إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

• بيان حكم المولد النبوي وبيان فساد قول من قال بمشروعيته من أوجه عديدة:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • • بيان حكم المولد النبوي وبيان فساد قول من قال بمشروعيته من أوجه عديدة:

    إعلم اخي المسلم أن ما يسمى بالمولد النبوي ليس مشروعا ولم يدل عليه دليل من كتاب ولا سنة لا إجماع ولا قياس صحيح ولا حتى دليل عقلي ولا فطري وما كان بهذه الصيغة فهو بدعة مذمومة.
    قال الحافظ ابن رجب :" والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ".
    ويقول أيضاً : " فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة".
    والبدعة كذلك " ما لم يشرعه الله من الدين فكل من دان الله بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة وإن كان متاولاً".)


    اللهم انتقم لنا ممن ظلممنا واذانا أنت حسبما ونعم الوكيل

  • #2
    يتبع ان شاء الله اوجه الفساد في القول بمشروعيته


    اللهم انتقم لنا ممن ظلممنا واذانا أنت حسبما ونعم الوكيل

    تعليق


    • #3
      بارك الله بك أخي وجزاك خيرا

      واعلم أخي أن كثيرا من علماء الأمة أجازوا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف


      وأعلم يا أخي أن علماء السعودية وتحديدا مكة هم من ينتهجون نهجك باطلاق القول ( ما

      يسمى المولد النبوي )


      اعلم يا أخي أن كبار العلماء منذ القدم وحتى اللحظة يجيزون الاحتفال بذلك


      الاختلاف وارد أخي ولكن عندما يجيز أغلب العلماء ذلك وتبقى فئة قليلة لا تجيز فليس معنى

      ذلك أنها بدعة

      تعليق


      • #4
        يبين هذا المقال شرعية الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف من خلال الكتاب والسنة وأقوال العلماء
        إن الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء و المرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات، التي فيها تعظيم لشعائر الله تعالى، كما جاء في الذكر الحكيم "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله عليه الصلاة و السلام، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وقد أطال ابن الحاج في المدخل في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلاما مفيدا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه المدخل في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي.وما ظهر من بعض الجهلة المتطفلين على مائدة العلم من إنكار الاحتفال بذكرى ليلة المولد الشريف، هو من قبيل الجهل المنسوب لصفتهم وينبغي أن يعرض العاقل عن كلامهم ولا يلتفت إليه مطلقا لأنه صادر عن جهل منهم بقواعد العلم المعتبرة عند الأئمة، إضافة إلى فساد ضميرهم وضعف عقيدتهم. قال خاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي في كتابه "حسن المقصد في عمل المولد الذي ألفه في استحباب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، قال رحمه الله تعالى بعد سؤال رفع إليه عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع ، وهل هو محمود أو مذموم ، وهل يثاب فاعله ؟ قال:" والجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه و ينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف، وقد كان الملك المظفر يعتني بإقامة المولد النبوي بالطعام وغيره، ويحضره أعيان العلماء الصوفية فيكثر الصدقة في يوم الاحتفال، ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر وقد مات رحمه الله تعالى وهو محاصر للنصارى في مدينة عكا أثناء الحملة الصليبية سنة ثلاثين وستمائة، وكان هذا الملك شهما شجاعا بطلا عالما عادلا رحمه الله تعالى وقد صنف له الحافظ أبو الخطاب بن دحية، مجلدا في المولد النبوي سماه التنوير في مولد البشير النذير وهو من أوسع الكتب المؤلفة في المولد النبوي وقد رد السيوطي على من قال :"لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة" ، بقوله:" نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود مبينا أن إمام الحفاظ أبا الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى قد استخرج له أصلا من السنة ، واستخرج له هو - يعني السيوطي- أصلا ثانيا موضحا أن البدعة المذمومة هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة روى البيهقي عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال :" المحدثات من الأمور ضربان : أحدهما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد وهذه محدثة غير مذمومة. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي. قال السيوطي:" وعمل المولد ليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع ، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول ، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان، فهو إذن من البدع المندوبة كما عبر عنه بذلك سلطان العلماء العز ابن عبد السلام" وأصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة، لأن ولادته أعظم النعم علينا والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، وهذا ما رجحه ابن الحاج في المدخل حيث قال :"لأن في هذا الشهر من الله تعالى علينا بسيد الأولين والآخرين، فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير وشكر المولى على ما أولانا به من النعم العظيمة" والأصل الذي خرج عليه الحافظ ابن حجر عمل المولد النبوي هو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، قال الحافظ:" فيستفاد منه فعل شكر الله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم ويؤكد الحافظ ابن حجر على ما ينبغي أن يعمل في الاحتفال فيقول:" فينبغي أن نقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة وما كان مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به" ، هذا آخر كلام أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى أما الإمام السيوطي فالأصل الذي ذهب إلى تخريجه عليه، هو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي عليه السلام إظهار للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته، كما كان يصلي على نفسه لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجود القربات وإظهار المسرات. ونقل السيوطي عن إما م القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري من كتابه عرف التعريف بالمولد الشريف قوله:" إنه صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في النار كل ليلة اثنين لإعتاقه ثويبة عندما بشرته بولادة النبي عليه الصلاة والسلام. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي عليه السلام، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم. وأنشد الحافظ شمس الدين الدمشقي في كتابه المسمى مورد الصادي في مولد الهاـدي"

        إذا كـــان هذا كافرا جاء ذمه وثبت يداه في الجحيم مخـــــلدا

        أتى أنه في يوم الإثـــنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمـــــدا

        فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسرورا ومات موحــــدا

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك اخي

          [fot1]
          سرايا القدس امتداد لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم[/fot1]

          تعليق


          • #6
            دار الإفتاء المصريه تجيز مشروعية الإحتفال بالموالد

            --------------------------------------------------------------------------------

            تجيز مشروعية الإحتفال بالموالد
            القرآن الكريم أمرنا بتذكر الأنبياء والصالحين وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أول من سن لنا الإحتفال بمولده الشريف
            " فإسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " " النحل 43 "
            إطلعنا على الطلب المقدم من / مشيخة عموم الطرق الصوفيه المقيد برقم 1186 لسنة 2007 بتاريخ 30/7/2007 المتضمن :
            ·ما حكم الإحتفال بالمولد النبوى وموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين ؟
            -المولد النبوى الشريف إطلاله للرحمه الالهيه بالنسبه للتاريخ البشرى جميعه, فلقد عبر القرآن الكريم عن وجود النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بأنه " رحمه للعالمين " , وهذه الرحمه لم تكن محدوده , فهى تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم على صعيد حياتهم الماديه والمعنويه , كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان , بل تمتد على أمتداد التاريخ بأسره (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) ( الجمعه : 3 ) .
            والإحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبى الرحمه وغوث الأمه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم , ومحبة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أصل من أصول الإيمان , وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلّم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخارى
            قال ابن رجب : " محبة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من أصول الإيمان , وهى مقارنه لمحبة الله عز وجل , وقد قرنها الله بها , وتوعد من قدّم عليهما محبة شىء من الأمور المحببه طبعا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك , فقال تعالى : ( قل إن كان آبائكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال إقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره ) ( التوبه : 24 ) , ولما قال سيدنا عمر للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم : يا رسول الله , لأنت أحب إلى من كل شىء إلا نفسى , قال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : ( لا والذى نفسى بيده , حتى أكون أحب إليك من نفسك ) فقال له سيدنا عمر : فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسى , فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " الآن يا عمر " رواه البخارى .
            والإحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلّم هو الإحتفاء به , والإحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلّم أمر مقطوع بمشروعيته , لأنه أصل الأصول ودعامته الأولى , فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه , فعرف الوجود بأسره بإسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته , فالكون كله فى سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته .
            وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الإحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزى وابن كثير , والحافظ بن دحيه الأندلسى , والحافظ بن حجر , وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطى رحمهم الله تعالى .
            ونص جماهير العلماء سلفاً وخلفاً على مشروعية الإحتفال بالمولد النبوى الشريف , بل ألف فى إستحباب ذلك جماعه من العلماء والفقهاء , بينوا بالأدله الصحيحه إستحباب هذا العمل , بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الإحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف , وقد أطال ابن الحاج فى
            ( المدخل ) فى ذكرى المزايا المتعلقه بهذ الإحتفال , وذكر فى ذلك كلاماً مفيداً يشرح صدور المؤمنين , مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه ( المدخل ) فى ذم البدع المحدثه التى لا يتناولها دليل شرعى , وللإمام السيوطى فى ذلك رساله مستقله سماها " حسن المقصد فى عمل المولد " .
            والإحتفال فى لغة العرب : من حفل اللبن فى الضرع يحفل حفلاً وحفلاً وتحفلّل وإحتفل : إجتمع , وحفل القوم من باب ضرب وإحتفلوا : إجتمعوا وإحتشدوا . وعنده حفل من الناس : أى جمع , وهو فى الأصل مصدر , ومحفل القوم ومحتفلهم : مجتمعهم , وحفله : جلاه ,فتحفل واحتفل , وحفل كذا : بالى به , ويقال : لا تحفل به .
            وأما الإحتفال بالمعنى المقصود فى هذا المقام , فهو لا يختلف كثيراً عن معناه فى اللغه , إذا المراد من الإحتفال بذكرى المولد النبوى هو تجمع الناس على الذكر , والإنشاد فى مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلّم , وإطعام الطعام صدقه لله , إعلاناً لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , وإعلاناً لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم .
            ويدخل فى ذلك ما إعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادى بها فى المولد الشريف , فإن التهادى أمر مطلوب فى ذاته , لم يقم دليل على المنع منه أوإباحته فى وقت دون وقت , فإذا إنضمت إلى ذلك المقاصد الصالحه الأخرى كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحباً مندوباً إليه , فإذا كان ذلك تعبيراً عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم كان ذلك أشد مشروعيه وندباً وإستحباباً , لأن للوسائل أحكام المقاصد , والقول بتحريمه أوالمنع منه حينئذ ضرب من التنطع المذموم .
            ومما يلتبس على بعضهم دعوى خلو القرون الأولى الفاضله من أمثال هذه الإحتفالات , ولو سلم هذا – لعمر الحق – فإنه لا يكون مسوغاً لمنعها , لأنه لا يشك عاقل فى فرحهم – رضى الله عنهم به صلى الله عليه وآله وسلّم , ولكن للفرح آساليب شتى فى التعبير عنه وفى إظهاره , ولا حرج فى الأساليب والمسالك , لأنها ليست عباده فى ذاتها , فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلّم عباده وأى عباده , والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيله مباحه , ولكل فيها وجهة هو موليها .
            على أنه قد ورد فى السنه النبويه ما يدل على إحتفال الصحابه الكرام بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم مع إقراره لذلك وإذنه فيه , فعن بريده الأسلمى رضى الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى بعض مغازيه , فلما إنصرف جاءت جاريه سوداء فقال : يا رسول الله , إنى كنت قد نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " إن كنت نذرت فإضربى , وإلا فلا " رواه الإمام أحمد والترمزى وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب .فإذا كان الضرب بالدف إعلاناً للفرح بقدوم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من الغزو أمراً مشروعاً أقره سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأمر بالوفاء بنذره , فإن إعلان الفرح بقدومه صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الدنيا – بالدف أوغيره من مظاهر الفرح المباحه فى نفسها - أكثر مشروعيه وأعظم إستحباباً
            وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبى لهب – وهو من هو كفراً وعناداً ومحاربه لله ورسوله – بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نقره من كفه كل يوم إثنين فى النار , لأنه أعتق مولاته ثويبه لما بشرته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلّم كما جاء فى صحيح البخارى , فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين لميلاده وسطوع نوره على الكون ! .
            وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بنفسه الشريفه جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف , فقد صح عنه أنه كان يصوم يوم الإثنين ويقول : " ذلك يوم ولدت فيه " رواه مسلم من حديث أبى قتاده رضى الله عنه , فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمه بذاته الشريفه , فالأولى بالأمه الإحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلّم بشكر الله على منته ومنحته المصطفويه بكل أنواع الشكر , ومنها الإطعام والمديح والإجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك , - وكل ماعون ينضح بمافيه . وقد نقل الصالحى فى ديوانه الحافل فى السيره النبويه " سبل الهدى والرشاد فى هدى خير العباد " عن بعض صالحى زمانه : أنه رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى منامه , فشكى إليه أن بعض من ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الإحتفال بالمولد الشريف , فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلّم " من فرح بنا فرحنا به " .
            وكذلك الحكم فى الإحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القرب المختلفه , فإن ذلك أمر مرغب فيه شرعاً , لما فى ذلك من التأسى بهم والسير على طريقتهم , وقد ورد الأمر الشرعى بتذكر الأنبياء والصالحين فقال تعالى : ( وأذكر فى الكتاب إبراهيم ) " مريم : 41 " ( وإذكر فى الكتاب موسى ) " مريم : 51 " وهذا الأمر لا يختص بالأنبياء , بل يدخل فيه الصالحون أيضاً , حيث يقول تعالى : ( وإذكر فى الكتاب مريم ) " مريم : 16 " إذ من المقرر عند المحققين أن مريم عليها السلام صديقه لا نبيه , كما ورد الأمر الشرعى أيضاً بالتذكير بأيام الله تعالى فى قوله سبحانه وتعالى : ( وذكرهم بأيام الله ) " إبراهيم : 5 " ومن أيام الله تعالى أيام الميلاد وأيام النصر , ولذلك كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يصوم يوم الأثنين من كل أسبوع شكراً لله تعالى على نعمه إيجاده وإحتفالاً بيوم ميلاده كما سبق فى حديث أبى قتاده الأنصارى فى صحيح مسلم , كما كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر أصحابه بصيامه شكراً لله تعالى وفرحاً وإحتفالاً بنجاة سيدنا موسى عليه السلام , وقد كرم الله تعالى يوم الولاده فى كتابه وعلى لسان أنبياؤه فقال سبحانه : ( وسلام عليه يوم ولد ) " مريم : 15 " وقال جل شأنه على لسان السيد المسيح عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم : ( والسلام على يوم ولدت ) " مريم : 33 " , وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمة الإيجاد , وهى سبب لحصول كل نعمه تنال الإنسان بعد ذلك , فكان تذكره والتذكير به باباً لشكر نعم الله تعالى على الناس : فلا بأس من تحديد أيام معينه يحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين , ولا يقدح فى هذه المشروعيه ما قد يحدث فى بعض هذه المواسم من أمور محرمه , بل تقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات , وينبه أصحابها إلى مخالفة هذه المنكرات للمقصد الأساسى الذى أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفه .
            والله سبحانه وتعالى أعلم

