إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أصغر جاسوس في التاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    مشكوره وبارك الله فيكي علي هدا المجهود العظيم الدي تبدليه في انتقاء المواضيع الرايعه بما فيها من بطولات ضد العدو الصهيوني
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #62
      بعض عمليات أجهزة المخابرات العربية


      1- خميس بيومي( العميل اللبناني الخطير)



      مقدمة

      عندما تريد أجهزة المخابرات أن "تصنع" عميلاً متخصصاً
      في الاغتيالات والتخريب،
      فهي تنزع من قلبه خلايا الحب والشفقة والندم،
      وتزرع مكانها الغلظة والقسوة والجفاف.
      إلا أن نداء الطبيعة يظل يقاوم التطبع،
      فتنمو لدى بعض العملاء خلايا الحب وتتشكل من جديد
      ، وحينما ينضج ذلك الإحساس الرائع المنزوع قسراً،
      يكون العميل تحت تأثيرث هشاً، ضعيفاً. .
      لا يملك زمام أموره.
      حينئذ . . إما أن يعترف لحبيبته نادماً،
      أو قد يستسلم لتفاعلات صراعاته فينتحر.
      إنه صراع آخر بين الضلوع . .
      صراع مرير . .
      لا يحسه إلا الخونة والجواسيس. .
      جواسيس بلا قلب
      اتبعت الموساد شتى الأساليب
      لاقتفاء حركات المقاومة الفلسطينية،
      وقتلها في المهد،
      في هذه القصة نتطرق معاً لملف آخر أكثر سخونة،
      وشديد الخطورة . . لعمليات الموساد القذرة في لبنان،
      وهو ما يعرف بشبكات "ا DESTRUCTION"
      التي ينحصر نشاطها في بث الشقاق والعداوة،
      وزعزعة الاستقرار الداخلي بإشعال الفتن والضغائن
      بين العشائر.
      وشبكات التخريب عمل مخابراتي مهم،
      نما وتعملق في القرن العشرين
      مع تطور استخدام المتفجرات،
      وبروز التنافس بين الأمم والامبراطوريات.
      إنها شبكات خاصة جداً تظهر وتختفي وفقاً
      للمصالح والظروف السياسية،
      يقوم على إدارتها وتوجيهها نخبة من الخبراء
      على أعلى درجات الكفاءة والخبرة والذكاء ،
      تعمل بمباركة القيادة العليا –
      عسكرية أو سياسية –
      وتخضع لها مباشرة.
      ولأن المهمة جد خطية،
      فجاسوس شبكات التخريب ينتقي بعناية فائقة.
      . وفق شروط صعبة معقدة ..
      حيث يتم إخضاعه لدورات تدريبية أشد تعقيداً
      عن تلك التي ينالها الجاسوس المكلف
      بجلب الأخبار .. فهو "يغسل"
      تماماً لتنسلخ عنه مشاعر الانسانية ..
      وتخنق فيه عواطفه الفطرية ..
      وتجز إرادته فيتحول بعد "غسله" الى "روبوت"
      بلا قلب، يتحرك الوحش الكامن فيه بالأمر،
      ويسكن بداخله بالأمر.
      لذا، فالسيطرة عليه تحتاج الى عقل خارق لتطويعه،
      وتغييب طبيعته، فالجاسوس قبل أي شيء بشر،
      يقسو ويحنو، ويتألم ضميره أحياناً،
      أو قد يصحو محاولاً التمرد على وحشيته،
      لكن، هذا لا يحدث كثيراً.
      معنى ذلك أن هناك حالات حدثت،
      بالطبع هي حالات استثنائية جداً ونادرة،
      ولأنها كذلك، فهي مثار تحليلات ودراسات مطولة
      يعكف عليها المحللون.
      وقد ظهر رأي يقول بأن أجهزة المخابرات
      عندما تريد أن "تصنع" عميلاً متخصصاً في الاغتيالات والتخريب، تنزع خلايا الحب والشفقة والندم من قلبه،
      وتزرع مكانها الغلظة والقسوة والجفاف،
      إلا أن نداء الطبيعة يظل ييقاوم التطبع
      فتنمو لدى بعض العملاء خلايا الحب
      وتتشكل من جديد.
      وحينما ينضج هذا الاحساس الرائع –
      المنزوع قسراً – معلناً عن نفسه صراحة وبعنف،
      يكون الجاسوس تحت تأثيره هشاً، ضعيفاً،
      معرضاً لإفشاء سره،
      أو قد يستسلم تماماً لتفاعلات صراعاته،
      فينتحر.
      إن ملفات المخابرات والجاسوسية تحفظ لنا قصصاً عجيبة
      لا يصدقها عقل، تصف معاناة بعض هؤلاء القتلة
      الذين وهنوا وصرعهم التوتر والخوف والندم،
      فعاشوا أسوأ لحظات حياتهم
      الى أن كتبوا نهاياتهم بأيديهم.
      وتذكرني الآن قصة "بوجداني ستاسنسكي"
      رجل الاغتيالات الأول في جهاز المخابرات السوفييتية
      – الذي علموه في أكاديمية الجواسيس
      بموسكو كيف يكون آلة تسمع فتطيع،
      فلم يكن ليشعر قط بالأسف أو الندم،
      بعدما يقتل معارضي دولته بالسم الزعاف،
      حتى أنه كان ينام هادئاً
      دون أن تطارده أشباح ضحاياه،
      وانقضت سنوات وسنوات ويداه تقطر منهما دماء الأبرياء،
      الى أن تجف فجأة أمام دفقة الحب الأول في حياته،
      فتملكه ندم شديد، وبكى كطفل
      على صدر حبيبته الألمانية
      وهو يفشي لها بسره ومعاناته،
      واختفيا عن الأنظار منذ عام 1965،
      حيث لم يظهر لهما أثر حتى اليوم.
      لقد تفوقت المخابرات السوفييتية
      عن سائر أجهزة المخابرات في هذا المجال،
      واحتفظت بالصدارة دائماً منذ بداية القرن الماضي
      وتليها المخابرات البريطانية فالفرنسية،
      الى أن ظهر الجستابو الرهيب في ألمانيا . .
      وأخيراً كانت المخابرات الأمريكية فالسافاك الإيراني ..
      لكن على حين فجأة ظهرت المخابرات الإسرائيلية،
      فتفوقت على جميع الأجهزة
      واحتلت رأس القائمة ولا زالت،
      واشتهرت بعبقريتها الفذة
      في ابتكار أعجب الوسائل الإجرامية
      موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
      22:2

      تعليق


      • #63
        .................في الإرهاب والمذابح والتصفيات الجسدية والتفجيرات.
        للدرجة التي دعت العديد من الدول الأجنبية
        للاستعانة بخبراتها في هذا المجال.
        فمنذ قامت المنظمات الإرهابية في فلسطين،
        توسلت العنف الدموي مع المدنيين العزل،
        واستعانت بعلم نفس الإجرام في التعامل معهم
        لقمع إرادتهم وإصابتهم بما يشبه الذهول المصحوب
        برجفات الرعب، والهلع.

        في عام 1965 عقد مؤتمر القمة العربي في القاهرة،
        الذي تقرر فيه تحويل روافد نهر الأردن،
        وبحثت فيه الإجراءات العسكرية الواجب اتخاذها
        من أجل مواجهة أي رد فعل إسرائيلي
        ضد عمليات التحويل . .
        فقدمت القيادة العربية المشتركة خطة موحدة . .
        تشرح الإمكانيات العسكرية
        التي يجب أن تتوافر لدى كل دولة
        من الدول العربية المتاخمة لإسرائيل،
        حتى إذالا ما وقع أي هجوم إسرائيلي
        يتصدى له رد جماعي عربي.
        كان نصيب لبنان من هذه الخطة سرباً من الطائرات،
        وراداراً. . على اعتبار أنه يملك مناطق استراتيجية
        عسكرية مهمة على رؤوس قمم الجبال.
        وخوفاً من وقوع هجوم على لبنان يدمر طائراته وراداره،
        تقرر إعطاؤه أيضاً بطاريات صواريخ أرض / جو .
        وبعد أن وزعت الخطة انتقل البحث الى التكاليف .
        . وتحديد الجهات العربية التي ستتولى التمويل.
        ولأسباب سياسية رفض لبنان
        شراء الأسلحة السوفييتية ..
        وطالب بإعطائه الثمن على أساس
        سعر السلاح السوفييتي
        ليشتري السلاح من فرنسا.
        وبالفعل، سارت الأمور بعد ذلك بشكل طبيعي،
        وبدأ لبنان مفاوضاته مع فرنسا لشراء
        الميراج والرادار وصواريخ الكروتال،
        الى أن وقعت حرب 1967 فانقلبت كل المقاييس. .
        وتبدلت الظروف. . فألغيت القيادة العربية الموحدة
        من جهة، ومن جهة أخرى نسف مشروع تمويل الروافد
        بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية،
        وبالتالي، تخلت الدول العربية عن التزاماتها
        بدفع ثمن السلاح اللبناني.
        ذلك أنه بعد تبدل الظروف عقب النكسة،
        وتبدل الاستراتيجية العسكرية العربية،
        بدأ التفكير اللبناني يتجه بالتشاور مع الدول العربية
        نحو إبدال السلاح الفرنسي بآخر سوفييتي
        يتوافق مع ظروف مرحلة ما بعد يونيو 1967،
        ومع أوضاع لبنان وظروفه،
        بحيث تكون لديه صواريخ نقالة وغير ثابتة
        تكون عرضة لعمليات نسف إسرائيلية.
        وقوبل هذا التبدل في السياسة والتسليح
        بغضب أمريكي . .
        فقد رفض سيسكو مساعد وزير الخارجية الأمريكية
        مقابلة السفير اللبناني ثلاث مرات،
        ودفع الدكتور إلياس سابا وزير الدفاع الوطني اللبناني
        ثمن مغامرته بشراء أسلحة سوفييتية
        بأن أبعد عن منصبه.
        وخلال عامي 1971، 1972، عاش لبنان مأساة خلافه
        مع الفلسطينيين، ووقعت حوادث مايو 1973
        وتدهورت علاقاته مع الدول العربية،
        لكن هذه السياسة ما لبثت أن تبدلت بعد ذلك،
        وتساقطت نظرية الاعتماد على الحماية الأمريكية،
        وعاد لبنان بعد حرب أكتوبر الى اعتماد سياسته الأولى
        وهي سياسة الانفتاح على العرب،
        وعلى المقاومة الفلسطينية،
        واعتبار ما يتعرض له لبنان إنما هو قدره،
        وأن لابد من التنسيق مع العرب والمقاومة
        للذود عن أجوائه وسيادته.
        وتجلت هذه السياسة الجديدة
        بذهاب الرئيس سليمان فرنجية الى الأمم المتحدة
        ليقول كلمة العرب في القضية الفلسطينية،
        وتجلت أكثر بتخلي لبنان
        عن فكرة إخلاء المخيمات الفلسطينية
        من الأسلحة الثقيلة،
        وساد شعور ضمني بأن هذا السلام في المخيمات
        هو قوة للبنان، واللبنانيين.
        لم تقف إسرائيل ساكنة أمام تلك التبدلات،
        فقد استشعرت بأن لبنان بدأ يسير بخطى ثابتة
        للانتقال من مرحلة الدولة "المساندة"
        الى مرحلة الدولة "المواجهة"،
        وبالتالي فإن هذا يسقط اتفاقية الهدنة
        التي وقعت بينهما عام 1949،
        وهذا التحول على أهميته البالغة جاء صريحاً
        في كلمة فيليب تقلا وزير الخارجية اللبناني
        أمام لجنتي الدفاع والخارجية بالبرلمان،
        حيث أكد على ضرورة أن يتسلح لبنان
        ويدافع ، ويحارب، إذ لم يعد له خيار سوى ذلك،
        لأن لإسرائيل أطماعها في لبنان
        سواء أكانت هناك مقاومة فلسطينية
        أو لم تكن.


