إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خيانة علماء السلطان في مسألة كفر دون كفر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خيانة علماء السلطان في مسألة كفر دون كفر

    خيانة علماء السلطان في مسألة كفر دون كفر

    كتبه اخوكم يوسف بن مروان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    خيانة علماء السلطان في مسألة كفر دون كفر
    الذي يطلع على ما يكتبه علماء السلطان في مسألة الحاكمية في تفسير آية {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون} يلاحظ أنهم يعتمدون أساس على ما روي عن ابن عباس في تفسيرها{على فرضية صحتها}كقوله(كفر دون كفر)و قوله (ليس بالكفر الذي تذهبون إليه) و تجدهم يغفلون و لا يذكرون الآثار الثابتة الصحيحة عن بقية الصحابة كتفسير ابن مسعود و عمر و علي رضي الله عنهم ومن هذه الآثار ما روه مسروق قال: سألت ابن مسعود عن السُّحت، أهو الرشا في الحكم، فقال: (لا، من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر، ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو ظالم، من لم يحكم بما أنزل الله فهو فاسق، ولكن السحت يستعينك الرجل على المَظْلمة فتعينه عليها، فيهدي لك الهدية، فتقبلها) (تفسير الطبري) 6/ 240. وروي الطبراني بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال (الرشوة في الحكم كفر، وهى بين الناس سُحت) (وأخرج ابن المنذر عن مسروق قال: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: أرأيت الرشوة في الحكم أمن السحت هي؟ قال: لا، ولكن كفر، إنما السحت أن يكون للرجل عند السلطان جاه ومنزلة، ويكون للآخر إلى السلطان حاجة فلا يقضي حاجته حتى يهدي إليه هدية. وأخرج عبد بن حميد عن علي رضي الله أنه سـئل عن السحـت فقال: الرشـا، فقيل له في الحكم، قال: ذاك الكفر} مع العلم أن هذه الآثار قد نقلها المفسرون في كتبهم,فلا شك أن هذه نقطة تبين مدى خيانة هؤلاء للأمانة العلمية
    و هذه دراسة في تضعيف بعض الآثار المروية عن ابن عباس في تفسير الآية{التي اعتمد عليها فقهاء السلطان}
    ما صحة حديث (كفر دون كفر) لابن عباس؟
    هو موقوف على ابن عباس
    ، ولا يثبت بهذا اللفظ، فقد أخرجه ابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن والمروزي في تعظيم قدر الصلاة وابن عبدا لبر في التمهيد عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بنا أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: كفر دون كفر. وهشام بن حجير ضعفه أحمد وضعفه ابن معين ً وقال ابن عيينة: لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء، ووثقه العجلي وابن سعد
    وقال علي بن المديني: أن يحيى بن سعيد قال عن هشام بن حجير: (خليق أن أدعه)، قال علي بن المديني: (فقلت له؛ أضرب على حديثه؟)، قال: نعم
    وقد رواها أي لفظة (كفر دون كفر) الحاكم [2/313] وصححها ووافقه الذهبي ورواها البيهقي [8/20]، لكن عند الحاكم و البيهقي في سند الحديث هشام بن حجير
    وإنما صحت عن عطاء، من قول عطاء فقط، رواها المروزي في كتابه "تعظيم قدر الصلاة" [2/522]، وعبد الرزاق في تفسيره [1/191]، ورواها ابن جرير الطبري في تفسيره وابن بطة وغيرهم وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن ابن طاوس عن ابن عباس في قوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة، ورواه الحاكم في مستدركه من حديث سفيان بن عيينة، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
    هشام بن حجير ، وإن كان صالحا في دينه، فقد قال فيه أحمد ابن حنبل رحمه الله: هشام ليس بالقوي، وقد ضعفه أيضا على بن المديني، وذكره العقيلي في الضعفاء، وكذا ذكره ابن عدي، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام.
    وهشام بن حجير لم يرو له أهل الصحيح إلا مقرونا مع غيره، ولم يرو له أحد من أهل الصحيح استقلالا، فقد روى له البخاري رحمه الله حديثا واحدا عن طاووس، وهو حديث سليمان عليه السلام في قولهلأطوفن الليلة على...)الحديث، أورده في كتاب كفارة الأيمان من طريقه، وفي النكاح وقد تابعه فيه عبد الله بن طاووس، وروى له مسلم في موضعين متابعا أيضا، وقد قال أبو حاتم الرازي رحمه الله: يُكتَب حديثه، وهذه من صيغ التمريض والتضعيف عند أهل الفن، ولكن حديثه يصلح في الشواهد والمتابعات، ولا يصلح استقلالا.
    وقد وثق هشام هذا ابن حبان والعجلي وابن سعد والذهبي، وابن حبان الا ان ابن حبان معروف عند أهل الفن بالتساهل في التوثيق، والعجلي لعله قد تابع ابن حبان على ذلك، فقد قال المعلمي اليماني رحمه الله عنه: توثيق العجلي وجدته بالاستقراء كتوثيق ابن حبان تماما أو أوسع وقال أيضا عن توثيق ابن سعد: إن أغلب مادته من الواقدي المتروك، وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في مقدمة الفتح في ترجمة عبد الرحمن بن شريح، وبعد أن ذكر تضعيف ابن سعد له قال: ولم يلتفت أحد إلى ابن سعد في هذا، فإن مادته من الواقدي في الغالب، والواقدي ليس بمعتمد
    فالخلاصة أن هشام ضعيف الرواية إذا انفرد، وقد انفرد هنا بالرواية عن ابن طاوس عن ابن عباس، ومما يبين أن هذا الكلام مدرج من كلام ابن طاوس الأثر الذي رواه عبد الرزاق وفيه التصريح بأن هذا الكلام مدرج من كلام ابن طاوس وليس من كلام ابن عباس،
    نعم هذا الاثر ثابت صحيح عن عطاء
    روى الثوري عن ابن جريج عن عطاء أنه قال: كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق، رواه ابن جرير، وروى وكيع عن سعيد المكي عن طاوسومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: ليس بكفر ينقل عن الملة اما روية ابن عباس
    فهذه الرواية تفرد بها هذا هشام بن حجير .
    ومع ذلك فقد عارضه عبد الله بن طاووس، فروى عن أبيه قال: (سئل ابن عباس عن قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}؟)، قال: (هي كفر)، وفي لفظ: (هي به كفر)، وآخر: (كفى به كفر)