            أمانة الفتوى
            دار الإفتاء المصريه

            تعليق


            • #7
              الدليل على جواز الاحتفال بالمولد النبوي


              بسم الله الرّحمن الرّحيم

              لقد طال النزاع في الآونة الأخيرة عن طريق وسائل الإعلام وغيرها حول الاحتفال بمولد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد رفع بعضهم شعار البدعة فيه ، بينما يراه الأكثرون أنه من السنة . وإليك دراسة الموضوع في ضوء الأدلة .

              حب النبي( r ) أصل في الكتاب والسنة :

              الحب والبغض خلتان تتواردان على قلب الإنسان ، تشتدان وتضعفان ، ولنشوئهما واشتدادهما أو ضعفهما عوامل وأسباب . ولا شك أن حب الإنسان لذاته من أبرز مصاديق الحب ، وهو أمر بديهي لا يحتاج إلى بيان ، وجبلي لا يخلو منه إنسان ومن هذا المنطق حب الإنسان لما يرتبط به أيضاً ، فهو كما يحب نفسه يحب كذلك كل ما يمت إليه بصلة ، سواء كان اتصاله به جسمانياً ، كالأولاد والعشيرة ، أو معنوياً ، كالعقائد والأفكار والآراء والنظريات التي يتبناها ، وربما يكون حبه للعقيدة أشد من حبه لأبيه وأمه ، فَيَذِبّ عن حياض العقيدة بنفسه وَنَفِيسه ، وتكون العقيدة أغلى عنده من كل شيء حتى نفسه التي بين جنبيه .

              فإذا كانت للعقيدة المنزلة العظيمة تكون لمؤسسها ومغذيها والدعاة إليها منزلة لا تقل عنها إذ لولاهم لما قام للعقيدة عمود ، ولا اخضر لها عود ، ولأجل ذلك كان الأنبياء والأولياء بل الدعاة إلى الأمور المعنوية والروحية محترمين لدى جميع الأجيال ، من غير فرق بين نبي وآخر ، ومصلح وآخر ، فالإنسان يجد من صميم ذاته خضوعاً تجاههم ، وإقبالاً عليهم .

              ولهذا لم يكن عجيباً أن نحترم ، بل تعشق النفوس الطيبة ، طبقة الأنبياء والرسل ، منذ أن شرع الله الشرائع وبعث الرسل ، فترى أصحابها يقدمونهم على أنفسهم بقدر ما أوتوا من المعرفة والكمال .



              حب النبي ( r ) في الكتاب :

              ولوجود هذه الأرضية في النفس الإنسانية والفطرة البشرية ، تضافرت الآيات والأحاديث على لزوم حب النبي r وكل ما يرتبط به وليست الآيات إلا إرشاداً إلى ما توحي إليه فطرته ، قال سبحانه : ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) ( التوبة / 24) .

              وقال سبحانه : ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) ( المائدة / 56).

              ويقول سبحانه : ( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ( الأعراف / 157)

              فالآية الكريمة تأمر بأمور أربعة :

              1ـ الإيمان به .

              2ـ تعزيره .

              3ـ نصرته .

              4ـ اتباع كتابه وهو النور الذي أنزل معه .

              وليس المراد من تعزيره نصرته ، لأنه قد ذكره بقوله : ( ونصروه ) وإنما المراد توقيره ، وتكريمه وتعظيمه بما أنه نبي الرحمة والعظمة r ، ولا يختص تعزيره وتوقيره بحال حياته بل يعمها وغيرها ، تماماً كما أن الإيمان به والتبعية لكتابه لا يختصان بحال حياته الشريفة r .

              هذه هي العوامل الباعثة إلى حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذه هي الآيات المرشدة إلى ذلك .

              ولأجل دعم المطلب نذكر بعض ما ورد من الروايات في الحث على حبه ومودته .

              حب النبي ( r ) في السنة :

              قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

              1ـ ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده والناس أجمعين ) .

              2ـ ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب الناس إليه من والده وولده )

              3ـ ( ثلاث من كن فيه ذاق طعم الإيمان : من كان لا شيء أحب إليه من الله ورسوله ، ومن كان لئن يحرق بالنار أحب إليه من أن يرتد على دينه ، ومن كان يحب لله ويبغض لله ).

              4ـ ( والله لا يكون أحدكم مؤمناً حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده ).

              5ـ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ).

              6ـ ( من أحب الله ورسوله صادقاً غير كاذب ، ولقي المؤمنين فأحبهم ، وكان أمر الجاهلية عنده كمنزلة نار ألقي فيها ، فقد طعم طعم الإيمان ، أو قال : فقد بلغ ذروة الإيمان ) .

              إن الذي يرى سعادته في ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من شريعة ودين هو الذي يذوق طعم الإيمان ، وتذوق طعم الإيمان لا يتحقق إلا عندما يستن الإنسان بسنة رسول الله r ، ويعمل بشريعته فيحصل على سعادته .

              7ـ عن أبي رزين قال : قلت يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال : ( أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، ويكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما ، وتكون أن تحرق بالنار أحب إليك من أن تشرك بالله شيئاً ، وتحب غير ذي نسب لا تحبه إلا الله ، فإذا فعلت ذلك فقد دخل الإيمان في قلبك كما دخل قلب الظمآن حب الماء في اليوم القائظ .

              8 ـ ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) .

              9ـ عن أنس أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الساعة فقال : متى الساعة ؟ قال : وما أعددت لها ؟ قال : لاشيء ، إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال : ( أنت مع من أحببت ) . قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( أنت مع من أحببت ).

              10 ـ أبو ذر قال : يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم ؟ قال ( أنت يا أبا ذر مع من أحببت ) . قال : فإني أحب الله ورسوله ، قال : ( فإنك مع من أحببت ) . قال : فأعاد(ها) أبو ذر ، فأعادها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

              11ـ ( من أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة ) .

              12ـ ( والذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني ، ثم لئن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم ).

              13ـ ( إن أحدكم سيوشك أن يحب ينظر إلى نظرة بما له من أهل وعيال ).

              14ـ ( من أشد أمتي لي حباً أناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله).

              15ـ ( أشد أمتي لي حباً قوم يكونون بعدي يود أحدهم أنه فقد أهله وماله وأنه رآني ).

              16ـ ( إن أناساً من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله ) .

              17ـ ( من دعا بهؤلاء الدعوات في دبر كل صلاة مكتوبة حلّت له الشفاعة مني يوم القيامة : اللهم أعط محمد الوسيلة ، واجعل في المصطفين محبته ، وفي العالمين درجته ، وفي المقربين ذكر داره ).

              18 ـ ( من قال في دبر كل صلاة مكتوبة : ( اللهم أعط محمد الدرجة والوسيلة ، اللهم اجعل في المصطفين محبته وفي العالمين درجته ، وفي المقربين ذكره) من قال تلك في دبر كل صلاة فقد استوجب علي الشفاعة ، ووجبت له الشفاعة)

              وقد روي عن أبي بكر قال : الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمحق للخطايا من الماء للنار والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من عتق الرقاب ، وحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من عتق الأنفس أو قال : من ضرب السيف في سبيل الله عز وجل (1).

              ___________________

              (1) راجع للوقوف على هذه الأحاديث ونظائرها جامع الأصول ج 1 نقلاً عن صحيح البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ـ وكنز العمال ج2 و6و12 .

              اختلاف الأمة في درجات حبّهم للنبي ( r ) :

              وليست الأمة المؤمنة في ذلك شرعاً سواء ، بل هم فيه متفاوتون على اختلاف درجات عرفانهم به كاختلافهم في حب الله تعالى .

              قال الإمام القرطبي : ( كل من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إيماناً صحيحاً لا يخلو من وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة غير أنهم متفاوتون ، فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى ، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى ، كم كان مستغرقاً في الشهوات ، محجوباً في الفضلات في أكثر الأوقات ، لكن الكثير منهم إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم اشتاق إلى رؤيته بحيث يؤثرها على أهله وولده وماله ووالده ، ويبذل نفسه في الأمور الخطيرة ، ويجد مخبر ذلك من نفسه وجداناً لا تردد فيه ) (1) .



              مظاهر الحب في الحياة :

              إن لهذا الحب مظاهر ، إذا ليس الحب شيئاً يستقر في صقع النفس من دون أن يكون له انعكاس خارجي على أعمال الإنسان وتصرفاته ، بل إن من خصائص الحب أن يظهر أثره على جسم الإنسان وملامحه ، وعلى قوله وفعله ، بصورة مشهودة وملموسة .

              فحب الله ورسوله الكريم r لا ينفك عن اتباع دينه ، والاستنان بسنته ، والإتيان بأوامره والانتهاء عن نواهيه ، ولا يعقل أبداً أن يكون المرء محباً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشد الحب ، ومع ذلك يخالفه فيما يبغضه ، ولنعم ما قال الإمام الصادق عليه السلام في هذا الصدد موجهاً كلامه إلى مدّعي الحب الإلهي كاذباً :

              تعصي الإله وأنت تظهر حبّه هذا لعمري في الفعال بديع

              لو كان حبّك صادقاً لأطعته إن المحبّ لمن يحبّ مطيع(1)

              ____________________________________

              (1) فتح الباري لابن حجر 1: 50 ـ 51. ولا يرضيه ، فما ادعى حباً في نفسه وخالفه في عمله ، فقد جمع بين شيئين متخالفين متضادين .



              للحب مظاهر وراء الاتّباع :

              نعم لا يقتصر أثر الحبّ هذا ، بل له آثار أخرى في حياة المحبّ ، فهو يزور محبوبه ويكرمه ويعظمه ويزيل حاجته ، ويذبّ عنه ، ويدفع عنه كل كارثة ويهيئ له ما يريحه ويسرّه إذا كان حيّاً .

              وإذا كان المحبوب ميتاً أو مفقوداً حزن عليه أشد الحزن ، وأجرى له الدموع كما فعل النبي يعقوب عليه السلام عندما افتقد ولده الحبيب يوسف عليه السلام فبكاه حتى ابيضت عيناه من الحزن ، وبقي كظيماً حتى إذا هبّ عليه نسيم من جانب ولده الحبيب المفقود ، هشّ له وبشّ ، وهفا إليه شوقاً وحبّاً .

