السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل الفصل الرابع من كتاب الشقاقي "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل"، اسم "أصول الفكر الشيعي"، وتحدث فيه بشكل مقتضب ومختصر جدا، بعيدا عن الجدل واللغط المثار تاريخيا حول موضوع الشيعة، وقد قسم الفصل إلى شقين.
في الشق الأول: بيّن أن الشيعة هم فِرَق ـ وليسوا فرقة واحدة ـ، لها جذورها في التاريخ الإسلامي، قد تجاوز عددها المائة فرقة، منها من غالت في تشيعها إلى الحد الذي أخرجها من الملة، وأن الشيعة أنفسهم كفَّروا هذه الفرق مثل:
• الخطابية: قال الشيعة عن هذه الفرقة "ملاحدة"، لأنهم قالوا بتأليه جعفر الصادق.
• السبأية: نسبة إلى اليهودي (عبد الله بن سبأ)، الذي زعم بنبوة علي بن أبي طالب، ثم قال بإلوهيته!! {تعالى الله عما يقولون علوا كبير}.
ووضح الشقاقي أن أكبر فرق الشيعة هم (الإمامية/ الاثنى عشرية/ الجعفرية) ـ كلها مسميات لفرقة واحدة ـ، الذين قالوا بإمامة علي بن أبي طالب وأحقيته في خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحقية أولاده الأحد عشر من بعده في الخلافة.
ثم تناول الشقاقي بعض فِرَق الشيعة متحدثا عنها بشكل مقتضب، في (حدود الثلاثة إلى خمسة أسطر) عن كل فرقة، من باب التعريف بالشيء.
وفي الشق الثاني من الفصل عرض الشقاقي مبادئ الشيعة الإمامية الأربعة:
• العصمة.
• المهدي.
• الرجعة.
• التقية.
في هذا الفصل قام الدكتور الشقاقي بعملية مسح تاريخي سريع لطبيعة النظام السياسي في إيران منذ الفترة (1906-1978)، موضحا فيه مظاهر الفساد والتحلل الأخلاقي الذي كان غارق فيه المجتمع الإيراني، بالإضافة إلى فساد وتسلط وديكتاتورية النظام الحاكم في إيران، وبيان دور المجدد الإسلامي "جمال الدين الأفغاني".
بدأ الشقاقي الحديث عن الأسرة الحاكمة في إيران (الأسرة القاجارية)، وعلى وجه التحديد عن: "الشاه قاجاري مظفر الدين بن ناص الدين شاه"، الذي كان يتصف بالديكتاتورية والتسلط، وخضوعه للاستعمارين الروسي والبريطاني، وتنفيذه أجنداتهما في إيران.
وعرض الشقاقي لبعض صور ومظاهر الفساد على عهد هذه الأسرة، منها على سبيل المثال:
-الرشوة التي كانت تسيطر على كافة مؤسسات ومرافق الدولة.
-معاقبة الممتنعين عن دفع الرشاوى، بالجلد وهم مربوطون بالشجر (أسلوب فرعوني في التعذيب).
-تستورد أضعاف ما تنتج.
-الغش، حيث يخلطون الخبر بـ "النشارة وقشر الأرز"، الأمر الذي ترتب عليه مرت المئات من المواطنين.
-تبنيه سياسة تجهيل الشعب، ومن بين ما قال بهذا الصدد تأكيدا على سياسة التجهيل: "أرغب أن يكون أبناء شعبي أغبياء بلا ثقافة إلى القدر الذي لا يعرفون معه أن بروكسل هم اسم لمدينة أم لنوع من الخضار"!!
وكان ممن تصدى لهذا المنهج الفاسد الشيخ المجدد (جمال الدين الأفغاني). حتى أن مقتل الشاه كان على يد مريدي الأفغاني.
بدأت ثورة عام 1906 عندما ارتدى أحد ضباط الجمارك (زي طلاب العلم الشرعي) في حفلة تنكرية، استخفافا واستهزاء بالدين وأهله. حيث نظم الناس اعتصاما جماهيريا عند المساجد استنكارا واستهجانا لهذا التصرف. وقد استعان الشاه بالقوات الروسية لفض هذه الاعتصامات الأمر الذي أثار الرعب والهلع في صفوف الناس.
بدون شك ستسرع روسيا الخطى في تلبية هذه الدعوة، بل هي فرصتها السانحة للتخلص من الإسلام والمسلمين أينما كانوا، كيف لا تقبل روسيا بهذه الدعوة وهي التي كانت تتزعم الكتلة الشرقية ـ الاشتراكية التي تقوم على الإلحاد والكفر، وتدعو الناس لامتثال وتطبيق نظريتها في كل دول العالم!!
مع تصاعد الاحتجاجات أرغم الشاه على توقيع الدستور الذي أعلن في المادة الأولى (الإسلام على المذهب الجعفري) هو دين الدولة، وأن رئيس الدولة لابد أن يكون من أبناء هذا المذهب.
