إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حماس والجهاد.. نقاط الاتفاق والخلاف بين أكبر فصيلين إسلاميين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حماس والجهاد.. نقاط الاتفاق والخلاف بين أكبر فصيلين إسلاميين

    اسم الكاتب : مركز المسبار للدراسات والبحوث
    حماس والجهاد.. نقاط الاتفاق والخلاف بين أكبر فصيلين إسلاميين

    أمد / أكدت دراسة حديثة أعدها مركز المسبار للدراسات والبحوث أن هناك نقاطاً خلافية بين حركة الجهاد الإسلامي في الأراضي الفلسطينية من ناحية، وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من ناحية أخرى، رغم تلاقي التنظيمين – إلى حد كبير – في الرؤية الفكرية، والبرنامج السياسي، وانطلاقهما من قاعدة إسلامية مشتركة، وانتفاء أية فوارق سياسية او عقائدية حقيقية بينهما.

    وقالت الدراسة إن حركة الجهاد سعت إلى أن تطرح نفسها كامتداد طبيعي لفكر الإخوان رغم أنها تتعامل مع فكر الإخوان بطريقة انتقائية. في حين تتبنى حماس مشروعاً من أجل العمل على إضفاء الهوية الإسلامية على الأراضي الفلسطينية، خلافاً مع حركة الجهاد التي تتمسك بالهوية العربية. وتسعى الدراسة إلى تفسير حالة 'البرود السياسي' الذي يطبع أجواء العلاقات بين الجانبين من خلال إلقاء الضوء على المساحات المشتركة وتلك الخلافية في هذه العلاقات. وفيما يلي نص الدراسة.

    علاقة الجهاد بالإخوان وحماس

    بذلت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - في مواقع كثيرة - جهداً حثيثاً لإثبات أنها امتداد طبيعي للفكر الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين، وأنها ليست ثورة عليهم، وأكدت أنها جاءت بعد 'عشرات السنين على تأسيس الإخوان المسلمين، الحركة الإسلامية الرائدة التي حاولت الدفاع عن الشرعية الإسلامية من السقوط، وتقدمت بالدعوة الإسلامية إلى طور العمل الاجتماعي المنظم.. من هذه الحركة ولدت حركة الجهاد الإسلامي'.

    أما على صعيد حركة حماس، وفي الجانب النظري المجرد، فقد أفرد ميثاق الحركة بنداً خاصاً تحت عنوان: الحركات الإسلامية، يتوجه - على الأعم الأغلب - نحو معالجة حالة الجهاد الإسلامي، حيث أورد موقف حماس من الحركات الإسلامية بصورة عامة، على النحو التالي: 'تنظر حركة المقاومة الإسلامية إلى الحركات الإسلامية الأخرى نظرة احترام وتقدير، فهي إن اختلفت معها في جانب أو تصور، اتفقت معها في جوانب وتصورات، وتنظر إلى تلك الحركات، إن توافرت النوايا السليمة والإخلاص لله، بأنها تندرج في باب الاجتهاد، مادامت تصرفاتها في حدود الدائرة الإسلامية، ولكل مجتهد نصيب'.

    ومع ذلك، فإن حركة الجهاد تلجأ إلى ما يصفه بعض الباحثين بـ'الانتقائية' في فكر الإخوان المسلمين، فهي ملتزمة بفكر الإمام حسن البنا، المؤسس الأول للجماعة، حيث تعلن أنه 'يظهر جلياً أن حركة الجهاد الإسلامي هي الأمينة على خط الإمام الشهيد، وهي التي ستسير باجتهاده العظيم نحو نهاياته المنطقية بتحرير فلسطين ووحدة الأمة'.

    ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا التجريد النظري إلا أن البرود السياسي ظل ملازماً للعلاقة بين الحركتين، ويصعب فهم وإدراك هذا الأمر دون اللجوء إلى تفسير النشوء التاريخي.

    أولاً: قراءة تاريخية للعلاقة

    تعد حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفصيلان الإسلاميان الأكبر على الساحة الفلسطينية، وعلى الرغم من خروجهما من رحم جماعة الإخوان المسلمين، فإن ذلك لم يمنع افتراقهما، كل بحسب الرؤية الإسلامية التي تبناها لنفسه، مع التقائهما عند خطوط المقاومة.

    عندما انطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس في 14/12/1987، لم تكن الانطلاقة وليدة اللحظة، على الرغم من دلالات التوقيت الذي تزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى، التي استمرت حتى توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقات أوسلو مع الدولة العبرية عام 1993.

    وكان تأثير انطلاقة حركة حماس قوياً - في ما بعد - على حركة فتح وحركة الجهاد الإسلامي، التي رأت - بحسب كثير من المراقبين والباحثين - في حماس، المنافس الرئيس لها، وخطراً داهماً يهددها على الساحة الفلسطينية، بعدما كانت الجهاد تتفرّد بكونها الفصيل الإسلامي المقاوم الوحيد على الساحة.

    لذلك كانت العلاقة بين الحركتين، ولاتزال، تتأرجح بين المدّ والجزر، في ظل حالة من التحريض الداخلي لعناصرهما ضد الآخر في بعض الأحيان، رغم اتفاقهما في معظم خطوط البرنامج السياسي لكل منهما.



    وكان تأخر التحاق جماعة الإخوان المسلمين بالعمل العسكري، وعدم الشروع في برنامج مقاومة الاحتلال مبكراً، سبباً في دفع مجموعة من شباب الإخوان المتحمسين، أبرزهم الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، إلى تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، رغبة منهم في الانخراط في الجهاد ضد الاحتلال، على غرار باقي الحركات والقوى الوطنية واليسارية التي كانت تتفرد بذلك في حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي.

    ثانياً: القواسم المشتركة

    لا تختلف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن باقي التنظيمات الإسلامية الأخرى، وعلى وجه الخصوص، جماعة الإخوان المسلمين، من حيث الأهداف النهائية والغايات، فالغاية القصوى للجهاد الإسلامي هي 'مرضاة الله'، والغاية الدنيا 'إحداث البعث الإسلامي في كل الأرض'، أما الأهداف فتتمثل في الهدف البعيد الذي يعني مواجهة أزمة التحدي الحضاري الغربي الحديث انطلاقاً من العقيدة الإسلامية، والهدف القريب المتمثل في إقامة الخلافة الراشدة.

    وتلتقي حركة الجهاد الإسلامي مع الإخوان المسلمين، ومن ثم حركة حماس، على الخطوط العريضة للإيديولوجية الإسلامية، فكلتا الجماعتين تريدان إقامة دولة إسلامية، وتطبيق التعاليم الإسلامية فيها كهدف نهائي؛ لكن الغريب في الأمر، أنه على الرغم من علاقات التوتر والصراع الحاد في بعض الأحيان في الداخل، الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن الخارج – بلاد الشتات لاسيما لبنان وسوريا- شهدت المزيد من علاقات التواصل، والبحث في مشاريع مشتركة بين الحركتين.

