إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أصغر جاسوس في التاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    7- السقوط

    وفي إحدى زياراته لمدينة صيدا، في سبتمبر 1972،
    تقابل في طريق البوليفار الذي يقع الى البحر مباشرة، بفتاة فلسطينية عرجاء، تتسول
    . سألها عن أبيها فأجابته بأنه فقد بصره
    وإحدى يديه في انفجار عبوة كان يعدها، ولها شقيق تطوع في صفوف المقاومة
    اختفت أخباره.
    رادوها عن نفسها فرفضت وهمت بالانصراف.
    فعرض عليها مائة ليرة لتخبره بأسماء قادة الفدائيين في مخيمها "عين الحلوة".
    أحست ابنة الرابعة عشرة بأنها تحادث أحد الخونة،
    وكانت لحظه السيء تملك رغم صغرها حساً أمنياً عالياً،
    أورثتها إياه كوارث زلزلت حياتها منذ وعت.
    تلفتت الفتاة يمنة ويسرة ولما اقتربت إحدى السيارات العسكرية
    ، صرخت بكل عزمها: جاسوس، جاسوس.
    انطلق نايف كالسهم هرباً وقد ولت جرأته. .
    واختبأ لثلاث ساعات بين أنقاض مسرح قديم مهدم.
    خرج بعدها في هدوء وكأن شيئاً لم يكن.
    وفي المنطقة الواقعة بين شركة الداتسون والتيرو بطريق صيدا القديم،
    انقض عليه عدة رجال وكبلوه،
    وعندما دفعوا به الى العربة الجيب
    كانت الفتاة تجلس مزهوة فرحة.
    أخذوه الى معسكر فلسطيني بطريق "دير قانون البحر"
    وبين طيات ملابسه عثروا على رسوم كروكية لمواقع فلسطينية
    في مثلث الراهبات، وشارع رياض الصلح،
    ولأهم المفارق الحيوية بصيدا.
    وبالتحقيق معه حاول قدر استطاعته أن يناور . .
    ويتغابى، لكنه انهار في النهاية واعترف بعمالته للموساد،
    وأرشد عن الجهاز اللاسلكي الذي عثروا عليه بقاع سحري بدولاب ملابسه.
    عثروا أيضاً على أربعة آلاف دولار،
    وستة عشر ألف ليرة لبنانية ثمن خيانته وتجسسه لمدة عام.
    وبنفسه كتب اعترافاً كاملاً بظروف حياته،
    ومعاناته النفيسة التي أثرت على وعيه، وخطوات تجنيده بداية من زياد،
    ثم زيارته لإسرائيل، حيث سيطروا عليه هناك بالمال والجنس،
    وصوروه بإرادته في احط الأوضاع وأقذرها مع إسرائيليات،
    بدعوى أنهم مضطرون لتصويره لضمان إخلاصه لهم،
    ولكي يحافظ على جهاز اللاسلكي الذي يفوق ثمنه مائة ألف دولار.
    في اعترافاته قال أيضاً أنهم وعدوه بثلاثين ألف دولار،
    مقابل تجنيد ضابط فلسطيني في صفوف المقاومة،
    وشمل اعترافه قائمة طويلة بأسعار المعلومات المطلوبة،
    وجملة ما يخصه من أموال ورواتب متأخرة لدى الموساد.
    سلمه الفلسطينيون للسلطات اللبنانية لمحكامته
    (ليس لهم الحق في محاكمة لبناني أو أجنبي خائن،
    ولو كان يتجسس عليهم، فهم يحاكمون فقط مواطنيهم المتهمين بالخيانة.
    وغالباً ما يتم إعدامهم رمياً بالرصاص).
    ومثل الخائن أمام المحكمة العليا ببيروت، وفي فبراير 1973 أدين بالحبس
    مدة سبع سنوات.
    وبعد ثمانية أيام في السجن عقد له زملاؤه
    المسجونون محكمة أخرى، أعضاؤها الخمسة من القتلة واللصوص،
    وحكموا عليه إجماعاً بالإعدام شنقاً.
    كان يظن طوال الوقت بأن الأمر مجرد هزل مساجين،
    لكنهم انقضوا عليه وشنقوه بالفعل بواسطة حبل جدلوه من ملابسهم،
    وكان ذلك عشية احتفاله بعيد ميلاده الثلاثين
    ، واعترفوا بلا أدنى مواربة بأنهم اقتصوا منه وحاكموه بالعدل،
    وبقانون العروبة والوطن، لا بقوانين لبنان.
    ألم نقل من قبل أن لبنان بلد العجائب،
    وأنه البلد العربي الوحيد الذي لا يعدم فيه الجواسيس بنص القانون !!!


    تــــمـــــت بـــــحــــمــــد الــــلــــه
    موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
    22:2

    تعليق


    • #77
      الله يبارك فيك اخي لكن اريد منك هل الموضوع جيد ام بلاش اتابع تنزيل المواضيع ان كان مش منيح او ليس ضروري
      الحقيقه الموضوع قيم

      وهناك بعض الموضيع كانت غايبى عنى او لم اكن اعرفها.........

      ياحبذا لو المشرف قام بتثبيت الموضوع
      راياتنا سود ..... ولا نهاب اليهود ...... في سبيل الله نجود ..... بإرداة وصمود ...... جيشنا الجبار نقود ...... نسعى لإزالة إسرائيل من الوجود .... . نحن جند السرايا الأسود .......

      تعليق


      • #78
        بارك الله فيكي علي هدا المجهود الكبير
        سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

        تعليق


        • #79
          جزاكم الله خيرا اخوتي ابو عبيدة الجهادي و ahmadmen

          واتمني لكم داوم الاستفادة من الموضوع وعسي ان يكون الموضوع في المستوي المطلوب والمامول منا

          تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

          وان شاء الله اعدكم بالمزيد من القصص والمواضيع المهمة والتي لن ينضب منها الموضوع في الفترة القادمة انشاء الله
          التعديل الأخير تم بواسطة لبؤة الجهاد; الساعة 01-02-2009, 03:37 AM.
          موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
          22:2

          تعليق


          • #80
            الجسوس الذي مات مرتين






            جمال حسنين . . الجاسوس
            الذي مات مرتين. .


            ليس ضرورياً أن يكون الجاسوس
            ملماً بالنواحي العسكرية،
            أو يملك خبرة فنية في تخصص ما،
            أو ذو علم غزير يستفيد من ورائه العدو.
            فالجاسوسية الحديثة
            لا تشترط وجود أي من هذه الصفات
            لدى الجاسوس. كل ما في الأمر،
            أن يكون منزوع الانتماء .
            . فقيد الضمير، يسعى بين أهله ومواطنيه
            كالحية الرقطاء تتربص بالفريسة.
            لكن ..
            ماذا بعد السقوط وقضاء ربع قرن
            بين جدران السجون؟
            هل تغيرت الحية وتبدلت؟
            لا أحد يعرف . .
            ولم يكتب أبداً أي صحفي في مصر
            عن حياة جاسوس خارج السجن .
            . لا أحد يعرف

            السلاح الرابع
            منذ ثلاث سنوات تقريباً. .
            أفرج عن الجاسوس جمال حسنين
            بعد أن أمضى 25 عاماً خلف جدران
            سجن المزرعة في أبو زعبل
            . حيث لا يزال بين جدرانه
            عدد من الخونة الذين جندتهم
            المخابرات الاسرائيلية للتجسس
            على مصر.
            لا ندري كيف يمضي هؤلاء الخونة
            مدة عقوبتهم طوال هذه السنوات
            .. كما لا ندري هل لسعتهم أوجاع الندم
            .. أم أنهم فقدوا الإحساس بعظم جرمهم
            في حق الوطن؟
            وهل كلهم هكذا، أم أن هناك
            بعضهم أفاقوا الى رشدهم
            بعد فوات الأوان؟
            ولكن . .
            كيف سيواجهون الحياة في المجتمع
            بعد ربع قرن في الزنزانة؟
            وكيف يستقبلهم المجتمع والأسرة
            بعد الإفراج عنهم؟
            لا أحد يستطيع التكهن
            بما في نفوس هؤلاء الخونة
            ، ولم يسبق لصحفي أن أجرى
            حوار مع جاسوس قضى مدة عقوبته
            ليصف لنا حاله بالضبط.
            وعلى كل حال . .
            بقدر ما يهمنا البحث عن سلوك خائن
            منح حريته يهمنا أيضاً
            البحث في الأسباب التي أدت
            الى سقوطه في شباك الجاسوسية
            ودراستها.
            فلكل جاسوس خائن ظروف
            اجتماعية ونفسية مختلفة
            قادته الى مستنقع الخيانة
            ، ولكل جاسوس وسيلة
            اتبعتها الموساد معه . .
            ونقطة ضعف أسقطته حتى أذنيه
            .. ليصير جاسوساً ..
            لا يدخر وسعاً في إطلاع العدو
            على أسرار بلده، وتنفيذ أوامره
            في التخريب والتدمير
            وبث الإشاعات المغرضة.
            ولا زالت الدراسات الجادة
            تبحث في الصراعات والمعارك.
            . التي تشتعل في نفوس هؤلاء الخونة .. وارتطامهم
            بالمشاكل التي تدمر فيهم خلايا الوعي
            وإدراك النتائج. .
            فيسقطون صيداً سهلاً في يد الأعداء.
            . ويكونون له عيوناً تنقل إليه
            ما لا يراه أو يفهمه.
            إنها الخيانة .
            . داء قذر قد يصيب بعض الذين
            يطمعون في مال..
            أو جسد أنثى ..
            أو منصب فقده في وطنه.
            بل يصاب بالخيانة بعض أناس
            لا يلتفتون الى تلك الأشياء مطلقاً.
            . كأن يسيطر عليهم هاجس غريب.
            . يصور لهم الأعداء
            بصورة مغايرة تدعو الى الشفقة
            أو الموازرة.
            لكن هناك حقيقة لا يجب أن تفوتنا
            وهي أن الجاسوسية –
            برغم ما ينشر عنها من دراسات كل يوم –
            إنما هي "أمر" سري يغلفه
            الصمت ويحيطه الكتمان .
            . وما يكتنفها من غموض
            هو محاولة لإخفاء وجه الجاسوسية
            ونشاط العاملين فيها.
            ولأن الجاسوسية هي
            "السلاح الرابع" كما يطلقون عليها
            – بعد سلاح الطيران
            والبحرية
            والقوات الجوية
            – فهي أولاً وأخيراً تعتمد على عقول ماهرة
            تبني الحقائق.
            . وتحلل المعلومات وتستخلص النتائج
            وتضع الخطط
            ، وتصنع ما لا يتخيله عقل أو منطق
            من خداع وحرب خفية
            أسلحتها الذكاء، والشيفرة،
            والرموز، وأجهزة الإرسال اللاسلكي،
            وآلات التصوير. .
            هذا الى جانب العامل البشري.
            . واللجوء لشتى السبل من إغراء أو تهديد
            أو إرهاب وخلافه
            لتجنيد الجواسيس.
            لذلك ..
            أصبحت الجاسوسية هي الأداة الأساسية
            في تحديد
            السياسات الدبلوماسية للدولة الحديثة.
            . وكذلك هي "المستشار الخفي"
            لرؤساء الجمهوريات والحكومات
            عند اتخاذ القرارات المصيرية.
            وبالرغم من اختلاف جاسوس اليوم
            عن جاسوس الأمس . .
            وتطوير التكنولوجيا الحديثة
            والتقاط الصور الجوية بواسطة أقمار وطائرات التجسس،
            إلا أن الوسائل "البشرية"
            لا يمكن إهمالها أو الاستغناء عنها
            ، وستظل الجاسوسية
            أبد الدهر تعتمد على العملاء والجواسيس،
            مهما قيل عن احتلال الأجهزة
            والوسائل التكتيكية
            التي تلاشت أمامها حجب الأسرار
            وخفاياها.
            بل إن فكرة تجنيد الجواسيس بالإغراء أو بالمال
            أو بالفضيحة والتهديد أصبحت
            فكرة قديمة وعقيمة
            . والجديد هو استغلال ثقافة
            ومعتقدات البعض. .
            الذين يتفقون في أهدافهم وآرائهم أو نظرتهم
            الى الحياة معمثيلاتها
            في جهاز المخابرات الذي يجندهم..
            إنهم جواسيس الفكر الأيديولوجي
            ومدعو التحضر والثقافات.
            وحتى الآن ..
            هناك من أمثال هؤلاء الكثيرين.
            . الذين سعوا بأنفسهم
            لدى جهاز المخابرات الذي يتوافق
            مع أفكارهم لتجنيدهم. .
            دون النظر الى أي مطالب أو حاجات.
            وأقربهم الى الذاكرة الآن ..
            الجاسوسة هبة سليم
            التي انخرطت في سلك الجاسوسية
            دون حاجة الى مال أو رغبة
            تود تحقيقها، بل تجسست
            لأنها آمنت بأن إسرائيل
            قوة لا يمكن هزيمتها،
            وكانت ترفض مراراً آلاف الدولارات
            التي هي مقابل للمعلومات
            "الدسمة" التي أمدتها بها.
            ولأنها تصورت أن تجسسها واجب
            فكان من الطبيعي
            أن تكون أكثر "إخلاصاً" و "أمانة"
            في نقل المعلومات.
            بل إنها تطوعت وأسلمت
            جسدها وبكارتها طواعية
            الى ضابط الجيش المصري
            "فاروق الفقي" من أجل الحصول على
            معلومات منه. يا الله . .
            إنه عالم عجيب وغريب،
            مليء بالأسرار والغموض،
            عالم يقبض على قوة الحياة والموت ..
            رحلة الأمل
            ومعارك الجاسوسية بين العرب
            وإسرائيل مستمرة
            ولا زالت برغم حالة السلم ..
            ولن تتوقف مطلقاً طالما هناك
            أرض اغتصبت بالقوة ..
            وشعب أجبر على هجر أرضه
            أو يدفن بها حياً.
            ولأن إسرائيل هي الدولة المغتصبة .
            . صاحبة التاريخ الأسود الطويل
            المليء بالمذابح والإرهاب. .
            فهي تخشى يقظة العرب
            وصحوتهم ذات يوم.
            ولذا .. أطلقت جواسيسها
            داخل الوطن العربي. .
            يجمعون لها أسرارنا العسكرية
            وشتى المعلومات التي تتعلق بالنشاط الاقتصادي أو الصناعي. .
            وتنوعت ألوان الجاسوسية الإسرائيلية . . فالجاسوس
            لم يعد مجرد شخص يتقصى المعلومات
            ويلتقط صوراً لأماكن حيوية ..
            بل أصبح مكلفاً ببث الفوضى
            والإشاعات المغرضة وإثارة القلق
            في الشارع العربي
            أما عن الجاسوس جمال حسنين
            الذي أفرج عنه
            منذ قليل بعد 25 عاماً وراء القضبان .
            . فقصته مع التجسس مثيرة
            ومادة شيقة للتناول
            . وعظة للشباب الذي يسافر
            الى أوروبا بحثاً عن
            عمل بعدما ضاقت به السبل
            وأغلقت دونه أبواب الأمل.
            موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
            22:2

