إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيرة الخالدين هنا نضع سير الشهداء الأكرم منا جميعا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيرة الخالدين هنا نضع سير الشهداء الأكرم منا جميعا


    الشهيد المهندس رائد أمين مكين أبو فنونه «أبو عماد»

    أحد أبرز القادة لسرايا القدس الميدانيين في قطاع غزة

    وعضو المجلس العسكري



    الشهيد المجاهد: رائد أمين مكين فنونه «أبو عماد»

    العمر: (32عاماً)

    السكن: غزة

    المستوى التعليمي: مهندس زراعي

    الوضع العائلي: متزوج

    تاريخ الاستشهاد: (27/06/2007)

    كيفية الاستشهاد: عملية اغتيال صهيونية بسيارة مفخخة



    الشهيد في سطور

    يعتبر الشهيد المهندس «رائد امين مكين أبو فنونة» (32عاماً) أحد قادة العمل العسكري في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وأحد مؤسسي جهاز «قسم»، وواحداً من القادة البارزين الذين تضعهم دولة الاحتلال على قائمة الاغتيالات.

    ويعمل الشهيد القائد «أبو فنونة» مهندساً زراعياً، حيث كان قد أشرف على الانتهاء من التحضير لرسالة الماجستير في هذا المجال، وهو أب لثلاثة أطفال.

    استشهد شقيقه عماد قبل ثلاثة أعوام في عملية استشهادية استهدفت موقعاً عسكرياً صهيونياً شرق مدينة غزة.

    قوات الاحتلال اعتقلت الشهيد رائد فنونة في انتفاضة الحجارة بدعوى إنشاء القوى الإسلامية المجاهدة «قسم»، الجناح العسكري الأول للجهاد الإسلامي، وبعد سنوات خرج من المعتقل ليؤسس سرايا القدس مع الشهداء القادة مقلد حميد، ومحمود الزطمة. ورائد هو صهر الشهيد الزطمة.

    كان الشهيد أبو فنوة ناشطاً في المجال السياسي والدعوي لحركة الجهاد الإسلامي، ويشارك في فعالياتها، كما كان له باع في الجماعة الإسلامية، الإطار الطلابي للحركة أثناء دراسته بجامعة الأزهر.

    نُسب للشهيد رائد تخريج وتجهيز عدد من الاستشهاديين، إضافة إلى تنفيذ العديد من العمليات شمال وشرق قطاع غزة.

    أشرف الشهيد المهندس على تطوير صواريخ قدس متوسط المدى التي تدكّ المستوطنات والبلدات الاحتلالية المحيطة بقطاع غزة.

    نجا الشهيد من أربع محاولات اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى.

    وتربّى على يديّ الشهيد رائد العشرات من أبناء حركة الجهاد الإسلامي الذين كان منهم الاستشهاديون وحملة هَمْ الدين الإسلامي الحنيف.



    استشهاده

    استشهد الشهيد المهندس «رائد فنونة» جراء استهدافه بسيارة مفخخة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، صباح الأربعاء (27/6/2007)، حيث اعتاد على الخروج من منزله إلى مكان عمله بوزارة الزراعة مشياً على الأقدام.

    وبعد أن فشلت قوات الاحتلال عدة مرات في اغتياله، عمدت إلى رصد تحركاته بدقة، وزرعت له سيارة مفخخة في الطريق التي يسلكها، وعندما مرّ الشهيد بالقرب من السيارة المفخخة انفجرت به، الأمر الذي أدى إلى استشهاده على الفور واحتراق جسده الطاهر.



    سرايا القدس تكشف أسرار جريمة الاغتيال

    وقد كشفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، العملية التي تم بها اغتيال القائد «رائد فنونة»، مقابل مركز شرطة الشجاعية شرق مدينة غزة.

    وقالت السرايا أن القائد «أبو فنونة» تم اغتياله بالطريقة نفسها التي تم بها اغتيال القائد خالد الدحدوح عن طريق سيارة مفخخة وضعت على الطريق الجانبي في شارع بغداد بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.

    وأشارت السرايا «إنه وبعد فحص السيارة الموجودة الآن لدى القوة التنفيذية تبيّن أنها تحتوي على العديد من كاميرات التصوير وبعض أجهزة الاستشعار الدقيقة جداً والتي تساعد في الاتصال بطائرات الاستطلاع».



    سرايا القدس تزف الشهيد المهندس:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾



    سرايا القدس تزف إلى الحور العين أحد أبرز قادتها الميدانيين في مدينة غزة

    رائد فنونه «أبو عماد»



    بمزيد من الفخر والاعتزاز والشموخ والكبرياء تزف سرايا القدس إلى رضوان الله تعالى أحد أبرز قادتها الميدانيين في مدينة غزة/

    رائد امين أبو فنونه «أبو عماد»



    والذي ارتقى إلى العلا صباح اليوم الأربعاء 12 جمادى الآخرة 1428 هجري الموافق 27/6/2007م، إثر عملية اغتيال قذرة شنتها طائرات الغدر الصهيوني على السيارة التي كان يستقلها في مدينة غزة أثناء تأديته لمهمة جهادية.

    إننا في سرايا القدس إذ نحتسب عند الله تعالى شهيدنا القائد، نؤكد أنّ دم كل شهيد يزيد قوة جديدة إلى عزيمتنا، وينير درب العمل الجهادي الذي يدفع بالانتفاضة المباركة بتصميم أشد وإرادة أمضى إلى ملاحقة المحتلين.



    المجد للشهداء والعار والذل للخونة الجبناء

    وإنه لجهاد جهاد.. نصر أو استشهاد

    (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)



    سرايا القدس

    الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

    الأربعاء 12 جمادى الآخرة 1428 هجري، الموافق 27/6/2007م
    السماء الزرقاء تنتصر


  • #2


    الشهيد المجاهد البطل عبد الكريم بسام راغب السعدي

    بعد شهرين على استشهاد جدته وابن عمه يلتحق بركب الشهداء



    الشهيد المجاهد: عبد الكريم بسام راغب السعدي

    العمر: 16 عاماً

    الحالة الاجتماعية: أعزب

    السكن: مخيم جنين

    تاريخ الاستشهاد: 1/9/2002

    كيفية الاستشهاد: أثناء التصدي للعدوان الصهيوني



    أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن استشهاد أحد مقاتليها الأبطال في معركة كبيرة مع جيش الاحتلال في مخيم جنين.

    وفي بيان صدر عنها زفت السرايا بكل فخر واعتزاز الشهيد المجاهد البطل عبد الكريم بسام راغب السعدي الذي عانق أرض الشهداء والتضحية مخيم جنين حاملاً راية الجهاد والمقاومة ماضياً على درب القائد محمود طوالبه ورفاقه الشهداء قاده السرايا ومقاتليها أسامة تركمان وإياد المصري ومحمد العانيني وغيرهم, وعاهدت السرايا شهيدها الذي قاتل حتى الرمق الأخير على مواصلة درب الشهادة والجهاد والاستشهاديين حتى دحر العدو وتحرير الأرض من دنس الصهاينة. وتوعدت السرايا الكيان العبري برد قاصم وسريع على المجازر الصهيوني واغتيال السعدي الذي وصفته بالمقاتل الصلب والجريء.



    رواية شهود العيان:

    وقال شهود عيان إن الشهيد السعدي شارك مع مقاتلين من سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام بالتصدي للعدوان الصهيوني جديد على مخيم جنين بدء في الخامسة من صباح اليوم عندما شنت قوات العدو معززة بالدبابات والمصفحات عدواناً جديداً على المخيم فحاصرت مداخله محاولة التوغل فيه إلا أنها جوبهت بنيران مقاومة عنيفة, وسمع صوت تبادل إطلاق النار من مسافات بعيده في جنين فيما ذكر الأهالي أن رجال المقاومة توزعوا في عدة محاور وخاضوا مواجهات عنيفة مع قوات العدو الصهيوني التي فتحت نيران رشاشتها الثقيلة باتجاه المخيم فأصيب الشهيد السعدي وسقط أرضاً وبقي ينزف لأكثر من نصف ساعة دون أن يتمكن أحد من إنقاذه كما عجزت طواقم الهلال الأحمر من الوصول إليه بسبب إغلاق الاحتلال للمنطقة واستشهد على ارض المخيم الذي أحبه وقاتل في سبيله منذ صغره كما أصيب شقيقه بعيار ناري في القدم.



    عائلة الشهيد:

    والدة الشهيد استقبلت النبأ بالتكبير وألقت رأسها فوقه وهي تمسح وجهه وتردد مبروك عليك الشهادة يا بطل تمنيتها ونلتها الله يصبرني وان شاء الله أحنا على دربك ما يين والله والله ليدفعوا الصهاينة الثمن, الأم التي وقفت فوق رأس فلذة كبدها في منظر فجر الحزن والدموع لدى كل من التف حولها طلبت من الجميع عدم البكاء على العبد لأنه بطل وقاوم واستشهد وهو يتمنى الشهادة.

    نعم الإعلام الحربي التابع لسرايا القدس يدرك ويعلمكم أن الشهيد عبد الكريم هو ابن الشيخ بسام السعدي (46 عاماً) الذي تطارده قوات العدو الصهيوني منذ عام زاعمة أنه أبرز قاده الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية, وقد تعرض الشيخ السعدي للاعتقال في سجون العدو الصهيوني والسلطة وابعد لمرج الزهور, وخلال اجتياح نيسان احرق الصهاينة منزله ومنازل ومحلات أشقاءه, وفي اجتياح حزيران استشهدت والدته في منزلها لدى قيام ضباط المخابرات باستجوابها والتحقيق معها, بعد ذلك بشهر استشهد ابن شقيقه بسام غسان السعدي (6 أعوام) في مخيم جنين, ويرأس السعدي جمعيه الإحسان الخيرية وتعرض منزله الجديد للتدمير والحرق والاعتداء.

    ومثلما لم يتمكن من وداع والدته فان ملاحقه قوات العدو له وتهديدها بتصفيته حالت دون إلقاء الشيخ بسام نظرة الوداع الأخيرة على فلذة كبده مما أثار غضب وسخط الأهالي خرقوا حظر التجول المفروض المخيم وخرجوا في مسيرة حاشدة لتشييع عبد الكريم الذي لف بأعلام الجهاد وتوعد المشاركون العدو بالمزيد من الضربات والعمليات.



    مواجهات:

    واندلعت بعد استشهاد السعدي مواجهات عنيفة جداً في جنين فاشتبك عشرات المقاتلين مع جنود العدو في أكثر من محور وشنوا هجمات جرئيه على الدبابات التي ردت بإطلاق زخات كثيفة من رشاشاتها الثقيلة. كما خرق عشرات الشبان حظر التجول ونظموا مسيرات حاشدة..



    الشهيد المجاهد عبد الكريم السعدي

    تحقيق الحلم ولقاء الله عز وجل شهيداً...

    كانت أمنية الشهيد الفتى إبراهيم بسام السعدي (17عامًا) من مخيم جنين، أن يلتحق بشقيقه التوأم الشهيد عبد الكريم، الذي سبقه إلى الشهادة، خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في الأول من أيلول من العام (2002).

    والتحق الشقيقان التوأم، كما يؤكد والدهما الشيخ بسام السعدي بـ (سرايا القدس) الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ما جعلهما هدفًا للمطاردة من قبل قوات الاحتلال، حتى تحقق حلمهما بالشهادة.

    وتعتبر قوات الاحتلال والد الشهيدين الشقيقين الشيخ بسام السعدي من أبرز من تطلق عليهم وصف (المطلوبين) على خلفية موقعه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي.

    ويقول الشيخ بسام السعدي (كان إبراهيم وعبد الكريم يحلمان بنيل الشهادة في سبيل الله، ولم يكن هناك ثمة فرق بينهما في أي شيء حتى في الشكل واللباس والمأكل والمشرب).

    ورغم صغر سنهما، يقول الشيخ بسام السعدي، (كانت الشهادة في سبيل الله الحلم الأوحد لإبراهيم وعبد الكريم، لدرجة أن الاثنين كانا يتسابقان إلى نيل الشهادة وهما يقارعان الاحتلال).

    يقول الشيخ السعدي، الذي تلاحقه قوات الاحتلال منذ أكثر من عامين، وأمضى فترات طويلة في سجونهما على خلفية نشاطاته في (الجهاد الإسلامي) أنه كان على اتصال دائم مع ابنه الشهيد إبراهيم، الذي استشهد خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، عند المدخل الشمالي للمخيم، وعلى بعد أمتار قليلة من منزل عائلته.

    ويتابع الأب (حدثني إبراهيم عبر الهاتف الخلوي، وأبلغني أن هناك جنود مشاة غير بعيدين عن المنزل، وأنه سيخرج برفقة اثنين من المقاتلين من أجل استكشاف المكان، فطلبت منه أن يأخذ الحذر ومن برفقته من المقاتلين، حتى لا يقعوا في كمين محتمل تنصبه قوات الاحتلال في المكان).

    ولم تمض عشر دقائق على المكالمة الهاتفية بين الابن وأبيه المطاردين لقوات الاحتلال، حتى تلقى الأب مكالمة هاتفية تبلغه أن نجله الأكبر إبراهيم استشهد خلال اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال.

    (في البداية حزنت على إبراهيم، ولكن عندما جلست وحدثت نفسي، رحت أتخيل نفسي وزوجتي وجميع أبنائي شهداء، وقبورنا تصطف بجانب بعضها البعض، فحمدت الله على ما أصابني، وقلت داخل نفسي إنه ليس ثمنًا باهظًًا أن تقدم واحدًا أو اثنين من أبنائك، أو جميعهم، في سبيل الله ودفاعًا عن القدس والأقصى).

    بهذه الكلمات، تحدث السعدي من مخبأه لجريدة "الأيام الفلسطينية" عبر اتصال هاتفي، أكد فيه أن استشهاد ابنيه التوأم إبراهيم وعبد الكريم، وكذلك والدته وابن شقيقه في وقت سابق، بمثابة جزء من ثمن باهظ هو مهر فلسطين والأقصى السليب.

    ووصف ما أصابه باستشهاد ابنيه الأحب إلى قلبه، بأنه أشبه ما يكون بـ (بروفة) واحدة من عدة (بروفات) يتخيلها على مدار الساعة ويحضر نفسه لها، بما فيها إمكانية استشهاده وأبنائه الأربعة عز الدين ويحيى وفتحي وصهيب، وبناته الخمس، إلى جانبه وزوجته.

    وتعرّض الشيخ السعدي لعدة محاولات اغتيال من قبل قوات الاحتلال التي تضعه على رأس قائمة (المطلوبين) لها، وقتلت اثنين من أبنائه، ووالدته السبعينية، وابن شقيقه، وأحرقت المحال التجارية التي تملكها العائلة، وقصفت منزله مرات عديدة، كما تعرض للاقتحام مرات كثيرة من قبل قوات الاحتلال بحثًا عنه، وعن نجليه الشهيدين.

    وكما كان عليه الحال عندما استشهد نجله عبد الكريم، لم يتمكن الشيخ السعدي من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان نجله إبراهيم الذي دفن هو الآخر دون أن يتمكن والده من وداعه، وذلك بسبب مطاردة قوات الاحتلال الدائمة له، وتهديداتها الدائمة بتصفيته.

    ولم يكن الأمر ليختلف كثيرًا بالنسبة للشيخ السعدي عندما استشهدت والدته بهجة (75 عامًا)، وابن شقيقه الطفل الشهيد بسام غسان السعدي (9 سنوات)، حيث لم يتمكن من وداعهما.

