بســـــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
شــــــــروط لا إله إلا الله
الشيخ أبو بصير
الشيخ أبو بصير
مقدمة هـــامة :
1- إن النصوص التي تفيد دخول الجنة لمن لم يعمل خيراً قط يجب أن تـُحمل على أن هذه الخطايا مهما عظمت فإنها خالية من الشرك أو الكفر الأكبر؛ لأن الشرك بمفرده يحبط العمل كلياً حتى لو كان صاحبه عنده من الأعمال الحسنة ملء السماوات والأرض ..
قال تعالى:] إنه من يُشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة [المائدة:72.
وغيرها من النصوص التي تفيد انتفاء الانتفاع من الحسنات المقرونة مع الشرك ..
فكما أن التوحيد الخالص ينفع صاحبه مهما كان منه من عمل طالح عدا الشرك، كذلك الشرك فإنه ينفي النفع عن صاحبه مهما كان منه من عمل صالح، وهذه قاعدة سنية مطردة ـ دلت عليها نصوص الكتاب والسنة ـ
قال تعالى:] إنه من يُشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة [المائدة:72.
وغيرها من النصوص التي تفيد انتفاء الانتفاع من الحسنات المقرونة مع الشرك ..
فكما أن التوحيد الخالص ينفع صاحبه مهما كان منه من عمل طالح عدا الشرك، كذلك الشرك فإنه ينفي النفع عن صاحبه مهما كان منه من عمل صالح، وهذه قاعدة سنية مطردة ـ دلت عليها نصوص الكتاب والسنة ـ
2- إن الكفر والإيمان لا يمكن أن يجتمعان في الظاهر كذلك لا يمكن أن يجتمعان في الباطن في قلبٍ واحدٍ؛ فإذا حل الكفر في القلب أخرج الإيمان منه كلياً، وكذلك الإيمان لا يمكن أن يحل في القلب إلا بعد أن ينتفي منه الكفر أو الشرك مطلقاً، كما قال :" لا يجتمعُ الإيمان والكفر في قلب امرئٍ "
لكن يمكن أن يجتمع في القلب إيمان ومعصية، أو إيمان وكفر أصغر، أو شرك أصغر .. والإيمان في هذه الحالة ينفع صاحبه .
لكن يمكن أن يجتمع في القلب إيمان ومعصية، أو إيمان وكفر أصغر، أو شرك أصغر .. والإيمان في هذه الحالة ينفع صاحبه .
3- انه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون الموحدون .. فمهما قيل في وصف بعض العُصاة الذين يدخلون الجنة فمعاصيهم لا تخرجهم عن كونهم من المؤمنين الموحدين الذين استوفوا التوحيد شروطه .. والموحد لا يكون موحداً إلا إذا انتفى عنه مطلق الشرك الأكبر، وأفرد ربه وحده بالعبادة .
كما في الحديث المتفق عليه:" لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة " .
كما في الحديث المتفق عليه:" لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة " .
4- عند الحديث عن المسائل الكلية العامة كالتوحيد، والوعد والوعيد، وما يتعلق بذلك من مسائل الكفر والإيمان .. لا بد من مراعاة جميع النصوص الشرعية ذات العلاقة بالموضوع، وإعمالها بعضها مع بعض وجنباً إلى جنب من دون إهمال أو ترك شيءٍ منها، فما يُطلقه نص قد يخصصه ويقيده نص آخر، وما يُشكل معناه في نص قد يفسره نص آخر ،
ومن القواعد المتفق عليها بين جميع أهل العلم، والتي دلت عليها نصوص الشريعة: رد المتشابه من الدين إلى المحكم منه، وجعل المحكم منه حكماً يُرد إليه المتشابه، ليفسره ويُبين المراد منه .. وليس العكس !!
ومن القواعد المتفق عليها بين جميع أهل العلم، والتي دلت عليها نصوص الشريعة: رد المتشابه من الدين إلى المحكم منه، وجعل المحكم منه حكماً يُرد إليه المتشابه، ليفسره ويُبين المراد منه .. وليس العكس !!
معنى لا إله إلا الله .
لا إله إلا الله تعني: أن لا مألوه ولا معبود بحق في الوجود إلا الله تعالى .. فهي تقوم على ركنين أساسيين: ركن يتضمن جانب النفي المطلق لوجود الآلهة التي تستحق أن تُعبد في شيء، وهو المراد من الشطر الأول من الشهادة " لا إله .." .
وركن آخر يتضمن جانب الإثبات؛ إثبات أن المعبود بحق هو الله تعالى وحده، وهو المراد من الشطر الثاني من الشهادة " إلا الله .." .
ولا يكون المرء مؤمناً حتى يأتي بالركنين معاً: النفي والإثبات اعتقاداً، وقولاً، وعملاً ظاهراً وباطناً.
قال تعالى عن نبيه إبراهيم ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون . إلا الذي فطرني فإنه سيهدين )الزخرف:26-27.
ولا يكون المرء مؤمناً حتى يأتي بالركنين معاً: النفي والإثبات اعتقاداً، وقولاً، وعملاً ظاهراً وباطناً.