            تعليق


            • #81
              ولد جمال في 29 أكتوبر 1941 بالقاهرة لأسرة موظف صغير في وزارة الشؤون الاجتماعية يعول سبعة أفراد. دخل مرحلة التعليم الابتدائي وشق طريقه في التعليم . . متعثراً. وتمكن عام 1962 من الحصول على دبلوم في المساحة .. وعين فوراً في مصلحة المساحة بالقاهرة. . وكان راتبه الصغير يشعهر بأنه قزم تافه.
              لذلك سعى للحصول على دبلوم المعهد الأوليمبي بالاسكندرية في محاولة للارتقاء بوضعه الوظيفي، وأمكن له بالفعل الحصول على دبلوم المعهد عام 1968، وكانت مصر حينئذ في حالة يرثى لها . . وتسعى للنهوض من عثرة النكسة وتنظيم صفوفها من جديد استعداداً للثأر من العدو الإسرائيلي.
              في ذلك الوقت لم يكن جمال حسنين بعيداً عن نبض الجماهير. . والإحساس بالمهانة لهزيمة الجيش واحتلال أرض عربية أخرى. وحنق كثيراً على القيادة العسكرية. . وكثيراً ما كان يجادل أصحابه ويثور لأنه لم يلتحق بالقوات المسلحة بسبب "الفلات فوت" اللعين. وكظم غيظه وأحلامه وحبس طموحه بداخله الى أن تحين اللحظة المناسبة للتحرك.
              ولكن الوقت يجري و "سماح" تنضج وتفور أنوثتها ولا يزال كما هو بلا حركة .. وخطابها عرفوا الطريق لبيتها فتملكه الرعب لمجرد أن تخيل خطبتها لآخر. ولما أضناه الأرق وهده الفكر . .صارح والده بحبه للفتاة ورغبته في الزواج منها. . فقال له "عليك أن تدبر حالك".
              أسرع الشاب العاشق الى أسرة فتاته يطلب يدها .. فاشترطوا عليه ما يعجز عن تحقيقه. . ولكنه في سبيل الفوز بها قرر المغامرة وتملكته فكرة السفر الى بيروت للعمل.
              كانت بيروت وقتئذ قبلة الباحثين عن الرزق الوفير وتتعدد بها مصادر الرزق لكل من سعى. وتقدم جمال حسنين بطلب الحصول على أجازة من عمله بدون راتب "كان راتبه 16 جنيهاً" فسمح له بإجازة ستة أشهر. وقبل أن يغادر الإسكندرية الى بيروت بحراً. . أخضع لدورة توعية تثقيفية مع غيره من الراغبين في السفر خارج مصر لأول مرة. والمحاضرون بالطبع ضباط في جهازي المخابرات العامة والمخابرات الحربية. وكان هذا النظام معمول به في ذلك الوقت نظراً لاكتشاف العديد من الجواسيس والذي تبين أن غالبيتهم وقعوا في براثن الموساد بعد إغرائهم بالمال والنساء. وفي قرارة نفسه. . سخر جمال حسنين من ضعاف النفوس الذين سقطوا في شباك الموساد واحتقرهم. وانتبه جيداً للطرق المختلفة التي يصفها الضابط المحاضر للإيقاع بالشباب المصري في الخارج.
              بداية الطريق
              وفي السفينة الى بيروت تمدد على سطحها يتأمل وجه حبيبته فتخيله ماثلاً أمامه على صفحة المياه الممتدة .. والتي لا نهاية لها. ولم تكن يده تمتد كثيراً الى محفظته الجلدية التي تحوي صورتين لسماح الجميلة، فوجهها الرائع النقاء بكل بهائه محفور في فؤاده وموشم على خلاياه.
              كان يمني نفسه بعمل مربح في بيروت، أي عمل، لا يهم، إنها حرب عليه أن يخوضها ليفوز بالحبيبة.
              وأيقظه من تخيلاته وأفكاره شاب سوري يعمل في التجارة ما بين بيروت والاسكندرية. وتناول الحديث بينهما نواح عديدة .. ولما سأله جمال عن إمكانية العمل في بيروت أفاده بأن لبنان سوق مفتوح للعمل. . وفرص الكسب به متوفرة إذا ما ذهب الى مقهى فاروق. . ومجرد أن غادر السفينة توقفه الزحام وصافحته الوجوه بتجاهل. . وقادته قدماه الى حي المزرعة جنوبي الميناء . . وفي بنسيون رخيص وضع الرحال وذهب الى مقهى فاروق أشهر المقاهي هناك . . حيث بالإمكان العثور على صاحب عمل، فالمقهى يعرفه كل المصريين في بيروت ويرتادونه ويتواعدون على اللقيا به. لذا فهو يموج بالوجوه المصرية المرهقة التي تغربت من أجل الحصول على المال.
              ومرت الأيام وجمال حسنين ينفق من الجنيهات القليلة التي حولها الى ليرات لبنانية. ولم تظهر في الأفق بشائر خير أو تبدو بارقة من أمل. حاول كثيراً ففشل. . وقبل أن تنفذ نقوده حمل حقيبته خائباً وعاد الى القاهرة. . تعشش الكآبة بأعماقه ويحس بالقهر يطحن أعصابه. استقبلته سماح فرحة بعودته بعد ثلاثة أشهر من الغربة. . وحاولت إقناعه بالعمل في إحدى الشركات بعد الظهر لإنجاز المطلوب منه للزواج. . لكنه كان دائم الشكوى وسب الحال وغير قانع بالمقسوم له. وبات يحلم من جديد بالسفر الى اليونان. . إنها الحلم الكبير الذي سيتحقق.. وفشل رحلة بيروت لن يتكرر.
              موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
              22:2

              تعليق


              • #82
                لقد ثبت لديه أن لا مناص من الخروج من أزمته إلا بالسفر. وعقد العزم على الاستماتة هذه المرة. وعندما رفض الانصات لمعارضة سماح.. تركته يائسة يفعل ما يريد. ولما تقدم للعمل بطلب أجازة أخرى.. رفض طلبه . .فقدم استقالته على الفور. . وركب سفينة قبرصية الى ميناء بيريه لا يملك سوى مائتي دولار أمريكي وعدة جمل بالإنجليزية.
                ولأن بيريه أشهر موانئ اليونان ففرص العمل بإحدى الشركات البحرية متوفرة. هكذا قيل له في القاهرة، وأظلمت الدنيا في وجهه بعد ما تأكد من كذب المقولة. وكلما يمر به يوم بدون عمل. . تضطرب أعصابه ويختنق صدره ويقترب من حافة الجنون.
                وفي خضم معاناته يتلقي بشاب مغربي يدعى سمعان ويشكو حاله. . فيطمئنه بأنه سيسعى من أجل توفير عمل له. وظل يعده يوماً بعد يوم الى أن فرغت جيوبه حتى من كسور الدراخمة. فأقنعه سمعان ببيع جواز سفره والإبلاغ عن فقده فوافق جمال حسنين . . واصطحبه المغربي الى القنصلية الاسرائيلية في بيريه. . بحجة وجود صديق له هناك سيشتري منه جواز السفر . .وقد يدبر له عملاً في أحد الفنادق. وبسذاجة شديدة ذهب معه ليلتقي داخل القنصلية الإسرائيلية بأحد ضباط الموساد الذي يعده بإيجاد عمل له خلال أيام .. وطلب منه أن يجيب على الأسئلة المكتوبة في استمارة التعارف عن حياته وأسرته وأصدقائه ووظائفهم وعناوينهم ليتمكن من توفير فرصة عمل مناسبة له. . وتفاوض معه بخصوص جواز السفر فاشتراه بمائتي دولار .. بعد ذلك اصطحبه سعفان الى فندق "ايسخيلوس" الشهير وحجز له غرفة رائعة تخوف جمال حسنين من سعرها المرتفع لكن عميل الموساد طمأنه بأنه ضيف على القنصلية الاسرائيلية .. التي لا تدخر وسعاً في مساعدة الشباب العربي بقصد إبراز الصورة الحقيقية للإسرائيليين التي يعمل الإعلام العربي على تشويهها.

                السقوط السهل

                وبعدما خلا جمال الى نفسه تساءل عما يدور حوله، وتذكر الدورة الإرشادية التي تلقاها في مصر قبل سفره. . وما قيل له عن أساليب المخابرات الإسرائيلية المختلفة في استقطاب المصريين بالخارج. . والحيل المموهة الذكية – التي تبدو بريئة – لجرهم الى التعاون معهم. . بدعوى العمل على مساعدتهم .. وبشعارات زائفة رنانة يعملون على إزالة حاجز الخوف من التعامل معهم. . وما كان قصدهم في النهاية إلا الإيقاع بضعاف النفوس الذين تواجههم ظروف صعبة في الخارج.

                وقطع تفكيره اتصال من شخص لا يعرفه اسمه "يوسف" أبلغه بأنه مكلف بإيجاد عمل له.
                فرح جمال كثيراً بذلك الضيف البشوش ودار بينهما حديث يغلفه الود عن الحياة والدين والطبيعة وتربية الكلاب.. ثم تطرق يوسف الى مشكلة الشرق الأوسط، والسلام الذي يجب أن يسود المنطقة. . وحقوق الجار التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
                ولم اعرف منه أن له علاقة خطبة بفتاة في مصر وأطلع على صورتها. . ضحك ضابط الموساد نم تواضع ملامحها وقال له:
                إنك في اليونان فلماذا لا تستمتع كما يحلو لك؟
                وأخذه الى سهرة لم يصادفها من قبل. وعلى الباب الخارجي للنادي الليلي وقفت سيدة عجوز تمسك بعدسة نظارة ذات عين واحد تستقبل الزوار بحفاوة كبيرة .. وعندما رأت جمال حسنين هتفت في سعادة قائلة: - أوه أيها المخلص. . ألا زلت تتذكرني؟!
                وهي تنظر باندهاش الى الضابط:
                إنه زبون قديم عندي.
                ضحك جمال بينما يدلف من الباب الداخلي وهو يقسم بأنه لم ير المرأة من قبل.
                وبعد سهرة جميلة عاد جمال الى حجرته ترافقه فتاة لعوب استطاعت على مدى يومين أن تستنزف دولاراته. . وتركته خاوي الوفاض في بلاد الغربة. . يطوف ضباط المخابرات الإسرائيلية من حوله ويخططون لاصطياده.
                وفي قمة محنته ذهب اليه بالفندق شخص آخر اسمه إبراهيم. . وذكر له بأنه صديق يوسف وأنه قرأ استمارة بياناته ومعجب جداً به.
                كان إبراهيم ضابط مخابرات ماهر. . استطاع التعرف على نقطة الضعف التي يعاني منها جمال. . فركز عليها جيداً. . واستغل جهله بالسياسة والتاريخ وأخذ يلقي على مسامعه الأكاذيب والمفتريات عن مشكلة اليهود . . وفي خلال المسجل بينهما، واستطاع أن ينتزع منه اعترافاً ضمنياً بحق اليهود في فلسطين. . ثم أخذ يضغط على مشكلة الأزمة الاقتصادية التي تعاني مصر منها. . بدليل تواجده في اليونان بحثاً عن عمل ليتمكن من الزواج، وأرجع الضابط هذه الأزمة الى حالة التأهب الدائم للحرب التي تدمر خطط مصر للتنمية.
                ولأنه أحمق غرير . . اقتنع جمال حسنين بآراء الضابط الذي شحنه نفسياً ومعنوياً .. ووصل به الى المدى المطلوب في الاندفاع والتهور وسب النظام في مصر وانتقد الحياة بها.
                كان الطرق على الحديد الساخن أسهل الطرق لتشكيله. . وأمام حالة الضعف التي وصل اليها جمال فلا مال لديه ولا حصانة من وطنية .. بالإضافة الى كلمات متناثرة فهم منها أن له صوراً عارية مع الفتاة الداعرة. . أمور كلها هيأت مناخاً مناسباً لتجنيده. خاصة بعدما أقنعه ضابط الموساد بأن الجاسوس الذي يسقط في أيدي المخابرات المصرية. . لا بد لهم من مبادلته في صفقة سرية بواسطة الصليب الأحمر الدولي أو الدول الصديقة، وعدد له أسماء كثيرة لجواسيس مصريين تمت مبادلتهم. . ويعيشون في إسرائيل في فيلات فاخرة، وجرى سحب أسرهم من مصر تباعاً. هكذا كانوا يقنعونه ويضيقون عليه الخناق فيجد صعوبة في التفكير أو الفرار. وسقط جمال حسنين في قبضة الموساد.
                وفي شقة مجهزة بكل أدوات الرفاهية .. أقام الخائن برفقة ضابط الموساد ليتعاطى شراب الخيانة وليتعمل مبادئ الجاسوسية.
                ولأنه لم يلتحق بالقوات المسلحة فقد دربوه على كيفية تمييز الأسلحة المختلفة بواسطة عرض أفلام عسكرية وأسلحة.. وعقد اختبارات له لبيان مدى استيعابه.
                ولكونه يعمل في مصلحة المساحة، فقد كانت لديه خبرة كبيرة في وصف المباني والمنشآت ورسم الخرائط المساحية، وتقدير المسافات والارتفاعات، وبالتالي رسم الأشكال المختلفة وكل مظاهر الحياة التي تصادفه.
                موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                22:2

                تعليق


                • #83
                  ولم تكد تمر أربعة أسابيع إلا وأنهى جمال حسنين الدورة التدريبية ببراعة . . وتخرج من تحت يد ضابط الموساد جاسوساً خبيراً، وخائناً مخلصاً لإسرائيل. الرسالة الوحيدة

                  كان – ضابط الموساد – إبراهيم هو المسؤول عن تلميذه النجيب. وعلى عاتقه تقع مسؤولية توجيهه ومتابعته. ويلزم لذلك ربط علاقة إنسانية قوية بينه وبين الجاسوس.

