إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ملف : الاعداد الايماني للجهاد فى سبيل الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملف : الاعداد الايماني للجهاد فى سبيل الله

    السلام عيكم ورحمة الله وبركاته


    ما هو الجهـــــــاد؟؟؟
    "ما الجهاد"؟! فقل لهم:

    صريح جواب الصادق المصدوق لما سأله صحابي (… قال: فأيُّ الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد؛ قال: و"ما
    الجهاد": قال: أن تقاتل الكفار إذا لقِيْتَهم؛ قال فأي الجهاد أفضل؟ قال: مَن عُقِر جواده وأُريق دمه) أخرجه
    أحمد وهو صحيح، وعند أحمد وأبي داود وهو حسن: (أيُّ الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله
    ونفسه؟ قيل: فأي القتل أشرَفُ؟ قال: من أُهريق دمه وعُقر جوادُه)، إذاً فدفع المال الهائل لا يكفي عن
    الجهاد بالنفس فكيف بمن يجلس يدرس لكي يُنتِجَ المال أو يُيَمِّمَ شطر الخليج؟.
    نعم الجهاد أنواع [بالسنان و المال واللسان والبَنان] وإن شئت فقل: هو قتالي وماليّ وتبليغي؛ لكنّ
    المتبادِر عند إطلاقه أنه "القتال"، ففي عُرف السلف الصالح "الجهاد: هو القتال"، وهذه هي السيدة
    عائشة رضي الله عنها تسأل: [يا رسول الله: هل على النساء من جهاد؟ قال: عليهن جهاد لا قتال فيه،
    الحج والعمرة] إسناده صحيح: ابن ماجه وابن خزيمة. وفي رواية البخاري (نرى الجهاد أفضلَ الأعمال أفلا
    نجاهد؟…)، فكانت تفهم أن الجهاد هو القتال.
    ـ وهل عنى سائر الصحابة الكرام بكلمتهم المشهورة:
    نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً
    هل عَنوا إلا الجهاد بمعناه القتاليّ؟!
    ـ وهكذا فهمه العلماء كما في "عِبَر وبصائر" للشيخ الدكتور عبد الله عزام رحمه الله صـ9 وما بعدها:
    [اتفق الفقهاء الأربعة أن الجهاد هو القتال والعون فيه لإعلاء كلمة الله:
    1ـ الحنفية: فتح القدير "الجهاد: دعوة الكفار إلى الدين الحق وقتالُهم إن لم يَقبلوا" وقال الكاساني في
    البدائع 7/97: "بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عز وجل بالنفس والمال وغير ذلك"
    2ـ المالكية: راجع أقرب المسالك للدردير.
    3ـ الشافعية: ابن حجر العسقلاني "وشرعاً: بذل الجهد في قتال الكفار" 6/77 دار الفكر
    4ـ الحنبلية: "قتال الكفار" مطالب أولي النهى 2/497 وكذا عمدة الفقه ومنتهى الإرادات: "الجهاد: القتال
    وبذل الوسع منه لإعلاء كلمة الله تعالى" ] اهـ بتصرف.
    ـ قال ابن رشد في مقدماته 1/369: (وجهاد السيف قتال المشركين على الدين، فكل من أتعب نفسه
    في ذات الله فقد جاهد في سبيله، إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أُطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على
    مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يُعْطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
    ـ وبشكل آخر: إنّ من يترك المحرمات يقال عنه "صائم" لأنه صام عن المحرمات لكنْ أفَيَعْني هذا أنه قد
    أُعفيَ من الصيام الأصلي صيامِ رمضان؟! )وقد قال ربنا كُتب عليكم القتال( كما قال: )كُتب عليكم الصيام
    أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض.


    الحث على الجهـــــــاد

    فإن قالوا لك: لماذا تُحَرِّض على القتال الآن… لماذا الخروج للجهاد، فزماننا غيرُ زمانهم، ولكل زمان
    فقهاؤه، وحسبُنا أن أكثر العلماء والمصلحين الواعين ـ إن لم نَقُل: كلَّهم ـ لم يَخرجوا، أوَيُعْقَل أنهم جميعاً
    آثمون، فأنت في الميدان وحدك! وليس جهاد اليوم بالسيف والسكين بل بالحضارة؛ ولا بد من الإعداد
    الإيماني وتعلُّم العلم الشرعي وتعليمه وإفشائه بين الناس قبل المعركة لاستفحال الجهل بين الناس،
    وضعف الوعي؛ لذا حرِّض الشباب عليه، وعلى الدعوة والتصفية والتربية والتصنيف وردّ شُبه الأعداء
    وحرِّض على تعلُّم علمِ الاقتصاد والفلسفة والاجتماع والسياسة والإعلام والحوار والزراعة والتجارة
    والصناعة والطب والهندسة والسياحة والتكنولوجيا والعَصْرَنة، وما لفَّ لفَّه! لأن هذا كلَّه جهاد، ولابد من

    البُنَى التحتية أولاً قبل المعركة العسكرية!
    فقل لهم:
    1ـ لكن الجَبَّار من فوق سبع سموات أمر نبيه: ) يا أيها النبي حَرِّض المؤمنين على القتال( في حين أنك
    تُثَبِّطُ عنه، وحتى تَخدعَ ضعافَ الإيمان تدَّعي أنك تُعِدُّ للقتال، والواقع يُكذِّبك!
    ـ أمَا قال ربنا: )فقاتل في سبيل الله لا تُكَلَّفُ إلا نفسَك وحرِّض المؤمنين … ( ولم يَقُل: فادرس الاقتصاد
    أو الهندسة ولو كنت وحدك!
    ـ أمَا أمَرَنا ربنا: )فإذا لقيتم الذين كفروا فَضَرْبَ الرقاب (؟ ولم يقل فَعَقْدَ المحاضرات وإقامةَ الندوات لدفع
    الشبهات …… أم أنكم لم تلقَوا الكافرين بعد؟! )فاقتلوا المشركين حيث وَجَدْتُموهم
    2ـ لأنه الآن أضحى فرض عين باتفاق العلماء، فهو كالصلاة والصيام ويُقَدَّم ـ في حال التعارض ـ على
    الصلاة عند الأئمة الثلاثة إلا الحنابلة، وهو مقدَّم على الصيام عند الجميع فتاركه إذاً مذنبٌ مرتكبُ كبيرة
    كما قال "ابن حجر الهيتمي"، وقد ذكر "القَرَافي" أن الواجباتِ أو الحقوقَ إذا تعارضت قُدِّم المُضَيَّق منها
    على المُوَسَّع لأن التضييق يُشعر باهتمام الشرع أكثرَ من غيره، فَيُقَدَّم ما يُخشى فواتُه على ما لا
    يُخْشى فواته، وإن كان أعلى منه منزلة.
    ـ واتفق الفقهاء على أن الجهاد يتحول إلى فرض عين بتعيين الخليفة لشخصٍ ما؛ فلو فرضْنا أنْ ثَمَّةَ رجلٌ
    ممن يشار إليه بالبنان ذو نشاط دعَوي كبيرٍ وشهرةٍ عظيمة ونفْعٍ للمسلمين وفي زمن الخلافة الراشدة،
    ثم جاء الخليفة وقال له: اخرج إلى الجهاد ـ وهو فرض كفاية ـ! فهل يجوز لهذا الداعية الكبير والعالم
    النِّحْرير ألا ينصاع أو أن يقول: إن مُقامي هنا أنفع ـ من وجهة نظره ـ فلا يخرج؟! باتفاقٍ: لا، حتى وإن رأى
    ذاك النَّشِط أن مصلحة المسلمين في مُقامه.
    إذاً انظر! هذا إذا قال لك الخليفة: اخرج للقتال، فكيف إذا قال لك هذا ربُّ الخليفة ورسولُ ربِّ الخليفة
    انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون والمصلحة
    في النفير، إذ هو فرضٌ على الأعيان اليوم، وعلى الفور لا على التراخي، والآية صريحة أن النفير بالمال
    والنفس، وليس بالمال فقط أو بالكلام والدعاء


    تابعوا معنا


    كل التحية لابطال جهاز التعبئة و الإعلام

  • #2
    تــــــــابع: الحث على الجهاد

    لماذا القتال؟
    لنحقق أمر الله في إرهاب العدو والإغلاظ عليهم، فتُرفعَ عنا الذلة، وتعودَ لنا العزة والمَهابة في قلوب
    أعدائنا، فنحيا الحياة اللائقة، ونَتّقي فساد الأرض الحاصلَ من ترك القتال، فالقتال هو السبيل الوحيد
    للتمكين وإليك الدليلَ:
    ـ أمَا أمر ربنا نبينا : يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين …واغلُظ عليهم (؟ أمَا قال للمؤمنين )ولْيَجدوا
    فيكم غِلظة(، )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرْهِبون به عدو الله وعدوكم (؟ أمَا ذكر
    صفة الصحابة الكرام )أشداءُ على الكفار (؟! فأين شدتكم؟ أين غلظتكم؟.. في تصانيفكم ودراستكم
    وشِعركم وقصصكم وندواتكم وكلِّ إعدادكم السلمي المزعوم؟!
    أم أنكم حقاً تحسبون ما تصنعونه لوناً من ألوان الشدة وإرهاب العدو؟! أين إغاظتكم للكفار وإرهابكم
    لهم؟! إن الغِلظة لا توجد حقيقة إلا مع الرشاش! وهل أنتم حقاً مقتنعون أن العدو يَرهب كتاباً تنشرونه
    تُنَدِّدون به وتشجُبون وتُجعجعون ـ عفواً: تجاهدون ـ على الطريقة الحديثة؟ لكنه يَفرق خوفاً إن سمع
    مسلماً رفع السلاح ولو كان سكيناً، كيف لا؟ والسيف أصدق إنباءً من الكتب!
    ـ وأيهما أعظم أثراً في قلوب الأعداء: شابٌّ دبّر عمليةَ تفجيرٍ لليهود مثلاً فنجح لكنهم اعتقلوه فأعدموه أم
    شابٌ دخل "كلية العمارة" وكان الأوّلَ في مراحل السنوات كلِّها؟ وما فائدة "العَمَارة" في القتال؟ وكم
    واحداً نحتاج من هؤلاء الأوائل حتى يقتنع الناس بجدوى الإسلام ومصداقية المُلتزمين حتى يكونوا معهم
    ضد حكوماتهم المنحرفة؟ وهل كلُّ المُلتزمين عندهم المؤهلات الخَلْقية لهذا التبريز المطلوب؟ وهل
    الوقت المبذول لهذا التبريز يعادل المكاسب منه والتي ـ على حسَب ما نرى ـ لم تَزِد على كلمات الثناء
    والإطراء حتى إذا ما أظهرَ الشاب توجُّهَه الإسلامي في الثوابت فحسْب [رفْض فصل الدين عن الدولة،
    حجاب المرأة، رفْض الصلح الدائم مع اليهود،..] ترى مدْحهم عاد ذمّاً؟ فأيُّ معنًى لِلْحَثّ ـ بشكل غير
    مباشِر ـ على دراسةِ ما لا يُفيد قطعاً في ميدان القتال [كتاريخ الحزب الحاكم ومنجزاته وأسماء علماء
    الكيمياء في العالَم و...] ثم يتخرَّجُ "مجاهدُنا" (!) بأرطالٍ من المعلومات، لكنه لا يعرف حتى الآن صنع
    قنبلةٍ تُرهب العدو من المواد الكيميائية التي بين يديه!! فأيُّ إعداد هذا أيها العقلاء؟؟!! ثم يُصِرُّون أن
    التبريز في هكذا كليات سيساهم في تحرير فلسطين!!!! واللهُ المستعان

