7- السقوط
وفي إحدى زياراته لمدينة صيدا، في سبتمبر 1972،
تقابل في طريق البوليفار الذي يقع الى البحر مباشرة، بفتاة فلسطينية عرجاء، تتسول
. سألها عن أبيها فأجابته بأنه فقد بصره
وإحدى يديه في انفجار عبوة كان يعدها، ولها شقيق تطوع في صفوف المقاومة
اختفت أخباره.
رادوها عن نفسها فرفضت وهمت بالانصراف.
فعرض عليها مائة ليرة لتخبره بأسماء قادة الفدائيين في مخيمها "عين الحلوة".
أحست ابنة الرابعة عشرة بأنها تحادث أحد الخونة،
وكانت لحظه السيء تملك رغم صغرها حساً أمنياً عالياً،
أورثتها إياه كوارث زلزلت حياتها منذ وعت.
تلفتت الفتاة يمنة ويسرة ولما اقتربت إحدى السيارات العسكرية
، صرخت بكل عزمها: جاسوس، جاسوس.
انطلق نايف كالسهم هرباً وقد ولت جرأته. .
واختبأ لثلاث ساعات بين أنقاض مسرح قديم مهدم.
خرج بعدها في هدوء وكأن شيئاً لم يكن.
وفي المنطقة الواقعة بين شركة الداتسون والتيرو بطريق صيدا القديم،
انقض عليه عدة رجال وكبلوه،
وعندما دفعوا به الى العربة الجيب
كانت الفتاة تجلس مزهوة فرحة.
أخذوه الى معسكر فلسطيني بطريق "دير قانون البحر"
وبين طيات ملابسه عثروا على رسوم كروكية لمواقع فلسطينية
في مثلث الراهبات، وشارع رياض الصلح،
ولأهم المفارق الحيوية بصيدا.
وبالتحقيق معه حاول قدر استطاعته أن يناور . .
ويتغابى، لكنه انهار في النهاية واعترف بعمالته للموساد،
وأرشد عن الجهاز اللاسلكي الذي عثروا عليه بقاع سحري بدولاب ملابسه.
عثروا أيضاً على أربعة آلاف دولار،
وستة عشر ألف ليرة لبنانية ثمن خيانته وتجسسه لمدة عام.
وبنفسه كتب اعترافاً كاملاً بظروف حياته،
ومعاناته النفيسة التي أثرت على وعيه، وخطوات تجنيده بداية من زياد،
ثم زيارته لإسرائيل، حيث سيطروا عليه هناك بالمال والجنس،
وصوروه بإرادته في احط الأوضاع وأقذرها مع إسرائيليات،
بدعوى أنهم مضطرون لتصويره لضمان إخلاصه لهم،
ولكي يحافظ على جهاز اللاسلكي الذي يفوق ثمنه مائة ألف دولار.
في اعترافاته قال أيضاً أنهم وعدوه بثلاثين ألف دولار،
مقابل تجنيد ضابط فلسطيني في صفوف المقاومة،
وشمل اعترافه قائمة طويلة بأسعار المعلومات المطلوبة،
وجملة ما يخصه من أموال ورواتب متأخرة لدى الموساد.
سلمه الفلسطينيون للسلطات اللبنانية لمحكامته
(ليس لهم الحق في محاكمة لبناني أو أجنبي خائن،
ولو كان يتجسس عليهم، فهم يحاكمون فقط مواطنيهم المتهمين بالخيانة.
وغالباً ما يتم إعدامهم رمياً بالرصاص).
ومثل الخائن أمام المحكمة العليا ببيروت، وفي فبراير 1973 أدين بالحبس
مدة سبع سنوات.
وبعد ثمانية أيام في السجن عقد له زملاؤه
المسجونون محكمة أخرى، أعضاؤها الخمسة من القتلة واللصوص،
وحكموا عليه إجماعاً بالإعدام شنقاً.
كان يظن طوال الوقت بأن الأمر مجرد هزل مساجين،
لكنهم انقضوا عليه وشنقوه بالفعل بواسطة حبل جدلوه من ملابسهم،
وكان ذلك عشية احتفاله بعيد ميلاده الثلاثين
، واعترفوا بلا أدنى مواربة بأنهم اقتصوا منه وحاكموه بالعدل،
وبقانون العروبة والوطن، لا بقوانين لبنان.
ألم نقل من قبل أن لبنان بلد العجائب،
وأنه البلد العربي الوحيد الذي لا يعدم فيه الجواسيس بنص القانون !!!