                  وفي أمسية سمر لاحظ شروده وقلقه، وحاول جاهداً مساعدته حتى لا تتوقف مراحل خيانته، فصارحه جمال بمدى تعقله الشديد بسماح، وخوفه من عودته خاوياً فتضيع منه. فطمأنه إبراهيم وأمده بألف دولار مكافأة، فضلاً عن راتب شهري قدره مائتي دولار، ومكافأة أخرى "50" دولاراً عن كل رسالة تحمل معلومات قيمة يرسل بها الى روما لاسم "كاستالا يوستالي" ص. ب. 117.
                  وأمضى الخائن التعس في بيريه أربعة أشهر حتى لا يثير الشكوك بالأموال التي معه، ثم أعد حقيبته وسافر بالطائرة الى القاهرة يحمل فستان الزفاف لعروسه هدية من المخابرات الاسرائيلية.

                  كان عجولاً جداً. . إذ لم ينتظر حتى تزف اليه حبيبته، بل شرع في الحال في كتابة رسالة عاجلة – بدون حبر سري – الى صديقه الوهيم يوستالي – يخبره فيها بوصوله سالماً وزواجه قريباً.
                  وبعدها عمد الى زيارة أقاربه واصدقائه من عسكريين ومدنيين وسؤالهم عن أحوال الجيش والحرب. . وكان يسجل كل ما يصل اليه في مفكرة خاصة حتى جمع بعض المعلومات التي اعتبرها مهمة لإسرائيل. . وأغلق عليه حجرةه وسطر

                  – للمرة الأولى – رسالة بالحبر السري . . حوت ما جمعه من معلومات وأرسل بها الى روما. وادعى أنه يحمل رسائل من أصدقاء في اليونان الى ذويهم في الاسكندرية ودمياط والمنصورة ومرسى مطروح. وقام بزيارة لهذه المدن لعله يصادف ما يثير انتباهه من تحركات عسكرية . . أو تنقلات للأسلحة بواسطة القطارات أو سيارات النقل العملاقة.

                  كانت مصر في تلك الأثناء . . نوفمبر 1972 . . تعيش أوقاتاً عصيبة بسبب حالة اللاسلم واللاحرب التيت هيمنت على الطقس العام. وهناك حالة من القلق والتذمر تسود الشارع المصري يأساً من خطب الرئيس السادات التي لا تحمل أية نية للرد على الصلف الاسرائيلي المستفز، بل تفيض بالوعود الكاذبة بالحرب مما خلق شعوراً بالإحباط لدى الشعب.

                  وكانت المخابرات الاسرائيلية ترسل بجواسيسها الخونة .. لاستقصاء حالة الشعب والجيش . . ففي تلك المرحلة الحرجة كان الغليان العربي على أشده. خاصة وأن عمليات المقاومة الفلسطينية اتخذت مساراً آخر في مواجهة إسرائيل . . بعدما تقاعست دول المواجهة عن الإقدام على ضربها.

                  لذلك . . فقد كثفت إسرائيل من نشاطها التجسسي داخل الأراضي المصرية. . لعلمها أن مصر هي زعيمة العرب وكبرى دول المواجهة التي حتماً ستثأر وتسترد سيناء.
                  ويقابل هذا التكثيف التجسسي جهداً متزايداً من المخابرات الحربية والمخابرات العامة المصرية .. لضبط إيقاع الأمن في الداخل والخارج. . فسقط عدد كبير من الجواسيس ما قبل أكتوبر 1973. . وكان من بينهم جمال حسنين الذين أرسل رسالته الوحيدة الى مكتب الموساد في روما.

                  فبواسطة رجل المخابرات الذكي الذي يعمل رقيباً على البريد. . اكتشف الكتابة بالحبر السري في الرسالة. . وتبدأ على الفور مطاردة شرسة بين المخابرات المصرية والجاسوس في معركة سرية لا يشعر بها أحد .. وسباق محموم مع الزمن من أجل إلقاء القبض عليه.

                  وفي فترة وجيزة جداً .. سقط الخائن في الكمين الذي نصب له مساء يوم 29 نوفمبر 1972 أثناء نومه في هدوء .. يتنفس هواء مصر النقي ويملأ معدته طعامها وخيرها. ومن بين الأدلة الدامغة على تجسسه لصالح الموساد ضبطت المفكرة التي سجل بها معلومات جديدة قام بجمعها، وتقريراً عن زيارته لبعض المدن، ورسالة انتهى من كتابتها بالحبر السري كان ينوي إرسالها الى روما في الصباح.

                  اصطحبوه الى مبنى المخابرات لاستجوابه، واعترف مذهولاً بكل شيء في الحال. وأقر بأن حصيلة المعلومات التي جمعها كانت من معارفه وأقربائه. . الذين كانوا يتحدثون أمامه بما يعرفونه من معلومات. . وهم على ثقة به ولا يتصورون أن بينهم جاسوساً ينقل ما يتفوهون به الى إسرائيل.

                  وأثناء محاكمته أخبروه بأن سماح زفت لآخر وسافر بها الى الكويت، فسرت بشرايينه مرارة شديدة لا تعادل إحساسه بمرارة جرمه وخسة مسلكه.
                  وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة . . أي 25 عاماً. . بين جدران السجن ليلاً وفي تكسير الحجارة نهاراً. فلولا ظروفه التي مر بها قبل وأثناء تجنيده. . وقصر تجسسه على رسالة واحدة تحوي معلومات تافهة لكان نصيبه الاعدام.

                  ومنذ فترة قليلة مضت . . انتهت مدة عقوبته. . وخرج من أبي زعبل وعمره يقارب الستين عاماً. . مطأطأ الرأس منكس الهامة.
                  ترى .. هل كان أهله في استقباله على باب السجن كما نرى في الأفلام المصرية؟ أم أن والديه توفاهما الله غاضبين عليه، وانشغل اخوته في أعمالهم ونسوا أن لهم أخاً – جاسوساً – باعهم ذات يوم عندما باع وطنه.
                  فماذا حدث إذن؟ وأين سيعيش هذا الخائن بيننا؟ وهل لا زالت عنده الجرأة لكي ينتسب الى هذا الوطن، ويقر بأنه مصري مات مرتين، مرة داخل السجن وأخرى خارجه عندما يجتر تاريخه..
                  أسئلة كثيرة بحاجة الى إجابات مطولة. . ولكن في النهاية لا بد لنا ألا ننسى أن النفس البشرية لازالت تمثل لغزاً غامضاً لم يكتشف بعد. ولا ينبغي أن نتعجب من تقلبات المشاعر والأحاسيس والنخوة.
                  ذلك إن عالم المخابرات والجاسوسية.. عالم لا تحكمه العواطف والعلاقات ولا يعرف الرحمة ولا المشاعر.. عالم مسعور لا يهب الصفاء

                  تمت
                  موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                  22:2

                  تعليق


                  • #84
                    المخابرات الإسرائيلية

                    في هذه المرة، يحملنا كتاب الجواسيس (Spy Book) إلى منطقة شديدة الصعوبة والوعورة، عندما نتحدّث عن أخطر جهاز مخابرات معاد للعرب، في منطقة الشرق الأوسط كلها..
                    المخابرات الإسرائيلية..



                    ولأن كتاب الجواسيس هذا طبعة أمريكية، قلباً وقالباً، فهو يتجاهل وجود أجهزة المخابرات العربية تماما، وهو يتحدّث عن المخابرات الإسرائيلية، ويبدأ حديثه عنها بأنه ذات يوم، حاول ضابط مخابرات أمريكي تقييم وكالات المخابرات العالمية، "غير العربية"، فوضع الولايات المتحدة في المركز الأوَّل، ثم بريطانيا؛ فالاتحاد السوفيتي من حيث كفاءة جمع الاستخبارات، ثم أضاف: "ولكنني إن كنت في حارة مظلمة وخفت.. سوف أُنادي الموساد الإسرائيلي.. إنهم حقاً كعك عسير المضغ"...

                    وحتى المصطلح، الذي استخدمه، كان أمريكياً صرفاً، يعني أن الموساد جهاز قوي..
                    هذا ما حاولت وكالات المخابرات الإسرائيلية أن تضفيه على نفسها منذ منشئها، أنها صلبة، ومتفانية؛ لضمان بقاء "الكيان الصهيوني" الذي تم زرعه في "فلسطين".. ولكن كيف كانت البداية..؟
                    في عام 1948م، وقعت الحرب التي سماها الإسرائيليون "حرب الاستقلال" حيث تمكنت "إسرائيل" -للأسف- من هزيمة الدول العربية، ليس فقط بقوة السلاح، ولكن بأنظمة جمع الاستخبارات أيضاً، التي سبقت وجود الدولة...



                    فقبل ميلاد "إسرائيل"، كانت "فلسطين" -كما أقرت عصبة الأمم- تحت الانتداب البريطاني، وكانت تمثل مركزاً لجذب اليهود الفارين من الاضطهاد النازي، ولقد أدّى تدفق المهاجرين اليهود إلى تغيير عنيف في البيئة الاجتماعية في "فلسطين"، ففي عام 1919م وصل عددهم إلى 65.300 يهودي، وارتفع في عام 1939م ليصل إلى 400.000 شخص، أي ما يساوي 28.5% من تعداد "فلسطين"...

                    وفي تلك الفترة، بدا موقف البريطانيين ملتبساً؛ إذ أنهم حاولوا تخفيض الهجرة اليهودية إلى "فلسطين" -تحت ضغط المصالح البريطانية في المنطقة العربية- وفي نفس الوقت، كانوا يستعينون بالوحدات اليهودية؛ للمحافظة على النظام.. ولكن الحقيقة أن "بريطانيا" كانت أوَّل مؤيد ومعاون لبناء "إسرائيل" في المنطقة...

                    وفي 1940م -ذروة الحرب العالمية الثانية- شكلت وحدة العمليات الخاصة البريطانية (SOE) وحدة كوماندوز لليهود، مكونة من المتطوعين القادمين من "الهاجاناه" أو "قوة الدفاع اليهودية"، ولقد عرفت هذه الوحدة أيامها باسم "الفيلق اليهودي"...

                    كان العديد من أولئك الكوماندوز، ينتمون أساساً لوحدة "هاجاناه" خاصة تدعى "البالماخ"، ومعناها بالعبرية "جماعة الضرب"، والتي تم تنظيمها؛ لتقاتل بطريقة حرب العصابات، إذا ما احتلت "ألمانيا" الأراضي الفلسطينية...

                    وفيما بعد، تطوّرت "الهاجاناه"؛ لتصبح جيشاً يهودياً تحتياً، له فرع مخابراتي يدعى "شاي"، اختصاراً لـ"شيروت يديعوت"، أو "خدمة المعلومات" بالعبرية...



                    وأصبحت الـ"شاي"، بـ"عملائها" المتناثرين في أرجاء المنشأة البريطانية في "فلسطين"، أوَّل وكالة مخابرات إسرائيلية، إذ تواجدت فعلياً قبل إعلان دولة "إسرائيل" في 14 مايو 1948م...
                    ومع إنشاء خدمة "المخابرات الحربية" في يوليو 1948 -المعروفة باسم "أمان"، وخدمة الأمن المحلية، "شين بيت"، تم إلغاء الـ"شاي"...

                    كانت هناك أيضاً "الياه بيت"، والتي أنشأتها "الهاجاناه" في 1937م؛ للمساعدة في تهجير اليهود بطرق غير قانونية، بعد أن فرضت "بريطانيا" قيوداً قاسية على الهجرة... وكانت هذه -على نحو أو آخر- وكالة مخابرات....

                    وبعد فترة، اعتمدت فيها على استخبارات من مصادرها الخاصة، ومن وكالات أخرى، استطاعت الـ"الياه بيت"، بنجاح عظيم، جلب مئات الألوف من اليهود إلى "فلسطين"، من الاتحاد السوفيتي والدول العربية، بوسائل بعضها علني، والآخر خفي...



                    وعلى نحو عجيب، بدأت الفضائح تأتي سريعاً إلى أجهزة المخابرات الإسرائيلية.. "عيزرا بعري"، أوَّل رئيس لـ"أمان"، حوكم عسكرياً؛ لتورطه في أعمال تتضمن تعذيب وإعدام المشتبه في قيامهم بأعمال تنطوي على الخيانة، وتولى "عيزرا هاريل" الأمر كرئيس لأنشطة التجسس الإسرائيلية، برغم كونه مسئولاً فقط عن الـ"شين بيت"، الأمر الذي جعل منصبه شرفياً..
                    ولكن في عام 1951م، ظهر جهاز مخابرات إسرائيلي جديد..
                    وخطير.
                    موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                    22:2

                    تعليق


                    • #85
                      مقدمة اخرى لابد منها

                      تمثل المخابرات اليوم مفتاح القرارات،
                      إذ ليس ثمة أكثر إحراجاً في إعداد القرارات القومية
                      أكثر من العلاقة بين المخابرات والسياسة
                      ، أو بمعنى أوضح العلاقة بين المعرفة والعمل
                      ، وقليل من الناس حتى أولئك الذين يعرفون الكثي
                      ر من المسائل العامة هم الذين يلمسون
                      وجودها فضلاً عن أن قليلين منهم
                      هم الذين يستطيعون تقييم الدور الحاسم ا
                      لذي تقوم به المخابرات في رسم السياسة القومية.
                      على أن مميزات عالم المخابرات
                      وأعمالها المستترة وحقائقها
                      أضخم وأكثر إثارة للرعب من القصص
                      التي يخيلها أكبر روائيي الإجرام.
                      إن نظم المخابرات وأساليبها معروفة
                      مهما تكن جنسية الجهاز،
                      أما لا يجب أن يغش فهو أين وكيف ومتى
                      استخدمت أو سوف تستخدم هذه الأساليب
                      في عمليات معينة.
                      وإذا كانت السرية مطلوبة
                      في معظم أنشطة المخابرات
                      ، فإن الفطنة والوعي قد يكونان ضرورين
                      لإزالة كثير من الغموض
                      الذي يعلق بأذهان المواطنين
                      ، وذلك بنشد الحقائق التي لا تضر أمن الدولة
                      والتي تقرب إلى الناس مفهوم المخابرات الحقيقي
                      ، وكذا رسالتها الكبرى
                      ودورها في المحافظة
                      على الأمن القومي للدولة.
                      فالمخابرات في سبيل تحقيق المعرفة
                      التي أصبح لا بعد لأية دولة عصرية
                      أن تعيش بدونها،
                      تحوي بين خروب نشاطها عملية ضخمة
                      باهظة التكاليف نتيجة تلك الحروب
                      التي تشنها أجهزة المخابرات المعادية
                      ضد بعضها البعض،
                      حيث لا تكون هناك حرب ساخنة
                      يستخدم فيها السلاح التقليدي،
                      وإنما حرب تعتمد على المواهب العقلية والذهنية،
                      سواء في نشاطها الإيجابي
                      كالقيام بأعمال الجاسوسية بمعناها الشامل،