    وصِفَةُ رسولنا
    [الضَّحوك القَتَّال] وليس الضحوك صاحب المهرجان والقصة والرواية والمطبعة الفلانية، ومركز كذا
    للتسويق، ومجمع الدراسات للعلوم الإسلامية الفلاني، إنما (قتَّال)… (قتَّال) نعم قَتَّال، وفي السيرة
    [البداية والنهاية 3/46] أنه قال لقريش ـ وهذا قبل أن يُكتب عليهم القتال (جئتكم بالذَّبح) ولم يقل
    بالحوار! نعم تُعْرَضُ الدعوة قبل البدء بالقتال، ولكن لا يَسُوغ لمسلم أن يُلغيَ القتال حتى يصير الإسلا
    بلا ذروة؛ بل المسلم أولُ مُطَبِّق لآية الإرهاب، وقد قال: (نُصِرْتُ بالرُّعب مسيرة شهر …: صحيح)، فهل
    إعدادكم يُرعب العدو؟
    ـ وقال r وهو على المنبر: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرميُ ألا إن القوة الرمي، ألا
    إن القوة الرمي) مسلم وأبو داود، وعند البزار(عليكم بالرمي فإنه خيرُ أو مِنْ خيرِ لهوِكم)، وفي أوسط
    الطبراني: (فإنه من خير لَعِبِكم) وإسنادهما جيد قوي؛ فأين القوة في إعدادكم الموهوم الذي لا يُخيف
    الكفار؟
    ـ وهو القائل r: (بُعِثْتُ بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظل
    رمحي، وجُعل الذل والصَّغار على من خالف أمري، ومن تَشبّه بقوم فهو منهم…: أحمد وهو صحيح)، ولم
    يقل بُعثت بالحوار والعَوْلَمَة واستعطافِ الأمم المتحدة؟
    ألَمْ يُشَخِّصْ لنا طبيب هذه الأمة r الداءَ ويصفِ الدواءَ؟ أمَا قال عن سبب غُثائيّتِنا، وأسبابِ الوَهَنِ الذي
    ابتُليَتْ به الأمة وعدمِ المَهابة: (حبُّ الدنيا وكراهيتكم القتال: صحيح) كما في روايةٍ لأحمد، وليس كراهيةَ
    الدراسة أو النجاحِ في الامتحان أو نيلِ درجة "ممتاز" في الكلية، فعلام لا نأخذُ الدواء ونعود للقتال؟‍!
    علام نُغْمِض أعيننا ونَغُضُّ الطَّرْفَ عن العِلّة الأولى: تركِ القتال؟! إن الطبيب لم يَقُل أزمتُكم تربوية أو
    اقتصاديةٌ أو اجتماعية أو إعلامية‍‍! أو مِن عدم التبريز في الجامعات أو من ترك الكمبيوترات! أو لقلة
    مهندسي العمارة!
    لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحداً!!
    ـ (إذا تبايعتم بالعِينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلاً لا يَنْزِعُه حتى
    ترجعوا إلى دينكم: أبو داود بإسناد حسن وقال الشيخ شاكر: صحيح)، وفي رواية: (إذا ضنَّ الناس
    بالدينار والدرهم … أنزل الله بهم بلاء…: الدّارِمي والبيهقي وهو صحيح)، فالذل لانشغالهم بالمال
    والاقتصاد وتركهم القتال، فكيف تأتي وتُفَضِّل الإعداد الاقتصادي على الإعداد القتالي؟ إنما الإنصاف أن
    تأخذ من المال ما يكفي للقتال ثم تنطلقَ، والسلاح في الأسواق السوداء مُتوفِّر فأين الإعداد
    العسكري؟ أين التدريب والتمرين أيها المجاهدون!؟ )ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدّة (، ففي المعركة
    القتالية نحتاج القدرةَ الماليةَ لشراء السلاح، والقدرةَ البشريةَ التي تستعمله، فكل ما يحقق هذين
    سريعاً فهو إعداد قتالي، وإلا فلو مَيَّعْنا مدلول الإعداد ليشمل الأشعار والقصصَ البطولية والرواياتِ فهذه
    حيلة شيطانية، مع أن العدو إذا هجم على بلد إسلامي ضعيفٍ إعلامياً وجب ـ باتفاق العقلاء والمجانين ـ
    الخروجُ لقتاله بالسلاح [كلاش ـ RBJ ـ …] لا بِقَرْضِ الشعر ونَثر النثر ونسج القصص، فإن عَجَزَ أهله تحوّل
    فرضُهم إلى الإعداد لإخراج العدو ـ بالدبابات والـ .. ـ لا لإخراج شبكة بَثٍّ فضائيٍّ أو إذاعةِ صوت
    المسلمين أو لرَدِّ شبهات المستشرقين أو لتحرير المجلات أو لتوزيع الأشرطة، فصحيح أننا لن نَخرج
    لقتالهم بالسيف والخنجر لكننا أيضاً ـ وقطعاً ـ لن نخرج لقتالهم بإذاعة صوت المسلمين أو بالاقتصادي
    العظيم أو بدكتور الاجتماع القدير أو بالمهندس النِّحْرير …… وهل يُغني هؤلاء شيئاً أمام المدفع والـRBJ