    رواه عبد الرزاق في تفسيره وابن جرير و وكيع في "أخبار القضاة" وغيرهم، بسند صحيح
    ، وهذا هو الثابت عن ابن عباس
    وقول ابن عباس (هي كفر) واللفظ الآخر (هي به كفر) يريد أن الآية على إطلاقها [16] والأصل في الكفر إذا عرّف باللام أنه الكفر الأكبر كما قرر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء [1/208] إلا إذا قيد أو جاءت قرينة تصرفه عن ذلك.
    بل قد روى ابن جرير الطبري عن ابن عباس بإسناد صحيح في تفسير هذه الآية (6/251 وما بعدها) فقال: ثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال سئل ابن عباس عن قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر. قال ابن طاووس وليس كمن كفر بالله وملائكته ورسله ا نظر إلى الإسناد المسلسل بالثقات فانه من أصح أسانيد الدنيا فصح ان ابن عباس قال : هي به كفر و الزيادة من كلام ابن طاوس
    أما روية سفيان كما في الطبري عن معمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون}، قال: هي به كفر، وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله
    والظاهر من هذا الطريق أن الكلام كله من قول ابن عباس رضي الله عنه، وقد اغتر بها الكثير لصحة الإسناد، وخفي عليهم الإدراج الذي بينته رواية عبد الرزاق التي سبقت فقد ثبت التصريح بأن قول (وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله)، مدرجة من قول ابن طاوس، لا من كلام ابن عباس، كما تقدم
    قال الحافظ الذهبي: (المدرج؛ هو ألفاظ تقع من بعض الرواة متصلة بالمتن، لا يبين للسامع، إلا أنها من صلب الحديث، ويدل دليل على أنها من لفظ راوي، يأتي الحديث من بعض الطرق بعبارة تفصل هذا من هذا)).
    وما قرره الذهبي في هذه القاعدة واضح في أثرنا هذا، وهو خير مثال لها، فطريق سفيان عن معمر؛ توهم السامع أن الكلام كله لعبد الله بن عباس، ولكن دل دليل آخر - وهو طريق عبد الرزاق عن معمر - أن هناك ألفاظ مدرجة، وهي قوله قال ابن طاوس: (وليس كمن كفر بالله وملائكته و...)، فجاءت هذه العبارة تفصل هذا من هذا.
    أضف إلى ذلك؛ أن عبد الرزاق أثبت وأتقن الناس في معمر، بل القول قوله عند الاختلاف.
    قال يعقوب بن شيبة: عبد الرزاق أثبت في معمر جيد الإتقان))
    وقال ابن عسكر: (سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا اختلف أصحاب معمر، فالحديث لعبد الرزاق))
    اعلم أخي - وفقني الله وإياك - أنه لم يثبت عن عبد الله بن عباس في تفسير هذه الآية إلا ما رواه الإمام عبد الرزاق قال: (أخبرنا معمر عن بن طاوس عن أبيه، قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}؟ قال: هي به كفر)).
    وأن كل الألفاظ التي تنسب إليه - ما عدا ذلك - لم تثبت بأسانيد صحيحة، أو أن تكون مدرجة من أقوال الرواة، كما بيناها في روية سفيان
    وبهذا نكون قد أتممنا - بحمد الله وعونه - بيان ضعف هذه المقولة التي نسبت له، ورفعنا الالتباس الذي وقع لبعض الناس، وإما ما جاء في رسالة علي بن حسن المسماة بـ "القول المأمون"
    الذي اجتهد في تصحيح هذا الأثر فهي عبارة عن تراجم لرواة الأسانيد ومقدمة والفهرسة؛ وكان خاويا من علم العلل، فلا تكاد تجد فيه شيئا من ذلك، فمعرفة مراتب الرجال سهل، مدون، مفهرس، يستطيع الناشئ أن يستخرج ذلك
    ولكن النظر في العلل واستخراجها ومعرفتها؛ هو صفة جهابذة هذا الفن، وهذا واضح لمن نظر في الجزء بتجرد، ولا يخفى إلا على العميان الذين قلدوا دينهم الرجال، سواء جاءوا بالحق أو بالباطل، فقط ينظرون إلى اسم الكتاب واسم مؤلفه والترجيح الذي رجحه، ثم لا يلتفتون إلى باقي الكتاب، فهذا هو حال كثير من المنتسبين إلى الكنيسة السلفية
    و السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أغفل الكثير من علماء السلطان الآثار الصحيحة الثابت عن الصحابة الاخرين رضي الله عنهم و المفسرة للآية و لم يعتمدوا عليها في طرحهم للموضوع؟؟!!!
    فإنه لوصح هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما جدلا لم يكن حجة في ذاته وإنما الحجة في كلام الله ورسوله صلى الله عليه و سلم لاغير لاسيما و قد وجد من يخالف ابن عباس رضي الله عنهما و في مقدتهم عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فعنمسروق قال: ( كنت جالساً عند عبدالله - يعني ابن مسعود - فقال له رجل : ما السحت ؟ قال : الرشا. فقال : في الحكم ؟ قال: ذاك الكفر ثم قرأ :{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ) [(مسند أبو يعلى 5266) , وأخرجه
    البيهقي (10/139) ووكيع في أخبار القضاة(1/52
    وعن علقمة ومسروق : ( أنهما سألا ابن مسعود عن الرشوة فقال : من السحت. قال فقالا: أفي الحكم ؟ قال : ذاك الكفر. ثم تلا هذه الآية :{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ). [( تفسير ابن جرير 12061) , وهذا الأثر صحيح الإسناد إلى ابن مسعود رجاله ثقات , رجال الكتب الستة
    فهذه الآثار عن ابن مسعود فيها التفرقة بين الرشوة التي تكون بين الناس عامة , والرشوة التي تكون للحكام أو القضاة خاصة ؛ فالأولى سحت والثانية كفر ، ولاشك أنه يقصد بالكفر هنا الكفر الأكبر وذلك لأمور
    1: من السنة النبوية الحاكمة عند اختلاف الصحابة رضي الله عنهم كما قال الله تبارك و تعالى(فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تاويلا)
    سورة النساء
    فقد روى ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أريت النار فإذا أكثر أهلها النساءقالوالم يارسول الله قال يكفرن قيل يكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط).
    رواه البخاري
    فتلاحظ اخي القارىء ان الصحابة رضي الله عنهم لم يفهموا من كلمة (يكفرن) الا الكفر الاكبر و هذا هو الاصل و لايجوز صرفها الى الكفر الاصغر الا بقرينية كما في الحديث إذ ان القرينة هي بيان النبي صلى الله عليه و سلم