                      وفي هذا الجزء من نشاط المخابرات
                      يلعب الدهاء
                      دوراً كبيراً ويستغل كل طرف
                      كل الوسائل العملية
                      والفنية والعقلية لشل خصمه.
                      فعالم الجاسوسية...
                      عالم مخيف مفزع تتصارع فيه كل القوى المتواجدة
                      على هذه الأرض الشاسعة في كل زاوية
                      ... في كل شارع...
                      في كل مدينة وقرية
                      هناك قوى خارجية تتطاحن
                      من أجل الوصول لمعلومة هنا
                      أو شمّ رائحة هناك قد لا تعجبها
                      فتعمل على كشفها وفضحها
                      طالما هي تهدد مصالح دولها؛
                      وبالمقابل تغذّي وتمد كل القوى المتمردة
                      على نظام أو حكم أو سلطة
                      أو حالة عداء أو عدم اطمئنان
                      مع دولها. مع بداية الانفراج الدولي
                      الذي يشهده هذا القرن
                      أضحت عمليات التجسس
                      لا تركز فقط على كشف القوى المعادية
                      أو دعم الحليفة
                      بل أضيفت إليها مهام كشف
                      وسرقة نقاط التقدم والتطور التكنولوجي
                      عند الخصم للاستفادة منه
                      ا في مجال التطور العلمي والاقتصادي.
                      هذا التطور الآلي
                      الذي شهده عالم الجاسوسية
                      فيحوله من عمل عسكري تفرضه ضرورات الحرب
                      إلى عمل سياسي يرتبط بالإدارة
                      إلى عمل اقتصادي يدور حول الصناعة

                      اذا علم المخابرات و الجاسوسية من اهم العلوم
                      التى تهتم بها كل دول العالم كبري كانت ام صغرى

                      لهذا كان من الضرورى على الجميع ان يعرف بعض
                      ما يدور داخل هذا العالم العامض و المثير
                      عالم المخابرات و الجاسوسية


                      تعريف الجاسوس:-

                      هو الشخص الذي يعمل في الخفاء
                      او تحت شعار كاذب ليحصل على معلومات
                      عن العمليات العسكرية لدولة محاربة
                      بهدف ايصالها للعدو،
                      فهم يعملون في وقت الحرب والسلم
                      ويحصلون على معلومات لتعزيز جبهة الدولة
                      التي يتجسسون لحسابها،
                      في حالة نشوب حرب جديدة
                      في الحصول على معلومات عن تطور الأسلحة الحربية
                      في الدول الاخرى
                      وما وصلت اليه من تكنولوجيا حديثة،
                      ومن اجل تقوية الصراع القائم
                      بين الدول على القواعد الاستراتيجية
                      والسيطرة على مناطق النفوذ،
                      والاستفادة من الاضطرابات السياسية
                      في بقاع العالم،
                      مثل مشكلة فلسطين والعراق
                      عن طريق دس الفتن
                      والمؤامرت السياسية
                      لخدمة مصالحها السياسية والاستراتيجية.

                      عقاب الجاسوس: -

                      1- عقاب جاسوس الحرب هو الإعدام.

                      2- عقاب جاسوس السلم هو السجن لمدة معينة.


                      المخابرات قديماً كان يطلق عليها المستطلعين
                      او الجنود المستكشفين
                      أو قناصة الاستطلاع، مهمتهم جمع الأخبار ا
                      و المعلومات عن جيش الاعداء وعدته
                      و أماكن تجمعه وتحركه .

                      ان الجاسوس لا يحتاج الى وسيلة اخفاء مجددة فقط،
                      بل كذلك يحتاج الى مهارة ليلعب
                      دوراً لشخصيته التي يتخيرها لاختفائه
                      ومن الأهمية ان يكون ممثلاً بارعاً
                      وان يكون سريع البديهة
                      قادراً على ان يواجه في ثبات واتزان
                      اخطر المواقف وأعقدها.

                      فالجاسوسية هي عبارة عن علم
                      له قواعده، وأصوله
                      التي يجب ارشاد الجواسيس
                      اليها ليتمكنوا من انجاز و أداء واجباتهم
                      كما تتطلبها الغاية
                      التي يسعون اليها.

                      الاسباب التى قد تدفع البعض للوقوع فى فخ التجسس

                      1- معارضتهم لمذهب من المذاهب السياسية
                      أو الدينية في بلدانهم.


                      2- حاجتهم الملحة الى المال بسبب الفقر او ضعف الذات.

                      3- حبهم الى حياة الليل، والليالي الحمراء
                      التي تتيحها لهم الجاسوسية.

                      4- وضعهم تحت الأمر الواقع
                      من قبل مخابرات عدوهم،
                      وتهديدهم بكشف أعمال سبق
                      ان ارتكبوها والتي اطلعت عليها المخابرات
                      بطريقتها الخاصة.

                      صفات الجاسوس المثالي

                      1-ان تكون روحه المعنوية عالية،
                      وان يتحلى بالذكاء و حسن البديهة والشجاعة.

                      2- ان يتصف باللباقة و حسن التصرف
                      وان يكون نشيطاً للقيام بالأعمال التي تتطلب الجرأة.

                      3- ان يتصف الجاسوس بقوة الذاكرة
                      : وتسجيل المعلومات في رأسه
                      دون ان ينسى وحب المغامرة
                      وان يعرف كيف يعامل الناس،
                      وكيف تناقش الآراء، وأن تتوافر له القدرة العملية
                      في المسائل التي تحتاج الى المهارة المهنية.

                      4- ان يكون متزن العاطفة،
                      أي لا تهزه المؤثرات العاطفية
                      وان تتوافر له الطاقة والاحتمال
                      تحت الظروف المجهدة
                      وان يكون صبوراً هادئ الطبع وموفور الصحة.

                      5- ان تتوافر له القدرة على مسايرة غيره من الناس
                      وان يعمل كفرد طاقم،
                      وأن يفهم نقاط الضعف،
                      والحماقة مع الآخرين مع التخلص
                      هو نفسه من نقاط الضعف والحماقة.

                      6- ان يعرف كيف يوجد في غيره روح التعاون
                      ، وان يكون قادراً على تنظيم وإدارة
                      وقيادة الآخرين
                      وان يكون راغباً في احتمال المسؤولية.

                      7- ان يكون دقيقاً في عمله
                      ، صائب الرأي دقيق الحكم
                      يعرف كيف يعقل لسانه ويغلق فمه،
                      أميناً على الأسرار.

                      8- ان يكون جريئاً، سريع الحركة صلب العود خشناً.

                      9- ان تتوافر له القدرة على ملاحظة كل شيء،
                      وعلى دقة تذكر التفاصيل
                      ، وان يكون قادراً على إعداد التقارير بمهارة ودقة
                      ، ويسر، وأن يقدر قيمة ملاحظاته.

                      10- ان يكون قادراً على الخداع، والتضليل
                      عندما يكون هذا الخداع او التضليل، ضرورة ملحة.

                      صفات ضابط المخابرات الناجح


                      1- يجب ان يكون قادراً على ان يعمل مع الآخرين
                      تحت ظروف شاقة.

                      2- يجب ان يتعلم كيف يميز بين الحقيقة والخيال.

                      3- يجب ان يكون لديه حب استطلاع
                      وان يكون قادراً على التفرقة بين ما هو ضروري

                      وما هو غير ضروري.

                      4- يجب ان يكون على قدر كبير من البراعة
                      والتفنن ويجب ان ينتبه الى التفاصيل
                      وان يتعلم متى يلزم الصمت

                      5- يجب ان يكون قادراً على ان يعبر عن الأفكار
                      بوضوح واختصار وبطريقة مشوقة
                      وان يكون متفهماً لوجهات النظر الاخرى
                      وطرق التفكير الأخرى، وطرق السلك الأخرى.

                      6- يجب أن لا يغالي في طموحه او قلقه
                      ، من حيث الجزاء الشخصي على شكل شهرة
                      او ثروة فهذه لن يحصل عليها في عمل المخابرات.

                      7- يجب أن يبذل جهده في الحصول على المعرفة
                      سواء في مجال الفنون والعلوم الاجتماعية
                      وخاصة في علم التاريخ و الجغرافيا.

                      8- يجب ان يكون على وعي سياسي،
                      يجمع بين مواهب الثقافة، والإدراك.

                      9- يجب ان يكون مرناً في التفكير
                      ، فإن ضيق الأفق لا يخلق من الشخص
                      رجل مخابرات ناجحاً.

                      10- يجب ان يكون قادراً على الموازنة
                      بين الجرأة واجرءات الامن.

                      11- يجب ان يكون حلماً بلغة أجنبي
                      ة وخاصة لغة المنطقة التي يعمل بها.

                      12- يجب ان يكون على دراية بالعوامل السيكولوجية
                      التي تحدد سلوك الإنسان كفرد في المجتمع
                      و ان تكون لديه حلكة الابتكار
                      وان يمارس هواياته تساعده على قتل الملل
                      الذي يعتريه نتيجة تعقيدات وأسلوب عمله.

                      من أهم صفات الجواسيس و أعمالهم هي:

                      - فتح مكاتب تجارية بالتعاون مع أفراد البلاد
                      التي يعيشون فيها.

                      2- عرض رؤوس الأموال لتأسيس شركات
                      وتنفيذ مشاريع عمراني
                      و وإنشائية بالتعاون مع أبناء البلد.

                      3- المشاركة في الصحف و دور النشر.

                      4- شراء فنادق جاهزة أو انشائها بنفس الطريقة.

                      5- الانتقال الى البلد المطلوب التجسس فيه،
                      والتظاهر بممارسة مهنة معينة
                      يحتاج اليها أبناء ذلك البلد مثل تصنيع ساعات او راديو.

                      6- يضاف الى ذلك الملحقون الثقافيون
                      و العسكريون والتجاريون في السفارات
                      يعمدون الى جمع المعلومات من مختلف المصادر
                      و ان بعضهم يجند من أبناء البلاد
                      لمدهم بالمعلومات مقابل بعض المال.
                      موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                      22:2

                      تعليق


                      • #86
                        وظيفة المخابرات

                        يميز صفة المخابرات صفة السرية
                        وهذه الصفة لها ثلاثة صفات: -

                        1- ان مهام المخابرات هي الحصول على
                        أسرار الدول الاجنبية
                        و حماية أسرار الدولة الخاصة ضد التجسس الأجنبي.

                        2- إن نشاط المخابرات يجب ان يمارس في سرية تامة.

                        3- إن انشاء جهاز المخابرات نفسه يجب ان يظل طي الكتمان.

                        *معدات وأجهزة المخابرات (التجسس) اهمها:-

                        - يتعين الجاسوس أثناء مهمته بأجهزة تصنت صغيرة
                        لنقل الحديث من على بعد
                        و يسهل اخفائها وتكون على شكل قلم أو علبة كبريت
                        او علبة سجائر، او زر قميص
                        او أشكال أخرى، ويثبت داخل المكان
                        المراد التصنت عليه مثل
                        : تحت المكتب او على الحائط مثلما يحدث
                        داخل السفارات حيث يقوم رجال الامن
                        بالكشف عن مثل هذه الاجهزة
                        داخل أماكن الاجتماعات السرية
                        و ذلك باستخدام جهاز لمسح التصنت
                        كان السبب في الكشف عن (فضحية ووترغيت)
                        التي ادت الى عزل الرئيس الأمريكي(نيكسون)
                        حيث قام بعض رجال نيكسون
                        بإخفاء عدد من هذه الأجهزة
                        داخل مقر الحزب الديمقراطي
                        للتنصت على ما يدور داخله
                        أثناء فترة الانتخابات.

                        2- كاميرات التصوير:

                        يستخدمها الجواسيس في عملياتهم التجسسية
                        أصغر هذه الاحجام يمكن اخفائه داخل علبة السجائر،
                        او داخل ولاعة السجائر
                        ، وبعض انواع يمكن التقاط الصور في الظلام.

                        3- أفلام التصوير:

                        ميكرورتس هي افلام صغير جداً
                        خاصة بعمليات التجسس
                        بالرغم انها صغيرة الحجم يمكن ان تحمل عدداً كبيراً
                        من الكلمات يتم تجهيز هذه الأفلام
                        ويقوم الجاسوس بتصوير المستند المطلوب بالكاميرا السرية،
                        بتصوير الصورة مرة اخرى لتصغير حجمها
                        ثم يعاد التصوير اكثر من مرة
                        حتى يتم اختزال حجم الصورة
                        لتصبح في النهاية نقطة بواسطة سرنجة خاصة
                        ثم يلصقها ضمن الكلام
                        بأي كتاب ليحمل الكتاب بعد ذلك
                        عائداً الى بلده، و هناك يتم تكبير الصورة
                        و تحميض الفيلم.

                        4- اجهزة اللاسلكي

                        يوجد منها على أشكال مختلفة صغيرة الحجم
                        على شكل علبة كبري
                        كلما صغر حجم جهاز اللاسلكي كلما صغر مجاله.

                        5- استخدام الحبر السري، و الشيفرة والكود.

                        6- الاستعانة بالصحف اليومية

                        في أعمال الجاسوسية بطريق غير مباشرة
                        في نقل الرسائل السرية على طريقة الكود
                        حيث يقوم الكود الجاسوس بنشر برقية معينة
                        في الصحف تحمل معنى متفقاً عليه
                        بين الجاسوس و أعوانه
                        (مثل ألف مبروك لعقد قرن فلان
                        ، الآنسة فلانة، او انتهت العملية بسلام ،
                        بانتظار الإشارة بالعودة) .