    واستشهدت والدة السعدي بعد مهاجمة قوات الاحتلال منزل العائلة، في النصف الأول من حزيران الماضي، حيث منع الجنود نقلها إلى المستشفى الحكومي بعدما تردت حالتها الصحية، ما أدى إلى استشهادها. كما استشهد الطفل (بسام) بعد أيام قليلة من استشهاد جدته، حيث أصابه جنود الاحتلال بعيار ناري اخترق قلبه، خلال مواجهات شهدها المخيم، ورشق خلالها الأطفال آليات الاحتلال الثقيلة بالحجارة والزجاجات الفارغة.



    حركة الجهاد الإسلامي تقيم مهرجاناً تأبينياً

    للشهيد عبد الكريم السعدي في سجن النقب...

    نظمت حركة الجهاد الإسلامي مهرجاناً لتأبين الشهيد عبد الكريم بسام السعدي من مجاهدي سرايا القدس الذي استشهد في مخيم جنين خلال اشتباك مسلح.

    ووجّه عريف الحفل تحية إجلال باسم المعتقلين لعائلة السعدي التي قدمت ثلاثة شهداء في غضون شهرين. إضافة لقيام الجيش بملاحقة الشيخ المجاهد بسام السعدي القائد السياسي البارز في حركة الجهاد الإسلامي وإحراق منازلهم ومحلاتهم مؤكداً أن شعباً يمتلك كل هذه القيام من التحدي والعطاء والمقاومة سينتزع النصر من براثن الأعداء، وتحدت عن مناقب الشهيد عبد الكريم السعدي تلميذ الاستشهادي إياد المصري وأسامة تركمان وحبيب القائد محمود طوالبة ورفيق قوافل الاستشهاديين الأبطال، موضحاً أن الشهيد ورغم صغر سنه امتشق سلاح السرايا وحمل فكرها وقاتل بقوة وصلابة وجابه الغزاة المحتلين في كل معارك مخيم جنين مجاهداً في سبيل الله ومتسابقاً نحو الشهادة التي حباه الله بها خلال معركة بطولية على أرض المخيم.

    وقال ممثل حركة الجهاد الإسلامي أن شعبنا يعتز بالمجاهدين الأبطال كالقائد المناضل عبد الكريم السعدي الذي لم يهدأ له جفن منذ اندلاع الانتفاضة بل كان دوماً في طليعة المقاومين المجاهدين الأبطال حملة لواء السرايا والجهاد، وأكد أن حركة الجهاد ستواصل مسيرة العطاء والجهاد ومقاومة العدو الغاصب في كل مكان وزمان محذراً من الركون للمخططات الاستسلامية الخيانية ومن محاولات إجهاض الانتفاضة وتمرير المشاريع المعادية.
    السماء الزرقاء تنتصر

    تعليق


    • #3


      الشهيد القناص سامح نوري أبو حنيش

      ما زالت جدران بيت دجن تزدان بخطه الجميل



      الشهيد المجاهد: سامح نوري ذيب أبو حنيش

      العمر: 23 عاماً

      السكن: بيت دجن- نابلس

      الوضع العائلي: أعزب

      تاريخ الاستشهاد: 6/7/2001

      كيفية الاستشهاد : عملية اغتيال بطائرات الاباتشي



      الميلاد والنشأة

      ولد شهيدنا المجاهد/ سامح نوري ذيب أبو حنيش عام 1978 في قرية بيت دجن - نابلس لعائلة مكافحة قدمت التضحيات الجمة في سبيل الوطن، هذه العائلة انتمى معظم أفرادها لحزب الشعب الفلسطيني، وقد التحق الشهيد بصفوف الحزب في سن مبكرة، ونتيجة نشاطه وتمسّكه بالعمل الوطني ارتقى السلم التنظيمي في الحزب ليكون أصغر عضو للمؤتمر العام للحزب في العام 1998م. أنهى دراسته الثانوية العامة في محافظة نابلس، وانضم إلى صفوف الأمن الوطني الفلسطيني (قوات البحرية)، امتاز بحسه الوطني العالي، وأخذ وسام المرتبة الأولى في الرماية.



      صفاته

      كان فناناً ذا حس مرهف امتاز بجمال خطه الذي زين به جدران القرية وكان من أروع الخطاطين في المحافظة. امتاز بدماثة الأخلاق وحسن الصداقة لكل من عرفه. كان هادئا رغم صغر سنه, محبوبا من قبل الجميع. جمع سامح بين جمال الروح والخط وبين إجادة العمل العسكري حسب ما تذكر الأم: "أجاد سامح استخدام السلاح وهو في العاشرة من العمر, كان يغافل إخوته ويأخذ السلاح الذي يحتفظون به ويتدرب على تلك الشجرة - تشير إلى شجرة الزيتون في حاكورة المنزل- وعندما قرر الالتحاق في صفوف قوات البحرية أخذ الدرجة الأولى في التصويب".



      مشواره الجهادي

      أثناء عمله ضمن قوات البحرية في معقلها –سجن جنيد- تعرف إلى رفيق سلاحه ورفيقه في الجنة الشهيد البطل أشرف بردويل الذي كان في نفس الكتيبة، والذي كان يعمل سرّا بصفوف حركة الجهاد الإسلامي فبدأ التحول في فكر الشهيد سامح نحو التوجه الإسلامي وانشرح صدره للعمل الجهادي، وكان لاعتقال الشيخ الشهيد أسعد دقة الدور البارز في تنظيم صفوف المجاهدين داخل قوات البحرية ليعملوا كخلية النحل ضمن سرايا القدس سرّا إلى أن تفجرت انتفاضة الأقصى فبدأ شهيدنا البطل وأخوه الشهيد أشرف بردويل بتنفيذ المهام الجهادية الموكلة إليهم من قبل الشهيد القائد أسعد دقّة. امتاز القناصان باصطياد قطعان المغتصبين على الطرق الالتفافية وتجهيز السيارات المفخخة وإرسالها داخل الأرض المحتلة عام 48 فحصدوا العديد من القتلى والجرحى من كلاب بني صهيون.



      استشهاده

      سطع نجم شهيدنا البطل في منطقة شمال الضفة فاستهدفته قوات البغي الصهيونية. وبتاريخ 6/7/2001 تمكنت قوات العدو من رصده بعد خروجه وأخويه الشهيدين وليد بشارات ومحمد بشارات من عزاء الاستشهادي أسامة أبو الهيجاء في مخيم جنين وتمكنت طائرات الأباتشي من إصابة سيارتهم بصواريخها اللعينة لتنال من أجسادهم الطاهرة.



      أم مجاهدة صابرة

      تقول الأم: "لم يفاجئني خبر استشهاد سامح فلقد أعدني لهذا اليوم من مدة طويلة. منذ أشهر لاحظت عليه كثرة تلاوته للقرآن الكريم كان يذكر لي حلما ظل يلازمه في المدة الأخيرة ذكر لي أن هناك شيخا جميل المنظر يأتيه ويقول له هل تريد أن ترى الجنة؟ وكان سامح يجيبه: نعم ومن لا يريد رؤية الجنة؟! فكان يريني قصرا رائعا ويقول لي: إن هذا القصر لك, وكان يصحو من الحلم على صوت آذان الفجر". تنهي الأم حديثها: "هذا حلم سامح الله يرضى عليه", يودعنا سامح ونحن نغادر بيت دجن باليافطة التي خطّها قبل استشهاده على مدخل القرية -رافقتكم السلامة- وتوقيع سامح أبو حنيش.



      هنيئا لك الجنّة والشهادة يا سامح...

      وإنّا على الدرب سائرون...
      السماء الزرقاء تنتصر

      تعليق


      • #4


        شمعة تضيء.. وقمر يجيء

        إلى روح الشهيد القائد رائد أبو العدس / أبو خليل

        قائد سرايا القدس في نابلس



        الشهيد المجاهد: رائد علي أبو العدس/ أبو خليل

        العمر: (28عاماً).

        السكن: مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس

        الوضع العائلي : أعزب

        تاريخ الاستشهاد : 3/8/2007

        كيفية الاستشهاد : اغتيال على يد قوات خاصة



        المكان مخيم بلاطة، الزمان زمن الاحتلال الصهيوني، الهوية والانتماء فلسطيني، التهمة حب الأرض والوطن، العقاب القتل أو الاعتقال، باختصار تلك هي تهمتك، وتلك هي محكمتك، فدفاعك عن أرضك جريمة لا تغتفر.

        مساء الخميس، الثاني من آب، كانت الحور العين تحضر نفسها لاستقبال شهيد جديد هو الشهيد "رائد أبو العدس" قائد سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة نابلس بالضفة الغربية.



        طفولة مغروسة بالجراح..

        ولد الشهيد رائد أبو العدس في مخيم بلاطة القريب من مدينة نابلس في الضفة الغربية عام1976م، تربى وترعرع بين أحضان أسرته الذي أذاقها الاحتلال مرارة الهجرة والنكبة، بعد أن كانت رأس العين في مدينة يافا هي الموطن الأصلي لهم.

        يقول والد الشهيد رائد: كانت طفولته رائد هادئة ومميزة، وحظي بعناية خاصة من الأسرة، كذلك كان يتمتع بشعبية واسعة بين أهل المخيم، فقد كان مثال الشاب الملتزم، حمل هموم أسرته ومخيمه ووطنه منذ نعومة إظفاره حيث لم يكن كباقي أطفال المخيم، كنا نشعر انه يسابق زمنه ويكبر قبل أوانه، وقد كان له نشاطه المحدود في الانتفاضة الأولى، وكان مقتصرا على رشق الدوريات الصهيونية، إلا أن زاد نشاطه العسكري في انتفاضة الأقصى الحالية.

        ويضيف: بدأت القوات الصهيونية تطارد رائد منذ اجتياح نيسان2002م، حيث شارك في التصدي لقوات الاحتلال عند اجتياحها للمخيم، وقد قام الجيش الصهيوني باعتقاله في تلك الفترة، وحكم عليه بالسجن الإداري لمدة 6 أشهر، وبعد خروجه عرضنا عليه الزواج من إحدى الفتيات ألا انه رفض، وقرر متابعة مسيرته الجهادية ضد الاحتلال.

        ويتابع: في فترة مطاردته لم يكن رائد يتردد على المنزل بشكل دائم، وأكثر الأيام نقوم بالاتصال به للاطمئنان عليه، ومعرفة أخباره خاصة عندما يكون هناك دخول للقوات الصهيونية للمخيم أو المدينة بشكل عام، وقد اقتحم الجيش الصهيوني المنزل مرات عدة وفي كل مرة كانون يطلبون منا أخبار رائد بضرورة تسليم نفسه، وإلا فان نهايته ستكون غير مرضية، لكنه كان يفضل الاستشهاد على الاعتقال.





        تفاصيل جريمة الاغتيال

        منتصف ليل الجمعة (3/8)، كان الشهيد القائد رائد أبو العدس (28عاماً) قائد سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة نابلس، على موعد مع الشهادة، فقد أقدمت يدر الغدر الصهيوني، عن طريق قوة خاصة، على اغتيال الشهيد القائد بدم بارد وذلك في منطقة حي الدرج بالبلدة القديمة من المدينة.

        مصادر فلسطينية ذكرت نقلاً عن شهود عيان أن قوة صهيونية خاصة كانت تستقل باص أبيض اللون من نوع مرسيدس أطلقت النار على رائد أبو العدس قائد سرايا القدس في نابلس أثناء توقفه في منطقة حي الدرج، أصيب القائد أبو العدس على إثرها إصابات مباشرة أدت إلى ارتقائه شهيداً، كما اعتقلت تلك القوة عز حلاوة (28عاماً) أحد مجاهدي سرايا القدس في المدينة. كما أصيب خلال العملية المواطن محمد المذبوح (40عاماً) برصاص قوات الاحتلال أثناء تواجده في المنطقة.

        وأضافت المصادر أن أكثر من 30 آلية عسكرية وعدد من الجرافات العسكرية اقتحمت حي القيصرية القريب من حي الدرج في البلدة القديمة من مدينة نابلس بعد دقائق من تنفيذ عملية الاغتيال.

        سرايا القدس وشهود عيان أكدوا أن أبو العدس استشهد في المكان على الفور، فيما قالت طواقم طبية فلسطينية إن قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من نقل عدد من الجرحى سقطوا خلال العملية.



        تشييع الشهيد

        شيّع آلاف المواطنين الفلسطينيين، يوم السبت (4/8)، جثمان الشهيد رائد علي أبو العدس، والذي اغتالته القوات الخاصة الصهيونية بالبلدة القديمة من نابلس منتصف الليلة الفائتة.

        وانطلق موكب التشييع من أمام مشفى رفيديا واخترق شارع رفيديا ووسط المدينة وصولاً إلى مسجد عبد الرحمن في مخيم بلاطة حيث تمّت الصلاة عليه.

        وعقب الصلاة انطلقت مسيرة جماهيرية ضخمة يتقدمها عشرات المسلحين وحملة بوارق ورايات الجهاد الإسلامي والسرايا وكتائب الأقصى كما أطلقت هتافات تطالب بالانتقام والرد السريع على جريمة الاغتيال.

        وقد أبّن مفتي محافظة نابلس الشيخ أحمد شوباش الشهيد، معدداً مناقب الشهداء عند الله وداعياً للسير على خطاهم. وقال إن للشهيد منزلة عظمى عند الله نظراً للدرجة التي اختير لأجلها.

        وقال تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني إن جريمة اغتيال «أبو العدس» تثبت هشاشة اتفاقات التهدئة كما أنها تحرج الموقعين عليها وتعتبرها لا جدوى منها في ظل الاستهداف اليومي للمقاومين والمواطن العادي عبر الاعتقالات وتكثيف الحواجز.

        ووجّه حسام أبو العدس شقيق الشهيد وهو عضو قيادة فتح في مخيم بلاطة الشكر لكل من شارك في التشييع وعبّر عن تضامنه مع الأسرة في مصابها الجلل. وقد أعلن عن فتح باب العزاء في الشهيد في قاعة الشهيد جمال منصور بمركز شباب مخيم بلاطة لمدة 3 أيام.



        السرايا ترد

        استهداف قوة صهيونية قرب رفح

        أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ظهر يوم الجمعة، مسؤوليتها عن إطلاق النار باتجاه قوة خاصة صهيونية كانت تحاول التوغل باتجاه معبر رفح جنوب قطاع غزة، كما أعلنت السرايا مسؤوليتها عن استهداف عدد من جنود الاحتلال بقذيفة «آر.بي.جي» شرق رفح.

        وقالت سرايا القدس في بيان صدر عنها: «أنه وبحمد الله توفيقه تمكن المجاهدون الأبطال من سرايا القدس من إمطار قوة صهيونية راجلة بالرصاص بعد محاولتها التسلل باتجاه معبر رفح جنوب قطاع غزة».

        كما أكدت سرايا القدس أنها تمكنت ظهر الجمعة من استهداف تجمع لجنود الاحتلال بقذيفة «آر.بي.جي» شرق رفح.

        3 إصابات في قصف لـ«سديروت»

        وأصيب ثلاثة مستوطنين بجراح وصفت بالطفيفة، في قصف نفذته سرايا القدس، على مغتصبة «سديروت».

        وكانت سرايا القدس قد أعلنت في بيان لها مسؤوليتها عن إطلاق ثلاثة صواريخ قدسية « على «سديروت».

        وقالت مصادر صهيونية إن صاروخاً سقط في إحدى الحارات في سديروت وأصابت شظاياه المستوطنين بجراح نقلوا على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج.