    2: اللغة عربية يقول الله تباك و تعالى (انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون) أي ان القران لا يعقل الا باللغة العربية فقول الله(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون)
    فذكرهم بالوصف الكافرون ابلغ من ذكرهم بالفعل كقول النبي صلى الله عليه وسلم في تارك الصلاة(فقد كفر)
    ولتوضيح اكثر فالعرب تقول : رجل ابيض ( أي يذكرونه بصفة) ابلغ من قولهم رجل به بياض، فالابيض صفة ملازمة و ايضالفظة الكافرون ابلغ و اقوى في وصفهم بالكفر الملازم لهم وهم في حالة الحكم بغير ما انزل الله
    3: الأصل في الكفر إذا عرّف باللام أنه الكفرالأكبر كما قرر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء [1/208] إلا إذا قيد أو جاءتقرينة تصرفه عن ذلك
    (هم الكافرون) فالكفر في الاية معرف بلام وهو يدل على الكفر الاكبر و اليك الادلة
    فخذ مثلا من الكفر(المعرف باللام)
    - ما رواه البخاري في صحيحه (16) عن أنس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : [ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليهمما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أنيقذف في النار].
    - وما رواه البخاري أيضا (1589) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم حين أراد قدوم مكة: [منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بنيكنانة حيث تقاسموا على الكفر].
    - وما رواه مسلم في صحيحه (86) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: [الإيمان يمان والكفر قبل المشرق..] الحديث.
    القسم الثاني ما جاء منكراً في الإثبات
    ما رواه البخاري في صحيحه (6766) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلىالله عليه وسلم قال: [لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر].
    - وما رواه البخاري في صحيحه (48) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيصلى الله عليه وسلم قال: [سباب المسلم فسوق وقتاله كفر].
    - وما رواه مسلم في صحيحه (121) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: [اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحةعلى الميت].
    فهذه بعض الأمثلة على القسمين تبين ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فماجاء معرفا باللام فالمقصود به الكفر الأكبر، وما جاء منكراً في الإثبات فالمقصود بهالكفر الأصغر.
    وأما ما استدل به البعض لنقض هذه القاعدة بقول امرأة ثابت بن قيس "ولكني أكرهالكفر في الإسلام" وقول ابن عباس -رضي الله عنهما- عن الرجل يأتي المرأة في دبرها؟فقال: "ذلك الكفر"، فالجواب: أنه ليس من الإشكال أو النقض على القاعدة التي ذكرهاشيخ الإسلام أن يخرج بعض النصوص بقرينة أو بدليل آخر إذا كانت النصوص عامة منسجمةمع هذه القاعدة، فمعنى كلامه -رحمه الله- أن الأصل في لفظ "الكفر" في الكتاب والسنةأنه إن عرف باللام فالمراد به الكفر الأكبر، وإن كان منكرا في الإثبات فالمراد بهالكفر الأصغر.
    وأما قول امرأة ثابت "ولكني أكره الكفر في الإسلام" ففيه قرينة تدل على أنالمراد بالكفر هنا الأصغر لا الأكبر، وذلك من قولها "في الإسلام" حيث قيدت هذاالكفر بكونه في الإسلام فدل على أن الكفر الغير مخرج من الإسلام، لأن الكفر الأكبرلا يكون في الإسلام ولا يجتمع معه أبدا بل أحدهما ينافي الآخر. وعليه فلا يكون فيالحديث دليل المعارضين
    وأما استدلالهم بقول ابن عباس -رضي الله عنهما- فلا يستقيم، لأن المقصود بكلامالمعترضين على القاعدة ما جاء في الأدلة من الكتاب والسنة، فلا يدخل فيه كلام الصحابة ولا غيرهم،وإنما بينت أن قول امرأة ثابت لا يشكل على ما ذكره شيخ الإسلام لئلا يقال إن النبيصلى الله عليه وسلم أقرها على هذا الإطلاق، والله أعلم
    4: ان الآية لم تعلق الحكم بالجحود وإنما هو معلق بترك الحكم بما أنزل الله فتعليق الحكم بمناطه المذكور أولى من العدول عنه بلا دليل شرعي
    وقد نقل الإجماع الإمام إسحق بن راهويه، كما نقله عنه ابن عبدالبر فيالتمهيد (4/226) حيث قال: "وقد أجمع العلماء أن من سب الله عز وجل أو سب رسوله صلىالله عليه وسلم، أو دفع شيئاً أنزله الله، أو قتل نبياً من أنبياء الله، وهو مع ذلكمقر بما أنزل الله أنه كافر".
    انظر اخي كيف قال و وهو مع ذلكمقر بما أنزل الله أنه كافر ولم يشترط الجحود
    وفي الاخير اسأل علي الحلبي ما هو الداعي لان تبذل كل جهدك في ترقيع اثر لا يثبت و ان ثبت ما الذي جعل راي ابن عباس افضل من راي ابن مسعود رضي الله عنهم !!
    كتبه اخوكم يوسف بن مروان
    جزيرتنا الجديدة