                        7- الراديو وسيلة اخرى للجاسوسية

                        يلجأ الجواسيس الى الاستعانة بالإرسال الإذاعي
                        لبث المعلومات السرية
                        طريقة خفية من خلال احاديث عادية،
                        او ارسال برقيات تهنئة او سماع برامج
                        الراديو الاجنبية تسمع
                        و تراقب أثناء الحرب العالمية الثانية
                        حتى لا تنقل عليمات للجواسيس
                        او معلومات سرية يتم نقلها
                        تحت ستار الإذاعة البريئة.


                        8- الحقيبة الدبلوماسية:


                        وسيلة مأمونة لنقل الأسرار
                        وهي إحدى الوسائل المأمونة لنقل كل أنواع المحظورات
                        عبر حدود البلاد،
                        فاستخدمت الجاسوسية لنقل المستندات
                        والوثائق السرية خارج البلاد،
                        بفضل تمتع صاحبها بحصانة دبلوماسية
                        تمنع تفتيش حقيبته.

                        *الفرق بين الكود والشيفرة:-

                        1- الكود:
                        هو يعتمد على استخدام كلمة أو عدد أو إشارة
                        لتشير سراً لجملة أو مفهوم معين
                        عليه بين المرسل والمرسل إليه،
                        ويعتبر حل الكود أصعب من حل الشيفرة
                        او يستميل معفية لا خضع لأي بناء،
                        او نظام معين.

                        2- الشيفرة:
                        تعتمد على الحروف الأبجدية
                        في صنع الرسائل السري
                        سواء بتغيير ترتيب حروف الكلمات
                        أو بالرمز لها او ما الى ذلك
                        ومن المشاهير الذين استخدموا السيطرة
                        في كتاباتهم حفاظاً على كتاباتهم على ما بها من أسرار
                        مثل ليوناردو دافنشي،
                        نابليون بونابرت،
                        اوليفر كرومويل.

                        كان اول من ابتكر الشيفرة هو الزعيم الاغريقي،
                        (يوليوس قيصر) منذ حوالي 200 سن قبل الميلاد
                        حيث اضطرته ظروف الحرب
                        الى مخاطب ضباطه بطريق سرية.


                        اللغة السرية التي أتبعها الهنود الحمر( لغة الإشارة):-



                        1- اللغة السرية التي أتبعها الهنود الحمر
                        تعتمد على الإشارة، لغة الهنود الحمر،
                        في امريكا الشمالية و قد استخدمت لغة الإشارة
                        لعدة قرون حيث تعتمد لغة الإشارة
                        على الرمز للحروف الابجدية
                        بينما تشير الإشارة في لغة الهنود الحمر
                        الى كلمة أحياناً، الى جملة بأكملها.

                        مثال:
                        إذا وضعت راحة اليد على الفم يعني ذلك كلمة (مفاجأ)
                        او كلمة الغمز بضم اليدين لبعضهما فوق ما القلب،
                        مثل إشارة يوجد حريق بمنزلك
                        او الرجل الأمريكي يكذب عليك (اشارة اليد).

                        2- اشارة جسدية متفق عليها بين الجواسيس

                        يمكن نقل رسالة سرية
                        عن طريق لغة إشارات الجسم،
                        بشرط متفق عليها بين الجواسيس

                        ، اهمها:-أ‌- عندما يهرش الجاسوس رأسه.

                        ب‌- عندما يهرش الجاسوس أذنه اليمنى واليسرى.

                        ت‌- عندما يتثاءب مع وضع اليدين خلف الرأس.

                        ث‌- عندما يعطس أو عندما يصفر مع ثني الذراعين.

                        3- استعمال اشارة الخرس:
                        لغة رجال الكشافة وقادة الجيوش
                        ويستخدمها الجاسوس إذا اشتد عليه الخناق.

                        4- لغة السيمافور: و هي إشارات القطارات بالمرور والتوقف.

                        *تتكون شبكة الجواسيس من اهمها: -

                        - رئيس الشبكة (الرجل الكبير وهو مجهول).


                        2- حاملو الرسائل، العميل السري، العميل المزدوج، الجاسوس مخزن المعلومات، خيال الظل
                        موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                        22:2

                        تعليق


                        • #87
                          ان شاء الله بعد فترة ساكمل تنزيل القصص وبعض الاحداث

                          بامر الله


                          وعسي ان تكون القصص قد نالت اعجابكم
                          موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                          22:2

                          تعليق


                          • #88
                            مشكورة كتير على المجهود الجبار فى ميزان حسناتك اختى لبؤة الجهاد واتمنا من الله عز وجل أن يسدد خطاى و خطاكى على الحق أخاكى فى دين الله القناص 1984 :19:
                            يا قارئ? خطي? لا تحزن? على فراقي? فاليوم? عندك? وغدا بترابي? فأن? مت? فهذا قدري? وإن? عشت? فالموت? بأنتظاري?

                            تعليق


                            • #89

                              الهاوية‏..




                              هناك جاسوس إسرائيلي بالغ الخطورة‏,‏ في قلب‏(‏ مصر‏).
                              .‏
                              بهذه العبارة المثيرة‏,‏ بدأ واحد من أهم اجتماعات المخابرات العامة المصرية‏,
                              ‏ في تلك الفترة من أواخر خمسينيات القرن العشرين‏..‏

                              وعلي الرغم من خطورة ماتحمله العبارة من معان‏,‏
                              ظـل الرجال المجتمعون حول مائدة الاجتماعات الرئيسية‏,
                              ‏ محتفظين بهدوئهم وتماسكهم‏,‏ وعيونهم متعلقة بمديرهم‏,‏
                              الذي واصل حديثه‏,‏ قائلا في حزم‏:‏
                              أحد جواسيسنا المزدوجين‏,‏ الذين يعملون لحسابنا‏,‏
                              ويوهمون العدو بأنهم من رجاله‏,‏ تلقي ثلاث حوالات بريدية‏,
                              ‏ بما مجموعه مائة جنيه مصري‏,‏ علي صندوق بريده مباشرة‏,‏
                              في قلب‏(‏ القاهرة‏),‏ والمعني الوحيد لهذا‏,
                              ‏ هو أن الإسرائيليين قد أرسلوا أحد جواسيسهم إلي هنا
                              ‏;‏ لمتابعة عمل جاسوسنا المزدوج‏,‏ وتمويله‏,
                              ‏ والإشراف علي تطورات مزمعة قادمة‏.‏
                              ولأن جميع من حضروا الاجتماع‏,‏ كانوا من أفضل عناصر المخابرات المصرية‏,
                              ‏ ومن المتابعين لقضية ذلك الجاسوس المزدوج الشاب‏,
                              ‏ فقد انبري بعضهم علي الفور يطرح مجموعة من الأسئلة‏,
                              ‏ حول هوية ذلك الجاسوس‏,‏ والحجة التي دخل بها إلي البلاد‏
                              ,‏ والسمة التي يتخفي خلفها‏,‏ و‏...,‏ و‏..‏

                              وجاء الجواب حاسما حازما‏,‏ علي لسان المدير‏:‏
                              ـ كل هذا مجرد أسئلة‏..‏ مطلوب منكم الأجوبة لها‏.
                              .‏ وبأسرع وسيلة ممكنة‏...‏
                              كان تكليفا مباشرا بالقيام بمهمة
                              ‏,‏ قد تبدو للوهلة الأولي مستحيلة تماما‏
                              ,‏ لولا نقطة واحدة‏..‏

                              أن هؤلاء الرجال من طراز خاص جدا‏.
                              .‏ طراز لايعرف المستحيل‏!..‏
                              فقبل مرور ساعة واحدة‏,‏ علي إنتهاء الاجتماع
                              ‏,‏ كان الرجال قد انقسموا بالفعل إلي عدة فرق‏,‏ مهمتها‏
                              ,‏ وبكل اختصار‏,‏ أن تمشط‏(‏ مصر‏)‏ تمشيطا للعثور علي جاسوس‏,‏
                              لاتوجد عنه أية معلومات واضحة محددة‏..‏
                              وفي نشاط منقطع النظير‏,‏ وبأسلوب مدروس عبقري‏,
                              ‏ قدر الفريق الأول أن ذلك الجاسوس قد دخل البلاد خلال الأشهر الستة الأخيرة
                              علي أقصي تقدير‏,‏ وأنها ليست المرة الأولي‏,‏
                              التي يصل فيها إلي‏(‏ مصر‏);‏ نظرا لما درسه خبراء المخابرات المصرية‏
                              ,‏ من أساليب وطرق المخابرات الإسرائيلية‏
                              ,‏ التي تتميز بالحذر الشديد‏,‏ وتعتمد علي توطين الجاسوس لفترات متقطعة‏
                              ;‏ لدراسة ردود الأفعال المصرية تجاهه
                              ‏,‏ وللتأكد من استيعابه لإمكانيات المغادرة‏,‏
                              أو الفرار بأقصي سرعة‏,‏ إذا مادعت الحاجة إلي هذا‏..‏

                              وبناء علي المعلومتين‏,‏ تمت مراجعة كشوف أسماء كل الأجانب‏,
                              ‏ الذين تنطبق عليهم تلك الشروط‏;‏ لتقليل أعداد المشتبه فيهم‏,‏
                              وحصر دائرة البحث في قائمة محدودة‏..‏
                              في الوقت ذاته‏,‏ كان الفريق الثاني يضع الحوالات البريدية تحت البحث‏
                              ,‏ ويجري كل التحريات الممكنة‏,‏ حول كيفية ووسيلة إرسالها‏,‏
                              وهوية مرسلها‏,‏ في سرية بالغة‏,‏ حتي لاينتبه الجاسوس لما يحدث
                              ‏,‏ فيبادر بالفرار‏,‏ قبيل الإيقاع به‏..‏

                              أما الفريق الثالث‏,‏ فقد استعان بالقائمة المصغرة‏
                              ,‏ التي وضعها الفريق الأول‏,‏ مع تقرير دقيق للخبراء‏,‏
                              حول أماكن السكن المثالية للجواسيس
                              ‏,‏ والتي تناسب إحتياجهم لتلقي التعليمات‏,‏
                              عبر وسائل الإتصال اللاسلكي‏,‏ كما تتيح لهم إمكانيات كشف المراقبة في الوقت ذاته
                              ‏,‏ ومزج كل هذا بقاعدة ذهبية‏,
                              ‏ تؤكد أن الجواسيس نادرا إن لم يكن من المستحيل
                              أن يميلوا الي الإقامة في الفنادق العامة‏,
                              ‏ أو الأماكن التي تفرض نظما خاصة‏,‏
                              وأن طبيعة عملهم تدفعهم إلي اختيار الأماكن الخاصة‏,
                              ‏ التي يمكنهم السيطرة عليها تماما‏,
                              ‏ وإخفاء أدوات التجسس وأجهزته فيها‏,‏ دون أن يخشوا فضول أحد الخدم‏,‏
                              أو عمال النظافة‏,‏ أو أية احتمالات أخري غير متوقعة‏..‏
                              وهنا أصبحت دائرة البحث محدودة للغاية‏,‏ فالمطلوب شخص أجنبي الجنسية‏,‏ دخل البلاد أكثر من مرة‏,‏ ويقيم في إحدي الشقق المفروشة علي الأرجح‏..‏
                              ومن هذا المنطلق‏,‏ بدأت عملية البحث الدقيق عن الهدف‏..‏

                              واقتصرت الدائرة علي خمسة أفراد فحسب‏,‏
                              تنطبق عليهم الشروط الثلاثة‏,‏
                              علي نحو يجعلهم المشتبه فيهم الأكثر احتمالا‏..‏
                              وبدأت عملية مراقبة دقيقة للمشتبه فيهم الخمسة‏..‏

                              لدرجة أن التقارير الرسمية يمكن أن تحوي عدد خطواتهم‏,‏
                              وتردد أنفاسهم‏,‏ وكل لمحة حملتها خلجاتهم‏,‏ طوال فترة المراقبة‏..‏
                              ولأن الجاسوس المنشود هو محترف بكل المقاييس
                              ‏,‏ كان من العسير أن يقع في أي خطأ يكشف أمره‏
                              ,‏ حتي إنه من الممكن أن تشتعل الحيرة في نفوس الرجال طويلا
                              ‏..‏لولا لمحة واحدة‏..‏ هوائي بسيط‏,‏ معلق في شرفة منزل
                              مواجه للبحر‏,‏ في مدينة‏(‏ الأسكندرية‏)..‏
                              ذلك الهوائي‏,‏ الذي ورد ذكره في تقرير المراقبة‏,‏
                              الخاص بأحد المشتبه فيهم الخمسة‏,‏ توقف عنده رجال المخابرات‏,
                              ‏ وطلبوا التقاط بعض الصور الواضحة‏
                              ,‏ وعرضها علي خبراء الإتصال اللاسلكي بالجهاز‏..‏
                              وجاء تقرير الخبراء بسرعة مدهشة‏,‏ ليحسم الأمر تماما‏..‏

                              ذلك الهوائي‏,‏ الموجود في شرفة شقة الدور العلوي‏
                              ,‏ في المنزل رقم‏(8)‏ في شارع الإدريسي في‏(‏ جليم‏)(‏ الأسكندرية‏),‏
                              تنطبق عليه شروط الهوائيات المستعملة‏,‏ في إستقبال وإرسال البث اللاسلكي
                              ‏,‏ وأن موقع الشقة‏,‏ المطل علي البحر‏,
                              ‏ يرجح وجود جهاز اتصال لاسلكي داخلها‏..‏
                              وهنا‏,‏ تحولت الجهود كلها نحو ذلك الهولندي‏,
                              ‏ المقيم بتلك الشقة‏,‏ والذي يدعي‏(‏ مويس جودسوارد‏)..‏

                              وبسرعة ونشاط‏,‏ يعجز العقل العادي عن استيعابهما‏,
                              ‏ بدأت عملية تطويق الجاسوس‏,‏ وسبر أغواره في الوقت ذاته‏
                              ,‏ ففي نفس الفترة‏,‏ التي أستأجر فيها بعضهم ذلك المحل الصغير‏
                              ,‏ عند ناصية الشارع‏,‏ ووضع فوقه لافتة متهالكة‏
                              ,‏ تشير إلي أنه متخصص في إصلاح أجهزة الراديو القديمة‏
                              ,‏ ونقل إليه بعض الأدوات‏,‏ وأجهزة الراديو الضخمة
                              ‏,‏ التي تخفي أدوات الرصد والإعتراض اللاسلكي‏
                              ,‏ علي مسافة أمتار قليلة من منزل الجاسوس
                              ‏,‏ كان رجال المخابرات المصرية يجمعون كل مايمكن جمعه من معلومات‏,‏
                              عن‏(‏ مويس سوارد‏)‏ هذا‏,‏ في قلب وطنه نفسه‏..‏
                              والمدهش أنه خلال ثلاثة أيام فحسب‏,‏ وصل أحد عملاء المخابرات المصرية
                              من‏(‏ أمستردام‏)‏ مع ملف كامل عن الجاسوس‏..‏