        هذا وأكدت سرايا القدس بأن عملية القصف جاءت جاء رداً على اغتيال رائد أبو العدس القيادي في سرايا القدس في نابلس، وتأكيداً على خيار الجهاد والمقاومة.
        السماء الزرقاء تنتصر

        تعليق


        • #5

          الاستشهادي المجاهد محمد ذياب

          منفذ عملية حاجز عناب العسكري



          الشهيد المجاهد : محمد عمر زياد ذياب

          العمر : 24 عاماً

          السكن : كفر راعي - جنين

          الوضع العائلي : أعزب

          تاريخ الاستشهاد : 12/7/2007

          كيفية الاستشهاد : منفّذ الهجوم الاستشهادي على حاجز عناب العسكري قرب طولكرم



          الشهيد في سطور

          الشهيد المجاهد «محمد عمر زياد»، يبلغ من العمر 24 ربيعاً، من سكان بلدة كفر راعي قضاء جنين، والشهيد هو أحد مجاهدي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.. الشهيد «محمد زياد» رفيق الاستشهاديين، وعاشق الشهادة، أبى إلا أن يلتحق برفاقه الشهداء على طريق الحق والنور، وكانت روحاً توّاقة إلى الشهادة، حتى نالها.



          وعد أمه وبرّ بعهده

          أصرّت والدة الشهيد «محمد عمر زياد ذياب» أن تشارك في حمل نعشه في لحظات الوداع الأخيرة وهو يغادر منزلها في بلدة كفر راعي فكتمت أحزانها وحبست دموعها وأطلقت الزغاريد وهي تدعوا الله أن يتقبله شهيداً، وحملت مع رفاق دربه نعشه وأصرّت على مرافقتهم في المسيرة الحاشدة التي لم تشهد كفر راعي لها مثيلاً في تاريخها حتى إيواءه الثرى وهي تواصل الدعاء والتضرّع لله أن يحقق أمنيته التي جاهد في سبيلها حتى النَّفَس الأخير.

          وفي بيتها المتواضع الذي تزيّن بصور الشهيد التي وزّعها رفاقه في سرايا القدس جلست الوالدة تتحدث بفخر واعتزاز عن حياة ابنها ملبية وصيته في منع البكاء وتوزيع الحلوى والتمر ورفض تقبّل التعازي واستقبال المهنئين، وقالت الوالدة خيرية يوسف أسعد ذياب: «إنني فخورة بابني الذي حمل راية الجهاد منذ صغره وجاهد من أجل شعبه وقضيته وتمنى الشهادة وجاهد حتى اصطفاه الله شهيداً لقد رفض الزواج عندما عرضته عليه عدة مرات خاصة وأنه ابني البكر وكلما كنت أقول له أريد أن أفرح بزفافك وأرى أحفادي كان يقول اصبري يا أمي لا زال الوقت مبكراً ولكن سيكون لي عرس لن تنسيه وفي إحدى المرات قلت له بصراحة يا محمد أنت لا تريد التعليم ولا الزواج فما هدفك أريد أن أفرح بك فقال لا تتسرعي يا أمي بإذن الله سأقدم لك شهادة تفتخري بها مدى الحياة وهي أحسن من كل شهادات المدارس والجامعات لأنها ستكون أبدية وخالدة» وتضيف: «لم أكن أعلم أنه يتحدث عن الشهادة رغم أني شعرت أنه لا يريد الدنيا كما قال في وصيته وها هو يبرّ بعهده ووعده ويمنحنا.. يمنح عائلته وشعبه ووطنه الشهادة التي سأفخر بها للأبد».

          وتقول الوالدة التي تجاوزت العقد الرابع «منذ ولادته في عام 1984 كان محمد مختلفاً عن أخوته وأبناء جيله وحتى عندما كان يلعب وهو ابن 6 سنوات فإن لعبته المفضلة السلاح وتمثيل الجيش والمقاومة وكان يتحدث عن الجهاد دوماً وكرهه للمحتل الإسرائيلي وكنت أشعر دوماً أن حياته ومستقبله مختلف وأطالع في عينيه وكلماته ملامح الحب لوطنه والإيمان بالتضحية والاستعداد للجود في النفس وبدا ذلك خلال رحلة اعتقاله ومطاردته فقد عاش مجاهداً مخلصاً مناضلاً في سبيل وطنه وشعبه».

          وتقول والدته محمد كان شاباً طيباً مؤمناً مجاهداً ويحب وطنه والشهداء وعلمت من رفاقه أنه كان في السجن يكتب الشعر ووصايا الشهداء ويحتفظ بصور الشهداء وكان إماماً في المصلين كنت أشعر في كثير من الأحيان أنه ليس ابني فقط أنه ابن فلسطين وابن الجهاد الإسلامي وأنا اعتز بابني حياً مجاهداً وشهيداً في سبيل الله..



          الوالد: كان محمد معطاءً مخلصاً

          أما الوالد عمر صلاح ذياب (50عاماً) فقال: «محمد ابني البكر وعندما رزقنا به فرحنا كثيراً ولكن نشأته وسيرة حياته كانت تختلف عن باقي الشباب وكان مصلي وحافظ القرآن الكريم ويؤدي قيام الليل ويصوم يوم الاثنين والخميس وكان يعطي دروس ومحاضرات في المدرسة ورمضان وكان معطاءً مخلصاً يخدم أهل بلده مما جعله يحظى باحترام وتقدير الجميع، وخلال دراسته برزت عليه ملامح الانتماء لقضية شعبه وكان نشيط في الفعاليات المقاومة للاحتلال بشكل سري ولكن دوماً يشارك في المواجهات والمسيرات، كما كان طالباً متميزاً في مدرسته وبعد نجاحه في الثانوية العامة التحق بجامعة القدس المفتوحة ولكن بعد يومين من دراسته أصبح مطارداً لقوات الاحتلال».

          ويقول والده: «تميّز محمد بالعمل الصادق والمخلص والنضال ضد الاحتلال وقد انخرط كما يقول رفاقه في حركة الجهاد الإسلامي بشكل سري وكان من أبرز الناشطين والمتحمسين لمقاومة الاحتلال الذي اعتقله في (9/4/2004) يوم سقوط بغداد حيث اقتحموا منزلنا وقاموا باعتقاله ونقله للتحقيق والتعذيب ثم حوكم بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف بدعوى الانتماء للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي سرايا القدس، وأمضى فترة محكوميته متنقلاً بين سجون مجدو والنقب وبئر السبع ولكن في رحلة الاعتقال تميّز بمعنوياته العالية ومواصلة نشاطه ضد الاحتلال وخلال زياراته كان دوماً يشجعنا ويرفع معنوياتنا فلم يكن يهاب المحتل وكان حريص على استغلال كل لحظة لبث الوعي في صفوف رفاقه وتحريضهم على الاحتلال وتشجيعهم على مقاومته».



          المطاردة

          في تاريخ (13/8/2006) أفرج عن محمد بعد انتهاء محكوميته ولكن بعد فترة وجيزة ـ يقول والده ـ أصبح مطارداً. ففي (6/3/2007) اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا كانت الساعة الواحدة فجراً وطلبوا محمد وتكررت المداهمات والضغوط والتهديدات وفي إحدى المرات قالوا لي إذا لم يسلّم نفسه سنهدم منزلكم، ويضيف «فشلت كمائن الاحتلال في اعتقال محمد وفي إحدى المرات أرغموني على الحضور لمعسكر الاحتلال في سالم وهددوني بتصفيته إذا لم يسلّم نفسه فقلت لهم لا أعرف مكانه ومحمد يرفض الاستسلام».



          لقاء الشهادة

          رفض محمد الخضوع للضغوط ـ يقول رفاقه في سرايا القدس ـ، وواصل مسيرة الجهاد والتضحية وقاد مجموعات سرايا القدس في عملياتها الجريئة ضد الاحتلال في منطقته فكان مجاهداً وشجاعاً وبطلاً دوماً يتقدم الصفوف ويحضّ رفاقه على الصمود والجهاد والتحدي، ويتحدث بعزة وإباء عن دور سرايا القدس في الدفاع عن شعبنا ومقاومة الاحتلال، كان يرفض الاستسلام أو نزع سلاح المقاومة ويقول الشهادة أو النصر، إن أبناء سرايا القدس جنود معركة فلسطين المغتصبة وعلينا أن نؤمن بالشهادة أو النصر، دائماً يطلب الشهادة ويصلي لله ويدعوا له أن يصطفيه شهيداً في معركة ويقول: أتمنى الشهادة في مواجهة المحتل وبإذن الله لن أقابل وجه الله إلا شهيداً في معركة.

          استمرّ محمد في معركته ـ يقول والده ـ وواصل الاحتلال ملاحقته حتى حرمنا من مشاهدته ويمكن القول إني لم أشاهده لمدة شهرين قبل استشهاده بسبب كمائن الاحتلال وتهديداته وكان أملي ان أراه وأعانقه ولم يتسنى لي ذلك إلا بعد استشهاده فكان لقائي الأول به بعد طول غياب في الثلاجة فعانقته وقبلته وقلت فوق رأسه رفض الزواج واختار الشهادة والجنة فاللهم تقبله شهيدا فلطلما طلبت منه الزواج ولكنه كان يرفض ويقول الجهاد أولاً والشهادة أولاً وبحمد لله كانت شهادته مباركة ويوم استشهاده يوماً حافلاً ومميزاً ونحن فخورين به ولا يسعنا إلا القول هذه أمنيته واللهم اجعلنا من الصابرين.



          العناق الأخير

          وكوالده فإن الوالدة الصابرة حرمت عناق ابنها قبيل استشهاده لأربعة شهور ولكن قبل تنفيذ عمليته بأيام تقول زارني محمد وكان المرة الأولى التي أشاهدها فيها منذ شهور والأخيرة في هذه الحياة وتضيف لا توجد كلمات تصف تلك اللحظات كانت الساعة الواحدة ظهراً عندما دخل محمد كان متخف بزي امرأة ويرتدي جلباباً لمنع عملاء الاحتلال الذين يرصدون منزلنا من كشفه عانقني وتعانقنا لربع ساعة وأنا أقبّله وأشمّ رائحته وبعدما تفقّد المنزل وأخوته، جلس معي ربع ساعة اطمئن فيها على أوضاعنا كانت معنوياته عالية والابتسامة لم تفارق وجهه فشخصيته قوية وأبلغته أن الاحتلال يستهدفه وصادروا صوره وطلب مني الصبر والإيمان وعدم الحزن والدعاء لله لأن يحقق حلمه فقبّلته وقلت له الله يحميك ويحقق أمنيتك ولن نسلمك فشدّ على يداي وعانقني حتى الباب وقال لي إن شاء الله نلتقي في الفردوس الأعلى ثم اختفى ولكن قلبي لم يهدأ أو يرتاح وشعرت أنها المرة الأخيرة، ويوم استشهاده قال لي أحد أشقاءه أنه خلال وجوده في المنزل همس بإذنه وأوصاه قائلاً عندما أستشهد قل لأمي أن لا تبكي علي وتفرح بزفافي وحفظت وصيته وعهده رغم أني في البداية بكيت.



          كرامات الشهادة

          فور تلقيها الخبر انطلقت «أم محمد» مع عائلتها للمستشفى كانت الساعة الواحدة فجراً ومع ذلك تقول صممت على مشاهدته ووصلت للثلاجة وعانقته وقبّلته بحب وشعرت أنه فتح عينه الشمال ونزلت دمعة ووقفت في خده وهذه من كرامات الشهيد فشعرت بفرحة كبيرة لأني شعرت أن «محمد» فرح مني لأننا لم نبكِ وعندما أحضروه للبيت زغردت له وحملت نعشه وكانت حمامة بيضاء ترفرف فوق المسجد ولحقتهم بدفنه وأقول اليوم نحمد الله على هذه الشهادة التي أكرمه الله بها كان طلبها وتمناها خاصة وأن قوات الاحتلال قامت باغتيال جميع أصدقاءه ورفاقه الذين كانوا معه في سجنه الشهيد زياد ملايشة والشهيد محمود نزال لذلك فإن محمد لم يتأخر في الرد وتنفيذ عملية الثأر لرفيقيه في السجن والجهاد ملايشة ونزال.





          عملية بطولية

          مساء الخميس (12/6)، شدّ الشهيد ««محمد عمر زياد» رحاله وحزم أمتعته، لم يكن يحمل من المتاع الكثير، بندقية من سلاح أتوماتيكي من طراز «كلاشينكوف»، وبعض من الطلقات، هي كل ما كان يحتاجه الشهيد المجاهد، ليصل إلى ما تصبوا إليه نفسه.. ليحقق أمنيته، وليلتحق بركب من سبقه من قبله من الشهداء..

          وما إن وصل الشهيد إلى المكان المحدد الذي خطط لتنفيذ عملياته فيه، على حاجز عناب العسكري الصهيوني قرب طولكرم، حتى ترجّل مسرعاً من سيارته وقام بإطلاق النار من سلاحه الـ«كلاشينكوف» باتجاه جنود الاحتلال مباشرةً ما أدى إلى إلحاقه إصابات مباشرة بين صفوفهم، وبقي قابضاً على الزناد يوزّع الموت والرعب بين صفوف الجنود الصهاينة إلى أن تمّت إصابته بشكل مباشر ومن ثم ارتقائه إلى العلا شهيداً..

          ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف والمواطنين من نقل الشهيد من مكانه، حيث قاموا بنقله بعد ذلك وتسليمه للارتباط العسكري في المحافظة.

          واعترف راديو جيش الاحتلال بوقوع الهجوم الاستشهادي ضد جنوده بالقرب من الحاجز العسكري، مبيناً أن قوات الجيش وجدت بحوزة الشهيد ثلاثة أحزمة ناسفة.
          السماء الزرقاء تنتصر

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            وصية الاستشهادي محمد عمر ذياب



            الحمد لله الذي شرّفنا أن نحيا على أرض الجهاد والاستشهاد.. أرض الرباط والتحدي ونصلي ونسلّم على من صلى بالأنبياء في القدس الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم..

            أهلنا الأحبة.. سلام قولاً من ربّ رحيم.. سلام عليكم وأنتم تقفون بصدوركم العارية تتحدون آلة القهر والدمار فحياكم الله يا أهل الجهاد في بلاد الجهاد وإياكم وغرور الدنيا فالموت قادم.. قادم... فلتكن قتلاً في سبيل الله... أرضكم السليبة ما زالت تشتكي والقدس ما زالت سليبة فدافعوا عن أرضكم لا تنسوا صرخات الأسرى والأسيرات والجهاد فريضة عليكم يا أهل فلسطين والله ستقفون أمام الله وستسألون عن ترككم الفريضة الغائبة فالدين الإسلامي غير مقتصر على الصلاة والصوم والقيام إنما كان قوام هذا الدين كتاباً يهدي وسيفاً ينصر كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله فالجهاد الجهاد يا عشاق الجهاد والله لو تعلمون فضل الشهادة ما قعدتكم عن الجهاد ولذهبتم كالريح لتلاقوا أعداء الله.. فالرسول صلى الله عليه وسلّم يقول: «لوددت أن أغزوا في سبيل الله فأقتل ثم أغزوا فاقتل ثم أغزوا فأقتل». إذا كان رسول الله يتمنى أن يقتل في سبيل الله وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فماذا تقولون أنتم يا من غرقتم في بحر الشهوات والآثام وتركتم الصلاة وسرتم في طريق الظلمات... أما المنافقون وهم الخونة والجواسيس وخاصة من يسيرون الآن في الجنازة أقول لكم لعنكم الله، لعنكم الله، لعنكم الله. ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً أيها الأنجاس إذا كنا نعرفكم في الدنيا سنعرفكم في الآخرة.. والله إنها قريبة.. قريبة يا ويلكم.. يا ويلكم.. من العزيز الجبار...

            أما المتخاذلون الذين أرادوا أن يخدموا الاحتلال من أجل القليل من الشواكل فليكتب على جبينهم العار في الدنيا والآخرة..

            أهلنا الأحبة: أقول لكم الجهاد... الجهاد التقوى والتقوى ولا تتبعوا السياسة والحكام الخائنين الذين يصافحون الأيدي التي تقتلنا ليلاً نهاراً وتلاحق المجاهدين بتهم باطلة مثلهم فوالله ستندمون على تجسسكم على حرمات الناس. وهنيئاً لمن عرف الغاية التي من أجلها خلق ومن أجلها يدافع وعلى شرفها عاش وقتل.. فالجهاد الجهاد..

