا، لقد رفعت رأسنا وشفت غليلنا وغليل فادي.. الحمد لله فادي لم يذهب دمه هدرا».
          وقالت فادية: «من يوم استشهاد أخي اختلفت طباعها تماما، أصبحت تجلس بمفردها كثيرا، تحب العزلة، تستمع الأشرطة الدينية وتقرأ القرآن»، موضحة أنها توعدت بالثأر بعد أن رأت جثة شقيقها في المستشفى، وأشارت فادية إلى أن الاستشهادية تأثرت أيضا بالعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، وليس بمجرد استشهاد أخيها وابن عمها.
          وأضافت أن هنادي كانت تتميز بشجاعة غير معهودة على الفتيات، وأشارت إلى أنها كانت «لا تخشى شيئا، وشخصيتها قوية زيادة عن اللزوم، ولا أحد يستطيع أن يغيّر قراراتها». إلا أنها في الوقت نفسه كانت «اجتماعية جداً وتحب الناس، والكل يحبونها جدا جدا، وكان مشهورا عنها ميلها لحب الخير».
          وحول رد فعل والد الاستشهادية قالت الشقيقة فادية بأنه أخذ يردد عبارة «الحمد لله.. الحمد لله»
          وتصف آخر ليلة قضتها هنادي في بيتها قائلة: «كنا جالسات نتحدث عن زفاف إحدى شقيقاتنا المقرر إقامته بعد عشرة أيام»، مشيرة إلى أن هنادي كانت تداعب شقيقتها قائلة: «افرحي.. أنت عروس، واعزمي من تريدين، الله يهنيك، ويسعدك»، وأشارت فادية إلى أن الشقيقات أمضين طوال الليل يمزحن ويضحكن.
          وأضافت قائلة بأن والدها طلب من هنادي أن تخلد إلى النوم بعد أن سهرت كثيراً على غير عادتها، فردت عليه قائلة: «سأنام فقط بعد أن أختم الجزء الأخير من القرآن الكريم»، وأشارت إلى أن الاستشهادية قضت ليلتها تصلي وتقرأ القرآن. وختمت فادية حديثها قائلة وقد غلبتها دموع: «الحمد لله الذي جعل لنا أختاً مثل هنادي رفعت رأسنا عالياً».
          وخرجت الاستشهادية هنادي (29 عاماً) في حوالي الساعة 7:30 من صباح السبت (4/10/2003) في سبيلها دون أن تودع أحداً أو أن يظهر عليها أي تغير يوحي بأنها عازمة على أمر ما.. ومرت الساعات طويلة قبل أن تعلن الإذاعة الإسرائيلية أن فلسطينية فجرت نفسها في مطعم صهيوني بحيفا، ثم تبين أن هنادي هي منفذة الهجوم الذي تبنته سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

