بسم الله الرحمن الرحيم
ثمرات براءة الجيش الإسلامي من القاعدة ودولة العراق الإسلامية
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى . . أما بعد
فقد استغرب الكثير من المتابعين لأخبار الجهاد من بيان الجيش الإسلامي الذي هاجم فيه جنود دولة العراق الإسلامية وقيادتها ، وأغرب ما في البيان هو الصيغة التهجمية الغريبة على خطاب الجماعات الجهادية بل هي أقرب ما تكون إلى كلام صبيان المنتديات من الذين يحملهم الحماس الزائد إلى استنباط أمور لا وجود لها والتفوه بعبارات غريبة على الخطاب الإسلامي الجهادي .
وأثار الكثير من الإخوة تعليقات حول البيان والتناقضات التي فيه و تحميله لكلام الشيخ أبي عمر ما لا يحتمل من انه اتهمهم بالعمالة لمخابرات أجنبية وأنهم حزب الله السعودي وغير ذلك مما لم يشر إليه أحد قبلهم في خطاب أبي عمر .
ومن جملة الذين أخضعوا البيان للنقد والتمحيص الشيخ عطية الله حفظه الله الذي سبق وأن زكاه الشيخ أبو مصعب رحمه الله وأبدى الشيخ عطية استغرابه في كثير من المواقف على التهم الموجهة لجنود الدولة ، لكن أي من المحللين لم يبحث في ما ترجوه قيادة الجيش الإسلامي من هذا البيان الذي يعلن البراءة من أفعال القاعدة ( الإجرامية ) وعدم الاعتراف بدولتهم المعلنة ، وهذا ما سأحاول البحث فيه بإذن الله تعالى مركزاً على نقاط مهمة يمكن أسقاط الكثير منها على كلام إبراهيم الشمري في لقاءه مع أحمد منصور . .
وباسم الله أبدأ :
أولاً : لقد كان خطاب الشيخ أبي عمر الأخير يتضمن نقطة حاسمة لم ينتبه إليها أغلب المحللين وساعد على ذلك الإيهام الذي سببه بيان الجيش الإسلامي ، هذه النقطة هي قضية التفاوض مع المحتل الأمريكي ومصير أذنابه ، حيث أعلن أبو عمر انه لا تفاوض معهم وعقد لاتفاقية سلام مع أي جماعة لن يغير في الأمر شيئاً بل تحدى الجميع أمريكاناً وجماعات بأن تضمن الأمن ولو لأيام قليلة ، وكان أشد ما أثاره في هذا الصدد شرطه على الأمريكان أنهم يجب أن ينسحبوا من العراق دون قيد او شرط خارجين منه بسلاحهم الخفيف فقط تاركين الثقيلة عنيمة للمجاهدين ولقاء ذلك لن يحصلوا على شيء سوى ضمان عدم استهدافهم أثناء الانسحاب
.
إن أي عاقل يدرك ان هذه الشروط المذلة تعجيزية للأمريكان ومعناها باختصار لا سلام معكم أبداً ، بل وحتى الأمريكان يعلمون أنهم حتى لو انسحبوا من العراق تماماً فلن يضمنوا الامن أبداً على جنودهم وقواعدهم في دول الجوار وكيف يأمنون وهم يتذكرون قسم الشيخ القائد الأعلى للقاعدة :
أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن حتى نراه واقعاً في فلسطين و سائر بلاد الإسلام
.
فكيف يأمنون قل لي بالله عليك . .
أدرك الجيش الإسلامي هذه القاعدة : إن الدولة لا تريد سلاماً مع الأمريكان ، فمعركة القاعدة مع الصليبيين بدأت قبل احتلال العراق بزمن طويل ولن تنتهي بتحرير العراق ، وما العراق في فكر القاعدة سوى محطة من محطات الجهاد وساحة من ساحات تحطيم أقدام العملاق الأمريكي لينهار منكباً على وجهه فيتم الإجهاز عليه كلياً ، وما الدولة التي أعلنوها إلا محطة للانتقال إلى مرحلة أخرى تقضي بتوسيع الجهاد ليشمل قتال الطواغيت في الدول المجاورة للعراق .
إي باختصار ليس غايتهم العراق .