              بل يتعدى أثر الحبّ عند فقد الحبيب وموته هذا الحدّ ، فنجد المحبّ يحفظ آثار محبوبه ، وكل ما يتّصل به ، من لباسه وأشيائه ، كقلمه ودفتره وعصاه ونظارته . كما ويحترم أبناءه وأولاده ، ويحترم جنازته ومثواه ، ويحتفل كل عام بميلاده وذكرى موته ، ويكرمه ويعظمه حبّاً به ومودة له .

              _________________________________

              (1) سفينة البحار ، مادة ( حب) .



              إلى هنا ثبت ، أن حب النبي r وتكريمه أصل من أصول الإسلام لا يصحّ لأحد إنكاره ، ومن المعلوم أن المطلوب ليس الحبّ الكامن في القلب من دون أن يرى أثره على الحياة الواقعية ، وعلى هذا يجوز للمسلم ، القيام بكل ما يعدّ مظهراً لحبّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، شريطة أن يكون عملاً حلالاً بالذات ، ولا يكون منكراً في الشريعة ، نظير :

              1ـ تنظيم السنة النبوية ؛ وإعراب أحاديثها ، وطبعها ، ونشرها بالصور المختلفة ، والأساليب الحديثة ، وفعل مثل هذا بالنسبة إلى أقوال أهل البيت عليهم السلام وأحاديثهم .

              2ـ نشر المقالات والكلمات ؛ وتأليف الكتب المختصرة والمطولة لحياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته عليهم السلام وإنشاء القصائد بشتى اللغات في حقهم ، كما كان يفعله المسلون الأوائل .

              فالأدب العربي بعد ظهور الإسلام يكشف أن إنشاء القصائد في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مما يعبّر به أصحابها عن حبّهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فهذا هو كعب بن زهير ينشئ قصيدة مطولة في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منطلقاً من إعجابه وحبّه له صلى الله عليه وآله وسلم ، فيقول في جمله ما يقول :

              بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيّم إثرها لم يفد مكبول

              نبّئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول

              ويقول :

              مهلاً هداك الذي أعطاك نا فلة القرآن فيها مواعيظ وتفصيل

              إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول (1)

              وقد ألقى هذه القصيدة في حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، ولم ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

              وهذا حسان بن ثابت الأنصاري يرثي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويذكر فيه مدائحه ، ويقول :

              بطيبة رسم للرسول ومعهد منير وقد تعفو الرسوم وتحمد

              إلى أن قال :

              يدلّ على الرحمان من يقتدي به وينقذ من هول الخزايا ويرشد

              إمام لهم يهديهم الحق جاهداً معلم صدق إن تطيعوه يسعدوا(2)

              وهذا هو عبد الله بن رواحة ينشئ أبياتاً في هذا السياق فيقول فيها :

              خلوّا بني الكفار عن سبيله خلّوا فكلّ الخير في رسوله

              ياربّ إني مؤمن بقيله أعرف حق الله في قبوله (3)

              هذه نماذج مما أنشأه الشعراء المعاصرون لعهد الرسالة في النبي الأكرم r ونكتفي بها لدلالتها على ما ذكرنا.

              ولو قام باحث بجمع ما قيل من الأشعار والقصائد حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأكرم لاحتاج في تأليفه إلى عشرات المجلدات . فإن مدح النبي r كان الشغل الشاغل للمخلصين والمؤمنين منذ أن لبى الرسول دعوة ربّه ، ولا أظن أن أحداً عاش في هذه البسيطة ، ونال من المدح بمقدار ما ناله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من المدح بمختلف الأساليب والنظم .

              _________________________________________

              (1) السيرة النبوية لابن هشام 2 : 513 .

              (2) السيرة النبوية لابن هشام 2: 666.

              (3) المصدر نفسه 2: 371.



              وهناك شعراء مخلصون أفرغوا فضائل النبي r ومناقبه في قصائد رائعة وخالدة ، مستلهمين ما جاء في الذكر الحكيم والسنة المطهرة في هذا المجال ، فشكر الله مساعيهم الحميدة وجهودهم المخلصة .

              3ـ تقبيل كلّ ما يمتّ إلى النبيّ r بصلة : كَبَابِ داره ، وضريحه وأستار قبره ، انطلاقاً من مبدأ الحب الذي عرفت أدلّته . وهذا أمر طبيعي وفطري ، فبما أن الإنسان المؤمن لا يتمكن بعد رحلة النبي r من تقبيل الرسول r (1) فيقبّل ما يتّصل به بنوع من الاتصال ، وهو كما أسلفنا أمر طبيعي في حياة البشر حيث يلثمون ما يرتبط بحبيبهم ويقصدون بذلك نفسه . فهذا هو المجنون العامري كان يقبّل جدار بيت ليلى ويصرّح بأنّه لا يقبّل الجدار ، بل يقصد تقبيل صاحب الدار ، يقول :

              أمرّ على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

              فما حبّ الديار شغفن قلبي ولكن حبّ من سكن الديارا

              __________________________________

              (1) دخل أبو بكر حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد رحيله وهو مسجّى ببرد حبرة فكشف عن وجهه ثمّ أكبّ عليه يقبّله ثم بكى فقال : بأبي أنت يا نبي الله لا يجمع الله عليك موتتين ، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متّها . ( لاحظ صحيح البخاري 2: 17 كتاب صحيح البخاري 2: 17 كتاب الجنائز ) .



              4ـ إقامة الاحتفالات في مواليدهم ؛ وإلقاء الخطب والقصائد في مدحهم ، وذكر جهودهم ودرجاتهم في الكتاب والسنة ، شريطة أن لا تقترن تلك الاحتفالات بالمنهيّات والمحرّمات .

              ومن دعا إلى الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أي قرن من القرون ، فقد انطلق من هذا المبدأ ، أي حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أمر به القرآن والسنة بهذا العمل .

              هذا هو مؤلف تاريخ الخميس يقول في هذا الصدد : ( لا يزال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده ، ويعملون الولائم ، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ، ويظهرون السرور ، ويزيدون في المبّرات ، ويعتنون بقراءة مولده الشريف r ، ويظهر عليهم من كراماته كل فضل عظيم ) . (1)

              وقال أبو شامة المقدسي في كتابه : ( ومن حسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات والمعروف بإظهار الزينة والسرور ، فإن في ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء شعاراً لمحبته ) . (2)

              أنا لا أوافق الشيخ المقدسي في تسميته للاحتفال بالبدعة إلا أن يريد البدعة بالمعنى اللغوي ، كما أن الاحتجاج على حسن الاحتفال بالأعمال الجانبية من صدقات ومعروف وإظهار الزينة… فإن هذه الأمور الجانبية لا تسوغ الاحتفال ، ولا تضفي عليه صبغة شرعية ما لم يكن هناك دليل في الكتاب والسنة ، وقد عرفت وجوده .

              ____________________

              (1) الديار بكري ، تاريخ الخميس 1: 323.

              (2) الحلبي ، السيرة 1 : 83 ـ 84 .



              وقال القسطلاني : ( ولا زال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلام ، ويعملون الولائم ، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويظهرون السرور ، ويزيدون في المبّرات ، ويعتنون بقراءة مولده الكريم ، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عظيم … فرحم الله امرائاً اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علّة على من في قلبه مرض وأعيا داء ) (1).

              إذا عرفت ما ذكرناه فلا نظن أن يشك أحد في جواز الاحتفال بمولد النبي الأكرم r ، احتفالاً دينياً فيه رضا الله ورسولهr ، ولا تصح تسميته بدعة ، إذ البدعة هي التي ليس لها أصل في الكتاب والسنة ، وليس المراد من الأصل ؛ والدليل الخاص ، بل يكفي الدليل العام في ذلك .

              ويرشدك إلى أن هذه الاحتفالات تجسيد لتكريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وجدانك الحرّ ، فإنه يقضي بلا مرية على أنها إعلاء لمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإشادة بكرامته وعظمته ، يتلقاها كل من شاهدها من كثب ، على أن المحتفلين يعزّرون نبيهم r ويكرمونه ويرفعون مقامه اقتداء بقوله سبحانه : ( ورفعنا لك ذكرك ) الانشراح /4.

              السنة النبوية وكرامة يوم مولده

              1ـ أخرج مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن صوم يوم الاثنين فقال : ( ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أنزل عليّ ) . (2)

              _____________________

              (1) المواهب اللدنية 1: 148.

              (2) مسلم 2: 819.



              يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ عند الكلام في استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله علي عباده ـ ما هذا لفظه : ( إن من أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعثه وإرساله إليهم ، كما قال الله تعالى : ( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) فصيام يوم تجددت فيه هذه النعمة من الله سبحانه على عباده المؤمنين حسن جميل ، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر ) (1) .

              2ـ روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس عليه السلام قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألوا عن ذلك ؟ فقالوا : هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيماً له ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( نحن أولى بموسى منكم فأمر بصومه ) (2) .

              وقد استدل ابن حجر العسقلاني بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي على ما نقله الحافظ السيوطي ، فقال : ( فيستفاد فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة ، أو دفع نقمة ويعاد ذلك ، نظر ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة ، كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي r نبي الرحمة في ذلك اليوم ) (3) .

              3ـ وللسيوطي أيضاً كلام آخر نأتي بنصه ، يقول : ( وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر ، وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عقّ عن نفسه بعد النبوة مع أنه قد ورد أن جدّه عبد المطلب عقّ عنه في سابع ولادته ، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية ، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه ، لذلك فيستحب لها أيضا إظهار الشكر بمولده بالإجماع ، وإطعام الطعام ، ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرّات ) (1) .

              _________________

              (1) ابن رجب الحنبلي ، لطائف المعارف : 98 .

              (2) مسلم ، الصحيح : 1130 ـ وأخرجه البخاري 7: 215 .

              (3) السيوطي ، الحاوي للفتاوي 1: 196.



              4ـ أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب أن رجلاً من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً ؟ فقال : أي آية ؟ قال : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) ( المائدة / 3) .

              فقال عمر : إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه ، والمكان الذي نزلت فيه ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم بعرفة يوم الجمعة . (2)

              وأخرج الترمذي عن ابن عباس نحوه وقال : فيه نزلت في يوم عيد من يوم جمعة ويوم عرفة ، وقال الترمذي : وهو صحيح . (3)

              ( وفي هذا الأمر موافقة سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - على اتخاذ اليوم الذي حدثت فيه نعمة عظيمة عيداً لأن الزمان ظرف للحدث العظيم ، فعند عود اليوم الذي وقعت فيه الحادثة كان موسماً لشكر تلك النعمة ، وفرصة لإظهار الفرح والسرور (1).

              _____________________

              (1) السيوطي ، الحاوي للفتاوي 1: 196.

              (2) و(3) البخاري 8: 270 ـ كما أخرجه الترمذي في 5 : 250 وفي الروايات المتضافرة أنها نزلت في الثامن عشر من ذي الحجة في حجة الوداع .



              نرى أن المسيح عندما دعا ربه أن ينزل مائدة عليه وعلى حواريه قال : ( اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) المائدة / 114 ) . فقد اتخذ يوم نزول النعمة المادية التي تشبع البطون عيداً ، وللرسول الأكرم r نعمة عظيمة منّ بها الله على المسلمين بميلاده ، فلم لا نتخذه يوم فرح وسرور ؟



              الإستدلال بالإجماع :

              ذكروا أن أول من أقام المولد هو الملك المظفر صاحب اربل وقد توفي عام 630هـ وربما يقال أول من أحدثه بالقاهرة الخلفاء الفاطميون ، أولهم المعجز لدين الله ، توجه من المغرب إلى مصر في شوال 361هـ ، وقيل في ذلك غيره ، وعلى أي تقدير فقد احتفل المسلمون حقباً وأعواماً من دون أن يعترض عليهم أحد ، وعلى أي حال فقد تحقق الإجماع على جوازه وَتَسْوِيغه واستحبابه قبل أن يولد باذر هذه الشكوك ، فلماذا لم يكن هذا الإجماع حجّة ؟ مع أن اتفاق الأمة بنفسه أحد الأدلة ، وكانت السيرة على تبجيل مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن جاء ابن تيمية ، والعزيز عبد السلام (2) ، والشاطبي فناقشوا فيه ووصفوه بالبدعة ، مع أن الإجماع انعقد قبل هؤلاء بقرنين أو قرون ، أو ليس انعقاد الإجماع في عصر من العصور حجة بنفسه ؟

              __________________

              (1) عيسى الحميري ، بلوغ المأمول : 29.