          تعليق


          • #6

            والد الاستشهادية: "هنأوني على استشهادها والاحتلال يتحمل المسؤولية"
            والدة الاستشهادية هنادي جرادات:" أعتز بابنتي وعملها البطولي"
            مقابلة مع والد الاستشهادية
            ما أن تداركت لمسامع اللاجئ الفلسطيني تيسير جرادات (55 عاماً)، من جنين نبأ قيام ابنته المحامية هنادي بتنفيذ عملية استشهادية في حيفا حتى نهض من فراش المرض الذي أرهقه في الأيام الماضية كثيراً, وشعر بقوة خارقة تمنحه قوة مضاعفه ليتغلب على مرضه ويمضي بقدميه اللتان لم تقويا على حمله إلى اقرب جهاز راديو ليسمع الخبر بنفسه , وما أن أنهى المذيع النبأ مؤكداً أن هنادي تيسير جرادات ابنة سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي تمكنت من خرق الحواجز الصهيونية وتنفيذ عملية كبيرة في حيفا قتل وأصيب فيها العشرات من الصهاينة حتى توجه إلى الغرفة الرئيسية في منزله حيث كانت تجلس زوجته وتحيط بها نساء الحي بعضهن بشد أزرها ويرفع معنوياتها ويعبرن عن اعتزازهن بالعملية البطولية , وبعضهن يبكي ويندب.
            وقف الأب تيسير في وسط الغرفة غاضبا ليفاجأ الجميع ويطلب منهم عدم البكاء على هنادي البطلة ليتبين أن غضبه سببه البكاء وقال لزوجته لا أريد أن يبكي احد على هنادي أنها رفعت اسم فلسطين عالياً أرجوكم لا أريد أن أسمع بكاء أو أرى دموعاً في بيتي.
            تسمر الجميع وبدت عليهم حالة الذهول فهم توقعوا أن يصدم الأب ويتفاقم مرضه ولكنه يبدو أكثر قوة , فتقدم نحو زوجته التي كانت تجلس في صدر المنزل تقبل صورة هنادي بعدما اغرورقت عينيها بالدموع, وانحنى الأب فقبل رأس زوجته وامسك بيدها وقال لها سمعت الأخبار يا رحمة , فنظرت إليه فمسح دموعها وقال الحمد لله الأخبار بتقول أنها انتقمت لدم فادي وصالح ابنتك بطلة ادعي الله أن يتقبل شهادتها لا تبكي اليوم عرس تهاني يا أم فادي والله بنتك كبرت وعملت إلى ما قدروش العرب يعملوه طوال سنين وسنين.
            رفض استقبال المعزين
            غادر الأب الغرفة بعدما أحاط بها سكان المدينة الذين توافدوا عليه من كل حدب وصوب رجالاً وشباناً وأطفالاً وتقاطروا نحوه يقبلوه ويقدمون له التعازي ومرة أخرى فاجأ جرادات الجميع فاستقبلهم بابتسامة لم تفارق محياه وهو يقول أستقبل المهنئين لا مكان للمعزين في بيتي ابنتي شهيدة وأنا فخور بها , ولكن كيف لا يبكي الأب ابنه فقال أنها شهيدة ومجاهدة وبطلة وسطرت أسطورة كبيرة وانتصرت على من قتل أخيها وشعبها. ولأنها اختارت أن تضحي بنفسها لنعيش بحرية وكرامة أنها شهيدة استشهدت صائمة مؤمنة وتحمل رسالة كبيرة تعكس بطولة شعبنا لذلك ارفض استقبال المعزين.

            واستدرك يقول هنادي كافأتني وقدمت لي ولفلسطين اكبر هدية لذلك أنا فخور بها للأبد محبتها كبيرة ولكن اليوم أصبحت أكثر واكبر ولا توجد كلمات تصف معاني هذا الحب , فقد كانت حنونة ومقربة لقلبي خاصة وأنها تولت رعايتي منذ مرضي فكانت للبنت المخلصة الحنونة المؤمنة الشجاعة الصبورة التي ضحت بحياتها لأجلنا فقد رفضت كل عروض الزواج وقررت أن تضحي من اجلنا ثم وسعت دائرة العطاء من اجل شعبها وأطفال فلسطين الذين لم يعرفوا طعم السعادة والطفولة بسبب هذا المحتل.



            جرادات والاحتلال

            وحكاية الوالد جرادات مع الاحتلال بدأت منذ سنوات بعيدة عندما شردت عائلته من بيسان مسقط رأسه وأجداده وعن ذلك يقول لا أتذكر شيئا عن بيسان ولكنها محفورة في أعماقي منذ أدركت حقيقة الحياة فقد رسمها والدي رحمه الله في أعماقي جيداً, فهناك ولد وعاش أجمل أيام العمر في ارض الحب والخير والعطاء بيسان وهناك تزوج وكبر وولدت قبيل النكبة بفترة وجيزة وأتذكر انه حدثني عن العصابات الصهيونية التي شردتهم وطاردتهم وذبحت الصغير والكبير لتغتصب أرضنا فلجأ لمدينة جنين التي لا زلنا نقيم فيها.