تــــمـــــت بـــــحــــمــــد الــــلــــه
وفي إحدى زياراته لمدينة صيدا، في سبتمبر 1972،
تقابل في طريق البوليفار الذي يقع الى البحر مباشرة، بفتاة فلسطينية عرجاء، تتسول
. سألها عن أبيها فأجابته بأنه فقد بصره
وإحدى يديه في انفجار عبوة كان يعدها، ولها شقيق تطوع في صفوف المقاومة
اختفت أخباره.
رادوها عن نفسها فرفضت وهمت بالانصراف.
فعرض عليها مائة ليرة لتخبره بأسماء قادة الفدائيين في مخيمها "عين الحلوة".
أحست ابنة الرابعة عشرة بأنها تحادث أحد الخونة،
وكانت لحظه السيء تملك رغم صغرها حساً أمنياً عالياً،
أورثتها إياه كوارث زلزلت حياتها منذ وعت.
تلفتت الفتاة يمنة ويسرة ولما اقتربت إحدى السيارات العسكرية
، صرخت بكل عزمها: جاسوس، جاسوس.
انطلق نايف كالسهم هرباً وقد ولت جرأته. .
واختبأ لثلاث ساعات بين أنقاض مسرح قديم مهدم.
خرج بعدها في هدوء وكأن شيئاً لم يكن.
وفي المنطقة الواقعة بين شركة الداتسون والتيرو بطريق صيدا القديم،
انقض عليه عدة رجال وكبلوه،
وعندما دفعوا به الى العربة الجيب
كانت الفتاة تجلس مزهوة فرحة.
أخذوه الى معسكر فلسطيني بطريق "دير قانون البحر"
وبين طيات ملابسه عثروا على رسوم كروكية لمواقع فلسطينية
في مثلث الراهبات، وشارع رياض الصلح،
ولأهم المفارق الحيوية بصيدا.
وبالتحقيق معه حاول قدر استطاعته أن يناور . .
ويتغابى، لكنه انهار في النهاية واعترف بعمالته للموساد،
وأرشد عن الجهاز اللاسلكي الذي عثروا عليه بقاع سحري بدولاب ملابسه.
عثروا أيضاً على أربعة آلاف دولار،
وستة عشر ألف ليرة لبنانية ثمن خيانته وتجسسه لمدة عام.
وبنفسه كتب اعترافاً كاملاً بظروف حياته،
ومعاناته النفيسة التي أثرت على وعيه، وخطوات تجنيده بداية من زياد،
ثم زيارته لإسرائيل، حيث سيطروا عليه هناك بالمال والجنس،
وصوروه بإرادته في احط الأوضاع وأقذرها مع إسرائيليات،
بدعوى أنهم مضطرون لتصويره لضمان إخلاصه لهم،
ولكي يحافظ على جهاز اللاسلكي الذي يفوق ثمنه مائة ألف دولار.
في اعترافاته قال أيضاً أنهم وعدوه بثلاثين ألف دولار،
مقابل تجنيد ضابط فلسطيني في صفوف المقاومة،
وشمل اعترافه قائمة طويلة بأسعار المعلومات المطلوبة،
وجملة ما يخصه من أموال ورواتب متأخرة لدى الموساد.
سلمه الفلسطينيون للسلطات اللبنانية لمحكامته
(ليس لهم الحق في محاكمة لبناني أو أجنبي خائن،
ولو كان يتجسس عليهم، فهم يحاكمون فقط مواطنيهم المتهمين بالخيانة.
وغالباً ما يتم إعدامهم رمياً بالرصاص).
ومثل الخائن أمام المحكمة العليا ببيروت، وفي فبراير 1973 أدين بالحبس
مدة سبع سنوات.
وبعد ثمانية أيام في السجن عقد له زملاؤه
المسجونون محكمة أخرى، أعضاؤها الخمسة من القتلة واللصوص،
وحكموا عليه إجماعاً بالإعدام شنقاً.
كان يظن طوال الوقت بأن الأمر مجرد هزل مساجين،
لكنهم انقضوا عليه وشنقوه بالفعل بواسطة حبل جدلوه من ملابسهم،
وكان ذلك عشية احتفاله بعيد ميلاده الثلاثين
، واعترفوا بلا أدنى مواربة بأنهم اقتصوا منه وحاكموه بالعدل،
وبقانون العروبة والوطن، لا بقوانين لبنان.
ألم نقل من قبل أن لبنان بلد العجائب،
وأنه البلد العربي الوحيد الذي لا يعدم فيه الجواسيس بنص القانون !!!
تــــمـــــت بـــــحــــمــــد الــــلــــه
تعليق