        وبينما خطوط السياسة اللبنانية الجديدة تتشكل ..
        كانت إسرائيل تراقب في قلق وحذر،
        فمعنى أن يلجأ لبنان الى "الشرق"
        تلاحماً مع دول المواجهة أن تفتح جبهة عربية خامسة
        ضد إسرائيل، تضطرها الى تغيير
        استراتيجيتها العسكرية كلها،
        ويحل بذلك السخط الإسرائيلي
        والأمريكي على لبنان.
        لقد كان الرئيس اللبناني سليمان فرنجية
        يعلم جيداً أن أسلحة جيشه قديمة ومهترئة،
        يعود عهد صناعتها الى
        ما قبل الحرب العالمية الثانية. . () ..
        ويعلم ايضاً ان لا قبل للبنان بمحاربة إسرائيل،
        أو مواجهتها،
        أو صد هجماتها الاستعراضية.
        كان لا يزال يذكر ما قاله الرئيس
        الراحل جمال عبد الناصر لمسؤول لبناني كبير،
        طلب منه احترام وضع لبنان الخاص. .
        وإبقائه خارج دائرة الصراع العربي الإسرائيلي.
        لقد استرسل عبد الناصر في عرض وجهة نظره وأجاب:
        " لا أريد أن أسأل الى متى يستطيع لبنان
        أن يتحمل عبء هذا الوضع الخاص. ؟
        في مؤتمر الاسكندرية
        طلبتم مني أن أساند موقفكم
        يوم هاجمكم الرئيس العراقي عبد السلام عارف. .
        واتهمكم بأنكم تعيشون تحت حماية المظلة الدولية.
        . ولقد نجحت في عزلكم
        عن التزامات الدافع
        بحجة العودة الى برلمانكم.
        لقد دفعت مصر كثيراً ثمن الالتزام بالمادة الأولى
        من الدستور . .
        والتي تقول بأن مصر جزء من الأمة العربية.
        والدستور اللبناني يقول
        "لبنان ذو وجه عربي"، والالتزام بشعارات هذه العبارة
        لا يعني أن لبنان عربي في السلم،
        وعربي أثناء المطالبة بودائع البترول،
        وعربي لتأمين الخدمات التجارية
        والسياحية والسوق الحر،
        بل هو عربي أيضاً في أوقات الحرب".
        مقولة عبد الناصر تلك كانت تهز فرنجية من أعماقه،
        لذلك، دفع بلبنان للحضن العربي بكل قوته،
        متحدياً التهديدات الغربية بخنقه اقتصادياً،
        بل ومتحدياً مطالبة الأمريكيين له بعدم الاتجاه
        "شرقاً"
        وإلا فسيطلقون عليه وحش إسرائيل وثعابينها.
        وفي أول رد فعل له،
        ثأر فرنجية لسفيره بأمريكا
        الذي أهانه سيسكو "مساعد" وزير الخارجية
        ثلاث مرات،
        ورفض هو الآخر مقابلة السفير الأمريكي
        "جودلي" مرات ومرات،
        برغم أنه يحمل رسالة هامة
        من الرئيس جيرالد فورد،
        يعرض فيها رغبته في زيارة لبنان،
        فأذل بذلك السفير الأمريكي،
        وأوقع فورد في حرج دولي بالغ،
        بل وحطم العنجهية الأمريكية
        التي احتلت بورتوريكو مائة سنة
        لأن ضابطاً من البحرية الأمريكية
        قد ضُرب في الشارع هناك.
        لكل ذلك، أعطت أمريكا الضوء الأخضر لإسرائيل
        لتعربد في لبنان،
        وتضرب النبطية ضربات مستمرة متلاحقة،
        ويتسع نطاق ضرباتها لتشمل مخيمات اللاجئين
        حتى في بيروت نفسها.
        وبدأ دور المخابرات الاسرائيلية في عرقلة التبدلات اللبنانية
        ، وقطع خطوط التوافق
        والتمازج بين لبنان والعرب،
        مستغلة أزمة إحراج الرئيس الأمريكي
        ومذلة سفيره باللجوء لأسلوب شبكات
        "التخريب" حيث رأت أنه الحل الأسرع،
        والأصوب، والأسهل، ذلك لأنها جربته كثيراً،
        ونجحت،
        ولها عشرات السوابق في ذلك أهمها فضيحة
        "لافون" في مصر،
        وفضيحة تهديد وقتل علماء الصواريخ الألمان
        في مصر أيضاً.
        وكان أن جندت اللبناني
        خميس أحمد بيومي – 34 عاماً –
        ودربته على أن يكون جاسوساً بلا قلب،
        منزوع المشاعر وحشياً في إجرامه،
        لتنفيذ سياستها التخريبية في لبنان
        والضرب بلا رحمة في الصميم...................
        موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
        22:2

        تعليق


        • #64
          1- خميس بيومى

          بالقرب من جامع الزعتري على المدخل الشمالي
          لمدينة صيدا، ارتفعت البنايات الرائعة
          التي تقع على البحر مباشرة بطريق بوليفار،
          المتفرع من الطريق السريع صيدا – بيروت.
          بإحدى هذه البنايات ولد خميس بيومي
          لأسرة ميسورة جداً كثيرة العدد،
          فوالده مقاول كبير يملك مكتباً فخماً
          يموج بعشرات الإداريين.
          وفي محيط هذا الثراء عاش خميس مدللاً، مرفهاً ،
          منعماً، لا يعلم من أمر الدنيا سوى اللهو والسهر
          في حانات بيروت ومواخير صيدا
          برفقة من يماثلونه ثراء، وخواء، فنزف عمره
          بحثاً عن المتعة ومطاردة الحسان،
          متجاهلاً نصائح والده الذي فشل في الاعتماد عليه
          في إدارة أعماله، فتركه لحاله يائساً، غاضباً،
          على أمل أن يوماً سيأتي ويفيق الى نفسه.
          لكن أمله لم يتحقق في حياته،
          إذ مات فجأة في حادث سيارة، وانخسفت الأرض بأسرته
          لما تبين لها أنه مدين بمبالغ طائلة للبنوك،
          وأفاق المُغيّب على واقعه المؤلم
          وقد صفعته الصدمة وزلزلته الكارثة،
          خاصة وقد تهرب منه أصدقاء الطيش
          وليالي النزق.
          هكذا وجد نفسه العائل الوحيد لأمه ولإخوته الستة،
          وكان عليه، وهو الخاوي، أن ينبذ ماضيه
          ليعبر بهم خضم الفقر، والعوز، والمعاناة.
          فعمل كأخصائي للعلاج الطبيعي
          بأحد مراكز تأهيل المعوقين بصيدا،
          وبعد مرور أربعة سنوات في العمل،
          اكتشف أنه كثور يجر صخرة يصعد بها الى الجبل،
          وفي منتصف المسافة تنزلق الصخرة،
          فيعاود الكرة من جديد
          دون أن يجني سوى الشقاء.
          لذلك كره نفسه وكره واقعه، وفكر بالهجرة الى كندا
          وبذل جهداً مضنياً لكن محاولاته فشلت،
          فخيمت عليه سحابات الغضب واليأس،
          وانقلب الى إنسان
          قائط،
          عصبي،
          عدواني،
          مكروه في محيط عمله.
          كانت كل هي حاله، الى أن سقط وهو في قمة ضعفه
          في مصيدة الموساد بلا مقاومة،
          وكانت قصة سقوطه سهلة للغاية،
          وجاءت بدون ترتيب أو تخطيط طويل.
          فذات صباح التقى بسيدة أرمينية مسنة،
          جاءت لتسأله عن إمكانية عمل علاج طبيعي
          لابنتها المعاقة بالمنزل،
          وأعطته العنوان لكي يزورها بعدما أطلعته
          على التقارير الصحية التي تشخص حالتها.
          قرأ خميس في حديثها وملبسها علامات الثراء،
          فزار منزلها حيث كانت ترقد "جريس" بلا حركة،
          طفلة في التاسعة من عمرها بعينيه
          ا شعاعات الأسى والبراءة.
          لعدة أسابيع .
          . داوم على زيارتها للعلاج
          الى أن تصادف والتقى بخالها "كوبليان"
          تاجر المجوهرات ببيروت، فتجاذبا معاً أطراف الحديث،
          وقص خميس حكايته مع الثراء وليالي بيروت،
          وصراعه المرير مع الفقر لينفق على أسرته،
          وسأله كوبليان سؤالاً واحداً محدداً،
          عن مدى قدرته الإقدام على عمل صعب،
          بمقابل مادي كبير، فأكد خميس استعداده
          لعمل أي شيء في سبيل المال.
          سافر كوبليان الى بيروت وقد خلف وراءه صيداً سهلاً،
          ضعيفاً، يأكله قلق انتظار استدعائه. .
          وما هي إلا أيام حتى فوجئ كوبليان
          بخميس جاء يسعى اليه في بيروت،
          يرجوه أن يمنحه الفرصة ليؤكد إخلاصه،
          فهو قد ضاق ذرعاً بالديون والحرمان
          ومتاعب الحياة.
          رحب به عميل الموساد واحتفى به على طريقته،
          فقد أراد الشاب الحانق أن يجدد ذكرياته
          في حانات بيروت، ولم يكن الأمر سهلاً بالطبع
          فسرعان ما انجذب خميس لماضيه،
          وترسخت لديه فكرة العمل مع كوبليان
          كي لا يحرم من متع افتقدها.
          كانت آلاف الليرات التي تنفق عليه في البارات
          دافعاً لأن تزيد من ضعفه وهشاشته،
          ونتيجة لحرمانه، ورغبته، لم يعارض مضيفه
          فيما عرضه عليه، وكان المطلوب منه حسب ما قاله،
          تهديد المصالح الأمريكية
          لموقفها مع إسرائيل ضد لبنان، وضدالعرب،
          ولما أنقده خمسة آلاف ليرة –
          دفعة أولى –
          قال له خميس إنه مع النقود
          ولو كان ضد لبنان نفسه.
          و كانت مفاجأة لكوبليان
          .....................زز
          موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
          22:2