                              اسمه‏(‏ مويس جود سوارد‏)‏ المولود في‏(‏ أمستردام‏),‏ في يوليو‏1892‏ م‏
                              ,‏ والذي عمل بالتجارة في‏(‏ هولندا‏),‏ في عام‏1929,‏ وحتي عام‏1942‏ م‏.‏
                              وفي الفترة من‏1942‏ م‏,
                              ‏ وحتي نهاية الحرب العالمية الثانية‏,‏ ترك العمل بالتجارة‏
                              ;‏ ليتفرغ للعمل السري‏,‏ ضد الإحتلال النازي‏..‏

                              ومع إنتهاء الحرب‏,‏ عاد‏(‏ مويس‏)‏ إلي مزاولة نشاطه التجاري‏,
                              ‏ وسافر عام‏1952‏ م إلي جنوب أفريقيا‏,‏ إلا أنه لم يستطع تحقيق أي نجاح يذكر‏,
                              ‏ فعاد إلي‏(‏ هولندا‏)‏ في أوائل عام‏1955‏ م‏,‏ وقد ساءت أحواله المادية‏
                              ,‏ مما أدي الي مشكلات عنيفة‏,‏ بينه وبين زوجته‏
                              ,‏ ثم طلاقه منها فيما بعد‏,‏ مما ضاعف من سوء أحواله المادية‏,
                              ‏ وفي موقفه العام أيضا‏.‏
                              ولأنه صار لقمة سائغة مثالية‏,‏ فقد وجدت المخابرات الإسرائيلية سبيلها إليه‏
                              ,‏ فالتقي بأحد رجالها‏,‏ في منتصف عام‏1957‏ م‏,
                              ‏ داخل القنصلية الإسرائيلية نفسها‏,‏ وقبل القيام بأعمال جاسوسية في‏(‏ مصر‏),
                              ‏ لصالح‏(‏ إسرائيل‏),‏ مقابل ثلاثمائة جنيه شهريا‏,‏ بخلاف أجور السفر‏,
                              ‏ وكل المصاريف التي يتم إنفاقها‏,‏ أثناء المهمة‏..‏

                              وفي‏(‏ باريس‏),‏ بدأت عملية تدريب‏(‏ مويس سوارد‏),‏
                              علي إستخدام أجهزة الإتصال اللاسلكي‏,‏ للإرسال والإستقبال‏,
                              ‏ وترجمة الشفرة‏,‏ وكتابة وإظهار الحبر السري‏,‏ وتصوير المستندات
                              ‏,‏ والتصوير بصفة عامة‏,‏ وطرق إخفاء الأفلام في أماكن سرية بالطرود‏,
                              ‏ وتمييز الأسلحة والمعدات المريبة بصفة عامة‏,
                              ‏ والبحرية بصفة خاصة‏..‏
                              وفي نهاية نوفمبر‏1957,‏ جاء‏(‏ مويس‏)‏ إلي مصر‏,‏
                              مع أوامر بإجراء معاينة كاملة لمدينة‏(‏ القاهرة‏),‏
                              والحصول علي سكن مناسب للإتصالات اللاسلكية‏
                              ,‏ مع إدعاء تنفيذ بعض العقود التجارية الهولندية في‏(‏ مصر‏)..‏

                              وفي‏(‏ القاهرة‏)‏ إستغل‏(‏ مويس‏)‏ مالديه من توكيلات تجارية‏,
                              ‏ للإتصال ببعض الشركات المصرية‏,‏ وأجري بعض الإتصالات اللاسلكية‏,
                              ‏ ولكنه لم يتلق ردا عليها‏,‏ ووصلته بعض الخطابات بالحبر السري‏
                              ,‏ ولكنه فشل تماما في إظهارها‏,‏ فوصله أمر بالعودة‏,‏ في أواخر إبريل‏1958‏ م‏,‏
                              ليسافر مع كل معداته إلي‏(‏ أمستردام‏)‏ في‏1958/4/28‏ م‏..‏
                              ومرة أخري‏,‏ راح‏(‏ مويس‏)‏ يتلقي تدريبات مكثفة‏,‏ لفشله في الإتصالات‏,
                              ‏ في المرة الأولي‏,‏ واستمرت عملية تدريبه‏,‏ حتي‏1958/7/15‏ م‏,
                              ‏ بعد أن أطمأن مدربوه إلي أنه قد أجاد عمله بالفعل هذه المرة‏.‏

                              وفي هذه المرة‏,‏ عاد‏(‏ مويس‏)‏ إلي‏(‏ القاهرة‏),‏ مع كل معداته‏,‏ في نهاية يوليو‏,‏
                              في العام نفسه‏,‏ ولكنه لم يقض وقتا طويلا‏,‏ إذ وصلته إشارة لاسلكية‏,‏
                              جعلته يعود إلي‏(‏ أمستردام‏),‏ بكل معداته وأدواته السرية‏,
                              ‏ في نهاية مارس‏1959‏ م‏..‏
                              في تلك الفترة‏,‏ كان ذلك العميل المزدوج الشاب‏,
                              ‏ الذي يعمل لحساب المخابرات المصرية‏,‏ قد بدأ بإيعاز منها
                              ـ يلح علي تلقي تمويله‏,‏ وعلي سرعة وصول راتبه‏,‏ وعلي ضرورة زيادة مكافآته‏
                              ,‏ وأبدي غضبا وتبرما‏,‏ خشيت معه المخابرات الإسرائيلية أن تفقده‏,
                              ‏ وأن تفقد معه سيل المعلومات الخطيرة‏,‏ التي يرسلها إليها بإنتظام‏,‏
                              فما كان منها إلا أن أعادت‏(‏ مويس‏)‏ إلي‏(‏ مصر‏)‏ عن طريق البحر
                              ‏,‏ ليصل مع كل أدواته ومعداته السرية إلي الأسكندرية‏,
                              ‏ في منتصف يوليو‏1959‏ م‏,‏ وكان ماكان‏..‏

                              وبعد كشف أمر الجاسوس‏,‏ بدأت عملية مراقبته بتركيز أكثر‏,
                              ‏ ودقة أشد‏,‏ مع حرص شديد علي ألايشعر بهذا قط‏,
                              ‏ ولو حتي عن طريق الشك أو الحذر‏..‏
                              ومن الواضح أن الرجال‏,‏ الذين قاموا بالمهمة‏,
                              ‏ كانوا خبراء بحق‏,‏ فالجاسوس المحترف لم يشعر بمراقبتهم له لحظة واحدة‏,
                              ‏ حتي وهو يسافر إلي‏(‏ القاهرة‏).‏

                              ويقيم في فندق‏(‏ سميراميس‏),‏ ثم يجري اتصالاته بالجاسوس المزدوج‏,
                              ‏ من فندق‏(‏ هيلتون‏)‏ للتمويه‏..‏
                              ومن خلال مراقبة‏(‏ مويس‏)‏ اعترضت المخابرات المصرية كل اتصالاته اللاسلكية‏
                              ,‏ وكل مايستقبله من بث‏,‏ وحلله خبراؤها‏,‏ وتوصلوا الي طبيعة الشفرة المستخدمة‏,
                              ‏ بل وقرأوا كل ماأرسله إلي رؤسائه في‏(‏ تل أبيب‏)
                              ,‏ من الرسائل المكتوبة بالحبر السري‏
                              ,‏ وكل ماوصل منهم بالوسيلة نفسها أيضا‏..‏

                              وكان‏(‏ مويس‏)‏ قد انتحل هوية عالم آثار بريطاني‏,‏
                              ووضع بعض التحف في شقته للتمويه‏,‏
                              وكان شديد الحذر‏,‏ بحيث لايفتح باب الشقة‏,
                              ‏ إلا إذا تأكد من هوية القادم أولا‏,‏ وذلك حسب تعليمات المخابرات الإسرائيلية‏
                              ,‏ حتي يمكنه تدمير بعض الوثائق التي تدينه‏,
                              ‏ أو التخلص من جهاز الإتصال اللاسلكي‏,‏ لو حاصره رجال الأمن بوسيلة ما‏..‏
                              وعلي الرغم من هذا‏,‏ فقد تم إتخاذ قرار‏,‏ في التاسع من نوفمبر‏1959‏ م‏,‏
                              بإنهاء العملية‏,‏ وإلقاء القبض علي‏(‏ مويس جود سوارد‏)‏
                              نظرا لقرب إنتهاء تأشيرته السياحية‏
                              ,‏ وخشية أن يغادر البلاد فجأة‏,‏ فتفشل مع رحيله العملية كلها‏..‏

                              وفي الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهرا‏,‏ تم استخدام أحد معارف‏(‏ مويس‏)
                              ‏ لطرق الباب‏,‏ وما أن تأكد من هوية الطارق‏,‏ وفتح باب الشقة‏,
                              ‏ حتي انقض عليه رجال المخابرات المصرية كالأسود‏
                              ,‏ وسيطروا عليه في لحظات‏,‏ وكبلوا حركته‏
                              ,‏ حتي لايمكنه لمس أي أداة من أدواته‏..‏
                              وبدأت عملية تفتيش دقيقة للغاية‏,
                              ‏ أسفرت عن ضبط كل أدوات التجسس‏,‏ في شقة‏(‏ مويس‏)...
                              ‏ جهاز الإتصال اللاسلكي‏,‏ وزجاجات الحبر السري ومظهره‏,‏
                              وأدوات التصوير‏,‏ والأفلام البحرية التي إلتقطها‏,
                              ‏ وكذلك آخر رسالة وصلته بالحبر السري‏,‏ من قلب‏(‏ تل أبيب‏)..‏

                              وعلي الرغم من كل هذا‏,‏ فقد ثار‏(‏ مويس‏),‏ وهاج‏,‏ وماج‏
                              ,‏ وطالب بإبلاغ السفير الهولندي‏,‏ وأنكر كل صلاته بما عثر عليه رجال المخابرات‏,
                              ‏ في وجود النيابة العامة‏,‏ وأكد أنه يخص الساكن السابق للشقة‏,‏
                              وأنه لم يدرك ماهيته‏,‏ عندما استأجرها للسكن‏,‏ و‏..‏ و‏..‏
                              وفي هدوء‏,‏ ودون أن يلتفت إلي ثورته الزائفة‏,‏
                              إتجه ضابط المخابرات إلي منضده قريبة‏,‏ تراصت فوقها مجموعه من الكتب‏,‏
                              والتقط من بينها كتابا بعينه‏,‏ وهو رواية‏(‏ ذهب مع الريح‏)
                              ,‏ والتفت الي‏(‏ مويس سوارد‏))‏ قائلا بإبتسامة ذات مغزي‏:‏

                              قل لي ياسيدي‏(‏ مويس‏)‏ هل تعتقد أننا يمكن أن نجد في هذه الرواية مايفيدن
                              اولم ينبس‏(‏ مويس جود سوارد‏)‏ بحرف واحد‏,
                              ‏ ولكن ملامحه حملت كل الإحباط واليأس والإنهيار‏
                              ,‏ فالرواية التي التقطها رجل المخابرات
                              والتي انتقاها بالذات من بين كل الروايات الأخري‏,
                              ‏ كانت كتاب الشفرة‏,‏ المستخدم في بث واستقبال الإتصالات اللاسلكية‏..‏
                              وكان هذا يعني أن الرجال يعرفون‏,‏ ويدركون وليست لديهم ذرة من الشك
                              ‏,‏ يمكن إستغلالها لتمييع الموقف‏,‏ بأي حال من الأحوال‏..‏

                              وفي إستسلام تام‏,‏ طلب‏(‏ مويس‏)‏ بعض الأوراق وقلما‏
                              ,‏ وجلس يكتب اعترافا تفصيليا بكل ماحدث‏,‏
                              منذ لقائه الأول برجال المخابرات الإسرائيلية‏,‏ وحتي لحظة سقوطه‏..‏
                              بل واعترف بالمصطلحات والإصطلاحات الخاصة‏,
                              ‏ التي ينبغي أن يستخدمها في رسائله وإتصالاته
                              ‏,‏ في حال إلقاء القبض عليه وإضطراره للعمل تحت سيطرة الدولة
                              التي ذهب ليتجسس عليها‏..‏

                              وهنا تم إتخاذ قرار حاسم‏,‏ بإستمرار العملية‏,‏ تحت سيطرة المخابرات المصرية
                              ‏,‏ وإجبار‏(‏ مويس‏)‏ علي مواصلة إتصالاته مع الإسرائيليين‏,
                              ‏ كوسيلة لكشف أي عملاء جدد‏,‏ قد يطلب من الجاسوس الإتصال بهم أو تمويلهم‏,‏
                              والتعرف علي إحتياجات وأهداف المخابرات الإسرائيلية‏,‏ في المرحلة التالية‏.‏
                              وبناء علي هذا‏,‏ تم نقل‏(‏ مويس‏),‏ من الأسكندرية الي القاهرة‏,‏
                              وهناك بدأ أول إتصالاته المحاصرة مع العدو‏
                              ,‏ ليبرر إنقطاعه عن التراسل‏,‏ خلال اليومين السابقين
                              ‏,‏ متعللا بإصابته في حادث سيارة خفيف‏,‏ وبخضوعه للعلاج في مستشفي‏(‏ المواساة‏)
                              ‏ لبعض الوقت‏..‏
                              ولقد ابتلع الإسرائيليون الطعم‏,‏ وأرسلوا يتمنون له الشفاء والصحة‏.‏