  • #2

    الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية


    قسم الإعلام التوعوي


    :: يقدم ::


    سلسلة


    "الهداية في أحاديث البداية"


    للشيخ أبي الحارث الأنصاري - حفظه الله


    يسر إخوانكم فى الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية أن يقدموا لكم سلسلة " الهداية فى أحاديث البداية " وإخوانكم فى الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية يهيبون بالأخوة المسلمين وأنصار الجهاد عامة وإخواننا فى أرض الرباط خاصة أن يحرصون على متابعة هذه السلسلة لما فيها من علم وفير وفوائد ونصائح لمن أراد أن يضع قدمه على طريق البداية , نسأل الله تعالى أن يجزى كاتبها خير الجزاء , وأن ينفع قارئها إنه ولى ذلك والقادر عليه ....



    الحلقة الرابعة


    "صفات الإستدلال على صدق الرجل عند خديجة رضي الله عنها "



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله والرحمة والرضوان على الصحب والآل، ثم أما بعد:

    خديجة الصديقة - رضي الله عنها - صاحبة العين الثاقبة التي أستشرفت رجال مكة فوقع الأختيار على هذا الرجل (النبي فيما بعد) قبل زواجه بها، كيف اهتدت لنقاء معدنه وصفاء سريرته؟ كيف اكتشفت مكنون الرجل وما في نفسه ؟ كيف تنبأت بعزه ومجده الآتي ؟ كيف أيقنت صدق الرجل قبل أهل الأرض جميعا ؟ بأي عين نظرت له حين عميت قريش بمن فيها ؟ ما الصفات التي تفرد بها ليقع عليه الإختيار؟ أغريب أن تجتمع صفات مماثلة في أحد الرجال؟ بل الأغرب، هل يعنى إجتماعهما وقوعها على كنز سيغير من مجري التاريخ، فالشأن خطير والمنال ليس باليسير؟ كيف آمنت بصدق قوله ودعوته ومنهجه؟ ما هي المواصفات التي استدلت من خلالها على ما أرادته من اختيارها للزواج منه، رغم كل معوقات الجاهلية ؟ وما الذي دعاها لأن تسانده بمالها ونفسها في سبيل تبليغ أمر ربه ؟

    ‏ يذكر "ابن إسحاق" طرفاً من حياة خديجة المالي والتجاري، وكيف تحريها أفضل الرجال للعمل معها في التجارة فقال: (كانت " خديجة بنت خويلد " امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال على مالها مضاربة، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج لها في مال تاجراً إلى الشام، وتُعطيه أفضل ما تُعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له "ميسرة ")، بالتأكيد هذا الغلام ضروري لمتابعة مالها، وما سيفعله هذا الرجل الغريب، ولينقل لها ما يراه من سمته وأخلاقه، وتكون المحصلة هل ستستمر العلاقة التجارية أم ستتوقف ؟

    وخديجة ليست من النساء اللواتي يُخدعن بلحن القول أو تزييف الخطاب، فها هي " نفيسة " - وهى التي تولت عرض خديجة على الرسول صلى الله عليه وسلم ليتزوجها تلميحاً - تصفها قائلة: كانت خديجة بنت خُوَيْلِد امرأة حازمة، جَلْدَة، شريفة، مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير، وهي يومئذ أوسط قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً، وكل قومها كان حريصاً على نكاحها لو قَدِر على ذلك، قد طلبوها وبذلوا لها الأموال " [ابن إسحاق].

    هذا الوصف يُغطي جانباُ من حياة خديجة في مكة، فالكل يعرفها ويعرف مكانتها و يرغب بها، لقد ملكت كل ما يرجوه رجل من امرأة، بل وحازت قصب السبق في الشرف والنسب، وهما أعز ما تملكه امرأة في تلك الجاهلية، وهذا يعنى دقتها في العزوف عن الرجال وتخيرها ذلك الفتى ابن الخمسة وعشرين ربيعاً – أو الواحد وعشرين على قول آخر -، وهو الذي يعمل تحت إمرتها وبطوعها، صحيح أنه ذو نسب وشرف ولكنه فقير والمال في تلك الجاهلية ليس من ذوي القدر الحقير، وقد جاء هذا واضحاً على لسانه، حين جاءته " نفيسة " تعرض عليه الزواج، فقالت: محمّد! ما يمنعك أن تتزوَّج؟ قال: "مَا بِيَدي ما أَتزوَّجُ بِهِ".
    قلت: فإن كُفِيتَ ذلك ودُعيتَ إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تُجيب؟
    قال: "فَمَن هي ؟" قلت: خديجة.
    قال: "وَكَيفَ لي بِذَلك ؟".
    قلت: عليَّ.
    قال: "فأنا أَفْعلُ" .