          تعليق


          • #65
            2-ترويض القتلة



            في إحدى الشقق ببيروت، أقام خميس أحمد بيومي
            ينفق من أموال الموساد على ملذاته،
            وتعهد به ضابط مخابرات إسرائيلي ينتحل شخصية
            رجل أعمال برتغالي اسمه "روبرتو"،
            يجيد التحدث بالعربية،
            فدربه على كيفية تفخيخ المتفجرات وضبط ميقاتها،
            وكذلك التفجير عن بعد، وأساليب التخفي والتمويه
            وعدم إثارة الشبهات.
            كانت عملية إعداد العبوات الناسفة من مادة T.N.T
            شديدة الانفجار صعبة ومعقدة،
            تستلزم تدريباً طويلاً، خاصة وخميس لم يسبق
            له الالتحاق بالجيش، ولا يملك أية خبرات عسكرية
            تختصر دروس التدريب.
            وفي أولى عملياته التخريبية،
            صدرت اليه الأوامر بتفجير السفارة العراقية ببيروت.
            سكت خميس ولم يعلق، فقد تحسس جيبه
            المتخم بالنقود، وحمل حقيبة المتفجرات
            بعدما ضبط ميقاتها، وتوجه الى مبنى السفارة
            في هدوء وثقة، وغافل الجميع عندما خرج من المبنى
            بدون حقيبته التي تركها بالصالة الرئيسية
            خلف فازة ضخمة، ووقف
            عن بعد ينتظر اللحظة الحاسمة.
            نصف الساعة وملأ الحي دوي الانفجار،
            وقتل تسعة بينهم خمسة لبنانيين ،
            ولاهثاً خائفاً عاد الى شقته، ولحق به روبرتو
            ليجده على هذا الحال،
            فيصفعه بعنف قائلاً انه يعرض نفسه
            بذلك للخطر.
            وقف خميس مكانه ساكناً شاحباً،
            بينما تنهال عليه كلمات اللوم والتقريع والسباب،
            ومعنى سكونه ما هو إلا خضوع والشعور بندم،
            فالسيطرة عليه كانت مطلوبة عنفاً وليناً،
            ترهيباً وترغيباً، منحاً ومنعاً،فتلك أمور
            يجيدها خبراء السيطرة والالتفاف
            في أجهزة المخابرات،
            وهم أدرى الناس بكيفية التعامل
            مع الخونة والجواسيس.
            ذلك أنهم يخضعون تصرفاتهم وردود أفعالهم
            وفقاً لنظريات علمية مدروسة ومحسوبة بدقة،
            وليس لمجرد هوى في النفس ..
            فترويض الخونة في شبكات التخريب
            أمر بالغ التعقيد والصعوبة . .
            وعندما أذاع التليفزيون حادث التفجير،
            وملأت صور الضحايا والمصابين الشاشة،
            كان روبرتو يرقب خميس عن قرب،
            ويدرس تفاعلاته وانفعالاته، وكانت المسألة
            مجرد تدريب على وأد مشاعره، وقتل أية محاولة للرفض،
            أو التمرد، أو الندم.
            كانت إسرائيل تقصد من تفجير السفارة العراقية
            ببيروت إشعال الشقاق بين الدولتين،
            وتأجيج الخلاف بينهما،
            فالعراق كان يسعى وبشدة لتقوية
            أواصر العلاقة بين لبنان، والاتحاد السوفييتي،
            ويويد لبنان في خطواتها نحو الاتجاه الى "الشرق"،
            وكانت إسرائيل تقصد أيضاً توجيه الاتهام الى المقاومة،
            مما يفقدها التأييد اللبناني والمساندة.
            ونظراً لظروفه السيئة. . أغدقت الأموال
            على خميس بيومي فكفر بعروبته،
            وتحول بعد مدة ليست بالطويلة
            الى دموي يعشق القتل والدم،
            بل إنه استطاع تجنيد لبناني آخر اسمه "جميل القرح"
            كان يعمل مدرساً وطرد من عمله
            لشذوذه مع تلاميذه الأطفال.
            فتصيده خميس وجره الى نشاطه التخريبي،
            وبارك روبرتو انضامه للشبكة،
            ولم يستغرق تدريبه هو الآخر وقتاً طويلاً،
            فلسابق خدمته في الجيش
            كان أكثر تفهماً لخطوات التدريب. .
            وأعمته الموساد بالأموال أيضاً
            فغاص لأذنيه في التفجير والتخريب
            وقتل الأبرياء.
            هكذا انضم قاتل الى قاتل،
            وشكلا معاً في النهاية شبكة من الإرهاب
            هزت أعمالها بيروت.

            يتبع
            موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
            22:2

            تعليق


            • #66
              3- صواريخ السيارات

              وفي التاسعة صباح الثلاثاء 10 ديسمبر 1974
              بينما عدد كبير من موظفي مكتب منظمة التحرير
              بمنطقة كورنيش المزرعة،
              يقومون بأعمالهم اليومية الاعتيادية،
              هزهم انفجار قوي، تبين أنه حدث في الطابق الأول
              من المبنى حيث يوجد معرض "ذبيان وأيوب"
              للمفروشات. وعثر رجال الأمن على سيارة فيات "132"
              بيضاء اللون تقف على الرصيف المواجه. .
              ووجدوا على سطحها قاعدة لإطلاق أربعة صواريخ
              – آر . بي . جي – بلجيكية الصنع
              عيار "3" بوصة ونصف،
              مركزة على لوح خشبي متصل بأسلاك كهربائية
              منها انطلقت الصواريخ.
              ووسع رجال الأمن دائرة التفتيش،
              فعثروا على بعد 65 متراً من السيارة الأولى،
              على سيارة ثانية فيات أيضاً. .
              وعلى سطحها صندوق خشبي آخر
              تخرج منه أسلاك كهربائية متصلة
              ببطارية السيارة.
              أخليت مكاتب المنظمة وسكان البناية،
              وقبيل مجيء خبير المفرقعات،
              شوهد الصندوق الخشبي يفتح أتوماتيكياً
              لتنطلق منه ستة صواريخ آر . بي . جي،
              فتصيب مباشرة مكاتب المنظمة
              وتحطم واجهاتها ومحتوياتها.
              في الوقت نفسه تقريباً،
              تعرض مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير،
              والكائن بالطابق الثاني من بناية الجكتور راجي نصر،
              في شارع كولومباني
              المتفرع من شارع أنور السادات، لهجوم صاروخي مماثل،
              إذ انفجرت أربعة صواريخ دفعة واحدة،
              انطلقت من على سطح سيارة "أودي 180"،
              وعثر الى جانبها على غليون خشبي،
              وأسفرت العملية عن تدمير القسم الأكبر
              من مكتبة المركز التي تضم أكثر من 15 ألف كتاب
              وإصابة العديد من المواطنين والسيارات.
              وبعد مرور عدة دقائق من هذه الانفجارات،
              تعرض مكتب شؤون الأرض المحتلة في الدور الأول
              من بناية الإيمان لصاحبها جعيفل البنا،
              والكائنة بشارع كرم الزيتون الى هجوم رابع مماثل
              بأربعة صواريخ.
              لقد كان خميس أحمد بيومي
              ذا دور فعال في التفجيرات الأربعة،
              يشاركه جميل القرح وثلاثة جواسيس آخرين
              استطاع القرح تجنيدهم وضمهم الى الشبكة الارهابية،
              وكان أسلوب منصات صواريخ السيارات
              أسلوباً جديداً لم تعرفه بيروت من قبل،
              أو أية عاصمة عربية أخرى.
              ولم يقف الأمر عند تفجير سفارة العراق
              ومكاتب المنظمات الفلسطينية،
              بل تعداه الى ما هو أبعد بكثير،
              إذ طالت الانفجارات الكنائس والمساجد
              لإثارة الفتن بين الطوائف،
              وإظهار عجز رجال الأمن اللبناني عن اكتشاف الجناة،
              أو إحباط المؤامرات التي تحاك فوق الأرض اللبنانية.
              ولأسباب كثيرة،
              أولها
              أن الأجهزة اللبنانية
              ترى أن التعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية
              أمر معيب ومسيئ لسمعتها،
              وثانيها،
              أن الدولة اللبنانية لا تزال تفضل السياحة على الأمن
              ، والسبب الثالث،
              التأرجح ما بين دولة المساندة ودولة المواجهة،
              لتلك الأسباب،
              كانت شبكة خميس بيومي
              والعديد من الشبكات التخريبية الأخرى،
              تعمل في لبنان بحرية مطلقة،
              وينسل أفرادها من بين رجال الأمن كالرمال الناعمة.
              هكذا أوقعت شبكات التخريب لبنان
              في مستنقع عميق،
              وتأزمت العلاقة مع الفلسطينيين
              بسبب اللامبالاة اللبنانية
              في مطاردة العملاء ومحاكمتهم.
              وحدث أن ألقت قوات الأمن الفلسطينية
              على بلجيكي قبل أيام من التفجيرات الأخيرة،
              بعدما تأكد لديها أنه جاسوس إسرائيلي،
              وأثناء التحقيق معه قامت القيامة،
              واشتد الضغط اللبناني لإطلاق سراحه،
              فسلموه للسلطات الأمنية
              مع ملف يحتوي اعترافاته، ليطلقوا سراحه بعد 24 ساعة.
              أما الذين سمح للفلسطينيين بالتحقيق معهم،
              فقد اعترفوا اعترافات كاملة بأنهم عملاء للموساد،
              وثار الشيخ بهيج تقي الدين وزير الداخلية اللبناني
              للملاحقة الفلسطينية
              الدءوبة للجواسيس الأجانب، واشتدت الأزمة
              واستحكمت حلقاتها بعد موجة التفجيرات
              التي هزت لبنان كله،
              لدرجة توجيه نداء في الصحف
              يوم الجمعة 27 ديسمبر 1974
              للذين يزرعون القنابل والصواريخ،
              أن يعلنوا "الهدنة" لمدة 48 ساعة تبدأ قبل رأس السنة
              بيوم واحد، تماماً كما حدث في بريطانيا
              من قبل مع ثوار إيرلندا،
              وكتبت الصحف في لبنان أنه:
              أمام عجز الدولة عن إلقاء القبض على أي متهم
              بزرع القنابل،
              لا مفر لديها من أن تلجأ الى عاطفته الإنسانية،
              و "ترجوه" أن يتوقف ليومين
              أما إذا لم يستجيب زارعو القنابل لرجاء الحكومة،
              فلا مانع من إعلان بيروت مدينة مفتوحة
              لمدة يومين،
              وليتحمل زارعو القنابل مسؤوليتهم
              أمام الضمير الإنساني، والتاريخ. "!!!".
              إنه أغرب نداء، ورجاء
              لكن، هذه هي الحقيقة المؤلمة،
              هذا ما حدث بالفعل في لبنان عام 1974.
              وفي التاسع من يناير 1975،
              وبينما الندف الثلجية البيضاء تتطاير في الهواء،
              ثم تتهادى كالرزاز لتستقر فوق الأرض،
              وعلى أسطح المنازل وأغصان الشجر،
              ألقى رجال الأمن الفلسطينيون القبض على
              خميس بيومي بشارع كورنيش المزرعة،
              عندما كان يرسم لوحة كروكية
              لأحد مباني المنظمة الفلسطينية.
              وأثناء التحقيق معه استخدم
              كل أساليب المراوغة والدهاء. .
              واحتاط لعدة أيام كي لا يقع في المحظور،
              لكن الاستجواب المطول معه أصاب مقاومته في الصميم
              ، وتلاشت رويداً رويداً خطط دفاعاته
              وهم يلوحون له باستخدام طرق التعذيب
              معه لانتزاع الحقيقة. .
              وبوعد منهم بعدم إيذائه اعترف بكل شيء،
              فألقى القبض على جميل القرح
              الذي مات بالسكتة القلبية
              قبلما يعترف بأسماء أعوانه الثلاثة الآخرين،
              هكذا كتبت لهم النجاة حيث لا يعرف خميس
              إلا أسماءهم الحركية،
              أما روبرتو فقد اختفى ولم يقبض عليه أبداً،
              وتسلمت السلطة اللبنانية خميس بيومي
              وقدمته للمحاكمة وعوقب بعشر سنوات في السجن، "!!".
              تلك كانت محصلة إحدى شبكات التخريب في لبنان،
              زرعتها إسرائيل لزعزعة استقراره،
              واستنفار العرب منه،
              وجره بعيداً عن "المواجهة"، و "الشرق".
              فهل نجحت إسرائيل؟ ،
              عليكم أنت الإجابة..

              تمت
              موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
              22:2

              تعليق


              • #67
                الابره و الصاروخ


                فجأة.. ودون مقدمات.. اعلن الرئيس (جمال عبد الناصر)
                قبول مبادرة (روجرز) لوقف حرب الاستنزاف
                و الضربات المتبادله بين الجانبين المصرى و الاسرائيلى
                و ايجاد الوقت الكافى لبناء حائط الصواريخ
                القادر على حمايه الجبهه الداخليه
                بعد ان تجاوز الاسرائيليون حدودهم اكثر من مره
                ووجهوا ضرباتهم الى اهداف مدنيه
                فى العمق مثل مصنع اسمده ابو زعبل
                و مدرسه بحر البقر استنادا الى تفوقهم الجوى..
                فى الوقت التى كانت مصر تسعى فيه
                لاعاده بناء جيشها بعد نكسه يونيو 1967م..