    تابع معنا اخى المجاهد


    كل التحية لابطال جهاز التعبئة و الإعلام

    تعليق


    • #3
      فضــــــل الجــــــــهاد فى سبيل الله
      لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فضَّل الله المجاهدين على القاعدين درجة... ( سورة النساء، فهل بقي ما هو أصرح من هذا؟
      أجعلتم سقاية الحاج وعِمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخِر وجاهَدَ في سبيل الله لا يَستوون عند الله … ( سورة التوبة، فهل عملك هنا في بلدك يعدِل سِقاية الحاج و..؟! فكيف يعدِل القتال إذاً؟
      السنة:
      ـ في صحيح مسلم 1878: (يا رسول الله: ما يَعدل الجهادَ في سبيل الله؟ قال r: لا تستطيعوه! فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً، كل ذلك يقول: لا تستطيعونه، ثم قال: مَثَل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، لا يَفْتُر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله).[الرواية هكذا: "لا تستطيعوه" وهي لغة]
      ـ (إن مَثَل المجاهد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يجاهد في سبيله ـ كمَثَل القائم الصائم الخاشع الراكع الساجد) النَّسائي وهو صحيح، فهل تَجْرؤ أن تقولها عن نفسك يا مَن جلسْتَ في بلدك وزعمت أنك مجاهد؟! إذاً فكيف تقول عن عملك هاهنا: إنه إعداد خير من الإعداد للقتال بالسلاح…؟!
      ـ وعند البخاري: (يا رسول الله دُلَّني على عمل يعدل الجهاد! قال لا أَجِدُه! ثم قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقومَ ولا تَفْتُرَ وتصومَ ولا تفطر؟! قال الرجل: ومن يستطيع ذلك ؟!…)، هؤلاء هم الصحابةُ! ولا يستطيعون أن يَعملوا عملاً يعدل الجهاد مع هِمَّتهم العالية وفضلِ صحبتِهم فكيف بنا؟
      ـ وعند الترمذي والنسائي والحاكم والحديث حسن: (ألا أُخبركم بخير الناس منزلاً؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: رجلٌ آخذٌ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموتَ أو يُقتل …) ، ولم يقُل: آخذٌ برأس القلم يُصنّف ويَرُدُّ الشُّبَهَ ويُجيب عن أسئلة الامتحان؛ وهذا في فرض الكفاية فكيف بفرض العين!
      ـ و(سئل رسول الله : أيُّ العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله) البخاري:26، مسلم:93.
      ـ أيُّ الناس أفضل قال (رجلٌ يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه) متفق عليه.
      : أيُّ المؤمنين أكمل المؤمنين إيماناً؟ فقال : الذي يجاهد بنفسه وماله، ورجل… متفق عليه.
      ـ وفي البخاري: سألَت عائشة رضي الله عنها: (يا رسول الله! نرى الجهادَ أفضلَ الأعمال أفلا نجاهد؟ (
      ـ وعند البخاري ومسلم: (أتى رجل رسول الله r فقال: أيُّ الناس أفضل؟ قال: مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال: ثم مَن
      ـ وعند الترمذي والحاكم والبيهقي أن نَفَراً من أصحاب رسول الله قَعدوا فقالوا: (لو نعلم أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله عَمِلنا، فأنزل الله عز وجل: )سَبَّح لله … إن الله يُحِبُّ الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنّهم بُنيان مرصوص( سورة الصف: والحديث صحيح.
      ـ ولما اختلَف قومٌ في أَيِّ الأعمال أفضل: سقاية الحاج أم عِمارة المسجد الحرام أم الجهاد في سبيل الله نزل قوله تعالى: )أجعلتم سقاية الحاج وعِمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخِر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين (: أخرجه مسلم برقم 1879، فهل عملك هاهنا يَعدِل عِمارة المسجد الحرام …؟!
      ـ ولَمّا وصل رجل إلى الصَّفِّ للصلاة قال: (اللهم آتني أفضلَ ما تؤتي عبادك الصالحين! فقال النبي (مَنِ المتكلم آنفاً؟ … إذن يُعْقَر جوادُك وتُسْتَشْهَد في سبيل الله…) البزّار ورجاله ثقات؛ ولم يَقل:" تنال الدرجة الأولى أو سيُسمح لك بمقالٍ في جريدةٍ حكومية!".
      ـ أمَا قال رسولنا (مُقام الرجل في الصف للقتال خير من قيامِ ستين سنة: أحمد والترمذي والحاكم وهو صحيح)، فهل ترى أن مُقامَك هنا في بلدك لدراسة مادةٍ لامتحانٍ خير من قيام ستين سنة؟ وفي رواية للحاكم: "عبادة" بدَل "مُقام" وهو صحيح.
      ـ ولما استشار صحابيٌّ رسول الله أن يَمْكث في مكانٍ يتعبَّدُ ربه ويَعتزل الناس، فأشار عليه الصادق المصدوق: (لا تفْعل فإن مُقام أحدكم في سبيل الله أفضلُ من صلاته في بيته سبعين عاماً…) الترمذي والحاكم وهو حسن.
      ـ (والذي نفس محمد بيده ما شُحِبَ وجهٌ ولا اغْبَرَّت قدمٌ في عملٍ يُبتَغى به درجاتُ الآخرة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثَقَّل ميزانَ عبدٍ كدابّةٍ تنفقُ في سبيل الله، أو يُحْمَل عليها في سبيل الله: أحمد وهو حسن)، فكيف والجهاد اليوم فرض عين باتفاق الفقهاء؟
      ـ (لو أَنْفَقْتَ ما في الأرض جميعاً ما أدْرَكْتَ أَجْرَ غَدْوَتِهم: أخرجه أحمد)، قالها ‍لصحابيٍّ لما تأَخَّر عن السرية لِيَحْضُر خُطبة الجمعة للرسول r، وقال الصحابي: [أَتَخَلَّف فأصلي مع رسول الله الجمعة ثم ألحقهم]، وفي رواية لأحمد أيضاً قال: [أتخلف حتى أصلي مع رسول الله r ثم أُسَلِّم عليه وأودعه، فيدعو لي بدعوة تكون سابقة يوم القيامة…]، فقال له (أتدري بكم سبقك أصحابك؟…والذي نفسي بيده! لقد سبقوك بأبعدَ مما بين المشرقين والمغربين في الفضيلة!!!) رجاله ثقات إلا واحداً اختُلف فيه، وهو عند المبارك من مرسل الحسن.
      فهل تَتْرُكون عَمَلكم لرؤية رسولكم ـ إن كان بين أَظْهُرنا ـ أم لا؟! إن كان الجواب "نعم" فعملكم هنا إذاً دون القتال لأن الخروج مع السرية أهمُّ من رؤية الرسول بل أنتم ـ فيما يَظْهر ـ لو وُجِدَ عَقْد عَمل مُغْرٍ في دولة خليجية لتركتم إعدادكم الموهوم هنا ويَمَّمْتُم صَوْبَ المال، فأين الجهاد الذي تزعمون؟!
      ـ صريحُ الحديث (ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ …قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد: حسن صحيح)؛ فهل الجهاد هنا بمعناه القتالي أم هو توزيعُ الأشرطة، ومتابعةُ آخر الأخبار، وتنظيرُ الخُطب والمقالات؟ وذُِروة سنام الشيء أعلاه، فكيف تزعم أنّ شيئاً سواه هو الذروة الآن؟!؛ وفي حديثٍ ضعيف اللفظ عند الطبراني: (ذروة سنام الإسلام الجهاد لا يناله إلا أفضلهم).
      ـ (القتلى ثلاثة: رجل مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدوَّ قاتلهم حتى يُقتل، فذلك الشهيد المُمْتَحَن في جنة الله تحت عرشه، لا يَفْضُله النبيون إلا بدرجة النبوة؛ ورجل فَرِقَ على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتَل حتى يُقتَلَ، مُمَصْمِصَةٌ مَحَتْ ذنوبَه وخطاياه، إن السيف مَحّاءٌ للخطايا، وأُدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإنّ لها ثمانيةَ أبواب، ولجهنم سبعة أبواب، وبعضها أفضل من بعض و…) أحمد بإسناد جيد؛ "الُممتحَن=المشروح صدره، المُمَصْمِصَة=المُكَفِّرة"؛ فهل تَجْرؤ أن تدَّعيَ أن عَملك مَحّاءٌ للخطايا؟! فكيف تجسُر أن تجزم أن عملك هاهنا من دراسة أو تجارة …أفضل من القتال بالسلاح؟
      ـ وحسبُك أن أَجْرَ المجاهد هناك مضاعَف حتى في ضحكه وأعماله المباحة، بل نومُ المجاهد أفضل من قيام غيره الليل وصيامِه النهار، والطاعمُ المُفطر في سبيل الله كالصائم في غيره، هكذا قال أبو هريرة فيما يرويه عنه عبد الله بن المبارك في كتاب الجهاد 1/95، وفي الحديث: (الغزو غزوان: فأما من ابتغى وجهَ الله وأطاع الإمام، وأَنْفَق الكريمة، وياسَرَ الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه وتَنَبُّهَه أجرٌ كله…: أبو داود والنسائي وهو صحيح)، فهل نومك وتَنَبُّهك هنا أَجْرٌ كله؟!! وهل تستطيع أن تقولها عن طالبِ الاقتصاد أو المُزَارع أو …، ما لكم؟ كيف تفكرون؟]


      تابع اخى المجاهد
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد الشيخ خليل; الساعة 05-03-2009, 01:11 AM.


      كل التحية لابطال جهاز التعبئة و الإعلام

      تعليق


      • #4
        تــــــابع : الحـــث على الجهـــــاد


        عــــــروض مــــــغريه

        العُروض المُغرية:

        ـ (لا يُكْلَم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يُكْلَم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة وجُرْحُه يَثْعَب، اللون

        لون الدم والريح ريح المسك: متفق عليه)، فهل تظن أنك إن جُرِحْتَ وأنت تجاهد (!!) في بلدك بين كتبك

        أو متجرك أو مدرستك أو جامعتك فهل تظن أنك تبلغ مَبلغَ المقاتل في أرض المعركة!!؟ وهذا في فرض

        كفاية فكيف بفرض العين؟!

        ـ و(من صام يوماً في سبيل الله باعَد الله وجهه عن النار سبعين خَريفاً: متفق عليه)، وهذا في ساحة

        الجهاد فَحَسْبُ، فهل تَجرؤ أن تقول إن صيامك هنا بنفس الأجر أو أعلى لأنك ترى تَخَلُّفك عن ساحات

        القتال أنفعُ للمسلمين وأرضى لرب العالمين؟.

        ـ (…مَن رمى بسهم في سبيل الله فهو عَدْلُ مُحَرَّر…: أحمد والترمذي وإسناده صحيح)؛ فما أعظمَ أن

        تكون طَلْقةُ المُسدس كتحرير رَقَبة، و(من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله له بكل عضو منها عضواً منه من

        النار…: متفق عليه)

        ـ (…من رمى بسهم في سبيل الله فَبَلَغَ العدو أو لم يبلغ كان له كَعِتْقِ رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة كانت

        فداءه من النار عُضواً بعُضو: النسائي بإسناد صحيح)، فمجرد الرمي له أجر ولو لم تحقق الغاية، فهل

        دراستك بها أجر مضمون سواء رَسَبْتَ أو نجحْتَ؟

        ـ (إن الله يُدْْخِل بالسهم الواحد ثلاثةَ نَفَر الجنة: صانعَه ـ يَحْتَسِبُ في صَنعَتَه الخيرـ، والراميَ به، ومُنْبِلَه..:

        أبو داود وهو صحيح)، فهل تَجد مثل ذلك في المدارس والجامعات أوشَتّى المِهَن؟‍‍‍!

        ـ (من احتبَسَ فرساً في سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده فإن شِبَعه ورِيَّه ورَوْثَه وبَوله في ميزانه يوم

        القيامة: بخاري)، فهل تَرى أن وَقود سيارتك وزَيْتها وبَطاريتها في ميزانك وأنت هنا في بلدك كتلك التي

        احْتُبِسَت للقتال؟

        × ولما سُئل عن أجر الرباط قال: (من رابط ليلة حارساً مِن وراء المسلمين كان له أجر مَن خلْفَه ممن

        صام وصلى ) رجاله ثقات، وبإسناد جيد عند الطبراني.

        ـ و(رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه…: مسلم)؛ بل أفضلُ من هذا:

        ـ (مَن رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها وقيامها: صححه الحاكم ووافقه الذهبي)؛ بل

        أفضل من هذا:

        ـ (موقف ساعةٍ في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجَر الأسود: ابن حِبّان وهو حديث حسن)؛

        وليلة القدر خير من ألف شهر، فهل تزعم أن دراستك للامتحان في ليلة القدر خيرٌ من التعبُّد في ليلة

        القدر؟ ثم في تلك الليلة: أين تَذهب؟ هل تَقْبَع في مكتبك أم تذهب إلى مسجدٍ ما لِتُحْيِيَ! الليلة؟!

        لكنّ رباطَ ليلة ـ ولا ريب ‍‍ـ خيرٌ من ليلة القَدر وهي عند الحَجر الأسود، فهل تَجرؤ أن تقول: هذا عن رباطك

        في مقعد الدراسة؟!.