أما الجيش الإسلامي فأحلامه المرحلية لاتتعدى العراق والعراق وحده لاغير لذا لا ضير عندهم من النزعة الإقليمية مرحلياً أو حتى نهائياً .
فالسعي الحثيث لهم هو إخراج المحتل ثم بعدها لكل حادث حديث ، وحديثهم على الغالب سيكون إقامة دولة جديدة في العراق يقودها ممثلون لفصائل المقاومة المختلفة تطبق الشريعة الإسلامية في العراق ، وبما ان مناطق الجنوب والشمال من المستحيل أن تخضع لهم لذا ستكون الدولة المرتقبة هي في ذات الحدود التي تطرحها دولة العراق الإسلامية كنواة للدولة الإسلامية الكبرى أي في المناطق السنية ( العربية ) .
والسؤال هنا : مادام الجيش الإسلامي ومن يحمل فكره من الفصائل الأخرى لن يتمكن من تحصيل أرض أوسع من التي تطرحها دولة العراق الإسلامية فلماذا لا يقتنع الجيش بفكرة الدولة الحالية ؟
الجواب أن المشكلة ليست في الأرض بل المشكلة هي في الدولة نفسها ، فدولة يشتهر عنها أنها بقيادة القاعدة لا يمكن أن ترضى أمريكا بقيامها ولا دول الجوار أيضاً التي من المؤكد أنها ستمارس حصاراً اقتصادياً خانقاً عليها فور انسحاب أمريكا ، لذا فالحل أن تقوم بعد الانسحاب الأمريكي حكومة علمانية موالية للأمريكان صديقة للطواغيت العرب فإن لم يمكن ذلك ففي أسوء الظروف سيقبلون حكومة إسلامية بشرط ان تكون معادية للقاعدة فكرياً وعقدياً والجيش الإسلامي يرشح نفسه لتبوء هذا الدور
.
وقد يستنكر أحدهم فيقول : إن كلامك بخصوص قبول دول الجوار بحركة إسلامية تقيم دولة إسلامية بشرط أن تكون قطرية المنهج ليس لها أهداف أممية او تسعى لتوسيع دولتها أو دعم الحركات الإسلامية فيها .
الجواب : باختصار هو في حكومة حماس فقد دعمتها الكثير من الأنظمة وعلى رأسها النظام السوري مع العلم أن حماس إخوانية الشعار ولا يجهل أحدكم العلاقة بين الإخوان والنظام البعثي في سوريا ، ولكن هم يعلمون ان حماس قطرية التوجه أهدافها محصورة بفلسطين ، ثم لم يغب عن أحدنا أن كل دول جوار سوريا كانت تدعم الإخوان أثناء نزاعهم مع النظام في الثمانينات وحتى صدام الذي كان يعادي إخوان العراق كان يدعم إخوان سوريا وما ذاك إلا لقطرية منهجهم .
إذن المطلوب باختصار إخراج القاعدة من اللعبة عن طريق البراءة منها ومحاولة عزلها وإخراجها من العراق من أجل تأمين الجو الملائم للتفاوض مع الأمريكان حيث لا يمكن تحقيق أي نتيجة من هذه المفاوضات بوجود دولة العراق الإسلامية التي أعلنت أنها لن تلتزم بأي اتفاق وتحدت أن يستطيع أي تنظيم او جماعة ضمان الأمن للأمريكان لأسبوع واحد ، ثم وبعد أن يتم لهم عزل الدولة والقاعدة عموماً عن التأثير في الساحة العراقية ثم تحقيق اعتراف أمريكي بالمقاومة العراقية ممثلاً للعراق في المفاوضات ( المقصود بالمقاومة هنا هي الفصائل التي أعلن عنها الشمري في لقاءه بأحمد منصور عندما سأله عن فصائل المقاومة وهي الجيش الإسلامي وجيش المجاهدين و كتائب ثورة العشرين و جامع و الراشدين وهذه فقط هي التي يرشحها الجيش الإسلامي لمشاركته مشروعه مع العلم أن هناك تنظيمات أخرى على الساحة فهناك سوى الدولة الإسلامية تنظيمات أخرى أشهرها أنصار السنة الشهير جداً بعملياته