                من المؤكد ان قبول المبادره على هذا النحو المباغت
                و بعد ان اعلن رئيس مجلس الامه (انور السادات )
                رفض مصر للمبادره
                قد اربك العالم كله و ادهشه و على قمته اسرائيل
                التى تسائلت فى حذر قلق
                لماذا قبل عبد الناصر المبادره؟!..

                ما الذى يسعى اليه بالضبط؟!

                و ما خططه للمستقبل؟!..

                و بينما انشغلت (اسرائيل) مع قادتها وجنرالاتها فى دراسه
                و مناقشه الاسباب
                التى دعت مصر الى قبول المبادره..
                كانت القوات المسلحة المصرية
                تسعى بكل جهدها
                بالتعاون مع الاجهزة الامنيه المختلفة
                لبناء حائط الصواريخ الدفاعى
                و حمايه الجبهه الداخليه
                حتى تحين لحظه المواجهه الكبرى..

                ولم يمهل القدر الرئيس (جمال عبد الناصر)
                لاستكمال خطه المواجهه الشاملة
                فلقى ربه فى سبتمبر 1970م
                و خلفه (انور السادات) الذى بدا وكانه صوره متناقضه
                تماما مع سلفه بهدوئه الشديد
                واسلوبه الذى يوحى بالتراخى و بالاستسلام
                لفكره اللاسلم واللاحرب
                على نحو اثلج قلوب الاسرائيليين
                و جعلهم حتى فى اجتماعاتهم الخاصة والسرية
                يؤكدون بما لا يدع مجالا للشك
                ان مصر لن تفكر لحظه واحدة فى القتال و الثار
                و انها على العكس تماما ستبذل قصارى جهدها
                و فكرها للتوصل الى حل سياسى دبلوماسى
                يحفظ ماء وجهها و يحجب عنها هزيمه جديده مؤكدة
                لو جرؤت على مواجهه الجيش الاسرائيلى
                الذى ملا اصحابه و جنرالاته وقادته
                الدنيا باكذوبتهم الكبرى التى اكدت انه جيش اسطورى
                لا يقهر..


                و لكن بناء حائط الصواريخ استمر..

                و زودته موسكو بصواريخ دفاعيه قديمه من طراز (سام)
                كانت تكفى بالكاد لمنع الطائرات الاسرائيليه
                من التوغل فى العمق المصرى..

                ولان الاسرائيليون يعرفون
                بالفعل تركيب وتصميم صواريخ (سام) القديمه
                فقد ضاعف هذا من استرخائهم و ارتياحهم
                وثقتهم بالنصر..
                خاصة ان خط بارليف الذى اقاموه على الضفه الشرقيه
                لقناة السويس بدا فى راى كل العسكريين
                كاقوى خط دفاعى منيع عرفه التاريخ
                وانه من المستحيل ان يعبره المصريون
                او ينجحوا فى اقتحامه
                مهما تبلغ براعتهم وقوتهم..

                الشى الذى لم يدركه الاسرائيليون فى تلك الايام
                هو ان كل ما يبدو على الرئيس المصرى
                ورجاله من هدوء و استرخاء واستسلام
                ليس سوى قناع زائف يهدف فقط
                الى خداع العدو وايهامه بصوره غير حقيقيه.
                . فى نفس الوقت الذى تغلى فيه كل الاحداث تحت السطح
                و يتحرك عشرات الرجال بكل همه وذكاء
                ونشاط استعدادا للضربه الكبرى الشاملة..

                و مع اوائل عام 1973م تضاعفت نشاطات
                الكل تحت السطح فى القاهرة
                وبدأت المرحلة الاخيرة و الاكثر خطورة
                من خطة الخداع العظمى التى تواصل الهاء العد
                و عن الهدف الحقيقى
                الذى بداء العد التنازلى له بالفعل..

                ووسط كل تلك الظروف وبينما الكل يتاهب
                بكل حواسه و مشاعره وقدراته
                جاء ذلك الخبر بغته كقنبله مدويه
                وسط عالم من الصمت!..

                فذات صباح من ايام مارس 1973م
                هتف احد رجال المخابرات المسئولين
                عن مكافحة الجاسوسيه الداخلية
                فى اجتماع طلب عقده على وجه السرعة:

                -الاسرائيليون لديهم جاسوس فى منصب مهم جدا
                فى الميناء الذى ستصل اليه
                شحنه الصواريخ الروسيه الجديدة .

                كان الخبر عنيفا و مخيفا للغايه فى تلك الاونه
                بالذات فالسوفيت كانوا قد اجروا تطويرا سريا مدهشا
                على صواريخ سام القديمة
                ليخرجوا بطراز جديد منها هو (سام 7)
                يمكنه تعقب مصادر الاشعال فى طائرات العدو
                و الانقضاض عليها ونسفها مهما تبلغ براعة مناوراتها
                او سرعة انطلاقها وابتعادها..

                وهذه كانت اكبر مفاجأة يختزنها المصريون
                لطائرات العدو عندما تحين المواجهه المباشرة..
                وكشفها باى وسيله من الصور
                كان يعنى خسارة عامل مهم و حيوى
                و بالغ الخطورة من عوامل النصر..

                و بسرعة قفزت الى اذهان ال رجال فكرة واحدة
                عبر عن نفسها على لسان
                احدهم وهو يقول:

                فلنلق القبض على هذا الجاسوس فورا..

                تسأل اخر فى حماس:

                -الدينا كل الادلة الكافية؟!..

                اجاب ثالث فى سرعة

                -كل ما يكفى لادانته واعدامه.

                هتف رابع

                -ماذا ننتظر اذن؟!

                و هنا ارتفع صوت (أ.ص) رجل المخابرات المحنك
                وهو يشير بسبابته
                قائلا بهدوئه الشهير:

                -اعتقد انى اخالفكم الراى!

                كانت عبارته تكفى ليسود المكان صمت تام مباغت
                و لتستدير العيون كلها اليه بكل حيرة ودهشه
                فتابع بنفس الهدوء:

                -ربما كان وجود جاسوس كهذا فى ظروف كهذه
                امر بالغ الخطورة بالفعل
                لو امكنه كشف امر الصواريخ الجديدة..
                ولكن ماذا لو انه لم ينجح فى هذا؟!

                قال احد الرجال معترضا:

                -لا يمكننا ان نجازف باحتمال كهذا.

                مال(أ.ص) الى الامام وهو يسال فى اهتمام:

                -السؤال الان هو كيف سيمكنه كشف
                امر تلك الصواريخ الجديدة؟!.
                .انها من الناحية الظاهريه صورة طبق الاصل
                من الصواريخ القديمة.
                .بل لقد حرصنا على ان تبدو اجسامها الخارجية
                و كاناها ملقاه فى مخازن السوفيت
                منذ عامين على الاقل.
                .فكيف سيعلم انها حديثة؟!

                اجاب حامل الخبر فى حزم المشكلة ان ذلك الجاسوس..
                هو احد اهم عملاء المخابرات الاسرائيلية هنا
                و لقد تم تزويده بجهاز خاص صغير الحجم
                انتج منه الامريكيون ثلاث نسخ فحسب
                و ذلك الجهاز الصغير لديه قدرة مدهشة
                على كشف وجود اية اجهزة الكترونية داخل الصواريخ..
                و من المؤكد انه سيكشف امر الخلية الحراريه الجديدة.
                .وهذا سيعنى للاسرائيليين كل شىء!

                التقى حاجبا (أ.ص) وهو يتراجع فى مقعده ببطء
                ويقول وكانما يحدث نفسه:

                جهاز كشف الكترونى من ثلاث نسخ فحسب؟!.
                .أآآآه..من الواضح بالفعل انه جاسوس خطير جدا
                و ان الاسرائيليون
                يولون الامر جل اهتمامهم.

                قال حامل الخبر بحزم اكبر:

                -هذا صحيح.

                ازداد انعقاد حاجبى (أ.ص) بشدة وشرد بصره
                بضع لحظات وغرق فى تفكير عميق
                حتى لقد بدا و كانه قد انفصل تماما عن كل المحيطين به
                و الذين لاذوا بدورهم بالصمت التام
                و عيونهم كلها تتجه نحوه و كانهم يدركون مدى عبقريته
                و موهبته فى التعامل
                مع اعقد الامور واغربها
                باساليب مبتكرة و بارعة للغاية..

                ثم فجأة عاد (أ.ص) الى من حوله
                و مال الى الامام على مائدة الاجتماعات
                وهويسال فى اهتمام بالغ:

                -الدينا فكرة عن تصميم جهاز الكشف الالكترونى هذا ؟!

                هز المسؤل عن الامر راسه قائلا:

                ليس بصورة كافية..اننا نعلم اسلوب تشغيله فحسب.

                تالقت عينا (أ.ص) وكانما كان هذا الجواب يكفيه
                و تراجع فى مقعده
                وهو يفرد كفيه على سطح مائده الاجتماعات
                قائلا فى حماس:

                -عظيم..

                ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامه
                واثقة وهو يضيف:

                -اعتقد ايها السادة ان علينا ان نبقى
                على ذلك الجاسوس فى الميناء
                وان نرعى جهازه الحديث ايضا!

                و لم تبد الدهشة على وجوههم هذه المرة
                ربما لانهم يدركون انه يعنى كل حرف نطق به..

                و ان لديه حتما خطة جديدة..

                وعبقرية!..


                و لقد نطق (أ.ص) عبارته ثم نهض من مقعده
                و راح يدور حول مائدة الاجتماعات كعادته
                و هو يشرح خطته..

                و كلمعتاد كانت خطة عبقرية مدهشة
                وبسيطة للغاية..

                و لم يدرك الاسرائيليون او يتصوروا قط ان ابرع جواسيسهم
                و اقوى و احدث اجهزتهم
                قد اصبحا منذ تلك اللحظة
                تحت عيون رجال المخابرات المصرية
                و فى قبضتهم المحكمة..

                فلقد سار كل شىء كما خططوا تماما وراح جاسوسهم
                ينتظر وصول شحنة الصواريخ الجديدة
                فى اهتمام بالغ وذلك الجهاز الحديث
                الذى يبدو اشبة براديو ترانزستور صغير لا يفارق
                يده قط بحجة انه يهوى البرامج الاذاعية
                الى درجة الادمان
                كما ابلغ كل المحيطين به واقنعهم..

                ثم وصلت السفينه السوفيتية
                و توقفت داخل المياة الاقليمية المصرية
                وطلبت الاذن بالرسو عند الميناء
                فى الصباح الباكر لافراغ شحنتها العسكرية
                ذات الطابع الخاص..

                و بكل اهتمامه وحواسه
                استعد الخائن لفحص الشحنة وارسال تقريره الى سادته

                فى (تل ابيب).


                و فى الخامسة صباحا اتجهت السفينة السوفيتية
                نحو الميناء واستعد الجاسوس و..

                وفجأة وجد امامه المفتش العسكرى

                للميناء الذى واجهه بشىء من الصداقة قائلا:

                هل اسستعددتم لاستقبال هذه السفينة ؟

                امسك الجاسوس جهازه فى اهتمام وهو يقول:

                بالتاكيد..
                سيتم افراغها فور رسوها
                ونقلها الى الشاحنات العسكرية دون ابطاء

                نطقها الجاسوس وهو يختلس
                النظر الى الرجل هادىء الملامح
                الذى جاء مع المفتش العسكرى
                و الذى بدا بحلته البسيطةو لحيته المخضرة
                اشبه باحد موظفى الشحن المدنيين
                الذين يتولون الامور والاجراءات الادارية فى الميناء
                وقد بدا هذا الرجل هادئا لامباليا
                حتى ان الجاسوس لم يلبث ان فقد اهتمامه به
                و اولى جل اهتمامه الى المفتش
                الذى واصل حديثه معه فى امور فنية
                قبل ان يقول فى صرامة:

                - هيا.. اكتب ما سامليه عليك.