              (2) هو عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي ( 577ـ660هـ ) فقيه شافعي ، له من الكتب ( التفسير الكبير ) و ( مسائل الطريقة ) وغيرها ( أعلام الزركلي 4: 21ط دار الملايين ، بيروت ) .



              أوهام وتشكيكات :

              إن للقائلين بالمنع تشكيكات وشبه كلّها سراب ، نذكرها بنصوصها :

              أـ الاحتفال نوع من العبادة

              قال محمد حامد الفقي :( والمواليد والذكريات التي ملأت البلاد باسم الأولياء هي نوع من العبادة لهم وتعظيمهم )(1).

              يلاحظ عليه : أن العنصر المقوم لصدق العبادة على العمل هو الاعتقاد بألوهية المعظم له أو ربوبيته أو كونه مالك لمصير المعظم وإن أقيمت له عشرات الاحتفالات ، وألقيت فيها القصائد والخطب .

              وأما إذا خلا التعظيم عن هذه العناصر ، واحتفل بذكرى رجل ضحى بنفسه ونفيسه في طريق هداية المحتفلين ، فلا يعدّ ذلك عبادة له ، وإن أقيمت له عشرات الاحتفالات ، وألقيت فيها القصائد والخطب .

              ومن المعلوم أن المحتفلين المسلمين يعتقدون أن النبي الأكرم r عبد من عباد الله الصالحين ، وفي الوقت نفسه هو أفضل الخليقة ، ونعمة من الله إليهم ، فلأجل تكريمه يقيمون الاحتفال أداءً لشكر النعمة .

              _________________

              (1) محمد حامد الفقي في تعليقه على فتح المجيد : 145.



              ب ـ لم يحتفل السلف بمولد النبي r

              قال ابن تيمية : إن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له ، وعدم المانع منه ، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف ـ رضي الله عنهم ـ أحق به منّا ، فإنهم كانوا أشد محبّة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيماً له منّا ، وهم على الخير أحرص . (1)

              يلاحظ عليه : بما تعرّفت عليه في الفصل الرابع أن المقياس في السنة والبدعة هو الكتاب والسنة وإجماع المسلمين أو السيرة العملية المتّصلة بعصر النبي r ، وأما غير ذلك فليس له وزن ولا قيمة ما لم يعتمد على هذه الأصول الأربعة ، ولم يكن السلف أنبياءً ولا رسلاً ، وليس الخلف بأقل منهم ، بل الجميع أمام الكتاب وأمام السنّة سواسية ، فلو كان هناك دليل من الكتاب والسنة على جواز الاحتفال ؛ فترك السلف لا يكون مانعاً ، على أن ترك السلف لم يكن مقارناً بتحريم الاحتفال أو كراهيته فغاية ما هناك أنهم لم يفعلوا ، وقد أمر الله بما في هذه الآية : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ( الحشر / 7) ولم يقل في حق النبي r ( وما تركه فانتهوا عنه ) فكيف الحال في حق السلف ؟!

              ج ـ إنها مضاهاة للنصارى في ميلاد المسيح

              يقول ابن تيمية : وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد المسيح عليه السلام ، وأما محبة للنبي r وتعظيماً له والله قد يثيبهم على هذه المحبة ولاجتهاد لا على البدع ( 1) .

              ____________________

              (1) اقتضاء الصراط المستقيم : 293-294 .

              (2) ابن تيمية ، اقتضاء الصراط المستقيم : 293.



              يلاحظ عليه : أن ابن تيمية ليس على يقين بأن المسلمين يقيمون الاحتفال مضاهاةً للنصارى ، أضف إلى ذلك أن الأساس يجب أن يبنى عليه عمل المسلم هو انطباق العمل على الكتاب والسنة ، فلا تكون المضاهاة مانعة عن اتباع الكتاب والسنة ، وإن افتراضنا أن أول من احتفل ، احتفل مضاهاة إلا أن المحتفلين في هذه القرون براء من هذه التهمة .

              د - تخصيص المولد بيوم الاحتفال به بدعة

              إن عموم الدليل يقتضي أن تكون جميع الأيام بالنسبة للاحتفال سواسية ، فتخصيص يوم واحد في جميع البلاد بالاحتفال بدعة ، وإن لم يكن أصل العمل بدعة (1).

              هذا هو الدليل الهام للقائلين بالمنع ، ولكن الجواب عنه واضح ، وذلك لأن جميع الأيام بالنسبة إلى الاحتفال وإن كانت سواسية إلا أن تخصيص يوم واحد للاحتفال به ، لأجل خصوصيات في ذلك اليوم ، وليست في غيره إلا ما شذّ ، وهو أن ذلك اليوم تشرّف بولادته ، فهو من أفضل الأيام ، كما أن البقعة التي ضمّت جسده الشريف r هي من أفضل البقاع ، ومن ثم خصّ النبي الأكرم r يوم الاثنين بفضيلة الصوم ، وبيّن أن سبب التخصيص هو أنه صلى الله عليه وآله وسلم ولد فيه ، فصار كلّ ذلك سبباً لاختيار هذا اليوم دون سائر الأيام ، نعم في وسعهم الاحتفال في غير هذا اليوم أيضاً ، بل كلّ يوم أرادوا تكريم النبي r والاحتفال به.

              ___________________

              (1) صالح الوزان ، البدعة :17.



              ثم إن الذي نلفت نظر القائل بالمنع إليه ، هو أنه لم يقترن ولن يقترن ادّعاء ورود الأمر الشخصي على هذا التخصيص ، وإنما الكل يتفق على جواز الاحتفال في جميع الأيام ، غير أن تخصيص ذلك اليوم هو لأجل خصوصية كامنة فيه .

              نعم موجزة ؛ فإن كون الاحتفال بدعة رهن أمرين وكلاهما منتفيان :

              1ـ عدم الدليل العام على الاحتفال .

              2ـ ادّعاء ورود الشرع بذلك اليوم الخاص وحثّه عليه .

              فعندئذٍ فلا معنى لادّعاء البدعة .



              هـ ـ الاحتفالات تشتمل على أمور محرّمة

              إن هذه الاحتفالات مشتملة على أمور محرّمة في الغالب ، كاختلاط النساء بالرجال ، وقراءة المدائح مع الموسيقى والغناء (1) .

              يلاحظ عليه : أن هذا النوع من الاستدلال ينمّ عن قصور باع المستدل ، وهذا يدّل على أنه قد أعوزه الدليل ، فأخذ يتمسك بالطحلب شأن الغريق المتمسك به .

              فإن البحث في نفس مشروعية العمل بحد ذاتها ، وأما الأمور الجانبية العارضة عليه ، فلا تكون مانعاً من الحكم بالجواز ، وما ذكره لا يختص بالاحتفال ، بل كل عمل يجب أن يكون بعيداً عن المحرمات ، فعلى المحتفلين أن يلتزموا بذلك ، ويجعلوا مجالسهم مهبطاً للنور .

              __________________

              (1) ابن الحاج ، المدخل 2: 2.



              وفي الختام نركز على أمر وهو ، أن الاستدلال على الجواز أو المنع بالأمور الجانبية خروج الاستدلال الفقهي ، فإن الحكم بالجواز والمنع ذاتاً يتوقف على كون الشيء بما هو جائزاً أو ممنوعاً ، وأما الاستدلال على أحدهما بالأمور الطارئة فليس استدلالاً صحيحاً.

              وهناك نكتة أخرى ، وهي أن الاستدلال على الجواز بما جرت عليه سيرة العقلاء من إقامة الاحتفالات على عظمائهم قياس الفارق ، لأن الاحتفالات الرائجة بمولد النبي r فإنما هو احتفال ديني ، وعمل شرعي ، فلا يقاس بتلك الاحتفالات ، بل لابدّ من طلب دليل شرعي على جوازه ، وبذلك تقدر على القضاء بين أدلة الطرفين .

              نعم لا يمكن أن ننكر أن ما يقيمه العقلاء من احتفال يؤثر في نفوسنا ويحفزنا للإقبال على الاحتفال بمولد النبي r ، وفي هذا الصدد يقول العلاّمة الأميني :

              ( لعل تجديد الذكرى بالمواليد والوفيات ، والجري على مراسم النهضات الدينية أو الشعبية العامة ، والحوادث العالمية الاجتماعية ، وما يقع من الطوارق المهمة في الطوائف والأحياء ، بعدّ سنيها ، واتخاذ رأس كلّ سنة بتلكم المناسبات أعياداً وأفراحاً ، أو مآتماً وأحزاناً ، وإقامة الحفل السارّ ، أو التأبين ، من الشعائر المطّردة ، والعادات الجارية منذ القدم ، ودعمتها الطبيعة البشرية ، وأسستها الفكرة الصالحة لدى الأمم الغابرة ، عند كل أمة ونحلة ، قبل الجاهلية وبعدها ، وهلمّ جرّاً حتى اليوم .

              هذه مراسم اليهود ، والنصارى ، والعرب ، في أمسها ويومها ، وفي الإسلام وقبله ، سجّلها التاريخ في صفحاته .

              وكأن هذه السنة نزعة إنسانية ، تنبعث من عوامل الحبّ والعاطفة وتسقى من منابع الحياة وتتفرع على أصول التبجيل والتجليل ، والتقدير والإعجاب ، لرجال الدين والدنيا ، وأفذاذ الملأ ، وعظماء الأمة إحياء لذكراهم ، وتخليداً لأسمائهم ، وفيها فوائد تاريخية اجتماعية ، ودروس أخلاقية ضَافِيَة راقية ، لمستقبل الأجيال ، وعظمات وعبر ، ودستور عملي ناجح للناشئة الجديدة ، وتجارب واختبارات تولد حنكة الشعب ، ولا تختص بجيل دون جيل ، ولا بفئة دون فئة .

              وإنما الأيام تقتبس نوراً وازدهاراً ، وتتوسم بالكرامة والعظمة ، وتكتسب سعداً ونحسا ، وتتخذ صيغة مما وقع فيها من الحوادث الهامة وقوارع الدهر ونوازله … (1) .

              ________________

              (1) الأميني ، سيرتنا وسنتنا : 38-39ط الثانية .



              اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِمَّنْ لَزِمَ مِلَّةَ نَبِيِّكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ + وَعَظَّمَ حُرْمَتَهُ وَأَعَزَّ كَلِمَتَهُ + وَحَفِظَ عَهْدَهُ وَذِمَّتَهُ + وَنَصَرَ حِزْبَهُ وَدَعْوَتَهُ + وَكَثَّرَ تَابِعِيهِ وَفِرْقَتَهُ + وَوَافَى زُمْرَتَهُ + وَلَمْ يُخَالِفْ سَبِيلَهُ وَسُنَّتَهُ + اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الاِسْتِمْسَاكَ بِسُنَّتِهِ + وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الاِنْحِرَافِ عَمَّا جَاءَ بِهِ + اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ وَرَسُولُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ + وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَكَ مِنْهُ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ وَرَسُولُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ + اللَّهُمَّ اعْصِمْنِى مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ + وَعَافَنِى مِنْ جَمِيعِ الْمِحَنِ + وَأَصْلِحْ مِنِّى مَا ظَهَرَ وَمَا بَطَنَ + وَنَقِّ قَلْبِى مِنْ الْحِقْدِ وَالْحَسَدِ + وَلاَ تَجْعَلْ عَلَىَّ تِبَاعَةً لأَحَدٍ + اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ الأَخْذَ بِأَحْسَنِ مَا تَعْلَمُ + وَالتَّرْكَ لِسَىِّءِ مَا تَعْلَمُ + وَأَسْأَلُكَ التَّكَفُّلَ بِالرِّزْقِ وَالزُّهْدَ فِى الْكَفَافِ + وَالْمَخْرَجَ بِالْبَيَانِ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ + وَالْفَلَجَ بِالصَّوَابِ فِى كُلِّ حُجَّةٍ + وَالْعَدْلَ فِى الْغَضَبِ وَالرِّضَاءِ + وَالتَّسْلِيمَ لِمَا يَجْرِى بِهِ الْقَضَاءُ + وَالاِقْتِصَادَ فِى الْفَقْرِ وَالْغِنَى + وَالتَّوَاضُعَ فِى الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ + وَالصِّدْقَ فِى الْجِدِّ وَالْهَزْلِ + اللَّهُمَّ إِنِّ لِى ذُنُوبًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ + وَذُنُوبًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ خَلْقِكَ + اللَّهُمَّ مَا كَانَ لَكَ مِنْهَا فَاغْفِرْهُ + وَمَا كَانَ مِنْهَا لِخَلْقِكَ فَتَحَمَّلْهُ عَنِّى + وَأَغْنِنِى بِفَضْلِكَ إِنَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ +

              اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِالْعِلْمِ قَلْبِى + وَاسْتَعْمِلْ بِطَاعَتِكَ بَدَنِى + وَخَلِّصْ مِنَ الْفِتَنِ سِرِّى + وَاشْغَلْ بِالاِعْتِبَارِ فِكْرِى +

              وَقِنِى شَرَّ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ + وَأَجِرْنِى مِنْهُ يَا رَحْمَنُ حَتَّى لاَ يَكُونَ لَهُ عَلَىَّ سُلْطَانٌ

              تعليق


              • #8
                ابن تيمية يجيز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف



                وممن نص جواز الاحتفال بالمولد ( أذكره من أجل تبيان الأمر لأتباعه ليس إلا) :
                ابن تيمية - مجمع فتاوى ابن تيمية الجزء 23 ص / 1634 حيث يقول ما نصه:

                "فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون لهم فيه أجر عظيم لحسن قصدهم وتعظيمهم لرسول الله ".