القوية والنوعية والذي له سيطرة ووجود مكثف خاصة في المناطق الشمالية ) وهذا الاعتراف بهذه الفصائل هو مقدمة للتفاوض معها لبحث شروط الانسحاب الأمريكي وما سيتبقى للأمريكان من مكاسب لقاء انسحابهم ( إذ لا يمكن أن ينسحبوا دون أن يتركوا لهم مسمار جحا في العراق سواء كان عقود نفطية طويلة الأجل أو قواعد عسكرية أو غير ذلك وإلا فلماذا يفاوضون أصلاً فالغاية من المفاوضات هو تحصيل أكثر ما يمكن من الطرف الآخر سواء كانت المكاسب علنية أو سرية من تحت الطاولة ) وهكذا ينسحب الأمريكان بعد أن ينالوا ثمرة تجعل انسحابهم مشرفاً ، وهنا تحين ساعة الكلام عن الدولة وتنظيم الحكومة وعلاقة المقاومة بالشيعة و قيادات الكرد فإما أن يشعلوا حرباً لتحرير العراق من أذناب الأمريكيين أو يرضى كل فريق بما تحت يده من أرض فيتم تقسيم العراق رغماً عن أنف الجميع وتقام الدولة في المناطق السنية ( مناطق الدولة الإسلامية الحالية ) وبعدها تبدأ العلاقة مع دول الجوار العربية وطلب الدعم منها وهي سوريا والأردن وبلاد الحرمين ، الذين يمكن أن يدعموا هذه الدولة القطرية الهزيلة طالما ليس فيها تواجد للقاعدة ، وهكذا تقوم دولتهم المعومة لتعيش في أمان وسلام وعلاقات إخوة وحسن جوار مع دول المحيط
.
انتهى الفلم الهندي وانتهى الحلم
.
ولكن هل يمكن أن يتحقق ؟
الجواب حسب ظني أن أي تنظيم إسلامي في العالم غير مرتبط تنظيمياً وفكرياً بحركة الجهاد العالمي ( الأممي ) سيفشل ولو حقق نجاحات صغيرة مؤقتة وذلك لسبب بسيط أن أعداء الدين يحاربون الإسلام جميعاً فالحرب ضد الإرهاب اشتركت فيها كل الأرض من صليبيين ويهود وأنظمة طاغوتية عربية وأعجمية بجيوشها ومخابراتها لذا لا يمكن لمحاولات قطرية مهما قويت أن تنجح في ظل هذا النظام الدولي الجديد والحل الوحيد هو الجهاد العالمي وتوحيد الحركات الجهادية في العالم فكرياً وإن أمكن تنظيمياً من أجل إشعال الأرض كلها على رؤوس أعداء الدين وكما يقول الله عز وجل [ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ] التوبة36 .
ولا يمكن لحركة إسلامية أن تدخل هذه اللعبة الدولية وتعمل من داخل النظام حتى تقدم تنازلات كثيرة من فوق ومن تحت الطاولة على حساب عقيدتها .
ومن يحلم بدولة تعترف بها كل الدول ويكون لها سفارات ووزراء خارجية يستقبلون ويودعون فهو واهم لأن الحركة الإسلامية كانت ولاتزال تعمل خارج ما يسمى بالشرعية الدولية والنظام العالمي الجديد ولا يمكن لها أن تستمر إلا بهذا الأسلوب فهي تقاتل و تنتزع الاعتراف بها رغماً عن أنوف الكافرين .
ولو فكرت التنظيمات الجهادية قليلاً بمغزى الحملة الشرسة التي أعلنتها الولايات المتحدة وأذنابها واشتهرت بخطة راند 2006 ، التي كان من أبرز أهدافها عزل القاعد عن باقي الحركات الجهادية في العالم أي القاعدة بكفة و حماس وفصائل المقاومة العراقية وكل الحركات الإسلامية المقاتلة في العالم بكفة أخرى , فلم هذا الاهتمام الحصري بالقاعدة ؟
الخاتمة :
ما يأمل الجيش الإسلامي من تحصيله كمكافئة على براءته من القاعدة و الدولة هو المفاوضات والاعتراف الدولي والدعم من الأنظمة الطاغوتية المجاورة .