                لم يكد المفتش ينطقها حتى التقط الرجل الهادىء
                من جيبه ورقه وقلما و ناولهما الى الجاسوس
                الذى ارتبك لحظة ثم لم يكن امامه
                الا ان يضع الجهاز على المنضده المجاورة
                ليلتقط الورقة والقلم بيديه معا..

                و بحركة عفوية بسيطة التقط منه الهادىء
                جهاز الراديو ووضعه على المنضده وهو يبتسم فى مودة
                ثم لم يلبث ان تراجع فى بساطة
                ليقف الى جوار المفتش
                الذى املى الجاسوس
                بعض التعليمات البسيطة المعتاده
                قبل ان يقول فى حزم:

                - اريدك ان تنفذ هذا فور انتهاء نقل الشحنة ..
                هل تفهم؟

                اجاب الجاسوس بسرعة وتوتر:

                - بكل تاكيد

                غادر المفتش المكان بعدها مع ذلك الهادىء
                و هو يناقش معه بعض الامور الادارية
                على نحو اكد للجاسوس حسن استنتاجه
                قبل ان يختطف جهازه فى لهفة
                و يعدو لاستقبال سفينه الشحن السوفيتيه
                وشحنه الصواريخ الجديدة..

                وبينما يتم نقل الصواريخ الى الشاحنات العسكرية
                راح الجسوس يختبرها بكل اهتمام و عناية
                ولكن جهازه الحديث جدا بقى صامتا ساكنا
                على نحو يؤكد ان هذة الصواريخ الجديدة
                لا تحوى اى جديد عما تحويه الصواريخ القديمة..

                و انتهت عمليه التفريغ ورحلت الشاحنات العسكرية
                بحملها الثمين و اسرع الجاسوس
                ليعد تقريره الى تل ابيب مؤكدا انه لاجديد..

                وفى المساء وعندما غادر الجاسوس مقر عمله
                متجها الى منزله لارسال تقرير الخيانة التقى مصادفة
                بذلك الهادىء الذى صافحه فى حرارة
                وذكره بنفسه ثم التقط الجهاز
                من يده قائلا فى حماس:

                - راديو رائع..من اين ابتعته؟

                اجابه الجاسوس فى حذر

                - انه هدية

                لم يبد الهادى اهتماما اكبر بالراديو
                وانما اعاده اليه وهو يقول
                فى بساطة وابتسامة ودود:

                - هدية قيمة بالتاكيد!

                ثم راح يتحدث اليه بعض الوقت
                فى مودة قبل ان يعتذر الجاسوس فى ضجر ويغادره
                فى لهفة الى منزله..

                و فى نفس اللحظه التى ارسل فيها الجاسوس
                تقريره السلبى الى تل ابيب
                مؤكدا انه ما من جديد..
                كان الهادىء يدلف الى قاعة اجتماعات
                مبنى المخابرات العامة المصرية
                وهو يحمل ابتسامة كبيرة
                ويشير بيده التى تحمل ابرة صغيرة قائلا:

                - لقد نجحنا!

                لم يكن الهادىء سوى (أ.ص)
                الذى قرر القيام بالعملية شخصيا لما يتميز به
                من خفه يد جعلته ينافس ابرع الحواة
                اما تلك الابرة الصغيرة التى دسها فى الجهاز
                عندما التقطه من يد الجاسوس قبل فحص الشحنة
                ثم عاد وانتزعها بعدها بنفس الخفة و البراعة
                فقد كانت عبارة عن ابرة مغناطيسية بسيطة
                جذبت اليها مؤشر الجهاز الالكترونى
                ومنعته من الاستجابه للخلية الحرارية الخاصة
                فى الصواريخ الجديدة
                واجهزة التوجية المتصلة بها..

                ابرة ممغنطة هزمت احدث جهاز الكترونى
                وحمت الصواريخ السوفيتية الجديدة..

                فى اوائل مايو 1973م صدر قرار بنقل الجاسوس
                الى منصب ادارى بعيد عن الميناء
                مع ترقيته نظرا لكفاءته.
                .كما جاء فى الاوراق الرسمية..

                ثم اندلعت حرب السادس من اكتوبر..

                وفوجىء الاسرائيليون يتلك الصواريخ الدفاعية الجديدة
                التى راحت تطارد طائراتهم كشياطين صغيرة
                لتنسفها نسفا بلا هواده
                كلما جرؤت على اختراق العمق المصرى..

                وفى نفس اللحظة التى تساقطت فيها طائرات العدو
                كالذباب وجن فيها جنون قادة الطيران و الدفاع الجوى
                فى اسرائيل
                كان(أ.ص)يقتحم مكتب الجاسوس
                ويعلن شخصيته الحقيقيه
                وهو يلقى القبض عليه
                قائلا بكل صرامة:

                -كان ينبغى ان تدرك ان عين (مصر) ساهرة لاتنام
                وان خائنها لايربح فى النهاية سوى الهزيمة
                والفشل والعار!

                و كان من الطبيعى ان ينهار الخائن لحظتها
                و ان يدلى باعترافه التفصيلى
                الذى لف حول عنقه حبل المشنقة
                الذى حسم المعركة..

                معركة الابرة.. والصاروخ!
                موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                22:2

                تعليق


                • #68
                  اتمني من الله ان تنال هذه القصص والاحدات اعجابكم

                  ان شاء الله ساكمل الموضوع بالمزيد من القصص والاحدات علي الجاسوسية
                  موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                  22:2

                  تعليق


                  • #69
                    بارك الله فيكي اختي الكريم لبؤة الجهاد على المعلومات القيمة

                    وزادك لله علما ونفعكي الله به يوم القيامة


                    مشكورة مرة أخري
                    [flash=http://www.knoon.com/rwasn/upload/ommy.swf] WIDTH=400 HEIGHT=620[/flash]

                    تعليق


                    • #70
                      بعض من عمليات المخابرات العربية



                      البوسطجى العاشق



                      مقدمة

                      كان يشعر بأنه كالموجة ضعيف . . بلا وطن.
                      . ففكر كيف يتمحور . .يتشكل . . ويصطخب على ألا ينكسر .
                      . تمنى أيضاً أن يتوحش . .
                      وتكون له أنياب الأسد.. وأذرع الأخطبوط. . وسم الأفعوان.
                      .
                      كان قزماً يحلم بأن يتعملق . .
                      كالكيكلوبس . .
                      الذي فرك سفينة أوديسيوس بأصابعه . .
                      القتل في المهد
                      الفشل في الحب مأساة، قد تدفع بالمحبين الى قمة النجاح
                      ، أو تهوي بهم الى حضيض المعاناة والسقوط.
                      ويختلف مسلك المحبين في مواجهة الحقيقة،
                      فالبعض إما ينتحر، أو يجن، أو ينعزل، أو يسامح،
                      أو قد يفكر بالانتقام.
                      أمراض عديدة متباينة،
                      لكنها طبيعية في حالات الضعف الإنساني وخور الإرادة.
                      أما الغير طبيعي،
                      أن يتحول الفشل في الحب الى ثورة
                      ثم الجنون واليأس، تدفع الى تدمير الذات،
                      واسترخاص بيع الوطن الى الأعداء،
                      فهذا هو المثير، والغريب، والمدهش.
                      وفي عالم المخابرات والجاسوسية،
                      هناك حالات عديدة لفاشلين في الحب،
                      بسبب العوز المعيشي، اندفعوا يبحثون عن الثراء،
                      فباعوا المبادئ والوطن،
                      انتقاماً من الفقر والظروف، والمعاناة.
                      إنها حالات مرضية شاذة،
                      حار علماء النفس في تفسيرها. .

                      1- المقاومة الفلسطينية

                      انتهت مأساة سبتمبر 1970 الدامية في الأردن
                      بتصفية المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل،
                      واستراح الملك قانعاً بثبات عرشه
                      طالما غادر الفلسطينيون مملكته،
                      محتفظاً بقنوات اتصالاته السرية بالإسرائيليين،
                      الذين استراحوا كثيراً من تهديد الفدائيين
                      في جبهة حساسة، تعتبر امتداداً جغرافياً للمقاومة
                      في الضفة الغربية وقطاع غزة. فمن بعدها.
                      . أصبح العمل الفدائي في الضفة محدوداً وشاقاً،
                      وكان المكسب ثميناً لإسرائيل بلا شك،
                      تقابله خسارة جسيمة للعرب،
                      وهي تفكيك الجبهة الشرقية،
                      وتركيز العدو على الجبهتين المصرية والسورية فقط.

                      ولما انتقلت فصائل المقاومة الفلسطينية
                      الى لبنان، اتفق كل من العماد إميل البستاني
                      قائد الجيش اللبناني، وياسر عرفات،
                      على تنظيم اسلوب التنسيق والتعاون.
                      بحيث يتمركز رجال المقاومة في منطقة "العرقوب"
                      بالقرب من الحدود السورية – اللبنانية – الإسرائيلية،
                      ولهم مطلق الحركة في الجنوب اللبناني
                      دون تمركز دائم فيه.
                      والجنوب اللبناني، يعتز أهله بإطلاق اسم "جبل عامل"
                      على ديارهم. . كما يعتزون بأنسابهم العربية الأصل،
                      والتي تنحدر من أنساب قبائل يمنية
                      ارتحلت بطون منها الى جبال لبنان الجنوبية،
                      فاستقرت وعمرت وأعمرت.
                      والمعروف أن الصحابي الجليل "أبوذر الغفاري"
                      كان قد نزل في قرى الجنوب
                      وخاصة ضيعتي "صرفند" و "ميس الجبل".

                      ولما اقتلعت الهجمة الاستيطانية الصهيونية الشرسة،
                      آلاف الفلسطينيين من ديارهم في شمال فلسطين،
                      لم يجدوا أرحب من قلوب أبناء الجنوب،
                      فأقاموا بينهم، واقتسموا وأياهم الخبز الأسود،
                      ووطأة الاستغلال الطبقي والقهر الاجتماعي
                      والسياسي، الى أن وصلت طلائع الفدائيين الفلسطينيين
                      ، فأحدثت تحولات جذرية وعميقة في كل مجريات الحياة
                      في الجنوب.
                      وكانت فاتحة عهد جديد، انعقدت فيه عرى علاقة تحالفية
                      لا انفصام فيها بين الفلسطينيين و "العامليين"،
                      أهل الجنوب، إذ تشكلت على الفور قواعد العمل الثوري
                      ضد العدو، وأصبح الجنوب وحدة قاعدة
                      انطلاق الفدائيين، وتسللهم لضرب العدو داخل حدوده
                      في تصعيد دائم لا يتوقف،
                      سبب صداعاً مزمناً لإسرائيل.
                      لقد انتشر الفدائيون في كل القارات
                      يضربون مصالح إسرائيل
                      ويتصيدون رجال مخابراتها،
                      ويخطفون الطائرات المدنية لإنقاذ زملائهم من الأسر،
                      كما تسابقوا للعمل الفدائي
                      لنسف أحلام العدو في
                      الهيمنة والأمن والاستقرار والتوسع،
                      فكانت الضربات الفدائية بحق موجعة ومؤثرة،
                      ضربات متتالية لا تنقطع ولا تخيب،
                      لفتت انتباه العالم الى وجود شعب مطارد
                      وأرض مغتصبة، وجيل من الشباب متعطش للشهادة
                      في سبيل قضيته،
                      فاندفعت مخابرات إسرائيل تبحث عنهم وتتعقبهم،
                      وترصد تحركات قادة العمل الثوري في كل مكان.
                      وتضاعفت ميزانية أجهزة المخابرات الإسرائيلية
                      للإنفاق على ضرب المقاومة
                      وإسكاتها في مهدها
                      واستقطاب بعض الخونة وضعاف النفوس
                      من بين أهل الجنوب اللبناني،
                      وداخل صفوف المقاومة نفسها،
                      والصرف عليهم ببذخ ليكونوا أداة طيعة
                      وعيوناً على الفلسطينيين.
                      . وجرى البحث عن هؤلاء الخونة
                      الذين تراودهم أحلام الثراء،
                      فيهون عليهم بيع الوطن والشرف.
                      و من هنا تبدأ قصتنا التالية........................................... .
                      موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                      22:2

                      تعليق


                      • #71
                        2- البوسطجى العاشق

                        وكان تحت المجهر "نايف المصطفى" ابن الجنوب. .
                        وهو شاب عضه الفقر، ومزقه حب بلا أمل،
                        قادته أحلام الثراء ورغبة الانتقام الى الوقوع
                        في شركة الجاسوسية.

