اسم الكاتب : مركز المسبار للدراسات والبحوث
حماس والجهاد.. نقاط الاتفاق والخلاف بين أكبر فصيلين إسلاميين
أمد / أكدت دراسة حديثة أعدها مركز المسبار للدراسات والبحوث أن هناك نقاطاً خلافية بين حركة الجهاد الإسلامي في الأراضي الفلسطينية من ناحية، وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من ناحية أخرى، رغم تلاقي التنظيمين – إلى حد كبير – في الرؤية الفكرية، والبرنامج السياسي، وانطلاقهما من قاعدة إسلامية مشتركة، وانتفاء أية فوارق سياسية او عقائدية حقيقية بينهما.
وقالت الدراسة إن حركة الجهاد سعت إلى أن تطرح نفسها كامتداد طبيعي لفكر الإخوان رغم أنها تتعامل مع فكر الإخوان بطريقة انتقائية. في حين تتبنى حماس مشروعاً من أجل العمل على إضفاء الهوية الإسلامية على الأراضي الفلسطينية، خلافاً مع حركة الجهاد التي تتمسك بالهوية العربية. وتسعى الدراسة إلى تفسير حالة 'البرود السياسي' الذي يطبع أجواء العلاقات بين الجانبين من خلال إلقاء الضوء على المساحات المشتركة وتلك الخلافية في هذه العلاقات. وفيما يلي نص الدراسة.
علاقة الجهاد بالإخوان وحماس
بذلت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - في مواقع كثيرة - جهداً حثيثاً لإثبات أنها امتداد طبيعي للفكر الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين، وأنها ليست ثورة عليهم، وأكدت أنها جاءت بعد 'عشرات السنين على تأسيس الإخوان المسلمين، الحركة الإسلامية الرائدة التي حاولت الدفاع عن الشرعية الإسلامية من السقوط، وتقدمت بالدعوة الإسلامية إلى طور العمل الاجتماعي المنظم.. من هذه الحركة ولدت حركة الجهاد الإسلامي'.
أما على صعيد حركة حماس، وفي الجانب النظري المجرد، فقد أفرد ميثاق الحركة بنداً خاصاً تحت عنوان: الحركات الإسلامية، يتوجه - على الأعم الأغلب - نحو معالجة حالة الجهاد الإسلامي، حيث أورد موقف حماس من الحركات الإسلامية بصورة عامة، على النحو التالي: 'تنظر حركة المقاومة الإسلامية إلى الحركات الإسلامية الأخرى نظرة احترام وتقدير، فهي إن اختلفت معها في جانب أو تصور، اتفقت معها في جوانب وتصورات، وتنظر إلى تلك الحركات، إن توافرت النوايا السليمة والإخلاص لله، بأنها تندرج في باب الاجتهاد، مادامت تصرفاتها في حدود الدائرة الإسلامية، ولكل مجتهد نصيب'.
ومع ذلك، فإن حركة الجهاد تلجأ إلى ما يصفه بعض الباحثين بـ'الانتقائية' في فكر الإخوان المسلمين، فهي ملتزمة بفكر الإمام حسن البنا، المؤسس الأول للجماعة، حيث تعلن أنه 'يظهر جلياً أن حركة الجهاد الإسلامي هي الأمينة على خط الإمام الشهيد، وهي التي ستسير باجتهاده العظيم نحو نهاياته المنطقية بتحرير فلسطين ووحدة الأمة'.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التجريد النظري إلا أن البرود السياسي ظل ملازماً للعلاقة بين الحركتين، ويصعب فهم وإدراك هذا الأمر دون اللجوء إلى تفسير النشوء التاريخي.
أولاً: قراءة تاريخية للعلاقة
تعد حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفصيلان الإسلاميان الأكبر على الساحة الفلسطينية، وعلى الرغم من خروجهما من رحم جماعة الإخوان المسلمين، فإن ذلك لم يمنع افتراقهما، كل بحسب الرؤية الإسلامية التي تبناها لنفسه، مع التقائهما عند خطوط المقاومة.
عندما انطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس في 14/12/1987، لم تكن الانطلاقة وليدة اللحظة، على الرغم من دلالات التوقيت الذي تزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى، التي استمرت حتى توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقات أوسلو مع الدولة العبرية عام 1993.
وكان تأثير انطلاقة حركة حماس قوياً - في ما بعد - على حركة فتح وحركة الجهاد الإسلامي، التي رأت - بحسب كثير من المراقبين والباحثين - في حماس، المنافس الرئيس لها، وخطراً داهماً يهددها على الساحة الفلسطينية، بعدما كانت الجهاد تتفرّد بكونها الفصيل الإسلامي المقاوم الوحيد على الساحة.