                              واستمرت إتصالات‏(‏ مويس‏)‏ مع المخابرات الإسرائيلية‏,‏ حتي يوم‏26‏ فبراير‏1960‏ م‏,
                              ‏ وكان يتلقي بعض الأوامر‏,‏ لجمع بعض المعلومات العسكرية‏,‏
                              حيث راح أحد ضباط المخابرات المصرية يتعامل معهم‏,‏ متظاهرا بتنفيذ أوامرهم‏,‏
                              ومنفذا بعض تعليماتهم‏,‏ بنفس الأسلوب والإمكانيات‏,‏
                              التي ساعدت علي خداع الإسرائيليين تماما‏,‏ فلم يكشفوا سيطرة المخابرات المصرية
                              علي الموقف لحظة واحدة‏,‏ بدليل أنهم واصلوا كشف عملائهم في‏(‏ القاهرة‏)
                              ,‏ من خلال تعليماتهم لجاسوسهم‏(‏ مويس‏)..‏
                              ورويدا رويدا‏,‏ حصلت المخابرات المصرية علي قائمة بأسماء مجموعة
                              من أخطر جواسيس العدو الإسرائيلي في‏(‏ مصر‏)..‏

                              كان معظمهم من الأجانب المقيمين‏,‏ والعاملين في‏(‏ مصر‏)‏
                              مع قلة من المصريين‏,‏ الذين أغواهم الشيطان‏,‏ فنسوا ماأرضعتهم أمهاتهم
                              من ماء نيل مصر‏,‏ وسعوا بكل الطمع والجشع والشر لخيانتها
                              ‏,‏ وبيع أمنها وأمانها للعدو‏,‏ مقابل حفنة من النقود‏..‏
                              وانطلق رجال المخابرات خلف أهدافهم‏....‏
                              وتساقط الجواسيس كالذباب‏...‏

                              شبكة هائلة من جواسيس العدو‏,‏ تساقطت في قبضة المخابرات المصرية‏,
                              ‏ في وقت واحد تقريبا‏,‏ وهو نفس الوقت الذي استقبل فيه رجال المخابرات الإسرائيلية
                              رسالتهم الأخيرة‏,‏ من جاسوسهم الهولندي‏(‏ مويس جود سوارد‏)..‏
                              تعاونكم معنا‏,‏ خلال الفترة السابقة‏,\
                              ‏ كان مثمرا بحق‏,‏ ومنحنا أكثر بكثير مما كنا نحلم به‏..
                              ‏ مع شكرنا وتحياتنا‏..‏ المخابرات المصرية‏...‏

                              وجن جنون الإسرائيليين‏,‏ وإنهار رئيس مخابراتهم‏,‏ وتم استدعاؤه للمساءلة‏,
                              ‏ أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي‏,‏ حيث إضطر لتقديم استقالته‏,‏
                              والخروج من الخدمة مكللا بالعار في نفس الوقت الذي كان رجال المخابرات المصرية
                              يتلقون فيه خالص التهنئة‏,‏ علي نجاحهم المدهش‏
                              ,‏ في هذه العملية المتقنة‏,
                              ‏ التي ألقت الإسرائيليين
                              وجواسيسهم في أعماق الهاوية‏.‏
                              هاوية الهزيمة والعار‏..!‏

                              تمت
                              موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                              22:2

                              تعليق


                              • #90
                                عملية إنقاذ



                                حرب السادس من أكتوبر‏1973‏ م بغتة‏,‏ علي نحو لم يتوقعه
                                أو يتخيله العدو الإسرائيلي قط‏,‏
                                بفضل خطة خداع استراتيجية متقنة
                                ‏,‏ تضافرت من أجلها جهود العديد من أجهزة الدولة
                                ‏,‏ وعلي رأسها جهاز المخابرات العامة
                                ‏,‏ الذي نفذ العشرات من العمليات المدهشة‏,‏
                                التي شاركت فيها عقول خبرائه‏,
                                ‏ وبطولات رجاله‏,‏ وبسالات عملائه‏,‏ الذين لم يتركوا ثغرة واحدة‏
                                ,‏ أو احتمالا ولو ضئيلا‏,‏ يمكن أن ينفذ منه الخصم‏,‏لإدراك
                                أن مصر لم ولن تستسلم للهزيمة والاحتلال
                                وأنها ستهب حتما لاستعادة حقها‏,‏ ونيل ثأرها‏
                                ,‏ وإن طال المدي‏..‏
                                وفي غفلة من العدو وعيونه‏,‏ هبت مصر‏,
                                ‏ وانقضت كعاصفة عاتية‏,‏ أو كإعصار مباغت عنيف‏,‏
                                لتقتلع خط‏(‏ بارليف‏),‏ أقوي مانع عسكري عرفه التاريخ‏
                                ,‏ وتسحق بلا رجعة أسطورة العدو الذي لا يقهر‏..‏
                                وانهزم العدو‏,‏ وانتصر جيشنا‏,‏ وراحت قواتن
                                ا تتدفق علي الضفة الشرقية لقناة‏(‏ السويس‏),‏
                                وأطلقت رمال‏(‏ سيناء‏)‏ زغرودة فرحة‏,‏
                                وهي تستقبل الجنود أصحابها وأبناءها‏..‏
                                وتوالت الانتصارات‏,‏ وأدرك العالم ـ لأول مرة
                                ـ أن‏(‏ مصر‏)‏ دولة قوية صنديدة‏,‏ قادرة علي
                                المقاومة‏,‏ والقتال‏..‏ والنصر‏..‏

                                ومع فرحة النصر‏,‏ وسحر العبور‏,‏ خرجت جموع الشعب المصري
                                إلي الشوارع‏
                                ,‏ إثر إعلان وقف إطلاق النار‏,‏ تهتف باسم قائده
                                ا‏,‏ وشجاعة وعبقرية رجاله‏,‏ وبسالة جنوده وأبنائه‏,..‏
                                وفجأة‏,‏ انطلقت من وسط الجموع صرخة‏
                                ,‏ تحمل كل فرحة الدنيا‏..‏
                                ـ‏(‏ ماهر‏)‏ بك‏.‏
                                اخترقت الصرخة أذني‏(‏ ماهر‏),‏ الضابط السابق
                                في القوات المسلحة المصرية‏,‏
                                وأحد عملاء رجال المخابرات المصرية
                                ‏,‏ الذين ساهموا في الحرب النفسية ضد العدو الإسرائيلي‏,‏
                                طوال عدة أعوام ناجحة‏..‏
                                واستدار‏(‏ ماهر‏)‏ إلي مصدرها‏,‏ ووقع بصره علي صاحبها‏
                                ,‏ الذي اندفع يشق الجموع نحوه‏,‏ وهو يهتف بسعادة غامرة‏:‏
                                ـ ياإلهي‏!..‏ كم تسرني رؤيتك‏.‏

                                وحتي قبل أن يبتسم‏(‏ ماهر‏)‏ الذي تعرف صاحب الصرخة علي الفور
                                ‏,‏ كان هذا الأخير يعانقه في حرارة‏,‏
                                ويصافحه بانفعال لا محدود‏,‏ ويشد علي يده في قوة‏,
                                ‏ متسائلا في اهتمام‏:‏
                                ــ هل تذكرني يا‏(‏ ماهر‏)‏ بك؟‏!‏
                                اتسعت ابتسامة‏(‏ ماهر‏)‏ وهو يقول‏:‏
                                بالطبع أذكرك يا‏(‏ إبراهيم‏)...‏ كيف حالك؟‏!‏
                                أطلق‏(‏ إبراهيم‏)‏ هذا ضحكة عالية‏,
                                ‏ تموج بالارتياح‏,‏ قبل أن يجيب‏:‏
                                ـ أنا في خير حال‏...‏ بفضلك‏,
                                ‏ بعد الله سبحانه وتعالي‏,‏ فلولاك لكان حالي الآن غير الحال‏...‏
                                غمغم‏(‏ ماهر‏):‏
                                ــ لولاي أنا؟‏!‏

                                ربت‏(‏ إبراهيم‏)‏ علي كتفيه بحرارة‏,‏ قائلا‏,‏ ومكررا‏:‏
                                ــ لولاك‏,‏ بعد الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ يا‏(‏ ماهر‏)‏ بك‏.‏
                                جمدت ملامح‏(‏ ماهر‏)‏ بضع لحظات‏,‏
                                قبل أن يستعيد ابتسامته‏,‏ وهو يغمغم‏:‏
                                ــ حمدا لله علي سلامتك يا‏(‏ إبراهيم‏).‏
                                نطقها‏,‏ وعقله يستعيد ذكريات أربعة أعوام مضت‏..‏
                                ذكريات أهم عملية في حياته‏...‏
                                عملية إنقاذ‏..(‏ إبراهيم‏)...‏

                                ‏***‏
                                ‏(‏ إبراهيم‏)‏ شاب بسيط‏,‏ من أبناء‏(‏ مصر‏)‏ الذين عاشوا مرحلة النكسة
                                ‏,‏ وانكسرت في أعماقهم حماسات جميلة‏,‏
                                عاشوا يتغنون بها طويلا‏,‏ فانسحقت معها نفوسهم‏,
                                ‏ وخيم الظلام علي أحلامهم وآمالهم‏,
                                ‏ فصاروا يتخبطون فترة كالعميان‏,‏ في سنوات عصيبة عسيرة‏,‏
                                استقر خلالها العدو في‏(‏ سيناء‏)‏ وتدلت قدماه في مياه قناة‏(‏ السويس‏)
                                ‏ وصدي ضحكاته الساخرة الظافرة يؤذي مسامع كل مصري وطني‏...‏
                                وعلي الرغم من أن‏(‏ إبراهيم‏)‏ قد خضع للتجنيد الاجباري كسواه‏,‏
                                في تلك الفترة التي راحت‏(‏ مصر‏)‏ تسعي فيها لاستعادة جيشها وقوتها‏,
                                ‏ إلا أن حلم السفر والعمل في الخارج ظل يراوده‏,‏ في صحوه ومنامه
                                ‏,‏ كأمل أخير في الخروج من الأزمة‏,‏ وتجاوز المحنة‏,‏
                                التي تصور مخطئا‏,‏ كفئة من أهل‏(‏ مصر‏)‏
                                أن عبورها أكثر استحالة من عبور بحر من النيران
                                ‏,‏ بزورق من القماش‏,‏ المغموس في بنزين نقي‏..‏
                                والعجيب ان هذا الحلم لم يفارق‏(‏ إبراهيم‏)‏ لفترة طويلة
                                ‏,‏ حتي وهو يشارك رفاقه تدريباتهم ومناوراتهم‏
                                ,‏ ويستمع إلي أحاديثهم التي تؤكد أن أحدا منهم
                                لن يخرج من مرحلة التجنيد الإجباري أو يتجاوزها‏,
                                ‏ إلا بعد مرور المحنة‏,‏ التي تبدو وكأنها لا خروج منها قط‏...‏
                                شئ ما في أعماقه كان يؤكد له أنه سيتجاوزها يوما‏,‏
                                علي نحو أو آخر‏.‏
                                ولان ذهنه منشغل دوما بأحلامه وأمنياته‏
                                ,‏ ارتكب‏(‏ إبراهيم‏)‏ خطأ بسيطا في اثناء احدي المناورات‏,
                                ‏ مما أدي إلي اصابته بجرح‏,‏
                                استلزم نقله إلي أحد المستشفيات العسكرية للعلاج‏.‏
                                وفي المستشفي العسكري‏,‏ جلس‏(‏ إبراهيم‏)‏ ينتظر دوره
                                كالمعتاد‏,‏ في صمت وصبر وسكوت‏,
                                ‏ وعيناه تراقبان كل ما يحدث حوله‏,
                                ‏ كوسيلة للتسلية البريئة‏,‏ في ظروف كهذه‏..‏
                                ثم وقعت عيناه علي‏(‏ صبحي‏)...‏

                                ضابط من أصل عربي‏,‏ ترك مهنته ودولته‏,
                                ‏ وأتي ليقيم في‏(‏ مصر‏)‏ مع زوجته‏,‏
                                معلنا إيمانه بأهداف وطموحات قادتها‏,‏
                                ومؤكدا استعداده للموت من أجلها‏..‏
                                وفي‏(‏ مصر‏)‏ استقر‏(‏ صبحي‏)‏ وحاز القبول لدي بعض المسئولين
                                ‏,‏ فطاب له المقام‏,‏ وحظي بمقام رفيع‏,‏ ومنصب ممتاز
                                ‏,‏ وعلاقات قوية‏,‏ بدت واضحة للغاية
                                ‏,‏ في تعاملاته داخل المستشفي العسكري‏,‏
                                وأسلوب حديثه مع كبار مديريها ومسئوليها‏.‏
                                وانبهر‏(‏ إبراهيم‏)‏ بوضع‏(‏ صبحي‏)‏ هذا في المستشفي‏,‏
                                وانبهر أكثر باقتراب هذا الأخير منه‏,‏ وجلوسه إلي جواره‏
                                ,‏ بمنتهي البساطة والتواضع‏,‏ والانهماك معه في حديث طويل‏,‏
                                وكأنهما صديقان قديمان‏...‏
                                وكعادة المصريين البسطاء‏,‏ أفرط‏(‏ إبراهيم‏)‏ في الحديث‏,‏
                                وراح يدلي بكل مالديه عن وحدته‏,‏ ورفاقه‏,‏ وتدريباتهم‏,‏
                                والمناورة التي أصيب فيها أيضا‏...‏
                                وباهتمام مغلف بالهدوء والبساطة‏,‏ استمع إليه‏(‏ صبحي‏)‏ هذ
                                ا‏,‏ وتركه يروي كل ما لديه‏,‏ قبل أن يمنحه ابتسامة كبيرة‏,‏
                                ويربت علي كتفه‏,‏ قائلا‏:‏ ــ لابد أن نلتقي كثيرا يا أخ‏(‏ إبراهيم‏)..
                                .‏ سأعطيك عنواني ورقم هاتفي‏,‏ وسأنتظر زيارتك‏.‏
                                لم يصدق‏(‏ إبراهيم‏)‏ نفسه‏,‏ عندما طلب منه‏(‏ صبحي‏)‏ زيارته‏,‏
                                واحتفظ بالورقة التي تحوي العنوان ورقم الهاتف‏,
                                ‏ وهو يمني نفسه بأن يساعده هذا الشخص‏,
                                ‏ صاحب الاتصالات والنفوذ‏,‏ في تحقيق حلمه القديم‏...‏

