إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة نصح وإرشاد الى القاعدين عن الجهاد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة نصح وإرشاد الى القاعدين عن الجهاد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد الله القائل في كتابه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

    والصلاة الكاملة وأفضل السلام على محمد بن عبد الله الذي صح عنه أنه قال: (إنّ الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم).

    والقائل أيضاََ: (إنَََّ الرجل ليعمل بعمل الآخرة فيما يبدوا للنّاس حتي ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراعاََ فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النّار... الحديث).

    إخواني حفظكم الله ورعاكم:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

    أسال الله أن تكونوا جمعياََ طيبين.

    وبعد...

    أضع بين يدي كلماتي هذه ما مر عليكم من القرآن والحديث، عرفانا من العبد الفقير لرحمة ربه وموالاه، وعلماً لا ينازعني فيه شك - علم الله - أن عمل أهل الجنة والخالصين من عذاب الله غير مرتبط بمكان أو بلاد أو قطر ولا هيئة أو تنظيم بعينه أو قضية محددة أو زمرة مخصوصة، بل هو توفيق الله وهدايته وأصطفائه.

    ثم كل ذلك محفوف بمخاطر العجب والكبر والتنكر لصلاح الآخرين وإزدراء الناس فتلكم المهلكات نسأل الله بمنّه وكرمه الإخلاص في القول والعمل.
    أيا رب عاملنا بلطفك إننا نرى بجميل الظن ما أنت فاعل
    أعذنا من الأهواء والفتن التي أواخرها توهي القوى والأوائل
    وحبب إلينا الحق واعصم قلوبنا من الزيغ والأهواء يا خير عاصم

    إخواني...

    إنما هي كلمات مزجتها آداب الرفقة وماضي الصحبة والخوف من سوء المنقلب في الدين والنفس، فأستعين بالله فأقول:

    قال الله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

    يا إخوتي...

    بكل جدية وموضوعية وإختصار وصفاء أقول - وقد وصلنا إلى قعر الأزمة والكارثة، وبكل التسليم بقضاء الله تعالي والرضى بقدره خيره وشره -:

    إذا - بكل ذلك - إلتفتنا إلى تحليل واقعنا وأسباب ما جرى لنا، ونحن الذين نعتقد أننا نحمل خلاصة دعوة الحق ورايته الصافية وقد قدّم قادتنا وكوادرنا وباقي إخواننا جهودهم بكل إخلاص وتضحية، لنسأل لماذا كانت النتيجة في أنفسنا هكذا؟!

    وما هي حصتنا من قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}.

    وإلى أي مدى من المنطق الصحيح؛ لا نتحمّل مسؤوليّة هذه النتائج؟! وهل بإمكاننا إلقاءها صادقين محقين على عوامل خارجية، ونردد مستريحين؛ قدّر الله وما شاء فعل؟! وإلى أي مدى نحن مسؤولون لمخالفتنا السنن ولعدم أخذنا بالأسباب الممكنة؟

    ليس هذا من أجل انتقاص أحد ولا التشفّي في المخطئين... لا... إنما من أجل فعل إيجابي يحفظ للسابقين منزلتهم وللعاملين عملهم، متخذين من هدى ربنا سبيل رشد إذ يأمرنا أن نكون من الصالحين: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

    وعلينا أن نتعرّض لعللنا بلا حرج ودراستها واستعراض أساليب عملنا وتناولها بعيداً عن التقديس، لأنها آلة ووسيلة، وبذلك يتم تطويرها أو إلغاؤها أو إستحداث ما يناسب الوقت والحال مما لم يسبق تجربته كأسلوب، وأحياناً تكون فيها التجارب والأساليب السابقة مستهلكة وتجاوزها الزمن، بمعنى أنها لم تكن خطأ ولم تعد صواباً.

    سائل يسأل؛ هل خسرنا حربنا مع عدونا في كل الميادين وفشلنا في تحقيق الأهداف التي وضعناها؟ وعقمنا استحداث الوسيلة وانكسرنا في المواجهة؟ وقائمة هائلة من الخسائر صبّت علينا؟!

    فهل يجب علينا أن نعترف بكل ذلك؟! ونستسلم للواقع؟!