لذلك كانت العلاقة بين الحركتين، ولاتزال، تتأرجح بين المدّ والجزر، في ظل حالة من التحريض الداخلي لعناصرهما ضد الآخر في بعض الأحيان، رغم اتفاقهما في معظم خطوط البرنامج السياسي لكل منهما.
وكان تأخر التحاق جماعة الإخوان المسلمين بالعمل العسكري، وعدم الشروع في برنامج مقاومة الاحتلال مبكراً، سبباً في دفع مجموعة من شباب الإخوان المتحمسين، أبرزهم الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، إلى تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، رغبة منهم في الانخراط في الجهاد ضد الاحتلال، على غرار باقي الحركات والقوى الوطنية واليسارية التي كانت تتفرد بذلك في حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
ثانياً: القواسم المشتركة
لا تختلف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن باقي التنظيمات الإسلامية الأخرى، وعلى وجه الخصوص، جماعة الإخوان المسلمين، من حيث الأهداف النهائية والغايات، فالغاية القصوى للجهاد الإسلامي هي 'مرضاة الله'، والغاية الدنيا 'إحداث البعث الإسلامي في كل الأرض'، أما الأهداف فتتمثل في الهدف البعيد الذي يعني مواجهة أزمة التحدي الحضاري الغربي الحديث انطلاقاً من العقيدة الإسلامية، والهدف القريب المتمثل في إقامة الخلافة الراشدة.
وتلتقي حركة الجهاد الإسلامي مع الإخوان المسلمين، ومن ثم حركة حماس، على الخطوط العريضة للإيديولوجية الإسلامية، فكلتا الجماعتين تريدان إقامة دولة إسلامية، وتطبيق التعاليم الإسلامية فيها كهدف نهائي؛ لكن الغريب في الأمر، أنه على الرغم من علاقات التوتر والصراع الحاد في بعض الأحيان في الداخل، الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن الخارج – بلاد الشتات لاسيما لبنان وسوريا- شهدت المزيد من علاقات التواصل، والبحث في مشاريع مشتركة بين الحركتين.
فقد دأبتا على عقد لقاءات مشتركة، وصل فيها الطرفان إلى جملة من الاتفاقات والخطوط العامة المشتركة للتنسيق والتعاون، وصولا للوحدة الكاملة في المستقبل؛ وقد توصل الطرفان إلى ما سُمي في حينه 'ميثاق الأخوة والتعاون'، أكدا فيه:
1- وحدتهما من الثوابت الإسلامية تجاه فلسطين.
2- حرمة استخدام العنف أو القتل في فض الخلافات، أو إنهاء النزاعات.
3- العمل على إيجاد أطر تعاون وتنسيق مشتركة في النشاط النقابي والطلابي.
4- مواصلة انتفاضة الحجارة ودعمها.
5- إنشاء لجنة تنسيق مشتركة في الداخل والخارج، للتنسيق بينهما في المستجدات والأحداث التي تطرأ.
6- التعاهد على أن تكون الوحدة هي الخيار الوحيد الذي يسعى إليه المجاهدون، فالعدو واحد، والمعركة واحدة، ولابد من أن تكون الصفوف واحدة.
ويرى الناطقون باسم الحركتين، أن جهود الوحدة إن وجدت، ينبغي أن تبدأ بين القوى الإسلامية بالأساس، وبالدرجة الأولى مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها حركة الجهاد 'الأقرب لها من حيث المنطلق العام والهدف القريب، وأن الاختلاف معها في الوسائل وتصور الأزمة وكيفية تجاوزها، لا يعني بحال من الأحوال أننا يمكن أن نهمل أية طريقة للتنسيق معها لصف جهودنا جميعا في مواجهة العدو الواحد'.
وتشير مصادر الحركتين إلى أنهما حاولتا إيجاد صيغ تعاون مشترك في مراحل متعددة، كان أولها لقاء عام 1991 في العاصمة السودانية الخرطوم، تلاه لقاء آخر في العاصمة الإيرانية طهران، حينما توصلتا إلى صيغة تفاهم لبدء عملية تنسيق عام تتطور تدريجيا في حوارات متعددة، وعلى مستويات مختلفة داخل الحركتين وبينهما؛ وقد عبر أكثر من مسؤول في الحركتين عن الوحدة الفكرية والسياسية والاستراتيجية بينهما، سواء على صعيد 'إسلامية المعركة' مع الاحتلال، أو رفض التنازل والتسوية، أو مواجهة جيش الاحتلال بالمقاومة المسلحة.