                                وفي أول اجازة له‏,‏ اتصل‏(‏ إبراهيم‏)‏ بذلك الرجل‏(‏ صبحي‏)
                                ‏ فاستقبل الرجل اتصاله بالحرارة والترحاب‏,
                                ‏ وطلب منه أن يأتي لزيارته فورا‏...‏
                                ولم يضيع‏(‏ إبراهيم‏)‏ لحظة واحدة‏...‏
                                لقد ذهب فورا لزيارة‏(‏ صبحي‏)
                                ,‏ وكله لهفة في أن يقص عليه حلمه‏
                                ,‏ وأن يجد لديه مطلبه‏...‏
                                وفي منزله‏,‏ استقبله‏(‏ صبحي‏)‏ بحرارة وترحاب أكثر‏,
                                ‏ ليقفز انبهار‏(‏ إبراهيم‏)‏ إلي الذروة‏,‏ مع مرأي المنزل الفاخر‏
                                ,‏ والأثاث الأنيق باهظ الثمن‏,‏ والأجهزة التي لم ير لها مثيلا‏,‏
                                إلا في أفلام السينما الحديثة فحسب‏...‏
                                ومع انبهار‏(‏ إبراهيم‏)‏ وخفقات قلبه المشدوهة‏
                                ,‏ راح‏(‏ صبحي‏)‏ يتحدث إليه‏,‏ ويسأله عن أحواله‏
                                ,‏ وأحوال وحدته‏,‏ وآخر أخبار المناورات‏...‏

                                وفجأة‏,‏ سأله‏(‏ إبراهيم‏)‏ وكأنه لم ينتبه
                                إلي وجوده إلا في هذه اللحظة‏:‏
                                ـ سيد‏(‏ صبحي‏)...‏ ألك معارف في دول الخليج؟‏!‏
                                صمت‏(‏ صبحي‏)‏ بضع لحظات‏,‏ وهو يتطلع إليه‏,‏
                                قبل ان يبتسم ابتسامة كبيرة‏,‏ وهو يتراجع في مقعده‏,‏ قائلا‏:‏
                                ــ لي أخت تقيم في‏(‏ الكويت‏)‏
                                وزوجها يمتلك تجارة كبيرة هناك‏.‏
                                هتف‏(‏ إبراهيم‏)‏ في لهفة‏:‏
                                ــ وهل‏..‏ هل يمكنك أن تجد لي عملا لديه؟‏!‏

                                اتسعت ابتسامة‏(‏ صبحي‏)‏ أكثر‏,‏ وهو يجيب‏:‏
                                ــ بالتأكيد‏.‏
                                ولم يكد‏(‏ إبراهيم‏)‏ يغادر المنزل بعدها‏,‏ وهو يكاد يطير فرحا‏
                                ,‏ حتي أطلق‏(‏ صبحي‏)‏ هذا ضحكة عالية مجلجلة
                                ‏,‏ والتقط سماعة هاتفة‏,‏ مغمغما‏:‏
                                ــ طير جديد وقع في القفص‏.‏
                                في الليلة نفسها‏,‏ وإثر المحادثة الهاتفية‏,
                                ‏ استقبل‏(‏ صبحي‏)‏ ضيفا آخر‏,‏ في التاسعة والنصف مساء
                                ‏,‏ وصافحه في حرارة‏,‏ قائلا‏:‏
                                ــ لدينا طير جديد‏.‏
                                سأله ذلك الضيف الجديد‏(‏ ماهر‏)‏ في اهتمام‏:‏
                                ــ وما نوعه؟‏!...‏

                                ولساعة كاملة‏,‏ راح‏(‏ صبحي‏)‏ يشرح لصديقه‏(‏ ماهر‏)‏
                                كل ما يتعلق بذلك الشاب‏(‏ إبراهيم‏)‏ قبل أن يقول في النهاية‏:‏
                                ــ وكما تري هو صيد ممتاز‏,‏ سيسعد الأصدقا
                                ء محبي السلام في العالم الحر‏,‏ وموقعه سيمنحنا الكثير من المعلومات
                                ‏,‏ التي ستساعدنا علي معرفة ما
                                إذا كان المصريون يستعدون بالفعل لحرب ثأرية‏,
                                ‏ أو أنهم سيستسلمون لحالة الاحتلال هذه‏.‏
                                قال‏(‏ صبحي‏)‏ كل هذا واستخدم تلك المصطلحات التي ميزت عالم الجاسوسية‏
                                ,‏ في تلك الحقبة‏,‏ مطمئنا الي أن‏(‏ ماهر‏)‏ يعمل إلي جوار
                                ه‏,‏ لصالح المخابرات الإسرائيلية‏,‏ التي رمز إليها وهما‏
                                ,‏ باسم‏(‏ العالم الحر‏),‏ دون أن يخطر بباله‏,‏ ولو لحظة واحدة‏
                                ,‏ أن‏(‏ ماهر‏)‏ هذا يعمل لحساب جهاز مخابرات آخر تماما‏..‏
                                لحساب المخابرات العامة المصرية‏..‏
                                ولقد استمع إليه‏(‏ ماهر‏)‏ في هدوء واهتمام‏
                                ,‏ كما علمه رجال المخابرات المصرية‏,
                                ‏ قبل أن يقول في حزم‏:‏
                                ـ أريد أن أراه أولا‏,‏ وسأخبرك برأيي بعدها‏.‏

                                ضحك‏(‏ صبحي‏)‏ قائلا‏:‏
                                ـ اطمئن‏..‏ لقد طلبت منه أن يحضر غدا مساء‏,‏ مع كل أوراقه‏
                                ,‏ فهو يتصور أن لدي من الاتصالات‏,‏ مايمكن أن يتيح له الخروج
                                من وضعه الحالي‏,‏ والسفر للعمل في‏(‏ الكويت‏)‏ فورا‏.‏
                                أدرك‏(‏ ماهر‏)‏ علي الفور أن‏(‏ صبحي‏)‏
                                قد ألقي شباكه بالفعل حول‏(‏ إبراهيم‏)
                                ,‏ وأنه لم يعد أمامه سوي أن ينشب مخالبه فيه‏,‏
                                ويلقيه في المستنقع‏,‏ الذي كاد هو نفسه أن يقع فيه
                                ‏,‏ لولا يقظته في اللحظة الأخيرة
                                ‏,‏ ولجوئه إلي رجال المخابرات المصرية‏..‏
                                وبعد منتصف الليلة نفسها بساعة أو يزيد‏,‏
                                التقي‏(‏ ماهر‏)‏ بضابط المخابرات المصري‏(‏ أ‏.‏ص‏),‏
                                الذي يتابع حالته‏,‏ وأخبره بأمر‏(‏ إبراهيم‏),‏
                                ومايعده‏(‏ صبحي‏)‏ الجاسوس له‏.‏
                                وبكل الحزم‏,‏ قال‏(‏ أ‏.‏ص‏):‏
                                ـ لاتدعه يقع في الفخ أبدا يا‏(‏ماهر‏)..
                                ‏ امنعه من هذا بأي ثمن‏..
                                .‏ هل تفهم‏..‏ بأي ثمن‏.‏
                                ثم صمت بضع لحظات‏,‏ قبل أن يضيف‏:‏
                                ـ ربما كانت سياسة بعض أجهزة المخابرات الأخري‏
                                ,‏ هي أن تترك مثله‏,‏ حتي يسقط في المستنقع
                                ‏,‏ لتزيد من عدد انتصاراتها‏,‏ عندما تلقي القبض عليه فيما بعد‏,
                                ‏ أما نحن فسياستنا تختلف‏.
                                .‏ إننا نسعي لمنعه من السقوط‏,‏ بأية وسيلة كانت‏.‏
                                ووضح يده علي كتفه‏,‏ مكملا‏:‏
                                ـ إنها مهمتك‏.‏
                                والتقط‏(‏ ماهر‏)‏ الكلمة‏,‏ وأقسم في أعماق نفسه علي تنفيذها‏
                                ,‏ بالأسلوب الذي حدده له‏(‏ أ‏.‏ص‏)..‏
                                مهما كان الثمن‏..‏
                                وفي زيارة‏(‏ ابراهيم‏)‏ التالية‏,‏ كان‏(‏ ماهر‏)‏
                                هناك‏,‏ يشاركهم مجلسهم‏,‏ ويتعامل مع‏(‏ ابراهيم‏)‏ بغلظة وفظاظه
                                وتجاهل‏,‏ جعل هذا الأخير يبغضه كل البغض‏,‏
                                ويتصور أنه يحاول منعه من السفر للعمل في‏(‏ الكويت‏),
                                ‏ لأنه يغار منه‏,‏ ويرفض له الخير‏..‏
                                وحاول‏(‏ ابراهيم‏)‏ ان يجتذب‏(‏ ماهر‏)‏ بأية وسيلة‏,‏ طوال تلك الليلة‏,
                                ‏ ولكن‏(‏ ماهر‏)‏ ظل عابسا في وجهه‏,‏ متجهما معه‏,‏
                                حتي انصرف الشاب‏,‏ تاركا كل أوراقه للجاسوس‏(‏ صبحي‏)‏
                                وهو يلعن‏(‏ ماهر‏)‏ في أعماقه ألف مرة‏..‏
                                وبعد انصرافه‏,‏ سأل‏(‏ صبحي‏)‏ ماهر في حيرة‏
                                ,‏ عن سر تعاملاته الفظة مع‏(‏ ابراهيم‏),‏ فأجابه في حزم‏:‏
                                ـ إنه لايساوي شيئا‏..‏
                                كل مالديه من معلومات يمكنني إحضار ماهو افضل منه‏..‏
                                وصمت لحظة‏,‏ قبل أن يضيف‏:‏
                                ـ وبسعر أقل‏..‏

                                ليلتها ضحك‏(‏ صبحي‏)‏ كما لم يضحك من قبل‏
                                ,‏ وتصور انه قد فهم هدف‏(‏ ماهر‏)‏ من إبعاد‏(‏ إبراهيم‏),
                                ‏ وقال في حماس‏:‏
                                ـ انت علي حق‏..‏ لماذا نمنحه مكافآت كبيرة‏..
                                ‏ فلنخبرهم أننا قد جندناه‏,‏ ولنمنحهم ماكنا سنحصل عليه من معلومات‏,‏
                                ولنربح نحن مكافأته‏.‏
                                شاركه‏(‏ ماهر‏)‏ ضحكته وهو يشعر بارتياح عميق في أعماقه‏
                                ,‏ لأن مهمته قد نجحت من الضربة الأولي‏..‏
                                ولكنه لم يكتف بهذا‏,‏ فما تعلمه من رجال المخابرات المصرية‏,
                                ‏ جعله لايستكين لأي نصر عاجل وسريع‏
                                ,‏ لذا فقد التصق أكثر بالجاسوس‏(‏ صبحي‏),‏ وحضر كل مقابلاته التالية
                                مع‏(‏ إبراهيم‏),‏ وتأكد من أنه لم يعد يوليه الاهتمام الكافي‏
                                ,‏ حتي يأس الشاب‏,‏ وانصرف نهائيا‏,‏ وهو يبغض‏(‏ ماهر‏)‏ أشد البغض‏..‏
                                ثم قرر رجال المخابرات العامة إنهاء قضية الجاسوس‏(‏ صبحي‏)
                                ,‏ وتم إلقاء القبض عليه‏,‏ في مارس‏1969‏ م‏.‏
                                وفي التاسع والعشرين من ابريل‏,‏ في العام نفسه‏
                                ,‏ نشرت الصحف تفاصيل إلقاء القبض علي الجاسوس‏(‏ صبحي‏
                                )‏ ونشرت صورته‏,‏ وصورة‏(‏ ماهر‏),‏ ودوره في العملية‏,
                                ‏ التي لعب فيها دور الجاسوس المزدوج‏
                                ,‏ ليخدم المخابرات الإسرائيلية وجاسوسها‏,‏
                                ويوقع الجميع في النهاية‏..‏
                                وقرأ‏(‏ ابراهيم‏)‏ الصحف‏,‏ وشاهد الصور‏..‏
                                ووقع قلبه بين قدميه‏..‏

                                لحظتها فقط فهم‏(‏ إبراهيم‏)‏ ماالذي كان يفعله‏(‏ ماهر‏)
                                ,‏ عندما كان يتعامل معه بكل الغلظة والخشونة والصلف‏
                                ,‏ أثناء زياراته للجاسوس‏(‏ صبحي‏)..‏
                                لحظتها فقط أدرك انه قد منعه من السقوط في مستنقع رهيب‏
                                ,‏ لو دفع فيه قدميه‏,‏ لحملت الصحف صورته‏
                                ,‏ إلي جوار صورة‏(‏ صبحي‏)‏ في ذلك اليوم‏..‏
                                وتحولت مشاعره في لحظة واحدة‏,‏ تجاه‏(‏ ماهر‏),‏
                                من البغض الي التقدير‏..
                                ‏ كل التقدير‏..‏
                                لقد أنقذت حياتي ومستقبلي يا‏(‏ ماهر‏)‏ بك‏..‏
                                انتزعت عبارة‏(‏ إبراهيم‏)(‏ ماهر‏)‏ من أفكاره وذكرياته
                                ‏,‏ فاستعاد ابتسامته‏,‏
                                وهو يربت علي كتف‏(‏ ابراهيم‏)
                                ‏قائلا‏:‏
                                ـ لم أكن وحدي يا‏(‏ إبراهيم‏).‏
                                هتف‏(‏ إبراهيم‏)‏ في حرارة‏:‏
                                ـ أعلم هذا يا‏(‏ ماهر‏)‏ بك‏..‏ أعلم هذا‏..‏
                                ثم عاد يعانقه‏,‏ ليهمس في ذلك‏..‏
                                أبلغهم تحياتي‏..‏ وشكري أيضا‏..‏ شكري الجزيل‏.‏
                                ابتسم‏(‏ ماهر‏)‏ مرة أخري قائلا‏:‏
                                ـ سأفعل‏.‏
                                مرة أخري‏,‏ تصافحا‏,‏ وافترقا وسط الجموع‏,
                                ‏ التي تحتفل بالنصر‏,‏ و‏(‏ماهر‏)‏ يشعر بالسعادة والفخر
                                ‏,‏ والزهو بنفسه‏,‏ لأنه شارك يوما في تلك العملية
                                ‏,‏ التي مازال يعتبرها أهم عملية في حياته‏..‏
                                عملية إنقاذ‏...‏
                                مواطن مصري‏.‏

                                تــــمـــــت بـــــحــــمــــد الــــلــــه
                                موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                                22:2

                                تعليق

                                يعمل...
                                X