سؤال لم أستطع الإجابة عليه، ولعل من الصعب على غيري الإجابة أيضاً.. هل هم يذبحون ويفجرون، ويدمرون، ويقتلون، ويرهبون الآخر، مرضاة لله تعالى، وتقرباً من نبيه الكريم، نبي الرحمة؟ أم إنهم يستهدفون أمريكا وعملاءها وأذنابها، والموالين لها؟ أم إنهم يستهدفون سرطان الصهيونية الجاثم على صدورنا والمتمثل بدويلة الكيان الصهيوني ؟
أذا كان هدفهم الأول فأي عقل هذا الذي يتصور أن قتل الأبرياء بلا تمييز، ولا على التعيين، هو من الأعمال التي تتصل بالتقوى؟
أي نبي، أو وصي، أو مصلح ديني أم إجتماعي، متديناً كان أم ملحداً، يمكن أن يصل به الأمر حد إباحة دم الأبرياء، وعلى النحو الذي نشاهده في زمننا هذا، والذي فاق ببشاعته وهوله كل الحدود ؟
عرض ديننا الحنيف بالكيفية والصورة التي يعرضها هؤلاء، ليس من جهة التزمت والتشدد، والغلو، فهذه أمور خاصة، إذ يمكنك، ومن حقك، ومن دونما تدخل من آخرين، أن تتشدد، وتتزمت، وتغالي، وتفرض على نفسك أقسى وأشد الشروط التي ترى أن متطلبات الإيمان توجبها عليك، ولا أحد بمقدوره، أو من حقه، أن يفرض عليك غير قناعاتك التي توصلت إليها بنفسك، أو أوصلك الآخرون إليها. أن تقصّر ثيابك أم تطيلها، أن تطلق لحيتك أم تجزها، ولكن ليس من حقك أن تجبر الناس على تقصير ثيابهم، أو إطلاق لحاهم، ولا أن تحتطب حيوات الناس بهذه الهمجيّة، شيباً وشباباً، نساءاً ورجالاً، لمجرد أنك ترى أنهم على غير هداية، أو أنهم أتباع بدع، أو أنك عبر هرسهم تريد إرسال رسالة سياسية لهذا الحاكم أو ذاك، أو لهذا المختلف معك أو ذاك، عرض ديننا الحنيف بهذه الكيفيّة إنما هو في جوهره إساءة بالغة للدين، وتشويه، ينبغي أن تحاسب الأمة، من يقوم به، أو من يحرّض على القيام به، أو من يرّوج له، بأي شكل، أو وسيلة، لأنه تشويه لأنبل ماجاء به الإسلام من قيم، وهو يقدم أكبر خدمة لأعداء الإسلام والمسلمين، ويشكل تعارضاً وتفارقاً مع جوهر الإسلام، والديانات السماوية وغير السماوية قاطبة، وهو فعل بربري، همجي، خارج العصر، ومرفوض في كل عصر، همجيته ووحشيته وعبثيته مما لا يمكن الدفاع عنها، بأي منطق إنساني. هذه البشاعة تعرضنا أمام العالم المصدوم من هول ما يقوم به المتخلفون والسفهاء منا، على غير الصورة التي نحن عليها، في ماضينا وحاضرنا، صورة يريدون إلصاقها بنا، كي لايكون لنا مكان في باحات هذا العالم الواسعة، وكي نكون مشبوهين أينما حللنا، ولتمتهن آدميتنا على عكس البقية الأخرى من بني البشر، لأننا موسومون بالإرهاب الذي هو ليس منا، والتطرف الذي هو ليس لباسنا، ويظل الإرهابيون الحقيقيون، والمتطرفون الحقيقيون، والقتلة بمنأى عن أي مساءلة، فكيف لمتطرف أن يشكو متطرفاً، ولإرهابي موسوم بالإرهاب، الإدعاء على إرهابي، حتى لو كان هذا الإرهابي دولة كدولة إسرائيل ..