وقد اشتركت الحركتان بطابع مواجهتهما مع الاحتلال حتى على صعيد العمليات الاستشهادية والتفجيرية، حيث أشارت الأحداث إلى تنفيذهما لعمليتي بيت ليد 1995، والمركز التجاري في تل أبيب 1996، بتنسيق ميداني من عناصر الجناح العسكري في الحركتين.
وفي مرحلة لاحقة اتجهت الحركتان إلى الوحدة بشكل ملحوظ، وتحديداً في أواسط عقد التسعينات من القرن العشرين، لاسيما عند اعتقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في حينه، الدكتور موسى أبومرزوق، في الولايات المتحدة الأمريكية، واغتيال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا من قبل الموساد الإسرائيلي.
كما لوحظ تقارب الحركتين خلال حقبة التسعينات التي سبقت اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، حين دعم عناصر الحركتين بعضهم بعضاً عندما تعرضوا لملاحقات السلطة الفلسطينية.
ثالثاً: عوامل الخلاف
الخلاف بين الحركتين، الجهاد والإخوان، لا يستند إلى أسس معرفية أو عقائدية، بل حول ما يمكن أن يسمى 'الفهم الصحيح' للإسلام، وكيفية التعامل معه، والاسترشاد به'؛ علما بأن خلافات الجهاد الإسلامي مع الإخوان المسلمين بدأت بالظهور عندما تعلقت الأمور بتفاصيل تحقيق الغايات والأهداف الكبرى، وبأسلوب تحقيقها، والذي يتطلب تحرير فلسطين باعتبارها قلب العالم الإسلامي، بإقامة دولة إسلامية فيها، وهي بذلك تعمل على تنمية حب فلسطين كأرض إسلامية مقدسة داخل صفوف أبنائها، وعموم الشعب، حباً واعياً، من خلال التثقيف والممارسة النضالية المستمرة على كل صعيد ومستوى.
ومع بداية انطلاق حركة الجهاد أوائل الثمانينات من القرن العشرين، برز إلى السطح بشكل واضح الخلاف مع الإخوان المسلمين، الذين نظروا إلى التيار الجديد كبديل عنهم 'يريد سحب البساط من تحت أقدامهم'، وفرض خيار المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي كتحد يواجه الإخوان المسلمين.
وهناك فارق آخر مع الإخوان، تمثل في أن الخطاب الفكري للجهاديين - أو من سموا حينذاك بـ'الإسلاميين المستقلين'، 'الحركة الطلابية الإسلامية'، 'التيار الإسلامي الثوري' - ركز على البحث عن الاستقلال الوطني، واسترداد الهوية، لا كمجرد هوية إسلامية، وإنما أيضا كهوية فلسطينية عربية، ما شكل فارقاً إضافياً لهذا التيار عن التيارات الإسلامية الأخرى في المنطقة.
وقد اختلفت حركة الجهاد مع الإخوان المسلمين في عدد من المحاور الرئيسية، منها:
1- تأخذ حركة الجهاد الإسلامي على الإخوان المسلمين في فلسطين غيابهم عن الساحة الجهادية والنضالية، وفقاً لما جاء على لسان فتحي الشقاقي بقوله: 'إذا كان غياب الحركة الإسلامية مفهوما ومبررا في فترة الخمسينات والستينات، لأن المعركة لم تكن قد حسمت بعد لصالح الإسلام كاختيار وحيد وساحق، فإنه لا يمكن فهم أو تبرير هذا الغياب المذهل للحركة الإسلامية الآن (يقصد فترة الثمانينات) عن احتلال موقعها الحقيقي في قيادة المرحلة، وتوجيه أحداثها، والسيطرة على متغيراتها'.
2- تُحمّل حركة الجهاد في بعض كتابات منظريها الإخوان المسلمين مسؤولية ما أصاب شباب الحركة الإسلامية مما وصفوه بحالة 'التقاعس'، لأن مناهج التكوين التي تبناها الإخوان كانت في معظمها 'سكونية، تقريرية، حسابية، منخلعة، عن الواقع الموضوعي المحيط، القريب والبعيد، الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري'.
3- من وجهة نظر الجهاد الإسلامي، لا يمكن حل مشاكل المجتمع العربي من خلال عمل إصلاحي تدريجي، وهي بذلك تبدو رافضة لأفكار الإخوان حول الانتشار البطيء للأفكار، والممارسة التقليدية في جميع نواحي الحياة اليومية، فالبديل لذلك هو العمل الثوري من قبل طليعة إسلامية، قادرة على فرض نظام إسلامي يقوم بشن حرب شاملة على إسرائيل.