            محطات من الحياة

            في السيباط أحد أقدم أحياء جنين نشأ وتربى تيسير وتفتحت عيناه على هموم الحياة وإرهاصات اللجوء وأحلام العودة ويضيف دوما كانت قلوبنا وحياتنا متعلقة ببيسان والعودة اليها خاصه وانها لا تبعد عن جنين كثيرا فكبر حبي لها وأصبحت متعلقاً بها خاصة بعد دراستي للقضية الفلسطينية , ومع انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انخرط تيسير في صفوفها وبدا يناضل مع أبناء شعبه ويضيف , كانت الظروف مختلفة والاحتلال يتعامل بوحشية ودموية ومع ذلك لم نتأخر عن تلبية النداء فكنا نقاوم رغم إمكانياتنا البسيطة وحرصنا على توعية شعبنا بقضيته وحقوقه فلم يكن الوعي السياسي بالمستوى الحالي وحرص الاحتلال على استخدام كافه السبل لمحاربة المقاومة والفدائيين والمنظمات الفلسطينية وكل من يساعدها وكانت تواجهنا مصاعب كثيرة.



            الاعتقال

            وكغيره من الفلسطينيين لم يتوان جرادات عن تكريس حياته للنضال ورغم زواجه من اللاجئة رحمة التي تنحدر من قرية زرعين قضاء حيفا المحتلة واصل مسيرته الوطنية حتى اعتقل ويضيف خلال ستة سنوات اعتقلت عدة مرات وعانيت الكثير في أقبية التحقيق والموت الصهيونية وولدت خلود وهنادي وفادية أثناء اعتقالي.



            ظروف صعبه

            الاعتقال لم ينل من عزيمته وفي نفس الوقت عندما كبر عدد أفراد أسرتي بدأت بالعمل لإعالتهم وتوفير حياة أفضل لهم , ولكن وضعنا لم يتغير بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي ازدادت سوءاً بسبب مرضي الذي جعلني عاجزا عن العمل خاصة بعدما اكتشف الأطباء إنني مريض بتشمع الكبد.



            فادي يتحمل المسؤولية

            الوضع الصحي للوالد انعكس على الأسرة خاصة وانه رزق بسبع بنات وولدين أكبرهما فادي الذي تقرر التوقف عن الدراسة وكرّس حياته للعمل وإعالة أسرته ويقول كبر فادي رحمه الله بسرعة وضحى بدراسته ومستقبله لإعالة العائلة فلا يوجد لدينا مصدر رزق ونسكن في بيت للإيجار وجميع أشقائه بالمدرسة فأصر على أن يواصلوا تعليمهم خاصة هنادي التي كانت مجتهدة ومتفوقة فما أن نجحت في التوجيهي حتى سافرت للأردن وواصلت دراسة المحاماة.



            قتلوا حلمي

            ازدادت الحالة الصحية للوالد سوءاً فسافر مع زوجته للأردن لإجراء فحوصات والتحضير لزفاف فادي ويقول كنت أتمنى أن أرى أحفادي قبل وفاتي ولكن رحل قبل أن يحقق حلمي فأثناء وجودي في الأردن هاجمت الوحدات الصهيونية فادي في مساء (12/6/2003)، عندما كان يجلس أمام منزلنا مع ابن عمه صالح جرادات وزوجه صالح وبناتي , كان بإمكانهم اعتقالهما ولكنهم أطلقوا النار عليهما وقتلوهما بدم بارد.