                        تتعاقب السنون وتتبدل الوجوه والأحوال، إلا نايف،
                        فلم يزل يدفع بدراجته المتهالكة كل صباح
                        عبر التلال والمدقات. . يحمل البريد الى الضياع
                        والدور المتناثرة فوق السفوح،
                        وفي المساء يرجع مهدوداً معفراً يخنقه الزهق. .
                        فينفض عنه وساخاته ويخرج . .
                        تقوده قدماه الى حيث يرى منزلها من بعيد،
                        ويتنسم رائحتها عبر الهواء المار بشرفتها،
                        فيستريح وينام قرير العين، مطمئن الفؤاد،
                        يسترجع في خياله لحظة اللقاء الأول،
                        كان يسلمها رسالة من عمها،
                        فرآها جميلة أكثر مما رآها من قبل وهتف:
                        الى هذا الحد نضجت الصبية؟
                        يا لفوران بنت الخامسة عشرة
                        التي استغلق عليه الكلام أمامها.
                        ست من السنوات تفصل بيننا، يا الهي .
                        . هل تعرف نظرات العشق طفلة؟..
                        ومن يومها .. ظل يمني النفس بالفوز بها. .
                        ويبحث كل يوم عن خطابات من عمها ليحظى برؤيتها،

                        وأخيراً تحين الفرصة عندما استوقفته
                        تسأله عن "بريد" فاندفع اليه
                        ا ملسوعاً بلهيب الشوق وصارحها بحبه.
                        .ففرت وجلة من أمامه.
                        لحظتئذ، زغردت حياته وانتشى عمره:
                        هكذا تفعل العذاراوات عندما يغزوهن إطراء الحبيب

                        عامان والبوسطجي العاشق يلهث وراء محبوبته،
                        فما نال منها سوى ابتسامات خجلى، حيية. .
                        ولملم جرأته أخيراً. . وقرر زيارة والدها ليخطبها،
                        وكان اللقاء عجيباً:
                        عمي عدنان . .
                        هه
                        كرمال قيمتك يا عمي . .
                        خبرني عما بتريد
                        لا تهيبني . . الله معك . .
                        شو .. الحين لسانك عطلان وبالشارع فلتان؟
                        يا عمي، بدي . . أ . . أ . .
                        يا أزعر..
                        معي ألف ليرة . . و . .
                        فصين مخي ورمانين . . عمي عدنان كرمال قيمتك .
                        . لا تهيبني . . معي ألف ليرة . .
                        شو عم تحكي؟
                        إنشالله نيتي خير . . بدي . . أ . .
                        ولشوهالفرك. . ؟ حكي.
                        أخطب فاطمة.
                        "صارخاً":
                        إنشلح مخك يا خرفان . . شو عم بتنعوص؟ .
                        . وزاع البريد يزوج فاطمة؟ . . شو يصير حالها .
                        . تاكل مظاريف . . ؟
                        بيظهر تركب وراك الدراجة المسخسخة
                        تمرقوا عالبيوت. . كرمال قيمتك يا عمي .
                        . ()، تفو عليك شو نيتك عاطلة!
                        يللي نيته عاطلة تقلب عليه.
                        صار لازم تفرجينا عرض كتافك يا مسيو . .
                        ألف ليرة (!).
                        خرج نايف ينزف ألماً وكراهية لفقره، ولوظيفته،
                        ولوالد فاطمة الذي أهانه وطرده، فالأربعمائة ليرة –
                        راتبه في مصلحة البريد – لا تكاد تكفي معيشته،
                        وقد أورثه والده خمسة أفواه تلوك أضعاف راتبه
                        لو شاءت . . ياله من ميراث ثقيل .
                        جرجر معاناته تصحبه أينما حل، إذ اندثر بداخله أي أمل
                        في فاطمة، ولكن برغم إحساسات يأسه
                        فقد ظل حبها يثور كالبركان،
                        يضرب جذور وعيه بلا رحمة،
                        ويغوص في عمق أعماقه، فيلتهم الصبر منه
                        ويغتال الحبور.
                        فكر بالسفر الى الخليج لجلب مهرها،
                        وداعبته كثيراً آمال الهجرة الى وطن آخر،
                        وكان كالبحر الشاسع موجاته حيرى بلا وطن،
                        تتكسر على صخور الشط، لتنقسم رذاذات شتى،
                        تذوب وتنهمد.
                        وأحس كأنه ضعيف كالموجة ففكر كيف يتمحور،
                        يتشكل، ويصطخب على ألا ينكسر،
                        وتمنى أن يتوحش، وتكون له أنياب الأسد،
                        وأذرع الأخطبوط، وسم الأفعوان.
                        . أو يكون عملاقاً مرعباً كالكيكلوبس
                        الذي فرك سفينة أوديسيوس باصابعه .
                        أحلامه طالت، وطالت، وبقي في النهاية
                        عاجزاً أمام فقره لا حل لدحره. .
                        أو الفكاك من أحلام يقظته.
                        فغاص في أوهامه مستغرقاً حتى النخاع.
                        موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                        22:2

                        تعليق


                        • #72
                          3- الفدائيين

                          عام 1942 ولد نايف حسين المصطفى بقرية البستان
                          على مقربة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية،
                          وكان أبوه بائعاً جائلاً للملبوسات الرخيصة،
                          يطوف بها عبر القرى المحيطة يصحبه نايف
                          – أكبر أبنائه – أحياناً كثيرة. ولما فشل في التعليم
                          بعد الابتدائية، امتهن نايف العديد من المهن فلم يوفق،
                          إذ كان طائشاً أهوجاً لا طموح لديه،
                          همه الأول والأخير، السينما وأخبار الفن والطرب،
                          فكان كثير الهرب الى صور وصيدا لإشباع هوايته .
                          فلما مات والده كان في الثامنة عشر من عمره،
                          وتوسط البعض له للحصول
                          على وظيفة بمصلحة البريد.
                          وبحكم عمله كموزع للبريد، حفظ الدروب
                          والمدقات الجبلية الوعرة، التي تختصر المسافات
                          بين القرى الجبلية في الجنوب.
                          فلسنوات طويلة اعتاد اختراقها بدراجته،
                          متجنباً الأسلاك الحدودية الشائكة،
                          ويافطات التحذير من الألغام المرشوقة،
                          تعلن بالعربية وبالعبرية عن الموت الجاثم بالأعماق،
                          وخلال جولاته اليومية. .
                          ونادراً ما كان يصادف إنساناً يسلك ذات الدروب.
                          لكن في أواخر عام 1970. .
                          تبدلت مشاهداته اليومية، وأدرك بفطرته أن ثمة
                          مستجدات طرأت، فقد صادفه ذات صباح
                          بمكان موحش خال فريق من الفدائيين الفلسطينيين،
                          كانوا يستطلعون تحركات الأعداء على الحدود
                          بنظارات الميدان، ويرسمون خرائط كروكية
                          لنقاط المراقبة.
                          لقد أدهشهم مروره الفجائي فاستوقفوه،
                          وألقوا عليه عشرات الأسئلة عن العدو. .
                          وعن سكان المنطقة، وأماكن الاختباء المثلى
                          لمراقبة العدو، وكيفية اجتياز الحدود في الظلام
                          ، و . . و . . وكانت إجاباته ليست حبلى
                          بما يجهلون، فموزع البريد لم يعر هذه الأمور انتباهاً
                          منذ وعي. إنه لا يحب السياسة أو الخوض في أحاديثها،
                          بل يجهل كثيراً أسباب الخلاف بين العرب وإسرائيل.
                          . لكنه لم ينسى يوماً مقولة سمعها من والده
                          وهو طفل أغر:
                          "هذه الأسلاك قاتلة، فلا تغامر وتقربها"
                          فشب الصبي وقد رسخت بداخله مخاوف الحدود
                          والأسلاك والرصاص.
                          ويوماً بعد يوم، اعتاد تواجد الفدائيين الشبان،
                          الذين يجوبون الجبال قرب الحدود، يرصدون ويرسمون ويسجلون، ولا يهدأ بالهم وهم منغرسون
                          في الحفر بانتظار ستائر الظلام،
                          يلوكون علس الأرض ويلحسون الزلط البارد
                          كي يهدأ الحلقوم المتشقق:
                          " يا لكم من مجانين، تهجرون الحياة في أضواء المدن،
                          الى الجبال والجوع والعطش
                          والحدود واليهود والرصاص. . ؟
                          ألا أهل لكم وأحلام وحبيبات؟ ".
                          تساءل كثيراً مع نفسه لكنه لم يفهم. .
                          فكل ما أدركه أن هناك دروباً ومسالك جبلية
                          لم يكتشفوها بعد . . آثر هو أن يسلكها بعيداً عنهم،
                          حتى لا يستوقفوه كعادتهم ليسألوه ذات الأسئلة
                          التي مل تكرارها.
                          وفي أبريل 1971 كانت مصادفة عجيبة،
                          وبداية البحث عن "نايف" الآخر الذي طالما حلم به
                          وتمناه، بداية البحث عن العملاق الذي نضا جلده الضعف
                          ، واستوثقت لديه أحلام التوحش ....
                          بكل أشكاله ..
                          موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                          22:2

