أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
________________________
الصدقُ حبيبُ اللهِ ،
والصراحةُ صابونُ القلوبِ ،
... والتجربةُ برهانٌ ،
والرائدُ لا يكذبُ أهله ،
ولم يوجدْ عملٌ أشرحُ للصدرِ وأعظمُ للأجرِ كالذكر
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾
وذكرُهُ سبحانهُ جنَّتُهُ في أرضِهِ ، من لمْ يدخلْها لم يدخل جنة الآخرةِ ،
وهو إنقاذٌ للنفس من أوصابِها وأتعابِها واضطرابِها ،
بلْ هو طريقٌ ميسّرٌ مختصرٌ إلى كلِّ فوزٍ وفلاحٍ .
طالعْ دواوين الوحي لترى فوائدَ الذكرِ ، وجَرِّبْ مع الأيامِ بلْسمهُ لتنالَ الشفاءَ .
بذكره سبحانهُ تنقشعُ سُحُبُ الخوفِ والفَزَعِ والهمِّ والحزنِ . ب
ذكره تُزاحُ جبالُ الكَرْبِ والغمِ والأسى .
ولا عجبَ أنْ يرتاح الذاكرون ،
فهذا هو الأصلُ الأصيلُ ،
لكن العَجَبَ العُجابَ كيف يعيشُ الغافلون عن ذكِرِهِ ﴿ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ .
يا منْ شكى الأرق ،
وبكى من الألم ،
وتفجَّع من الحوادثِ ،
ورمتْهُ الخطوبُ ،
هيا اهتفْ باسمه المقدس ، ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾ .
بقدرِ إكثارك من ذكرِه ينبسطُ خاطرُك ،
يهدأُ قلبُك ، تسعدُ نفْسُك ، يرتاحُ ضميرك ،
لأن في ذكره جلَّ في عُلاه معاني التوكلِ عليه ،
والثقةِ به والاعتمادِ عليه ،
والرجوعِ إليه ، وحسنِ الظنِّ فيه ، وانتظار الفرجِ منُه ،
فهو قريبٌ إذا دُعِي ،
سميعٌ إذا نُودِي ،
مجيبٌ إذا سُئلَ ،
فاضرعْ واخضعْ واخشعْ ،
ورَدِّدِ اسمهُ الطيب المبارك على لسانِك توحيداً وثناءً ومدحاً ودعاءً وسؤالاً واستغفاراً ،
وسوف تجدُ – بحولِهِ وقوتِهِ – السعادة والأمنَ والسرور والنور والحبورَ ﴿ فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ ﴾ .
اقبلِ الحياة كما هي
حالُ الدنيا منغصةُ اللذاتِ ،
كثيرةُ التبعاتِ ، جاهمةُ المحيَّا ، كثيرةُ التلوُّنِ ،
مُزِجتْ بالكدرِ ، وخُلِطتْ بالنَّكدِ ، وأنت منها في كَبَد .
ولن تجد والداً أو زوجةً ، أو صديقاً ، أو نبيلاً ، ولا مسكناً ولا وظيفةً إلاَّ وفيه ما يكدِّرُ ،
وعنده ما يسوءُ أحياناً ،
فأطفئ حرَّ شرِّهِ ببردِ خيْرِهِ ،
لتنْجُوَ رأساً برأس ، والجروحُ قصاصٌ .
أراد اللهُ لهذه الدنيا أن تكون جامعةً للضدينِ ،
والنوعين ، والفريقين ،
والرأيين خيْرٍ وشرٍ ، صلاحٍ وفسادٍ ، سرورٍ وحُزْنٍ ،
ثم يصفو الخَيْرُ كلُّهُ ، والصلاحُ والسرورُ في الجنةِ ، ويُجْمَعُ الشرُّ كله
والفسادُ والحزنُ في النارِ .
في الحديث : (( الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ذكرُ اللهِ وما والاهُ وعالمٌ ومتعلمٌ ))
فعشْ واقعكَ ولا تسرحْ من الخيالِ ،
وحلّقْ في عالمِ المثالياتِ ،
اقبلْ دنياكَ كما هي ،
وطوِّع نفسك لمعايشتها ومواطنتِها ،
فسوف لا يصفو لك فيها صاحبٌ ،
ولا يكملُ لك فيها أمرٌ ،
لأنَّ الصَّفْوَ والكمال والتمام ليس من شأنها ولا منْ صفاتِها .
لن تكمل لك زوجةٌ ، وفي الحديث : (( لا يفركُ مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )) .
فينبغي أنْ نسدد ونقارب ، ونعْفُوَ ونصْفحَ ، ونأخُذ ما تيسَّرَ ، ونذر ما تعسَّر ونغضَّ الطَّرْف أحياناً ،
ونسددُ الخطى ، ونتغافلُ عن أمورٍ
لا تنسونا من صالح دعائكم
تعليق