قال تعالى عن نبيه إبراهيم ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون . إلا الذي فطرني فإنه سيهدين )الزخرف:26-27.
قولنا " بحق " لتخرج بهذا الضابط الهام الآلهة الكاذبة التي تُعبد من دون الله بغير وجه حق عن وصفها وكونها آلهة تستحق أن تُعبد .. فهي إذ تُعبد من دون الله تعالى؛ تُعبد كآلهة مزيفة لا تستحق أن يُصرف إليها شيء مما يدخل في معنى العبادة.
بهذا التعريف والتفسير لشهادة التوحيد ندرك فساد من يُعرِّف ـ وما أكثرهم في زماننا ـ شهادة التوحيد ويُفسرها بتوحيد الربوبية فقط؛ كقولهم معناها: لا خالق ولا ضار ولا نافع، ولا رازق، ولا مميت، ولا محيي، ولا مالك إلا الله I ..!
وهذا المعنى وإن كان حقاً من جهة أن الله تعالى هو المتصف بجميع ما تقدم، إلا أنه ليس هو المعنى المراد وحده من شهادة التوحيد لا إله إلا الله ..!
بل هذا المعنى كان المشركون من قبل يقرون به، ولا يُخالفون عليه الأنبياء، وإنما خالفوهم في الإله المستحق للعبادة، حيث صرفوا العبادة لآلهتهم وطواغيتهم وأصنامهم من دون الله تعالى مع علمهم وإقرارهم أن الخالق والمالك والضار والنافع هو الله وحده ..!
لأجل ذلك كانوا كفاراً ومشركين، استحقوا الجهاد والقتال من قِبل الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم .
كما قال تعالى:(ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنَّ الله ) لقمان:25. وقال تعالى:( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون )المؤمنون:84-85 . ومع ذلك كانوا مشركين من جهة صرف العبادة لغير الله تعالى.
شهادة التوحيد لا إله إلا الله تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات .
كما قال تعالى:(ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنَّ الله ) لقمان:25. وقال تعالى:( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون )المؤمنون:84-85 . ومع ذلك كانوا مشركين من جهة صرف العبادة لغير الله تعالى.
شهادة التوحيد لا إله إلا الله تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات .
معنى الشرط :-
الشرط:عرف الأصوليون الشرط بأنه هو ما يتوقف وجود الشيء على وجوده، ولا يلزم من وجوده وجود الشيء، لكن يلزم من عدمه عدم ذلك الشيء .
فشهادة التوحيد من شروطها مثلاً: النطق والإقرار؛ لا تتحقق ولا تصح لا إله إلا الله إلا به، ولا يلزم من وجوده منفرداً ـ من دون بقية الشروط والأركان ـ وجود وتحقق لا إله إلا الله، ولكن عدم وجود هذا الشرط وغيابه يستلزم غياب وإنتفاء لا إله إلا الله كلياً .
فشهادة التوحيد من شروطها مثلاً: النطق والإقرار؛ لا تتحقق ولا تصح لا إله إلا الله إلا به، ولا يلزم من وجوده منفرداً ـ من دون بقية الشروط والأركان ـ وجود وتحقق لا إله إلا الله، ولكن عدم وجود هذا الشرط وغيابه يستلزم غياب وإنتفاء لا إله إلا الله كلياً .
وهكذا بقية شروط لا إله إلا الله ـ التي سنأتي على ذكرها بالتفصيل إن شاء الله .
شروط لا إله إلا الله :-
لا إله إلا الله لها شروط عدة، لا يصح إيمان صاحبها إلا بها وهي:
الشرط الأول: النطق والإقرار .
حيث لا بد للمرء ابتداءً إن أراد الدخول في الإسلام، وأن يُجرى عليه حكمه ووصفه .. من أن يقر لفظاً بشهادة التوحيد، وصيغتها " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله " .
ومن أبى ـ مع القدرة ـ أن يقر بالشهادة لا يكون مسلماً معصوم الدم بالإسلام، وقال :" أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويُقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءَهم وأموالهم إلا بحقِّ الإسلام وحسابهم على الله " متفق عليه .
ومن أبى ـ مع القدرة ـ أن يقر بالشهادة لا يكون مسلماً معصوم الدم بالإسلام، وقال :" أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويُقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءَهم وأموالهم إلا بحقِّ الإسلام وحسابهم على الله " متفق عليه .
مسألة: هل يُجزئ عن شهادة التوحيد شيء ..؟
الراجح أن المرء لا يُجزئه شيء عن التلفظ بشهادة التوحيد إلا الصلاة، فمن رؤي يُصلي ولم يُعلم عنه من قبل التلفظ بشهادة التوحيد، يُحكم عليه بالإسلام، وتُجرى عليه أحكامه ومتعلقاته من حقوق وواجبات، لورود النص في ذلك.
قال عليه الصلاة والسلام :" من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله " البخاري .
قال عليه الصلاة والسلام :" من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله " البخاري .
يتبـــع إن شاء الله ...
تعليق