إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، يمن على عباده في كل زمان فترة من المرسلين، بوجود الدعاة المصلحين، والأئمة المهديين، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأستعينه على أمور الدنيا والدين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله الصادق الأمين، الذي أنار الله به الطريق للسالكين، فأعلى منار الحق للقاصدين، وأبان السبيل بناصف الحجج وواضح البراهين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


    إن من خصائص المجتمع الإسلامي أنه يقوم على الحب و الخير و الرحمة، شعاره الفضيلة و أساسه العدل.
    و المؤمن لا يكتمل إيمانه، و لا ينال رضوان الله إلا إذا طهر ذاته، و أصلحها، و سيرها و فق منهج الله، و أصلح المجتمع من حوله على قدر طاقته و كره الشرور و الآثام و نبذها، فعن عرس بن عميرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه و سلم- قال: "إذا عملت الخطيئة في الأرض، كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، و من غاب عنها فرضيها، كان كمن شهدها" (رواه أبوداود).


    و لكي يسود الخير بين الناس لا بد من حراسة لمبادئه، و رعاية لأسبابه. و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو ذلك الحارس الأمين لأخلاق هذه الأمة، و هو العامل الأساسي لضمان استمرارها على منهج الله، و هو سر اصطفائها من بين الأمم جميعها لتكون خير أمة.
    قال الله تعال: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله". [سورة آل عمران/ آية رقم 110].


    و أداء هذه الرسالة النبيلة ليس عملا اختياريا، إن شاء الفرد في المجتمع المسلم أداها، و إن شاء تقاعس عن أدائها، و لكنه واجب أنيط به، لا صلاح للحياة إلا به، أمر به الله في قوله تعالى: "وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور". [سورة لقمان/ آية رقم 17].
    و أمر به الرسول –صلى الله عليه و سلم- في الحديث الذي رواه حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه-: "و الذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، و لتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم". [رواه الترمذي).



    و حين يتهاون المجتمع المسلم في أداء هذا الواجب، و يتخاذل الناس عن القيام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فإن غضب الله سيحل بالمجتمع كله، فعن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه و سلم- قال: "و الله لتأمرن بالمعروف، و لتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، و لتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم". (رواه أبو داود). أي: كما لعن بني إسرائيل، لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه.
    قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
    قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

  • #2
    أولا: تعريف كل من المعروف و المنكر:

    أ)- المعروف: اسم لكل ما أمر به الشرع من قول و عمل أو اعتقاد.
    و سبب تسميته بذلك: أن الفطرة السليمة تشهد بصلاحه.
    ب)- المنكر: اسم لكل ما نهى عنه الشرع من قول و عمل أو اعتقاد.
    و سبب تسميته بذلك: أن الفطرة السليمة تشهد بفساده و ترفضه.

    ج)- معنى الأمر بالمعروف:
    الدعوة إليه، و الترغيب فيه، و تمهيد أسبابه، حتى تتوطد أركانه.
    د)- معنى النهي عن المنكر:
    التنفير منه، و مقاومته، و كراهته، حتى لا يقع أو يتكرر.

    ثانيا: حاجة المجتمع إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
    إن حاجة المجتمع إليه قائمة ما بقيت الحياة نفسها، فبوجوده تصلح الحياة و بانعدامه تهلك، و قد و ضح النبي –صلى الله عليه و سلم- مدى الحاجة إليه في الحديث الذي رواه النعمان بن بشير –رضي الله عنه-: "مثل القائم على حدود الله –المنفذ لها- و الواقع فيها –المعتدي- كمثل قوم استهموا –أقرعوا- على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، و بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا و لم نؤذ من فوقنا. ! فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا، و إن أخذوا على أيديهم نجوا و نجوا جميعا". (رواه البخاري).

