للداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي "رحمه الله" كلام يكتب بماء الذهب يقول فيه "وكل أمة تنكل عن حمل أعباء الحياة الحرة الأبية, وتنكص عن الإقدام في ساحات الجهاد والتضحية, وتخشى عواقب المخاطرة والجرأة, فلا بد أن تصدر عليها محكمة التاريخ حكمها بالإعدام".
لم أستحضر هذه الكلمات للبكاء على أطلال الماضي, بل لقرع ناقوس الخطر مما هو قادم! فعندما يختصر الحلم الفلسطيني في دولة "قابلة للحياة" بما يجود به اللصوص من فتات الأرض الفائض عن حاجة علوهم واستكبارهم, حينها يجب أن ندرك أن القضية المقدسة دخلت مرحلة "القابلية للموت" ليس هذا من قبيل التشاؤم بل من باب التحسس لتداعيات قادمة على المنطقة وتحديداّ بلاد الشام ومثلثها التاريخي فلسطين وسوريا ولبنان.
القادم هو منعطف كبير في تاريخ المنطقة والأمة وفي القلب فلسطين, والاّتي هو امتحان صعب وخطير للجميع بدون استثناء, هو امتحان لقدراتنا على أن نكون كما ينبغي أن نكون ونقول "لا" لا لأن يصبح الوطن وجبة جاهزة لأفواه شرهة, لا لأن يحدد مصيرنا أحبار السبت ولو عن بعد, حتى لا يرقصوا فرحاّ على جراحنا النازفة على امتداد البقية الباقية من الوطن الحلم!.
إلى الذاهبين نحو الهاوية من جديد, إلى الباحثين عن أي إنجاز وهمي يبيضون به وجوههم الكالحة, لقد قلتم إن المعابر تفتحها "البرتوكلات" التي يمليها السيد الأمريكي, ونسيتم أن السيادة والحدود في شريعة الأقوياء ترسمها الغلبة, لتصبح بمرور الزمن شيىء طبيعي وأساس تستند إليه المواقف الأخلاقية! فهل تملكون الجرأة حينها أن تنطقوا "إن لنا وطن اسمه فلسطين!".
إن القضية العادلة ما زالت بيد المحامين "الفشلة" يتجارون بها بعيداّ عن أهلها, ليعيدوا علينا مشهد الهزيمة بوجه اّخر, فقد كانت أوسلو بمثابة الشلل, أما اليوم عبر استحقاق أيلول نتجه إلى الموت البطيىء.
إلى الحيارى والتائهين "عديمي الموقف"! إن حزننا الوحيد هو أن التيار قادم, والقوى التي نراهن عليها لصده والوقوف بوجهه "مبعثرة", وأوكار الخلاف والعداوة تكبر فهل من سبيل لهدمها؟, فقد عششت في نفوس الكثيرين ولم تطهرها جمر الملاحم!.
من المعيب بل من العار أن يكون موقف أصحاب التسوية واضحاّ وطريقهم المحفوف بالخنوع والخضوع ليس بحاجة لمن يذكرنا به, بينما أدعياء العزة والمقاومة لا نجد موقفاّ موحداّ تجاه ما يحدث وما سيحدث, وكأن الأمر لا يعنيهم أو نجد منهم تصريحات باهتة لا تزيد الطين إلا بلة!.
إننا نرقب المستقبل بعين الوعي وثقة الرسالي, بأن الغيوم السوداء التي تتلبد في سماء المنطقة ستنقشع في النهاية, حتى لو أمطرت ناراّ حيناّ من الوقت! ليس هذا انتحاراّ أو غروراّ من الواقع إلى خارج الزمان والمكان, بل هو التصاق أكثر وإنغماس أكبر في جنبات المرحلة, لا نطلب المستحيل لكن نحاول استحضار الإنسانية المقهورة, كي لا نسلم أرواحنا ولغتنا وحلمنا بعد أن سلم الاّخرون كل شيىء.
إننا الواثقون بصوابية الفكرة والعارفون بنهاية المطاف. نحن وحدنا والشهداء الذين مضوا والذين ينتظرون على أبواب الآخرة, قادرون على حماية الوطن من أن يصبح أندلساّ ثانية! لو بكلمة والكلمة رصاصة نحسبها تصيب ما نريد, فاليوم يا سادة هو الجهاد الأكبر للوقوف في وجه المؤامرة الأكبر, والتصدي لمشروع البيع "المعلن" للأمل الذي كان ظل الحالمين به, إنه الأمل الذي نراه في عيون عجوز بلغت الثمانين تأمل بالعودة يوماّ ولو رفاتاّ, في لثغة الأطفال حين يجيب عن سؤال مدرسي "بلدك" فتجيب البراءة ممزوجة بالأمل الصغير, في سنوات تمر على ذلك الواقف على شباك زنزانته يقبض بيديه على الأسلاك والأشواك ليصرخ من الألم بحنين الأمل.
إننا حين نرسم الوطن في ذاكرة الأجيال, وننثر لحمنا في الخضيرة نشيداّ لحسن أبو زيد وعرساّ للؤي السعدي ووفاء لفتحي الشقاقي, فإننا نتشبث بهذا الخيار لنجمع شتات الأمة على الإسلام والجهاد وفلسطين, وإلا فليأخذ الجميع مكانه في طابور الإنتظار على باب محكمة التاريخ!.