    أُجيب محاولاً الوضوح:

    نعم منْ ذلك كان في أرض المعركة، ولكن المحاربون منا خرجوا على حالين؛

    أحدهما؛

    تخلى عن مواصلة السعي بنفس المنهج وعلى ذات الوتيرة لاحقاق الحق وتشعبت بهؤلاء الوديان، نسأل الله لجميعنا العفو والعافية وأن يرد من صار منا إلى هذا الحال ردَّا جميلاً - وبدون سب ولا شتائم ولاغيبة ولا أسماء -

    إخواني...

    إسمحوا لي أن أتملى في هذا المقام لأقول؛ إن هذا حال الكثير منا - اللهم لا شماتة - طأطؤوا هاماتهم وانكسرت همتهم، انبطحوا تدوسهم سلاسل الدبابات الأمريكية وأحذية جنودها، وصمت أذانهم هدير طائراتهم وصواريخهم عن سماع صوت الحق تعالى يصدع؛ "الله اكبر حي على الفلاح"، {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ}، بشرط مهم؛ {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

    ولكن للأسف خارت قواهم، ومهدودة عزائمهم، وهم يستسلمون لعالمية العدوان ولقانون الغزاة.

    نعم، الأمثلة صارخة الوضوح على ذلك مما يغنى عن السرد، ومهما بالغوا وتفنّنوا في المخارج والتسميات والاعذار والتعهدات؛ فهم - وبكل صراحة - قد انتكسوا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.

    وأما الفريق الثاني؛

    من عرف أنها جولة تحقق فيها للعدو زيادة في الجرم وتوغلاً في الكفر، وخرجنا منها بزيادة إيمان بموعود الله سبحانه وتعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}؛ هذا الفريق الذي أثخنته الجراح لم تنحني هامته ولم تنكسر همته، يناطح القرن الحادي والعشرين ويكسر فيه الروم ذات القرون، ليجعله قرن الإسلام وسيكون بإذن الله تعالى.

    نعم، هذه هي نهاية المسير - بإذن الله تعالى - وهي محصلة النتيجة في جسد المحاربين الذين لم يلقوا أسلحتهم؛ أصالة الأمة وعزتها وشموخها، طليعة الركب... الأشلاء والدماء التي ستُذهب الزبد والغثاء وتكشف الزور والخداع، {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.

    إنّ ذلك القضاء والقدر كتبه من قال في كتابه تبارك وتعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

    وكل ذلك لسبب عظيم جليل مقدّس، لخّصه الشعار الجليل؛ "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله"، ولأنّ الله أكبر، ولأنّه لا إله إلا الله؛ فليعل هبل فالله أعلى وأجلّ.

    إنّ هذه العقيدة المقاتلة التي صمد عليها القلّة المتناثرة هنا وهناك؛ هي وحدها التي تستطيع أن تتأقلم مع شراسة هجمة الأعداء عليها، وبالتالي تُقلّم أظافره الناخرة في أجسادنا ونعود عليه بالشّراسة نفسها، ولكن ليس في الجسد بل لنقتلع القلب من جذره بإذن الله؛ {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

    آن الأوان لأن يصير القتل والتدمير والإزهاق والاثخان بكل مقدور مسموح؛ هو الحكم بين فسطاط الدين والمجاهدين المقاتلين وغيرهم من ملل الكفر والردة ومن في سياجهم.

    هذا العدو الذي يبدو للكل عنفوانه وقوته، المحاربون وحدهم هم الذين قدروا له قدره، فإن إتّفق الجميع في شدّة الضرب وشراسة المعركة والحملة التي استباح بها منّا الداخل والخارج بكلّ وسائل البطش والتنكيل بالجهاديين وقياداتهم وعناصرهم، وتجاوز ذلك إلى البطش بالأعراض والتنكيل بكل ما وصلته أيديهم من الأباء والأمهات والنساء والأطفال والدين والحياة، وتعدّى ذلك كل طوائف الصحوة الإسلامية، ثم بالتبع وبالطبع العالم الإسلامي في مخطّط ظاهر للعيان يراد به الإسلام ودمار ديار المسلمين.

    أقول: إن اتفق الجميع في هذا التوصيف الأليم إلا أنّه نال قصب السبق وبجدارة مستحقة لا منازع فيها من أحد؛ إنهم المجاهدون، المحاربون، استلموا راية رسولهم محمد صلى الله عليه وسلم.