    دلالة الحديث:
    مثل النبي –صلى الله عليه و سلم- المجتمع المسلم بركاب سفينة، و مثل الآداب و القوانين التي تحكم المجتمع و تحفظه بهيكل السفينة، فعلى كل راكب في السفينة أن يحافظ على أمنها و سلامتها، و كذلك على كل فرد في المجتمع أن يحافظ على قوانينه و آدابه، لتبقى له سلامته.
    و تبدوا دلالة الحديث على أهمية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في حياة المجتمع، فلو أن الطبقة السفلى شرعت في ارتكاب جريمة خرق السفينة بغباوة أو حسن نية، حتى لا تضايق من فوقها، فعلى الطبقة العليا أن تمنعها لتحول دون إغراق السفينة، و كذلك الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر، لو أنهم قصروا و أهملوا، لغرق المجتمع في طوفان من الجريمة و أصبح من الهالكين.
    قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
    قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

    تعليق


    • #3
      ثالثا: أثر الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في سعادة الفرد و المجتمع:1)- يثبت معاني الخير و الصلاح في الأمة.
      2)- يزيل عوامل الشر و الفساد من حياتها,
      3)- يهيئ الجو الصالح، الذي تنموا فيه الفضائل و تستهجن الرذائل.
      4)- يتربى في كنفه الضمير اليقظ الذي لا يسمح للشر أن يستمر.
      5)- يكون الرأي العام اليقظ، الذي يحرس آداب الإسلام، و يجعل لها سلطانا أقوى من سلطان القانون.
      6)_ يبعث الإحساس بمعنى الأخوة و التكافل و التعاون على البر و التقوى، و يثير اهتمام المسلمين بعضهم ببعض، فعن ابن مسعود –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه و سلم- قال: " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". (رواه البيهقي و الحاكم). و هو هنا يؤكد الثقة و المحبة في قلوب جماعة المسلمين.
      7)- يعتبر حارسا أمينا على الشؤون العامة و الخاصة في المجتمع، بمراقبة الأسعار و الغش و المرور و المباني و الصحة و غيرها
      .
      قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
      قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

      تعليق


      • #4
        مشكور أخي لواء السنة علي موضوعك المميز وشكرا لك
        #########
        يرجى المعذرة فالإعلان عن منتديات أخرى ممنوع
        وأي ملاحظة أو استفسار قسم الشكاوى والإقتراحات ،مفتوح!

        تعليق


        • #5

          رابعا: فضل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على سائر الأعمال:
          1)-
          ألأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، أرقى درجات الكمال الإنساني، لأن القائم به صلح في نفسه ثم امتد بالخير و الإصلاح إلى غيره، وصدق الله العظيم: "و من أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين". [سورة فصلت/ آية رقم 33].
          روى أبو هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه و سلم- قال: "إنما مثلي و مثل الناس كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حوله، جعل الفراش و هذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، و جعل يحجزهن و يغلبنه، فيتقحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، و أنتم تقتحمون فيها". [رواه البخاري].

          2)- هو خلافة عن الله تعالى، و رسوله –صلى الله عليه و سلم-، و كتابه الكريم:
          أ)- خلافة عن الله تعالى، لأن الله يأمر بالعدل و الإحسان، و إيتاء ذي القربى، و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي.
          ب)- خلافة عن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- لقوله تهال: "يأمرهم بالمعروف و ينهـهم عن المنكر و يحل لهم الطيبـت و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم" [سورة أعراف/ آية رقم157].
          ج)- و خلافة عن كتاب الله، لأنه عمل به، و دعوة إليه، و تنفيذ لأحكامه و هديه، فهو: "نور و كتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم". [سورة المائدة/ آية رقم 110].

          3)-
          هو سر اصطفاء هذه الأمة واختيارها لتكون أفضل الأمم، و قال الله تعالى: "كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله". [سورة آل عمران/ آية رقم 110].
          و نلاحظ هنا في الآية الكريمة، أن القرآن قدم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، على الإيمان بالله، لأن نفعه مباشر للناس، و إن كان أثرا و ثمرة للإيمان بالله.

          4)- هو سبب للنجاة في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: "فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء و أخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون". [سورة الأعراف/ آية رقم 165].