                          تعليق


                          • #73
                            4-كلمة شرف

                            جاء الربيع مونقاً، واكتست الجبال ثوباً من بهاء وجمال
                            ، فتعانقت أشجار "الأرز" والصنوبر والتفاح،
                            تحوطها أبسطة تزحف فوقها كل الألون وتتمايل،
                            فأينما امتد البصر لا يرى سوى لوحة بديعة
                            صاغها خالق الكون في إعجاز وجلال. .
                            ومن بعيد في سهل ضيق اعتاد نايف أن يمر بدراجته
                            ، منشغل عما يؤرقه بالأطيار والأزهار،
                            يغني بصوت مبحوح، جريح، يائس.
                            ع كتف هالغيمات . .
                            ع حدود السما . .
                            بحبك متل حب الصبا للولدنه. .
                            أو متل بوسة ناظرة رأس السنة. .
                            إنت بعمري عمر خايف ضيعو. .
                            لو راح مني بروح من كل الدني . . !
                            وذات يوم ربيعي، بينما العاشق المحزون شارد الذهن
                            في ملكوته، إذا بشخص أمامه لا يعرفه،
                            ليس في أواسط العمر كشباب الفدائيين الذين اعتادهم
                            ، بوجوههم التي لفحتها الشمس،
                            والأيدي الخشنة المعروقة،
                            لكنه قارب الخمسين.
                            جلسا سوياً يتجاذبان الحديث. . وأخبره "زياد" –
                            وهذا اسمه الذي ادعاه – بأنه تاجر فلسطيني
                            يسعى لبيع البضائع الرخيصة المهربة عبر الحدود،
                            وفتح حقيبة صغيرة أخرج منها بعض الساعات
                            والولاعات والأقلام، ولاحظ نايف جودتها
                            ورخص سعرها قياساً بمثيلاتها. ولأنه تاجر قديم،
                            ومأزوم يبحث عن مخرج، فقد عرض على زياد مشاركته
                            ، على أن يمنحه مهلة للغد
                            ليأتيه بثمن بضاعته.
                            لم يجبه "التاجر" فوراً، بل أخذ يسأله –
                            بشكل بدا عفوياً – عن أحواله المعيشية،
                            فشرح له تفاصيلها، وقص عليه مأساة حبه الفاشل،
                            ورغبته الملحة في أن يزيد دخله لكي يتجاوز خط الفقر
                            الذي يكبله. وسلمه زياد السلع التي جلبها، وتواعدا –
                            بكلمة شرف –
                            على اللقاء بعد أسبوعين في ذات المكان والوقت.
                            انطلق نايف سعيداً بالصفقة التي حققها.
                            . فها هو مصدر للكسب جاءه سهلاً مريحاً، وفي صيدا –
                            حيث السوق الكبير – كاد أن يصرخ من الفرح
                            عندما باع بضاعته بثمن خيالي فاق حساباته.
                            وما أن حل موعد اللقاء،
                            إلا وكان سباقاً لملاقاة صاحبه،
                            يأمل في ألا يموت هذا الحلم الحقيقي.
                            وجاء رفيق تجارته يحمل حقيبة أكبر، فتحاسبا،
                            وانصرف كل لحاله منشرح الصدر بما كسبه .
                            . وقال نايف لنفسه:
                            "سأطلب من زياد أن نلتقى مرة كل أسبوع
                            بدلاً من أسبوعين".
                            إنه يكاد يجن . .فقد نفدت بضاعته في وقت محدود.
                            وتجار صيدا ألحوا عليه أن يجيئهم بالمزيد منها.
                            . فامتزج بأحلامه من جديد. .
                            وأخذ يحسب أرباحه المستقبلية
                            في عدة أشهر قادمة. .
                            معتقداً أن بإمكانه الفوز بحبيبته بعدما يملك مهرها،
                            لكن ما كان يخبئه القدر يفوق كل حساباته، وتوقعاته. .
                            إذ خطبت فاطمة لتاجر ثري من "الفاقورة"
                            وأعلن في القرية عن قرب زفافها.
                            لحظتئذ، انهارت فرحته واكتأبت بوجهه تغاريد الأمل.
                            ولما تقابل وزياد عابساً محزوناً،
                            نصحه بنسيانها وبالاجتهاد في عمله التجاري معه
                            لكي يثرى، فيندم حينئذ أبوها على رفضه زوجاً لابنته،
                            خاصة إذا ما تزوج بمن هي
                            أفضل منها حسباً ونسباً.
                            حاول نايف أن يستوعب نصيحة صاحبه،
                            وطالبه بأن يلتقيا كل أسبوع ومضاعفة كم البضائع،
                            وفاجأه زياد باستحالة ذلك في الوقت الراهن على الأقل،
                            لأنه فلسطيني من عرب 1948 في إسرائيل. .
                            وأنه يغامر مغامرة حمقاء بعبوره
                            للحدود سعياً وراء الرزق.
                            بهت موزع البريد الذي لم يكن يعرف أن صديقه إسرائيلي
                            ، لكنه تدارك الأمر بعد قليل ولم يعره التفاتاً.
                            فما بينهما مجرد تبادل مصالح فقط
                            بعيداً عن السياسة. .
                            فهو يجلب بضائع زهيدة الثمن من إسرائيل ليببيعها له
                            بثمن أعلى في لبنان، ويتقاسمان الربح. .
                            إنها تجارة بلا رأس مال تدر عائداً مجزياً
                            . ما الضير في ذلك؟.
                            تعمد ألا يرتبك فيلحظ زياد ارتباكه،
                            وبدا كأنا لأمر طبيعياً لا غبار عليه. ولكي لا يثير ظنونه . .
                            أعاد نايف عرض رغبته في اللقاء كل أسبوع،
                            وتعهد لزياد بألا يراهما أحد،
                            حيث بمقدوره أن يرتب مكاناً آخر أكثر أمناً للقاء،
                            بعيداً عن أعين الفدائيين المتربصين
                            الذين يزرعون الجنوب.
                            ولما اعتذر زياد متحججاً بتشديد المراقبة الاسرائيلية
                            على الشريط الحدودي. .
                            بسبب العمليات الفدائية
                            التي يقوم بها الإرهابيون المتسللون،
                            يسب نايف الفلسطينيين الأوغاد
                            الذين سيدمرون مشروع تجارته.
                            نريد كل التفاصيل
                            ذاق أخيراً طعم المال والثراء، وكان على استعداد
                            لأن يحارب الدنيا كله
                            ا كي لا ينقطع تدفق المال بين يديه. لذلك،
                            أصيب بتوتر شديد لما انقطعت لقاءاته
                            بزياد ثلاث مرات متتاليات.
                            لقد كان قد أوصاه ألا يتأخر أبداً عن الموعد المتفق عليه
                            ، حتى ولو لم يجئه، ومهما طالت مدة غيابه. .
                            وهذه المرة انقضت ستة أسابيع
                            ولم يجيء صديقه الإسرائيلي،
                            وتساءل نايف في قلق:
                            ترى هل يجيء ثانية.. ؟
                            كان يحترق خوفاً من ألا يجيء. .
                            ويزداد ضجره لأنه لا يعرف ما حدث بالضبط ..
                            ووصل به ظنه الى الفدائيين. .
                            فهم بلا شك أهم أسباب حرمانه
                            من فرصة التجارة المربحة..
                            ذلك أن عملياتهم الفدائية كانت أخبارها على الألسنة
                            في كل مكان. . وود عندئذ أن يفكوا عن عملياتهم.
                            . بل إنه تمنى في داخله
                            أن يرحلوا بعيداً عن أرض لبنان.
                            تعلق بصره باتجاه الحدود يحدوه الأمل في مجيئه،
                            وأخفى دراجته بين الأعشاب، واستلقى بجانبها
                            كما أمره زياد من قبل خوفاً من شكوك "الإرهابيين" . .
                            وعلى حين فجأة، تهللت أساريره من جديد
                            عندما لاح الشبح قادماً، وبدا الوافد قلوقاً متعباً.
                            وفي سرد طويل، شرح لرفيقه
                            معاناته في المرور ببضاعته،
                            ومدى حرصه على ألا يتأخر،
                            إلا أن العمليات الإرهابية كانت السبب في إعاقته. .
                            وتكثيف نقاط المراقبة.
                            . وسأله: كيف يتحركون في الجنوب؟
                            كيف يرصدون الحدود؟
                            أسئلة كثيرة في تلقائية أجاب عنها نايف بما يعرفه.
                            ووصف لزياد أساليب معيشتهم
                            وأماكن تواجدهم وتجمعاتهم،
                            حتى الممرات ومدقات الجبال التي يسلكونها
                            رسمها على الورق،
                            بل إنه حدد كروكياً مواقع الحفر
                            التي يتخذونها مراكز مراقبة طيلة النهار.
                            ثم ينطلقون ليلاً في أواخر الأشهر العربية،
                            مستغلين الظلام الدامس أو غبش الفجر
                            في قص الأسلاك والتسلل الى إسرائيل.
                            حدثه أيضاً عن كيفية استقطاب الأشبال وتجنيدهم،
                            وتدريبهم عسكرياً على استخدام المدافع الرشاشة
                            والقنابل في معسكرات مغلقة بالبقاع.
                            وسأله زياد عن المصادر التي استقى منها معلوماته،
                            فأجاب بأنه عرفها من خلال بعض شباب الجنوب
                            الذين انخرطوا في صفوفهم،
                            تحت إغراء الحافز المالي وشعارات الجهاد.
                            أخرج زياد حافظة نقوده وسلمه ألف دولار . .
                            وهو مبلغ خيالي في ذاك الوقت.
                            . وقال له بأنه سينقل كل هذه المعلومات ا
                            لى الإسرائيليين كي يثقوا به،
                            فيتركوه ليمر ببضاعته في أي وقت
                            فتزيد أرباحهما معاً.
                            ولما سأله نايف:
                            ولماذا تمنحني هذا المبلغ الكبير؟
                            أجاب:
                            يا عزيزي، ما قلته لي يساوي أكثر.
                            قطب جبينه في دهشة أكثر
                            وتساءل في سذاجة:
                            لست أفهم.
                            في لؤم شديد مغلف بالإغراء أجابه:
                            ما دفعته لك سأسترده . .
                            إنهم في إسرائيل يشترون أقل معلومة
                            بأعلى سعر. . فالمعلومة التافهة في اعتقادك
                            قد تنقذ أرواحاً في إسرائيل ..
                            ألا تحب إسرائيل؟
                            (! . . . )

                            و كانت مفاجأة لم يتوقعها نايف ..

                            لم يتوقعها أبدا ....
                            موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                            22:2