    أي إن وافقت هي فأنا موافق، وواضح استغراب الرسول صلى الله عليه وسلم من امرأة جاءت لتزوجه امرأة يرغب فيها أكثر رجال مكة، امرأة عندها كل مقومات السؤدد والرفعة وما يمكنها من قبول فلان أو رفضه.

    والمقصود إيضاح علم خديجة بعلوم النفس البشرية وتخيرها الدقيق لمن تتعامل معهم في التجارة أو المصاهرة أو السفر، وبالثلاثة تُعرف أخلاق الرجال– وفيها أثر عن عمر-.

    ولنضرب مثل ساقه ابن إسحاق بسنده المرسل كنموذجٍ استدلت به خديجة على صدق "جبريل "- عليه السلام -: ففيما بلغه عَنْ خَدِيْجَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا ابْنَ عَمِّ، أَتَسْتَطِيْعُ أَنْ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِكَ إِذَا جَاءكَ؟ فَلَمَّا جَاءهُ، قَالَ: "يَا خَدِيْجَةُ، هَذَا جِبْرِيْلُ".
    فَقَالَتْ: اقْعُدْ عَلَى فَخِذِي. فَفَعَلَ، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟
    قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَتْ: فَتَحَوَّلْ إِلَى الفَخِذِ اليُسْرَى.
    فَفَعَلَ، قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟
    قَالَ: " نَعَمْ ". فَأَلْقَتْ خِمَارَهَا، وَحَسَرَتْ عَنْ صَدْرِهَا، فَقَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟
    قَالَ: " لاَ ". قَالَتْ: أَبْشِرْ، فَإِنَّهُ -وَاللهِ- مَلَكٌ، وَلَيْسَ بِشَيْطَانٍ.

    ونكرر السؤال: ما هي الصفات التي استدلت بها خديجة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
    أخرج البخاري ومسلم بألفاظ متقاربة عن عائشة في مبدأ الوحي، عندما جاءه جبريل أخذ يرجف فؤاده صلى الله عليه وسلم وأسرع إلى خديجة رضي الله عنها قائلا: "زملوني زملوني " فغطته خديجة، وحدبت عليه، إلى أن هدأ روعه، عندئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقد خشيت على نفسي يا خديجة"، فقالت خديجة رضي الله عنها: (كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وعند ابن سعد: وتؤدي الأمانة وأن خلقك لكريم).
    إذن نحن أمام صفات ثمانية استدلت بها خديجة رضي الله عنها في تثبتها من صدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختيار ربه له:
    - تصل الرحم.
    - تصدق الحديث.
    - تحمل الكل.
    - تكسب المعدوم.
    - تقري الضيف.
    - تعين على نوائب الحق.
    - تؤدي الأمانة.
    - خلقك كريم.

    - صلة الرحم: بها تظهر شهامة الرجل وصدق انتمائه لأهله وذويه، وبها يُعرف سمو نفسه ورفعتها، وإبائه لكل ما يلوث تلك العلاقة، وبالتالي صحة الولاء للدعوة والأمة.

    - صدق الحديث: معيار الشجاعة والقدرة على تحمل تبعات قول الحق، والجهر به والدفاع عنه، وهو يعنى الفارق بين جبن يورث نفاقاً وتزييفاً للباطل، وشجاعة في قول الحق بلا خوف أو وجل.

    - وأما " الكَلُّ " فهو الثِّقل، قال تعالى: "وهو كَلٌّ على مولاه " والمقصود من حمل الكَلِّ هو ذلك الشعورُ الذي ينتاب النفس الأبية، مع رؤية ضعيف أو محتاج أو مظلوم، أي هو مشاركة حامل الهم في همه ومعاناته، وتحملُ مشقة الدفاع عنه ومؤازرته، والتخفيف عنه بل والإنفاق عليه بلا رابط معه أو بوجوده – سيان - في نسب أو مصاهرة.

    - كَسْب المعدوم: هو التخلي عما للنفس من شئ للذي ليس عنده هذا الشئ، أو هو إعطاء للآخر الشئ الذي كان يملكه ثم فقده، ففاقد المال قد عدمه، وفاقد القوة قد عدمها، والمُعطي قد سد باب السؤال بلا سؤال ولا طلب، وهذا من نفيس الأخلاق: أن يتخلى المرء عما يملكه من كسب جاهد في سبيل تحصيله الليالي والأيام من أجل سد حاجة المعدوم.

    - قِـرَى الضيف: منارة الكرام وبه يتفاخر الرجال، انه حرمان للنفس مما تشتهيه كرامة لهذا الضيف الذي لا يُعرف، وليس بالضرورة أن يُعرف، انه التسامي عن المسميات أو الأصول، فلا يكرم ذوو الحسب والنسب فقط، بل يشمل كل طارق للباب، وكل محتاج للضيافة غني كان أم فقير، والكريم كما قيل كعين الماء لا تمنع شارباً ولا تردطالبا.

    - أما نوائب الحق فالمرء فيها واقع لا محالة، وأي إنسان سلمَ من فتنة شر أو خير: "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً " والمرء إذا ما تعرض لنوائب الحق فهو بين خيارات: إما صبر أو شكر أو سخط، وهو - أي المرء - لابد له من الآخر ليعينه على التقلب بين الصبر والشكر مع تحييد الثالث، ولا خير من مُعين يواسي بقول أو فعل، فالعون في هذا الموضع مطلوب، والحاجة ملحة، وكله من إعانة الآخرين وتحمل الأمر معهم ومؤازرتهم فيما يبتليهم به الله.