        (ألا أُنَبِّئُكم ليلةً أفضلَ من ليلة القدر؟ حارسٌ حَرَس في أرضِ خوفٍ لعله ألاَّ يرجع إلى أهله)، الحاكم

        وسنن البيهقي والحديث على شرط البخاري.


        شبهة: الإعداد الإيماني والانشغال بالعلم وتعليمه أولى

        ولِمن يَتَحَجَّجُون بالإعداد الإيماني والتربوي والبناء الشرعي للمسلمين ليتخلفوا عن القتال قل لهم:

        ما من معركة خاضها المسلمون إلا كانوا أقل عُدَّة وعَديداً إلا واحدة هُزموا فيها … "حُنَين"!!

        وهل خرج رسولنا إلى "تبوك" ضِدَّ أعتى دولةٍ يومَها بما يوازي قُوَّةَ عدوه أم بَذَلَ ما استطاع من المال ثم

        خرج جميعُهم نَفِيراً عاماً؟

        ـ ومَن "أمريكة" ومَن "روسية"؟! وأيهما أكبرُ هم أم الله؟! أيهما أعلى طائراتُهم أم الله؟! أما

        ذُلَّت "أمريكة" أمام "فيتنام" وفي "الصومال"؟! أما جُنَّتْ "روسية" أمام "الأفغان" وفي "الشيشان"؟!

        ويومَ استعملْنا البترول كَسِلاحٍ أمَا مُرِّغ أنفهم في التراب؟ ولكننا ـ ويا للأسف ـ نبالغ في تضخيم قوة

        الأعداء لأننا أُصِبْنا بسَرَطان "الهزيمة النفسية".

        ـ ونحن (ما نقاتل بعُدد ولا قوة ولا كَثْرة؛ ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أَكرمَنا الله به) كما روي عن أبي

        بكر

        أما قالوا زمن "أبي بكر" t لا طاقة لنا بالمرتدين؟ ومع ذلك أَخرج الجيوشَ لأن قِتالهم فرضُ عين على

        الفور لا على التَّرَاخِي و"أبو بكر" t هو هو مَن كتب إلى "ابن العاص" t قائد جيشه [سلام عليك! أمّا بعد:

        قد جاء في كتابك تذكر ما جَمَعَت الروم من جُموع، وإن الله لم يَنْصُرْنا مع نَبِيِّهِ بكثرة عُدد ولا بكثرة جنود،

        وقد كنا نغزو مع رسول الله وما معنا إلا فرَسان، وإن نحن إلا نتعاقبُ الإبل، وكنا يوم أُحُد مع رسول

        اللهوما معنا إلا فرس واحد، كان رسول الله يركبه، ولقد كان يُظْهِرُنا ويُعينُنا على من خالَفَنا، واعلمْ أنّ

        أطْوَع الناس لله أشدُّهم بُغضاً للمعاصي، فأطع الله وأْمُرْ أصحابك بطاعته ]؛ فَسُنَنُ الله لا تُحابي أحداً )

        ليس بأمانِيِّكم ولا أمانِيِّ أهل الكتاب من يعملْ سُوءاً يُجْزَ به…

        نعم ستتكرر أراجيفُ المنافقين وحِيَلهم، سيقولون هازئين: هل ستسمح لنا "أمريكة" أنتم مغرورون…؛

        ويتكرر جواب حِزب الله: )إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غَرّ هؤلاء دينُهم، ومن يتوكل على

        الله فإن الله عزيز حكيم (؛ نعم قالوا: "غَرّ هؤلاء دينُهم" قالوها في غزوة الأحزاب، لما كان رسولنا يَعِدُهم

        كنوزَ "كِسرى" و"قيصر" ويهزؤون قائلين: يَعِدُهم "محمد" ولا يستطيع أحدُنا قضاءَ حاجته. فقل لهم:

        سَتَرَون يوم نقول: (الله أكبرُ! خَرِبَت خيبر؛ إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساءَ صباحُ المُنْذَرين)

        ولو كنا حقاً عاجزين عن قتال العدو وإخراجه فإنّ فرْضَنا يصبح الإعدادَ لإخراج العدو وقتاله لأن ما لا يتِمُّ

        الواجبُ إلا به فهو واجبٌ، فالماء إن عُدم لَزِمَ التيمم، فحرِّضوا عليه لأن العجز عن القتال لا يُبيح تركه إلى

        طاعات أخرى )ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدَّة … ( فَتَرْكُ الإعداد من صفات المنافقين وقد قال رسولنا

        (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم :أبو داود بإسناد صحيح).

        وهيهاتَ أن يَقِفَ الإيمان الأعْزَلُ لوحده أمام القَنابِلِ الذرِّية، ما لم تأخذوا بالأسباب.

        نعم يقف الإيمان شامخاً أَبِيَّاً لا يَلِينُ إذا استَعَنْتُم بـ )وأعدوا لهم ما استطعتم… ( بل مِن الإيمان بالله أن

        تأتمِر بأمره فتأخذَ بالأسباب المادية ثم تتوكلَ عليه وإلا كنت كاذباً في دعواك.

        فهيهات هيهات أن تُحَرِّر التربية لوحدها ـ على أهميتها ـ شبراً من الأرض واحداً، فأقيموا دولة الإسلام

        في قلوبكم وخذوا بالأسباب المادية عندها تَقُمْ على أرضكم، وهذان شرطان لازمان لا يُغني أحدهما عن

        الآخر، و )إنّ الله لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم( وأولُ تَغْيِيْرٍ: تركُ المعاصي، وأول معصية

        للمسلمين اليوم تهاونوا بها تهاوناً عجيباً: فرضُ العين "الجهادُ القتالي".

        وما قولُ من يقول: "التربية قبل الجهاد" إلا كقول القائل: "التربيةُ قبلَ الصلاة" والجواب واحد: إن الصلاة

        نفسَها تربيةٌ، وكُلُّ أمرٍ من أمور الدين له أثره، فأثَرُ الصلاة غيرُ أثر الصيام، وأثَر الذِّكر غيرُ أثَر الزكاة

        وهكذا؛ والجهادُ من أعظم مسالك التربية، والتربية ليست مرحلةً زمنية تنتهي فيبدأُ عندها القتال، ولا

        يوجد عاقل يقولها، والتاريخ يشهد؛ فهي قبل وبعد وأثناء القتال، وهي تبقى حتى الممات في مُمَارَسَتِكَ

        لسائِرِ فُرُوض الأعيان.

        أمَا وَجَّه الصديق حُشُودَ المُرتدين بعد أن عادوا إلى جادّة الإسلام إلى "القادسية" و"اليرموك" لأن

        القتال يُذِيْبُ هذه التُّرَّهات؟ أم أن "أبا بكر" قليل الحِنكة ضعيف الخِبرة؟ فهل هؤلاء حقاً تصفَّوا وتربَّوا؟!

        أَجَلْ مَنَعَ مَن خشي غدره ثم أذن لهم عمر في خلافته.

        لا تقولوا إن عموم المجتمع كان على هدًى، لأن الفقهاء نَصُّوا على القتال مع كل بَرٍّ وفاجر، والجهاد ماضٍ

        إلى يوم القيامة، والطائفة المنصورة على حقٍّ، فابحث عنها.

        لا تقولوا: نحن نتبع هَدْي رسول الله إذ بقي في مكة /13/ عاماً يُرَبّي وينَشِّئ ثم شرع بالقتال، لا

        تقولوها لأننا سئمناها فهل يقول عاقل: لا بأس اليوم أن يترك الصيام والحج والزكاة وحجاب المرأة وسائرُ

        الفرائض المدنية لأنها لم تُفْرَض في مكة كما لم يُفْرض القتال في مكة!! أم يقال إننا متعبَّدون بما مات

        عليه نبينا لا بما ابتدأ به، وعلى التَّنَزُّل: أمَا صار لكم /13/ سنة تَنْفُخون في بُوق "التصفية والتربية" أم

        أنكم حوَّلُتم موجتكم إلى تواتر )أربعين سنةً يَتيهون في الأرض(؟! بل صار لنا من سقوط الأندلس نُربّي

        ونُصَفّي ولمل نهتدي! فمتى نقاتل؟! الله أعلم.

        وما أبشع ما يَرْوُوْنَه من حديث لا يصح سنداً ولا معنًى: [رجعْنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر] يَعْنُونَ

        جهادَ النفس أو الذكرَ ونحوَه، ويكفي في بطلانه أن قائلهـ الذي ينسبونه له ـ ما قَعد عن القتال اَلْبَتَّةَ،

        بل غزا بنفسه مدةَ إقامته في المدينة بمُعَدَّل /3/ غزوات كلَّ عام، فضلاً عن السرايا، وكذا تلاميذه الكرام

        هكذا تربَّوا على الجهاد المتواصل؛ ولو كان حقاً ما يقولون فإن العاقل يبدأ بالحِمْلِ الصغير ثم الأكبر

        فالأكبرِ فيترقّى من الأدنى إلى الأعلى، إذاً فابدؤوا بالجهاد الأصغر ـ بنظركم ـ ثم الأكبر، لكننا نقول إن

        جهاد السيف وجهاد النفس لا يترتَّبان على بعضهما فَكُلٌّ منهما من الإسلام، ولا يُترك هذا بحُجَّة الانشغال

        بذاك، كما لا يُترك تعلُّم فرض العين من العلوم بحجة تربية النفس.