    والحكم هو التاريخ الماضي والمستقبل.

    قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله تعالى: (إني أرى أنه لا يعفى عن مسؤوليّة ترك الجهاد شيء، سواء كان ذلك دعوةًَ أو تأليفاً أو تربيةً، إني أرى أنّ كلّ مسلم في الأرض اليوم منوط في عنقه تبعة ترك الجهاد والقتال في سبيل الله، وكل مسلم يحمل وزر ترك البندقيّة وكل من لقي الله - غيرُ أولى الضرر - دون أن تكون البندقيّة في يده فإنه يلقى الله آثماً، لأنه تارك للقتال، والقتال الآن فرض عين على كل مسلم في الأرض) أهـ.

    وعن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الجهاد حلواً خضراً ما قطر القطر من السماء، وسيأتي على الناس زمانٌ يقول فيه قراءٌ منهم؛ ليس زمان جهاد، فمن أدرك ذلك الزمان فنعم زمان الجهاد)، قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدٌ يقول ذلك؟! فقال: (نعم من عليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين).

    وفى النسائى بسند صحيح؛ أنّ رجلاً جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا؛ لا جهاد، قد وضعت الحرب أزورها فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال: (كذبوا الآن جاء دور القتال، ولاتزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويُزيغ الله لهم قلوب أقوامٍ ويرزقهم منهم، حتى تقوم الساعة وحتى يأتي وعد الله، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة).

    نعم، إنّ الانتصارات في تجارب المواجهات والقتال قليلة إذا قيست بالتجارب الفاشلة، ولكنّ دروس الفشل أكثر إغناءً من دروس الأنتصارات وأفدح منها ثمناً، وهي بفوائدها تسير بالعاملين نحو النصر المؤزر.

    يقول ابن القيم في ذلك: (أنه إذا امتحنهم بالغلبة والكسرة والهزيمة ذلوّا وانكسروا وخضعوا فاستوجبوا منه العز والنصر، فإن خُلعة النصر إنما تكون مع ولاية الذل والانكسار، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ}، وقال: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا}، فهو سبحانه إذا أراد أن يعز عبده وينصره كسره أولاً ويكون جبره له ونصره على مقدار ذله وانكساره) اهـ.
    وراية الحق تبكى أهل نصرتها فليس في أرضنا من يرتجى حينا
    وأصبح القرد والخنزير يحكمنا وارتج في حلقه دمع المواسينا
    غبار خيل الوغى تشتاقه رئتي ومقبض السيف يبكي من تجافينا
    هل ينبري فارس لله بيعته يحي قلوبا ً عتت عن أمر بارينا
    ويبعث الطهر نوراً في أجبتها ويقتفي راشداً درب النبيينا

    ثم إن هناك مسألة يجب الوعظ فيها وكشفها وعدم قبول أي لبس عليها؛

    وهي أن انتصار المجاهدين على الأعداء وتحقيق نتائج الانتصار وأهدافه بالحكم بما أنزل الله تعالى، هو في الحقيقة انتصار للأمة والشعوب المسلمة ونعمة من الله عليها لما تستأهل ذلك أحوالها.

    فهل أحوال هذه الشعوب المسماة "إسلامية" اليوم تستأهل فرج الله؟!

    فأكثر المعتقدات فاسدة، وغالب الأفكار ضالة، وسلوك الأكثرية منحرف، والعادات والتقاليد مستوردة من الكفار، واكثر المكاسب من الحرام، وقد عمّ الزنا والفجور والخلاعة والاختلاط والسفور، وتقنن أكل الربا، وفشا أكل أموال الناس بالباطل، وظهر الغش والخداع والرذيلة، وغدا التسابق في ميادين الميوعة والسفه مألوفاً، وصار التيه في ميادين الرفاهية والعبث والبذخ طابع حياة الميسورين، والحسد والضغينة والنفاق طابع أكثر المعوزين.

    وصار المصلون في الناس قلة، وأكثر الصائمين يفطرون في رمضان على موائد المرح والسهر على المعاصي وبرامج الكفر بالله، يفتتحون صيامهم بترك صلاة الفجر بعد ما ملؤوا ليلهم بالموبقات، وصار لا يؤدي من الناس الزكاة إلا أقلهم، ولا يحج إلا النادر منهم وأكثر حجهم نزهة وفخراً وتجارة.