4- تعد حركة الجهاد نفسها في بعض المراحل التاريخية نقيضاً للاتجاه الإصلاحي لجماعة الإخوان المسلمين، قبل انطلاقة حركة حماس، فهي كما ترى نفسها تمثل تيار 'المفاصلة والثورة'، في مواجهة ما تصفه بـ'تيار المهادنة والترقيع والإصلاح'، وتعد نفسها مصدر تحد للإخوان المسلمين، لعدم إلزام أنفسهم بالنضال الشامل ضد إسرائيل؛ وفي هذا السياق، تأخذ كتابات الجهاد على الإخوان مواقفهم وسياساتهم المعتدلة في سياق عدم مواجهة إسرائيل، متسائلة: 'كيف أن الحركات الوطنية العلمانية تتبنى وتمارس الكفاح المسلح، بينما الاتجاه الإسلامي الذي يعد الجهاد أساساً من أسس عقيدته لا يمارسه؟'.
5- يختلف الفريقان في النظر إلى القضية الفلسطينية؛ فبينما يرى الإخوان أن المشكلة الأساسية للأمة تكمن في غياب الدولة الإسلامية الواحدة، ممثلة بالخلافة، وأن قضية فلسطين هي إحدى المشاكل الفرعية لهذا الغياب، فإن حركة الجهاد اعتبرت قضية فلسطين القضية المركزية للمسلمين؛ وامتدادا لاختلاف الأولويات كما يسميها بعض الباحثين، فقد جاء تركيز الإخوان على التربية والإعداد، في مواجهة التيار الوطني الذي يركز على الكفاح المسلح، وكما تقول أدبيات الجهاد: 'اختار الإخوان طريق الهدى، ولم يختاروا طريق الجهاد، بينما اختار التيار الوطني طريق الجهاد، وابتعد عن طريق الهدى، وتكمن خصوصية الجهاد الإسلامي في التركيز على العلاقة الجدلية بين طريق الجهاد، وطريق الهدى'.
ولكل ما تقدم، عرفت العلاقة بين الطرفين، الإخوان المسلمين وحركة الجهاد، أجواء من الخصومة والعداء والتشهير المتبادل، لاسيما خلال حقبة الثمانينات، ولم تكن ودية في معظم الأحيان، أساسها 'نظرة الإخوان إلى الجهاد كمجموعة منشقة عن التنظيم الأم، ونظرة الجهاد إلى الإخوان في المقابل كجماعة كبيرة، لكنها مترددة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بالكفاح المسلح'.
وبدأت الاتهامات توجه من قبل الجهاد الإسلامي للإخوان المسلمين على النحو التالي:
1- التقاعس عن العمل الوطني.
2- تلقي الأموال من السعودية والأردن.
3- التخلف الفكري والجمود التنظيمي.
فيما اتهم الإخوان المسلمون حركة الجهاد الإسلامي بالبنود التالية:
1- التشيع، وأنهم يمثلون جسراً لإيران في المنطقة، ويتلقون الدعم من الحكومة الإيرانية.
2- العمل لعرقلة مسيرة الحركة الإسلامية في فلسطين.
3- عدم المصداقية، بتبنيها لأعمال الغير من المنظمات الفدائية.
4- التحالف مع القوى العلمانية ضد الإخوان المسلمين.
وامتدادا لهذه الأجواء 'الاتهامية المتبادلة'، فقد أشاع عناصر الجهاد الإسلامي في فترة منتصف الثمانينات، أن المجمع الإسلامي، المؤسسة الأبرز للإخوان المسلمين، أعدوا 100 سيف، وعددا من البنادق لاغتيال عناصر الجهاد، وعندما اكتشف الاحتلال الإسرائيلي الجهاز العسكري للإخوان عام 1984، أثار أفراد الجهاد شبها بأن هذا التنظيم لم يُعَد إلا للتخلص من أبناء الجهاد الإسلامي.
وللحقيقة التاريخية، فإن الصراعات والصدامات بين الجانبين، تركزت في المناطق التي يوجد فيها ثقل لكلا الحركتين، وبذلك فإنها لم تكن على مستوى القطاع، بل كانت المسألة نسبية؛ وقد تجلت بعض مظاهر الخلاف بين الحركتين في نظرة متأنية للمساجد المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة على سبيل المثال، حيث سنجد رايات مرفوعة أمام المساجد، بعضها رايات خضراء لحماس، وبعضها الآخر سوداء للجهاد، حيث المساجد مقسمة، ومعروف أن هذا مسجد لحماس، وذلك للجهاد.