                فتبينوا هداكم الله تعالى الى هذا الأمر/ وتبينوا الى أمر الافتاء بغير علم .
                والله الهادي الى سواء السبيل

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم


                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



                  أولا بارك الله بالأخ الذي كتب الموضوع , وبارك الله بمن أفتى بعدم جواز الإحتفال بالمولد النبوي


                  يا كونتا كونتي , أعطيني دليل أن الصحابة رضي الله عنهم والخلفاء الأربع والتابعين أجازوا هذا الأمر أو قام أحدهم بهذا الفعل البدعي

                  بل حتى ما نقلته عن شيخ الإسلام بن تيمية غير صحيح وهو إفتراء على شيخ الإسلام وكذب لا يصح عنه شيء , ولي عودة لتوضيحه

                  عجيب أمرك يا كونتا كونتي , أعطيني أقوال ابن القيم والإمام أحمد بن حنبل والشافعي والمالكي والحنفي كل واحد منهم يجيز ما تفضلت به

                  وأعطيني أقوال الإمام العالم المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله , يجيز ما تقول

                  الذي أفتى ما تفضلت به , هم أهل التصوف والبدع , وهم بالتحديد أيضا ما يسمى بالإخوان المسلمين , فهم لا يخفى على أحد أنهم من ينشر البدع بين الناس ويضل الناس ويميع الدين والعقيدة

                  أما ما تفضلت به عن قولك كثير من العلماء اجاز الإحتفال فهذا بهتان عظيم , الذي أجازه اصجاب البدع والأهواء الفاسدة , وأصحاب التصوف والقبورية , وليس سلف الأمة والأتباع والتابعين

                  ولي عودة


                  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  التعديل الأخير تم بواسطة ابو البراء الفلسطيني; الساعة 16-03-2008, 05:25 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله بكم أخيواني
                    55:5 انتقم من الظالمين

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                      • مقدمة: (نداء إلى كل مسلم يريد الوصول إلى الحق وأن يعبد الله على بصيرة).
                      أخي المسلم، أختي المسلمة : لاشك أننا جميعا نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه إلي يوم الدين ، وإن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين ومن لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر وممن نتقرب إلى الله ببغضه وهي من صفات المنافقين الذي قال الله فيهم أنهم في : ( الدرك الأسفل من النار)
                      وإنني أضع بين يديك هذا البحث المتواضع لتقرأه بعين البصيرة تقرأه بغية الوصول للحق وتقرأه بعيدا عن التعصب لعلماء بلدك أو مذهبك أو ما تعوّدت عليه فإن كان ما فيه حقاً قبلته وعملت فيه طاعة لله ورسوله الذي أمرنا باتباع الحق وما كان فيه من باطل أو خطأ فأعيذك بالله أن تتبعه لأننا لسنا متعبدون إلا بالحق الذي دل عليه الدليل الشرعي.
                      وفقنا الله وإياك لسلوك الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا نبينا الكريم والله الموفق وعليه المعتمد والاتكال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،،.

                      • تاريخه:
                      إن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحدا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به .
                      قال الحافظ السخاوي في فتاويه :"عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد".أهـ(1)
                      إذن السؤال المهم : " متى حدث هذا الأمر –أعني المولد النبوي-وهل الذي أحدثه علماء أو حكام وملوك وخلفاء أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم ؟"

                      والجواب على هذا السؤال عند المؤرخ السني ( الإمام المقريزي ) رحمه الله :

                      • يقول في كتابه الخطط ( 1/ ص 490وما بعدها):" ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم"
                      • قال:" وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم( رأس السنة)،ومواسم ( أول العام )،( ويوم عاشوراء) ،( ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ) ، ( ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ، ( ومولد الحسن والحسين عليهما السلام )، ( ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام )،(ومولد الخليفة الحاضر )، ( وليلة أول رجب ) ، ( ليلة نصفه ) ، ( وموسم ليلة رمضان ) ، ( وغرة رمضان )،(وسماط رمضان)،( وليلة الختم )،( وموسم عيد الفطر )،( وموسم عيد النحر )،( وعيد الغدير)،( وكسوة الشتاء)،( وكسوة الصيف )،( وموسم فتح الخليج )،( ويوم النوروز)،(ويوم الغطاس) ، ( ويوم الميلاد ) ،( وخميس العدس) ، ( وأيام الركوبات )"أ.هـ.
                      • وقال المقريزي في إتعاظ الحنفاء(2/48)سنة (394):
                      "وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر".

                      • وقال في موضع آخر (3/99)سنة (517):

                      "وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة".وانظر (3/105).
                      • ووصف المقريزي هيئة هذه الاحتفالات التي تقام للمولد النبوي خاصة وما يحدث فيها من الولائم ونحوها ( أنظر الخطط1/432-433 ، صبج الأعشى للقلقشندي3/498-499).

                      ومن النقل السابق تدبر معي كيف حُشِر المولد النبوي مع البدع العظيمة مثل:

                      -بدعة الرفض والغلو في آل البيت المتمثل في إقامة مولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم.
                      وسيأتي مزيد بسط لبيان أن الدولة العبيدية التي تدعي أنها فاطمية: بأنها دولة باطنية رافضية محاربة لله ولرسوله ولسنته ولحملة السنة المطهرة .

                      - بدعة الاحتفال بعيد النيروز وعيد الغطاس وميلاد المسيح وهي أعياد نصرانية .
                      يقول ابن التركماني في كتابه" اللمع في الحوادث والبدع" (1/293-316 ) عن هذه الأعياد النصرانية :"فصل ومن البدعة أيضا والخزي والبعاد ما يفعله المسلمون في نيروز النصارى و مواسمهم و الأعياد من توسع النفقة " قال :" وهذه نفقة غير مخلوفة وسيعود شرها على المنفق في العاجل والآجل " وقال : " ومن قلة التوفيق والسعادة ما يفعله المسلم الخبيث في يعرف بالميلادة ( أي ميلاد المسيح) ".، ونقل عن علماء الحنفية أن من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب منه فهو كافر مثلهم .وذكر عدد من الأعياد التي يشارك فيها جهلة المسلين النصارى وبين تحريمها بالكتاب والسنة ومن خلال قواعد الشرع الكلية .

                      ذكر من أبطلها من خلفاء الدولة العبيدية الفاطمية:
                      قال المقريزي في خططه (1/432):"وكان الأفضل بن أمير الجيوش قد أبطل أمر الموالد الأربعة : النبوي ، والعلوي ، والفاطمي ، والإمام الحاضر وما يهتم به وقدم العهد به حتى نسي ذكرها فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله ويرددون الحديث معه فيها ويحسنون له معارضة الوزير بسببها وإعادتها وإقامة الجواري والرسوم فيها فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر.."أ.هـ

                      فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين (2).
                      • ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر ( المولد النبوي)؟:
                      قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ص 200-202عن الفاطميين العبيديين:
                      " أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد ) ؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا .

                      وعبيد هذا كان اسمه ( سعيدا) فلما دخل المغرب تسمى ب( عبيد الله ) وزعم أنه علوي فاطمي وادعى نسبا ليس بصحيح -لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه -
                      ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى ب(المهدي) وبنى المهدية بالمغرب ونسبت إليه وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة الإسلامية قتل من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
                      ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه ، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة ( 567)،.

                      وفي أيامهم كثرة الرافضة واستحكم أمرهم ووضعت المكوس على الناس واقتدى بهم غيرهم وأفسدت عقائد طوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام كالنصيرية والدرزية والحشيشية نوع منهم وتمكن رعاتهم منهم لضعف عقولهم وجهلهم مالم يتمكنوا من غيرهم وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة إلى أن من الله على المسلمين بظهور البيت الأتابكي وتقدمه مثل ( صلاح الدين ) فاستردوا البلاد وأزالوا هذه الدولة عن أرقاب العباد .
                      وكانوا أربعة عشر مستخلفا ... يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة العلوية وإنما هي ( الدولة المجوسية أو اليهودية الباطنية الملحدة ).

                      ومن قباحتهم انهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك (أي أنهم علويون فاطميون ) على المنابر ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها وخطب عبدهم جوهر الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة ( المعزية) بنفسه خطبة قال فيها:( اللهم صلي على عبدك ووليك ثمرة النبوة وسليل العترة الهادية المهدية معد أبي تميم الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه الطاهرين وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين ) كذب عدوّ الله اللعين فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ولا في ذريته الباقين والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل رحمة الله عليهم وعلى أمثالهم من الصدر الأول .

                      والملقب بالمهدي لعنه الله كان يتخذ الجهال ويسلطهم على أهل الفضل وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرشهم وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين وأكثر من الجور واستصفاء الأموال وقتل الرجال وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم فيقولون لبعضهم (هو المهدي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجة الله على خلقه ) ويقولون لآخرين (هو رسول الله وحجة الله ) ويقولون لاخرى (هو الله الخالق الرازق) لا اله إلا الله وحده لا شريك له تبارك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم مقامه وزاد شره على شر أبيه أضعافا مضاعفة وجاهر بشتم الأنبياء فكان ينادى في أسواق المهدية وغيرها (العنوا عائشة وبعلها العنوا الغار وما حوى ) اللهم صلي على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين وألعن هؤلاء الكفرة الفجرة الملحدين وارحم من ازالهم وكان سبب قلعهم ومن جرى على يديه تفريق جمعهم وأصلهم سعيرا ولقهم ثبورا وأسكنهم النار جمعا واجعلهم ممن قلت فيهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
                      ولو وفق ملوك الإسلام لصرفوا أعنة الخيل إلى مصر لغزو الباطنية الملاعين فإنهم من شر أعداء دين الإسلام وقد خرجت من حدّ المنافقين إلى حد المجاهرين لما ظهر في ممالك الإسلام من كفرها وفسادها وتعين على الكافه فرض جهادها وضرر هؤلاء أشدّ على الإسلام وأهله من ضرر الكفار إذا لم يقم بجهادها أحد إلى هذه الغاية مع العلم بعظيم ضررها وفسادها في الأرض ".أ.هـ بتصرف يسير.

                      وانظر رحمك الله إلى ما قرره هذا العالم المؤرخ وهو قريب عهد منهم حيث عاش ما بين سنة (599-665)للهجرة النبوية ، وكيف تألم لما حل بالمسلمين من كرب وضيق من جرّاء حكم هؤلاء الباطنيين وعلى هذا فالمولد النبوي أصله ومنشئه من الباطنيين ذي الأصول المجوسية اليهودية المحيين شعائر الصليبية ، ونحن هنا نقول لكل منصف هل يصح أن نجعل أمثال هؤلاء مصدر عباداتنا وشعائرنا ونحن نقول مرة أخرى إن القرون المفضلة التي عاش فيها سلفنا الصالح لم يكن فيها أثر لمثل هذه العبادة منهم أو من أعدائهم أو حتى من جهلتهم وعامتهم أفلا يسعنا ماوسعهم .