    - أداء الأمانة: مسبار تخلص النفس من علائق الهوى بالاستحواذ، بل هو طلاق للموجود إرضاءً للصاحب، انه خروج من طبع التملك الذاتي والخلاص الفردي من أجل إيصال الحق للآخر، الذي هو أولى الناس بالحفاظ عليه، ولكن لابد من آخر يحتملها بلا عوض ليؤديها بلا أجر، فنعم الحامل ونعم المؤد إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    - خلقك كريم: هذا جماع الأمر ومنتهي القول، فقد قالت رضي الله عنها ما قاله ربنا أعرف الخلق بعبده: "وانك لعلى خلق كريم" ولا أظن ثناءً يفوق هذا الثناء، ولا أعتقد قولاً يصف ما قال ربنا بخير مما قال، انه أوضح بيان بأوجز خطاب.

    وزبدة الحديث أن: "الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة ‏‏فما تعارف منها ائتلف وما ‏تناكر منها اختلف"[مسلم عن أبي هريرة ].

    إن مهام البناء والإصلاح لا يقوم بها ويحمل ثقلها إلا أعاظم الرجال، وليس أي رجال، والعلياء لا يحوزها إلا من عانق برأسه شمم الجبال ولا محال، وشتان بين من غايةُ هَمِّهِ بطن يملئه وفرج يشحذه وبين من يؤثر الجوار قبل الدار على بلوى تصيبه.

    ما عاب عاقل على عاقل اختيار رفيقه أو دابته في السفر، أو درعه وسيفه في الحرب، ولكن أكبر العيب في مرافقة من تضر صحبته وتخون دابته، وينثني سيفه ويخرق درعه، وما الذي يمنع من تحري الدقة، في اختيار ذوى الهمم العالية والنفوس الأبية، من يحتمل الشدائد بل من تحتمله الشدائد، والناس معادن فليتخير المرء من المعادن أغلاها، فليس كل ما يبرق ذهب وليس كل ذي مخلب سبع.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


    توضيح : فى نهاية السلسلة سيتم نشرها على هيئة كتاب إلكترونى إن شاء الله تعالى .

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    إخوانكم في

    قسم الإعلام التوعوي

    الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية


    رَصدٌ لأخبَار المُجَاهدِين وَ تَحرِيضٌ للمُؤمِنين

    تعليق


    • #3
      في نقاط حديث عن مهام المباحث والاستخبارات في الإسلام ورأي السلف واستثناءاتهم

      للشيخ الدكتور سعد الفقيه

      الحديث عن المباحث حديث ذو شجون لما له من تداعيات دينية وسياسية واجتماعية عديدة وخطيرة ،وفي البداية يفترض أن المباحث السياسية لا وجود لها ويكفي بدلاً عنها المخابرات التي تحمي أمن الدولة وليس أمن العائلة الحاكمة أو أمن الحاكم بذاته ،أما المباحث الجنائية والإدارية فلا بأس من وجودها وتلتحق بالأمن الذي تكلمنا عن أنواعه سابقا ً، ولكن الواقع أن المباحث السياسية تشكل الحجم الأكبر من جهاز المباحث في بلادنا وتتسلط على الناس.

      عند تناول المسألة تناولاً تفصيلياً لابد من معرفة أركان و طبيعة عمل المباحث بداية ًحتى نخرج بمفهوم أو تصور شرعي صحيح لهذه المهمة .

      أركان عمل المباحث والمخابرات
      • ممارسة التجسس والغيبة والنميمة فهم يطلعون على خصوصيات الناس وهذا تجسس ثم ينقلونها للحاكم وهذه نميمة وغيبة
      • بث الكذب والنفاق والبهتان والإشاعات من خلال الإعلام والانترنت من أجل تحسين صورة الحاكم
      • العيش على المال الحرام فهم يستلمون راتباً لكي يكذبوا وينافقوا ويتجسسوا
      • إعانة الظالم بالفكر واللسان واليد
      • الترصد لأهل الخير ومحاربتهم وليتهم يترصدون للجواسيس والمخاطر التي تحيق بالبلد
      • إيذاء وتعذيب المصلحين والمجاهدين
      وهذه كلها كبائر وجرائم في حكم الشرع ولا يقفون عند ذلك بل يتعيشون عليه فلحمهم سحت نبت من هذا الحرام وهذا تكييف شرعي للجرائم التي يمارسها هؤلاء:
      التجسس والنميمة
      قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ولا تَجَسَّسُوا ) الحجرات 12
      وقال سبحانه وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) الأحزاب 58

      وفي الحديث: "...وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنِهِ ‏‏الآنك ‏يَوْمَ الْقِيَامَةِ.." رواه أحمد والبخاري بلفظ مقارب.
      وفي الحديث كذلك " إِنَّك إِنْ اِتَّبَعْت عَوْرَات النَّاس أَفْسَدْتهمْ أَوْ كِدْت أَنْ تُفْسِدهُمْ " رواه أبو داود بإسناد صحيح
      وفي الحديث كذلك "لا يدخل الجنة نمام" البخاري ومسلم

      قول عمر في كيفية تعامل السلطة مع الناس
      " إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع, وإنما نأخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم, فمن أظهر خيرا أمنّاه وقرّبناه, وليس لنا من سريرته شيء, الله يحاسبه في سريرته, ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال: إن سريرته حسنة"

      الاستثناء الوحيد في التجسس
      قال ابن حجر في فتح الباري: (ويُستثنى من النهي عن التجسس ما لو تعين طريقاً إلى إنقاذ نفس من الهلاك, مثلما كأن يخبر ثقة بأن فلاناً خلا بشخص ليقتله ظلماً أو بامرأة ليزني بها فيُشرع في هذه الصورة التجسس والبحث عن ذلك حذراً من فوات استدراكه.
      وقد نقل النووي عن "الاحكام السلطانية" للماوردي واستجاده : ليس للمحتسب أن يبحث عما لم يظهر من المحرمات ولو غلب على الظن استسرار اهلها بها إلا هذه الصورة).