حماس والجهاد.. نقاط الاتفاق والخلاف بين أكبر فصيلين إسلاميين
أمد / أكدت دراسة حديثة أعدها مركز المسبار للدراسات والبحوث أن هناك نقاطاً خلافية بين حركة الجهاد الإسلامي في الأراضي الفلسطينية من ناحية، وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من ناحية أخرى، رغم تلاقي التنظيمين – إلى حد كبير – في الرؤية الفكرية، والبرنامج السياسي، وانطلاقهما من قاعدة إسلامية مشتركة، وانتفاء أية فوارق سياسية او عقائدية حقيقية بينهما.
وقالت الدراسة إن حركة الجهاد سعت إلى أن تطرح نفسها كامتداد طبيعي لفكر الإخوان رغم أنها تتعامل مع فكر الإخوان بطريقة انتقائية. في حين تتبنى حماس مشروعاً من أجل العمل على إضفاء الهوية الإسلامية على الأراضي الفلسطينية، خلافاً مع حركة الجهاد التي تتمسك بالهوية العربية. وتسعى الدراسة إلى تفسير حالة 'البرود السياسي' الذي يطبع أجواء العلاقات بين الجانبين من خلال إلقاء الضوء على المساحات المشتركة وتلك الخلافية في هذه العلاقات. وفيما يلي نص الدراسة.
علاقة الجهاد بالإخوان وحماس
بذلت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - في مواقع كثيرة - جهداً حثيثاً لإثبات أنها امتداد طبيعي للفكر الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين، وأنها ليست ثورة عليهم، وأكدت أنها جاءت بعد 'عشرات السنين على تأسيس الإخوان المسلمين، الحركة الإسلامية الرائدة التي حاولت الدفاع عن الشرعية الإسلامية من السقوط، وتقدمت بالدعوة الإسلامية إلى طور العمل الاجتماعي المنظم.. من هذه الحركة ولدت حركة الجهاد الإسلامي'.
أما على صعيد حركة حماس، وفي الجانب النظري المجرد، فقد أفرد ميثاق الحركة بنداً خاصاً تحت عنوان: الحركات الإسلامية، يتوجه - على الأعم الأغلب - نحو معالجة حالة الجهاد الإسلامي، حيث أورد موقف حماس من الحركات الإسلامية بصورة عامة، على النحو التالي: 'تنظر حركة المقاومة الإسلامية إلى الحركات الإسلامية الأخرى نظرة احترام وتقدير، فهي إن اختلفت معها في جانب أو تصور، اتفقت معها في جوانب وتصورات، وتنظر إلى تلك الحركات، إن توافرت النوايا السليمة والإخلاص لله، بأنها تندرج في باب الاجتهاد، مادامت تصرفاتها في حدود الدائرة الإسلامية، ولكل مجتهد نصيب'.
ومع ذلك، فإن حركة الجهاد تلجأ إلى ما يصفه بعض الباحثين بـ'الانتقائية' في فكر الإخوان المسلمين، فهي ملتزمة بفكر الإمام حسن البنا، المؤسس الأول للجماعة، حيث تعلن أنه 'يظهر جلياً أن حركة الجهاد الإسلامي هي الأمينة على خط الإمام الشهيد، وهي التي ستسير باجتهاده العظيم نحو نهاياته المنطقية بتحرير فلسطين ووحدة الأمة'.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التجريد النظري إلا أن البرود السياسي ظل ملازماً للعلاقة بين الحركتين، ويصعب فهم وإدراك هذا الأمر دون اللجوء إلى تفسير النشوء التاريخي.
أولاً: قراءة تاريخية للعلاقة
تعد حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفصيلان الإسلاميان الأكبر على الساحة الفلسطينية، وعلى الرغم من خروجهما من رحم جماعة الإخوان المسلمين، فإن ذلك لم يمنع افتراقهما، كل بحسب الرؤية الإسلامية التي تبناها لنفسه، مع التقائهما عند خطوط المقاومة.
عندما انطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس في 14/12/1987، لم تكن الانطلاقة وليدة اللحظة، على الرغم من دلالات التوقيت الذي تزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى، التي استمرت حتى توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقات أوسلو مع الدولة العبرية عام 1993.
وكان تأثير انطلاقة حركة حماس قوياً - في ما بعد - على حركة فتح وحركة الجهاد الإسلامي، التي رأت - بحسب كثير من المراقبين والباحثين - في حماس، المنافس الرئيس لها، وخطراً داهماً يهددها على الساحة الفلسطينية، بعدما كانت الجهاد تتفرّد بكونها الفصيل الإسلامي المقاوم الوحيد على الساحة.