    فقد دأبتا على عقد لقاءات مشتركة، وصل فيها الطرفان إلى جملة من الاتفاقات والخطوط العامة المشتركة للتنسيق والتعاون، وصولا للوحدة الكاملة في المستقبل؛ وقد توصل الطرفان إلى ما سُمي في حينه 'ميثاق الأخوة والتعاون'، أكدا فيه:

    1- وحدتهما من الثوابت الإسلامية تجاه فلسطين.

    2- حرمة استخدام العنف أو القتل في فض الخلافات، أو إنهاء النزاعات.

    3- العمل على إيجاد أطر تعاون وتنسيق مشتركة في النشاط النقابي والطلابي.

    4- مواصلة انتفاضة الحجارة ودعمها.

    5- إنشاء لجنة تنسيق مشتركة في الداخل والخارج، للتنسيق بينهما في المستجدات والأحداث التي تطرأ.

    6- التعاهد على أن تكون الوحدة هي الخيار الوحيد الذي يسعى إليه المجاهدون، فالعدو واحد، والمعركة واحدة، ولابد من أن تكون الصفوف واحدة.

    ويرى الناطقون باسم الحركتين، أن جهود الوحدة إن وجدت، ينبغي أن تبدأ بين القوى الإسلامية بالأساس، وبالدرجة الأولى مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها حركة الجهاد 'الأقرب لها من حيث المنطلق العام والهدف القريب، وأن الاختلاف معها في الوسائل وتصور الأزمة وكيفية تجاوزها، لا يعني بحال من الأحوال أننا يمكن أن نهمل أية طريقة للتنسيق معها لصف جهودنا جميعا في مواجهة العدو الواحد'.

    وتشير مصادر الحركتين إلى أنهما حاولتا إيجاد صيغ تعاون مشترك في مراحل متعددة، كان أولها لقاء عام 1991 في العاصمة السودانية الخرطوم، تلاه لقاء آخر في العاصمة الإيرانية طهران، حينما توصلتا إلى صيغة تفاهم لبدء عملية تنسيق عام تتطور تدريجيا في حوارات متعددة، وعلى مستويات مختلفة داخل الحركتين وبينهما؛ وقد عبر أكثر من مسؤول في الحركتين عن الوحدة الفكرية والسياسية والاستراتيجية بينهما، سواء على صعيد 'إسلامية المعركة' مع الاحتلال، أو رفض التنازل والتسوية، أو مواجهة جيش الاحتلال بالمقاومة المسلحة.

    وقد اشتركت الحركتان بطابع مواجهتهما مع الاحتلال حتى على صعيد العمليات الاستشهادية والتفجيرية، حيث أشارت الأحداث إلى تنفيذهما لعمليتي بيت ليد 1995، والمركز التجاري في تل أبيب 1996، بتنسيق ميداني من عناصر الجناح العسكري في الحركتين.



    وفي مرحلة لاحقة اتجهت الحركتان إلى الوحدة بشكل ملحوظ، وتحديداً في أواسط عقد التسعينات من القرن العشرين، لاسيما عند اعتقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في حينه، الدكتور موسى أبومرزوق، في الولايات المتحدة الأمريكية، واغتيال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا من قبل الموساد الإسرائيلي.

    كما لوحظ تقارب الحركتين خلال حقبة التسعينات التي سبقت اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، حين دعم عناصر الحركتين بعضهم بعضاً عندما تعرضوا لملاحقات السلطة الفلسطينية.

    ثالثاً: عوامل الخلاف

    الخلاف بين الحركتين، الجهاد والإخوان، لا يستند إلى أسس معرفية أو عقائدية، بل حول ما يمكن أن يسمى 'الفهم الصحيح' للإسلام، وكيفية التعامل معه، والاسترشاد به'؛ علما بأن خلافات الجهاد الإسلامي مع الإخوان المسلمين بدأت بالظهور عندما تعلقت الأمور بتفاصيل تحقيق الغايات والأهداف الكبرى، وبأسلوب تحقيقها، والذي يتطلب تحرير فلسطين باعتبارها قلب العالم الإسلامي، بإقامة دولة إسلامية فيها، وهي بذلك تعمل على تنمية حب فلسطين كأرض إسلامية مقدسة داخل صفوف أبنائها، وعموم الشعب، حباً واعياً، من خلال التثقيف والممارسة النضالية المستمرة على كل صعيد ومستوى.

    ومع بداية انطلاق حركة الجهاد أوائل الثمانينات من القرن العشرين، برز إلى السطح بشكل واضح الخلاف مع الإخوان المسلمين، الذين نظروا إلى التيار الجديد كبديل عنهم 'يريد سحب البساط من تحت أقدامهم'، وفرض خيار المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي كتحد يواجه الإخوان المسلمين.

    وهناك فارق آخر مع الإخوان، تمثل في أن الخطاب الفكري للجهاديين - أو من سموا حينذاك بـ'الإسلاميين المستقلين'، 'الحركة الطلابية الإسلامية'، 'التيار الإسلامي الثوري' - ركز على البحث عن الاستقلال الوطني، واسترداد الهوية، لا كمجرد هوية إسلامية، وإنما أيضا كهوية فلسطينية عربية، ما شكل فارقاً إضافياً لهذا التيار عن التيارات الإسلامية الأخرى في المنطقة.

    وقد اختلفت حركة الجهاد مع الإخوان المسلمين في عدد من المحاور الرئيسية، منها:

    1- تأخذ حركة الجهاد الإسلامي على الإخوان المسلمين في فلسطين غيابهم عن الساحة الجهادية والنضالية، وفقاً لما جاء على لسان فتحي الشقاقي بقوله: 'إذا كان غياب الحركة الإسلامية مفهوما ومبررا في فترة الخمسينات والستينات، لأن المعركة لم تكن قد حسمت بعد لصالح الإسلام كاختيار وحيد وساحق، فإنه لا يمكن فهم أو تبرير هذا الغياب المذهل للحركة الإسلامية الآن (يقصد فترة الثمانينات) عن احتلال موقعها الحقيقي في قيادة المرحلة، وتوجيه أحداثها، والسيطرة على متغيراتها'.

    2- تُحمّل حركة الجهاد في بعض كتابات منظريها الإخوان المسلمين مسؤولية ما أصاب شباب الحركة الإسلامية مما وصفوه بحالة 'التقاعس'، لأن مناهج التكوين التي تبناها الإخوان كانت في معظمها 'سكونية، تقريرية، حسابية، منخلعة، عن الواقع الموضوعي المحيط، القريب والبعيد، الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري'.