      هذه إذن طبيعة عمل المباحث تجسس وغيبة ونميمة وإيذاء للمسلمين وتعيش بهذا المال الحرام ودعم للظالم ومساهمة بقاء ظلمه وكفره ،وهذا يدلنا على مستوى ضخامة الجريمة التي يمارسها الآلاف من هذه الكوادر.
      تركيبة الجهاز و طريقة عمله:
      كوادر المباحث
      أولاً: المتفرغون ويبلغ عددهم 10000
      • راصدون ومحللون
      • ضباط تحقيق ومتابعة
      • دراسات وبحوث
      • الإعلام والانترنت
      • الخدمات المساندة
      • تخصصات أخرى

      ثانياً: المخبرون
      • طلاب
      • موظفون
      • عاطلون

      ثالثاً: المتعاونون
      • مهنيون مثل أساتذة جامعات وأكاديميون
      • أعيان ورجال قبائل
      • عدد المخبرين والمتعاونين 100000
      فعددهم يبلغ تقريباً مائتا ألف وبذلك يفوق عدد رجال الأمن والحرس والجيش مجتمعين

      مهمات أجهزة المباحث والاستخبارات
      النوع الأول من المهمات الرصد والاكتشاف
      رصد واكتشاف وتقويم ما يمكن أن يضر بآل سعود وتقديم التوصيات بشأن إزالة ضرره
      فيُرصد كل من:
      • يخطط للإطاحة بحكم آل سعود
      • قد يسبب إضعاف هيبة آل سعود
      • ينتقد الحكم الامتلاكي والاستبدادي
      • ينتقد امتيازات آل سعود المادية والسياسية
      • يشكك في التزامات آل سعود الدينية والوطنية
      • ينتقد أفراد آل سعود بصفة شخصية
      • من يسرب المعلومات الحساسة والوثائق
      • من يتحدث مع الإعلام الغربي
      • من يتصل بالمعارضة
      • أي نشاط لتجمع أو تنظيم
      • أي توجه لنشاط فكري او ثقافي
      • الشخصيات المهيأة لقدرة قيادية
      • الشخصيات الموهوبة علمياً وفكرياً وتقنياً
      • الشخصيات المناسبة لدعم آل سعود بكافة السبل
      • الشخصيات المهيأة للتمرد والمعارضة كذوي الثارات ضد آل سعود أو أصحاب التوجه الثوري

      وهناك مهمة أخرى للمباحث وهي التقويم العام ليس على مستوى أفراد وجماعات بل على مستوى عام جداً:

      رصد وتقويم
      • تكتب تقارير دورية عن مستوى الرضا الشعبي عن الوضع القائم
      • مستوى التأييد أو الرفض لخصوم آل سعود
      • الموقف من القرارات السياسية والاقتصادية
      • الموقف من الأحداث المحلية والعالمية المتصلة بالمملكة
      • اهتمامات الناس العامة والنقاط الرئيسية في أحاديث المجالس

      ميادين الرصد
      • السماع المباشر من خلال المخبرين
      • التنصت على الاتصالات
      • أجهزة التنصت في المكاتب والمؤسسات وغيرها
      • الكتابات في الصحافة
      • المشاركات الشفوية في الإذاعة والتلفاز والفضائيات
      • الكتابات والنشاطات الأخرى في الانترنت


      المستهدفون بالرصد
      • عموم الشعب بشكل عشوائي
      • الطلاب وخاصة طلاب الجامعات والدراسات العليا
      • العسكريون ورجال الأمن
      • الموظفون في قطاعات حساسة مثل النفط والمالية
      • العلماء والدعاة والمحسوبون عليهم
      • المثقفون والكتاب والناشطون فكرياً
      • التيارات الحركية والجماعات والتنظيمات
      • رؤساء القبائل والقيادات الاجتماعية المتميزة
      • رجال الأعمال والمهنيون الناجحون


      وسائل الرصد
      • بث المخبرين في الميادين التي تحتاج رصداً بشرياً
      • تفريغ موظفين لرصد الإعلام والانترنت
      • اختراق الشخصيات المستهدفة بشرياً أو الكترونياً
      • اختراق التيارات الحركية والجماعات والتنظيمات
      • فرض موظفين من المباحث على الجهات الحساسة
      • تفريغ موظفين لتنظيم مسألة الرصد وإدارتها
      التحقيق والتحليل
      • التوصية بالإعتقال
      • مباشرة الإعتقال
      • التحقيق بكافة أشكاله
      • التنسيق بين معلومات التحقيق والرصد
      • تحليل المعلومات
      • التوصية بما يجب اتخاذه
      • تنفيذ العقوبات الأميرية

      النوع الثاني من المهمات
      توجيه الرأي العام من خلال الإعلام والمنصات الدينية والثقافية والإشاعات لتحقيق مرادات آل سعود
      وسائل التأثير في الرأي العام
      • البث الشفوي للإشاعات في الدوائر المختلفة
      • المشاركة في الإعلام تحت مظلة إعلاميين وصحفيين
      • المشاركة في النشاطات الثقافية تحت مظلة مثقفين
      • المشاركة في الكتابة والحديث في الانترنت
      • المشاركة في الإذاعات والتلفاز والفضائيات