            ولست أرى الحياة سوى جهاد ومن يحيا الحياة هو السعيد

            لفدوة واحداً لله خير من الدنيا وما جمع العبيد

            فما الدنيا والحياة الذليلة فوا الذي رفع السماوات ومدّ الأرض لا تساوي جناح بعوضة.

            فسيروا إلى الله مجاهدين ملبّين لبيك الله بأشلائنا... لبيك الله بجهادنا.. لبيك الله بدمائنا...

            فلنقرع جماجم اليهود ولنسافر بها إلى الجنة... وأخيراً أرجوا أن تسامحوني وأن تتبعوا السنّة المطهّرة بحيث لا تضعوا الورود والأكاليل على قبري وأن يكون مستوياً ولا يرفع ولا يبنى فخير هادي محمد صلى الله عليه وسلّم وأوصي أن ينزلني على القبر الشيخ عمار عزت يحيى والشيخ أبو علاء (سامي الفنون) وأن ترضوا عني وتقولون «نحتسبه شهيداً والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً»..

            اللهم تقبلني وارزقني أعلى درجات الشهداء وصبّر أهلي وأحبتي على الفراق.. قتلي حياة الجيل فليرخص دمي ولتعلم الدنيا علو منانا... والملتقى الجنة إن شاء الله.



            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            ابنكم / محمد عمر ذياب – كفر راعي ـ جنين
            السماء الزرقاء تنتصر

            تعليق


            • #7


              الشهيد القائد إياد محمد نايف الحردان

              أمير المجاهدين وفارس الفرسان



              الشهيد المجاهد: إياد محمد الحردان

              العمر: 27 عاماً

              السكن: جنين

              المستوى الدراسي: طالب جامعي

              الوضع العائلي : متزوج

              تاريخ الاستشهاد: 5/4/2001

              كيفية الاستشهاد: اغتيل بتفخيخ هاتف عمومي



              اثنا عشر عاما على الالتحاق بتنظيم الجهاد الإسلامي، عاشها شهيدا مع وقف التنفيذ إلى أن جاء الموعد في 5-4-2001 يوم الخميس الساعة الثانية وعشر دقائق عبر هاتف عمومي مزروع بعبوات الموت والغدر،كان إياد قد اعتاد التردد عليه لقربه من مبنى المقاطعة في جنين حيث كان يُحتجز، وبعد نصف دقيقة من وضعه لبطاقة الهاتف دوى انفجار كبير ظن البعض أن مقر الأمن الوطني في جنين قد تعرض لقصف صهيوني،وبعد أن تلاشى الدخان تُكتشف جثة إياد، حيث تسبب الانفجار بإصابته إصابة بالغة في جسده، أدت إلي بقر بطنه وصدره وحرق يديه واستشهاده على الفور.

              اغتيال حردان قائد سرايا القدس في جنين استقبل بالغضب والاستياء الشديد، ففي جامعة النجاح الوطنية قامت الجماعة الإسلامية وهي الحركة الطلابية المنبثقة عن تنظيم الجهاد الإسلامي بتنظيم حفل تأبيني ضخم للشهيدين إياد حردان ومحمد عبد العال، هنأ فيها الدكتور رمضان عبد الله شلح -الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي - الشهيدين على نيل شرف الشهادة، معوّلا على الجيل الجديد الذي فهم المعادلة وقال: "إن كل قطرة دم سالت من إياد الحردان - محمد عبد العال - أنور حمران - إبراهيم بني عودة - حسين عبيات وكل شهداء شعبنا، ستنبت جيلا وسيلا من المقاتلين والمجاهدين الأطهار، وأضاف مؤكدا على خيار الانتفاضة الحتمي: "أن الانتفاضة المباركة والمقاومة الباسلة التي تشعلونها اليوم بدمائكم وأرواحكم وسواعدكم وبنادقكم، ليست ورقة في سوق المساومات، أو المفاوضات، إنها تعبير عن إرادة شعب وإرادة أمة، إنها خيار الشعب الذي يبذل فيه المهج والأرواح.. إنها الخيار الحتمي والواجب الإلهي بعد أن سقط وهم التسوية الكاذب".

              وعبر د. شلّح عن استيائه من اللقاءات الأمنية الفلسطينية الإسرائيلية: " كونوا على ثقة أن كل الحوارات وكل اللقاءات السرية والعلنية التي يجريها البعض مع العدو ستصل إلى طريق مسدود.. إنهم يحاولون أحداث شرخ وثغرة في الصف الفلسطيني وفي جدار الانتفاضة بالمناورات، والمراوغات والحوارات بينما طائراتهم ودباباتهم تصب جحيمها ونارها وموتها على رؤوس شعبنا الأعزل لا تفرق بين أحد منه ولا تستثني أحدا ".

              وهنأت الكتلة الإسلامية في كلمتها الجهاد الإسلامي على استشهاد المقدم إياد حردان قائد سرايا القدس، وتوعدت في كلمتها الكيان الصهيوني بالانتقام و"بردّ الصاع صاعين "في إشارة الى عمليات استشهادية قادمة.

              وحسب مصادر إسرائيلية يعتبر إياد حردان (27 عاما ) المطلوب رقم واحد للمخابرات الإسرائيلية منذ ثماني سنوات وتحمله مسؤولية عمليات الجهاد الإسلامي منذ أربع سنوات ضد الكيان الصهيوني.وتنسب المخابرات الإسرائيلية إلى حردان قيامه بالتخطيط وإعداد المتفجرات للعمليات العسكرية الموجعة، التي استهدفت العمق الإسرائيلي والتي أدت أحداها إلى قتل ابن كهانا وزوجته قبل أشهر قليلة.



              قائد عشاق الشهادة في 15 من عمره

              عندما بدأ إياد رحلته في تنظيم الجهاد الإسلامي الذي يهدف إلى اجتثاث الكيان الصهيوني من أرض فلسطين كان لا يتجاوز ال15 من عمره فهو بموجب القوانين الدولية يعتبر طفلا لكن هذا الطفل كان يخفي خلفه رجلا اعتبره الشهيد عصام براهمة من أنجب تلامذته.

              وراهن براهمة على حردان متعهدا إياه بالتدريب والإعداد المتميز قبل أن يفضي الأول شهيدا خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال. وانضم إياد بهذا العمر الى مجموعة عشاق الشهادة الجناح العسكري لحركة الجهاد وبدأ أول عملية له والتي سيتبعها سجل حافل بالعمليات الجريئة والنوعية.



              عملية مستوطنة مابودوتان:

              تمكن حردان من التسلل الى المستوطنة "مابودوتان" الواقعة قرب مسقط رأسه عرّابة، في السادس من تشرين لأول عام 91 م، وتمكن من اختطاف سيارة وقطعة سلاح من نوع عوزي من داخل المستوطنة سلمها لأستاذه الشهيد عصام براهمة. تسارعت الأحداث بعدها ليتمكن اياد من قيادة المجموعة نفسها التي استهدفت عدة منشآت إسرائيلية من ضمنها وضع عبوة ناسفة على شارع المستوطنة المذكورة مما أدى الى حرق سيارة أحد الضباط وإصابته بجروح خطرة، اعتقل إياد على أثرها تعرض لتحقيق قاس وحوكم بالسجن مدة ثلاث سنوات.

              عملية بدية

              في عام 1995 خرج شهيدنا من السجن ليرأس خلية عسكرية مسلحة مكونة من( محمود العارضة، أمجد العارضة، وسعيد لحلوح) والتي قتلت ضابطاً في الشرطة وزوجته تمكنت قوات الاحتلال على أثرها من اعتقال أفراد الخلية بعد كمين نصب لهم وهم في طريقهم لقيام بهجوم مسلح على أحد التجمعات الإسرائيلية وتم توقيف اياد من قبل السلطة الفلسطينية لمدة 6 أشهر.



              عملية محناه يهودا:

              في عام 1997 بدأ الشهيدان إياد و أنور حمران رفيق دربه، والذي اغتيل في 11-12-200_ أثناء خروجه من جامعة القدس المفتوحة في نابلس_ بتجهيز استشهاديين للقيام بعملية داخل التجمعات الإسرائيلية، حيث جند الشهيد حمران الاستشهاديين ( سليمان طحاينة، ويوسف الزغير) وقام إياد بالتخطيط وإعداد المتفجرات للعملية التي نفذت في سوق محنا يهودا في القدس في أيلول عام 1998 والتي أدت إلى إصابة أكثر من 24 إسرائيلي حسب اعتراف الجهات الإسرائيلية واستشهاد منفذي العملية.



              إياد والاعتقال السياسي

              اعتقل إياد على اثر هذه العملية من قبل السلطة الفلسطينية في سجن أريحا بحجة حمايته من الاغتيال، وبعد 11 شهرا من الاعتقال تمكن من الهرب من داخل السجن مع اثنين من زملائه، أُعيد اعتقاله بعدها بثلاثة أسابيع إلى سجن أريحا و مكث فيه خمسة أشهر، انتقل بعدها إلى سجن الظاهرية في الخليل، حيث تعرض لأقسى أنواع التعذيب الجسدي مما تسبب له بآلام في الظهر نتيجة شبحه لساعات طويلة ظل يعاني منها حتى آخر أيامه حسب ما أكدت والدته.

              مع بداية عام 2000 أنتقل إلى سجن الجنيد في نابلس، وأُفرج عنه كباقي السجناء بسبب أحداث انتفاضة الأقصى ذلك بعد تهديد الجهات االإسرائيلية له بالقصف ولاحقا أُعيد اعتقال 14 مطلوبا سياسيا كان إياد من بينهم حيث اعتقل في سجن جنين المركزي منذ ذلك الوقت إلى أن استشهد على بعد مترين من مقر الأمن الوطني الفلسطيني، حيث تحفظت عليه السلطة الفلسطينية خوفا عليه من الاغتيال على حد تعبيرها.



              لماذا الآن ؟؟

              قال المحلل العسكري للقناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي "يهود يعاري" في سؤال عن الخطر الذي بدأ يشكله حردان في لقاء تلا استشهاده بساعات أن الشهيد بدأ بنسج علاقات مع بقية التنظيمات العسكرية الفلسطينية وخاصة التابعة لحركة حماس وحركة فتح، وأن الهدف من هذه العلاقات القيام بعمليات عسكرية واسعة ومما سهل هذا التنسيق كون إياد شخصية تتمتع بالاحترام والقبول لدى جميع الأنظمة والاتجاهات الوطنية.



              في وداع القائد

              لم تشهد مدينة جنين القسام موكبا مهيبا للتشيع كالذي أقامته لوداع القائد المميز ابنها البار إياد الحردان، فقد خرجت جموع المشيعين من نساء ورجال أطفال وشيوخ ترفع أكفهم الجثمان الطاهر إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه عرّابة، فقد قدر عدد الجماهير المحتشدة لوداع القائد بعشرات الآلاف، وذكر شهود عيان أن مدينة جنين لم تشهد حدثا أو مسيرة مشابهة لجنازة الحردان التي كان أولها في مخيم جنين وآخرها في وسط المدينة.

              وقد أقيم في وسط المدينة مهرجانا تأبينياً استهل بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء تحية للشهيد، وقد ألقى الدكتور رمضان عبد الله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي كلمة عبر الهاتف قال فيها:" إن إياد ابن الجهاد الذي التحق بحركة الجهاد الإسلامي وهو ابن الحادية عشرة من عمره، حين كان طفلا في عمر الورد، ولكن بصلابة الصخر في أحراش يعبد، أخي إياد أيها القائد المحمدي الأصيل … أناديك باسمك يا صانع الرجال، لماذا ترجلت أيها القائد، أناديك أنت وكل إخوانك الأبطال يا إياد الحردان، وأنور حمران، وأسامة التركمان، ومحمد عبد العال. لماذا ترحلون سريعا هكذا يا اخوتي والطريق الى القدس بعد طويل.

              و عبر د. رمضان عن ما يجيش في قلب كل فلسطيني في كلمات وداع مؤثرة، فهكذا يودع الأمين العام أحد أبنائه … يودعه بكلمات تنزف وتبكي حزنا على إياد فيقول: "قم يا اياد.. قم لتمسح عن قلوبنا أوساخ الدنيا وهمومها وعذاباتها... قم لتمحو بدمك أكاذيب السلام الفخخ...

              قم وانبعث فينا من جديد لتسقي أحفاد القردة والخنازير بسيف "السرايا" كؤوس المنايا... قم أيها القائد العملاق لتثبت للجميع أن الشهداء لا يموتون... انهم يعودون انفجارا ولهيبا يحرق الأعداء... قم يا إياد حتى يعرف الجميع أن الشهداء يبنون كل ما يهدمه الآخرون...
              السماء الزرقاء تنتصر

              تعليق


              • #8


                الشهيد أنور محمود محمد حمران

                قائداً ... ومطارداً... وشهيداً



                الشهيد المجاهد: أنور محمود محمد حمران

                العمر: 28 عاماً

                الوضع العائلي: متزوج وله ثلاثة أطفال

                السكن: قرية عرابة جنين

                تاريخ الاستشهاد: 11/12/2000

                كيفية الاستشهاد: عملية اغتيال (إطلاق 19 رصاصة من نوع 800)



                كان الشهيد أنور حمران اصلب من أن يهادن أو يساوم في دنياه و حتى الرصاصة التي حملته إلى حلمه الجميل و هو الشهادة في سبيل الله... وهو الذي لم ينقطع عن الجهاد منذ صغره.. فكان احد بناة النواة الصلبة للجهاد الإسلامي.. فقد كانت سطور حياته تتلألأ بأنوار وأنواع جهاده و تصديه للعدو بشتى الوسائل الممكنة الأمر الذي عرضه للسجن مرات عدة.. لم يتهاون و لم يهادن.. شعاره الجهاد.. الجهاد فقط.. وكان يقول علموا أولادكم حب التراب.. فان حب التراب من حب الوطن ..ومن كلامه أيضاً "أيها الصاعدون بالأمة من القوة الكامنة إلى الفعل المعجز..ومن الجهاد و المقاومة إلى الحرية لنسجل بسلاح الإرادة والاستشهاد تاريخ الأمة الحقيقي ضد التاريخ المزيف "وقال "اطمئنوا أيها الأحرار.. سيأتي يوم نذاكر فيه كتاب الحرية بعنف و تسمع فيه كل الدنيا نشيد الشهادة ما دام فينا "جرح الشقاقي" النازف لن يهدأ لنا بال إلا ببحر من دماء القاتل ووصى في كلماته الأخيرة "دماء الشهيد تناديكم.. الثبات الثبات.. الجهاد الجهاد.. المقاومة المقاومة.. و لسان حالكم يجيبهم لن يسقط من أيدينا علم الأحرار المشرع.. لن يخرج من أيدينا من يستسلم أو يخضع.

                هذا هو الشهيد أنور حمران.. تكلم فأحسن الكلام.. صمت فأحسن الصمت.. روى التراب بدمه ليلقى وجه ربه راضيا .