    3- من وجهة نظر الجهاد الإسلامي، لا يمكن حل مشاكل المجتمع العربي من خلال عمل إصلاحي تدريجي، وهي بذلك تبدو رافضة لأفكار الإخوان حول الانتشار البطيء للأفكار، والممارسة التقليدية في جميع نواحي الحياة اليومية، فالبديل لذلك هو العمل الثوري من قبل طليعة إسلامية، قادرة على فرض نظام إسلامي يقوم بشن حرب شاملة على إسرائيل.

    4- تعد حركة الجهاد نفسها في بعض المراحل التاريخية نقيضاً للاتجاه الإصلاحي لجماعة الإخوان المسلمين، قبل انطلاقة حركة حماس، فهي كما ترى نفسها تمثل تيار 'المفاصلة والثورة'، في مواجهة ما تصفه بـ'تيار المهادنة والترقيع والإصلاح'، وتعد نفسها مصدر تحد للإخوان المسلمين، لعدم إلزام أنفسهم بالنضال الشامل ضد إسرائيل؛ وفي هذا السياق، تأخذ كتابات الجهاد على الإخوان مواقفهم وسياساتهم المعتدلة في سياق عدم مواجهة إسرائيل، متسائلة: 'كيف أن الحركات الوطنية العلمانية تتبنى وتمارس الكفاح المسلح، بينما الاتجاه الإسلامي الذي يعد الجهاد أساساً من أسس عقيدته لا يمارسه؟'.

    5- يختلف الفريقان في النظر إلى القضية الفلسطينية؛ فبينما يرى الإخوان أن المشكلة الأساسية للأمة تكمن في غياب الدولة الإسلامية الواحدة، ممثلة بالخلافة، وأن قضية فلسطين هي إحدى المشاكل الفرعية لهذا الغياب، فإن حركة الجهاد اعتبرت قضية فلسطين القضية المركزية للمسلمين؛ وامتدادا لاختلاف الأولويات كما يسميها بعض الباحثين، فقد جاء تركيز الإخوان على التربية والإعداد، في مواجهة التيار الوطني الذي يركز على الكفاح المسلح، وكما تقول أدبيات الجهاد: 'اختار الإخوان طريق الهدى، ولم يختاروا طريق الجهاد، بينما اختار التيار الوطني طريق الجهاد، وابتعد عن طريق الهدى، وتكمن خصوصية الجهاد الإسلامي في التركيز على العلاقة الجدلية بين طريق الجهاد، وطريق الهدى'.

    ولكل ما تقدم، عرفت العلاقة بين الطرفين، الإخوان المسلمين وحركة الجهاد، أجواء من الخصومة والعداء والتشهير المتبادل، لاسيما خلال حقبة الثمانينات، ولم تكن ودية في معظم الأحيان، أساسها 'نظرة الإخوان إلى الجهاد كمجموعة منشقة عن التنظيم الأم، ونظرة الجهاد إلى الإخوان في المقابل كجماعة كبيرة، لكنها مترددة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بالكفاح المسلح'.

    وبدأت الاتهامات توجه من قبل الجهاد الإسلامي للإخوان المسلمين على النحو التالي:

    1- التقاعس عن العمل الوطني.

    2- تلقي الأموال من السعودية والأردن.

    3- التخلف الفكري والجمود التنظيمي.

    فيما اتهم الإخوان المسلمون حركة الجهاد الإسلامي بالبنود التالية:

    1- التشيع، وأنهم يمثلون جسراً لإيران في المنطقة، ويتلقون الدعم من الحكومة الإيرانية.

    2- العمل لعرقلة مسيرة الحركة الإسلامية في فلسطين.

    3- عدم المصداقية، بتبنيها لأعمال الغير من المنظمات الفدائية.

    4- التحالف مع القوى العلمانية ضد الإخوان المسلمين.

    وامتدادا لهذه الأجواء 'الاتهامية المتبادلة'، فقد أشاع عناصر الجهاد الإسلامي في فترة منتصف الثمانينات، أن المجمع الإسلامي، المؤسسة الأبرز للإخوان المسلمين، أعدوا 100 سيف، وعددا من البنادق لاغتيال عناصر الجهاد، وعندما اكتشف الاحتلال الإسرائيلي الجهاز العسكري للإخوان عام 1984، أثار أفراد الجهاد شبها بأن هذا التنظيم لم يُعَد إلا للتخلص من أبناء الجهاد الإسلامي.

    وللحقيقة التاريخية، فإن الصراعات والصدامات بين الجانبين، تركزت في المناطق التي يوجد فيها ثقل لكلا الحركتين، وبذلك فإنها لم تكن على مستوى القطاع، بل كانت المسألة نسبية؛ وقد تجلت بعض مظاهر الخلاف بين الحركتين في نظرة متأنية للمساجد المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة على سبيل المثال، حيث سنجد رايات مرفوعة أمام المساجد، بعضها رايات خضراء لحماس، وبعضها الآخر سوداء للجهاد، حيث المساجد مقسمة، ومعروف أن هذا مسجد لحماس، وذلك للجهاد.
    سيف السرايا إذا ضربت فلا تبالي
    وكن في الحق مفخرة الرجال
    فكم من قـائد قد صار رمـزا
    تعـود في الوغـى قهر الجبال
    ####
    ممنوع

  • #2
    وبالإمكان الحديث عن المحاور التي تبدى فيها الخلاف بين الطرفين على أشده، منها:

    1- الموقف من النظم السياسية العربية

    تعد حركة الجهاد الإسلامي هذه الأنظمة بمثابة حزام الأمن الحقيقي لإسرائيل، وتقف موقفا معاديا من فكرة الجهاد ذاتها، لأنه سيكشف زيفها وتبعيتها وارتباطها بأعداء الإسلام؛ وترى حركة الجهاد في نظام التجزئة وجها آخر للدولة الصهيونية، لابد من محاربتهما معا، وتعيب على الإخوان مهادنتهم لأنظمة الحكم، ومشاركتهم في مجالسها النيابية، ويأخذون عليهم موقفهم الذي وصفته بـ'المهادن والمتعايش معها'، مع أنظمة ذات علاقات وثيقة بالاستعمار الغربي.

    بل يشير أحد زعماء الجهاد إلى أن تعايش الإخوان مع هذه الأنظمة 'يعكس انقطاعهم عن السياق التاريخي، واستعدادهم للتعامل مع الوضع القائم، وفي وقت لاحق اتهم أنصار الجهاد جماعة الإخوان بسعيها لربط قطاع غزة بالنظام الأردني، كورقة في يد الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال.



    ولاحقا، حافظت حركة حماس على الموقف الإخواني التقليدي العام من الأنظمة العربية، في ضوء خصوصية المعركة الوطنية التي خاضتها الحركة في فلسطين، وحاجتها للدعم العربي.

    وفي مقابل هذا الموقف البراغماتي لحركة حماس مع الأنظمة العربية، حافظت الجهاد الإسلامي على نظرتها الراديكالية إيديولوجيا للنظام العربي الرسمي، مع واقعة جديدة في التصنيف السياسي للأنظمة، دفعها إليه انتشار الحركة خارج فلسطين.