وسيكون موضوع المقال القادم بإذن الله
:
الفرق بين القاعدة والتنظيمات الإقليمية
منقول
ثمرات براءة الجيش الإسلامي من القاعدة ودولة العراق الإسلامية
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى . . أما بعد
فقد استغرب الكثير من المتابعين لأخبار الجهاد من بيان الجيش الإسلامي الذي هاجم فيه جنود دولة العراق الإسلامية وقيادتها ، وأغرب ما في البيان هو الصيغة التهجمية الغريبة على خطاب الجماعات الجهادية بل هي أقرب ما تكون إلى كلام صبيان المنتديات من الذين يحملهم الحماس الزائد إلى استنباط أمور لا وجود لها والتفوه بعبارات غريبة على الخطاب الإسلامي الجهادي .
وأثار الكثير من الإخوة تعليقات حول البيان والتناقضات التي فيه و تحميله لكلام الشيخ أبي عمر ما لا يحتمل من انه اتهمهم بالعمالة لمخابرات أجنبية وأنهم حزب الله السعودي وغير ذلك مما لم يشر إليه أحد قبلهم في خطاب أبي عمر .
ومن جملة الذين أخضعوا البيان للنقد والتمحيص الشيخ عطية الله حفظه الله الذي سبق وأن زكاه الشيخ أبو مصعب رحمه الله وأبدى الشيخ عطية استغرابه في كثير من المواقف على التهم الموجهة لجنود الدولة ، لكن أي من المحللين لم يبحث في ما ترجوه قيادة الجيش الإسلامي من هذا البيان الذي يعلن البراءة من أفعال القاعدة ( الإجرامية ) وعدم الاعتراف بدولتهم المعلنة ، وهذا ما سأحاول البحث فيه بإذن الله تعالى مركزاً على نقاط مهمة يمكن أسقاط الكثير منها على كلام إبراهيم الشمري في لقاءه مع أحمد منصور . .
وباسم الله أبدأ :
أولاً : لقد كان خطاب الشيخ أبي عمر الأخير يتضمن نقطة حاسمة لم ينتبه إليها أغلب المحللين وساعد على ذلك الإيهام الذي سببه بيان الجيش الإسلامي ، هذه النقطة هي قضية التفاوض مع المحتل الأمريكي ومصير أذنابه ، حيث أعلن أبو عمر انه لا تفاوض معهم وعقد لاتفاقية سلام مع أي جماعة لن يغير في الأمر شيئاً بل تحدى الجميع أمريكاناً وجماعات بأن تضمن الأمن ولو لأيام قليلة ، وكان أشد ما أثاره في هذا الصدد شرطه على الأمريكان أنهم يجب أن ينسحبوا من العراق دون قيد او شرط خارجين منه بسلاحهم الخفيف فقط تاركين الثقيلة عنيمة للمجاهدين ولقاء ذلك لن يحصلوا على شيء سوى ضمان عدم استهدافهم أثناء الانسحاب
.
إن أي عاقل يدرك ان هذه الشروط المذلة تعجيزية للأمريكان ومعناها باختصار لا سلام معكم أبداً ، بل وحتى الأمريكان يعلمون أنهم حتى لو انسحبوا من العراق تماماً فلن يضمنوا الامن أبداً على جنودهم وقواعدهم في دول الجوار وكيف يأمنون وهم يتذكرون قسم الشيخ القائد الأعلى للقاعدة :
أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن حتى نراه واقعاً في فلسطين و سائر بلاد الإسلام
.
فكيف يأمنون قل لي بالله عليك . .
أدرك الجيش الإسلامي هذه القاعدة : إن الدولة لا تريد سلاماً مع الأمريكان ، فمعركة القاعدة مع الصليبيين بدأت قبل احتلال العراق بزمن طويل ولن تنتهي بتحرير العراق ، وما العراق في فكر القاعدة سوى محطة من محطات الجهاد وساحة من ساحات تحطيم أقدام العملاق الأمريكي لينهار منكباً على وجهه فيتم الإجهاز عليه كلياً ، وما الدولة التي أعلنوها إلا محطة للانتقال إلى مرحلة أخرى تقضي بتوسيع الجهاد ليشمل قتال الطواغيت في الدول المجاورة للعراق .
إي باختصار ليس غايتهم العراق .