                            تعليق


                            • #74

                              5- تجنيد


                              أنا عربي مثلك كنت أكره إسرائيل في صغري،
                              الآن كبرت، وفهمت لماذا يكره العرب إسرائيل،
                              هم مخطئون لأنهم ينقادون وراء حكامهم، والحكام مستبدون، طغاة،
                              يُسيّرون شعوبهم تبعاً لمشيئتهم.
                              أما في إسرائيل فالديموقراطية هي التي تحكم، الشعب يحكم نفسه،
                              ويملك قراره ومصيره.
                              (! . . . )
                              وهو لا يزال ينفث سمومه:
                              في إسرائيل حرية لا يعرفها العرب. حرية في أن تعارض، تجادل، تعمل، تحب،
                              تمارس حياتك كما أردت أنت. أنا مثلاً، أعمل موظفاً ببلدية "نهارية"
                              قرب الحدود. اشتري بضائعي من "عكا" وأبيعها معك في لبنان،
                              إنني أسعى لزيادة دخلي، والحرية عندنا لا تمنعني أن أعيش ميسوراً،
                              ألا تريد أن تعيش ميسوراً؟
                              نعم.
                              إذن، فلنتعاون معاً على العمل بإخلاص..
                              وساعدني كي أجيئك بالسلع كل يوم وليس كل أسبوعين.
                              وماذا بيدي لأساعدك؟
                              بيدك الكثير لتكسب آلاف الليرات، وبسهولة.
                              أنسيت فاطمة وإهانة أبوها عدنان؟
                              وقد بدأ نايف يستجيب لسمومه:
                              إني طوع أمرك، أريد مالاً كثيراً مقابل أي شيء تطلبه.
                              هؤلاء السفلة "يقصد الفدائيين" يُضيقون علينا،
                              ويُعكرون "أمننا"، نريد منعهم.
                              كيف ؟
                              سأجعلهم يخصصون لك راتباً شهرياً، ألفي ليرة. .
                              عليك فقط أن تحصي عليهم أنفاسهم، وتعرف بتحركاتهم قبل أن يعبروا الحدود .
                              . "نريد الخطط، والمواعيد، والأعداد، نريد كل التفاصيل" .
                              نايف في إسرائيل
                              حاصره زياد ضابط المخابرات الماكر، ولعب على أوتار فقره وأحلامه في الثراء.
                              مستغلاً ضعف ثقافته وعروبته، وكبله بخيوط الخيانة دون أن يقاوم،
                              وما غادر موضع اللقاء إلا وقد انضم لطابور الخونة العرب
                              جاسوس جديد لإسرائيل.
                              وذات مرة . . انتهز عميل الموساد الفرصة. .
                              ورسم صورة زاهية لحياة نايف. .
                              إذا تعاون معه بإخلاص دون أن يتعرض لمشاكل مع الفلسطينيين،
                              ولكي يكون أكثر كفاءة ومهارة في عمليه الجديد،
                              كانع ليه أن يخضع لتدريب فني متخصص،
                              وهذا لن يتأتى له في الجبل . . حيث المخاطر من كل جانب..
                              وكان أن دعاه لاجتياز الحدود معه ليمكث بإسرائيل
                              عدة أيام حيث سيسرهم هناك أن يروه.
                              لم يكن الأمر من البساطة بحيث يستوعبه نايف بسهولة. .
                              إذ أن أعصابه ارتجفت بشدة وهو ينصت لزياد .
                              . وغامت الرؤى في ناظريه رعباً عندما تخيل نفسه أحد رجال الموساد في الجنوب.
                              كان الحدث بلا شك أكبر بكثير من حجم مداركه البسيطة وأحلامه الواسعة.
                              . لكن جحيم معاناته النفسية كان كزلزال عاتٍ يخلخل جذوره،
                              ويقتلع شعيرات مقاومته التي بدت هشة ضعيفة واهنة،
                              أمام دفقات الخوف والأحلام معاً.
                              بفكر ضابط متخصص واعٍ .
                              . كان زياد يتفرس صراعات فريسته، ويراقب عن كثب
                              مراحل الترنح التي تسبق السقوط، وبانقضاض محموم أشل إرادته
                              وسيطر على عقله. . فالمال له بريق ساحر كالذهب،
                              يذيب العقول فلا تقوى على مقاومته. .
                              وابن الجنوب كان ضحية الفقر والعجز والمعاناة.
                              . لذلك فما أسهل احتواءه
                              وتصيده بواسطة أصغر متدرب في أجهزة المخابرات.
                              لقد كانت طقوس سقوطه بسيطة جداً وسهلة. .
                              إذ اشترط نايف لكي يتعاون معهم ألا يفضحوه يوماً ما .
                              . ويعلنوا عن اسمه في سجل الخونة
                              . وكان له شرط آخر يتعلق بالمال
                              ، وهو ألا يبخسوا عليه حقه. ().
                              أجيب الى طلبه بالطبع، فقد أخذ شكل الحوار يتغير من حوارات تجارية،
                              الى مساومات وطلبات مكشوفة تتعلق بالتعاون مع الإسرائيليين.
                              ووجدها نايف فرصة ثمينة لا تعوض في الحصول على المال،
                              مقابل معلومات تافهة لا يعرفها الإسرائيليون
                              ، لكنهم كانوا في واقع الأمر يعيشون الرعب كل العرب،
                              بسبب تلك العمليات الناجحة في قلب مستوطناتهم الشمالية.
                              اقتنع نايف بأن أمنه الشخصي مرهون بمدى مهارته وحرفيته.
                              . وآمن بأن التدريب ضرورة ملحة للحفاظ على حياته..
                              لذلك لم يتوان عن الإسراع بطلب الحصول على إجازة من عمله،
                              وانطلق بدراجته الى نقطة حددت له في الجنوب،
                              وبقي مختبئاً بين الأعشاب ينتظر ستائر الظلام،
                              الى أن لمحا لوميض المتقطع المتفق عليه
                              ، فرد بإشارات متقطعة أيضاً،
                              وهو يتعجب من الارتجافة الهلوعة التي اجتاحت أعماقه.
                              مشى باتجاه الوميض البعيد يجاهد للتغلب على اضطرابه،
                              لكن الليل الحالك وصفير الرياح ورهبة الصمت ضاعف من توتره،
                              وكان رعبه الأكبر من هؤلاء الثعالب المختفين بين الحفر والأعشاب
                              ، ينتظرون إشارة الزحف باتجاه الحدود،
                              حاملين رشاشاتهم وأرواحهم بين أيديهم.
                              فرق كبير بين خائن يسعى للثراء،
                              وثعلب منهم زهد الحياة والمتع وجعل من دمه وعظامه ناراً
                              تؤجج شعلة الجهاد.
                              وفي غبش الظلام فاجأه شبح ألقى بقلبه الرعب.
                              .وكادت أنفاسه أن تتوقف قبلما يناديه:
                              اتبعني. .
                              قاده الشبح المجهول الى الأسلاك والعيون المرتقبة،
                              وكان يتعثر من فيضانات الخوف المهلكة، الدافقة. .
                              ومرت به لحظات ذاق طعم مرارتها بفمه، تمنى وقتها لو أنه عاد ثانية الى بيته
                              ، بلا أحلام، أو مطامع،
                              لحظتها فقط اجتاحه إحساس مقيت بالغثيان،
                              لكن الوقت كان قد فات.
                              . وما عادت أمنيات التراجع تجدي.
                              انطلقت به كالسهم السيارة العسكرية الى حيث لا يدري .
                              . كان يجلس بالخلف وسط أربعة جنود، نظراتهم الحادة المتفحصة كانت تخيفه وتربكه،
                              إنهم بلا شك – وهم يتحدثون بالعبرية
                              – يتندرون على ضيفهم الذي بلا انتماء،
                              الذي جاء متسللاً لينزف عروبته ويبيع وطنه. .
                              وزياد الجالس بجوار السائق لم يكن يكف عن الضحك

                              أبدا.........
                              موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                              22:2

                              تعليق


                              • #75
                                6- مفارقات العجيبة

                                كانت النقاط الأمنية منتشرة هنا وهناك طوال الطريق . .
                                ورأى رجال الأمن يفتشون السياراة المارة، إلا سيارته.
                                فقد كان زياد يومئ لهم فقط فيفسحون الطريق في الحال.
                                أهلاً بك في حيفا. .
                                هكذا قابلته الفتاة الحسناء عندما فتحت باب المنزل،
                                وتركه زياد معها ومضى دون أن يتكلم معه في شيء.

                                وفي حجرة نومه بكى كطفل خائف في الثلاثين من عمره،
                                وبقي ينتظر زياد لمدة أسبوع كامل، لكن زياد لم يجيء،
                                ولم يهتم به، إنما تركه برفقة فريق من النفسانيين
                                الذين انكبوا عليه يروضون أحلامه ويحللون أنسجة ضعفه وخذلانه.
                                ثم تركوه لفريق آخر أخضعه لدورات مكثفة في فن التجسس،
                                وكيفية تلقط الأخبار، والتمييز بين الأسلحة..
                                وأساليب التغلغل داخل التجمعات الفلسطينية في الجنوب
                                واستكشاف نواياها.
                                يوماً بعد يوم. . وتحول الطفل الخائف الباكي الى ملك يحظى بالاحترام الشديد،
                                إذ انهم أغدقوا عليه هالات من التبجيل أذكت غروره،
                                وطوف به في سيارة ذات ستائر ليرى إسرائيل،
                                وليقارن بنفسه بين واحة الجمال والديموقراطية وجيرانها. .
                                وأوحوا اليه بأساليب متعددة بأن أمنهم موكول اليه والى إخلاصه في التعاون معهم.
                                . وأغرقوه في محيط لا نهائي من الثقة . .
                                ومن الخطايا.
                                وعندما نجح بكفاءة في استعمال جهاز اللاسلكي في الإرسال
                                ، كافأوه بداعرة من بنات الموساد،
                                ، ووعدته بأن تكون له دائماً خلال زياراته لإسرائيل.
                                وفي نوفمبر 1971، عندما رجع الى لبنان بعد غياب 25 يوماً،
                                كانت فاطمة قد زفت الى عريسها. . وارتحلت.
                                . فحبس آهاته ولوعته.. إلا أن فجيعته كانت أكبر من تحمله. .
                                وحاول جاهداً نسيانها فكانت مقاومته أضعف مما تكون.
                                . وفي لحظة صدق مع نفسه بكى. . بكى في مرار وأسى . .
                                وانصب فكره في كيفية الانتقام من أبيها.
                                لكن مع انخراطه في عمله الجديد تاهت رويداً رويداً رغبته في الانتقام. .
                                وطمست مع الأيام معالمها. .
                                كان قد أخبر أهله أنه كسب بعض المال خلال أجازته في بيروت. .
                                وأنه سيتمكن من إعادة بناء المنزل ريثما يجد عروساً تناسبه.
                                ولماعاد لعمله في البريد، تعجب لأمره وردد في نفسه:
                                "أبعد هذا الثراء أركب دراجتي القديمة من جديد؟
                                لا يهم".
                                كان قد بدأ ينظر الى الأمور ببساطة، طالما سيتيح له ذلك سهولة
                                التنقل في الجنوب قرب الحدود، يرصد تحركات فرق
                                "الإرهابيين" ويلاطفهم ويرتبط معهم بصداقات،
                                وعلاقات علموه في إسرائيل كيف ينشئها.
                                فهم دربوه على كيفية استدراجهم للأحاديث الوطنية،
                                وإثارة حماسهم فيخرجون ما بداخلهم من أسرار،
                                هذه الأسرار يجب أن يحفظها جيداً وبدونها،
                                وفي البيت والكل نيام كان يخرج نوتة الشفرة السرية
                                ويبث رسائله:
                                "تصادقت مع فلسطيني فدائي، دعاني لزيارته في مخيم عين الحلوة،
                                المخيم به مركز عسكري للتدريب على استعمال السلاح والقنابل وصنع المتفجرات.
                                كان به ثلاثون شاباً، يمنحونهم مكافآت ومواد غذائية وملبوسات،
                                هم الآن يجهزون لعملية فدائية ضد مستعمرة "حانيتا"
                                ، سأخبركم بميعاد العملية".
                                هكذا كانت تتوالى رسائله الى الموساد أولاً بأول.
                                كان يبثها في موعد محدد في الليل لأيام متصلة إذا لزم الأمر
                                . وفي الصباح يحمل حقيبة البريد أمامه مربوطة بالمقود،
                                ويمر بدراجته بين القرى الحدودية، يتلقط الأخبار ويتلصص،
                                ويراقب تحركات الفدائيين وأعدادهم وعددهم، مكثفاً من زياراته لمخيمات الفلسطينيين
                                في الجنوب – "الرشيدية والبرج الشمالي والبص في صور،
                                وعين الحلوة في صيدا"
                                – ولاحظ عن قرب مظاهر الحياة المعيشية الصعبة بالمخيمات.
                                وكيف يعيشون على الكفاف داخل صناديق من ورق وخشب،
                                يعانون الزحام والبطالة والمرض،
                                تحوطهم الأسوار والمأساة ورائحة الموت.
                                لم تهزه أحزان الطفولة اليتيمة على وجه مئات الأطفال،
                                أو تثنيه عن قتل آباء آخرين . .هكذا تحجرت مشاعره ومات بداخله الإنسان،
                                فكل ما كان يسعى اليه هو الثراء، الثراء بأية وسيلة
                                حتى ولو يبيع الوطن، والشرف
                                "من ذا الذي يتجسس للأعداء ويعرف الشرف؟".
                                نبذته النخوة وسيطر عليه الشيطان فبصق
                                على ذاته واستمر في طريقه:
                                "ثلاثة يستعدون للتسلل عبر المنطقة (. . )
                                التوقيت المقترح (. . . )".
                                "لنش مطاطي يبحر به أربعة من (. . . ) الهدف
                                – (. . .) – التوقيت (. . . )".
                                "قبضوا على صديقكم سعدون في قلعة الشقيف
                                – لازال رهن التحقيق".
                                عشرات الرسائل بثها نايف المصطفى الى الموساد،
                                فأفشل العديد من عمليات الفدائيين سواء بالقبض عليهم،
                                أو بقتلهم عند اجتياز الحدود.

                                بدون أدني إنتماء لعروبته .....
                                موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
                                22:2

                                تعليق

                                يعمل...
                                X