    2- الثورة الإيرانية

    في حين ينظر الجهاديون إلى الثورة الإسلامية في إيران على أنها بداية تحول ثوري شامل، نجد أن الإخوان المسلمين لا يشاركونهم هذه النظرة، وعلى الرغم من أن موقفهم من الثورة الإيرانية بدا إيجابيا، إلا أنه ما لبث أن أخذ في التحول بعد الحرب العراقية الإيرانية.

    ويرى الإخوان –في حينه- أنه على الرغم من أن هذه الثورة انبعثت من منطلقات إسلامية، إلا أنها أخذت تفقد بريقها عاما بعد عام، حيث يتهم أنصار الجهاد نظراءهم في الإخوان المسلمين بإثارة قضية الخلاف بين السنة والشيعة، كذريعة لتبني موقف معاد من الثورة الإيرانية؛ واعتبرت حركة الجهاد 'الثورة الإيرانية 'مركز الثورة الإسلامية، التي يتوجب مبايعتها والاندماج فيها، واعتبار الخميني إمام المسلمين، وقد تحفظ الإخوان على ذلك.

    وفي السياق ذاته، اتهم الإخوان المسلمون حركة الجهاد بافتقاد أفرادها للتربية الروحية والالتزام الدقيق بالمنهج لسلوك الإسلاميين، ما جعل أفكارهم تخلط الإسلام بغيره، ولا تميز الموقف الإسلامي الصحيح، فهي تلتقي مع حركة فتح حتى أطلق عليها بعض الإخوان (فتح الإسلامية) من ناحية، ومن ناحية أخرى، اعتبروهم أداة إيرانية في المنطقة، وأطلقوا على بعضهم لفظ الشيعة والخمينيين.

    كما أن تحول الإخوان المسلمين لاحقا إلى حركة سياسية نشطة، ممثلة في حركة حماس، دفعها إلى علاقات إقليمية وإسلامية، كان من بينها العلاقة مع الجمهورية الإيرانية، ما عمل على تغييب الخطاب التكفيري، إن وجد أصلا.

    3- الموقف من القوى الوطنية

    يأخذ أنصار الجهاد الإسلامي على الإخوان المسلمين رفضهم الدخول في تحالفات مع الأطراف الوطنية، وذلك لاعتقاد الإخوان بأن الدخول في تحالفات من هذا النوع، من شأنه إضعاف نفوذهم كتيار ديني متميز، كما أنه ناجم عن عدم قدرتهم على الفهم والتحليل، ونتيجة لعقلية التلقي التي تسيطر عليهم.

    4- العلاقة مع حماس

    مثلت ولادة حركة المقاومة الإسلامية حماس مع اندلاع انتفاضة الحجارة، في ديسمبر/كانون الأول 1987، ودخولها ميدان المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، تأسيسا لعلاقة مختلفة مع حركة الجهاد الإسلامي، بعيدا عن تلك العلاقة 'المتوترة' والصراعية مع الإخوان المسلمين التقليديين، تلك العلاقة التي بلغ فيها الصراع الفكري والسياسي أشده، منذ افتراق المجموعة 'الجهادية' الأولى التي غيرت قناعاتها 'الإخوانية'.

    وبالفعل، جاءت انطلاقة حركة حماس 'تهميشا لدواعي النقد المتقدم' للإخوان المسلمين، إذ أضحت طرفا في الصراع الوطني ضد الاحتلال، سياسيا وعسكريا، وأكدت في ميثاقها أهمية وقدسية القضية الفلسطينية، ما خفف من العلاقة الصدامية مع الحركة الوطنية.

    وفي المقابل، ظلت حركة حماس تعتبر الجهاد الإسلامي وسواها من الحركات الإسلامية 'رصيدا لها'.

    وقد أدى اهتزاز نقاط الخلاف السابقة، وانتفاء معظمها، مع مشاركة حماس في الصراع، إلى تقريب المسافة بين الحركتين، فأخذت حركة الجهاد تكرر دعوتها إلى الوحدة الإسلامية، التي اعتبرتها ثابتا من ثوابتها، ومن بين ما أسفر عن هذه الجهود المشتركة من قبل الحركتين، الدعوة إلى تشكيل قيادة إسلامية موحدة للانتفاضة الأولى، تضم الحركتين، باعتبارها 'مطلبا ربانيا وتاريخيا، وهي القادرة على قيادة جماهير الانتفاضة'؛ كما دعت الحركتان إلى تشكيل جبهة إسلامية موحدة للتصدي لجهود منظمة التحرير الفلسطينية في مسار التسوية السلمية، وحافظت الجهاد الإسلامي في كافة بياناتها الصادرة على تأكيد هذه الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، باعتبارها خيار المواجهة المستمرة مع العدو، وإسقاط خيارات التسوية.



    ويمكن رصد واقع العلاقة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي من جانبين:

    الجانب الأول: على المستوى الميداني المؤسسي للحركتين في المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك نشاطهما العسكري في الداخل الفلسطيني، إذ يلحظ أنهما لم تدخلا في مرحلة التنسيق أو التقاطع المشترك على هذا المستوى، بل إن كل حركة منهما استطاعت أن تشترك مع القوى الأخرى المختلفة معها إيديولوجيا في نشاطات ميدانية مشتركة، دون أن يحدث مثل هذا بين حركتي حماس والجهاد، إلى ما قبيل اتفاق أوسلو 1993.

    الجانب الثاني: على المستوى السياسي الذي كان يتشكل بين قيادتي الحركتين خارج الأراضي المحتلة، حيث كانت العلاقة بينهما يتغير خط بيانها على هذا المستوى، صعودا أو هبوطاً، حسب الواقع السياسي الفلسطيني.

    غير أن أدنى نقطة وصلت عندها العلاقة هي التنافس التنظيمي بينهما، وأقصى نقطة هي المناصرة ووحدة الموقف، خصوصا في المسائل السياسية؛ ورغم ذلك يمكننا القول إن علاقة حركة حماس بالجهاد تعد من أدفأ العلاقات بين حركة حماس وأي فصيل على الساحة الفلسطينية.

    ويبدو أن نتائج العلاقة في جانبها السياسي متأثرة إلى حد كبير بمستوى العلاقة في جانبها الميداني، لذا لا يتوقع أن يحصل تغير جذري في واقع العلاقة بين الحركتين، مادامت البنى التحتية والقاعدية للحركتين معزولة ومفصولة عن بعضها، أو مادام التنسيق الميداني محدودا ومتباعدا؛ فقد تجلت النظرة غير الودية بين الحركتين في تقويم دور كل منهما في تفجير انتفاضة الحجارة، والمشاركة فيها عبر مختلف قراءات الحركتين لمسار الانتفاضة ذاتها، إذ تجاهلت الأدبيات الأولى الصادرة عن إحدى الحركتين، أو عن المقربة منهما، دور الحركة الأخرى، سواء قبيل الانتفاضة، أم في بداياتها الأولى.