أما الجيش الإسلامي فأحلامه المرحلية لاتتعدى العراق والعراق وحده لاغير لذا لا ضير عندهم من النزعة الإقليمية مرحلياً أو حتى نهائياً .
فالسعي الحثيث لهم هو إخراج المحتل ثم بعدها لكل حادث حديث ، وحديثهم على الغالب سيكون إقامة دولة جديدة في العراق يقودها ممثلون لفصائل المقاومة المختلفة تطبق الشريعة الإسلامية في العراق ، وبما ان مناطق الجنوب والشمال من المستحيل أن تخضع لهم لذا ستكون الدولة المرتقبة هي في ذات الحدود التي تطرحها دولة العراق الإسلامية كنواة للدولة الإسلامية الكبرى أي في المناطق السنية ( العربية ) .
والسؤال هنا : مادام الجيش الإسلامي ومن يحمل فكره من الفصائل الأخرى لن يتمكن من تحصيل أرض أوسع من التي تطرحها دولة العراق الإسلامية فلماذا لا يقتنع الجيش بفكرة الدولة الحالية ؟
الجواب أن المشكلة ليست في الأرض بل المشكلة هي في الدولة نفسها ، فدولة يشتهر عنها أنها بقيادة القاعدة لا يمكن أن ترضى أمريكا بقيامها ولا دول الجوار أيضاً التي من المؤكد أنها ستمارس حصاراً اقتصادياً خانقاً عليها فور انسحاب أمريكا ، لذا فالحل أن تقوم بعد الانسحاب الأمريكي حكومة علمانية موالية للأمريكان صديقة للطواغيت العرب فإن لم يمكن ذلك ففي أسوء الظروف سيقبلون حكومة إسلامية بشرط ان تكون معادية للقاعدة فكرياً وعقدياً والجيش الإسلامي يرشح نفسه لتبوء هذا الدور
.
وقد يستنكر أحدهم فيقول : إن كلامك بخصوص قبول دول الجوار بحركة إسلامية تقيم دولة إسلامية بشرط أن تكون قطرية المنهج ليس لها أهداف أممية او تسعى لتوسيع دولتها أو دعم الحركات الإسلامية فيها .
الجواب : باختصار هو في حكومة حماس فقد دعمتها الكثير من الأنظمة وعلى رأسها النظام السوري مع العلم أن حماس إخوانية الشعار ولا يجهل أحدكم العلاقة بين الإخوان والنظام البعثي في سوريا ، ولكن هم يعلمون ان حماس قطرية التوجه أهدافها محصورة بفلسطين ، ثم لم يغب عن أحدنا أن كل دول جوار سوريا كانت تدعم الإخوان أثناء نزاعهم مع النظام في الثمانينات وحتى صدام الذي كان يعادي إخوان العراق كان يدعم إخوان سوريا وما ذاك إلا لقطرية منهجهم .
إذن المطلوب باختصار إخراج القاعدة من اللعبة عن طريق البراءة منها ومحاولة عزلها وإخراجها من العراق من أجل تأمين الجو الملائم للتفاوض مع الأمريكان حيث لا يمكن تحقيق أي نتيجة من هذه المفاوضات بوجود دولة العراق الإسلامية التي أعلنت أنها لن تلتزم بأي اتفاق وتحدت أن يستطيع أي تنظيم او جماعة ضمان الأمن للأمريكان لأسبوع واحد ، ثم وبعد أن يتم لهم عزل الدولة والقاعدة عموماً عن التأثير في الساحة العراقية ثم تحقيق اعتراف أمريكي بالمقاومة العراقية ممثلاً للعراق في المفاوضات ( المقصود بالمقاومة هنا هي الفصائل التي أعلن عنها الشمري في لقاءه بأحمد منصور عندما سأله عن فصائل المقاومة وهي الجيش الإسلامي وجيش المجاهدين و كتائب ثورة العشرين و جامع و الراشدين وهذه فقط هي التي يرشحها الجيش الإسلامي لمشاركته مشروعه مع العلم أن هناك تنظيمات أخرى على الساحة فهناك سوى الدولة الإسلامية تنظيمات أخرى أشهرها أنصار السنة الشهير جداً بعملياته القوية والنوعية والذي له سيطرة ووجود مكثف خاصة