          5)- هو دعامة النصر و التمكين، قال تعالى: "و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكنهم في الأرض أقاموا الصلـوة و ءاتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عـقبة الأمور". [سورة الحج/ آية رقم].

          6)-
          هو سمة لكل مؤمن، و علامة مميزة لمجتمع الإسلام، قال تعالى: "و المؤمنون و المؤمنـت بعضهم أوليآء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر". [سورة التوبة/ آية رقم 71].

          فالمؤمن لا يعيش سلبيا لا يهتم إلا بنفسه فقط، و إنما هو عامل فعال لمصلحة المجتمع و خيره، و إن لم يطلب منه ذلك.
          قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
          قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

          تعليق


          • #6
            رابعا: حكمه:
            للعلماء فيه رأيان:
            ا)- الرأي الأول:
            أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فرض عين، على كل مسلم قادر عليه، لأنه سياج العقيدة، و سر قوة الأمة و وحدتها، و لأنه مستطاع دائما على وجه ما.
            الدليل على فرضيته:
            أ)- قول الله تعالى: "و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون" [سورة آل عمران/ آية رقم 104].
            1)- فقوله تعالى: "ولتكن" أمر ظاهر الوجوب و يفيد العموم.
            2)- و قوله تعالى: "منكم" للبيان، أي: لتكونوا كلكم.
            3)- و قوله تعالى: "أمة" أي: جماعة متميزة بالتمسك و إدراك المسؤولية.
            4)- و قوله تعالى: "يدعون إلى الخير" أي: الإسلام، دليل على وجوب تبليغ الدعوة.
            5)- و قوله تعالى: "و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر" دليل على وجوبه نصا.
            6)- و قوله تعالى: "و أولـئك هم المفلحون" دليل على أن الأمر لعموم الأمة، لا لبعضها لأن الفلاح للأمة جميعا.
            ب)- قول الله تعالى: " و العصر . إن الإنسان لفي خسر . إل الذين ءامنوا و عملوا الصـلحـت و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر" [سورة العصر].
            فالتواصي: يكون بالأمر و النهي، و هو لازم لكل إنسان يريد النجاة و الفلاح، فدل كذلك، على وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على كل مسلم.

            2)- الرأي الثاني:
            أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فرض كفاية.
            واستدل الإمام ابن تيمية على ذلك بالآية الكريمة:
            "و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون". [سورة آل عمران/ آية رقم 104].
            و يرى أن (من] بالكسرة. في الآية: للتبعيض . . . و أن الله تعالى إذا أخبر بوقوع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من الأمة، لم يكن من شرط ذلك أن يصل أمر الآمر و نهي الناهي إلى كل مكلف في العالم، إذ ليس هذا من شرط تبليغ الرسالة، فكيف يشترط فيما هو من توابعها. (الحسبة –ابن تيمية رحمه الله).

            و الرأي الأول: أقرب إلى الصواب، و كل يقوم بها حسب استطاعته و طاقته.
            قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
            قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:

              أيها الإخوة الرجاء عدم الرد إلى أن أنتهي من الموضوع، و له تكملة في صبيحة غد -إن شاء الله-.

              و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
              قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
              قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                تابع:

                خامسا: شبهة واردة على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و دفعها:
                حاول بعض الناس، أن يتنصلوا من أداء واجب القيام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فاستدلوا بالآية الكريمة : "يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم". [سورة المائدة]. على تبرير تقصيرهم.

                و الرد عليهم من وجهين:
                1)- أن الآية الكريمة: اشترطت فيهم الاهتداء، و المؤمن لا يكون مهتديا حتى يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر.

                2)- ما رواه أصحاب السنن عن أبي بكر –رضي الله عنه- أنه قال في خطبة له: (أيها الناس إنكم تقرؤون آية من كتاب الله، و تؤولونها على خلاف تأويلها، ثم تلا هذه الآية:
                "يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم"، و إني سمعت النبي –صلى الله عليه و سلم- يقول: "ما من قوم عملوا المعاصي و فيهم من يقدر أن ينكر عليهم، فلم يفعل، إلا يوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده"
                ). [أصحاب السنن].
                قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                تعليق


                • #9
                  تابع:

                  ساسا:شروط وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:يشترط لوجوبه:
                  1)-شروط في الآمر و الناهي.
                  2)- شروط في المنكر.
                  و إذا اختل شرط منها سقط الوجوب.