    فأين القوم الذين يسمون مسلمين من حقيقة الإسلام؟! وأين هم من منازل الإيمان بالله سبحانه وتعالى وصفاته وملائكته وكتبه ورسله؟! وماذا بقي على إيمانهم باليوم الآخر وقضاء الله خيره وشره؟!

    بالله عليكم هل هذا حال أمة تستحق فرج الله ونصره؟! اللهم كلا!

    وهل واقع حكامهم المرتدين الظالمين الكافرين الفاسقين يستأهل الفرج والعون؟! اللهم كلا!

    وأعتقد أن هذا يفسر ما نحن فيه: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}.

    إن انتصار معظم الجهاديين حيثما قام جهاد؛ كان نصراً خاص بهم.

    لقد استشهدوا ولاقوا ربهم شهداء؛ {فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، لقد أعطى الله المقبولين المخلصين منهم النصر الأعظم وقربهم إليه وخلصهم من هذا الواقع المنكود.

    إن النصر الظاهر المشهود بهزيمة الأعداء الكافرين وانهيار الطغاة المرتدين واندحار الظلمة والفاسقين وتحكيم شرع رب العالمين في الأمة هو نعمة تتنزل من الله على هذه الشعوب لمّا تستأهلها بعد، وهذا ما تقتضيه السنن وتدل عليه شواهد التاريخ.
    العين تبكى من مصابك أمتي فإلى متى يأمتي ننعاك؟!

    هذه هي أمتنا بلا زيف وتزوير، أعيت مناديها، واستمرئت حبائل مغتصبيها، وتلذذت بقهر جلاديها، ترسف بالنوم في أغلالها.
    نامي فإن لم تشبعي من يقظة فمن المنام
    نامي على زبد الوعود يُداف في عسل الكلام
    نامي تزرك عرائس الأحلام في جنح الظلام
    نامي إلى يوم النشور ويوم يؤذن بالقيام
    نامي على المستنقعات تموج باللجج الطوامي
    نامي على قتل الرضيع كأنه سجع الحمام
    نامي على لون الدماء كأنه شهد الطعام
    نامي على هتك النسا كأنه طهر التمام
    نامي على ذبح الرجال كأنهم أُضحى اللئام
    نامي على مهد الأُذى وتوسدي خدّ الرغام
    واستفرشي صُمّ الحصى وتلحفي ظلل الغمام
    فالشمس لن تؤذيك بعدُ بما توهج من ضرام
    والنور لن يعمي جفوناً قد جبلن على الظلام
    نامي إليك تحيتي وعليك نائمة سلامي

    إن النظرية الجهادية العملية لا تولد في رؤوس المؤلفين والمفكرين فوق المكاتب، ولا من خلال حياة الدعة المريحة، ولا تتنزل على أصحابها من قمة الهرم التنظيمى لحركتهم، بل تولد من خنادق القتال وساحات الأعداء ومسار المحنة وأتونها.

    نظرية الجهاد ومبادئه تكلف أصحابها العناء، وتجعلهم يدفعون ثمن كل خطأ وتجربة من دماءهم ومعاناتهم، حتى يلتمس اللاحقون ما يناسب كل مرحلة قادمة من الخطوات الصائبة.
    يتبع..............

  • #2
    تكملة ...........

    إن على كل جيل جهادي أن يولدّ نظريته العلمية من خلال التجربة الذاتية لحركته وأن يطورها في ضوء حصاد التجارب السابقة.

    إنه - وبإختصار - يحق لكل جيل وزمرة وطائفة أن تختار الأسلوب المناسب لها ولوقتها وظروفها، ولكن أبداً ليس هناك خيار عن القتال وبذل الغالي والنفيس من أجل إدامة منازلة العدو في ساحة الوغى.

    هو وحده طريق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وحزبه.