في المناطق الشمالية ) وهذا الاعتراف بهذه الفصائل هو مقدمة للتفاوض معها لبحث شروط الانسحاب الأمريكي وما سيتبقى للأمريكان من مكاسب لقاء انسحابهم ( إذ لا يمكن أن ينسحبوا دون أن يتركوا لهم مسمار جحا في العراق سواء كان عقود نفطية طويلة الأجل أو قواعد عسكرية أو غير ذلك وإلا فلماذا يفاوضون أصلاً فالغاية من المفاوضات هو تحصيل أكثر ما يمكن من الطرف الآخر سواء كانت المكاسب علنية أو سرية من تحت الطاولة ) وهكذا ينسحب الأمريكان بعد أن ينالوا ثمرة تجعل انسحابهم مشرفاً ، وهنا تحين ساعة الكلام عن الدولة وتنظيم الحكومة وعلاقة المقاومة بالشيعة و قيادات الكرد فإما أن يشعلوا حرباً لتحرير العراق من أذناب الأمريكيين أو يرضى كل فريق بما تحت يده من أرض فيتم تقسيم العراق رغماً عن أنف الجميع وتقام الدولة في المناطق السنية ( مناطق الدولة الإسلامية الحالية ) وبعدها تبدأ العلاقة مع دول الجوار العربية وطلب الدعم منها وهي سوريا والأردن وبلاد الحرمين ، الذين يمكن أن يدعموا هذه الدولة القطرية الهزيلة طالما ليس فيها تواجد للقاعدة ، وهكذا تقوم دولتهم المعومة لتعيش في أمان وسلام وعلاقات إخوة وحسن جوار مع دول المحيط
.
انتهى الفلم الهندي وانتهى الحلم
.
ولكن هل يمكن أن يتحقق ؟
الجواب حسب ظني أن أي تنظيم إسلامي في العالم غير مرتبط تنظيمياً وفكرياً بحركة الجهاد العالمي ( الأممي ) سيفشل ولو حقق نجاحات صغيرة مؤقتة وذلك لسبب بسيط أن أعداء الدين يحاربون الإسلام جميعاً فالحرب ضد الإرهاب اشتركت فيها كل الأرض من صليبيين ويهود وأنظمة طاغوتية عربية وأعجمية بجيوشها ومخابراتها لذا لا يمكن لمحاولات قطرية مهما قويت أن تنجح في ظل هذا النظام الدولي الجديد والحل الوحيد هو الجهاد العالمي وتوحيد الحركات الجهادية في العالم فكرياً وإن أمكن تنظيمياً من أجل إشعال الأرض كلها على رؤوس أعداء الدين وكما يقول الله عز وجل [ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ] التوبة36 .
ولا يمكن لحركة إسلامية أن تدخل هذه اللعبة الدولية وتعمل من داخل النظام حتى تقدم تنازلات كثيرة من فوق ومن تحت الطاولة على حساب عقيدتها .
ومن يحلم بدولة تعترف بها كل الدول ويكون لها سفارات ووزراء خارجية يستقبلون ويودعون فهو واهم لأن الحركة الإسلامية كانت ولاتزال تعمل خارج ما يسمى بالشرعية الدولية والنظام العالمي الجديد ولا يمكن لها أن تستمر إلا بهذا الأسلوب فهي تقاتل و تنتزع الاعتراف بها رغماً عن أنوف الكافرين .
ولو فكرت التنظيمات الجهادية قليلاً بمغزى الحملة الشرسة التي أعلنتها الولايات المتحدة وأذنابها واشتهرت بخطة راند 2006 ، التي كان من أبرز أهدافها عزل القاعد عن باقي الحركات الجهادية في العالم أي القاعدة بكفة و حماس وفصائل المقاومة العراقية وكل الحركات الإسلامية المقاتلة في العالم بكفة أخرى , فلم هذا الاهتمام الحصري بالقاعدة ؟
الخاتمة :
ما يأمل الجيش الإسلامي من تحصيله كمكافئة على براءته من القاعدة و الدولة هو المفاوضات والاعتراف الدولي والدعم من الأنظمة الطاغوتية المجاورة .
وسيكون موضوع المقال القادم بإذن الله
:
الفرق بين القاعدة والتنظيمات الإقليمية
منقول
تعليق