                      بيان حكم المولد النبوي وبيان فساد قول من قال بمشروعيته من أوجه عديدة:إعلم رحمني الله وإياك أن ما يسمى بالمولد النبوي ليس مشروعا ولم يدل عليه دليل من كتاب ولا سنة لا إجماع ولا قياس صحيح ولا حتى دليل عقلي ولا فطري وما كان بهذه الصيغة فهو بدعة مذمومة.
                      قال الحافظ ابن رجب (3) :" والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ".
                      ويقول أيضاً (4) : " فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة".
                      والبدعة كذلك " ما لم يشرعه الله من الدين فكل من دان الله بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة وإن كان متاولاً".(5)

                      ويظهر فساد القول بجوازه ومشرعية من خلال الأوجه التاليه:

                      - الوجه الأول :

                      أن هذا الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولاأمر به ولافعله صحابته ولاأحد من التابعين ولا تابعيهم ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى وإنما ظهر- كما تقدم- على ايدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان وهم الباطنيون.
                      إذا تقرر هذا فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعد الله عزو جل صاحبه وفاعله بقوله ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) والذي يفعل ما يسمى بالمولد لاشك انه متبع لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم .

                      - الوجه الثاني:

                      أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وجاء في رواية أخرى ( وكل ضلالة في النار ).
                      فقوله (كل بدعة ضلالة ) عموم لا مخصص له يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله والعلماء مجمعون على انه أمر محدث فصار الأمر إلى ما قلنا أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار أعاذنا الله وإياك منها.

                      الوجه الثالث :

                      أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله بل مردود على صاحبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) ولايكفي حسن النية بل لابد من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.

                      - الوجه الرابع:

                      قال الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ).
                      والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها فهو مكذب بهذه الآية وهو كفر بالله عزوجل فان قال انه مصدق بها لزمه ان يقول ان المولد ليس بعبادة ويكون اقرب الى العبث واللعب منه الى ما يقرب الى الله عزوجل.
                      وقلنا له أيضاً كأنك مستدرك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول .

                      فان قال أنا لا أقول أنها عبادة ولا استدرك على الله ورسوله ومومن بهذه الآية لزمه الرجوع إلى القول الحق وأنها بدعة محدثة هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ربنا ويرضى.

                      - الوجه الخامس :

                      أن الممارس لهذا الأمر- اعني بدعة المولد- كأنه يتهم للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله
                      قال الإمام مالك – رحمه الله (6)-: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا".

                      - الوجه السادس (7) :

                      أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقا خاصة على وجوه وكيفيات خاصة وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها لأن الله اعلم بما يصلح عباده وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد سبحانه والذي يبتدع هذه البدعة راد لهذا كله زاعم أن هناك طرقا أخرى للعبادة وان ما حصره الشارع أو قصره على أمور معينة ليس بلازم له فكأنه يقول بلسان حاله إن الشارع يعلم وهو أيضا يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمرا لم يعلمه الشارع سبحانك هذا بهتان عظيم وجرم خطير وإثم مبين وضلال كبير.

                      - الوجه السابع :

                      أن في إقامة هذه البدعة تحريف لأصل من أصول الشريعة وهي محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ظاهرا وباطنا واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق الذي لايتفق مع مقاصد الشرع المطهر إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرؤوس لان الذي يمارسون هذه البدعة يقولون ان هذا من الدلائل الظاهرة على محبته ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم
                      وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسول لان محبة الله والرسول تكون باتباع سنته ظاهرا وباطنا كما قال جل وعلا( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
                      فالذي يجعل المحبة باقامة هذه الموالد محرف لشريعة الله التي تقول ان المحبة الصحيحة تكون باتباعه صلى الله عليه وسلم ، بل محو لحقيقة المحبة التي تقرب من الله وجعلها في مثل هذه الطقوس التي تشابه ما عند النصارى في أعيادهم وبهذا يعلم أنه ( ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة ).

                      - الوجه الثامن :

                      أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال صلى الله عليه وسلم ( ومن تشبه بقوم فهو منهم ).(8)

                      - الوجه التاسع:

                      أن فيه قدحا في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وأنهم لم يوفوه حقه من المحبة والاحترام لان فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم انهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبآءهم وأمهاتهم رضي الله عنهم وأرضاهم .

                      - الوجه العاشر :

                      ان فاعل هذا المولد واقع فيما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته صراحة فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه وذكر أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم .
                      وما يفعل الآن من الموالد من أبرز مظاهر الإطراء وإذا لم يكن في الموالد-( التي تنفق فيها الاموال الطائلة وتنشد فيها المدائح النبوية التي تشتمل على أعظم أنواع الغلو فيه صلى الله عليه وسلم من إعطائه خصائص الربوبية كما سوف يمر معنا)- إطراء ففي ماذا يكون الإطراء؟

                      الوجه الحادي عشر :

                      وبدعة المولد النبوي مجاوزة في الحد المشروع، ومجاوزة في حد ما امرنا به من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد فليس في شرعنا للمسلمين إلا عيدان فقط ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع .

                      الوجه الثاني عشر:

                      أن فعل المولد غلو مذموم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم و من أعظم الذرائع المؤدية للشرك الأكبر وهو الكفر المخرج من الملة لأن الغلو في الصالحين كان سبب وقوع الأمم السابقة في الشرك وعبادة غير الله عزوجل.
                      وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة للشرك .

                      وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم :( إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) (9) وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال وإن كان سبب وروده في في لقط الجمار ونهيه عن لقط الكبار من الجمار لأنه نوع من الغلو في العبادة ومجاوزة للحد المشروع .

                      ومعلو ان سبب الشرك الذي وقع في بني آدم هو مجاوز الحد والغلو في تعظيم الصالحين فقد جاء في البخاري برقم ( 4920) عن ابن عباس" في قول الله تعالى ( وقالوا لاتذرن ألهتكم ولا تذرن ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسراً ) قال : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت ".
                      وقارن بما حصل عند قوم نوح مع أنهم لم يصرفوا شيئا من العبادة في أول الأمر حتى وقعوا في الشرك والسبب هذه التماثيل وهي مظهر من مظاهر الغلو وانظر ما حصل ويحصل في الموالد فهو ليس من ذرائع الشرك فحسب؛ بل يحصل الشرك بعينه من دعاء لغير الله عزوجل وإعطائه صلى الله عليه وسلم بعض خصائص الرب جل وعلا كالتصرف في الكون وعلم الغيب ففي هذه الموالد يترنمون بالمدائح النبويةوعلى رأسها بردة البوصيري الذي يقول:

                      ياأكرم الخلق مالي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
                      فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم

                      ويقول أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي:
                      نور الهدى قد بدا في العرب والعجم *** سعد السعود علا في الحل والحرم
                      بمولد المصطفى أصل الوجود ومن *** لولاه لم تخرج الأكوان من عدم


                      فماذا بقي لرب العباد إن هذا ليس شركا في الألوهية بل هو شرك في الربوبية وهو أعظم من شرك كفار قريش والعياذ بالله لأن كفار قريش كانوا يعتقدون أن المتصرف في الكون هو الله عزو جل لا أصنامهم وهؤلاء يزعمون أن المتصرف في الكون الذي بيده الدنيا والآخرة هو النبي صلى الله عليه وسلم .

                      وانظر الى قوله ( يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ) فهو يعتبر رسول الله هو الملاذ وهو الذي يستغاث به ويدعوه عند الملمات وهذا هو عين شرك كفار قريش الذي يعبدون الاوثان بل هم احسن حالا منه فهم عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعوا غيرالله .

                      والموالد لايمكن ان تقوم بغير أبيات البردة والله المستعان فهي الشعيرة والركيزة الأساسية في هذه الموالد البدعية.

                      ولولم يكن فيها إلا هذه المفسدة لكفى بها مبرراً لتحريمها والتحذير منها .
                      وإن زعم شخص انه سوف يخليه مما تقدم قلنا له المولد بحد ذاته هو مظهر من مظاهر الغلو المذموم فضلا عما يحتويه من طوام عظيمة وبدعة في الدين محدثة لم يشرعهاولم يأذن بها الله .

                      الوجه الثالث عشر:

                      أن الفرح بهذا اليوم والنفقه فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يفرح فيه والله المستعان.
                      وأما يوم مولده فمختلف فيه ،فكيف تكون عبادة عظيمة تقرب إلى الله واليوم الذي يحتفل فيه غير مجزوم به .
                      يقول الحافظ في فتح الباري ( شرح حديث برقم 3641 ):" . وَقَدْ أَبْدَى بَعْضهمْ لِلْبُدَاءَةِ بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَة فَقَالَ : كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا أَرْبَعَة : مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته , فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة , وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ , فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة "أ.هـ
                      ويقول ابن الحاج في المدخل (2/15):" ثم العجب العحيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عزو جل وفجعة الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لايعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وأنفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به ......". أهـ

                      الوجه الرابع عشر:

                      اشتمال هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور والتي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويجدون فيها بغيتهم مثل: الطرب والغناء واختلاط الرجال بالنساء ويصل الأمر في بعض البلدان التي يكثر فيها الجهل أن يشرب فيها الخمر وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحرومن يحضر هذه الأماكن بغير نية القربة فهو آثم مأزور غير مأجور فكيف إذا انضم إليه فعل هذه المنكرات على أنها قربة إلى الله عزوجل فأي تحريف لشعائر الدين أعظم من هذا التحريف.(10)

                      الوجه الخامس عشر:

                      اشتماله على أنواع عظيمة من البذخ والتبذير وإضاعة الأموال وإنفاقها على غير اهلها.

                      الوجه السادس عشر:

                      أن في هذه الموالد والتي كثرت وانتشرت حتى وصلت في بعض الأشهر أن يحتفلوا بثمان وعشرين مولدا أن فيها من استنفاد الطاقات والجهود والأموال واشغال الأوقات وصرف للناس عن ما يكاد لهم من قبل أعدائهم فتصبح كل أيامهم رقص وطرب وموالد فمتى يتفرغون لتعلم دينهم ومعرفة ما يخطط لهم من قبل أعدائهم ولهذا لما جاء المستعمرون للبلاد الإسلامية حاولوا القضاء على كل معالم الإسلام وصرف الناس عن دينهم ومحاولة إشاعة الرذيلة بينهم وما كان من تصرفات المسلمين فيه مصلحة لهم وفت في عضد المسلمين وإضعاف لشانهم فإنهم باركوه وشجعوه مثل الملاهي والمحرمات ونحوها ومن ذلك البدع المحدثة التي تصرف الناس عن معالم الإسلام الحقيقية مثل بدعة المولد وغيرها من الموالد ، بل مثل هذه البدع من أسباب تخلف المسلمين وعدم تقدمهم على غيرهم .

                      يقول السيد رشيد رضا في المنار (2/74-76):" فالموالد أسواق الفسوق فيها خيام للعواهر وخانات للخمور ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس ....(إلى أن قال ): فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فهم ولا مراعاة شرع اتخذوا الشيوخ أنداداً وصار يقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على الخير ونتيجة لذلك كله ؛ أن المسلمين رغبوا عما شرع الله إلى ما توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوهم أنداداً وصاروا كالإباحيين في الغالب فلاعجب إذا عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف وحرموا ماوعد الله المؤمنين من النصر لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين ولم يكن في القرن الأول شيئ من هذه التقاليد والأعمال التي نحن عليها بل ولا في الثاني ولايشهد لهذه البدع كتاب ولاسنة وإنما سرت إلينا بالتقليد أو العدوى من الامم الأخرى ، إذ رأى قومنا عندهم أمثال هذه الاحتفالات فظنوا أنهم إذا عملوا مثلها يكون لدينهم عظمة وشأن في نفوس تلك الأمم فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه ".أ.هـ

                      نابليون المستعمر الفرنسي يحي المولد ويدعمه:

                      واسمع إلى ما يحدثنا به المؤرخ المصري الجبرتي في كتابيه عجائب الآثار(2/249،201) ومظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس ص47
                      تحدث وذكر ان المستعمرين الفرنسيين عندما احتلوا مصر بقيادة نابليون بونابرت انكمش الصوفيه وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحياءها ودعمها
                      قال في مظهر التقديس :" وفيها (أي سنة 1213هـ في ربيع الأول ):سأل صاري العسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف فلم يقبل وقال (لابد من ذلك ) واعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم واحرقوا حراقة في الليل وسواريخ تصعد في الهواء ونفوطاً".

