إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيخ العقلا ؛ علم شامخ في زمان الانحطاط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيخ العقلا ؛ علم شامخ في زمان الانحطاط

    الشيخ العقلا ؛ علم شامخ في زمان الانحطاط



    كنت أبحث عن طريق للقائه بأي وسيلة ، حاولت كثيراً عن طريق رفاقه و "زملائه "، اعتذر الجميع بأدب خوفاً من الأوضاع المتأزمة وعيون المخبرين وأقلامهم ، بقينا في حيرة ، فأيامنا هناك معدودة محسوبة ، إلى أن انبرى أخونا ... فرج الله كربه فقال : أنا أوصلكم إليه بنفسي ، وفي سيارتي ، ولا عجب فأخونا من أهل الجهاد ، غبر قدميه في أفغانستان والبوسنة ، وكان من عشاقه ومحبيه .

    انطلقت بنا سيارته تنهب المسافات ، وتطوي المراحل، وكان هذا بمثابة الإقدام على عملية بطولية ، فالهاجس الأمني كان كبيراً ، كانت تلك الأيام عصيبة حقاً ، إذ لم يمض على قتل أبطال الرياض الأربعة سوى أيام معدودات ، والشيخ من المعروفين بمعارضتهم لبني سعود ، فلم يكن يجرؤ على هذه المغامرة ، ويقدم لنا هذه الخدمة الجليلة إلا رجل مقدام ، فقد كنا مطلوبين هناك ، وكان إخواننا آنذاك يسكنون في سجن الرويس بجدة ، يفطرون على إبر الهلوسة ، وتزورهم السياط والعصي صباح مساء ، وباعتبارنا "وافدين" فليس لنا الحق في ما سوى مكة والمدينة وجدة ، إذ كان هذا هو ما جادت به نفوس بني سعود على المسلمين من تركة أبيهم .

    لم نكن نعرف مكانه ، لكن كان يحدونا السؤال الحذر ، والاسترشاد المترقب ، إلى أن وصلنا بشق الأنفس ، واستقبلتنا لافتة عتيقة كتب عليها : مزرعة العقلا .

    دخلنا ثلاثتنا ، وأنا أحاول رسم صورة في ذهني لهذا العالم الذي سمعنا عنه الكثير ، نجحت بعد مجهود ذهني في رسم صورة للشيخ ، ولكن ما كان أبعدها عن الحقيقة ..

    أدخلونا على مصلى الشيخ ، كان المصلى مفروشاً بالحصى محوطاً بحاجز من الحجارة ، كان الوقت عصراً ، وكان الشيخ قد فرغ لتوه من صلاة العصر ، وبدأ في إلقاء درسه في "جموع المصلين" و " جمهور الطلبة " .

    أين الشيخ ؟

    ها هو ذاك يلقي درسه !!

    تبخرت الصورة الذهنية ، وحصحص الحق ، كان الشيخ مرتدياً قميصاً قصير الكمين غير مكوي ، حاسر الرأس ، اقتربت قليلاً لأسمع كلماته ، وإذا بي أسمعه يشرح قول سفيان بن عيينة : ( من فسد من علمائنا ففيه شبه اليهود ، ومن فسد من عُبَّادنا ففيه شبه النصارى ) .

    لم يكن على الشيخ شيء من الأبهة المزيفة ، لكنه والله كان مهيباً للناظر ، وعادت ذاكرتي بسرعة إلى الإمام أحمد ، وزهده ومواقفه من السلطان ، وقلت في نفسي : سار هذا الشيخ الحنبلي على درب إمامه فهو المتبع له حقاً !

    كانت جموع الحاضرين عبارة عن شخصين مستمعين ، والثالث يظهر أنه جاء لحاجة ، وكأن حضور الدرس في تلك الأيام العصيبة ، مغامرة كبيرة !

    رحب الشيخ بنا وأخذنا إلى خيمته ، وطلب من أحد الصبيان إحضار القهوة ..

    ابتدأ رفيقنا الحديث بسؤال الشيخ : هل يجوز دفع الأموال للجماعات التي تقاتل الأنظمة العلمانية ؟

    فقال الشيخ : بل يجب ، من الزكاة ومن غيرها فقال أحد الحاضَرينِ : لكن يا شيخ هذه الجيوش فيها كثير من المصلين .

    فغضب الشيخ وقال : ولماذا يبقون في جيوش العلمانيين ويقاتلون معهم ؟ هؤلاء لا يعذرون .

    قلت له : يا شيخنا نحن من ليبيا من الجماعة الإسلامية المقاتلة ،جئنا لنحكي للعلماء عن مأساتنا وقضيتنا ، فقال : أنا أتابع أخباركم أسبوعياً ، ويخبرني بها " فلان " ثم قال لي: يابني ، كثير من علماء هذه البلاد فاسدون ، يريدون من الشباب أن يكونوا إمعة ويقولون : لا يجوز الإنكار العلني على ولي الأمر .