    يقول سيد قطب رحمه الله تعالى: (بالجهاد الذي فيه الشقة والعناء يذهب الغم والهم، ولكنها الشقة البعيدة التي تتناحر دونها الهمم الساقطة والعزائم الضعفية، ولكنه الجهد الخطير الذي تجزع منه الأرواح الهزيلة المنخوبة، ولكنه الافق العالى الذي تتخاذل دونه النفوس الصغيرة والبنية المهزولة، كثيرٌ هم أولئك الذين يتهاوون في الطريق الصاعد إلى الأفاق الكريمة، إنهم ليعيشون على حاشية الحياة وإن خيّل إليهم أنهم بلغوا منافع ونالوا مطالب واجتنبوا أداء الثمن الغالي، فالثمن القليل لا يشتري سوى التافه الرخيص) اهـ.
    فتلك حروب من يغب عن غمارها ليسلم يقرع بعدها سن نادم

    وقل للذي قد غاب يكفي عقوبة مغيبك عن ذا الشأن إن كنت واعيا
    وأدلج ولا تخشى الظلام فإنه سيكفيك وجه الحب في الليل هاديا
    وسقها بذكراه مطاياك إنه سيكفي المطايا يا طيب ذكراه حاديا
    وأقدم فإما مُنية أو منية تريحك من عيش به لست راضيا

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى في تفسير سورة النور: (وجماع الهجرة هي هجرة السيئات وأهلها، وكذلك هجران الدعاة إلى البدع، وهجران الفساق، وهجران من يخالط هؤلاء كلهم أو يعاونهم، وكذلك من يترك الجهاد الذي لا مصلحة لهم بدونه، فإنه يُعاقب بهجرهم له لما لم يعاونهم على البر والتقوى... فالزناة واللوطية وتاركوا الجهاد وأهل البدع وشربة الخمر؛ هؤلاء كلهم مخالطتهم مضرة على دين الإسلام وليس فيهم معاونة لا على بر ولا تقوى، فمن لم يهجرهم كان تاركا للمأمور فاعلاً للمحظور) اهـ.

    وقد قال الله سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام: (إنما بعثتك لأبتليك وأبتلى بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظانا، وإن الله أمرني أن أحرق قريشا،ً فقلت: ربي إذاً يثلغوا رأسى فيدعوه خبزة، قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسةً مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك).

    يقول الشيخ عبد الله عزام رحمه الله: (أيها المسلمون؛ حياتكم الجهاد وعزكم الجهاد ووجودكم مرتبط أرتباطاً مصيريا بالجهاد، ايها الدعاة؛ لا قيمة لكم تحت الشمس إلا أذا امتشقتم أسلحتكم وأبدتم خضراء الطواغيت والكفار والظالمين، إن الذين يظنون أن دين الله يمكن أن ينتصر بدون جهاد وقتال ودماء وأشلاء هؤلاء واهمون لا يدركون طبيعة هذا الدين) اهـ.

    وأهل الجهاد والقتل والقتال المشمرين دائما في ساحات النزال هم القادة الحقيقيون لمن بعدهم وتلاهم من المسلمين، فلا ينبغي لنفس مسلمة تدين بدين الإسلام أن ترضى بغيرهم ساسة وقادة.

    يقول سيد قطب رحمه الله: (ثم هي الأسباب الظاهرة لاصلاح الجماعة البشرية كلها عن طريق قيادتها بأيدي المجاهدين الذين فرغت نفوسهم من كل أغراض الدنيا ومن كل زخارفها وهانت عليهم الحياة وهم يخوضون غمار الموت في سبيل الله ولم يعد في قلوبهم ما يشغلهم عن الله والتطلع إلى رضاه) اهـ.

    وهكذا كان عندما ندب عمر بن الخطاب رضى الله عنه الناس لقتال الفرس في العراق، فكان أول منتدب أبو عبيدة بن مسعود، ثم ثنىّ سعد بن عبيد وسليط بن قيس، فلما تكامل حشد الجيش قال قائل لعمر: أمرّ عليهم رجلاً من السابقين من المهاجرين أو الانصار، فقال عمر: (لا والله! لا أفعل إنما رفعكم الله بسيفكم وسرعتكم إلى العدو، فإذا جبنتم وكرهتم اللقاء فأولى بالرياسة منكم من سبق إلى الدفع وأجاب إلى الدعاء، والله لا أمر عليهم إلا أولهم إنتداباَ) اهـ.
    دببت للمجد والساعون قد بلغوا جهد النفوس وألقوا دونه الأُزرا
    وكابدوا المجد حتى ملّ أكثرهم وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
    لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من شرار أمتي مَنْ غذوا بالنعيم، الذين يطلبون ألوان الطعام وألوان الثياب، يتشدقون بالكلام).