                بداية المشوار

                أنور محمود احمد حمران.. من مواليد عرابة بتاريخ (21/7/1972 م)، في بلدة عرابة قضاء جنين.. نشأ في أسرة محافظة بسيطة مكونة من ثلاث أخوات وأخ واحد وكان الشهيد أنور الأخ الأكبر.. التحق بمدارس البلدة و عندما اندلعت الانتفاضة الأولى كان عمر الشهيد لا يتجاوز الخامسة عشرة فكان من الرعيل الأول الذين قامت بدايات حركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين على أيديهم مع الشهيد إياد حردان و الشهيد سفيان عارضة وغيرهم، و عندما أتم الدراسة الثانوية توجه إلى الأردن ليلتحق بكلية الصيدلة و لم يتم دراسته هناك حيث أبعده النظام الأردني قبل تقديم الامتحانات الأخيرة للحصول على شهادة التخصص "مساعد صيدلة" حيث شكل حلقة وصل بين الداخل و الخارج.. وفي طريق العودة إلى ارض الوطن اعتقلت سلطات الاحتلال الشهيد أنور على الجسر وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف وكان الشهيد قد تزوج في الأردن من ابنة عم له وأنجب ثلاثة أطفال (صابرين 6 سنوات، صهيب 4 سنوات، همام 3 سنوات) وكان قد قضى ست سنوات في ثلاث فترات سجن وعندما خرج الشهيد أنور من السجن عام (1996 م) عمل مراسلا لجريدة الاستقلال التي تصدرها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين و كان يعمل في مكتب في مدينة جنين لهذا الغرض..تعرض لعدة عمليات اعتقال لدى أجهزة السلطة الفلسطينية لفترة أكثر من عامين متنقلا بين سجون جنين وأريحا ونابلس حيث غدا مطلوبا لأجهزة الأمن بعد عملية محني يهودا عام (1998م) وأصبح اسمه يتردد على قائمة المطلوبين.. ولهذه الأسباب آثر الشهيد أنور أن يسكن وعائلته في مدينة نابلس حيث عمل في مكتب صغير أمام مبنى الجامعة التي التحق بالدراسة بها وهي جامعة القدس المفتوحة _ نابلس.

                واصل الشهيد أنور نشاطاته من داخل السجن حيث أعاد تشكيل مجموعات جهادية نفذت إحداها العديد من العمليات قرب بلدة عرابة أدت إلى إصابات محققة في صفوف الجنود و الضباط والمستوطنين.

                و للشهيد أنور حمران الشرف في توفير الأجواء للانطلاقة المباركة لسرايا القدس في شمال الضفة و له الشرف الكبير في عملية محني يهودا الاستشهادية في أيام اوسلو السوداء حيث أصيب 24 صهيونياً، و يقف الشهيد أنور وراء عدة عمليات تفجير وتنظيم عسكري والشهيد أنور حمران احد قادة الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.. وهو الذي لم ينقطع عن الجهاد منذ صغره.. فكان احد بناة النواة الصلبة للجهاد في الشعب المجاهد.. فقد كانت سطور حياته تتلألأ بأنوار وأنواع جهاده وتصديه للعدو بشتى الوسائل الممكنة الأمر الذي عرضه للسجن مرات عدة.. لم يتهاون و لم يهادن..

                شعاره الجهاد.. والجهاد فقط.. وكان الشهيد أنور احد قادة حركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين لمدة عامين.. (1997 م) و(1998 م) وفي أعقاب عملية القدس الاستشهادية بتاريخ (7/11/1998 م) حيث استشهد فيها مجاهدان من حركة الجهاد وادعت أجهزة الأمن الصهيونية ضلوع الشهيد أنور بها و وقوفه ورائها تم اعتقال الشهيد أنور من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية في سجن الجنيد ـ نابلس في أعقابها، و قبل استشهاده بشهرين أفرجت السلطة عن الشهيد ليعود إلى الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة في نابلس و قام بافتتاح مكتبه الصغير أمام مبنى الجامعة لبيع القرطاسية و تصوير الوثائق، و في صباح يوم (11/12/2000م) قام الشهيد بوداع والدته التي حضرت من البلدة لزيارته في شهر رمضان المبارك، و خرج الشهيد إلى الحرم الجامعي مع زوجته، وعند الساعة الواحدة و النصف تقريبا وأثناء خروجه من حرم الجامعة وعلى مرأى من زملائه وسائقي سيارات الأجرة والأطفال الذين اعتراهم الخوف والرعب الشديد لمنظر الجريمة انهمر وابل من الرصاص الذي كان مصدره نقطة قوات الاحتلال التي ترابط فوق الجبل المقابل للجامعة "جبل جرزيم" على الشهيد.. اثنتان وعشرون طلقة تسعة عشر منها اخترقت جسده لترتفع روحه الطاهرة على الفور لخالقها معلنة استشهاده.. تسعة وعشرون وساما زينت جسده و كأن العدو تسلى أثناء إطلاق النار على الجسد الميت !!

                هكذا استشهد.. عملية إعدام ميدانية.. فكانت علامة حقيقية لبني صهيون وعلى تلك النواة الصلبة التي أبوا إلا تدميرها.. ولكن كان الشهيد اصلب من أن يهادن أو يساوم في دنياه وحتى الرصاصة التي حملته إلى حلمه الجميل و هو الشهادة في سبيل الله...

                الشهيد أنور اسم يتردد عندما نذكر اسم السرايا و الجهاد.. هذا الشاب الذي قضى (28 عاماً) جهاداً و دعوة.. منذ الطفولة عرف الإيمان قلبه، نشأ و ترعرع في المسجد الشمالي في بلدته عرابة.. عرفته جدران المسجد.. طريقه التي الفته كل صباح ومساء.. كان داعية ونعم الداعية.. شابا طاهرا كما عرفه الجميع.. أتقن تلاوة القرآن الكريم.. أحب المطالعة والشعر وأتقن الكتابة وألقى الخطابات في المناسبات العديدة.. ذاك هو الشهيد أنور حمران.. إنسان بمعنى الكلمة عرفه البعيد والقريب.. أحبوه لمواقفه الإنسانية.. لم يبخل حتى بدمه فقد يذكر أهله موقفا يحضرهم حيث كان الشهيد أنور يحمل فصيلة دم نوع (O- ) و قرأ مرة أن مريضا بحاجة للتبرع بدم نوع (O-) فذهب للمستشفى وتبرع بدمه لوجه الله تعالى.. و عندما انتهى أهل المريض من أخذ الدم تركوه نائما وذهبوا!!.. فلما أفاق نظر إلى جانبه فلم يجد أحداً.. فتبسم. أجل.. فذلك رضاء الله تعالى.

                كان الشهيد أنور لا يبخل على احد طلب منه المساعدة.. فقد كان يعطف كثيرا على كل من سأله مساعدة مادية أو معنوية.. وكان لهم جار مصاب بإعاقة عطف عليه الشهيد فما كان منه إلا الزيارة الدائمة و كان يطعمه بيديه.

                أما زملاؤه في السجن فله معهم الكثير من الذكريات بإيثارهم على نفسه مكن دعم نفسي وتضامن مع مواقفهم فكان نعم الزميل والأخ المخلص لإخوانه المعتقلين.



                أما ذكرياته فهي جميلة مع كل من عرفه

                - كتب كثيرا من الخطب لزملائه لحسن ثقافته و فكره.

                - أجمل ما تذكر زوجته و أولاده في إجازات العيد عندما سمحت له السلطة بزيارة أهله حيث خرج من السجن مع زوجته و أولاده إلى منتزه في مدينة نابلس وكأنه يحاول أن يعوضهم عن غربته فكان موقفا لا يوصف لأنهم اجتمعوا بأبيهم بعد فراق.

                - في عام (1996 م) عندما أفرج عنه من سجون الاحتلال دخل على والدته وإخوانه كأنه الطائر الذي خرج من القفص بفرح يوصف وقبّل أيدي والديه وعانق أخواته وأخوه..فهي سعادة يعجز اللسان والقلم عن وصفها.

                - أما ابنته صابرين فتضيف : عندما كان والدي يحضر لي هدية كان يقول لي "أغمضي عينيك ثم ترين".. فكم أحن إلى هذا الموقف من والدي الحنون.

                - والدة الشهيد أنور تقول: اذكره بموقف يتردد على ذاكرتي دوماً.. فقد كان كلما يراني يقبل يدي قائلاً "رضاك يا أمي".



                فهذا هو الشهيد أنور حمران.. تكلم بالدم فقال على مر السنين

                1- علموا أولادكم حب التراب.. فإن حب التراب من حب الوطن ..

                2- أيها الصاعدون بالأمة من القوة الكامنة إلى الفعل المعجز..و من الجهاد و المقاومة إلى الحرية لتسجل بسلاح الإرادة والاستشهاد تاريخ الأمة الحقيقي ضد التاريخ المزيف.

                3- اطمئنوا أيها الأحرار.. سيأتي يوم نذاكر فيه كتاب الحرية بعنف و تسمع فيه كل الدنيا نشيد الشهادة ما دام فينا "جرح الشقاقي" النازف لن يهدأ لنا بال إلا ببحر من دماء القاتل.

                4- سنمضي ونقتحم الآفاق وتكون دماؤنا تبدد هذا الظلام و ناراً تحرق الأعداء.

                ووصى في وصيته الأخيرة:

                5- دماء الشهيد تناديكم.. الثبات الثبات.. الجهاد الجهاد.. المقاومة المقاومة. ولسان حالكم يجيبهم لن يسقط من أيدينا علم الأحرار المشرع.. لن يخرج من أيدينا من يستسلم أو يخضع.

                هذا هو الشهيد أنور حمران.. تكلم فأحسن الكلام.. صمت فأحسن الصمت.. روى التراب بدمه ليلقى وجه ربه راضيا.. نال الشهادة كما طلبها في كل صلاة صلاها بصدق ودون تردد.. فكان من أوائل القادة الذين اغتالهم العدو في انتفاضة الأقصى.. نعم الابن البار بوالديه ونعم الأخ

                العطوف الحنون.. كان نعم الأب الحاني لأولاده و نعم الزوج..



                تكلمت زوجته فقالت في سطور

                هو الابن البار الحنون والأخ المعطاء القدوة لإخوانه.. وكان الزوج الذي لا تجد مثله.. غالبا ابكيه دوما لحنانه ووعيه.. ولكنني افتخر بزوجي لأنه شهيد أحب الله فأحبه.. اختار الشهادة بصدق.. هيأني بطريقة غير مباشرة لفراق ملقاه الجنة بإذن الله.. اسأل الله أن يكون شفيعا لنا في الآخرة.
                السماء الزرقاء تنتصر

                تعليق


                • #9


                  الشهيد القائد محمود عرفات الخواجا

                  إرادة كالفولاذ وصلابة كالجبال



                  الشهيد المجاهد: محمود عرفات الخواجا

                  العمر: 35 عاماً

                  السكن: مخيم الشاطئ

                  المستوى الدراسي: دراسات عليا ـ الجامعة الإسلامية

                  الوضع العائلي: متزوج ولديه خمسة أطفال

                  تاريخ الاستشهاد: 22/06/1995

                  كيفية الاستشهاد: عملية اغتيال



                  في مخيم البطولة.. مخيم الشاطئ.. ولد الشهيد محمود عرفات الخواجا في السابع والعشرين من شهر يناير لعام 1960، وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط نشأ وترعرع في أحضان أسرته التي هاجرت من قرية حمامة في العام 1948، ليستقر بها المقام في مخيم الشاطئ، ولتعيش كما الآلاف من الأسر الفلسطينية حياة ملؤها الألم والمعاناة لغربتها عن موطنها الأصلي في ظل الأوضاع الجديدة للاجئين الفلسطينيين.

                  وما إن تفتحت عينا الشهيد على الحياة حتى كان الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة في العام 1967 ليشهد رفض والده العودة على عمله في الشرطة في ظل الاحتلال وكذلك استشهاد عمه، فينشأ الشهيد على الإباء والرفض وتفضيل حياة البؤس والشقاء يتغذى منذ نعومة أظفاره على كراهية الاحتلال.

                  التحق الشهيد بالجمعية الإسلامية بمخيم الشاطئ والتي كان يرأسها في حينه الأستاذ: خليل القوقا، والذي أبعدته سلطات الاحتلال في بداية الانتفاضة ـ فتربى الشهيد في مقتبل عمره على مبادئ الإسلام العظيم وعشق تلاوة القرآن الكريم، مما كان له الأثر في التحاقه بالجامعة الإسلامية مؤثراً ذلك على السفر للخارج حيث حصل الشهيد على قبول في كلية الطب في كل من ألمانيا والجزائر، وهكذا يكبر الشهيد ويكبر معه حبه للعلم والوطن، فتشهد ساحة الجامعة جانباً من عطائه للإسلام ونضاله ضد الاحتلال ونتيجة لعطائه ونشاطه الطلابي أصبح الشهيد عضواً في مجلس طلاب الجامعة... مما يسر له ولزملائه أداء فريضة الحج لذلك العام.



                  انتماؤه ومشواره الجهادي

                  ومع بداية ظهور الأفكار الجهادية والثورية في قطاع غزة على يد المفكر الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي. كان الشهيد محمود من أوائل الذي آمنوا بتلك الأفكار وتشبعوا بذلك الطرح الجهادي، فأصبح الشهيد عضواً بارزاً في حركة الجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية في الجامعة والتي ترأس قائمتها في انتخابات مجلس الطلبة بعد ذلك.

                  وعلى إثر نشاطه الطلابي ومشاركته الفاعلة اعتقل الشهيد للمرة الأولى لمدة شهر على يد قوات الاحتلال مع زملاء آخرين بتهمة حرق العلمين الإسرائيلي والأمريكي في الدعاية الإعلامية لانتخابات مجلس طلاب الجامعة الإسلامية.

                  ولم يتوقف عطاء الشهيد على نشاطه داخل الجامعة بل امتد إلى مخيمه حيث نشأ فشارك في العديد من نشاطات الشباب المسلم في المساجد ولدوره الطليعي والبارز في نشر الفكرة الإسلامية والوعي الثوري اعتقل الشهيد مع مجموعة من إخوانه في العالم 1983م، ليقضي في السجن خمسة أشهر بتهمة التحريض ضد الاحتلال ونشر كتيبات تدعو إلى تدمير إسرائيل.

                  وقد ترك السجن أثراُ بالغاً في نفسية الشهيد الذي تربى على الإيمان وحب الوطن والجهاد في سبيل الله، ذلك السجن الذي شهد اعتقال أبيه وأخيه من قبل.

                  فخرج الشهيد من السجن وكله إصرار على مواصلة الجهاد ضد العدو بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وواصل الشهيد جهاده ونضاله فحاول الحصول على السلاح والمتفجرات، وكان له ذلك، ولكنه ما لبث أن اعتقل ليقضي مدة محكوميته البالغة أربع سنوات متنقلاً في سجون الاحتلال وكان من نصيب والده أن أعتقل ستة أشهر في القضية نفسها.

                  وفيما بعد وسيراً على طريق الجهاد والنضال اعتقل الشهيد إدارياً لمدة ستة أشهر ليشكل ذلك الاعتقال الخامس في حياة الشهيد في ظل الاحتلال.

                  وكما العشرات من مجاهدي ومناضلي شعبنا اعتقل الشهيد مرتين على يد سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود. تلك الاعتقالات التي تشهدها الساحة الفلسطينية إثر العمليات الإستشهادية التي ينفذها المجاهدون المسلمون.



                  علاقاته الاجتماعية

                  كان الشهيد ابن مخيمه وقليلون هم الذي لا يعرفون الشهيد في حياته، فقد عرفه الطلاب في الجامعة على مقاعد الدراسة، وعرفه الأشبال في ساحات المساجد، كما عرفه أبناء مخيمه آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، وقد كان الشهيد ذا علاقات واسعة مع الكثيرين من أبناء شعبه على اختلاف توجهاتهم السياسية.

                  وقد حرص الشهيد دوماً أن يسود مخيمه الوئام والوفاق بين الفصائل العاملة على الساحة، لذلك شارك لعدة مرات في لجان الإصلاح وتسوية النزاعات بين الفصائل في ظل الانتفاضة.