لقد أعادنا الإرهاب عشرات السنين إلى الوراء، وكاد يضيّع قضيتنا المركزية، بعد أن ألهانا بصراعات جانبيّة، لاجدوى منها ولا معنى. . لقد تفطنّا بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام إلى أننا شيعاً ومذاهب، واحدة منها فقط هي الناجيّة، أما البقيّة ففي النار، وقد أراد بعضنا إرسال البقيّة إلى جهنم، قبل أن يقضي العلي القدير بقضائه العادل ..
جاهل وجهول أفتى بأن يكون حكمه سابقاً لحكم الله، وهو ما لم يقدم عليه لانبي ولا مرسل من قبل، وتجرأ على القيام به من علمه دون علم سواه، فتبعه بعض الذين لاعقل لهم.
أعداء الله لا يتواجدون في سوق شعبي، لا يرتاده إلا الكادحين والفقراء من الناس، وأعداء الله لا يتواجدون داخل حسينيّة شيعيّة، أو جامع سني، أو تحت قبة كنيسة، فهؤلاء وإن إختلفت طريقتهم فهم يعبدون الله.. ليس بمقدور أحد تحديد من هم أعداء الله إلا الله سبحانه وتعالى، ولنا في قول نبينا الكريم ( هل شققت صدره) .. وإن أردتم الدعوة لله، فبالموعظة الحسنة، وبالجدال الذي فرض عليك النبي الأكرم، أن يكون بالحسنى، حتى الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.. من أي منهل ينهل هؤلاء، وعن أي إسلام يتحدثون؟ عن الإسلام الذي دخل قلوب الغربييين، أم عن الإسلام الذي ينفّر قلوب المسلمين قبل غيرهم..
إذ لم يكن من حقنا التشكيك في إسلاميّة هؤلاء الإرهابيين، فإن من حقنا التشكيك بدوافع من يدفعهم لإعمال هي بالقطع ضد أي فهم إسلامي حقيقي للإسلام، وغاياته، ومثله العليا.
وإذا لم يكن من حقنا التشكيك في عداء هؤلاء للصهاينة وإسرائيل، فإن من حقنا التشكيك بدوافع المخططين والمحرضين، الذين لم يوجهوا بندقية للكيان الإسرائيلي قط، والذين غيروا بوصلة الكفاح، من كفاح ضد إسرائيل والصهيونية، إلى كفاح ضد بعضنا البعض، دفاعاً عن الله الذي لا يحتاج دفاعنا عنه، والذين لا نعلم أينا الأقرب إليه، وأينا الأبعد، ثم لا نعرف، كيف ومتى، وعلى أي أساس نصّب هؤلاء أنفسهم مدافعين عن الله، الذي هو إلههم وحدهم، دون بقية البشر، علماً أن ربّ العزة هو ليس رب المسلمين فقط، وإنما رب العالمين.
وإذا لم يكن من حقنا التشكيك في عداء هؤلاء للأمريكان، إلا أن من حقنا التشكيك بإعمالهم التي جاءت في الأغلب الأعم، لخدمة الأمريكان، وعملاء الأمريكان، وأذناب الأمريكان، والتي إنصبت على معاداة كل أعداء أمريكا، ليس في المنطقة، وإنما على نطاق العالم كله، فلم نجد أنهم تعاونوا مع عدو لأمريكا، فكل تعاونهم كان وما يزال مع من ترضى عنهم أمريكا، ومن يرضى عنهم الغرب، بل على العكس ناصبوا أعداء أمريكا العداء، وقاوموهم، وقاتلوهم، تارة بزعم أنهم كفّار، وتارة بزعم أنهم نصارى، وهم وإن كانوا قد قاموا ببعض الغزوات كما يسمونها ضد الأمريكان، لكن هذه الغزوات تبدو كقطرة في بحر إزاء غزواتهم ضد أعداء أمريكا، وضد البسطاء من المسلمين سنة وشيعة، وضد نصارى الشرق، الذين هم أهله، وأخيراً ضد أصحاب البدع، وهم عملياً كل المسلمين تقريباً، بإستثناء فئة قليلة إحتكرت الدين الحقيقي، وإستأثرت بالله لها لوحدها دون سواها، وجعلت نفسها حامية للذات الإلهية، مع أن الله هو وحده الحامي، حاميهم وحامينا، وحامي الناس جميعاً.