    ثم اتسمت علاقة حماس بالجهاد عامي 1992-1993، بالتوتر الشديد داخل الأراضي المحتلة، خاصة في قطاع غزة، ووصل الأمر إلى حد المواجهة، بسبب ممارسات متبادلة من قبل نشطاء الحركتين ضد بعضهما بعضاً.

    وخارج الأرض المحتلة، وإبان حادثة إبعاد 400 عنصر وقيادي من حركة حماس و16 عنصرا وقياديا من الجهاد الإسلامي، انفرد هؤلاء بأنشطتهم، وعدم مشاركتهم لنشطاء حماس في فعالياتهم الميدانية طوال فترة الإبعاد.

    وبعد قرابة 21 سنة على انطلاق حركة حماس، فإن أزمة العلاقة بين الحركتين الإسلاميتين، يمكن أن يرد استمرارها –رغم حجم التقارب الذي حصل بينهما- إلى عدد من التحليلات والتفسيرات، ومنها:

    1- حرص حركة حماس على أن تكون ممثلة للحالة الإسلامية الفلسطينية، دون أن ينازعها في ذلك شريك يقدم ادعاءات المشروعية ومقوماتها الوطنية والإسلامية نفسها.

    2- عدم قبول تيار الإسلام السياسي عموما –مع بعض الاستثناءات- بمشروعية التعددية ذات الطابع الاجتماعي والسياسي، وليست التعددية ذات الطابع الفقهي المذهبي.

    3- اختلاف الحركتين في توصيف أيهما صاحب الأحقية، وبالتالي لا تفتقد مبرر قيامها، ومن ثم بقائها.

    4- خلاف الجهاد مع حماس يعود في جذوره إلى خلافاتها مع الإخوان المسلمين، الذي لا يقتصر على موضوع الكفاح المسلح فقط، بل يصل إلى ما تسميه الجهاد في حديثها عن الإخوان بـ'احترامهم' للعبة الدولية، ودخولهم التحالفات، وعلاقاتهم الليبرالية، إضافة للقوة المالية والإعلامية، الذي قد يحل كبديل –في نظر الجهاد- عن المقاومة المتواصلة.

    الاندماج أم الانفصال؟

    لاشك في أن خصوصية العلاقة بين حركتي حماس والجهاد تنبع من اعتبارات عديدة، أهمها أن خيار 'الوحدة الاندماجية' بينهما بقي يمثل السقف الأعلى المطروح في العلاقة، وهذا الوضع المتقارب يزيد في حدة السؤال الموازي، الذي رافق بروز الحركتين، وتطورهما خلال انتفاضة الحجارة 1987-1993، وانتفاضة الأقصى 2000-2008، والسؤال: لماذا، والحال كذلك، لم يتجه التنظيمان نحو الوحدة والاندماج، أو نحو التنسيق المعمق على الأقل؟ ولماذا ظلت العلاقة تراوح في مربع العلاقات العادية بين مختلف الفصائل، دون برامج ثنائية تميزها فعلا عن غيرها من العلاقات؟



    ولئن اتسمت العلاقة بين الجهاد الإسلامي والإخوان المسلمين في فلسطين قبل انتفاضة الحجارة بـ'التنافسية' نتيجة الاختلاف بينهما في الأهداف والمواقف، فإن التحول العملي الكبير الذي شهده الإخوان مع انطلاقة الانتفاضة، وهو إنشاء حركة المقاومة الإسلامية حماس، ضيق الفجوة بين الحركتين؛ بل يمكن القول: إن الحركتين لم تعودا متقاربتين في الإيديولوجيا الإسلامية فحسب، بل أيضا في الأهداف الاستراتيجية، متمثلة بتحرير كامل التراب الوطني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والمواقف السياسية الأساسية، بما في ذلك رفض مشاريع التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، وما يتمخض عنها، والاستمرار في الجهاد والمقاومة.

    ومن خلال دراسة سيرة الحركتين وعلاقاتهما، يقف الباحث أمام سؤال مهم حول الأسباب والدوافع التي كانت وراء عدم قيام وحدة بين الحركتين، أو حتى تنسيق مشترك، سواء في المجال السياسي أو العسكري؟

    فعلى الرغم من التطابق الإيديولوجي بين الحركتين، وعلى الرغم من وحدة موقفهما السياسي إزاء مجريات القضية وتطوراتها، فإن جسما تنظيمياً موحداً أو تنسيقيا لم يتشكل بينهما حتى كتابة هذه السطور، علما بأن 'الوحدة الإسلامية' تشكل هدفا بحد ذاته للحركتين –كما تقول أدبياتهما- حيث إنهما يدركان أن أحد أهم عوامل الانتصار للمشروع الإسلامي المعاصر، تقتضي توحيد كل طاقات المسلمين، فوحدة الحركة الإسلامية بالنسبة لهما، 'واجب شرعي أولا: كمطلب أساسي مهم لتحقيق الأهداف والغايات، وثانيا: لأن أشكال التحدي المفروض على أمتنا وحجمه ينوء بحمله فصيل من الفصائل وحده'.

    وأكدت الحركتان أكثر من مرة أنهما معنيتان تماما بوجود ما تسميانه 'الوحدة الإسلامية'، لأن ما يفرض عليهما ذلك هدفهما المركزي، المتمثل في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتطلب جهودا مشتركة.

    ومع ذلك، فإن حجم التنظيم 'الصغير' نسبيا لدى حركة الجهاد، قد يعتبر سلاحا ذا حدين، ففي حين يراه البعض دافعاً لها في توجهها نحو الوحدة مع حماس، إذ ليس عندها ما يسميه بعض الباحثين بـ'غرور' التنظيم الكبير والقوي، إلا أن آخرين يرون أن هذا المعيار قد يعتبر تفسيرا لعدم انخراط الجهاد مع حماس في جسم تنظيمي واحد، بحيث إن تنظيم الجهاد يتخوف على نفسه وتنظيمه الصغير قياسا بتنظيم حماس.

    وقد أصبح الحديث يدور منذ سنة 1993 حول مشاريع الوحدة، أو حول التنسيق جديا بين الحركتين، وقدم مشروعان متبادلان:

    1- مشروع حماس: دعا للاندماج الكامل، وذوبان تنظيم الجهاد في تنظيم حماس.

    2- مشروع الجهاد: دعا للتنسيق المتدرج، والوصول لصيغة قريبة من الصيغ الجبهوية.