                  (أ‌)شروط الآمر و الناهي:
                  1)- أن يكون مكلفا، أي (مسلما بالغا عاقلا).
                  أما الإسلام: فلأنه شرط التكليف، و الأمر و النهي نوع من التسلط و لا سلطان لكافر على مسلم.
                  و أما البلوغ: فالصغير غير مطالب و إن صح منه الأمر و النهي.
                  و أما العقل: فإن المجنون لا يتأتى منه ذلك جتى يفيق.

                  2)- أن يكون قادرا، فإن استطاع التغيير باليد، لا يقبل منه العمل باللسان، قال تعالى: "لا تكلف نفس إلا وسعها". (البقرة: 233).

                  3)- أن يغلب على ظنه أنه لن يصيبه ضرر لا يطيقه في نفسه أو أهله أو ماله.
                  4)- العلم بالمنكر إذ الجاهل به معذور.

                  (ب) شروط المنكر:
                  1)- أن يكون أمرا تنكره أو تحرمه الشريعة، و إن لم يعتبر معصية، كأن يقع من صغير أو مجنون أو جاهل.
                  2)- أن يكون المنكر موجود بالفعل.
                  3)- أن يكون ظاهرا، فلو كان مستترا لا يجوز التجسس عليه.
                  قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                  قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                  تعليق


                  • #10
                    تابع:

                    سابعا: الحالات التي يكون فيها الأمر و النهي مستحبا:
                    1)- أن يغلب على ظنه عدم الجدوى، فعليه أن يستمر ليبقى صوت الحق مسموعا.
                    2)- أن يكون المنكر قد انتهى، أو متوقعا، فيستحب له الوعظ للتخويف من عقاب الله، و تأمين سلامة المجتمع.
                    3)- أن يتوقع مكروها يمكن احتماله في نفسه، أو ماله أو جاهه، فعليه بالصبر و مواصلة الدعوة، لتتوطد أركان الحق، قال تعالى: "و إن تصبروا و تتقوا فإن ذلك من عزم الأمور". [سورة آل عمران/ آية رقم186].

                    ثامنا: الحالتان التي يكون فيهما الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مكروها:
                    1) - أن يترتب على الأمر بالمعروف و النهي، منكرا آخر مماثلا.
                    2)- أن يكون ما ينكره شيء يمنعه مذهبه، و يجيزه مذهب من المذاهب الإسلامية الأخرى.

                    تاسعا: الحالات التي يكون فيها الأمر و النهي حراما:
                    1)- أن يترتب على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فتنة الأمة، أو فساد أكبر منه.
                    2)- أن يترتب عليه ضرر يصيب غيره، من أهله أو جيرانه في أنفسهم، أو حرماتهم.
                    3)- أن يترتب عليه ضرر يصيبه و لا يطيقه احتماله، فيفتتن، قال –صلى الله عليه و سلم-: "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: و كيف يذل المؤمن نفسه يا رسول الله –صلى الله عليه و سلم-؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق". [رواه الترميذي].
                    قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                    قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                    تعليق


                    • #11
                      تابع:

                      عاشرا: درجات تغيير المنكر:
                      1)- باليد: و هو أعلاها، لأنه إزالة عين المنكر، و هو الغاية و الهدف من هذا العمل الإصلاحي الجليل.
                      2)- باللسان: لتعريف الجاهل، و تنبيه الغافل، و زجر المتمادي في فعل المنكرات و المعاصي.
                      3)- بالقلب: و ذلك بكراهة المنكر و أهله.
                      و قد قسم لنا هذا التقسيم و بينه الحديث النبوي، فعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه، أن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- قال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف الإيمان"[رواه مسلم].
                      و في رواية: "ليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة من خردل".