        لو كنا نريد تعليم الناس أمور دينهم صغيرَها وكبيرها لَمَا هَدَأَ لنا بال، ولَمَا نام أحدنا مِلْءَ عينيه أو هَنِئَ

        بسهرة مسائية أو جَلسة صباحية يتدارس ما لا يزيد حُكْمُه عن المندوب مثلاً؛ ثم إن التعليم من مَهَمَّةِ

        الطائفة التي تنفر من كل فِرقة لتتفقه في الدين، فلو كان تَعْلِيْمُكَ فرض عين لما جاز لك تَبْذِيرُ الساعات

        الطوال لمعرفة كيفية تحويل الرداء في صلاة الاستسقاء مثلاً لأن مِثل هذا من الثانويات أمام المهمات

        العِظام، فهل قال ربنا: فلولا نفر كُلُّ المسلمين ليتفقهوا في الدين أم قال )فلولا نفر من كل فِرقة … (؟ إذاً

        الأصل أن يخرج الناس كلُّهم وتبقى الطائفة، كل المسلمين يخرجون للمهمة الرئيسة وهي الجهاد … ـ

        والجهاد وقتَها فرض كفاية ـ … لكن تبقى طائفة تتفقه، أمَّا اليوم انقلبت الموازين! وصار مِن أهم معاذير

        المُرْجِفين "نحن نطلب العلم لننشره" دنيوياً كان أو أُخروياً؛ قارِنْ هذا مع حديث (لا تزال طائفة من أمتي

        ……يُقاتلون حتى يُقاتل آخرهم…)أي قِلّة هي المجاهدة! فكُن من هذه الطائفة!

        وهل كان العلم الضروري عند السلف إلا بضع كلمات بينما صار في عصرنا مجلداتٍ يحار فيها الفقيه؛ ولم

        يَفْرِضْ علينا ربُّنا كلَّ هذه المجلداتِ على جميع الأعيان، ولكنّ علماءنا -جزاهم الله خيراً- قعَّدوا القواعد

        وأصَّلوا الأصول لنستنيرَ ولا نضِل، فَمِنَ البلاهة أن ننشغل بأعمدة الإنارة والأضواء عن المشي في

        الطريق طريق الإسلام الذي ذروة ما فيه الجهاد القتالي، وكم هو مُحْزِنٌ أن يرى كلُّ واحد منا أنه العالم

        الأمل لهذه الأمة وإنه ـ ويا للأسف ـ عامِل الألم بما يُثَبِّط به المجاهدين الخارجين في سبيل الله.

        كم هو محزن أن يكون أحدهم ممن يُشار إليه بالبنان، وعنده دروس على مدار الأسبوع، فإن سألتَه: ما

        حُكم الجهاد اليوم؟ تَلَعْثَم! وكأنك تسأله عن مسألة شائكة اشتبكت فيها الأدلة وتناطحت فيها أقوال

        العلماء! فإن كان حقاً يَجْهَلُ الحُكْمَ فهَلَّا بَحَثَ! وإن كان حقاً خائفاً من الإفتاء فرحم الله علماءنا السابقين

        الصَّداحين بالحق ممن لا يخافون في الله لومة لائم!

        ثم أيهما أهمُّ بنظرك؟ عِلمُك وتصانيفك وكتاباتك ورسائلك وخطبك ومحاضراتك… أم الوحي؟! فها هو من

        يُوحى إليه r يَتَمَنَّى أن يُقتل مراتٍ! ولو قُتل لضاع الوحي فأيهما أخطر ضياعاً؟! (لودِدْتُ أني أغزو في

        سبيل الله فأقتلَ ثم أغزو فأقتلَ ثم أغزو فأقتلَ …: متفق عليه)؛ وهَبْ أنك مِتَّ الآن فهل يتضرر المسلمون

        تَضَرُّرَهم بقتل صاحب الوحي؟!

        ولا يستهوِيَنَّك الشيطان فتقول: أَوَنَحُثُّ الناس على الجهاد وهم لا يعرفون كيف يُصَلُّون؟ أوَليس رسولك

        قدوتَك؟ فأجبني: لَمّا جاءه رجل ليُسلِمَ أقَال له اذهب إلى المدينة وتَعَلَّم العلم النافع.. تعلَّمْ أمور دينك…

        تعلم شروط وأركان الصلاة…؟ لا! بل الشهادتان ثم القتال، بل الرجل نفسه تساءل: (وإن لم أصلِّ له

        صلاة؟!! قال: نعم)، فلما قُتِل قال فيه r: (عمل قليلاً، وأُجِر كثيراً) أخرجه سعيد بن منصور وهو حسن،

        وكان أبو هريرة [أخبروني عن رجل دخل الجنة لم يُصَلِّ صلاة؟! ثم يقول: هو عمرو بن ثابت ] بإسناد

        صحيح عند ابن إسحاق؛ فهل هذا وأمثاله تربّوا وتصفَّوا بالمعنى الذي تزعُمون أم "تتغير الأحكام بتغير

        الأزمان"؟

        وهذا واضح في كُتُبِ الفقه: أن الكفار لو هجموا على مدينة فيها ناس جُهَّال لا يعرفون الصلاة فأيُّهما أهم

        جهاد الكفار أم تعليم الأغرار؟ وما دامت هناك أراض إسلامية يَحْتَلُّها الكفار فالجهاد فرض عين على كل

        مُسْتَطيع وإلا فالإعداد العسكري ـ وهل سمعْت برجل يقال له تَعَال! الجنة بينك وبين عُنُقِك وتستريح

        فيقول: لا! أريد طريق العلم الشرعي الطويلَ الوَعِرَ! ثم بعد هذا لا يدري أيُقبل منه أم يُزَجُّ به في النار

        لريائه مثلاً… هل هذا صادقٌ؟ أجيبوا! فما معنى أن نترك الطريق القصير للطويل إلا الرياء والكذب؟!

        رحم الله "عُمَيرَ بن الحُمام" يوم ألقى تمَراته وقال: (إنها لحياة طويلة‍! … :مسلم) أم أنك أحْكَمُ منه

        وأحرص على دين الله، وأدرى بمصلحة الأمة؟! أم أن بقاءك حياً أنفعٌ للأمة من بقائه؟!!!

        ـ فمهما قالوا: اجلس واشتر الكتب وأْنَسْ بمكتبة العلم فقل لهم: لكنَّ الله تعالى قال: )إن الله اشترى من

        المؤمنين أنفسَهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنةَ )





        تابع اخى المجاهــــد


        كل التحية لابطال جهاز التعبئة و الإعلام

        تعليق


        • #5
          معرفه الجهاد الأن فرض كفايه ام فرض عين؟؟؟؟
          ـ وأمامنا قضيتان إياك أن تخلط بينهما، الأُولى: معرفة حكم الجهاد اليوم أَفَرْضٌ هو أم لا؟ والثانية: تطبيقُ

          هذا الحكم؛ وشتان بين من يُنكر الفرض ولا يطبقه وبين من يُقِرُّ به لكنه يَعترف أنه مقصر وآثم!

          × فالجهاد عند الجمهور فرض كفاية يَتأدّى بمرة في السنة، ويكفي دليلاً قوله r لعمه أبي طالب عند

          موته: (أريد منهم كلمة واحدةً تَدين لهم بها العرب وتُؤَدّي إليهم العجم الجزية، قال: كلمةٌ واحدة!! قال: كلمةٌ

          واحدة، …"لا إله إلا الله" فقالوا: إلهاً واحداً ما سمعْنا بهذا في المِلَّة الآخرة، إنْ هذا إلا اختلاق: أحمد

          والترمذي وهو حسن)؛ لكن الجهاد قد يتحول إلى فرض عين، وحتى لو كان في أيامنا فرضَ كفاية، فلم

          تَتِم الكفاية من القتال بعدُ في أيامنا، لذا قلنا إن الجهاد القتالي هو الفريضة الغائبة اليوم، وإليك مقالاتِ

          أهل الذكر:

          1ـ قال القرطبي في تفسيره 8/152: [ …فرضٌ أيضاً على الإمام إغزاءُ طائفة إلى العدو كلَّ سنة مرة،

          يَخرج معهم بنفسه أو يُخرج من يثق به ليدعوهم إلى الإسلام … ويَكُفَّ أذاهم ويُظهرَ دين الله عليهم

          حتى يَدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يَدٍ … ويغزو بنفسه ـ أي المسلم ـ إن قدَر وإلاّ جهز غازياً …].

          2ـ مقدمة ابن خلدون: 1/230-231 [والمِلة الإسلامية لَمَّا كان الجهاد فيها مشروعاً لعموم الدعوة وحَمْلِ

          الكافَّة على دين الإسلام طوعاً أو كرهاً اتُّخِذت فيها الخلافة والمُلك …، وأما ما سوى الملة الإسلامية

          فلم تكن دعوتهم عامة ولا الجهاد عندهم مشروعاً إلا في المُدافعة فقط، فصار القائم بأمر الدين فيها لا

          يَعْنيه شيء من سياسة المُلك …… لِما قدَّمْناه لأنهم غير مكلفين بالتغلب على الأمم كما في الملة

          الإسلامية، وإنما هم مطالبون بإقامة دينهم في خاصتهم، ولذلك بقِيَ بنو إسرائيل من بعد موسى

          ويُوشَع صلوات الله عليهما نحوَ أربعِمائة سنة لا يَعتنون بشيء من أمر المُلك إنما همُّهم إقامةُ دينهم

          فقط……]

          3- ابن كثير في تفسيره: 2/402-403 [أمَر الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا الكفار أولاً فأولاً الأقربَ

          فالأقربَ إلى حَوْزَة الإسلام، ولهذا بدأ رسول الله r بقتال المشركين في جزيرة العرب، فلما فَرَغ منهم

          وفتح الله عليه مكة والمدينة والطائفَ واليمن واليمامة وهَجَر وخيبر وحَضْرَمَوت وغيرَ ذلك من أقاليم

          جزيرة العرب ودخل الناسُ من سائر أحياء العرب في دين الله أفواجاً، شَرَع في قتال أهل الكتاب، فتجهَّز

          لغزو الروم الذين هم أقربُ الناس إلى جزيرة العرب وأولى الناس بالدعوة إلى الإسلام لأنهم أهل الكتاب

          فَبَلَغ تبوك … ثم عاجَلَته المَنيّة…… وقام بالأمر بعدَه وزيره وصديقه وخليفته أبو بكر الصديق رضي الله

          عنه وقد مال الدين مَيلة كاد أن يَنْجَفِل، فثبَّته الله تعالى به فَوَطَّد القواعد وثبّت الدعائم ورَدَّ شارِدَ الدين

          وهو راغمٌ، ورَدَّ أهل الردة إلى الإسلام، وأخذ الزكاة ممن منعها من الطَّعام، وبيَّن الحق لمن جهله، … ثم