    وأثبتت الأحداث الميدانية على مدار السنوات الماضية أن المشروعين بقيا حبرا على ورق، وظل الواقع على الأرض أقرب للبرود السياسي منه للحميمية التنظيمية لا غير (31)؛ علما بأن شمول الحملات الإسرائيلية لكلا الحركتين، رأى فيها بعض الباحثين فرصة موفقة لجهود التقريب بينهما، مستذكرين في هذا المقام ما ذكره الدكتور فتحي شقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي، حين وصل إلى مخيم مرج الزهور في جنوب لبنان، حيث أبعد مئات الفلسطينيين من حماس والجهاد هناك، وقال: الآن ما عاد لأحد حجة في تفرقنا، وفي بقاء حركة حماس وحدها، وحركة الجهاد وحدها، فلابد أن تندمج الحركتان، ونحن لا نعارض الوحدة.. خاصة عندما نكون مستهدفين'.

    وقال الشيخ عبدالله الشامي، أحد قادة الجهاد في فلسطين: 'إن مسألة الوحدة بيننا وبين حماس همٌّ يسكننا دائما على مدار الزمان، للتوحد والعمل الوحدوي، فإن لم نستطع فالعمل التنسيقي، لكن يبدو كلما اشتدت الأخطار اقتربت الأفكار أكثر، واقتربت الأجساد أكثر، هذا ما نشهده خلال حواراتنا مع أشقائنا في حركة حماس، وهذا ما شهدناه عمليًّا على الأرض، حيث التقت كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى في عملية مشتركة ضد الاحتلال الإسرائيلي'.

    ولكن على صعيد التحليل، يبدو أن العوامل المعيقة لتطور علاقة الجانبين وصولا إلى الوحدة والاندماج، ذات طابعين اثنين، ذاتي وموضوعي:

    1- الجانب الذاتي: حيث تلعب بعض الظروف والإشكاليات القديمة بين شخصيات قيادية بين الجانبين، دورا في إبقاء نوع من المسافة بينهما، خصوصا في قطاع غزة، منشأ الحركتين.



    2- الجانب الموضوعي: يظهر أن ارتباط الجهاد الإسلامي بإيران وحزب الله اللبناني الموالي لها، يشكل سببا مهما لعدم استعجال الارتباط بحركة حماس، أو الوحدة معها.

    وربما لقي هذا الموقف داخل الجهاد الإسلامي قبولا لدى الإيرانيين، لاعتبارات تتعلق بالنفوذ السياسي داخل الساحة الفلسطينية من جهة، وبقاء حركة حماس مرتبطة عضويا وتنظيميا بجماعة الإخوان المسلمين العالمية من جهة أخرى.

    وترى بعض الأوساط التنظيمية والبحثية أن إمكانية الانتقال إلى قرار التوحد في جسم تنظيمي واحد بين حركتي حماس والجهاد، تعوزه بعض الأسباب أهمها:

    1- لا ترى حماس أنها بحاجة لمثل هذا التوحد، ويعتقدون أن التحالف الاستراتيجي مع الجهاد لن يفيدها بشيء، فـ'حماس' ترى نفسها القوة الإسلامية الأولى، وتعتقد أن تحالفها الاستراتيجي مع الجهاد لن يضيف لها جديدا، فهي كتنظيم إخواني مستقل تتحكم في قرارها، وليست بحاجة لتقديم تنازلات.

    2- تنظر بعض القيادات في حركة حماس إلى علاقة حركة الجهاد بحركة فتح بـ'عين الشك'، فهم يعتقدون أن الجهاد تنظيم تابع لحركة فتح، وأن الهدف من وجوده استيعاب الاتجاه الديني.

    3- ومع ذلك، فإن احتمالات التنسيق والتعاون، وحتى التحالف، بين حماس والجهاد، كانت ومازالت قائمة، ويعتمد ذلك بشكل أساسي على طبيعة التطورات التي تنشأ على الساحة الفلسطينية، وموقف حماس والإخوان منها، وكذلك على طبيعة التحولات أو عملية التمايز التي يمكن أن تحدث في إطار هاتين الحركتين.

    ومع ذلك، أرى أنه يمكن تفعيل العلاقة بين الحركتين من خلال الإعلان عن تحالف استراتيجي بينهما، بواسطة تشكيل قيادة موحدة، بحيث تكون البداية من خلال دخول الانتخابات النقابية والطلابية والمهنية موحدين؛ ويمكن بعد ذلك تشكيل قيادة موحدة لحركتي حماس والجهاد، تعلن عن مواقف مشتركة في مختلف القضايا، علما بأنه في بعض الحالات هناك وجهات نظر داخل كل حركة منهما، ربما تبلغ أحياناً حدتها أكبر مما تبلغ حدة الخلافات بين الحركتين نفسيهما.

    وبالتالي إذا زالت أسباب الخلاف الفكرية والإيديولوجية والسياسية فلن يبقى إلا العوامل النفسية التي تراكمت عبر الزمن، وهذه يمكن أن تزول بمزيد من البرامج المشتركة، كالبرامج الحوارية والترفيهية على مستوى القواعد، بما يساعد قادة الحركتين على تذويب الجليد الذي تراكم بينهما عبر العقدين الماضيين.

    العلاقات الحالية القائمة

    شهد العامان 2007-2008 تطورات متسارعة على الساحة الفلسطينية، تلت الانتخابات التشريعية التي فازت فيها حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي، ومن ثم تشكيلها للحكومة الفلسطينية، وما رافق ذلك من تجاذبات حادة على صعيد الفصائل والقوى السياسية، بما فيها حركة الجهاد الإسلامي، وصولا إلى سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007.

    وقد انعكست هذه الأحداث في الكثير من الأحيان، سلبا وإيجابا، على علاقة الجهاد بحركة حماس، فقد اعتبرت الأولى أن سيطرة الثانية على القطاع تعتبر 'تفردا' منها بغزة، وما لذلك من تبعات تنظيمية وسياسية وجماهيرية ستكون حتما –كما قالت مصادر الجهاد- على حساب شعبيتها وجماهيريتها، التي ستنزاح باتجاه حماس.

    وتطورت الأمور إلى أن وصلت حد الاشتباكات والمناوشات بين عناصر الحركتين، ما دفع بالمراقبين لسير هذه العلاقة إلى إبداء الشكوك حول قدرتهما على الحفاظ على نمط معين من العلاقة، للحيلولة دون تدهورها أكثر من ذلك؛ وقد نفت مصادر قيادية في حركة حماس الأنباء التي تحدثت عن توتر في العلاقات بين حماس والجهاد، ووصفت العلاقة التي تربط الحركتين بـ'الوطيدة'، وهناك توافق في الرؤى حول كثير من المواضيع المطروحة على الساحة الفلسطينية؛ وحول ما تشهده الأراضي الفلسطينية، لاسيما قطاع غزة من خلافات بين الطرفين، قد تحدث، لكن يتم السيطرة عليها بسرعة كبيرة، نظراً لوجود التوافق الفكري بين الحركتين، فالرؤى حول القضايا المطروحة في الساحة الفلسطينية تكاد تكون متشابهة بين حماس والجهاد، ولا يوجد اختلاف حول المسائل الإستراتيجية. وقالت المصادر القيادية في حماس: 'هذا التوافق حول المسائل الفلسطينية يعني أن نقاط التلاقي أكثر بكثير من نقاط الاختلاف، وإذا كان هناك اختلافات فهي في مواضيع هامشية، وليست في مسائل جوهرية'.