                  كما عُرف الشهيد بحبه للمستضعفين وخدمة الجماهير، فكان متواضعاً ومتفانياً في عمله في وكالة الغوث، وكان الصوت الهادر ضد الظلم والإجحاف عندما قامت الوكالة بفصل 25 عاملاً من عمالها، تصدر للدفاع عن حقهم في العمل وواصل جهوده إلى أن عادوا لعملهم بفضل الله.



                  حبه للعلم

                  عرف الشهيد بتفوقه الدراسي وحبه للعلم فبعد حصوله على الإجازة العالية «الليسانس» من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية ـ وبعد خروجه من المعتقل ورغم التزاماته الأسرية ـ التحق الشهيد ببرنامج الدراسات العليا وحصل في العام 1993 على «دبلوم عام التربية».



                  حبه للرياضة

                  تعلق الشهيد بالرياضة منذ كان شبلاً في الجمعية الإسلامية ومارس الرياضة في نادي الشاطئ الرياضي وخاصة رياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال. ولشدة حبه لها وتعلقه بها حرص على اقتناء أدواتها من ثم افتتح صالة رياضية لتدريب الناشئة وفيما بعد خصص الجزء الأسفل من بيته لهذا الغرض.

                  حبه للشهادة والشهداء

                  لقد كان شهيدنا البطل طوال حياته مجاهداً في سبيل الله، محباً للشهادة وكان يرجو الله دائماً أن يرزقه الشهادة في سبيله، ولشدة حبه للشهداء فقد جعل اسم طفله الرضيع «علي» تيمناً بالشهيد المجاهد علي العيماوي، وقد رزق الشهيد بخمسة أطفال أكبرهم مريم أحد عشر عاماً وشيماء ونعيمة وعرفات وأصغرهم علي والذي بلغ خمسة وثلاثين يوماً، يوم استشهاد والده.



                  استشهاده

                  ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ صدق الله العظيم.

                  عُرف الشهيد منذ ريعان شبابه بانتمائه (لحركة الجهاد الإسلامي). وفي السنوات الأخيرة وربما العام 1993م عمل الشهيد مع الجهاز العسكري (لحركة الجهاد). ذلك الجهاز الذي استطاع وخلال فترة وجيزة نسبياً تسجيل إنجازات هامة عبر عملياته العسكرية النوعية، خاصة تلك العمليات الإستشهادية الأولى من نوعها في تاريخ النضال والجهاد الفلسطيني، ولا غرو في ذلك (فالجهاد الإسلامي) دوماً طليعي متفرد.

                  ومنذ ذلك الحين وأجهزة الأمن الصهيونية تحاول إجهاض ذلك العمل البطولي عبر العديد من الإجراءات ومن بينها اغتيال أولئك الفرسان القابضين على الجمر والذين أقضوا مضاجع بني صهيون وحققوا توازن الرعب مع الكيان الغاصب للقدس.



                  إرهاصات الشهادة

                  وكأنه على موعد مع الشهادة فقبل استشهاده بأيام قليلة اصطحب أولاده لزيارة مقبرة الشهداء. وفي البيت طلب من زوجته أن ترافقه لزيارة الشهداء كل يوم خميس، وفي اليوم الأخير قبل استشهاده توجه الشهيد على غير العادة لزيارة العديد من أقربائه وكذلك أهله واخوته، وفي صباح يوم اغتياله أخبر زوجته أنه رأى في المنام ثلاثة مقنعين يطاردونه.

                  وفي صباح يوم الخميس 24 من المحرم 1416هـ الموافق 22 من يونيو 1995م حيث الشهيد متوجهاً لعمله، امتدت يد الغدر والخيانة لتصيب ذلك الفارس برصاصات غادرة، وتأكيداً للدور الموسادي في عملية الاغتيال، حلقت طائرة عسكرية إسرائيلية فوق المخيم ما يقارب نصف ساعة قبل اغتياله وحتى الساعة العاشرة صباحاً تقريباً، فيما كان المجرمون الثلاثة ينسلون من سيارة بيجو 404 ليصوبوا نيران أسلحتهم الحاقدة والكاتمة للصوت باتجاه بطلنا المجاهد.

                  لقد ترك الشهيد ذكرى طيبة في نفوس من عرفوه وخاصة أولئك الذي ظنوا أن الشهيد قد ابتعد عن الخيار الأمل حيث كان منعكفاً على نفسه ومبتعداً عن كل ما يتعلق بالجهاد الإسلامي من نشاطات، رغم أنه كان يقترب أكثر فأكثر من قلب العمل العسكري حاملاً روحه على كفه منتظراً الشهادة في كل لحظة، وقد عُلم بعد استشهاده أنه كان من القيادات العسكرية الهامة في حركته.

                  وهكذا ينضم شهيد جديد إلى قافلة الشهداء.. مجاهدي فلسطين.. وعاشقي القضية القدس.. ودوماً سيبقى المجاهدون شوكة في حلق بني صهيون ومن والاهم ولن تستطيع يد الغدر والخيانة أن تنال من صمودهم وإصرارهم.

                  ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾ صدق الله العظيم.



                  هكذا تم اغتيال الشهيد

                  كانت المخابرات الصهيونية تحمل الشكوك لمحمود لدوره الريادي السابق في حركة الجهاد الإسلامي، وكذلك لعلاقاته بالعديد من مطاردي «قسم» الذي شوهدوا عنده في البيت أو يترددون عليه، وهذا ما دعى المخابرات إلى تكثيف المراقبة عليه لاكتشاف الدور الحقيقي الذي يقوم به، فكان أن تم تكليف أحد عملائهم بمتابعة ورصد تحركاته...

                  جهاز الأمن الوقائي في غزة من خلال الرصد وجمع المعلومات ومتابعة خيوط قضية اغتياله تمكن مؤخراً من اعتقال عميل خطير له الضلع والدور الأساسي في اغتيال الشهيد القائد وقد جاء اعتقال هذا العميل مفاجئاً لسكان مخيم الشاطئ ولكل من عرفه.

                  العميل (م.ش) جار وقريب الشهيد وليس له سجل تاريخي مشين أمام الناس، سقط في وحل العمالة ـ حسب اعترافه ـ في عام 1982 على يد ضابط المنطقة (أبو ضومر) ومارس دوره الخياني حتى تم اعتقاله قبل حوالي الشهرين فقط.

                  العميل يبلغ من العمر الآن حوالي 52 عاماً ميسور الحال مادياً، كما أنه يلقى قبولاً واحتراماً مجتمعياً نظراً لأساليب التخفية التي يتبعها، فقد كان محافظاً على الصلوات في المسجد، ولا يبخل بمساعدة أي محتاج، وهو إنسان اجتماعي لبق يتزاور مع الناس ويتودد إليهم!!

                  في البداية أمرته المخابرات الصهيونية برصد تحركات المناضلين في منطقة بمعسكر الشاطئ، فكان يجمع المعلومات عن الجميع وبلا استثناء، وبعد بروز القوى الإسلامية المجاهدة «قسم» الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على الساحة، طلبت المخابرات الصهيونية من العميل (م) مراقبة الشهيد محمود ومتابعة تحركاته ورصد من يزوره ويتردد عليه.. كما تم تزويده بجهاز «سلكوم» ليوصل من خلاله المعلومات الأمنية والاستخبارية إلى الضابط المسؤول عنه مباشرة أولاً بأول..

                  وبحكم القرابة بين العميل والشهيد إضافة إلى الجوار فقد كان يتردد على بيت الشهيد بكثرة وفي أوقات متقاربة، وفي إحدى المرات دخل البيت بلا استئذان وحاول الدخول إلى غرفة كان يجلس فيها بعض المجاهدين، ومعهم اسلحتهم، فما كان من محمود إلا أن دفعه خارجاً بعنف وأغلق الباب في وجهه..

                  الترقب المتزايد من العميل جعل محمود يتوجس منه خيفة ويحذر منه وبات متأكداً من أن (م) إنسان عميل خصوصاً بعد أن كان يقوم بتفحص السيارات التي كان شقيق محمود يتاجر فيها، ويدقق بها النظر كالباحث عن دليل لشيء.

                  كان (م) يراقب محمود والمترددين عليه ويقوم بنقل أوصافهم للمخابرات الصهيونية، وبعد فترة من المراقبة طلب الضابط الصهيوني منه أن يتفرغ لمتابعة محمود تماماً وأن يدقق في متابعة تحركاته وساعات خروجه ودخوله بالضبط.

                  وقبل حادث الاغتيال بعشرة أيام خضع العميل (م) لدورة مكثفة في الرسم الهندسي «الكروكي» وطلب منه ضابط المخابرات أن يرسم الشوارع التي تحيط بمحمود ومنطقة عمله بالتفصيل.. كما طلب منه أن يلازم مراقبة محمود بصورة أكثف وأدق..

                  عندما قتلوا محمود...

                  كالعادة.. توجه محمود إلى عمله بعد صلاة الفجر... استيقظ من نومه مبتهجاً وأخبر زوجته برؤيا رآها في المنام بأن ثلاثة أشخاص أطلقوا عليه النار فاستشهد.. وودع زوجته وخرج..

                  كان خط سير الشهيد محدداً ومعروفاً، يخرج من بيته إلى مكان عمله في ساعة لا تتغير وخط سير لا يتغير.. كان العميل (م) بالمرصاد يرصد ويتابع الشهيد من شرفة منزله.. ويوصل المعلومات أولاً بأول عبر جهاز سلكوم أعطاه له ضابط المخابرات.. محمود خرج من البيت.. محمود يعبر الشارع... محمود يصل إلى مكان عمله... وهكذا حتى غاب محمود عن بصره، ثم دخل إلى غرفته ليتناول طعام الإفطار..!!

                  وحسب الاعترافات التي أدلى بها العميل قد خرج مثله كباقي الناس على الأصوات التي تعالت في المخيم أن محمود قد اغتيل.. وأنكر العميل في التحقيق معرفته بفرقة الاغتيال أو مشاركته به، أو حتى سماعه لصوت الرصاص الذي أطلق على محمود..



                  تفاصيل الاغتيال

                  كان الاغتيال قد تم حسب شهود العيان بين الساعة السادسة والنصف والسابعة صباحاً من يوم 22/6/1995م، كانت الشوارع خالية إلا من عدد قليل جداً من المارة أغلبهم من طلبة التوجيهي الذين كانوا متوجهين لتأدية امتحان في مدرسة قريبة من هناك.

                  ومن بين شهود العيان سيدة طلبت عدم ذكر اسمها قالت «كنت على سطح البيت في لحظة اغتيال أبو عرفات وشاهدت سيارة بيجو 404 لونها ما بين الأزرق الخفيف والبيج، نزلوا من منحدر الشارع بسرعة كبيرة باتجاه محمود ولم يكونوا ملثمين أطلق أحدهم رصاصة من خلف محمود، ثم ترجلوا من السيارة وحاول محمود أن يضربهم بالعربة التي كان يقودها، ولكنهم عاجلوه برصاصات أخر من مسدسات كواتم للصوت، ليسقط مضرجاً بالدم وتنطلق السيارة بأقصى سرعة».

                  سيدة أخرى رأت محمود بعد إطلاق النار عليه، قالت: «كان ابني الطفل خارج البيت عندما سمعت طلقات مكتومة، وجاء الطفل يجري مذعوراً ويصرخ قتلوا محمود... قتلوا محمود... فخرجت لأرى محمود مكوماً على الرصيف غارقاً في دمائه، وخرج زوجي ليحمل محمود وينقله برفقة آخرين إلى المستشفى في سيارته.. ويتابع الشاهد الذي حمل محمود وضعت يداي تحت رأس محمود لأحمله، فإذا بأصابعي تدخل في جمجمته بعد أن فجر الرصاص رأسه من الخلف، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة حين حملناه إلى السيارة وانطلقنا به إلى المستشفى، وقبل أن نصل تنفس محمود نفساً عميقاً ثم فارق الدنيا إلى الآخرة، وترك الأرض إلى السماء... فيما تبعثرت أجزاء من رأسه على فرش السيارة.

                  يقول أحد اخوة محمود: كان رحمه الله بعد استشهاده مصاباً بتسع رصاصات اخترقت أحداها الرأس ما بين الحاجبين، والثانية أسفل عينه فيما اخترقت الثالثة رقبته، وتوزعت باقي الرصاصات في صدره.

                  وارتقى الشهيد إلى العلا بعد أن لبى نداء ربه بأداء الواجب، فكان نبراساً يضيء وشعلة لا تنطفئ، تقتبس منه الأجيال لتواصل السير على دربه والجهاد في الله حق جهاده.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء.

                  المجد والخلود لك يا محمود...

                  المجد للشهداء من قبلك ومن بعدك

                  المجد للمخيم الذي صنع توازن الرعب
                  السماء الزرقاء تنتصر

                  تعليق


                  • #10
                    كم هي الذكريات الحزينة التي يحملها لنا شهر حزيران بين طيات أيامه، ذكريات أثقلت كاهلنا منذ خمسة وثلاثين عاماً، ففي الخامس من الشهر نفسه لعام (1967 م) سقطت القدس بأيدي الصهاينة، ومعها فقدنا بوصلة تفكيرنا ولازلنا نعيش آثارها حتى يومنا الحاضر، وفي الثاني والعشرين من شهر حزيران نفسه ارتحل عنا فارس آخر ورمز من رموز الحركة الإسلامية «المجاهدة» وأحد مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والذي كرّس جل حياته للعمل الفدائي المنظم، ألا وهو الشهيد القائد (محمود الخواجا).

                    لقد ارتقى شهيدنا القائد إلى علياء السماء مع النبيين والصديقين والشهداء بإذن الله تعالى، ولكنه باقٍ بيننا بفكره المتقدم وعمله اللافت والمميز، لقد كان الشهيد القائد رجلاً واحداً وضع أمة كاملة وجيلاً كاملاً ومدرسة عسكرية فريدة رغم قلة الإمكانيات والعدة، ولكنه قدم لنا الأجمل والأروع في أعماله الجهادية لا تزال محل دراسة في كبرى المؤسسات العسكرية، قدم شهيدنا القائد كل الممكن رغم المستحيل وحقق لهذه الحركة تاريخاً عسكرياً نفخر به جميعاً، ومن منا ينسى رائعته المزدوجة في مفترق بيت ليد وعملية كسوفيم (مفترق المطاحن) الشهيد خالد الخطيب وعشرات العمليات الأخرى التي لا يمكن لنا أن نحصرها في سطور قليلة.

                    سيدنا وقائدنا (أبو عرفات) نلتمس منك العذر في أعماق ذكراك التي لن ننساها... أبداً ما دامت حركة الجهاد الإسلامي..



                    كلمة الجماعة الإسلامية في الذكرى السنوية السابعة

                    لاستشهاد القائد محمود عرفات الخواجا (أبو عرفات)

                    مجاهداً مخلصاً عرفناك.. فارساً مقداماً لا تهاب الأعداء.. جريئاً في قول الحق.. لا تخاف في الله لومة لائم.. صارخاً بما تراه حقاً وصواباً.. منطلقاً من إيمانك والإخلاص يشملك قولاً وعملاً..

                    أكدت صمودك في وجه الجلاد في العام (1983 م) وكنت قدوة لإخوانك المجاهدين في صلابتك وعريكتك التي لا تلين.

                    مجاهداً معطاء.. أفنيت عمرك في خدمة الإسلام.. متواصلاً في العطاء للدعوة والجهاد بالكلمة والبندقية.. آمراً بالمعروف عرفك مخيمك الصامد.. مربياً للأشبال في ساحات المساجد.. طليعياً رائداً في جامعتك ومع أصدقائك.. متفوقاً في دراسته محباً للعلم ولعلوم الشريعة أشد حباً.