ثم أورد الشقاقي نص الرسالة التي وجهها جمال الدين الأفغاني إلى قادة الثورة، حرّض فيها الأفغاني على النظام الشاه الطاغية وضرورة تطبيق أحكام الإسلام في حياة الناس. [الرسالة وقعت في ثلاثة صفحات].
رغم مظاهر الاستبداد وتعنت النظام الحاكم، إلا أن الثورة كل يوم يزداد وهجها ويكثر أنصارها، حتى تمت محاصرة الجيش في العاصمة بتاريخ 16/7/1909م. وعلى إثر ذلك الحادث فر الشاه إلى المفوضية الروسية، وتم خلعه وتعيين ابنه الشاه أحمد خلفا له، وأعيد العمل بالدستور الذي تم إقراره على عهد والده.
لو أمعنت النظر في الفقرة السابقة، ستجد أن الجماهير الإيرانية لم تستخدم طائرات أو أسلحة أو بوارج ولا أي من العتاد الحربي والعسكري الحديث، إنما كانوا متسلحين بسلاح العقيدة والإسلام أولا، وسلاح الإرادة والعزيمة ثانيا. وبهذين السلاحين تستطيع الجماهير أن تقمع أي طاغية موجود على وجه الأرض مهما تجبر وتكبر، ومهما تحصن في أقوى الحصون والقلاع، ومهما تسلح بأقوى وآخر التكنولوجيا العسكرية.
بعد ذلك واصل الشقاقي الحديث في أمور وتفاصيل دقيقة حول كيفية تنقل الحكم من أسرة حاكمة لأخرى. وكيفية تشكيل النظام السياسي في إيران، وهذه أمور لا يهمنا ولا يعنينا كثيرا الحديث فيها، لأننا لسنا بصدد قراءة التاريخ الإيراني.
ما تحدث به الشقاقي يعتبر مهما في حينه، لأنه حتى يتم تشخيص الحالة بشكل دقيق لابد من التعرض والإشارة إلى الظروف التاريخية والأوضاع التي سبقت قيام الثورة، وكيف شكلت دافعا رئيسيا في إشعال فتيل الثورة الإسلامية الإيرانية.
**لمن يود قراءة ومراجعة الفصول السابقة :::::::
كتاب: الخميني.. الحل الإسلامي والبديل (قراءة تحليلية) ....اضغط هنا
الفصل الأول.. الحركة الإسلامية والتحدي ....اضغط هنا
كتاب الحل الإسلامي والبديل (الفصل الثاني) .....اضغط هنا
كتاب: الخميني.. الحل الإسلامي والبديل (قراءة تحليلية) ....اضغط هنا
الفصل الأول.. الحركة الإسلامية والتحدي ....اضغط هنا
كتاب الحل الإسلامي والبديل (الفصل الثاني) .....اضغط هنا
الفصل الثالث
أصول الفكر الشيعي
أ. خالد سيف الدين
حمل الفصل الرابع من كتاب الشقاقي "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل"، اسم "أصول الفكر الشيعي"، وتحدث فيه بشكل مقتضب ومختصر جدا، بعيدا عن الجدل واللغط المثار تاريخيا حول موضوع الشيعة، وقد قسم الفصل إلى شقين.
في الشق الأول: بيّن أن الشيعة هم فِرَق ـ وليسوا فرقة واحدة ـ، لها جذورها في التاريخ الإسلامي، قد تجاوز عددها المائة فرقة، منها من غالت في تشيعها إلى الحد الذي أخرجها من الملة، وأن الشيعة أنفسهم كفَّروا هذه الفرق مثل:
• الخطابية: قال الشيعة عن هذه الفرقة "ملاحدة"، لأنهم قالوا بتأليه جعفر الصادق.
• السبأية: نسبة إلى اليهودي (عبد الله بن سبأ)، الذي زعم بنبوة علي بن أبي طالب، ثم قال بإلوهيته!! {تعالى الله عما يقولون علوا كبير}.
ووضح الشقاقي أن أكبر فرق الشيعة هم (الإمامية/ الاثنى عشرية/ الجعفرية) ـ كلها مسميات لفرقة واحدة ـ، الذين قالوا بإمامة علي بن أبي طالب وأحقيته في خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحقية أولاده الأحد عشر من بعده في الخلافة.
ثم تناول الشقاقي بعض فِرَق الشيعة متحدثا عنها بشكل مقتضب، في (حدود الثلاثة إلى خمسة أسطر) عن كل فرقة، من باب التعريف بالشيء.
وفي الشق الثاني من الفصل عرض الشقاقي مبادئ الشيعة الإمامية الأربعة:
• العصمة.
• المهدي.
• الرجعة.
• التقية.
الفصل الرابع
إيران من ثورة 1906 إلى ثورة 1978
في هذا الفصل قام الدكتور الشقاقي بعملية مسح تاريخي سريع لطبيعة النظام السياسي في إيران منذ الفترة (1906-1978)، موضحا فيه مظاهر الفساد والتحلل الأخلاقي الذي كان غارق فيه المجتمع الإيراني، بالإضافة إلى فساد وتسلط وديكتاتورية النظام الحاكم في إيران، وبيان دور المجدد الإسلامي "جمال الدين الأفغاني".