    من نظر أبصر، ومن فكر إعتبر، ومن استرشد اهتدى...

    العجب كل العجب من ورثة الشهداء! كيف يزهدون في اللحاق؟!

    العجب كل العجب من ورثة الأُسارى السجناء! كيف لا يزهدون في البقاء؟!
    فيارب إن حانت وفاتي فلا تكن على شرجع يُعلى بخضر المطارف
    لكنّ قبري بطن نسرٍ مقليه بجو السماء في نسور عواكف
    وأمسي شهيداً ثاوياً في عصابة يصابون في فجّ من اللأرض خائف
    فوارس بني إسلام ألّف بينهم تقى الله نزالون عند التراجف
    إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى وصاروا إلى ميعاد ما في المصاحف

    يقول سيد قطب رحمه الله: (إن الله يعلم أن الكفر متبجح ولا يمكن أن يكون منصفاً، ولا يمكن أن يدع الإسلام ينمو مهما يسلك المسلمون من طرق سلمية موادعة، فإن مجرد وجود الإسلام يحمل الخطورة على الكفر، ومجرد وجود المسلمين يحمل الخطر على الكافرين، ولابد أن يجنح الكفر إلى العدوان، ولا بد أن يدافع الباطل عن نفسه بمحاولة قتل الحق وخنقة بالقوة، هذه جبلة وليست حالة طارئة، لابد ان نغرس هذا في نفوسنا أولاً حتى يظهر في الحقيقة والواقع، لا بد من مواجهة الشر المسلح بالخير المسلح، ولابد من لقاء الباطل المتترس بالعدد بالحق المتوشح بالعدة، لابد من بذل الأموال والأنفس وإهراقها في سبيل الله كما طلب الله من الؤمنين وكما أشترى منهم أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فإما أن يقدر لهم الغلبة أو يقدر لهم الاستشهاد، فذلك شأنه سبحانه وذلك قدره المصحوب بحكمته، أما هم فلهم إحدى الحسنيين عند ربهم، والناس كلهم يموتون عندما يحين الأجل، والشهداء وحدهم الذين يستشهدون) اهـ.
    وما النصر تهواه أرواحنا ولكن خلود في دار الخلود

    ولذلك - إخواني في الله - فكل عمل خلاف القتال والسعي له مباشرة دون تردد؛ فإنما هو إضلال وإغواء وتيه، وإن زُينت مسالكه وتجملت نتائجه.

    وكل دعوة لغير نضح الدم لا يُنظر إليها ولا يُهتم بها.

    وإن شيئاً مؤسفاً بات يصبغ حياتنا ويطبع خطابنا اليوم، حيث مالت موازين المجاملات بالمعايير والقيم، وطغت لغة الرياء والاستعراض في كثير من أدبيات حديثنا ومجالسنا الرسمية ومقابلاتنا الخاصة، مما أعطى مؤشراً واضحاً على عظيم المواجهة والتضحية في سبيل كلمة الحق، واستمرار هذا المنهج أدى بلا شك إلى بزوغ شمس النفاق دون أن يكون لها غروب قريب.

    ولعل من أهم النتائج السيئة التي ترتب عليها هذا الحال؛ عدم القدرة على معرفة الحق أو الوصول إليه رغم شدة وضوحه عند الواضحين، لكنه صار عسيراً على غيرهم.
    حكم سيوفك في رقاب العذّل وإذا نزلت بدار ذُلّ فارحل
    وإذا الجبان نهاك يوم كريهة خوفاً عليك من ازدحام الجحفل
    فاعص مقالته ولاتحفل بها واقدم إذا حقّ اللقا في الأول
    واختر لنفسك منزلا تعلوّ به أو مُت كريماً تحت ظلّ القسطل
    لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل

    وتأملوا معى قول المولى سبحانه وتعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

    لا يقعدن بكم حب الحياة وحذر الموت عن الجهاد في سبيل الله، قاتلوا في سبيل الله، لا في سبيل غاية أخرى، وتحت راية الله، لا تحت راية أخرى، والله يسمع ويعلم.