    لكن المتابع لسير الأمور في قطاع غزة، يرى أن الخلافات بين الجانبين وصلت ذروتها بمحاولة عناصر مقربة من حركة حماس السيطرة على مساجد تابعة للجهاد بغزة؛ وبحسب بعض المصادر، فان حماس تسعى للاستئثار بالدعمين السني والشيعي لها، ولذا، فقد بذلت جهوداً كبيرة لدى دول سنية لإقناعها بان عناصر الجهاد 'يتشيَّعون'، وبذلت جهوداً لدى إيران الشيعية لإقناعها بانها تسيطر على الأرض وعلى الجهاد معاً.

    وبرغم تأكيد حماس على علاقتها المتقدمة بحركة الجهاد، إلا أن بعض المقربين من حماس يبدون انزعاجاً من تبني الجهاد خطاً تعتبره حماس 'مُزايِداً' عليها باستمرارها في المقاومة، وعدم قبولها خوض الانتخابات التشريعية أو الدخول بحكومة فلسطينية.

    وترى أوساط الجهاد في بعض منتدياتها، وبياناتها، تعقيبا على بعض المناوشات التي حصلت بين عناصر الحركتين في غزة، أن 'حماس هي السلطة الآن في غزة، ونحن من جانبنا نحاول أن نتعايش مع هذه السلطة التي تمثل حماس، والتي يوجد بيننا وبينهم قواسم مشتركة كبيرة، ومساحة الاختلاف أقل بكثير من مساحة الاتفاق، ورغم ذلك فإن هذه القواسم لم تمنع حماس من التصرف كسلطة في قطاع عزة، والسلطة استحقاقاتها تختلف عن استحقاقات المقاومة.

    وتضيف تلك الأوساط أن قواعد حماس لديهم إحساس أنهم يمثلون السلطة في كل مناحي الحياة، ولذلك تجدهم يتصرفون حيال الناس والمواطنين بروحية من يملك كل شيء، في المسجد والشارع والمؤسسات، ولهذا بالتأكيد أثر كبير في العلاقات الإنسانية اليومية، وبالتالي يمكن توصيف علاقة الجهاد بحماس حاليا بأنها ليست سيئة، لكنها لا تخلو من ذلك في بعض الأحيان، ففي المستوى القيادي ربما تكون أفضل لأنها تخضع للعقل والحوار، ولكن على مستوى العلاقة على الأرض تحتاج لجهود كبيرة من أجل أن تكون أفضل.

    ومع ذلك، فإن أوساطا متقدمة من حركتي حماس والجهاد يبديان قناعة بوجود جهات بعينها تحاول من حين لآخر الوقيعة بينهما، من خلال بث ما تصفانه بـ'الإشاعات والأراجيف' التي تعكر صفو العلاقة الحميمة بين الفصيلين، حيث ازدادت وتيرتها بعد إعلان التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي في يونيو/حزيران 2008، الذي تحفظت عليه حركة الجهاد، في الوقت الذي التزمت الأخيرة بتوافق مع كافة فصائل المقاومة على الساحة الفلسطينية.

    وردا على ذلك، اعتبر القيادي في حركة الجهاد نافذ عزام، أن كل ما وصفها بـ'المحاولات اليائسة' من قبل 'المثبطين' للوقيعة بين حركتي حماس والجهاد 'باءت جميعها بالفشل'، لما تشكله الحركتان من تلاحم فاق كل التصورات، وخاصة فيما يتعلق بالموقف الموحد من المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتشكيلهما لما وصفه بقوة ممانعة في وجه المشاريع الاستسلامية التي تستهدف القضية الفلسطينية.

    وشدد عزام على العلاقة الحميمة التي تربط القيادة السياسية والعسكرية للجهاد مع حركة حماس، كما علاقتها مع باقي فصائل المقاومة على الساحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن 'الإشاعات المسمومة' التي تبث من هنا وهناك، لا أصل لها من الحقيقة على أرض الواقع، وإنما تستهدف اختراق المقاومة وطعنها من الظهر، كما قال عزام.

    فيما علق القيادي في حماس يحيى موسى على ما وصفه بـ'التوتير المقصود' للعلاقات بين حركتي حماس والجهاد، على أنه ليس بالشيء الجديد على ما أسماها 'الجهات المشبوهة'، أن تحاول المساس بالعلاقات الحميمة السائدة بين الحركتين، مشيراً إلى أن الحرص الشديد منهما حال دون ذلك، من خلال الوعي الذي تتمتعان به على المستويين السياسي والعسكري.

    وبموازاة ذلك، أكدت مصادر فلسطينية مطلعة، وجود تقارب ملحوظ بين حركتي حماس والجهاد في الآونة الأخيرة، موضحة أن التقارب ظهر من خلال الاجتماعات واللقاءات المتكررة بينهما على مستوى القيادة السياسية في الأراضي الفلسطينية، وعلى مستوى الأمانة العامة، إلى جانب التنسيق الميداني بين الدوائر والكوادر المسئولة عن العمل في الحركتين.

    وكانت الحركتان عقدتا لقاءات عدة خلال العامين الماضيين، على قاعدة التقارب، وإنهاء كل الخلافات الميدانية، بهدف رأب الصدع، وتقريب وجهات النظر، وجسر الهوة بين أبناء الحركتين، وإنهاء كل الخلافات في الميدان، خاصة وأن الذي يجمع حركة الجهاد بحركة حماس هي العلاقة الإستراتيجية، علاقة المقاومة والإسلام.

    ولفتت الجهاد الإسلامي إلى عدة لقاءات عقدت بين القيادة السياسية للحركتين في الداخل والخارج على مستوى الأمانة العامة والمكتب السياسي، مبينة أن 'هذه اللقاءات تشمل القادة الميدانيين والدوائر التنفيذية المسؤولة عن العمل في الحركتين'؛ كما تحدثت مصادر الجهاد وحماس على حد سواء عن لقاءات عديدة عقدت في مختلف مناطق قطاع غزة، وعن تفكير مشترك بتوسيع هذه اللقاءات، لتشمل نشاطات مشتركة في المساجد والشوارع والمناسبات، تضم أبناء حماس والجهاد.

    ولا تخفي حركة الجهاد أن العلاقة الحسنة في دمشق، بين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، عكست نفسها على الواقع، كما ترجع مصادر الجهاد الفضل للدكتور محمود الزهار، حين أعلن موقفاً ايجابياً من الجهاد، ما شجع الجميع على البدء مجددا بفتح مائدة الحوار.