            تأثرت كثيراً باستشهاد فادي
            جريمة القتل يقول جرادات وقعت أمام هنادي وشقيقاتها , وعندما تقدمت هنادي لنجدة شقيقها المضرج بالدماء هاجمها الجنود ومنعوها , هذه الجريمة أثرت بشكل بالغ على هنادي التي بقيت تتحدث عنها وبدا يصيبها كوابيس انعكست بشكل بالغ على حياتها وأصبح حديثها ليل نهار عن الجريمة وتفاصيلها وفادي حبيب قلبها الذي تبكيه ليل نهار وتدعوا في كل صلاة أن يتقبله الله عز وجل شهيداً.
            هنادي تتحمل المسؤولية
            وتفاقمت حالة الحزن مع تردي وضع والدها الصحي كما يقول والدها فقررت هنادي التي تخرجت محامية وأصبحت تتدرب وتستعد لافتتاح مكتب خاص بها أن تتحمل كامل المسؤولية عنا, رعايتي وعلاجي من جهة, وتامين حياة شقيقاتها فغمرتهن بالحب وأصبحت الأب والأم والأخ وقالت لهن أنا فادي فهو حي لم ولن يموت وسأوفر لكن كل شيء.
            ختمت القران سبعة مرات.
            كانت هنادي يقول والدها عظيمة ومثال للفلسطينية المخلصة تصرفاتها اكبر من سنها وسلوكها متميز عن بنات سنها, فكانت تصلي الصلاة في وقتها وتقوم الليل, وتتقرب لله عز وجل بكل الطاعات فتصوم وتقرا القران حتى أنها ختمته سبعة مرات, والشهرين الأخيرين قبل استشهادها أمضتهما صائمة, فكانت ملتزمة مؤمنة صابرة وعندما استشهدت كانت صائمة.
            منع والدها من العلاج
            خلال ذلك ازداد وضعي الصحي سوءاً يقول جرادات وقرر أطباء الأرض انه لا علاجي لي إلا في الخارج بألمانيا أو حتى في

            تعليق


            • #7
              الاستشهادية البطلة "هنادي جرادات" تروي التفاصيل الكاملة لجريمة اغتيال شقيقها وابن عمها