    قاتلوا في سبيل الله، وليس هناك عمل ضائع عند الله - واهب الحياة وآخذ الحياة -

    إن الله أفرد للجهاد سورة سماها "القتال" أو "محمد" - نبي الملاحم صلى الله عليه وسلم - وسورة أخرى هي "الأنفال" وثالثة هي "التوبة"، وفيها من الأشارة ما فيها، فليتعظ أمرؤ وليثامن نفسه ويبذلها في أعلى الغايات وأسمى الأمنيات، عساه يلحق بالركب والقافلة، وقال تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.

    قال شيخ الإسلام ابن جرير الطبري: (ومن جاهد عدوه من المشركين فإنما يجاهد لنفسه، لأنه يفعل ذلك إبتغاء الثواب من الله على جهاده والهرب من العقاب، فليس بالله إلى فعله ذلك حاجة، وذلك أن الله غني عن جميع خلقه، له الملك والخلق والأمر) اهـ.

    لا يقفن أحدٌُُُ في وسط الطريق وقد مضى في الجهاد شوطاًً يطلب من الله ثمن جهاده ويمن عليه وعلى دعوته ويستبطئ المكافأة على ما ناله، فإن الله لا يناله من جهاده شيء وليس في حاجة إلى جهد بشر ضعيف هزيل، {إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.

    وإنما هو فضل الله، من الله يعينه في جهاده وأن يأجره في الآخرة بثوابه، {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.

    من أحسن فنجاة نفسه طلبها، وسعادة حاله حصلها، ومن أساء فعقوبة نفسه وشقاوة جدّه اكتسبها.

    ثواب المطيعين إليهم مصروف، وعذاب العاصين عليهم موقوف، والحق عزيز لا يلحقه بالوفاق زين ولا يمسه من الشقاق شين.

    ويا سبحان الله! هذه أرض الرافدين؛ بغداد... العراق آية ماثلة لكل أصم أعمى فضلا عن سامع يرى، تحكي للقاعسين عن نصرة الدين القاعدين عن القيام للجهاد؛ أن الله ناصر دينه معلىٍّ كلمته معزُّ أولياءه ممكن لحزبه، {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ - وقراءة نافع؛ ترونهم مثليهم رأى العين - وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}.

    وما يزال القرآن يعمل بحقيقته الكبيرة وبما يتضمنه من مثل هذه الحقيقة؛ إن وعد الله بهزيمة الذين يكفرون وينحرفون عن منهج الله قائم في كل لحظة، ووعد الله بنصر الفئة المؤمنة - ولو قل عددها - قائم في كل لحظة، النصر متوقف على تأييد الله الذي يعطيه من يشاء؛ حقيقة قائمة لم تنسخ وسنة ماضية لم تتوقف.
    تأملت الحياة وكيف تبقى حقائقها وتمضي الترهات
    فأدبني اليقين وهذبتني وصاةُ الله بوركت الوصاة
    هنيئاً يا بن زرقاء وأنىّ وما ترقي إليك التهنأت
    سموت فما تطاولك الأماني ولا ترجو مداك النيرات
    ظفرت من الإله بخير نُعمى تطيب بها النفوس الصالحات
    على النور الذي انجلت الدياجي به وعليك يابن زرقاء الصلاة

    قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وهذه عادةُ الله سبحانه في الأمور العظام التي يقضيها قدراً وشرعاً؛ أن يوطئ لها بين يديها مقدمات وتوطئات تؤذن بها وتدلّ عليها).

    بلاد الرافدين، بغداد، الرمادي، الفلوجة، القائم، ديالى، الموصل، تكريت، العراق، الزرقاوى، تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، الشيخ أسامه بن لادن؛ أسماء عظماء جلت عن الوصف
    أحاديث لو صيغت لألهت بحسنها عن الوشى أو شُمت لأغنت عن المسك

    أسماء تحكي لنا؛ أنه من عظم أمر الله أذل الله له عظماء خلقه، كم اعتز الحق بأهله واعتزوا به وانتصر بهم وانتصروا به وباء أعداؤه بذلة العبيد وهم يضعون على رؤوسهم تيجان الملوك.