    وفيما تجد هذه الدراسة طريقها إلى النشر، شهد قطاع غزة عدوانا عسكريا كبيرا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بدأ في يوم 27/12/2008، وانتهى بوقف لاطلاق النار من جانب إسرائيل بعد 22 يوما من القصف الجوي والبحري والبري، أسفر عن سقوط أكثر من 1300 قتيل فلسطيني، فضلا عن آلاف الجرحى، الأمر الذي دفع إلى التحام ميداني واضح بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، من خلال مشاركة عناصرهما في المواجهات المسلحة، وتنفيذ عمليات فدائية وصفت بالجريئة.

    وربما جاءت المشاركة الميدانية من قبل حماس والجهاد لقناعة الطرفين أن الحرب القائمة على غزة إنما تستهدفهما معا، وبالتالي إن نجحت إسرائيل في النيل من حركة حماس، عدوها اللدود، فإن الدائرة ستدور حتما على الجهاد.

    * نقلاً عن مركز المسبار للدراسات والبحوث
    سيف السرايا إذا ضربت فلا تبالي
    وكن في الحق مفخرة الرجال
    فكم من قـائد قد صار رمـزا
    تعـود في الوغـى قهر الجبال
    ####
    ممنوع

    تعليق


    • #3
      أحسنت الاختيار أخي الكريم ،، الحقيقة موضوع جميل ومنسق ومكتوب بشكل موضوعي

      بوركت أخي ،،

      اللهم وحد صفوفنا يارب وحقق لنا أسباب النصر

      استخدمنا اللهم ولا تستبدلنا
      [glow1=CC9933]
      أنا مبدئــي أن الهوان لغيرنــا والعــز لــي ولأمتـــي وبلادي

      لا أستسيغ الذل أو أرد الردى فالموت في زمن الهوان مرادي
      [/glow1]

      تعليق


      • #4
        أحسنت الاختيار أخي الكريم ،، الحقيقة موضوع جميل ومنسق ومكتوب بشكل موضوعي

        بوركت أخي ،،

        اللهم وحد صفوفنا يارب وحقق لنا أسباب النصر

        استخدمنا اللهم ولا تستبدلنا
        إن اسرائيل قوية فى أذهاننا فقط ، وعندما نسقط هذا الوهم ونستخدم القوة الكامنة فينا سنجد أن هذا الكيان الذى إسمه إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت

        تعليق


        • #5
          أحسنت الاختيار أخي الكريم ،، الحقيقة موضوع جميل ومنسق ومكتوب بشكل موضوعي

          بوركت أخي ،،

          اللهم وحد صفوفنا يارب وحقق لنا أسباب النصر

          استخدمنا اللهم ولا تستبدلنا
          سبحان الله وبحمده *** سبحان الله العظيم

          تعليق


          • #6
            وقد اشتركت الحركتان بطابع مواجهتهما مع الاحتلال حتى على صعيد العمليات الاستشهادية والتفجيرية، حيث أشارت الأحداث إلى تنفيذهما لعمليتي بيت ليد 1995، والمركز التجاري في تل أبيب 1996، بتنسيق ميداني من عناصر الجناح العسكري في الحركتين

            كذب وافتراء
            لم تكن في يوم من الايام
            عملية بيت ليد مشتركة او هناك تنيسق فيها
            .................................
            --

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              حياك الله أخي الفاضل على الموضوع والدراسة .
              حقيقة أن هذه الدراسة فيها مغالطات , وهي غير دقيقة في بعض الملاحظات والإتعطافات التي أنعطف بها الكاتب وبنى عليها بعض الأفكار , وبعض المواقف .
              لعل اهم مايؤخذ على هذه الدراسة موضوع أن الجهاد الاسلامي كان يريد إضفاء الهوية العربية على الأراضي الفلسطينية وعدم تمسكها بالهوية الإسلامية , وإلا لماذا أختلف الدكتور فتحي الشقاقي مع الإخوان المسلمين؟
              الإختلاف مع الإخوان المسلمين جاء من باب ان الإخوان يعتبروا قضية فلسطين مثلها مثل قضية الشيشان وهذا مارفضه الدكتور وقال بأن القضية الفلسطينية قضية مركزية .

              ثم أن الحديث على العمليات المشتركة وأن عملية بيت ليد عملية مشتركة فهذه أيضاً خطأ كبير روجه الأخوة بحماس وتمسكت به هذه الدراسة , رغم أن هذا غير دقيق وكان يتوجب على الدراسة الابتعاد عن التطرق لهذا الأمر ..

              التعديل الأخير تم بواسطة زلزال السرايا; الساعة 05-03-2009, 12:07 AM.
              رمضان كريم ,, كل عام وأنتم الى الله اقرب

              تعليق


              • #8
                حماس والجهاد هم متحالفان فعليا ولكن بالسياسة والقيادات وامام الاعلام
                **اما على ارض الميدان فالامر مختلف تماما واسألو شباب الحركة في رفح وانا انتظر الرد

                تعليق


                • #9
                  اللهم وحد كلمتنا
                  تحية الي حزب الله من سرايا القدس - مدينة جنين



                  تعليق


                  • #10
                    الموضوع جيد وعلى الجرح المهم ان نقتبس منه الفكرة ، هناك بعض المغالطات فى حصر المعلومات او الاحداث تاريخا لكن يكفينا فخرا ان ارض المعركة توحدنا وان صلة الدم والقرابة تجمع شملنا فى اصعب الظروف وما الحرب الاخيرة على غزة ونماذج التضحية والفداء الا اكبر مثال

                    اشد على يد من سبقنى بالرد وأؤيد الملاحظات التى ذكرت بخصوص الاحداث وتفصيلاتها

                    دتم بخير
                    حمساوي

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم وحد صفوفنا


                      َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً

                      تعليق


                      • #12
                        با رك الله فيك اخي الكريم الموضوع زات اهمية الحركتان الجهاد الاسلامي وحماس مختلفتان ولا كن في الميدان نلراهم دائمن مع بعض
                        اللهم وحد صفوف المجاهدين وجعلهم في خندق واحد

                        تعليق


                        • #13
                          اللهم وحد كلمتنا اللهم وحد صفوفنا

                          تعليق


                          • #14
                            قرأت الموضوع بتمعن هو مغالطات في مغالطات وقليلة هي الحقيقة المذكورة والعلاقة بيننا وبين حماس تمر الان بأسوأ مراحلها وان غرد بعض القيادات من الجانبين خارج سرب الحقيقة والواقعية وباعتقادي ومن ممارسة حماس لن تشهد الايام القادمة الا شرا بيننا وبينهم لسؤهم وسؤ تصرفهم وتربيتهم
                            (الشعوب اداة التغيير)
                            د.فتحي الشقاقي

                            تعليق


                            • #15
                              الموضوع يحمل في طياته تغييرا في التاريخ وهذا أمر خطير

                              وفي نفس الوقت هذا الموضوع مبطن بأفكار غريبة


                              واللبيب من الإشارة يفهم


                              اللهم وحد صفوفنا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X