لذلك كانت العلاقة بين الحركتين، ولاتزال، تتأرجح بين المدّ والجزر، في ظل حالة من التحريض الداخلي لعناصرهما ضد الآخر في بعض الأحيان، رغم اتفاقهما في معظم خطوط البرنامج السياسي لكل منهما.
وكان تأخر التحاق جماعة الإخوان المسلمين بالعمل العسكري، وعدم الشروع في برنامج مقاومة الاحتلال مبكراً، سبباً في دفع مجموعة من شباب الإخوان المتحمسين، أبرزهم الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، إلى تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، رغبة منهم في الانخراط في الجهاد ضد الاحتلال، على غرار باقي الحركات والقوى الوطنية واليسارية التي كانت تتفرد بذلك في حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
ثانياً: القواسم المشتركة
لا تختلف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن باقي التنظيمات الإسلامية الأخرى، وعلى وجه الخصوص، جماعة الإخوان المسلمين، من حيث الأهداف النهائية والغايات، فالغاية القصوى للجهاد الإسلامي هي 'مرضاة الله'، والغاية الدنيا 'إحداث البعث الإسلامي في كل الأرض'، أما الأهداف فتتمثل في الهدف البعيد الذي يعني مواجهة أزمة التحدي الحضاري الغربي الحديث انطلاقاً من العقيدة الإسلامية، والهدف القريب المتمثل في إقامة الخلافة الراشدة.
وتلتقي حركة الجهاد الإسلامي مع الإخوان المسلمين، ومن ثم حركة حماس، على الخطوط العريضة للإيديولوجية الإسلامية، فكلتا الجماعتين تريدان إقامة دولة إسلامية، وتطبيق التعاليم الإسلامية فيها كهدف نهائي؛ لكن الغريب في الأمر، أنه على الرغم من علاقات التوتر والصراع الحاد في بعض الأحيان في الداخل، الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن الخارج – بلاد الشتات لاسيما لبنان وسوريا- شهدت المزيد من علاقات التواصل، والبحث في مشاريع مشتركة بين الحركتين.
فقد دأبتا على عقد لقاءات مشتركة، وصل فيها الطرفان إلى جملة من الاتفاقات والخطوط العامة المشتركة للتنسيق والتعاون، وصولا للوحدة الكاملة في المستقبل؛ وقد توصل الطرفان إلى ما سُمي في حينه 'ميثاق الأخوة والتعاون'، أكدا فيه:
1- وحدتهما من الثوابت الإسلامية تجاه فلسطين.
2- حرمة استخدام العنف أو القتل في فض الخلافات، أو إنهاء النزاعات.
3- العمل على إيجاد أطر تعاون وتنسيق مشتركة في النشاط النقابي والطلابي.
4- مواصلة انتفاضة الحجارة ودعمها.
5- إنشاء لجنة تنسيق مشتركة في الداخل والخارج، للتنسيق بينهما في المستجدات والأحداث التي تطرأ.
6- التعاهد على أن تكون الوحدة هي الخيار الوحيد الذي يسعى إليه المجاهدون، فالعدو واحد، والمعركة واحدة، ولابد من أن تكون الصفوف واحدة.
ويرى الناطقون باسم الحركتين، أن جهود الوحدة إن وجدت، ينبغي أن تبدأ بين القوى الإسلامية بالأساس، وبالدرجة الأولى مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها حركة الجهاد 'الأقرب لها من حيث المنطلق العام والهدف القريب، وأن الاختلاف معها في الوسائل وتصور الأزمة وكيفية تجاوزها، لا يعني بحال من الأحوال أننا يمكن أن نهمل أية طريقة للتنسيق معها لصف جهودنا جميعا في مواجهة العدو الواحد'.
وتشير مصادر الحركتين إلى أنهما حاولتا إيجاد صيغ تعاون مشترك في مراحل متعددة، كان أولها لقاء عام 1991 في العاصمة السودانية الخرطوم، تلاه لقاء آخر في العاصمة الإيرانية طهران، حينما توصلتا إلى صيغة تفاهم لبدء عملية تنسيق عام تتطور تدريجيا في حوارات متعددة، وعلى مستويات مختلفة داخل الحركتين وبينهما؛ وقد عبر أكثر من مسؤول في الحركتين عن الوحدة الفكرية والسياسية والاستراتيجية بينهما، سواء على صعيد 'إسلامية المعركة' مع الاحتلال، أو رفض التنازل والتسوية، أو مواجهة جيش الاحتلال بالمقاومة المسلحة.