                      ولعل سائلا يسأل ما هدفهم من تأييد ودعم مثل هذه البدع وهذه الموالد؟
                      ندع الجواب للمؤرخ الجبرتي المعاصر لهم حيث يقول في تاريخ عجائب الآثار(2/306):
                      " ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات ".

                      أقوال أهل العلم في المولد :

                      لقد أفتى علماء العالم الإسلامي على اختلاف أماكنهم وأزمانهم ومذاهبهم الفقهية بحرمة عمل المولد وأنه من البدع المحدثة التي لاأصل لها وإليك بعضهم:

                      • شيخ الإسلام ابن تيمية وهو من علماء الشام ومن المجتهدين.(انظر اقتضاء الصراط المستقيم ( 2 /619 )، ومجموع الفتاوى( 1/312 ) .
                      • العلامة الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني له رسالة بعنوان (المورد في الكلام على عمل المولد). وهو عالم مالكي المذهب ت بالاسكندرية سنة 734هـ.
                      • الاستاذ ابو عبد الله محمد الحفار له فتاوى ذكرها الونشريسي في المعيار المعرب.وهو من علماء المغرب.
                      • العلامة ابن الحاج ابو عبد ال محمدبن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي ت بالقاهرة (732هـ)له كلام نفيس في المدخل بداية الجزالثاني
                      • الشيخ العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية.
                      • الشيخ على محفوظ في كتابه الإبداع في مضار الابتداع .
                      • الإمام الشاطبي وله كلام نفيس في فتوى له في كتاب طبع باسم فتاوى الإمام الشاطبي وهو عالم مالكي أندلسي.
                      • الشيخ رشيد رضا في أكثر من موضع من مصنفاته كما في المنار (9/96)، (2/74-76) (17/111) (29/ 664-668).وفتاواه (الجزء الخامس في الصفحة 2112-2115) و(الجزء الرابع في الصفحة 1242-1243).
                      • الشيخ أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي وهو من علماء الهند ( أنظر رسالة الشيخ حمود التويجري ص235 ط. العاصمة ضمن المجموع في الرسائل الخاصة ببدعة المولد ).
                      • الشيخ بشير الدين القنوجي وهو من علماء الهند وهو شيخ أبي الطيب ( المصدر السابق ).
                      • الشيخ فوزان السابق كما في كتابه البيان والإشهارص 299.
                      • الشيخ محمد بن عبد السلام خضر الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات .
                      • شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
                      • العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في الدرر السنية.
                      • العلامة الشيخ محمد بن ابراهيم له رسالة في إنكار عمل المولد وانظر مجموع فتاواه (3/48-95)فقد اشتملت على عدد من الفتاوى المتنوعة حول المولد .
                      • العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في رسالته هداية الناسك إلى أهم المناسك .
                      • العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز له رسالة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي .
                      • العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري في رسالة بعنوان ( الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي).
                      • الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري له رسالة وهي من أجود مارأيت بعنوان القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل.
                      • العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين.
                      • الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين .
                      • الشيخ صالح بن فوزان الفوزان .
                      • هناك فتاوى متناثرة في مجلة التوحيد التي تصدر في مصر عن جماعة أنصار السنة المحمدية .


                      ==========


                      (1) نقلا عن سبل الهدى والرشاد للصالحي (1/439) ط. وزارة الأوقاف المصرية .
                      (2) وقد قرر هذا جماعة من المتأخرين منهم :
                      - العلامة الحنفي مفتي الديار المصرية سابقا الشيخ ( محمد بخيت المطيعي في كتابه " أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام".
                      - الأستاذ الشيخ على محفوظ في كتابه" الإبداع في مضار الإبتداع ".
                      - الشيخ إسماعيل الأنصاري في كتابه :" القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل ".
                      - والشيخ بن منيع في رده على المالكي .
                      - وانظر بقية من قال به من أهل العلم لما نقله مشهور حسن سلمان في تعليقه أثناء تحقيقه لكتاب " الباعث على إنكار البدع والحوادث " ص 96 في الحاشية .
                      (3) جامع العلوم والحكم (2/127).ت: الارناؤوط.
                      (4) المصدر السابق ( 2/128).
                      (5) أنظر مجموع الفتاوى (18/346).
                      (6) الاعتصام (1/49).
                      (7) اقتبست هذا الوجه من الإما م الشاطبي في الاعتصام (1/49).
                      (8) أنظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/581).
                      (9) الحديث صحيح : أخرجه أحمد(215،347) .
                      (10) أنظر مبحثا نفيسا لابن الحاج في كتابه المدخل (2/ من بداية الجزء ) فقدد ذكر ما يحدث من عظائم الأمور والمنكرات ما يندى له الجبين ، وانظر مانقله الشيخ اسماعيل الانصاري في رسالته القيمة (القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل ص648) ط. دار العاصمة والتي جمعت عددا من الرسائل في حكم المولد. مجلدين .



                      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم


                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        هذا لمن إفترى الكذب على شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله


                        شيخ الإسلام وبدعة الاحتفال بالمولد النبوي



                        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

                        فإننا في هذه السطور تنشرح منا الصدور، لأننا أمام إمام همام، ومجاهد ببنانه وسنانه، قد قاتل أعداء الله وجاهد في الله حق جهاده بسلاحين حملهما بيده، أحدهم: السيف والرمح، وثانيهما القرطاس القلم، فكأن أحمد بن الحسين عناه بقوله:
                        الخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
                        إنه شيخ الإسلام أحمد بن عبد السلام بن تيمية الحراني.

                        وما يعنينا هنا هو أمر منافحته عن دين الله بقلمه ولسانه، ومناظرته ومقابلته للطوائف الضالة والمبتدعة، وقوة اطلاعه على مذاهب القوم، وقوة حجته، وتمكنه من الرد الرصين الذي يزهق معه الباطل.

                        ولقد قال فيه ابن الزملكاني إمام الشافعية في زمن ابن تيمية:

                        ( كانت الفقهاء من سائر الطوائف إذا جالسوه استفادوا في مذاهبهم منه أشياء، ولا يُعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم سواء كان من علوم الشرع أو غيرها إلا فاق فيه أهله ).

                        ولنأخذ نموذجاً واحداً من قوة حجته وسرعه بديهته، واستحضار جوابه، حين يكون الموقف مستدعياً لذلك: جاء إنسان إلى الشيخ يوماً بخبز يابس فقال: يا سيدي قد جِبتُ هذا من صماط الخليل على اسمك فقال له: ( مالي به حاجة، أنا حاجتي إلى الدين الذي عليه الخليل، ومتابعة ملة الخليل الذي أمر الله أمه محمد بمتابعته، مالي حاجة بهذا الخبز، والخليل ما عمل هذا ! ولا أمر بهذا العدس ! ولا كان يطعم ويضيف غير اللحم، قال تعالى ( فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين )، وأما العدس فإنه شهـوة اليهود وقد سئـل عبد الله بن المبارك رضي الله عنه - فقيل له: جاء في الحديث أن العـدس قدَّسه سبعون نبي، فقـال: ( لن ولا نصف نبي) ( ص 139) من الجامع لسيرة ابن تيمية

                        ومواضع العجب في هذا الموقف القوي الذكي ما يلي:
                        1- قوله: أنا حاجتي إلى الدين الذي عليه الخليل ! لقوله تعالى (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) ( ثم أو حينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا).
                        2- قوله: والخليل ما عمل هذا لقوله تعالى ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين )
                        3- قوله: وأما العدس فإنه شهوة اليهود، لقوله تعالى: (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسه....)
                        4- قوله: ولا كان يطعم ويضيف غير اللحم، واستدلاله بقوله تعالى: (فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين)
                        5- إيراده لقول ابن المبارك ( لن، ولا نصف نبي) ليبين أن الحديث موضوع مكذوب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

                        فهذه خمس حجج قابلة للزيادة من موقف يسير عابر لابن تيمية مع هذا الرجل الجاهل، فما بالك إذا استوفز واستعد للرد فسيكون - بلا شك - أكثر تمكناً وتنفيد.

                        وإن من البدع التي قام شيخ الإسلام بردِّها والاعتذار عما حصل من أهله، ما يسمى ببدعة الاحتفال بليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي يعتقد الجهال أنه يشرع الاحتفال به، وأنها توافق الليلة الثانية عشرة من ربيع الأول من كل سنة.

                        وقد صُغْتُ مقابلةً مع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - فتصورت شيخ الإسلام جالساً على كرسي الإفتاء وهو بحرّان في الشام، وتحت كرسيه بعض الذين يحيون - بل يميتون - ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، وتخيلت أنهم يسألونه أسئلة ويجيبهم عليه.

                        علماً أنني ذكرت كلام شيخ الإسلام بنصه وفصِّه، ولم أغير منه شيئاً إلا ما استدعى الاختصار فقط وهو يسير، وإنما أنزلت على تقريرات شيخ الإسلام أسئلةً رأيتها تطابق ما قرره - رحمه الله تعالى -.

                        فما أسئلة أهل المولد النبوي، وما إجابات شيخ الإسلام المسددة الموفقة؟! فإلى ذلك اللقاء الحافل أذهب بكم وأترككم هناك مع المقدم للّقاء والمنسق له.

                        يبتديء المقدم قائلاً: قد وردَتنا أسئلة كثيرة وشبهات من الذين يعتقدون سنية إحياء ليلة المولد النبوي، فنترككم أعزائي القراء ومع ما يطرحون من إشكالات واستفسارات.

                        س1: البدع التي يقع فيها الناس، ما سبب انتشارها وظهوره؟
                        أصل الضلال في أهل الأرض؛ إنما نشأ من هذين: إما اتخاذ دين لم يشرعه الله، أو تحريم ما لم يحرمه الله...فالأصل في العبادات: أن لا يشرع منها إلا ما شرع الله، والأصل في العادات: أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله، وهذه المواسم المحدثة؛ إنما نهى عنها لما حدث فيها من الدين الذي يتقرب به(ص 369 )

                        س2: كيف تمنعوننا من إحياء ليلة المولد، وقد اعتدنا عليها في بلادنا وأفتى بها كثير من علمائنا وشارك فيها معظم عبادنا، فما ردّكم؟
                        المخصص هو الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع نصاً واستنباط، وأما عادة بعض البلاد أو أكثره، وقول كثير من العلماء أو العباد أو أكثرهم ونحو ذلك؛ فليس مما يصلح أن يكون معارضاً لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يعارض به.( ص 271 )

                        س3: نحن نسمع من مشايخنا أن ( ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ) ومادام أن ليلة المولد قد أجمع الناس عليها فهي إذاً أمر حسن، فما ردَّكم؟
                        ج: من اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليه، بناء على أن الأمة أقرَّتها ولم تنكره؛ فهو مخطئ في هذا الاعتقاد؛ فإنه لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المحدثة المخالفة للسنة.ولا يجوز دعوى إجماع بلد أو بلدان من بلدان المسلمين فكيف بعمل طوائف منهم؟ !...

