كان الهدوء سيد الموقف وشيىء من الصمت يلف المكان, لكن سرعان ما تغيرت الأمور سريعاّحين تلقيت نبأ استشهاد الأخ المجاهد رماح الحسني قبل أن نعلم عن الحادث شيئاّ فقد كان المفعول به أكثر تقدماّ من الفعل!.
"رماح الحسني" قليل هم الذين يجهلونه, فقد كان صاحب حضور وله من الهيبة ما يجعله محط أنظار الكثيرين, وحظي بإحترام الناس في مسقط رأسه, وأبناء الحركة التي انتمى إليها وجعل من نفسه جندياّ في محطات العمل التي تشرفت به.
لقد كان اغتياله "صدمة" كبيرةّ ومصاباّ جللاّ ضجت على أثره غزة وشاطئها الجميل الذي أرسل تعازيه عبر ساحله البكاء إلى الفارس الأجمل وعائلته وأحبابه وكل من تعرف عليه أو سمع به.
إن رحيل رماح ليس غريباّ لكن الغريب هو الحادث الذي أودى به بصورة أذهلت كل من راّه فقد أصبح الحديد أشلاءّ فكيف باللحم البشري! وقد احتار العدو فيه واضطربت أخباره ما بين النفي والتأكيد مما جعل الأمر رهينة التحليلات والتأويلات من هنا وهناك, لكن بكل تأكيد أن العدو ليس بريئاّ, بل هو مشارك بشكل رئيسي وربما فترة "التهدئة" والتي التزم بها كانت سبباّ في عدم الإعلان المباشر لتجسد حالة جديدة في واقع مأساوي بكل تفاصيله.
وفي هذا المقام ما يناسبه قول الشاعر "من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد"
ربما قتل بصاروخ لم نعهده أو قصف من الزوارق الحربية أو بعبوة ناسفة وضعت داخل السيارة وفي كل الأحوال فقد ترجل شهيدنا نحو ملكوت ربه مسافراّ نحو محراب خلوده غير اّسف علينا وعلى الدنيا التي نتشبث بها.
لكن كانت الطعنات التي وجهت وما زالت توجه إلى رماح بعد أن أفضى إلى ربه شهيداّ أشد عليه من طعنة القتل التي راح ضحيتها بكل هدوء, فقد كثر الهمز واللمز والطعن بكل أشكاله وألوانه, واتهم الشهيد وعقدت له المحكمة وأصدرت عليه الأحكام ربما قبل أن يلملم الناس فتات جسده!.
أي جهل مركب قد حل في عقولهم التي أصبحت في اّذانهم؟, لقد تابعت كثيراّ من التعليقات الجاهلية التي يتفوه بها البعض بحزن شديد, لما وصلنا إليه من مستوى التفكير السطحي وأخذ الإشاعة على محمل الحقيقة أما الحقيقة فهي الضحية على الدوام في قاموسهم المزيف.
ومن دلائل السخافة أن يجعل البعض ما قاله الشيخ عماد حمتو موضع تشريح وتجريح فقد تركوا كل ما قاله بحق الشهداء وأمسكوا بضالتهم إنها كلمة "الحسن والحسين وأهل بيت رسول الله" فكانت التعليقات إما علامات التعجب والإستنكار أو السؤال عن هذا السر العجيب والأمر الغريب فيكون الجواب "هو إلي في بالك" فيرد عليهم ثالث "إحنا عارفين الصحيح"!!!.
ما ذنب الشهيد إذا كان محباّ للرسول واّل بيته
ما ذنب الشهيد إذا كان محباّ للحسن والحسين
أليسوا هم إرث النبوة ومعدن الرسالة وبيت الوحي وعترة الرسول
هل حبهم أصبح ذنباّ وذكرهم شبهة والإقتراب منهم تشيعاّ والبعد عنهم تسنناّ
هل لو قال للشيخ عماد أنه رأي أبي بكر أو عمر أو عثمان يكون سنياّ خالصاّ!!!
ما ذنب الشهيد إذا كان محباّ للحسن والحسين
أليسوا هم إرث النبوة ومعدن الرسالة وبيت الوحي وعترة الرسول
هل حبهم أصبح ذنباّ وذكرهم شبهة والإقتراب منهم تشيعاّ والبعد عنهم تسنناّ
هل لو قال للشيخ عماد أنه رأي أبي بكر أو عمر أو عثمان يكون سنياّ خالصاّ!!!
واتهامه بـ"التشيع" ليس وليد الساعة فقد اتهم به المعلم والمؤسس فتحي الشقاقي وعدد من الشهداء الأطهار من أمثال عماد أبو فنونة الذي كان ينشد حباّ للرسول واّله ودفع الضريبة بعد استشهاده حين "دنس" بعض المرضى قبره وعاثوا فيه خراباّ ومن السابقين كان الإمام الشافعي ضحية لذلك فرد عليهم:
إذا في مجلس نذكر علياً وسبطيه وفاطمة الزكية
يقال تجاوزوا يا قوم هذا فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس يرون الرفض حب الفاطمية
أخيراّ / هي دعوة لكل أخ أن يكف لسانه عن أخيه وأن يحفظه حياّ وميتاّ, ويحسن إليه في حضوره وغيابه وأن يحكم العقل فيما يسمع وأن يحسن الظن في كل ما يقع, وشهيدنا رماح قد ختم حياته بالشهادة وهي أحسن خاتمة فهل عرف "البعض" خاتمتهم!يقال تجاوزوا يا قوم هذا فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس يرون الرفض حب الفاطمية
قبل فوات الأوان لا تسجل على نفسك موقفاّ تندم عليه غداّ وحتى لا يكون حال خصمك
إلى الديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم.
إلى الديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم.
والسلام عليكم ورحمة الله
المحب لكم / أبو مالك الشمال
المحب لكم / أبو مالك الشمال
تعليق