بقلم غيورا آيلاند
الرئيس السابق للمجلس الأمني القومي الاسرائيلي
ورئيس قسم العمليات في الجيش الاسرائيلي
الحرب اللبنانية الثالثة: الهدف لبنان.
الحرب المقبلة على حزب الله, يجب أن تكون لبنان الهدف؟
نوفمبر 2008
بقلم/ غيورا آيلاند
المقدمة:
منذ أكثر من عامين على مرور الحرب اللبنانية الثانية, وهناك شعور عام بأنه قد تم الاستفادة من الدروس, بالاستنتاجات الصحيحة التي سحبت وطبقت. حيث أن معظم الذين تقلدوا مواقع رئيسية أثناء الحرب لم يبقوا في القيادة العسكرية (بما في ذلك اثنين من قادة الشُعَب, قائد القيادة الشمالية البرية, قائد هيئة الأركان العامة, ووزير الدفاع). وقوات الاحتياط قد استأنفت تدريبات نشيطة, وحتى أن الحكومة تحاول أن تصلح طرقها وهكذا, كدرس مباشر من الحرب اللبنانية, فإن الكنيست مؤخرا قد قرر قانون مجلس الأمن القومي والذي تهدف لتحسين عملية اتخاذ القرار وإذا ما اندلعت الحرب اللبنانية الثالثة الآن, فإن المنطق يشير إلى أن النتائج يجب أن تكون أكثر تطوراً بالمقارنة مع نتائج 2008.
هذه المقالة تناقش تلك الفرصة وتجادل أنه إذا ما اندلعت حرب أخرى بين حزب الله وإسرائيل, فإن نتائجها لن تكون أفضل وذلك لسببين, الأول ميزان القوة بين إسرائيل وحزب الله لم يتغير وفي حين أن إسرائيل تدعي أن هناك تحسناً ملحوظا على القدرات العسكرية, فإن خصمها لديه ذلك التحسن. إن التقييم الصافي فإن التحسين في القدرات العسكرة الإسرائيلية يعادل التحسن على الجانب الآخر. الثاني: يعتمد على النزاع من أنه لا يمكن هزيمة منظمة فدائية منظمة ومعدة جيدا إلا بوجود شروط:
- أن المنظمة تعمل من الدولة "أ" ضد الدولة "ب"
- المنظمة تتمتع بالدعم الكامل من الدولة "أ", والدولة "أ" مع جيشها وبنيتها التحتية كليا محصنين ضد الهجمات البرية المنطقة من الدولة "ب"
دولة إسرائيل فشلت في حرب لبنان الثانية (وقد تفشل أيضا في مواجهة قادمة) وذلك بسبب أنها تستهدف العدو الخاطئ. إسرائيل قاتلت ضد حزب الله بدلاً من أن تقاتل ضد الجمهورية اللبنانية.
جزئياً, هذا الوضع يعكس التغيير في طبيعة الحروب على مدى العقود الماضية, حيث أن البلدان الضعيفة عسكرياً تنشئ أو تدعم وجود عسكري أو منظمة إرهابية/ فدائية. حيث أن مثل هذه الكفالة تمكن الدولة من أن توجه ضربة مؤلمة ضد البلدان الأخرى عن طريق التوكيل "PROXY " . لكن في نفس الوقت يبرؤونهم من تحمل مسؤولية العدوان, ويسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم ضد الردود المحتملة من البلدان المهاجمة. سوريا وإيران يعملان بهذه الطريقة في لبنان بالتعاون الكامل مع الحكومة اللبنانية, حيث أن الثلاثة يدعمون حزب الله بطريقة أو بأخرى.
وإدراكاً لهذه الظاهرة, فإن الولايات المتحدة الأمريكية متحمسة لمحاربة وبكل قوتها الدول الراعية (رعاية وجود عسكري), طالما أنها هي نفسها هدفاً لنشاط الإرهابيين/ الفدائيين (شمال فيتنام) لدعمها وتبنيها الفيتكونغ, وأفغانستان لما قدمته من دعم لتنظيم القاعدة, لكنها غير متحمسة عندما تريد أن تتبنى بلدان أخرى - بما فيها إسرائيل- بتبني مثل هذه الطريقة. ولذلك فإن الهدف الأول من للإستراتيجية الإسرائيلية فيما يتعلق بالقضية اللبنانية أن تقنع الولايات المتحدة الأمريكية بأن إسرائيل أيضاً مرغمة على محاربة الدول الراعية. بالإضافة إلى أن المنظمات الإرهابية تستفيد من رعاية الدولة لها.
وتدرس هذه المادة الظرف التي تستلزم إسرائيل بتغيير استراتيجياتها, وشن عملية ضد لبنان إذا ما اندلعت الحرب أو عند اندلاعها. وهناك أربع محاور للنقاش, المحور الأول: يحلل التحصينات عند جيش الدفاع الإسرائيلي وحزب الله, ويستعرض الاستعدادات الحالية لكلا الجانبين, وما هو متوقع في السنوات القادمة. والمحور الثاني يصور الحقيقة السياسية في لبنان عن طريق ما يتمتع به حزب الله من رعاية سياسية من الحكومة اللبنانية. والمحور الثالث, يستعرض لماذا لا يمكن هزيمة حزب الله ما لم تكن لبنان مشتركة. والمحور الأخير, الاستنتاجات الضرورية مرسومة.
تعليق