              " كان بإمكان الوحدات الصهيونية اعتقالهما ولكنهم أطلقوا النار عليهما بهدف التصفية"
              للحظة واحدة لم تتوقف هنادي عن البكاء فلا زالت دموعها تنهمر بغزارة من عينيها فهي كما تقول دموع الحزن والقهر لأنها لم تتمكن من إنقاذ شقيقها وقريبها بعدما حاصرهما رصاص الوحدات السرية الخاصة يوم الخميس (13/6/2003) أمام منزلهم الواقع في حارة الدبوس في شرق مدينة جنين. ومنذ جريمة الاغتيال الجديدة التي طالت شقيقها الشهيد فادي تيسير جرادات وابن عمه المجاهد البطل صالح جرادات لم تتوقف هنادي عن البكاء والعويل وصور الجريمة البشعة تمر أمامها وترافقها لتزيد من حزنها وحسرتها فأخي تقول: كان أمامي ينزف أمسكت بيده والدماء تغمر جسده كان يطلب مني مساعدته وإنقاذه ولكنهم هاجموني والقوني أرضاً ونزعوا يدي من يده واقتادوه مع صالح لعدة أمتار وأطلقوا عليهما النار حتى استشهدا أمام أعيننا.
              لم تكن هنادي الشاهد الوحيد على ذلك المنظر المروع فإلى جانبها كانت زوجة الشهيد المجاهد صالح جرادات وطفله الوحيد الذي لم يتجاوز الثانية من عمره وجميعهم عاشوا تلك اللحظات القاسية التي جعلت الزوجة غير قادرة على الكلام حتى بعد ثلاثة أيام من استشهاد زوجها.
              بداية العملية:
              لم تكن رواية التفاصيل سهلة بالنسبة لهنادي التي تربطها بشقيقها الأكبر علاقة مميزة خاصة وانه المعيل الوحيد للأسرة فوالدها يعاني من مرض خطير ولدى وقوع الجريمة كان موجوداً في الأردن مع زوجته يتلقى العلاج، والى جانب هنادي كان يوجد في البيت شقيقاتها وصالح ابن عمها وفادي يعيشون لحظات حزن وترقب بسبب قلقهم على مصير الوالد الذي تدهورت حالته الصحية.
              مساء يوم الخميس (13/6/2003) حضرت زوجة المجاهد صالح جرادات التي تسكن قرية السيله الحارثية مسقط رأسه للاطمئنان عليه ومشاهدته فقد مر عليهما زمن طويل لم تشاهده وطفلها الوحيد فالاحتلال تقول هنادي يطارد زوجها ويلاحقه منذ فترة طويلة ويتهمه انه قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وتضيف يوميا كان يتعرض منزلهم للدهم وتلقت عائلته عشرات التهديدات بتصفيته مما حرمه ابسط حقوقه في الحياة وحتى طفله الوحيد لم يشاهده سوى مرات محدودة فحياتهم كانت صعبة.
              التفاصيل:
              في ذلك اليوم الأسود تتابع هنادي وهي تحاول التغلب على دموعها «حضر صالح للاطمئنان على زوجته وطفله ووالدي فجلسنا على بوابة المنزل بشكل طبيعي، وما كاد يداعب طفله ويقبله وبينما كنا نشرب القهوة تقدمت نحونا سيارة تحمل لوحة ترخيص عربية كانت تسير بشكل طبيعي لذلك لم نهتم واعتقدنا أنه أحد أصدقاء صالح».
              وتتذكر هنادي «الظلام دامس وكنا نجلس ونتحدث وفجأة توقفت السيارة بيضاء اللون فكرت أنه صديق صالح ولكن ولم تكد تصلنا حتى خرج منها شخصان وأطلقوا النار فورا على صالح وبلمح البصر حضرت سيارة أخرى وهي أيضاً عربية وانضمت لإطلاق النار ارتمينا أرضاً وحملت زوجة صالح الطفل وهربت للبيت أما أخي فادي فوقع أرضاً شاهدته ينزف فأمسكت بيده وبدأت اسحبه خلف الكنبة التي كنا نجلس عليها لنتقي الرصاص وبدأت اصرخ فادي صالح، سمعت فادي يتحدث بصعوبة ساعديني أنقذيني»، وتضيف «بعدما توقفت ربع ساعة لان الدموع خنقت كلماتها واصلت سحبه فإذا بأحد المسلحين منهم يهاجمني القاني أرضاً وانتزع فادي مني وقال لي ادخلي البيت وإلا سأقتلك...».
              رفضت هنادي الانصياع لأوامرهم وتضيف «صرخت بهم اتركوني أريد إنقاذ أخي إنه ينزف فهاجموني كان صالح ممدد دون حراك ويبدو أنهم أصابوه برأسه أما فادي فلا زال يتحرك، ولكن ثلاثة منهم كانوا يتحدثون العربية بطلاقة هاجموني وسألوني أين سلاحه فقلت لا أعرف ولا يوجد سلاح الله اكبر عليكم سيموت».
              قتلوهما بدم بارد:
              صرخات ودموع هنادي لم تشفع لها أمام أفراد الوحدات الذين غادروا سياراتهم وانتشروا في كل مكان وتقول «أجبروني على النوم على وجهي وقال لي أحدهم يا كلبة يا إرهابية سنقتلك معهم، وضعوا سلاحهم في رأسي ثم قال أحدهم لمجموعة أخرى اسحبهم وكوِّمهم فثارت أعصابي ولم أتحمل فقلت أنتم إرهابيون كلاب اتركوهم فألقوني أرضاً وسحبوهما عدة أمتار ثم أطلقوا النار عليهما مجدداً وقتلوهما بدم بارد».
              اشتباكات وإصابات
              خلال ذلك ومع بداية الهجوم كانت أكثر من 10 آليات عسكرية اقتحمت جنين مع مختلف المحاور وانطلقت مسرعة نحو منطقه الدبوس، فقد اقتحمت الدوريات المنطقة لتوفر الغطاء للوحدات الخاصة وحاصرت الحي بأكمله بعضها أغلق محاور الطرق والبعض الآخر توجه لموقع العملية رغم الاشتباكات العنيفة التي اندلعت، ففور انتشار نبأ الهجوم اندلعت مواجهات عنيفة في جميع أرجاء المدينة واشتبك رجال المقاومة مع جنود الاحتلال الذين قصفوا المنازل والأحياء بالرشاشات الثقيلة مما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين بينهم طفله برصاص الاحتلال.
              تصفيه متعمدة
              وتؤكد هنادي أن العملية كانت تستهدف تصفيه المجاهد صلاح وفادي ابن عمه وتقول كان بإمكانهم اعتقالهما لأنهم فاجؤونا بكل شيء وحاصروا المنزل ولم يكن من الممكن لأحدنا أن يتحرك أو يهرب ومما يؤكد استهدافية القتل أن أفراد الوحدات الذين كانوا يرتدون الزي الفلسطيني ويتحدثون العربية ومنذ اللحظة الأولى