                    تحمل في نفسك طاقة الإيمان المتوقد.. متحمساً للجهاد... مؤمناً بأفكاره وصدق رؤاه.. واعياً مدركاً لخطورة الاختيار... تتمنى الشهادة... وتعمل بلا كلل.. في السر والعلن.. ظن الكثيرون أنك تبتعد عن الخيار الأمل... في الوقت الذي كنت فيه تقترب أكثر فأكثر.. عرفك الجهاد الإسلامي عضواً فاعلاً ومسؤولاً ملتزماً وقائداً عسكرياً فذاً وشجاعاً.

                    وها هو قدرنا أن تفارقنا فجأة كما كل الشهداء فهنيئاً لك الشهادة يا شهيدنا المجاهد.

                    الجماعة الإسلامية

                    الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين



                    أفرجت سلطات الاحتلال عن ابنها (حسن)... فيما بقي (ياسر) معتقلاً

                    الحاجة (نعيمة الخواجا): نصف قلبي لا يزال معتقلاً في سجون الاحتلال...



                    قالت والدة الشهيد محمود الخواجا قائد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بمناسبة إطلاق سراح أحد أبنائها من سجون العدو الصهيوني أنه منذ استشهاد محمود لم تدخل الفرحة الحقيقة قلبها وبقي طيف الشهيد محمود يرفرف على جميع أفراد العائلة.

                    فلم تشعر الحاجة نعيمة الخواجا (60 عاماً) من مخيم الشاطئ بمدينة غزة بفرحة كاملة لخروج ابنها (حسن) من سجن نفحة، بعد أن أمضى خلف القضبان سبع سنوات.

                    وقالت بحزن: فرحتي ناقصة، ما زال نصف قلبي يخضع للاعتقال في سجن الاحتلال، في إشارة واضحة إلى ابنها (ياسر) المعتقل في سجن بئر السبع.

                    وأضافت: «جميل أن يخرج من السجن، وبخاصة إنني لم أشاهده منذ ثلاث سنوات بسبب منعي من زيارته تحت مبررات أمنية، ولكني أريد رؤية ابني الآخر (ياسر)».

                    وكانت قوات الاحتلال اعتقلت ياسر (27 عاماً)، في العام (1992) بعد إقدامه على طعن عدة جنود في غزة خلال الانتفاضة الأولى، واعتقلت بعد نحو عام شقيه حسن (22 عاماً) عندما كان عائداً من الجزائر بعد أن أنهى دراسة الطب.

                    وأصدرت قوات الاحتلال حكماً بسجن (ياسر) لمدة (15 عاماً) كما أصدرت حكماً بالسجن لمدة سبعة أعوام على شقيقه حسن.

                    وتقول: عندما جاء موعد الإفراج عن حسن شعرت بالفرحة لأنه سيتخلص من العذاب داخل السجن، ولهذا بكرت في الذهاب إلى معبر (إيريز) مع بعض الأهل والأقارب لاستقباله.

                    وتابعت: عندما رأيته قادماً لم أصدق نفسي، شعرت أنه فقد أكثر من نصف وزنه.

                    وفي مخيم الشاطئ احتفلت عائلة الخواجا بخروج (حسن) من السجن، في مظاهر فرح بسيطة، خاصة وأنه خرج لرعاية أبناء أخيه الشهيد (محمود) الذين فقدوا أباهم عام 1995، كما تقول الحاجة (نعيمة).

                    يشار إلى أن قوات الاحتلال اغتالت محمود الخواجا العام (1995) بتهمة ترؤسه لخلايا عسكرية عملت ضد قوات الاحتلال في غزة، واتهمت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال باغتيال أحد قادتها لدوره البارز في النضال العسكري والسياسي.

                    ومنذ ذلك الوقت يرفرف طيف الشهيد (محمود) على جميع أفراد العائلة.

                    وتقول الوالدة: عشنا أياماً صعبة للغاية، ومنذ استشهاد (محمود) لم تدخل الفرحة الحقيقية قلبي.

                    ويوم (27/08/2002) ذهب الحاجة (نعيمة الخواجا) إلى مبنى اللجنة الدولة للصليب الأحمر، للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال مثلما كانت تفعل منذ العام (1997)، ولكن هذه المرة حملت معها الحلوى لتوزعها على باقي أهالي الأسرى وتتمنى لهم معانقة أبنائهم في وقت قريب.

                    وقالت وهي تتقبل التهاني بخروج ابنها «عقبال عندكم الفرحة» إن شاء الله بخروجهم جميعاً من السجن.

                    وأطرقت حزينة ومسحت دمعتين سالتا على وجنتيها، قبل أن تطرق إلى الأرض مستغرقة في التفكير، وربما في ابنها الآخر القابع في السجن.

                    وبعد فترة عادت تقول: أشعر أنهم (الأسرى) أبنائي لا فرق هنا، الألم والخوف على أبنائنا وأزواجنا داخل السجن يوحدنا جميعاً.

                    وكانت قوات الاحتلال رفضت السماح لابنها (حسن) بوداع شقيقه ياسر بسبب وجود الأخير في زنازين العزل في سجن بئر السبع.

                    وقالت الحاجة (نعيمة الخواجا): لم يسمحوا لحسن أن يقول لأخيه كلمات الوداع المعروفة في مثل هذا الوقت، ولهذا لم أطمئنه على (ياسر) لأنني ممنوعة من زيارته منذ عدة سنوات.

                    وأضافت: «إذا بقي ياسر في السجن لمدة خمس سنوات هي بقية حكمه البالغ 15 عاماً فإنني قد لا أتمكن من مشاهدته».

                    وتؤكد أن قوات الاحتلال تمنع كافة أفراد العائلة من زيارة (ياسر) تحت حجج أمنية واهية.

                    وقالت: ماذا تفعل عجوز كبيرة مثلي لأمن دولة الاحتلال.

                    وتصر الحاجة (نعيمة الخواجا) على مواصلة التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال قائلة: هذه مسألة مصيرية لا يمكن المساومة عليها، لن يمنعن من القدوم مع الأسرى سوى الموت أو المرض الشديد.

                    جريدة الأيام الفلسطينية

                    الأربعاء الموافق 28/8/2002 م
                    السماء الزرقاء تنتصر

                    تعليق


                    • #11
                      ملف خاص عن الشهيد القائد

                      محمود الخواجا في الذكرى الثامنة لاستشهاده:

                      الشهادة غضب الروح وانفجار الدم المتوشح رايات المجد والبطولة..



                      ما أصعب الحديث عنك يا أبا عرفات.. يا فارساً جاء في أصعب الأوقات.. وما أجمل ذاك الاختيار من المعلم الفارس الدكتور فتحي الشقاقي عندما جعلك من المقربين إليه ورشحك لتكون قائداً لكتلة المستقلين والتي عرفت فيما بعد بالجماعة الإسلامية.. فكنت عند حسن ظن المعلم الفارس بك.. وكنت عند حسن ظن كل من عرفك وتعامل معك.

                      كأننا نراك الآن ونحن نتذكرك على أرض الجامعة الإسلامية بغزة.. تنافس وتحاور بكل ثقة وثبات وعزم لا يلين.. وكنت بكل تفاني وروعة تنظر لهذا الخيار ولم يكن معك إلا قلة تخشى أن يتخطفها الناس.. ولكن كان لحضورك مع هذه القلة رهبة وهيبة فكنت مثالاً للمؤمن القوي بكل ما تحمل هذه العبارة من معاني ودلالات.

                      لم يكن أمام من يراك أو يسمعك إلا خيار واحد.. هو أن يحبك ويتأثر بك.. فكم كنت متواضعاً تحمل الهم الإسلامي بكل جوانحك.. كنت تنظر للعمل الجهادي على أنه رسالة ومهمة تنبع من الضمير والوجدان وليس وظيفة.. وكان لا يهمك إلا أن يرضى عنك المولى عز وجل وأن ترى حركة الجهاد الإسلامي ـ التي بدأت بقلة مميزة ونوعية_ تكبر وتتنامى وهي تمشي على الأشواك.. ولكن أنى لها أن تنحني أو تنكسر طالما فيها قائداً فذاً كمحمود الخواجا..

                      محمود الخواجا.. أبو عرفات الذي قدم الواجب على الإمكان ولم يلتفت ولو للحظة لمكانة أو منصب.. ولم يتطلع (للبريستيج) والمكانة الاجتماعية .. كان يعطي ويقدم بكل إيمان وعنفوان ويوفر لقمة العيش لأسرته من عرق جبينه ومن عمل لا يهم ما هو شكله و(بريستيجه).. المهم أنه شريف ومرضي الله عز وجل وبعيد عن الحرام والشبهة.

                      وفيما كان يظن البعض أن تبعات العمل الجهادي ربما تكون قد أثرت فيه وأبعدته قليلاً عن الميدان.. إذا به ومعه أخوة آخرون يشكلون جهاز (قسم) الذي أربك العدو الصهيوني وزلزل كيانه في انتفاضة عام 1987م الكبرى.. وكان بذلك يجمع بين العمل السياسي والعسكري بشكل رائع ليس له مثيل..

                      تنطلق الرصاصات الجبانة بأيدي عميلة لتغتال هذا القائد الفذ والشجاع.. ففي الثاني والعشرين من حزيران في عام 1995م كانت الدنيا تهتز لفراق هذا الفارس الذي أضاء الطريق للأجيال القادمة.. وباستشهاده أصبحت الحركة أكثر قوة وعنفواناً.. صحيح أن غياب محمود خسارة للعمل الجهادي والفكرة والمشروع ولكن دمه أعطى طاقة جديدة لتقدم هذا المشروع.. ولم تمض خمسة شهور حتى تصل ذات الرصاصات الآثمة والغادرة لتطال مؤسس وقائد حركة الجهاد الإسلامي ومؤسس هذا المشروع ألا وهو الدكتور فتحي الشقاقي في السادس والعشرين من أكتوبر في نفس العام 1995م فتتلاقى الدماء الطاهرة الزكية ببعضها لتعطي مزيداً من الرسوخ والعظمة والشموخ..

                      وهكذا قدمت الحركة في نفس الفترة ثلاثة قادة عظام من خيرة أبنائها: هانـي عابـد )أبو معاذ) ومحمـود الخواجـا (أبو عرفات) والمعلم الفارس أروع ظاهرة فكرية معاصرة في وقت كان البعض يتوسم خيراً فيما تمخض عن مدريد وأوسلو وما تلاها من اتفاقيات..

                      فسلاماً على هؤلاء القادة العظام وسلاماً لك يا "أبا عرفات" في الآمنين والمجد لك ولسان حالك يقول دوماً:

                      معلقٌ على مشانق الصباح

                      ورقبتـي بالمـوت محنية

                      لأننـي لـم أحنهـا حيـة

                      وإلى كل الذين عرفوا أبا عرفات والتقوا به وعملوا معه وأحبوه.. تمسكوا بهذا الخيار.. وحافظوا على هذا الإرث العظيم.. احفروا صورة أبا عرفات في أعماق الذاكرة

                      وأجيبوا نداءه...

                      يا أخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين.. منحدرين عند نهاية المساء..

                      لا تخجلوا ولترفعوا عيونكم إليّ...

                      لأنكم معلقون بجانبي على مشانق القيصر..

                      فتحية لك يا أبا عرفات.. ولكل الذين ساروا على دربك الاحترام والتقدير..

                      يا صرخة مدوية إلى ما لا نهاية..
                      السماء الزرقاء تنتصر

                      تعليق


                      • #12
                        كلمة الدكتور فتحي الشقاقي... في تأبين الشهيد محمود الخواجا

                        بعد مرور أسبوع على استشهاده (1995م)



                        يا جماهير شعبنا العظيم

                        أيها المجاهدون

                        الشهداء لا يموتون، إنهم أحياءٌ يهبون لأمتهم مزيداً من الحياة والقوة. قد يلغي القتل أجسادهم الظاهرة ولكنه يستحضر معنى وجودهم مكثفاً خالصاً من نوازع الجسد وثقله، متحرراً من قيوده، ويطلقُ أرواحهم خفاقةً حيةً، مؤثرةً بحجم المعاني التي قتلوا لأجلها وهم يدافعون عنها.

                        إن دم الشهداء هو شريان الحياة لشجرة المقاومة والجهاد وشجرة الحرية، ودم محمود المسفوح هو رمزٌ لدم الشهداء الذي سيبقى يسفح حتى ينتصر على السيف، سيف بني إسرائيل وحلفائهم وأتباعهم.

                        أخي محمود، لقد سفحوا دمك لأنك كنت عقبة أمام الشيطان الأمريكي والعدو الصهيوني في إعادة تشكيل المنطقة على صورتهم وتلبية لمصالحهم، نعم هذا هو حجم محمود الخواجا الذي يجب أن تعرفوه وتعرفه كل الأمة ويعرفه رفاقه وأهله. محمود الخواجا هو الفارس الذي جعل المخيم الفقير يشكل تهديداً استراتيجياً ـ حسب تعبير رابين بعد بيت ليد ـ للدولة العبرية وللسلام الأمريكي الصهيوني المدنس. محمود الخواجا هو الذي كان يقف للموج العاتي بالمرصاد، كان يمنع موج البحر أن يكسر المخيم، وذلك بزنده وعنفوانه وروحه الوثابة، كانت غزة ـ أريحا تنضح من حوله بالقبح وأجهزة الأمن والرشاوى والجوع والفساد والوهم والموت، ووحده كان ينضح بالحياة. ورغم رصاص كاتم الصوت في صدر محمود وفي رأس محمود سيبقى وحده ينضح بالحياة، فروحه الوثابة التي أطلقها الرصاص ترحل الآن في كل اتجاه تنقر الأرواح النائمة وتوقظها لتصطف في صف الجهاد وصف الخلاص، في صف الرصاص.. سيبقى ينضح بالحياة وهو يصرخ من دمه.. أيها المجاهدون اتحدوا.. لتتكرس وحدة المجاهدين، وحدة المقاومين، وحدة الجهاد الإسلامي الذي سيبقى، رغم حجم المؤامرة وحجم الضغوط، ضمير الشعب والأمة الحي يذكرهم، بوعيه وإصراره ورصاصه، أن فلسطين محتلة وأن بيت المقدس محتل، فلا قرت أعين الجبناء، لا قرت أعين العملاء، لا قرت أعين المستسلمين.

                        يا رفاق محمود، يا إخوة محمود وأبناء محمود

                        دمه في رقبتنا أمانة، دمه في رقبتكم أمانة. لقد عرفتموه نموذجاً للتحدي وتجسيداً للعنفوان، لم يضعف يوما، لم يجبن، ولم يخف الموت، فانطلقوا على دربه للانتقام، واجعلوا من دمه اللعنة الكبرى على العدو. وسأبقى معكم أفديكم وأفدي هذا النهج المقدس بدمي وبكل ثواني عمري وجهدي الذي لن يفتر، بل سيزداد عنفواناً من عنفوانكم وعنفوان محمود وعنفوان الأمة المقموعة، ولكنها ستنهض في يوم قريب لتجعل كل ما تراكمه أميركا من مؤامرات ـ تجعله هشيماً، ليعلموا جميعاً: القتلة وأعوان القتلة، أن سلاحنا سيبقى مشرعاً. لن نلقي سلاحنا ولو بقينا فرداً واحداً، وليس من الجهاد الإسلامي من يساوم على سلاحه أو يساوم على خط الجهاد واستمراره.

                        أيها الإخوة

                        بعد أسبوع على غياب محمود نؤكد أننا مع وحدة الشعب كل الشعب، مع وطن الشعب، كل وطنه، لا ننازع أحداً منصباً أو كرسياً أو مصلحة، ننازعهم حقنا في استمرار جهادنا في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، جهادنا الذي لا توقفه السيارات المفخخة ولا كواتم الصوت ولا طغيان الأجهزة واعتقالات الفجر عند أيام الفداء.