                        والإحتجاج بمثل هذه الحجج، والجواب عنها معلوم أنه ليس طريقة أهل العلم، لكن كثرة الجهالة قد يستند إلى مثلها خلق كثير من الناس.( ص 271 + 272 )

                        س4: نعم ! نحن نقرأ أن ليلة المولد بدعة لم تفعل في عهد الصحابة رضي الله عنهم، لكنها بدعة حسنة؛ وليست قبيحة، فحينئذ لا ينهى عنه؟
                        ج: هَبْ أن البدع تنقسم إلى حسن وقبيح ! فهذا القدر لا يمنع أن يكون هذا الحديث(كل بدعة ضلالة) دالاً على قبح الجميع، لكن أكثر ما يقال: إنه أذا أثبت أن هذا حسن يكون مستثنى من العموم، وإلا فما الأصل أن كل بدعة ضلالة؟ ! ( ص 274 )

                        س5: هل يمكن أن تعطينا قاعدة منضبطة نقيس عليها هذه الأمر الذي تفتي بأنه بدعة وضلالة؟
                        جـ - كل أمر يكون المقتضي لفعلــه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً لوكان مصلحـة، ولم يفعل: أنه ليس بمصلحة.( ص 279)

                        س6: لو سلَّمنا يا إمام أن المولد النبوي بدعة، فما الضرر الحاصل من جراء ذلك؟
                        جـ - الشرائع أغذية القلوب، فمتى اغتذت القلوب بالبدع لم بيق فيها فضل للسنن، فتكون بمنزلة من اغتذى بالطعام الخبيث..وفعل هذه البدع تناقض الاعتقادات الواجبة، وتُنازع الرسلَ ما جاءوا به عن الله، وأنها تورث نفاق، ولوكان نفاقاً ضعيف..فمن تدبر هذ: " علم يقيناً ما في حشو البدع من السموم المضعفة للإيمان.ولهذا قيل: إن البدع مشتقة من الكفر ( ص 281 و 289 )

                        س7: يا أيها الإمام: ولماذا نلام على فعلها وقد فعلها قوم كرام، وهم في الفضل والمكانة بالمقام الأرفع؟!
                        جـ - إذا فعلها قوم ذوو فضل؛ فقد تركها قوم في زمان هؤلاء معتقدين لكراهته، وأنكرها قوم كذلك.وهؤلاء التاركون والمنكرون إن لم يكونوا أفضل ممن فعله، فليسوا دونهم في الفضل.ولو فرضوا دونهم في الفضل، فتكون حينئذٍ قد تنازع فيها أولو الأمر؛ فترد إذاً إلى الله والرسول.وكتاب الله وسنة رسوله مع من كرهها لا مع من رخص فيه، ثم عامة المتقدمين الذين هم أفضل من المتأخرين مع هؤلاء التاركين المنكِرين.( ص 291 )

                        س8: لكن يا أيها الشيخ المبجل الموصوف بشيخ الإسلام: ألا ترى ما في إحياء هذه الليلة من المصالح والمنافع، ومنها كثرة الصلاة والسلام على رسول الله، وكثرة الصدقات على الفقراء، واجتماع كثير من المسلمين، ولقاء بعضهم ببعض، وغيرها من المصالح والمنافع؟
                        جـ - أما مافيها من المنفعة: فيعارضه ما فيها من مفاسد البدعة الراجحة، منها - مع ما تقدم - من المفسدة الاعتقادية والحالية -: أن القلوب تستعذبها وتستغني بها عن كثير من السنن، حتى تجد كثيراً من العامة يحافظ عليها ما لا يحافظ على التراويح والصلوات الخمس.( ص291 )

                        س9: إذ: هل نفهم من خلال كلامكم السابق كلِّه أن الذي يحيي هذه الليلة مأزور غير مأجور؟
                        جـ - تعظيم المولد واتخاذه موسم، قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم..والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع ( ص 297 و 294 )

                        س10: إذاً لماذا تنكرون علينا هذا الإنكار، ولنا في عملنا بعض الأجر يا إمام؟
                        ج - أكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع؛ مع مالهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يُرجى لهم به المثوبة: تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أُمروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يُحلّي المصحف ولا يقرأ فيه، أو يقرأ فيه ولا يتبعه...

                        ويَحسن من بعض الناس ما يُستقبح من المؤمن المسدَّد، ولهذا (( قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: إنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك، فقال: دَعْهُ؛ فهذا أفضل ما أُنفق فيه الذهب )) أو كما قال، مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة...وإنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة، وفيه مفسدة كره لأجله، فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا وإلا اعتاضوا هذا الفساد الذي لا صلاح فيه.(ص297و296)

                        س11: هل يمكن أن توضح لنا - رحمك الله - كلامك الأخير: أهو موافقة لنا أم ماذا ؟
                        جـ - التمييز بين جنس المعروف وجنس المنكر، وجنس الدليل وغير الدليل يتيسر كثير، فأما مراتب المعروف والمنكر ومراتب الدليل؛ بحيث تقدم عن التزاحم أعرف المعروفَين فتدعو إليه، وتنكر أنكر المنكَرَين، وترجح أقوى الدليلين؛ فإنه هو خاصة العلماء بهذا الدين....وهؤلاء خير ممن لا يعمل عملاً صالحاً مشروعاً ولا غير مشروع، أو من يكون عمله من جنس المحرم، كالكفر والكذب والخيانه والجهل.

                        س12: إذ: هل نحن أفضل أم الذين يعتقدون بدعية المولد النبوي؟
                        جـ- من تعبّد ببعض هذه العبادات المشتملة على نوع من الكراهة، كالوصال في الصيام..أو قصد إحياء ليالٍ لا خصوص له..؛ قد يكون حاله خيراً من حال البطّال الذي ليس فيه حرص على عبادة الله وطاعته، بل كثير من هؤلاء الذين ينكرون هذه الأشياء، زاهدون في جنس عبادة الله..لكن لا يمكنهم ذلك في المشروع، فيصرفون قوّتهم إلى هذه الأشياء، فهم بأحوالهم منكرون للمشروع وغير المشروع، وبأقوالهم لا يمكنهم إلا إنكار غير المشروع.

                        ومع هذ: فالمؤمن يعرف المعروف وينكر المنكر، ولا يمنعه من ذلك موافقة بعض المنافقين له ظاهراً في الأمر بذلك المعروف، والنهي عن ذلك المنكر، ولا مخالفة بعض علماء المؤمنين. ( ص 299 )

                        س13: لكن نرى من إخواننا الذين ينكرون علينا هذا الأمر نوعاً من الشدة والغلظة في الإنكار، فما وصيتكم لنا ولهم؟
                        جـ- هذا قد ابتلى به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة، فعليك هنا بأدبين: أحدهم: أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطناً وظاهراً في خاصتك وخاصة من يطيعك، واعرف المعروف وأنكر المنكر

                        الثاني: أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان، فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه، فلا تدع إلى ترك منكر بفعل ماهو أنكر منه، أو بترك واجب أو مندوب تركه أضرّ من فعل ذلك المكروه، ولكن إذا كان في البدعة نوع من الخير؛ فعوِّض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان.إذ النفوس لا تترك شيئاً إلا بشيء، ولا ينبغي لأحد أن يترك خيراً إلا إلى مثله أو إلى خير منه.فإنه كما أن الفاعلين لهذه البدع معيبون قد أتوا مكروه؛ فالتاركون أيضاً للسنن مذمومون..وكثير من المنكرين لبدع العبادات تجدهم مقصرين في فعل السنن..ولعل حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العادات المشتملة على نوع من الكراهة..فتفطن لحقيقه الدين، وانظر ما اشـتملت عليه الأفعـــال من المصـالح الشرعيـــة والمفاسـد؛ بحيث تعرف ما ينبغي من مراتب المعروف ومراتب المنكر، حتى تقدم أهمها عند المزاحمة؛ فإن هذا حقيقة العمل بما جاءت به الرسل ( ص 296 - 298 ).

                        س14: هل معنى ما تقدم من تحذيـركم من المولد، ألا نمدح الرسـول صلى الله عليه وسلم ولا نتـذكـر سيرته، ولا نجتمع على ذلك في أي ليلة من ليالي السنة؟
                        جـ- الاجتماع لصلاة تطوع، أو استماع قرآن، أو ذكر الله ونحو ذلك: إذا كان يُفعل ذلك أحياناً فهذا أحسن...فأما اتخاذ اجتماع راتب يتكرر بتكرر الأسابيع والشهور والأعوام، غير الاجتماعات المشروعة؛ فإن ذلك يضاهي الاجتماعات للصلوات الخمس وللجمعة والعيدين والحج، وذلك هو المبتدع المحدث. ففرق بين ما يتخذ سنة وعادة؛ فإن ذلك يضاهي المشروع..

                        عن الكوسج أنه قال لأبي عبد الله [الإمام أحمد]: يكره أن يجتمع القوم يدعون الله، ويرفعون أيديهم؟ قال: ما أكره للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد، إلا أن يكثروا)) وإنما معنى أن لا يكثرو: أن لا يتخذوها عادة حتى يكثرو.. فقيَّد أحمد الاجتماع على الدعاء بما إذا لم يُتخذ عادة..

                        فإذا أحدث اجتماع زائد على هذه الاجتماعات معتاد: كان ذلك مضاهاة لما شرعه الله وسنّه..وقد ذكرتُ فيما تقدم-: أنه يكره اعتياد عبادة في وقت إذا لم تجىء بها السنة، فكيف اعتياد مكان معين في وقت معين؟! ( ص 303و 304و 306 و 377 ).

                        مقدم ومنسق اللقاء:

                        نشكر للإمام شيخ الإسلام ابن تيمية تفضله بهذ التبيين والتقعيد لهذه المسألة، والتي لم يدع بعدها شكاً لمرتاب يدّعي سُنِّيَّته، وإنما يخرج القارىء-بإذن الله-بأن إحياء ليلة المولد النبوي بدعة في الدين وضلالة يجب تركها وإنكارها والإنكار على من فعله.

                        فجزى الله شيخ الإسلام عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ورفع الله منزلته في عليين، وحشرنا في زمرته غير مغيرين ولا مبدلين ولا مبتدعين في الدين؛ بل متبعين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

                        وصلى الله وسلم على نبينا محمد

                        * ملحوظة مهمة: جميع ما نقلته عن شيخ الإسلام إنما هو موجود بنصه في كتاب الحافل العظيم: ((اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)) ط: الكتب العلمية ووضعت بعد كل نقل رقم الصفحة.


                        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        التعديل الأخير تم بواسطة ابو البراء الفلسطيني; الساعة 16-03-2008, 05:48 AM.

                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله فيك اخي ابو البراء الفلسطيني


                          اللهم انتقم لنا ممن ظلممنا واذانا أنت حسبما ونعم الوكيل

                          تعليق


                          • #14
                            يا أخوة هداكم الله

                            كل شيء لمنفعة المسلمين فهو جائز

                            هداكم الله

                            مثلا

                            لا وجود للطائرات زمن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

                            وعندما كانوا يحجون لمكة كانوا إما سيرا أو ركوبا على الابل أو الحصن أو أو أو

                            فهل نستطيع القول لا يجوز الحج عن طريق ركوب الطائرات أو السيارات أو الباصات على اعتبار أنها لم تكن موجودة زمن الرسول الاكرم والصحابة

                            هداكم الله كل شيء له منفعة ويصب لمصلحة الدين فهو جائز دون افتاء

                            مع العلم أن الوهابية هم من حرموا وقالوا انها بدع (الاحتفال بالمولد النبوي الشريف)

                            يا أخوة مرة أخرى كل ما يصب لمصلحة المسلمين والمؤمنين فهو جائز

                            ولماذا تتمسكون بآراء الوهابية وتتركون كل العلماء وجوازهم للاحتفال بالمولد النبوي الشري

                            هداكم الله

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ابو البراء الفلسطيني مشاهدة المشاركة
                              بسم الله الرحمن الرحيم


                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



                              أولا بارك الله بالأخ الذي كتب الموضوع , وبارك الله بمن أفتى بعدم جواز الإحتفال بالمولد النبوي


                              يا كونتا كونتي , أعطيني دليل أن الصحابة رضي الله عنهم والخلفاء الأربع والتابعين أجازوا هذا الأمر أو قام أحدهم بهذا الفعل البدعي

                              بل حتى ما نقلته عن شيخ الإسلام بن تيمية غير صحيح وهو إفتراء على شيخ الإسلام وكذب لا يصح عنه شيء , ولي عودة لتوضيحه

                              عجيب أمرك يا كونتا كونتي , أعطيني أقوال ابن القيم والإمام أحمد بن حنبل والشافعي والمالكي والحنفي كل واحد منهم يجيز ما تفضلت به

                              وأعطيني أقوال الإمام العالم المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله , يجيز ما تقول

                              الذي أفتى ما تفضلت به , هم أهل التصوف والبدع , وهم بالتحديد أيضا ما يسمى بالإخوان المسلمين , فهم لا يخفى على أحد أنهم من ينشر البدع بين الناس ويضل الناس ويميع الدين والعقيدة

                              أما ما تفضلت به عن قولك كثير من العلماء اجاز الإحتفال فهذا بهتان عظيم , الذي أجازه اصجاب البدع والأهواء الفاسدة , وأصحاب التصوف والقبورية , وليس سلف الأمة والأتباع والتابعين

                              ولي عودة


                              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              وهل كان الصحابة يحجون بالطائرات

                              أعطني يا أخي دليل مثلا

                              لماذا لا يعتبر الحج بالطائرات غير جائز

                              مع أن الطائرات لم تكن زمن الرسول الكريم والصحابة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X