              تعليق


              • #8
                "مقالات ووجدانيات" كتبت فخراً بالاستشهادية
                ل استشهاديات ولو كره البعض!!
                مقال:د. رفعت سيد أحمد "كاتب وصحافي مصري"
                لا داعي لهذا الإلحاح اليومي واللزج وغير الصادق في رده على المقال الرائع للكاتبة الصحفية صافي ناز كاظم (فطرة المقاومة والشهداء على أرض فلسطين)، عقب قارئ مصري اسمه (سعيد فؤاد) في العدد 9105 من صحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ (2003/11/2) ساخرا من وصفها لـ (هنادي جرادات ووفاء إدريس ورفيقاتهن) بالاستشهاديات، وظل يردد أنهن (انتحاريات)، ثم سخر من حكاية أن هنادي رأت أخاها وابن عمها وهما يقتلان على أيدي الجنود الصهاينة وكانا يجلسان غير مسلحين بل يشربان الشاي، ثم عطف بنا ـ بدون مناسبة ـ ليتحدث رافضا العمليات (الانتحارية) على حد وصفه، لأنها تضر ولا تنفع وأن الذي يتألم اليوم هم الفلسطينيون وحدهم وليس الإسرائيليون، وأنه مع السلام ومع تداول السلطة في مصر(!!).
                ولأن هذه الرسالة نموذج لحالة عامة أصابت أيضا (البعض) من كتابنا وقرائنا وسياسيينا ولأن روحها بدأت تشيع في بعض صحافتنا المحترمة وبأقلام كتاب لهم منزلتهم (أنس زاهد ـ «الشرق الأوسط» ـ حازم صاغية ـ «الحياة» ـ عبد المنعم سعيد ـ «الأهرام» وغيرهم) لذا نود أن نسجل ما يلي:
                أولا: العدو الصهيوني (وهو بالمناسبة كان عدوا وسيظل لأنه هو الذي يؤكد ذلك بفعله صباح مساء) يتألم مثلما نتألم، صحيح الفلسطينيون كانوا في شدة ولا يزالون، لكن العدو الصهيوني لم يكن في شدة ولكنه الآن يعيشها عمليا على كافة المستويات فمثلا مستوى الأمن: لا وجود للأمن بأي معنى يذكر والهجرة المعاكسة هروبا من أرض الميعاد المزعومة اقتربت من الـ500 ألف إسرائيلي عادوا إلى بلادهم الأوروبية الأصلية في السنوات الثلاث الماضية والاقتصاد/ 10 مليارات دولار خسائر بسبب الانتفاضة خلال السنوات الثلاث الماضية مع توقف كامل لقطاعات اقتصادية كالسياحة وصباح كل يوم يخسر جيش الاحتلال (عشرة ملايين دولار) بسبب عمليات حشد القوات واستخدامها وفقدان الأمان والاستقرار. أما على مستوى الخسائر البشرية (مع ملاحظة أننا نتحدث هنا عن كيان مخلق صغير هش سكانيا) فقد قتل له 900 مستوطن مسلح وأصيب قرابة الخمسة آلاف ورغم الآلة العسكرية الجبارة فهي لم تمنع هذا (الألم) عن مستوطنيها، ولم تفت ـ في المقابل ـ من عضد من يقاوم من الفلسطينيين دفاعا عن حياتهم وليس حبا في القتال، هذا فضلا عن الجوانب الأخرى العديدة للألم الإسرائيلي والتي ليس هنا مقام التوسع فيها.
                إذا كان الأمر كذلك، فلا داعي إذن لهذا الإلحاح «اللزج»، واليومي، وغير الصادق في نواياه ومراميه على (الألم الفلسطيني) وعلى نصف الكوب الفارغ. فثمة ألم إسرائيلي اشد وثمة نصف كوب ممتلئ، وثمة مقاومة للضحية وإصرار منها على البقاء والصمود ـ إذ لا خيار آخر لديها ـ في وجه (جلاد) من حسن حظه للأسف أن يجد كتاباً وقراء يكتبون بالعربية، يدافعون عنه بالتواء، ومن خلال عاصفة (كتابية) ظاهرها الرحمة بالفلسطينيين وان حمل باطنها، الكثير من العمى، والرمد(الحبيبي!!).