وقد اشتركت الحركتان بطابع مواجهتهما مع الاحتلال حتى على صعيد العمليات الاستشهادية والتفجيرية، حيث أشارت الأحداث إلى تنفيذهما لعمليتي بيت ليد 1995، والمركز التجاري في تل أبيب 1996، بتنسيق ميداني من عناصر الجناح العسكري في الحركتين.
وفي مرحلة لاحقة اتجهت الحركتان إلى الوحدة بشكل ملحوظ، وتحديداً في أواسط عقد التسعينات من القرن العشرين، لاسيما عند اعتقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في حينه، الدكتور موسى أبومرزوق، في الولايات المتحدة الأمريكية، واغتيال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا من قبل الموساد الإسرائيلي.
كما لوحظ تقارب الحركتين خلال حقبة التسعينات التي سبقت اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، حين دعم عناصر الحركتين بعضهم بعضاً عندما تعرضوا لملاحقات السلطة الفلسطينية.
ثالثاً: عوامل الخلاف
الخلاف بين الحركتين، الجهاد والإخوان، لا يستند إلى أسس معرفية أو عقائدية، بل حول ما يمكن أن يسمى 'الفهم الصحيح' للإسلام، وكيفية التعامل معه، والاسترشاد به'؛ علما بأن خلافات الجهاد الإسلامي مع الإخوان المسلمين بدأت بالظهور عندما تعلقت الأمور بتفاصيل تحقيق الغايات والأهداف الكبرى، وبأسلوب تحقيقها، والذي يتطلب تحرير فلسطين باعتبارها قلب العالم الإسلامي، بإقامة دولة إسلامية فيها، وهي بذلك تعمل على تنمية حب فلسطين كأرض إسلامية مقدسة داخل صفوف أبنائها، وعموم الشعب، حباً واعياً، من خلال التثقيف والممارسة النضالية المستمرة على كل صعيد ومستوى.
ومع بداية انطلاق حركة الجهاد أوائل الثمانينات من القرن العشرين، برز إلى السطح بشكل واضح الخلاف مع الإخوان المسلمين، الذين نظروا إلى التيار الجديد كبديل عنهم 'يريد سحب البساط من تحت أقدامهم'، وفرض خيار المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي كتحد يواجه الإخوان المسلمين.
وهناك فارق آخر مع الإخوان، تمثل في أن الخطاب الفكري للجهاديين - أو من سموا حينذاك بـ'الإسلاميين المستقلين'، 'الحركة الطلابية الإسلامية'، 'التيار الإسلامي الثوري' - ركز على البحث عن الاستقلال الوطني، واسترداد الهوية، لا كمجرد هوية إسلامية، وإنما أيضا كهوية فلسطينية عربية، ما شكل فارقاً إضافياً لهذا التيار عن التيارات الإسلامية الأخرى في المنطقة.
وقد اختلفت حركة الجهاد مع الإخوان المسلمين في عدد من المحاور الرئيسية، منها:
1- تأخذ حركة الجهاد الإسلامي على الإخوان المسلمين في فلسطين غيابهم عن الساحة الجهادية والنضالية، وفقاً لما جاء على لسان فتحي الشقاقي بقوله: 'إذا كان غياب الحركة الإسلامية مفهوما ومبررا في فترة الخمسينات والستينات، لأن المعركة لم تكن قد حسمت بعد لصالح الإسلام كاختيار وحيد وساحق، فإنه لا يمكن فهم أو تبرير هذا الغياب المذهل للحركة الإسلامية الآن (يقصد فترة الثمانينات) عن احتلال موقعها الحقيقي في قيادة المرحلة، وتوجيه أحداثها، والسيطرة على متغيراتها'.
2- تُحمّل حركة الجهاد في بعض كتابات منظريها الإخوان المسلمين مسؤولية ما أصاب شباب الحركة الإسلامية مما وصفوه بحالة 'التقاعس'، لأن مناهج التكوين التي تبناها الإخوان كانت في معظمها 'سكونية، تقريرية، حسابية، منخلعة، عن الواقع الموضوعي المحيط، القريب والبعيد، الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري'.
3- من وجهة نظر الجهاد الإسلامي، لا يمكن حل مشاكل المجتمع العربي من خلال عمل إصلاحي تدريجي، وهي بذلك تبدو رافضة لأفكار الإخوان حول الانتشار البطيء للأفكار، والممارسة التقليدية في جميع نواحي الحياة اليومية، فالبديل لذلك هو العمل الثوري من قبل طليعة إسلامية، قادرة على فرض نظام إسلامي يقوم بشن حرب شاملة على إسرائيل.