                      أفضل الجهاد: تمر على الأمم فترات، يضيع فيها المعروف، و ينتشر المنكر، و يسود الظلم، و تعطل حدود الله، و تنتهك محارمه، و يذل أهل الطاعة، و يعز أهل المعصية.
                      و هنا: لا بد أن يكون في الأمة من يجهر بالحق، ليقيم الحجة و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، و هذا هو أفضل الجهاد، قال –صلى الله عليه و سلم-: "أفضل الجهاد، كلمة عدل عند سلطان جائر". [رواه أبوداود]. و قال –صلى الله عليه و سلم—أيضا: "سيد الشهداء حمزة، و رجل قام إلى إمام جائر، فأمره و نهاه، فقتله". [رواه الطبراني].

                      الحادي عشر: الفرق بين النهي عن المنكر و تغييره:
                      1)- تغيير المنكر يكون بإزالة عينه، كفض مجلس الشراب، و إتلاف أداوات الميسر . أما النهي فوعظ أو تحذير أو تهديد، و يلجأ إليه عند العجز عن التغيير بالفعل.
                      2)- التغيير يكون حالة قيام المنكر و وقوعه ، أما النهي فيكون قبله و أثناءه و بعده.
                      3)- التغيير يحتاج إلى قدرة واستطاعة ، أما النهي فيقدر عليه كل إنسان.
                      4)- تغيير المنكر فرض كفاية على الأمة، و فرض عين على القادر . أما النهي ففرض عين على كل مسلم.
                      قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                      قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                      تعليق


                      • #12
                        تابع:

                        الثاني عشر: آداب الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر:
                        هناك آداب ينبغي للآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر التحلي بها، ليكون أسوة حسنة لمن يدعوهم، و ليقبل عمله عند الله، منها:
                        1)- العلم بالحلال و الحرام فيما يتصدى له، حتى لا يخطئ القصد أو يقع في الحرج و ذلك لا ينبغي للعامي أن ينكر إلا الأشياء الظاهرة الحرمة، كالغش و الخمر و الميسر، و ترك الصلاة، و ما شابهها.

                        2)- الورع، و هو مراقبة الله في كل حال، و البعد عن الشبهات، ليكون موضع ثقة.

                        3)- العدالة، و هي السلامة من الفسق و خوارم المروءة، لأن الفاسق كما يجب عليه أن ينتهي عن فسقه، يجب عليه أن ينتهي الناس عنه، و إن كان إنكاره موضع استغراب.

                        4)- حسن الخلق، و ذلك يكون بتقديم النصح، و النفاذ إلى القلوب بالكلمات الهادئة، و استالة الناس برفق و لين، قال تعالى: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جدلهم بالتي هي أحسن". [النحل/ 125].

                        5)- الصبر و ضبط النفس، و هو عنصر لا غنى عنه للآمر و الناهي، لأنه يتعرض لنوع من الأذى، أقله إعراض الناس عنه، فإذا لم يتحل بالصبر فشل في مهمته. قال تعالى: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين . و لا تستوى الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم . و ما يلقـها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم". [سورة فصلت/ آية رقم 33 و 34].
                        و قال تعالى: "و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون". [السجدة/ 24].

                        6)- إخلاص النية: بأن يقصد بعمله وجه الله و الرحمة بالناس، مبتعدا عن السمعة و الرياء، و علامة الإخلاص أن يكون زوال المنكر على يد غيره أحب إليه من زواله على يده.

                        و ختاما: أرجوا من الإدارة تثبيت هذا الموضوع لما له من أهمية سيما في عصرنا هذا.

                        و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
                        قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                        قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله فيك أخي لواء السنة
                          أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

                          كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
                          .....

                          لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
                          ؟

                          الشتم و السباب

                          تعليق


                          • #14
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                            السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                            بارك الله فيك أخي[عاشق السرايا] و جعلك الله من أهل الجنو ومن الذين ينهون عن المنكر و يأمر بالمعروف -آآمين يا رب العالمين-.

                            و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
                            قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                            قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                            تعليق


                            • #15
                              بارك الله فيك

                              تعليق

                              يعمل...
                              X