          شَرَع في تجهيز الجيوش الإسلامية إلى الروم عبَدة الصُّلبان، وإلى الفرس عبدة النيران، ففتح الله …

          البلادَ وأرغم أنف كسرى وقيصر ومن أطاعَهما من العباد …… وكان تمامُ الأمر على يدي …الفاروق

          الأواب شهيدِ المحراب، … فأرغم الله أُنوف الكفرة الملحدين، وقَمَع الطغاة المنافقين، واستولى على

          الممالك شرقاً وغرباً، وحُمِلت إليه خزائن الأموال من سائر الأقاليم بُعداً وقرباً، …… ثم … أجمع الصحابة

          …على …عثمان بن عفان رضي الله عنه شهيدِ الدار…… فظهر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها،

          وعلَت كلمة الله وظهر دينه وبلغت الملة الحنيفية من أعداء الله غاية مآربها، وكلما علَوا أمةً انتقلوا إلى

          بعدهم ثم الذين يلونهم من العتاة الفجار امتثالاً لقوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يَلُونكم من

          الكفار (، وقوله تعالى: ) ولْيَجِدوا فيكم غِلْظَة( أي ولْيَجِد الكفارُ منكم غِلظةً عليهم في قتالكم لهم، فإن

          المؤمن الكامل هو الذي يكون رفيقاً لأخيه المؤمن غليظاً على عدوه الكافر كقوله تعالى: … ) أشداءُ على

          الكفار رحماء بينهم (، وقال تعالى: )يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلُظ عليهم ومأواهم جهنم

          وبئس المصير (، وفي الحديث: أن رسول الله r قال: (أنا الضحوك القَتَّال) يعني أنه ضحوك في وجه وَلِيِّه

          قتَّال لِهَاَمة عدوه…… وهكذا الأمر لما كانت القرون الثلاثة الذين هم خير هذه الأمة في غاية الاستقامة

          والقيام بطاعة الله تعالى لم يزالوا ظاهرين على عدوهم، ولم تزل الفتوحات كثيرةً. ولم تزل الأعداء في

          سَفال وخَسار، ثم لما وقعت الفتن والأهواء والاختلافات بين الملوك طمع الأعداء في أطراف البلاد

          وتقدموا إليها، فلم يُمانَعوا لِشُغل الملوك بعضِهم ببعض، ثم تقدموا إلى حَوْزة الإسلام، فأخذوا من

          الأطراف بلداناً كثيرة، ثم لم يزالوا حتى استحوَذوا على كثير من بلاد الإسلام، … فكلما قام ملك من ملوك

          الإسلام وأطاع أوامر الله وتوكل على الله فتح الله عليه من البلاد واسترجع من الأعداء بحسَبه وبقدْر ما

          فيه من وَلاية الله،…].

          4ـ وفي أحكام القرآن للتهانوي: 2/330 طبعة كراتشي [أجمعوا على أنه إذا كان الكفار قارِّين في

          بلادهم "ولم يَهجموا على دار الإسلام" فعلى الإمام ألاّ يُخْلِيَ سنةً من السنين عن غزوة يغزوها بنفسه

          أو بسراياه حتى لا يكون الجهادُ معطلاً؛ لأن النبي r والخلفاء الراشدون لم يُهملوا الجهاد، فإذا قام به فئة

          من المسلمين بحيث يحصل بهم دفع شر الكفار وإعلاء كلمة الله سقَط عن الباقين، وحينئذ لا يجوز للعبد أن

          يخرج بغير إذن المولى ولا للمرأة بغير إذن الزوج ولا للمديون بغير إذن الدائن ولا للولد إذا منعه أحد أبويه

          لأن بغيرهم مَقْنَعاً فلا ضرورة إلى إبطال حقوق العباد، وإن لم يقم به أحد أثم جميع الناس إلاّ أولي الضرر

          منهم، وأجمعوا على أنه يجب على أهل كل قطر من الأرض أن يقاتلوا من يَلونهم من الكفار فإن عجَزوا

          ساعَدَهم الأقرب فالأقرب، وكذلك إن تهاونوا مع القدرة يجب القيام به إلى الأقرب فالأقرب إلى منتهى

          الأرض كذا في المظهري (2/203) وإلى الله المشتكى من صنيع سلاطين أهل الإسلام في زماننا حيث

          عطَّلوا الجهاد أبداً وإنما يقومون به دفاعاً فقط وقد قال أبو بكر الصديق t في أول خطبته "ما ترك قوم

          الجهاد إلاّ ذلوا" وايم الله قد صدق].

          5ـ ابن النحاس في تهذيب مشارع الأشواق صـ 35: [اعلم أن جهاد الكفار في بلادهم فرض كفاية باتفاق

          العلماء… وأقل الجهاد في كل سنة مرة … ولا يَجوز أن تَخلو سنة من غَزوٍ وجهاد إلا لضرورة … وقال إمام

          الحرمين الجويني: المختار عندي مسلك الأصوليين، قالوا: الجهاد دعوة قهرية، ولذلك تجب إقامته حسب

          الإمكان، حتى لا يبقى في الأرض إلا مسلم أو مسالم، ولا يختص الجهاد بمرة في السنة، ولا يُعَطّل إذا

          أمْكَنَتْ الزيادة … وقال ابن قدامة في المغني: أقلُّ ما يفعلُ الجهادَ في كل عام مرة، إلا إذا تعذر ذلك،

          وإن دَعَتْ الحاجة إلى القتال أكثرَ من مرة في العام وَجَبَتْ، لأنه فرض كفاية، وفرض الكفاية يجب كلّما

          دَعَتْ إليه الحاجة] ا.هـ فإن كان في المسلمين ضَعْفٌ صار واجبُهم الإعدادَ القتالي، لأن ما لا يتم الواجب

          إلا به فهو واجب.

          6ـ إعانة الطالبين[شافعي] 4/180: [وتحصُل الكفاية بأن يشحن الإمام الثغور بمكافئين للكفار مع إحكام

          الحصون والخنادق وتقليد الأمراء أو بأن يدخل الإمام أو نائبه دار الكفر بالجيوش لقتالهم] وفي 4/181:

          [..فرض كفاية في كل عام إذا كان الكفار حالّين في بلادهم لم ينتقلوا عنها].

          7ـ مغني المحتاج [شافعي] 4 /209 حتى220: [أما بَعْدَه صلى الله عليه وسلم فللكفار حالان: أحدهما

          يكونون ببلادهم مستقرين بها غير قاصدين شيئا من بلاد المسلمين ففرض كفاية كما دل عليه سير

          الخلفاء الراشدين وحكى القاضي عبد الوهاب فيه الإجماع... ويحصل فرض الكفاية بأن يَشحن الإمام

          الثغور بمكافئين للكفار مع إحكام الحصون والخنادق وتقليد الأمراء أو بأن يدخل الإمام أو نائبه دار الكفر

          بالجيوش لقتالهم …].

          v وما سبق كله في جهاد الطلب أما جهاد الدَّفْع فإليك البيانَ فيه:

          1ـ قال القرطبي في تفسيره 8/151عند قوله تعالى )انفروا خفافاً وثقالاً…( : [وقد تكون حالةٌ يجب فيها

          نفير الكل … وذلك إذا تعيّن الجهاد بغلبة العدو على قطر من أقطار المسلمين.. وجب على جميع أهل تلك

          الديار أن ينفروا وأن يخرجوا إليه خفافاً وثقالاً شباباً وشيوخاً كُلٌ على قدر طاقته، من كان له أب بغير

          إذنه،… ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مُقِلٍّ أو مُكْثِرٍ، فإن عجَز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم

          كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا على حسَب ما لزم أهل تلك البلدة حتى يعلموا أن فيهم القدرة

          على القيام بهم ومدافعتهم… فالمسلمون كلهم يَدٌ على من سواهم حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية

          التي نزل العدو عليها… سقط الفرض عن الآخرين ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضاً

          الخروج إليه حتى يظهر دين الله وتُحمى البيضة … ولا خلاف في هذا، فإن قيل: كيف يصنع الواحد إذا

          قصَّر الجميع؟ … قيل له: يعمد إلى أسير واحد فيَفديه … وقال "القائل ابن العربي": ولقد نزل بنا العدو …

          سنة (527) فجاس ديارنا "أي الأندلس" وأَسَر خِيْرَتَنا وتوسَّط بلادنا في عدو هالَ الناسَ عددُه، وكان

          كثيراً، فقلت للوالي: …هذا عدو الله قد حصل في الشَّرَك والشبكة فليخرج إليه جميع الناس حتى لا يبقى

          أحد منهم في جميع الأقطار فيُحاط به فإنه هالك لا محالةَ إن يسَّر لكم الله له؛ فغلَبَت الذنوب والمعاصي

          ، وصار كل أحد ثعلباً يأوي إلى وِجاره وإن رأى المكيدة بجاره؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون].

          2ـ الجَصَّاص في أحكام القرآن 3/114: [ومعلوم في اعتقاد جميع المسلمين، أنه إذا خاف أهل الثغور من

          العدو، ولم تكن فيهم مقاومة لهم، فخافوا على بلادهم وأنفسهم وذراريهم أن الفرض على كافة الأمة أن

          يَنْفِرَ إليهم من يَكُفُّ عادِيَتهم عن المسلمين، وهذا لا خلاف فيه بين الأمة، إذ ليس مِن قَول أحد من

          المسلمين إباحةُ القعود عنهم حتى يستبيحوا دماءَ المسلمين وسَبْيَ ذراريهم].

          3ـ وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر 2/359 دار الحديث: [الكبيرة 90ـ91ـ92] [90ـ تركُ الجهاد عند تعيُّنه

          بأن دخل الحربيون دار الإسلام أو أخَذَ مسلماً وأمكن تخليصه منهم 91ـ ترْك الناس الجهاد من أصله 92ـ

          ترك أهل الإقليم تحصينَ ثغورهم بحيث يُخاف عليها من استيلاء الكفار بسبب ترك ذلك التحصين] ثم قال:

          [تنبيه: عدُّ هذه الثلاثة ظاهرٌ ـ أي من الكبائرـ لأن كل واحد منها يحصل به من الفساد العائد على الإسلام

          وأهله ما لا يُتَدارك خَرْقُهُ، وعليها يُحمل ما في هذه الآية والأحاديث من الوعيد الشديد فتأمَّلْ ذلك فإني

          لم أر أحداً تَعرّض لهذا مع ظهوره].