      محتوى التأثير
      • أن يعطى انطباع بأن آل سعود محبوبون
      • أن الوضع في بلدنا هو أفضل في يمكن
      • نموذج الإسلام السعودي هو النموذج الإسلامي المثالي
      • أن آل سعود هم قدر الجزيرة ولا يوجد بديل
      • إذا كان هناك تقصير فهو من غير آل سعود
      • التخويف من الوصول لحمى آل سعود
      • التهوين من صورة من يخالف آل سعود
      • تقبيح صورة من يخالف آل سعود
      • تبرير تصرفات آل سعود التي تخالف الدين
      • تثبيت مباديء آل سعود في العلماء والمؤسسات الدينية


      مهمات إضافية
      • المشاركة في قمع المظاهرات لتوجيه قوات القمع
      • المشاركة في قمع المظاهرات لرصد المتظاهرين
      • المشاركة في المواجهات المسلحة لمراقبة رجال الأمن
      • المشاركة في التفتيش في بعض الحالات
      • السيطرة على نقاط محددة في الجوازات والمنافذ
      • السيطرة على أقسام المعلومات والحاسب الآلي


      طريقة تدريب المباحث
      يُدرب المباحث على أن:
      • كل شي مباح من أجل الحصول على المعلومة
      • كل شي مباح من أجل حماية آل سعود
      ويتمثل ذلك في التجسس، التعذيب، الابتزاز، الإغراء، الرشوة، الكذب، النفاق، سب الدين، الاعتداء على الشرف في جمع المعلومة أو المكاتبات أو التحقيق
      • التقديس والعصمة لآل سعود جميعاً
      • تجنب أي نوع من أنواع التسريب


      مهمات المخابرات
      • حماية مصالح العائلة الحاكمة وتجميل صورتهم
      • التصرف نيابة عن المخابرات الأمريكية في الميادين الإسلامية
      • احتواء وتوظيف النشاطات الإسلامية في العالم لصالح آل سعود وأمريكا
      • المساهمة في منع قيام أي نموذج صادق لدولة اسلامية
      • لا يوجد أي اعتبار للأبعاد الدينية والقومية والوطنية


      المستهدفون من قبل المخابرات
      • أبناء البلد في الخارج وخاصة الطلاب
      • السفارات ونشاطها
      • الحركات والجمعيات الإسلامية وخاصة في أمريكا وأوروبا
      • الأجهزة السياسية والدينية في الدول الإسلامية
      • أجهزة ووسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم
      • المؤتمرات والندوات والنشاطات الأكاديمية
      من إنجازات المخابرات السعودية
      • دعم المشروع الأمريكي في أفغانستان
      • دعم المشروع الأمريكي في العراق
      • دعم المشروع الأمريكي في لبنان والسودان
      • محاولات فاشلة لمنع الوحدة اليمنية
      • دعم المشروع الفرنسي في الجزائر وأسقطت جبهة الإنقاذ بدعم تجاوز ثلاثة آلاف مليون دولار
      • القدرة على توجيه بعض الجماعات الإسلامية
      وبالمناسبة فإن الفساد المالي والإداري في المخابرات ينتشر بشكل أكبر بكثير من المباحث ،ومثال ذلك أن الفساد المالي والإداري كان من أهم أسباب إقالة تركي الفيصل حيث أنه أعطي خمسة مليارات ريال ميزانية بعد أحداث كينيا وتنزانيا لتتبع بن لادن والقضاء عليه وبعد مرور عدة أعوام وقبل أحداث سبتمبر تبين أنه لم ينفق على مشروع تتبع بن لادن إلا بضعة ملايين وأن معظم الأموال قد حولت إلى حساباته ،وآل سعود لم يغضبوا منه لأخذه تلك الأموال ،وإنما كان غضبهم بسبب إحراجه لهم أمام الأمريكان وكان تصرفهم قبل أحداث سبتمبر جيداً بالنسبة لهم لأنهم لو لم يتصرفوا قبل أحداث سبتمبر لكان الإحراج أشد ولاعتبر تقصير تركي الفيصل في هذه القضية المهمة نوعاً من أنواع تواطؤ العائلة السعودية مع بن لادن.
      إذن هذه صورة المباحث والاستخبارات ونكون بذلك قد رسمنا صورةً شبه كاملة للأجهزة الأمنية ونرجو أن نكون قد غطينا معظم جوانب الموضوع.

      محاضرة للشيخ الدكتور سعدالفقيه حفظه الله ورعاه.
      لتنزيل المحاضرة اضغط الزر الايمن ثم (حفظ الهدف باسم)

      http://66.172.9.203/realvideo/16-06-06.rm

      التعديل الأخير تم بواسطة ايوب الفلسطيني; الساعة 19-05-2008, 11:07 AM.

      تعليق


      • #4
        بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
        #################
        اذا تكرر نفس التوقيع سيتم طردك من المنتدى المرة القادمة
        الادارة

        تعليق


        • #5
          الله يجزيك كل خير اخوي الكريم علي الجهد الطيب والمبارك وموضع بصراحة مميز جدا


          الله يتقبل منك ويجعل هذا العمل في ميزان حسناتك يوم القيامة


          دمت بحفظ الرحمن ورعايته
          إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
          نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
          جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أخي على هذا الجهد الرائع
            أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

            كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
            .....

            لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
            ؟

            الشتم و السباب

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك أخي

              [fot1]
              سرايا القدس امتداد لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم[/fot1]

              تعليق


              • #8
                بارك الله بك اخي الكريم
                بصراحة موضوع قيم ورائع جدا
                ويحتاج الى الامعان والقراءة اكثر من مرة
                ونحن بانتظار السلسلة ان شاء الله
                في ميزان حسناتكم ان شاء الله

                تعليق


                • #9
                  حياك الله اخي وجزاك كل خير
                  قد اخالفك الرأي لكنّ الخلاف لا يفسد للود قضية

                  تعليق

                  يعمل...
                  X