بدأ الشقاقي الحديث عن الأسرة الحاكمة في إيران (الأسرة القاجارية)، وعلى وجه التحديد عن: "الشاه قاجاري مظفر الدين بن ناص الدين شاه"، الذي كان يتصف بالديكتاتورية والتسلط، وخضوعه للاستعمارين الروسي والبريطاني، وتنفيذه أجنداتهما في إيران.
وعرض الشقاقي لبعض صور ومظاهر الفساد على عهد هذه الأسرة، منها على سبيل المثال:
-الرشوة التي كانت تسيطر على كافة مؤسسات ومرافق الدولة.
-معاقبة الممتنعين عن دفع الرشاوى، بالجلد وهم مربوطون بالشجر (أسلوب فرعوني في التعذيب).
-تستورد أضعاف ما تنتج.
-الغش، حيث يخلطون الخبر بـ "النشارة وقشر الأرز"، الأمر الذي ترتب عليه مرت المئات من المواطنين.
-تبنيه سياسة تجهيل الشعب، ومن بين ما قال بهذا الصدد تأكيدا على سياسة التجهيل: "أرغب أن يكون أبناء شعبي أغبياء بلا ثقافة إلى القدر الذي لا يعرفون معه أن بروكسل هم اسم لمدينة أم لنوع من الخضار"!!
وكان ممن تصدى لهذا المنهج الفاسد الشيخ المجدد (جمال الدين الأفغاني). حتى أن مقتل الشاه كان على يد مريدي الأفغاني.
بدأت ثورة عام 1906 عندما ارتدى أحد ضباط الجمارك (زي طلاب العلم الشرعي) في حفلة تنكرية، استخفافا واستهزاء بالدين وأهله. حيث نظم الناس اعتصاما جماهيريا عند المساجد استنكارا واستهجانا لهذا التصرف. وقد استعان الشاه بالقوات الروسية لفض هذه الاعتصامات الأمر الذي أثار الرعب والهلع في صفوف الناس.
بدون شك ستسرع روسيا الخطى في تلبية هذه الدعوة، بل هي فرصتها السانحة للتخلص من الإسلام والمسلمين أينما كانوا، كيف لا تقبل روسيا بهذه الدعوة وهي التي كانت تتزعم الكتلة الشرقية ـ الاشتراكية التي تقوم على الإلحاد والكفر، وتدعو الناس لامتثال وتطبيق نظريتها في كل دول العالم!!
مع تصاعد الاحتجاجات أرغم الشاه على توقيع الدستور الذي أعلن في المادة الأولى (الإسلام على المذهب الجعفري) هو دين الدولة، وأن رئيس الدولة لابد أن يكون من أبناء هذا المذهب.
ثم أورد الشقاقي نص الرسالة التي وجهها جمال الدين الأفغاني إلى قادة الثورة، حرّض فيها الأفغاني على النظام الشاه الطاغية وضرورة تطبيق أحكام الإسلام في حياة الناس. [الرسالة وقعت في ثلاثة صفحات].
رغم مظاهر الاستبداد وتعنت النظام الحاكم، إلا أن الثورة كل يوم يزداد وهجها ويكثر أنصارها، حتى تمت محاصرة الجيش في العاصمة بتاريخ 16/7/1909م. وعلى إثر ذلك الحادث فر الشاه إلى المفوضية الروسية، وتم خلعه وتعيين ابنه الشاه أحمد خلفا له، وأعيد العمل بالدستور الذي تم إقراره على عهد والده.
لو أمعنت النظر في الفقرة السابقة، ستجد أن الجماهير الإيرانية لم تستخدم طائرات أو أسلحة أو بوارج ولا أي من العتاد الحربي والعسكري الحديث، إنما كانوا متسلحين بسلاح العقيدة والإسلام أولا، وسلاح الإرادة والعزيمة ثانيا. وبهذين السلاحين تستطيع الجماهير أن تقمع أي طاغية موجود على وجه الأرض مهما تجبر وتكبر، ومهما تحصن في أقوى الحصون والقلاع، ومهما تسلح بأقوى وآخر التكنولوجيا العسكرية.
بعد ذلك واصل الشقاقي الحديث في أمور وتفاصيل دقيقة حول كيفية تنقل الحكم من أسرة حاكمة لأخرى. وكيفية تشكيل النظام السياسي في إيران، وهذه أمور لا يهمنا ولا يعنينا كثيرا الحديث فيها، لأننا لسنا بصدد قراءة التاريخ الإيراني.
ما تحدث به الشقاقي يعتبر مهما في حينه، لأنه حتى يتم تشخيص الحالة بشكل دقيق لابد من التعرض والإشارة إلى الظروف التاريخية والأوضاع التي سبقت قيام الثورة، وكيف شكلت دافعا رئيسيا في إشعال فتيل الثورة الإسلامية الإيرانية.
تعليق