أذا كان هدفهم الأول فأي عقل هذا الذي يتصور أن قتل الأبرياء بلا تمييز، ولا على التعيين، هو من الأعمال التي تتصل بالتقوى؟
أي نبي، أو وصي، أو مصلح ديني أم إجتماعي، متديناً كان أم ملحداً، يمكن أن يصل به الأمر حد إباحة دم الأبرياء، وعلى النحو الذي نشاهده في زمننا هذا، والذي فاق ببشاعته وهوله كل الحدود ؟
عرض ديننا الحنيف بالكيفية والصورة التي يعرضها هؤلاء، ليس من جهة التزمت والتشدد، والغلو، فهذه أمور خاصة، إذ يمكنك، ومن حقك، ومن دونما تدخل من آخرين، أن تتشدد، وتتزمت، وتغالي، وتفرض على نفسك أقسى وأشد الشروط التي ترى أن متطلبات الإيمان توجبها عليك، ولا أحد بمقدوره، أو من حقه، أن يفرض عليك غير قناعاتك التي توصلت إليها بنفسك، أو أوصلك الآخرون إليها. أن تقصّر ثيابك أم تطيلها، أن تطلق لحيتك أم تجزها، ولكن ليس من حقك أن تجبر الناس على تقصير ثيابهم، أو إطلاق لحاهم، ولا أن تحتطب حيوات الناس بهذه الهمجيّة، شيباً وشباباً، نساءاً ورجالاً، لمجرد أنك ترى أنهم على غير هداية، أو أنهم أتباع بدع، أو أنك عبر هرسهم تريد إرسال رسالة سياسية لهذا الحاكم أو ذاك، أو لهذا المختلف معك أو ذاك، عرض ديننا الحنيف بهذه الكيفيّة إنما هو في جوهره إساءة بالغة للدين، وتشويه، ينبغي أن تحاسب الأمة، من يقوم به، أو من يحرّض على القيام به، أو من يرّوج له، بأي شكل، أو وسيلة، لأنه تشويه لأنبل ماجاء به الإسلام من قيم، وهو يقدم أكبر خدمة لأعداء الإسلام والمسلمين، ويشكل تعارضاً وتفارقاً مع جوهر الإسلام، والديانات السماوية وغير السماوية قاطبة، وهو فعل بربري، همجي، خارج العصر، ومرفوض في كل عصر، همجيته ووحشيته وعبثيته مما لا يمكن الدفاع عنها، بأي منطق إنساني. هذه البشاعة تعرضنا أمام العالم المصدوم من هول ما يقوم به المتخلفون والسفهاء منا، على غير الصورة التي نحن عليها، في ماضينا وحاضرنا، صورة يريدون إلصاقها بنا، كي لايكون لنا مكان في باحات هذا العالم الواسعة، وكي نكون مشبوهين أينما حللنا، ولتمتهن آدميتنا على عكس البقية الأخرى من بني البشر، لأننا موسومون بالإرهاب الذي هو ليس منا، والتطرف الذي هو ليس لباسنا، ويظل الإرهابيون الحقيقيون، والمتطرفون الحقيقيون، والقتلة بمنأى عن أي مساءلة، فكيف لمتطرف أن يشكو متطرفاً، ولإرهابي موسوم بالإرهاب، الإدعاء على إرهابي، حتى لو كان هذا الإرهابي دولة كدولة إسرائيل ..
لقد أعادنا الإرهاب عشرات السنين إلى الوراء، وكاد يضيّع قضيتنا المركزية، بعد أن ألهانا بصراعات جانبيّة، لاجدوى منها ولا معنى. . لقد تفطنّا بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام إلى أننا شيعاً ومذاهب، واحدة منها فقط هي الناجيّة، أما البقيّة ففي النار، وقد أراد بعضنا إرسال البقيّة إلى جهنم، قبل أن يقضي العلي القدير بقضائه العادل ..