                        المجد لك يا محمود

                        المجد للمخيم الذي صنع توازن الرعب

                        المجد للشهداء من قبلك ومن بعدك

                        حتى ترتفع راياتنا فوق كل فلسطين
                        السماء الزرقاء تنتصر

                        تعليق


                        • #13
                          الشهيد محمود الخواجا ... عنوان الفداء والبطولة

                          تربى الشهيد محمود الخواجا في بيئة الإيمان والأخلاق العالية.. في أحضان المساجد.. فعرفته جلسات المساجد القرآنية.. كما عرفته الصالة الرياضية للجمعية الإسلامية.. كان المؤمن القوي بأخلاقه، القوي بجسمه في سبيل الحق.. سيفاً مشرعاً في وجه المفسدين والمنحرفين على شاطئ البحر والمجاهرين بمعصية الإفطار في شهر رمضان المعظم. يغضب لله ويحب في الله..

                          قائداً منذ بدأ.. وملتزماً منذ نشأ.. ومحباً للجهاد منذ وعى الحياة.. كان الدكتور المعلم بالنسبة له البلسم الشافي في بحثه عن الدواء الشافي لغليله وغيظه من عدوه المحتل لأرضه والمغتصب لمقدساته. فسعى منذ البداية لحمل السلاح والجهاد في سبيل الله.. فكان أهلاً للمسؤولية ومبدعاً في العمليات الاستشهادية.. هز الكيان العبري والعالم أجمع برائعته في بيت ليد (صلاح شاكر وأنور سكر) وقد سبقها بنتساريم (هشام حمد) وأسدود (علي العماوي).

                          فحقق بذلك توازن الرعب كما أراد الدكتور المعلم الشهيد/ فتحي الشقاقي في الوقت التي اختلت فيه موازين القوى بشكل لم يسبق له مثيل.

                          اليوم تمضي يا محمود وتمر على ذكراك السنون ويبقى نهجك يا محمود ونهج حركة الجهاد الإسلامي قدوة تحتذى وعصياً على الانكسار وديمومة الثورة على طريق النصر والتحرير.



                          من مذكرات مجاهد

                          لقد ربطتني بالشهيد محمود علاقة صداقة وعلاقة عمل، ومن هنا أجد لزاماً علي أن أكتب في ذكرى الشهيد وفاء لصداقتنا التي امتدت منذ الطفولة له وعلاقة العمل التي ربطتنا معاً على طريق الجهاد والمقاومة.

                          أبدأ بالسمات الرئيسية لشخصية الشهيد "أبا عرفات" فقد كان: - يتمتع بذكاء حاد ومتفوق في دراسته، ورغم أن قراءته للمنهج الدراسي قليلة جداً حيث كنت أراجع وإياه المواد الدراسية في أواخر الفصل الدراسي إلا أنه كان يحصل على درجات عالية جداً، وقد حصل على بكالوريوس أصول الدين من الجامعة الإسلامية بتقدير امتياز.

                          - لديه سرعة في الفهم والاستيعاب.

                          - يتميز بحبه للغة العربية وخاصة النحو، لذا فقد كان حريصاً على إخراج الحروف من مخارجها، وكان ينتقي عباراته بدقة.. كلمات قليلة لكنها كبيرة المعاني.

                          - يتصف بحبه لمساعدة الناس وخاصة المحتاجين والأرامل والفقراء، وكان دائماً يحرص على مسح رأس اليتيم.

                          - كثيراً ما كان يناقش مدرسيه في قاعة الفصل في الجامعة، بل يتصدى لهم إذا ما حاولوا فرض آرائهم الخاصة على الطلبة.

                          لم تؤثر الاعتقالات المتكررة في عزيمته فلم تلن له قناة.. ولم ينحن أمام أي من العواصف.. لم يتزعزع إيمانه.. ولم يشوه فكره.. ولم يبدل تبديلاً.. وحتى عندما اعتقل في عهد السلطة الفلسطينية كان يرى أن مشروع الدكتور فتحي الشقاقي وفكره هو القادر على مواجهة الصراع وحسمه.. وأن الحرية لا تأتي جزافاً.. وبقى على قسمه الذي أخذه على نفسه منذ البداية.. لذلك أصبح رأسه كما هو هذا الخيار مطلوباً في كل الأمكنة..

                          ولكنه لم يخش على مصيره الشخصي ولم يقلق عليه بقدر ما كان يقلق ويخاف على مستقبل الفكرة والمشروع.. وبعد سلسلة مـن العمليات الجريئـة والفذة طار لها صواب العدو الصهيوني .

                          متفوهاً وخطيباً وقد ألقى مراراً الدروس في المساجد والجلسات الخاصة، وأكثر من ذلك فقد خطب الجمعة عدة مرات أيضاً وكان من المتحدثين في الجامعة إذ ترأس كتلة المستقلين أول كتلة طلابية ممثلة لحركة الجهاد الإسلامي في الجامعة الإسلامية.

                          - قوياً في الحق ويدافع عنه وينصره بلسانه ويده. وفي مجال العمل الحركي عرف الشهيد بعدة صفات منها:

                          - حرصه على السرية والكتمان، فلم يكن عنده حب الظهور أو الافتخار بل كان سعيداً أن الكثيرين يعرفون أنه مبتعد عن حركة الجهاد الإسلامي ونشاطاتها حيث كان ذلك فرصة له للإبداع في مجال العمل العسكري والعمل بصمت.

                          - حرصه على الاستماع إلى القياديين في العمل العسكري ومناقشة وجهة نظرهم بخصوص العمل ليأخذ بأصوبها.

                          - كان حريصاً على بناء الرجال، فكان تركيزه على الشباب غير المتفاعلين والذين يحملون في جنباتهم طاقات كامنة فيهتم بتفجير تلك الطاقات ويعمل على الاستفادة منها.

                          - كان معتداً بنفسه ومعتزاً برأيه لكن ذلك كان لا يوصله إلى التكبر على إخوانه أو أصدقائه.

                          - كان دقيقاً في المسألة المالية ويحاسب على الأغورة، ويهتم أن يكون الإنفاق كله لمصلحة العمل العسكري والعسكري فقط.

                          - عدم التميز عن أصدقائه والمساواة بهم، فكان لا يتميز عنهم بسلاحه رغم توفر كل شيء تحت يده.



                          جرأته وشجاعته:

                          - شارك وهو في الثانوية في التصدي للفساد على شاطئ البحر أيام شم النسيم.

                          - كان يتصدى ويتقاتل مع كل مفطر في رمضان يراه في الشارع.

                          - في سنة 1990 ـ عندما استغنت وكالة الغوث عن موظفي البطالة حيث كان موظفي بطالة في الوكالة في معظم الدوائر في الصحة والتموين والتعليم ـ قاد أبو عرفات اعتصاماً كبيراً وقوياً وناجحاً، وكان أول اعتصام ناجح ضد الوكالة، مما أرغم مدير الوكالة الأجنبي للتفاوض م
                          السماء الزرقاء تنتصر

                          تعليق


                          • #14


                            الميلاد والنشأة



                            * ولد شهيدنا الفارس المجاهد/ "فؤاد خالد أبو هاشم" "أبا صهيب" في مخيم رفح بتاريخ 8/5/1987م.

                            * نشأ شهيدنا المجاهد/ "فؤاد أبو هاشم" في أسرة بسيطة مؤمنة بالله تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، وكباقي العائلات الفلسطينية هُجِّرت عائلته من قرية "يبنا" على ساحل فلسطين المحتلة في العام 1948م، ليستقر بها المقام في قطاع غزة.

                            * يعتبر شهيدنا/ "فؤاد" الابن الثاني لوالده، وله من الأخوة ثلاثة ورابعهم سمي باسمه بعد استشهاده ليصبحوا خمسة، كما له ست أخوات.

                            * درس شهيدنا المقدام/ "فؤاد" بمدرسة ذكور رفح الابتدائية "ز" التابعة لوكالة الغوث للاجئين كما درس الإعدادية في مدرسة "جـ" الاعدادية للاجئين أيضاً، وبعدها إلتحق بمدرسة بئر السبع الثانوية للبنين فأنهى "الصف الأول الثانوي ولم يكمل الثاني الثانوي بل التحق بركب الشهداء في بداية الامتحانات النهائية للصف الثاني الثانوي



                            صفاته وعلاقته بالآخرين

                            * اتصف شهيدنا/ "فؤاد أبو هاشم" بالشجاعة وعدم الخوف، فكان لا يهاب مواجهة الأعداء وعُرف بصلابته في وجه الظالم والطاغي ومواقفه الشجاعة والنبيلة في ميادين الجهاد والمعراك، فكان يرفض بشدة الانصياع لأوامر الحامين للجنود الصهاينة من أبناء جلدتنا بل كان يتناوش معهم ليقنعهم أن الفلسطيني أشرف وأرقى من أن يكون حارس لعدوه على حدود أرضه التي سلبت منه.

                            * الخجل والحياء سمتان اتصف بهما شهيدنا المجاهد/ "فؤاد"، فكان محباً للآخرين ترتسم على وجهه ابتسامة بريئة تتواصل معه وتُظهر طيب معدنه.

                            * العناد صفة ملازمه له، إصرار على الحق الذي يعتقد، وثبات على الموقف ودفاع مستميت.

                            * علاقته بأصدقاءه علاقة ود واحترام ووفاء، كان حريصاً على مجاملتهم ومساعدتهم وعدم التقصير معهم.

                            * كان وفياً لقائده الشهيد/ "أحمد حسان" "أبا فراس" يبر بأصدقائه ويحفظ وصيته تجاههم.

                            * كان شهيدنا / "فؤاد" محباً لحركته متفانياً في خدمتها، يبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق أهدافها.

                            * كان يحب أسرته كثيراً، يهتم بدروس إخوانه، يحاول أن يوفر لهم كل ما يحتاجونه رغم عدم وجود المال وقلة الدخل المعيشي على الأسرة، كان متعلقاً جداً بأخيه محمد الذي كان يعد الأشهر، وكان دائماً ما يحمله معه في تنقلاته القريبة من البيت.

                            * ربطته علاقات الأخوة والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فشارك في عدة عمليات مشتركة مع الإخوة في كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى.

                            * ارتبط شهيدنا الفارس/ "فؤاد خالد أبو هاشم" بعلاقات حميمة بالشهداء الأبطال: (أحمد حسان، محمد عدوان، حسن عواجة، إيهاب يوسف، جهاد حسنين) ومنهم من لا يزال قابضا على دينه وسلاحه كالقابض على الجمر ينتظر نصر الله إما تحرير أرش الاسلام وإما شهادة يرتقون بها إلى العلياء.



                            المشوار الجهادي

                            * منذ نعومة أظفاره تعرف شهيدنا القائد/ "فؤاد أبو هاشم" على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فكان من أبنائها المخلصين، تفتحت عيناه على فكرها وختم حياته شهيداً وقائداً مؤسساً لعنصر الشباب داخل المسجد الذي ارتبطت روحه فيه مسجد الهدى.

                            * تعرف شهيدنا القائد/ "فؤاد – أبا صهيب" منذ كان شبلاً يافعاً على الإخوة في سرايا القدس وكان ذلك مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة، فكان "فؤاد" من أوائل الملتحقين في صفوفها.

                            * عرفه مسجد الهدى مصلياً ملتزماً في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وناشطاً فاعلاً في جلساتها في المسجد ومدافعاً صلباً عن أفكارها.

                            * شارك الشهيد الفارس/ "فؤاد" في معظم نشاطات حركة الجهاد الإسلامي خلال انتفاضة الاقصى المباركة (جلسات في المساجد – ندوات في البيوت – مهرجانات – الإحياء السنوي لليلة القدر في المسجد * حضور خُطب الجمعة...).

                            * تمتع شهيدنا المجاهد/ "فؤاد" بذاكره جيده وممتازة وقادرة على الحفظ فكان يحفظ خطب الجمعة والتي كان يلقيها الشيخ الداعية "نافذ عزام" في مسجد سعد بتل السلطان والأبرار في مخيم سدود، وأكثر من ذلك حيث قام بكتابة العديد منها في دفاتره.

                            * مارس شهيدنا الفارس/ "أبا صهيب" الدعوة إلى الله في المساجد فكان يحفظ الأشبال القرآن الكريم في عدد من المساجد في فترة سابقة على عمله في الجهاز العسكري للحركة.

                            * حضر شهيدنا المجاهد المجاهد/ "فؤاد" العديد من الندوات التي تتعلق بحياة الدكتور "فتحي الشقاقي" رحمه الله، والتي كان يعقدها _ كبار ومؤسسي الحركة_ في البيوت في بداية الانتفاضة ويشرحوا فيها أفكاره ويدعو فيها للجهاد في سبيل الله ويؤكدوا من خلالها على مركزية القضية الفلسطينية ووجوب مقاتلة العدو دون انتظار.

                            * مع بداية انتفاضة الأقصى (سبتمبر 2000م)، وبعد مرور عليها شهور سعى شهيدنا المجاهد ليكون استشهاديا يجعل من جسده الطاهر أشلاء في بني صهيون، ولكن قوبل بالرفض لصغر سنه وقت ذلك حتى أصر بالإلحاح والتكرر على القيادة العسكرية حتى قُبل طلبه وحلمه الذي تمناه فجهز وأعد ليثأر لأبناء شعبه إلا أن الله قدر أن يكون شهيدا أثناء زرعه عبوة ناسفة على حدود فلسطين .

                            * يعتبر الشهيد/ "فؤاد أبو هاشم" احد المجاهدين الذين كانوا ينتظروا لقاء الله عن طريق عملية استشهادية، حيث جُهّز لتنفيذ عملية استشهادية لكن قدر الله شاء له التأخير في التنفيذ.





                            استشهاده

                            في عصر يوم الأربعاء الموافق 12/5/2004م،وكالعادة خرج شهيدنا / "فؤاد أبو هاشم" برفقة رفيقي دربه/ "حسن عواجة وإيهاب يوسف" لزيارة الحدود الفلسطينية المصرية، لتكون المفاجأة والرد الإلهي على مجزرة الزيتون ليكون الانتقام من رفح حيث دمرت دبابة الميركافاه أمام أعين شهدائنا الأبطال على يد الشهيد القائد محمد الراعي، الأمر الذي رسم الفرحة والبهجة على وجوه الأبطال.ليقوموا على الفور دون وعي بلمّ أشلاء وأجزاء الدبابات المتفحمة التي لم يعرف لها معالم بل التي انصهر حديدها قبل راكبيها ومعتليها ليوزع شهيدنا المجاهد الحوا فرحا بنصر الله. وبعد انتصاف ليلة الخميس السعيد كان شهيدنا فؤاد خالد عبد الله أبو هاشم (17 عاماً) على موعد مع نهاية الرائعين الخالدين، عندما كانت طائرات الاباتشي الصهيونية تحلق على ارتفاع منخفض في محافظة رفح بغطاء من طائرات (أف 16)، وفيما الدبابات الصهيونية تواصل حشوداتها على طول الشريط الحدودي في منطقة (بلوك O)، وكان شهيدنا فؤاد أبو هاشم اندفع ليذود عن أهله ويدفع العدوان وبينما كان يزرع عبوة ناسفة مع عدد من زملائه فاجأتهم طائرات الاباتشي بإطلاقها صاروخين تجاههم ما أدى إلى استشهاده مع ستة من رفاق دربه والمواطنين ليسطر بدمه الطاهر أروع آيات التحدي والصمود والعنفوان والبطولة.

                            وفي موكب جنائزي مهيب تم تشييع الشهيد الفارس/ "فؤاد" إلى مثواه الأخير في مقبرة رفح، مع رفاقه الستة

                            رحم الله شهدائنا ونسأل الله أن يتقبلهم عنده من الشهداء، وأن يجمعهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنة الرضوان.
                            السماء الزرقاء تنتصر

                            تعليق


                            • #15
                              بارك الله فيك

                              تعليق

                              يعمل...
                              X