لم أستحضر هذه الكلمات للبكاء على أطلال الماضي, بل لقرع ناقوس الخطر مما هو قادم! فعندما يختصر الحلم الفلسطيني في دولة "قابلة للحياة" بما يجود به اللصوص من فتات الأرض الفائض عن حاجة علوهم واستكبارهم, حينها يجب أن ندرك أن القضية المقدسة دخلت مرحلة "القابلية للموت" ليس هذا من قبيل التشاؤم بل من باب التحسس لتداعيات قادمة على المنطقة وتحديداّ بلاد الشام ومثلثها التاريخي فلسطين وسوريا ولبنان.
القادم هو منعطف كبير في تاريخ المنطقة والأمة وفي القلب فلسطين, والاّتي هو امتحان صعب وخطير للجميع بدون استثناء, هو امتحان لقدراتنا على أن نكون كما ينبغي أن نكون ونقول "لا" لا لأن يصبح الوطن وجبة جاهزة لأفواه شرهة, لا لأن يحدد مصيرنا أحبار السبت ولو عن بعد, حتى لا يرقصوا فرحاّ على جراحنا النازفة على امتداد البقية الباقية من الوطن الحلم!.
إلى الذاهبين نحو الهاوية من جديد, إلى الباحثين عن أي إنجاز وهمي يبيضون به وجوههم الكالحة, لقد قلتم إن المعابر تفتحها "البرتوكلات" التي يمليها السيد الأمريكي, ونسيتم أن السيادة والحدود في شريعة الأقوياء ترسمها الغلبة, لتصبح بمرور الزمن شيىء طبيعي وأساس تستند إليه المواقف الأخلاقية! فهل تملكون الجرأة حينها أن تنطقوا "إن لنا وطن اسمه فلسطين!".
إن القضية العادلة ما زالت بيد المحامين "الفشلة" يتجارون بها بعيداّ عن أهلها, ليعيدوا علينا مشهد الهزيمة بوجه اّخر, فقد كانت أوسلو بمثابة الشلل, أما اليوم عبر استحقاق أيلول نتجه إلى الموت البطيىء.
إلى الحيارى والتائهين "عديمي الموقف"! إن حزننا الوحيد هو أن التيار قادم, والقوى التي نراهن عليها لصده والوقوف بوجهه "مبعثرة", وأوكار الخلاف والعداوة تكبر فهل من سبيل لهدمها؟, فقد عششت في نفوس الكثيرين ولم تطهرها جمر الملاحم!.
من المعيب بل من العار أن يكون موقف أصحاب التسوية واضحاّ وطريقهم المحفوف بالخنوع والخضوع ليس بحاجة لمن يذكرنا به, بينما أدعياء العزة والمقاومة لا نجد موقفاّ موحداّ تجاه ما يحدث وما سيحدث, وكأن الأمر لا يعنيهم أو نجد منهم تصريحات باهتة لا تزيد الطين إلا بلة!.
إننا نرقب المستقبل بعين الوعي وثقة الرسالي, بأن الغيوم السوداء التي تتلبد في سماء المنطقة ستنقشع في النهاية, حتى لو أمطرت ناراّ حيناّ من الوقت! ليس هذا انتحاراّ أو غروراّ من الواقع إلى خارج الزمان والمكان, بل هو التصاق أكثر وإنغماس أكبر في جنبات المرحلة, لا نطلب المستحيل لكن نحاول استحضار الإنسانية المقهورة, كي لا نسلم أرواحنا ولغتنا وحلمنا بعد أن سلم الاّخرون كل شيىء.
إننا الواثقون بصوابية الفكرة والعارفون بنهاية المطاف. نحن وحدنا والشهداء الذين مضوا والذين ينتظرون على أبواب الآخرة, قادرون على حماية الوطن من أن يصبح أندلساّ ثانية! لو بكلمة والكلمة رصاصة نحسبها تصيب ما نريد, فاليوم يا سادة هو الجهاد الأكبر للوقوف في وجه المؤامرة الأكبر, والتصدي لمشروع البيع "المعلن" للأمل الذي كان ظل الحالمين به, إنه الأمل الذي نراه في عيون عجوز بلغت الثمانين تأمل بالعودة يوماّ ولو رفاتاّ, في لثغة الأطفال حين يجيب عن سؤال مدرسي "بلدك" فتجيب البراءة ممزوجة بالأمل الصغير, في سنوات تمر على ذلك الواقف على شباك زنزانته يقبض بيديه على الأسلاك والأشواك ليصرخ من الألم بحنين الأمل.
إننا حين نرسم الوطن في ذاكرة الأجيال, وننثر لحمنا في الخضيرة نشيداّ لحسن أبو زيد وعرساّ للؤي السعدي ووفاء لفتحي الشقاقي, فإننا نتشبث بهذا الخيار لنجمع شتات الأمة على الإسلام والجهاد وفلسطين, وإلا فليأخذ الجميع مكانه في طابور الإنتظار على باب محكمة التاريخ!.
تعليق