ماذا يفعل الخريج ان لم يجد وظيفة ؟! هل يذهب لحديقة الحيوان ؟!
هل يذهب الخريجون إلى حديقة الحيوان ..؟؟!! يُحكى أن خريجاً انقطعت به السبل بحثاً عن وظيفة ، وإذ به يمر ذات يوم بجوار حديقة للحيوان ، وأراد أن يجرب حظه مع عالم الحيوان بعد أن استعصى على البشر تفهم وضعه. فدخل إلى الحديقة متأبطاً ملفه "العلاقي الأخضر".!
أخذ الشاب يشرح لمسؤول الحديقة وضعه المزري حتى أشفق على حاله ، فذكر أنه كان لديهم قرد يقوم بحركات بهلوانية يستمتع لمشاهدتها الجمهور، لكن"عين ما صلت على النبي" أصابته بمقتل فمات على الفور.
الأمر الذي أدى لانخفاض في أعداد الزوار، وانخفضت بالتالي إيرادات الحديقة حتى أصبحت مهددة بالإغلاق. فعرض عليه فكرة تقمّص دور القرد بارتداء هيئته، حتى يجد له وظيفة ملائمة.
ونتيجة للوضع النفسي والمادي الذي يعيشه أي خريج منذ تخرجه وحتى الوظيفة، وجد الشاب نفسه مرغماً على قبول هذا العرض.!
في بادئ الأمر نجح "القرد المزوّر" في إعادة الحياة لحديقة الحيوان، وعاد الجمهور للوقوف أمام قفص القرود محملين بالموز مكافأة بعد كل حركة بهلوانية أو مضحكة يقوم بها.
وفي أحد الأيام وبينما صاحبنا منهمك بعروضه في قفصه لاحظ تدافع الناس خائفين نحو البوابة الخارجية، حتى فرغت الحديقة من جمهورها. ولم يفهم السبب إلا بعد رؤيته أسداً هارباً من قفصه يتجول بحرية بين الأقفاص حتى وصل إليه، ثم دخل على الشاب المسكين الذي لم يستطع الهرب لأن الأسد كان يقف على باب القفص.
وفي محاولة يائسة نزع الشاب رأس القرد عنه معلناً البراءة منه، ومحاولاً توضيح اللبس وأن في الأمر لبساً وسوء فهم، وأقسم اليمين أنه ليس إلا "آدمياً" تخرج للتو، ولم يجد وظيفة إلا تقمص دور القرد الراحل . !
ففوجي بالأسد وهو ينزع رأسه أيضا قائلاً له: لا تخف أيها الزميل، فأنا كذلك بشر وخريج أيضا. لم أجد وظيفة إلا لعب دور الأسد.!
هذه الطرفة سمعتها قبل سنوات، ولا أتذكر مصدرها بحكم عوامل التعرية التي أتت على ذاكرتي. لكني استعدت صورتها وأنا أرى واقعاً حزيناً يعيشه هذه الأيام أولئك الخريجون الذين يتجمهرون أمام مبنى وزارة التربية والتعليم ، لعل وعسى أن تجد مناشداتهم المتكررة أذنا صاغية ، وقلبا يستشعر المسؤولية، ومسؤولاً يحترم وعوده. لكنهم كمن يشاهد "مشهد صامتاً".
تلكم الأعداد لم تكن لتقف تحت شمس أغسطس الحارقة لأجل تغيير لون بشرتها إلى "البرونزي" كما يفعل الغربيون، ولم تكن لتقضي الساعات الطوال تحت نوافذ الوزارة توجداً بمسؤوليها كما يقف العاشق الهائم تحت نافذة حبيبته.
من يشاهد جهاز الوزارة والدوريات الأمنية التابعة لقوة الواجبات والمهمات الخاصة مرابطة حوله يعتقد أن العالم يُدار من داخل هذه الوزارة العجوز.
ما هذا التكتم الإعلامي على مصير أولئك الخريجين؟ هل للأمر مثلاً علاقة بالأمن الوطني حتى يُصار إلى مثل هذا التعتيم؟ ما المانع أن يخرج هرم الوزارة لملاقاتهم، والإجابة على استفساراتهم، وتوضيح موقف الوزارة منهم، فتقتل الشائعات التي تسري في أوساطهم معلقة آمالهم ومستقبلهم بين الأرض والسماء؟
هذا الأمر لا يرضي الله .. ولا يرضي خلقه ..!!
المقال ليس لي .. مشكور الكاتب الأساسي له ..!
تعليق