          4ـ في أحكام القرآن للتهانوي 2/331 طبعة كراتشي: [إذا هجم الكفار على بلد من بلاد المسلمين صار

          الجهاد فرض عين على كل مكلف لا عذر له، وأجمعوا على أنهم إذا هجم العدو دار قوم من المؤمنين يجب

          على كل مكلف من الرجال حراً كان أو عبداً غنياً كان أو فقيراً ممن لا عذر له من أهل تلك البلدة الخروج

          إلى الجهاد، وحينئذ يكون من فروض الأعيان، فلا يظهر فيه حق العبد كالمولى والدائن والأبوين كما في

          الصلاة والصوم، وقال أبو حنيفة رحمه الله: تخرج المرأة دون إذن زوجها "لأنه لا دَخْل للزوج في فروض

          الأعيان"؛ فإن وقع بهم الكفايةُ سقط عمن وراءهم، وإن لم يقع بهم الكفاية يجب على مَن يَليهم إعانتُهم،

          وإن قعد من يليهم يجب على مَن وراءَهم الأقربُ فالأقربُ والله أعلم "من المظهري"].

          5ـ وفي بدائع الصنائع للكاساني[حنفي] 7/98 [وإن ضَعُفَ أهل ثَغْر عن مقاومة الكفرة، وخيف عليهم من

          العدو فعلى من وراءَهم من المسلمين الأقربُ فالأقربُ أن ينفروا إليهم وأن يُمِدُّوهم بالسلاح … والمال،

          لِما ذكرنا أنه فرض على الناس كلِّهم ممن هو من أهل الجهاد، لكن الفرض يسقط بحصول الكفاية

          بالبعض…… فأما إذا عمَّ النفير بأن هجم العدو على بلد فهو فرض عين يُفترض على كل واحد من آحاد

          المسلمين ممن هو قادر عليه لقوله سبحانه وتعالى: )انفروا خفافاً وثقالاً( …… يَخرج… بغير إذن…… لأن

          حق الوالدين لا يظهر في فروض الأعيان كالصوم والصلاة ……].

          6ـ قال في الدر المختار: [وإياك أن تتوهم أنّ فرضيّتَه [أي جهاد الطلب] تسقط عن أهل "الهند" بقيام

          أهل "الروم" مثلاً، بل يُفرض على الأقرب فالأقرب من العدو إلى أن تقع الكفايةُ، فلو لم تقع إلا بكل

          الناس فُرِض عيناً كصلاةٍ وصومٍ …]

          ونقل شارحه ابن عابدين 3/219 عن علماء الحنفية: [وإن ضَعف أهلُ ثغر عن مقاومة الكفرة، وخيف عليهم

          من العدو، فعلى من وراءَهم من المسلمين الأقربُ فالأقربُ أن ينفروا إليهم وأن يُمدوهم بالسلاح و…

          والمال …] ثم قال: [وحاصله: أن كل موضع خيف هجوم العدو منه فُرِض على الإمام أو على أهل ذلك

          الموضع حفظُه، وإن لم يقدروا فُرض على الأقرب إليهم إعانتهم إلى حصول الكفاية بمقاومة العدو].

          ـ وصـ 3/221: [وفَرْضُ عينٍ إن هَجم العدو فيخرج الكل ولو بلا إذن] وشرَح ابن عابدين: [أي على من يَقْرب

          من العدو، فإن عجَزوا أو تكاسلوا فعلى من يليهم، حتى يُفترَض على هذا التدريج على كل المسلمين

          شرقاً وغرباً … وفي البزازية: مسلمة سُبيت بالمشرق وجب على أهل المغرب تخليصها من الأسر].

          7ـ قال الشيخ وهبي سليمان غاوجي في تعليقه على ملتقى الأبحر[حنفي] 1/355: [ولا شك في

          فرضية الجهاد فرض عين على المكلفين من المسلمين اليوم، ولا يبقى عليهم إلاّ النفير العام إليه (وإذا

          استُنْفِرْتُم فانفروا) وعسى أن يكون ذلك قريباً].

          8ـ وفي الروضة للنووي [شافعي]10/214حتى 216: [الضرب الثاني: الجهاد الذي هو فرض عين فإذا

          وطئ الكفار بلد المسلمين أو أَطَلُّوا عليها ونزلوا بابَها قاصدين ولم يدخلوا صار الجهاد فرض عين على

          التفصيل الذي نبينه إن شاء الله تعالى … ولا يجب في هذا النوع استئذان الوالدين وصاحب الدين … …

          حتى إذا لم يكن في أهل البلدة كفايةٌ وجب على هؤلاء أن يَطيروا إليهم… وهذا معنى قول البَغوي: إذا

          دخل الكفار دار الإسلام فالجهاد فرض عين على من قَرُب وفرض كفاية في حق من بَعُد … … وكيف يجوز

          تمكين الكفار من الاستيلاء على دار الإسلام مع إمكان الدفع؟! والله أعلم].

          9ـ قال ابن النحاس في تهذيب مشارع الأشواق في فضائل الجهاد صـ369: [وإذا غزا الأعداء بلاد

          المسلمين، ولم يخرج المسلمون ـ أي أصحاب البلد ـ لقتالهم كان قعودهم عن الجهاد كفرارهم من

          الزحف وتوليتِهم الأدبار؛ هذا إذا كانوا أكثر من الأعداء أما إذا قلَّ المسلمون فلا يَعصون ـ أي بعدم الخروج

          لمواجهة العدوّ ـ ولهم أن يتحصّنوا بانتظار المدَد من إخوانهم المسلمين] ا.هـ فيأثم من يستطيع عونَهم

          ولم يفعل؛ ومَن عَجَز عن القتال وجب عليه الإعداد الحقيقي له، وليس الإعداد للزواج أو الامتحان!!!وهذا

          واضح.

          ـ وفي صـ35: [ويجب الجهاد على أعور، وذي صُداع، ومن به وَجَع ضرس، وحُمَّى خفيفة، وعلى ذي عَرَج

          يسير … … وإذا نزل العدو بقعة من بلاد المسلمين، فيجب على المسلمين في المناطق الأخرى

          مساعدةُ المسلمين في تلك البقعة … وعندما ينزل الكفار بلدةً للمسلمين، وجَبَتْ مساعدة أهل تلك

          البلدة على كلِّ مَن كان على بُعْدِ مسافة قصرٍ عنهم، إن كفى هؤلاء وأَغْنَوا، وإن لم تكن بهم كفاية وَجَبَ

          النفير على الباقين الذين هم أَبْعَدُ منهم، وإن خرج للكفار من تحصُل بهم الكفاية، سقط الحرج عن

          الباقين، ولكنْ فاتَهم الأجر العظيم والثواب الجزيل … وإذا احتل الكفار جبلاً أو سهلاً أو مكاناً في دار

          الإسلام بعيدٍ عن البلدان والأوطان، وليس فيه سكان، فإنه يأخذ حكم تلك البلدة التي يحتلها الكفار،

          ويجب على المسلمين النفير لتحرير ذلك المكان! … وقال القرطبي: لو اقترب الكفار من دار الإسلام ولم

          يدخلوها، لَزِمَ المسلمين الخروجُ إلى الكفار، حتى يظهر دين الله، وتُحْمى البلاد، وتُحْفَظ الحدود والثغور]

          10ـ مُغني المحتاج [شافعي] 4 / 209 حتى220: [ … ثم شَرع المصنِّف في الحال الثاني من حال الكفار

          وهو ما تضمنه قوله: يدخلون بلدة لنا أو يَنزلون على جزائر أو جبل في دار الإسلام ولو بعيداً عن البلد،

          فيلزم أهلَها الدفع بالممكن منهم، ويكون الجهاد حينئذ فرض عين… فإن أمكنَ أهلَها تأهُّبٌ استعداداً لقتالٍ

          وَجَبَ على كل منهم.. بحسَب القدرة، حتى على فقير بما يقدر عليه ووَلَدٍ ومَدين ـ وهو من عليه دَين ـ وعبدٍ

          بلا إذن من أبوين ورَبِّ دَين ومِن سيد، ويَنْحَلُّ العَجْز عنهم في هذه الحالة لأن دخولهم دار الإسلام خَطْبٌ

          عظيم لا سبيل إلى إهماله، فلا بد من الجِدِّ في دفعه بما يمكن، وفي معنى دخولهم البلدة ما لو أَطَلٌّوا

          عليها...

          ثم ما مَرَّ: حُكْم أهل بلدة دخلها الكفار...، ومَن هو دون مسافة قصر من البلدة التي دخلها الكفار حكمُه

          كأهلها، فيجب عليهم المُضِيُّ إليهم إن وَجَدوا زاداً، ولا يُعتبرـ أي لا يُعَدّ عدم وجوده عُذراً ـ المركوب لقادِرٍ

          على المشي على الأصح، هذا إن لم يكن في أهل البلد التي دخلوها كفايةٌ؛ والذين هم على المسافة

          للقصر فأكثرُ يلزمُهم في الأصح إن وجدوا زاداً ومركوباً الموافقةُ بقَدْرِ الكفاية إن لم يَكْفِ أهلُها ومن

          يَليهم دفعاً عنهم وإنقاذاً لهم.

          تنبيه: أشار بقوله بقَدْر الكفاية إلى أنه لا يجبُ على الجميع الخروج، … والأصح إن كفى أهلُها لم يلزمهم؛

          ولو أَسَروا ـ أي الكفار ـ مسلماً فالأصح وجوب النهوض إليهم، وإن لم يدخلوا دارنا لخلاصه إن توقّعْناه،

          بأن يكونوا قريبين، كما ننهض إليهم عند دخولهم دارَنا، بل أولى لأن حُرمة المسلم أعظمُ من حرمة الدار].