                ثانياً: بالنسبة لرسالة هذا القارئ المصري، والذي احسبه (والله أعلم) انه مجرد اسم وهمي يخجل صاحبه من الإعلان عن نفسه، ربما لإحساسه بالذنب أو العار حين يصف الاستشهادي بالانتحاري، أو حين يسفه دوافعه النبيلة، ونظرا لأن أقواله لا زالت تتردد في بعض وسائل إعلامنا، فإننا نود أن نسجل ما يلي ليس ردا مباشرا على ما تفضل به القارئ بل ردا على الفلسفة والمنطق الهش الذي يقف خلف ما يقوله ولا يزال يردده (البعض) في وسائل إعلامنا:
                1ـ بداية هنادي جرادات، ورفيقاتها لسن بحاجة إلى دفاع منا، فهذه الدماء الذكية أبلغ من أي كلام، أو قول.
                2ـ نؤكد انه عندما تقدم فلسطينية أو فلسطيني على التضحية بنفسها أو بنفسه شهيدا، فهو لا يفعل ذلك حبا في (الانتحار)، ولكنه الدفاع الشرعي عن النفس والبيت، وردا على مجازر يومية تمارس بدون سبب وحتى في أوقات (الهدنة المزعومة).
                3ـ إن العمليات التي تتم هي واقعا وشرعا عمليات استشهادية حتى ولو كره البعض مثل القارئ الكريم، لأنها تتم باختيار حر وتنطلق من عقيدة ورؤية وليس من منطلق يأس أو ضيق أفق أو حسابات محدودة (مثل المنزل الذي سينهدم على أخوة الشهيد بعد قيامه بعمليته) وهي عمليات لم تأت إلا كرد فعل على إجرام منظم للقتل البارد، فالفلسطيني أو الفلسطينية هنا ستقتل سواء قامت بعملية استشهادية أو لم تقم، فلماذا لا نذيق العدو من نفس الكأس، وهذا هو المنطق الطبيعي للبشر الأسوياء وليس للمرضى عشاق التطبيع والسلام الإسرائيلي، ثم هل نلوم الضحية على فعله أم نلوم المجرم أولا؟ ثم لماذا الخشية من الانتقام الإسرائيلي وهو حادث فعلا سواء تم الاستشهاد أو لم يتم؟ ومنذ متى انتصرت أمة على أعدائها وهي لم تبتل وتعان، هل هناك نصر من غير تضحية؟ وأين؟
                4ـ أما سخرية هذا القارئ من (هنادي) ورفيقاتها فاعتقد انه وباقة كتاب رياح الخماسين أو العاصفة الكتابية (إياها) في مقام اقل من أن يصف الاستشهاديات بهذه الأوصاف، فالذي يضحي بحياته في سبيل دينه ووطنه لا يجوز أن يتحدث عنه (القاعدون) والذين يلومون الآخرين على حركتهم، أما حكاية (الشاي) التي أغاظت الأخ سعيد فيبدو انه لم يفهم المقصود منها، رغم ان ابسط قارئ للصحف فهمها بمن في ذلك طلاب الثانوية العامة، ومفادها أن (هنادي جرادات) رأت بعينيها استشهاد شقيقها وابن عمها وهما في جلسة عائلية عادية، لم يكونا يعدان الأسلحة والمتفجرات حتى يجد العدو مبررا لذلك، صحيح هما من أبناء حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تنوب عن (سعيد وانس وصاغية وعبد المنعم) في الدفاع عن (أمتهم) وبلدهم، ولكنهما كانا من (العناصر السياسية) التي تدعو إلى المقاومة، ولم يكونا من (سرايا القدس) التي تحمل شرف العمل العسكري، ترى ماذا تفعل هنادي وغيرها من فتيات فلسطين، عندما يشاهدن يوميا استشهاد أخواتهن وآبائهن وأمهاتهن يقتلن بدم بارد، هل يخرجن في مظاهرة وينشدن أغنية ويرمين (وردة) على الدبابة الإسرائيلية كما طالب يوما ما كاتب «أهرامي» معروف؟