4- تعد حركة الجهاد نفسها في بعض المراحل التاريخية نقيضاً للاتجاه الإصلاحي لجماعة الإخوان المسلمين، قبل انطلاقة حركة حماس، فهي كما ترى نفسها تمثل تيار 'المفاصلة والثورة'، في مواجهة ما تصفه بـ'تيار المهادنة والترقيع والإصلاح'، وتعد نفسها مصدر تحد للإخوان المسلمين، لعدم إلزام أنفسهم بالنضال الشامل ضد إسرائيل؛ وفي هذا السياق، تأخذ كتابات الجهاد على الإخوان مواقفهم وسياساتهم المعتدلة في سياق عدم مواجهة إسرائيل، متسائلة: 'كيف أن الحركات الوطنية العلمانية تتبنى وتمارس الكفاح المسلح، بينما الاتجاه الإسلامي الذي يعد الجهاد أساساً من أسس عقيدته لا يمارسه؟'.
5- يختلف الفريقان في النظر إلى القضية الفلسطينية؛ فبينما يرى الإخوان أن المشكلة الأساسية للأمة تكمن في غياب الدولة الإسلامية الواحدة، ممثلة بالخلافة، وأن قضية فلسطين هي إحدى المشاكل الفرعية لهذا الغياب، فإن حركة الجهاد اعتبرت قضية فلسطين القضية المركزية للمسلمين؛ وامتدادا لاختلاف الأولويات كما يسميها بعض الباحثين، فقد جاء تركيز الإخوان على التربية والإعداد، في مواجهة التيار الوطني الذي يركز على الكفاح المسلح، وكما تقول أدبيات الجهاد: 'اختار الإخوان طريق الهدى، ولم يختاروا طريق الجهاد، بينما اختار التيار الوطني طريق الجهاد، وابتعد عن طريق الهدى، وتكمن خصوصية الجهاد الإسلامي في التركيز على العلاقة الجدلية بين طريق الجهاد، وطريق الهدى'.
ولكل ما تقدم، عرفت العلاقة بين الطرفين، الإخوان المسلمين وحركة الجهاد، أجواء من الخصومة والعداء والتشهير المتبادل، لاسيما خلال حقبة الثمانينات، ولم تكن ودية في معظم الأحيان، أساسها 'نظرة الإخوان إلى الجهاد كمجموعة منشقة عن التنظيم الأم، ونظرة الجهاد إلى الإخوان في المقابل كجماعة كبيرة، لكنها مترددة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بالكفاح المسلح'.
وبدأت الاتهامات توجه من قبل الجهاد الإسلامي للإخوان المسلمين على النحو التالي:
1- التقاعس عن العمل الوطني.
2- تلقي الأموال من السعودية والأردن.
3- التخلف الفكري والجمود التنظيمي.
فيما اتهم الإخوان المسلمون حركة الجهاد الإسلامي بالبنود التالية:
1- التشيع، وأنهم يمثلون جسراً لإيران في المنطقة، ويتلقون الدعم من الحكومة الإيرانية.
2- العمل لعرقلة مسيرة الحركة الإسلامية في فلسطين.
3- عدم المصداقية، بتبنيها لأعمال الغير من المنظمات الفدائية.
4- التحالف مع القوى العلمانية ضد الإخوان المسلمين.
وامتدادا لهذه الأجواء 'الاتهامية المتبادلة'، فقد أشاع عناصر الجهاد الإسلامي في فترة منتصف الثمانينات، أن المجمع الإسلامي، المؤسسة الأبرز للإخوان المسلمين، أعدوا 100 سيف، وعددا من البنادق لاغتيال عناصر الجهاد، وعندما اكتشف الاحتلال الإسرائيلي الجهاز العسكري للإخوان عام 1984، أثار أفراد الجهاد شبها بأن هذا التنظيم لم يُعَد إلا للتخلص من أبناء الجهاد الإسلامي.
وللحقيقة التاريخية، فإن الصراعات والصدامات بين الجانبين، تركزت في المناطق التي يوجد فيها ثقل لكلا الحركتين، وبذلك فإنها لم تكن على مستوى القطاع، بل كانت المسألة نسبية؛ وقد تجلت بعض مظاهر الخلاف بين الحركتين في نظرة متأنية للمساجد المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة على سبيل المثال، حيث سنجد رايات مرفوعة أمام المساجد، بعضها رايات خضراء لحماس، وبعضها الآخر سوداء للجهاد، حيث المساجد مقسمة، ومعروف أن هذا مسجد لحماس، وذلك للجهاد.
تعليق