          11ـ ابن تيمية: [إذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقربِ فالأقربِ، إذ إن بلاد

          المسلمين كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد أو غريم]

          12ـ وفي كشَّاف القِناع للبُهُوتي[حنبلي] 3/37 دار الفكر: [ومن حضَر الصّفَّ من أهل فَرْضِ الجهاد ـ وهو

          الذكر الحر المكلف المستطيع المسلم … ـ كأَنْ حضَره عدو أو حضر بلده عدو أو احتاج إليه بعيد في الجهاد

          أو تقابل الزحفان المسلمون والكفار أو استنفره من له استنفاره ـ ولا عُذرـ تَعَيَّنَ عليه أي صار الجهاد

          فرض عين عليه].

          * وفيما سبق كفاية، ولك أن تتحقق بنفسك لترجُم الشك باليقين، فلا تكونن من المُخَذِّلين.

          3ـ لئلا تكون فينا صفة المنافقين، فـ (من مات ولم يَغْزُ ولم ُيحَدِّث نفسه بالغزو مات على شُعبة من

          النفاق): مسلم، وهذا في فرض الكفاية فكيف بفرض العين؟ و)إن المنافقين في الدَّرْك الأسفل من النار

          ولن تجد لهم نصيراً ( سورة النساء.

          4ـ لئلا يُعَذِّبنا الله عذاباً أليماً: )إلاّ تنفروا يُعَذِّبْكم عذاباً أليماً ويَستبدلْ قوماً غيركم ولا تَضُرُّوه شيئاً والله

          على كل شيء قدير ( والنفير معروف، ومن ورائه القتال، ولم يَقُل إلا تدرسوا يُعذِّبْكم… فلماذا نَقلب

          الموازين؟

          ـ (ما ترك قوم الجهاد إلا عَمَّهم الله بالعذاب) قال المنذري: الطبراني بإسناد حسن؛ فهل تَجْرؤ أن تقول إن

          من يترك الدراسة أو دروسَ التجويد سيُعَمُّ بالعذاب؟!

          ـ (من لم يَغْزُ أو يُجَهّز غازياً أو يَخلُف غازياً في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة) أبو داود

          بإسناد قوي، فهل تعتقد أنك بترك دراستك الاقتصادَ أو الهندسةَ أو بترك عملك في المتجر أو المعمل هل

          تعتقد أن الله سيصيبك بقارعة كما سيصيبك بها بتركك الغزو في سبيل الله؟

          ـ (من تعلّم الرمي ثم تركه فليس منا أو فقد عصى) مسلم، فكيف بمن لم يَرْمِ في حياته! وفي رواية أبي

          داود والترمذي: (…ومن ترك الرمي بعدما عَلِمَه رغبةً عنه فإنها نعمة تركها، أو قال: كفرَها) والحديث

          حسن؛ فكيف تُرَغِّبُ وتُفَضِّل شيئاً على القتال، ثم تُؤَكِّد على ذلك؟!

          v شبهة: زماننا غير زمانهم !

          5ـ لماذا القتال؟ لنحقق أمر الله في إرهاب العدو والإغلاظ عليهم، فتُرفعَ عنا الذلة، وتعودَ لنا العزة

          والمَهابة في قلوب أعدائنا، فنحيا الحياة اللائقة، ونَتّقي فساد الأرض الحاصلَ من ترك القتال، فالقتال هو

          السبيل الوحيد للتمكين وإليك الدليلَ:

          ـ أمَا أمر ربنا نبيه r )يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين …واغلُظ عليهم (؟ أمَا قال للمؤمنين )ولْيَجدوا

          فيكم غِلظة(، )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرْهِبون به عدو الله وعدوكم (؟ أمَا ذكر

          صفة الصحابة الكرام )أشداءُ على الكفار (؟! فأين شدتكم؟ أين غلظتكم؟.. في تصانيفكم ودراستكم

          وشِعركم وقصصكم وندواتكم وكلِّ إعدادكم السلمي المزعوم؟!

          أم أنكم حقاً تحسبون ما تصنعونه لوناً من ألوان الشدة وإرهاب العدو؟! أين إغاظتكم للكفار وإرهابكم

          لهم؟! إن الغِلظة لا توجد حقيقة إلا مع الرشاش! وهل أنتم حقاً مقتنعون أن العدو يَرهب كتاباً تنشرونه

          تُنَدِّدون به وتشجُبون وتُجعجعون ـ عفواً: تجاهدون ـ على الطريقة الحديثة؟ لكنه يَفرق خوفاً إن سمع

          مسلماً رفع السلاح ولو كان سكيناً، كيف لا؟ والسيف أصدق إنباءً من الكتب!

          ـ وأيهما أعظم أثراً في قلوب الأعداء: شابٌّ دبّر عمليةَ تفجيرٍ لليهود مثلاً فنجح لكنهم اعتقلوه فأعدموه أم

          شابٌ دخل "كلية العمارة" وكان الأوّلَ في مراحل السنوات كلِّها؟ وما فائدة "العَمَارة" في القتال؟ وكم

          واحداً نحتاج من هؤلاء الأوائل حتى يقتنع الناس بجدوى الإسلام ومصداقية المُلتزمين حتى يكونوا معهم

          ضد حكوماتهم المنحرفة؟ وهل كلُّ المُلتزمين عندهم المؤهلات الخَلْقية لهذا التبريز المطلوب؟ وهل

          الوقت المبذول لهذا التبريز يعادل المكاسب منه والتي ـ على حسَب ما نرى ـ لم تَزِد على كلمات الثناء

          والإطراء حتى إذا ما أظهرَ الشاب توجُّهَه الإسلامي في الثوابت فحسْب [رفْض فصل الدين عن الدولة،

          حجاب المرأة، رفْض الصلح الدائم مع اليهود،..] ترى مدْحهم عاد ذمّاً؟ فأيُّ معنًى لِلْحَثّ ـ بشكل غير

          مباشِر ـ على دراسةِ ما لا يُفيد قطعاً في ميدان القتال [كتاريخ الحزب الحاكم ومنجزاته وأسماء علماء

          الكيمياء في العالَم و...] ثم يتخرَّجُ "مجاهدُنا" (!) بأرطالٍ من المعلومات، لكنه لا يعرف حتى الآن صنع

          قنبلةٍ تُرهب العدو من المواد الكيميائية التي بين يديه!! فأيُّ إعداد هذا أيها العقلاء؟؟!! ثم يُصِرُّون أن

          التبريز في هكذا كليات سيساهم في تحرير فلسطين!!!! واللهُ المستعان.


          وإليك أقوالَ العلماء في إذن الوالدين:

          1ـ المغني 9/171: [ مسألة: .. وإذا خُوطب بالجهاد فلا إذن لهما، وكذلك كل الفرائض لا طاعة لهما في

          تركها، يعني إذا وجب عليه الجهاد لم يُعتبر إذن والديه، لأنه صار فرضَ عين وتركُه معصية، ولا طاعة لأحد

          في معصية لله، وكذلك كل ما وَجَبَ مِثْلُ الحج والصلاة في الجماعة والجُمَع والسفر للعلم الواجب، قال

          الأوزاعي: لا طاعة للوالدين في ترك الفرائض والجُمع والحج والقتال لأنها عبادة تَعَيَّنَتْ عليه فلم يُعْتَبَر إذن

          الأبوين فيها كالصلاة].

          2ـ وفي بدائع الصنائع للكاساني 7/98: [فأما إذا عمَّ النفير بأن هجم العدو على بلد، فهو فرض عين

          يُفترض على كل واحد من آحاد المسلمين ممن هو قادر عليه لقوله سبحانه وتعالى )انفروا خفافاً وثقالاً

          ( ……يَخرج …بغير إذن……لأن حَقَّ الوالدين لا يظهر في فروض الأعيان كالصوم والصلاة ……]

          ، وبلاد المسلين واحدة كما هو معروف.

          3ـ ابن تيمية: [ إذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا رَيْبَ أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ إن بلاد

          المسلمين كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد أو غَريم].

          ـ فإن قالوا: أمك تبكي عليك! فقل لها:

          أماه ديني قد دعـاني للجهاد وللفِدا

          أماه إني ذاهب للخـلد لـن أتَرَدّدا

          أماه لا تبكي عليَّ إذا سقطْتُ مُمَدَّداً

          وقل لها: أماه إن سحَّت دموعُكِ أو تذَكَّرْتِ اللقـاء

          وعَدَت عليك الذكرياتُ وهَيَّجَت فيك البكاء

          فَتَجَلَّدِي بالصبر حيناً ثم جُودي بالـدعـاء

          قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشَون

          كَسَادَها ومَسَاكنُ تَرْضَونها أَحَبَّ إليكم من الله ورسوله وجِهَادٍ في سبيله فَتَرَبَّصُوا حتى يأتيَ الله بِأَمرِهِ

          والله لا يهدي القوم الفاسقين


          كل التحية لابطال جهاز التعبئة و الإعلام

          تعليق


          • #6
            مشكور اخي الكريم على هذا الموضوع الطيب

            تعليق


            • #7
              اللهم جهاد حتي النصر أو الشهادة
              اللهم الشهادة في مسري نبيك محمد صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم
              اللهم آمين..اللهم آمين.. اللهم آمين
              بارك الله فيك أخي الكريم وجعله الله في ميزان حسناتك
              لغة الجموع تجاوزت خطراتي ... وتقاصرت عن وصفها كلماتي
              وتجبرت فوق العروش وكبـرت ... الله أكبر قد هزمت طغــــــاتي

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك أخي الكريم وجعله الله في ميزان حسناتك

                تعليق


                • #9
                  مشكور جدااا اخي
                  و جزاك الله الخير على الموضوع المميز
                  [mtohg=FFFFFF]http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-1f3e892363.jpg[/mtohg]

                  فلتخرس كل الألسنة المتطاولة على سرايا القدس

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيكم خوانى على مروركم الطيب


                    كل التحية لابطال جهاز التعبئة و الإعلام

                    تعليق


                    • #11
                      بارك الله فيك أخي "ابو عمر "

                      وجعله في ميزان حسناتك

                      تعليق

                      يعمل...
                      X