    قال رسول صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة).
    فهذا الغرس ليس له نظير وحاشا أن يكون له نظير
    بماء الذكر يُسقى كل يوم وفى أحضانه ينمو البذور

    هؤلاء العظماء الأفذاذ، حراس الدين وحماة العقيدة، هؤلاء العظماء لا يرون فضائلهم فضائل، ولا أعمالهم وحسن صنيعهم حسنات، ولكنهم يرونها أمانات قد ائتمنوا عليها من الله لتبقى بهم معانيها في هذه الدنيا، فهم يُزرعون في الأمد زرعا بيد الله ولا يملك الزرع غير طبيعته.

    ولذلك الذين يظنون أنهم قادرون على تحويلهم عن طريقهم؛ هم كأحمق يقول لشجرة النخل أثمرى غير التمر، أو للسنبلة كونى غير ذ ُرة أو قمح أو شعير.

    لهذا جرت سنة الله ان يكون أمثال هؤلاء قليل، بل أقل من القليل.

    وكانت قولة عمر بن الخطاب الخالدة: (ولكنني أتمنى رجلاً مثل أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى حذيفة، فاستعين بهم على إعلاء كلمة الله).
    سلمت يداك يابن زرقاء من فتى وسمُ المنيّة مِنْ على صمصامه
    أحسنت ذبح الكافرين فأشبهوا ما يذبح الجزار من أنعامه

    لله درك ودر أم ولدتك وأرضعتك يا أسد الله من بطل لا تهاب قتّال للمردة الكافرين، ناصع الدين، جمع الله لك السنان والبيان.

    أيها الناس؛ قوموا لسيدكم فلأن عدمتم الفعال فلا يفوتنكم سند الرجال.

    قال ابن القيم في "مدارج السالكين": (فمن تعبد لله بمراغمة عدوّه فقد أخذ من الصديقيّة بسهم وافر، وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة، ولأجل هذه المراغمة حُمد التبختر بين الصفين) اهـ.

    وختاماَ أقول:

    جاء في "مجمع الزوائد" عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله عز وجل؟)، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (الفقراء المهاجرون، الذين تُسد بهم الثغور، وتُتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فيقول الله عز وجل لمن شاء من ملائكته؛ أئتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة؛ نحن ساكني سمائك وخيرتك من خلقك أفتامرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟! قال: إنهم كانوا عباداً يعبدوني لا يشركون بي شيئاَ، وتُسد بهم الثغور وتُتقي بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء)، قال: (فتأيتهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب؛ سلام عليكم بما صبرتم فنعمى عقبى الدار).
    أناضل عن دين عظيم وهبته عطاء مقلّ مهجتي وحياتيا
    وممتثل لله أسلم وجهه يقول أنا وحدي سأحمي دينيا
    بظهري، ببطني، بالذراع، بمقلتي بجنبي، بعظم الصدر حتى التراقيا
    تأخرت دهراً باللذائذ والمنى ومن الدنيا وخوف العواديا
    فلم أر يوماً كالتقدم لذة ولم أر عيشاً كالتقدم هانيا
    على ذروة التوحيد تخفق رايتي وتحت روابيها تصب دمائيا

    أبو الليث الليبي
    20/جمادى الاول/1426 هـ

    تعليق


    • #3
      جزاك الله كل خير

      [fot1]
      سرايا القدس امتداد لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم[/fot1]

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم ..
        والله انها لنعم الحياه حياه الجهاد والاستشهاد والمقاومه ...
        اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

        ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم ..
          والله انها لنعم الحياه حياه الجهاد والاستشهاد والمقاومه ...

          تعليق


          • #6
            جزاك الله كل خير اخى
            وجعل ما قدمت فى ميزان حسناتك

            تعليق


            • #7
              جزاك الله كل خير
              [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
              ياقدس ان طالت بنا غربة فسيفنا ياقدس لن يغمدا
              [/gdwl]

              تعليق


              • #8
                رحم الله القائد الشيخ ابو الليث الليبى
                رزقنا الله هجره فى سبيله وشهادة عند الموت

                بارك الله فيك اخى
                ::.إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.::


                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  بارك الله فيك اخي وجزاك الله كل خير
                  ونسال الله ان يجزيك خير الجزاء


                  اللهم اجعل قبورنا روضه من رياض الجنه

                  تعليق

                  يعمل...
                  X