، أم يجلسن يندبن حظهن أو يكتبن مقالا يهاجم المحتل، كما يفعل الأخ سعيد ورفاقه؟ لقد قامت (هنادي) بالثأر لمصرع شقيقها ولآلاف مثله من أبناء فلسطين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يطالبون بحريتهم واستقلالهم، والأخذ بالثأر سلوك طبيعي لإنسان سوي وهو سلوك ـ كما يقول علماء النفس بمن في ذلك علماء النفس اليهود ـ لا يحتاج إلى تفسير أو تبرير أما الذي بحاجة إلى تفسير وربما إلى (علاج) فهو ذلك الذي يسخر ممن يقوم بهذا الفعل النبيل الذي تقره الشرائع كافة الأرضية منها والسماوية.
                ثالثا: أما إدانة العمليات الاستشهادية (أو الانتحارية كما يسميها الأخ سعيد وأمثاله) فهذا القول مردود عليه بأن هذه العمليات أتت بعد أن أخفقت كافة (الحلول السلمية الوهمية منذ توقيع اتفاق أوسلو وعشرة اتفاقات مستنسخة منه حتى اليوم) وهي دفاع عن النفس بعد أن فشلت كل وسائل الدفاع الأخرى.
                تبقى كلمة..
                إذا لم يكن لدى أمثال هذا القارئ وهؤلاء الكتاب الكبار، كلمة طيبة يقولونها عن المقاومة ورجالها في فلسطين وخارجها (وبالمناسبة هم في الخارج مجبرون على ذلك ومطرودون ولا يعيشون حياة الدعة المزعومة مثل تلك التي يعيشها من يدينهم) فالأولى أن (ينقطنا بسكوته)، مصدقاً لقول الرسول الكريم (فلتقل خيرا أو لتصمت) والله أعلم.
                عرائس فلسطين...
                بقلم: "محمد سليم العوّا" كاتب ومفكر ـ مصر
                العملية الاستشهادية التي قامت بها الزميلة المحامية هنادي جرادات في مدينة حيفا الفلسطينية المحتلة أسفرت عن مقتل 20 صهيونياً وإصابة خمسين آخرين. ولقيت هنادي وجه ربها شهيدة متقبلة بإذن الله.
                بهذا العمل البطولي أصبحت هنادي جرادات أولى شهيدات الانتفاضة الفلسطينية في عامها الرابع، والسادسة في قائمة عرائس فلسطين

                تعليق


                • #9
                  صور عملية حيفا الإستشهادية


                  تعليق


                  • #10


                    تعليق


                    • #11


                      تعليق


                      • #12


                        تعليق


                        • #13


                          تعليق


                          • #14





                            تعليق


                            • #15
                              رحمك الله اختنا الفاضلة فلتكن كل نساء فلسطين هنادي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X