جاهل وجهول أفتى بأن يكون حكمه سابقاً لحكم الله، وهو ما لم يقدم عليه لانبي ولا مرسل من قبل، وتجرأ على القيام به من علمه دون علم سواه، فتبعه بعض الذين لاعقل لهم.
أعداء الله لا يتواجدون في سوق شعبي، لا يرتاده إلا الكادحين والفقراء من الناس، وأعداء الله لا يتواجدون داخل حسينيّة شيعيّة، أو جامع سني، أو تحت قبة كنيسة، فهؤلاء وإن إختلفت طريقتهم فهم يعبدون الله.. ليس بمقدور أحد تحديد من هم أعداء الله إلا الله سبحانه وتعالى، ولنا في قول نبينا الكريم ( هل شققت صدره) .. وإن أردتم الدعوة لله، فبالموعظة الحسنة، وبالجدال الذي فرض عليك النبي الأكرم، أن يكون بالحسنى، حتى الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.. من أي منهل ينهل هؤلاء، وعن أي إسلام يتحدثون؟ عن الإسلام الذي دخل قلوب الغربييين، أم عن الإسلام الذي ينفّر قلوب المسلمين قبل غيرهم..
إذ لم يكن من حقنا التشكيك في إسلاميّة هؤلاء الإرهابيين، فإن من حقنا التشكيك بدوافع من يدفعهم لإعمال هي بالقطع ضد أي فهم إسلامي حقيقي للإسلام، وغاياته، ومثله العليا.
وإذا لم يكن من حقنا التشكيك في عداء هؤلاء للصهاينة وإسرائيل، فإن من حقنا التشكيك بدوافع المخططين والمحرضين، الذين لم يوجهوا بندقية للكيان الإسرائيلي قط، والذين غيروا بوصلة الكفاح، من كفاح ضد إسرائيل والصهيونية، إلى كفاح ضد بعضنا البعض، دفاعاً عن الله الذي لا يحتاج دفاعنا عنه، والذين لا نعلم أينا الأقرب إليه، وأينا الأبعد، ثم لا نعرف، كيف ومتى، وعلى أي أساس نصّب هؤلاء أنفسهم مدافعين عن الله، الذي هو إلههم وحدهم، دون بقية البشر، علماً أن ربّ العزة هو ليس رب المسلمين فقط، وإنما رب العالمين.
وإذا لم يكن من حقنا التشكيك في عداء هؤلاء للأمريكان، إلا أن من حقنا التشكيك بإعمالهم التي جاءت في الأغلب الأعم، لخدمة الأمريكان، وعملاء الأمريكان، وأذناب الأمريكان، والتي إنصبت على معاداة كل أعداء أمريكا، ليس في المنطقة، وإنما على نطاق العالم كله، فلم نجد أنهم تعاونوا مع عدو لأمريكا، فكل تعاونهم كان وما يزال مع من ترضى عنهم أمريكا، ومن يرضى عنهم الغرب، بل على العكس ناصبوا أعداء أمريكا العداء، وقاوموهم، وقاتلوهم، تارة بزعم أنهم كفّار، وتارة بزعم أنهم نصارى، وهم وإن كانوا قد قاموا ببعض الغزوات كما يسمونها ضد الأمريكان، لكن هذه الغزوات تبدو كقطرة في بحر إزاء غزواتهم ضد أعداء أمريكا، وضد البسطاء من المسلمين سنة وشيعة، وضد نصارى الشرق، الذين هم أهله، وأخيراً ضد أصحاب البدع، وهم عملياً كل المسلمين تقريباً، بإستثناء فئة قليلة إحتكرت الدين الحقيقي، وإستأثرت بالله لها لوحدها دون سواها، وجعلت نفسها حامية للذات الإلهية، مع أن الله هو وحده الحامي، حاميهم وحامينا، وحامي الناس جميعاً.
تعليق