    قال له ذلك المعترض : لكن عندنا الشيخ " فلان " في الجامعة - نسيت اسمه - قال إن النقد العلني يشبه الخروج على الحاكم ويثير الفتنة وهذا لا يجوز ?

    فرد عليه الشيخ بقوله : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم وأفضل الخلق كان الصحابة يناقشونه علناً في اجتهاداته غيرالمبنية على الوحي ، ثم ذكر قصة السعدين رضي الله عنهما يوم الأحزاب ، وقال : لم يقل لهما ليس لكما أن تعترضا لأن هذا يثير الفتنة فمن هو الملك أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ثم انتقد "ربيع المدخلى" ، وقال بحسرة : أنا وقعت له على رسالته في الأسماء والصفات ، وبتوقيعي صار أستاذاً ، كانت الرسالة جيدة ولكن لم أعلم أنه سيصير إلى ما صار إليه - أو كلاماً هذا معناه -

    وبعد خلو المجلس حدثته عن بعض عمليات المجاهدين في ليبيا فبدأ ألشيخ بالتكبير ، ثم قال أوصي الإخوة بالاهتمام بالإعداد والتدريب الجيد ، وأن يحرصوا عليه ، وأوصيهم ألا يرهبوا قوة الطاغوت وبطشه ، وأوصيهم ألا يستبطئوا النصر فإنه قادم .

    صلينا معه المغرب ثم ودعناه فقال لنا مشفقاً : إذا خرجتم فاحذروا ، فكم من زائر أخذته المخابرات عند خروجه من عندي !

    خرجنا من عنده وفي النفس معانٍ عظيمة ودروس تربوية ، الفعال فيها أبلغ من المقال .

    نعم والله .. إن أعظم شيء أثر في نفسي هو زهده في المناصب والأبهة وهو الذي لو أراد الدنيا لاغترف منها ما شاء ، ولو ابتغى أن يبيع دينه بعرض منها لاستطاع ، كيف لا وهو شيخ المشايخ الكبار أمثال الشيخ العثيمين وغيره ، ولكنه آثر أن يكتفي بقول الحق من خيمته ومزرعته التي لا منة فيها للطواغيت عليه ، فرفع الله درجته ، ووضع له القبول ، وصار مرجعاً للمجاهدين يؤمونه من كل فج عميق ، ويستفتونه من مشارق الأرض ومغاربها لما علموا من علمه وورعه وزهده .

    لا أعرف إن كان هناك من ترجم للشيخ ..

    ولكني أهيب بطلبته ومحبيه أن يترجموا له ترجمة وافية , فإن هذا من الوفاء لهذا العلم الجليل لعل الله أن يحيي بسيرته قلوباً ويحرك به آخرين ليحملوا اللواء من بعده .

    دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان

    فاحفظ لنفسك عند موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثان


    ونسأل الله تعالى أن يعلي درجته في عليين ، وأن يبلغه منازل الشهداء ... آمين


    والحمد لله رب العالمين


    [أبو أنس الليبي]
    مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
    كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

  • #2
    جزاك الله خير على القصة الرااائعة

    كتبها الله فى ميزان حسناتك
    ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


    تعليق


    • #3
      جزاك الله خير على القصة الرااائعة

      كتبها الله فى ميزان حسناتك
      اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

      ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيكم أخوتي في الله جهادية السرايا وطلاب الموت على هذا المرور والرد الطيب
        مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
        كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

        تعليق


        • #5
          جزاك الله كل خير اخى
          وجعل ما قدمت فى ميزان حسناتك

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أخي في الله أبو فؤاد على هذا المرور والرد الطيب
            مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
            كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيرا



              قلبي على غزة ولست أرى قلب أحد سواي

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك أخي في الله طوالبة الجنوب على هذا المرور والرد الطيب
                مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
                كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا
                  كل التحية لأبطال سرايا القدس
                  .::الوحده الصاروخية::.
                  13:13

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله كل خير أخي
                    القناعة كنز لا يفنى

                    تعليق


                    • #11
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
                      وجعلها الله في ميزان حسناتك

                      اللهم اجعل قبورنا روضه من رياض الجنه

                      تعليق


                      • #12
                        [frame="2 80"]بارك الله فيك أخي
                        وجزاك الله كل خير[/frame]

                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله فيكم أخوتي في الله خطاب الجنوب وأسود الحرب والوفاء للاسرى وفلسطينية وأفتحر على هذا المرور والرد الطيب
                          مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
                          كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

                          تعليق


                          • #14


                            تعليق

                            يعمل...
                            X