جنين-خاص
ها هي أعوام خمس تطوى على معركة مخيم جنين.. تلك الأسطورة التي جسدتها مقاومة باسلة قل أن يجود بمثلها الزمان .. ها هي دفقة جديدة من دماء الشهداء تلون أفق أهالي مخيم جنين وهم يستذكرون تفاصيل المعركة وكل فرد منهم صغيرا كان أم كبيرا له موعد من الألم والمعاناة في احد عشرا يوما ظل فيها صوت الرصاص هو سيد الموقف . وحسمت آلة القتل الصهيونية نتيجة المعركة عسكريا ليزدهي مقاومو المخيم ببطولتهم بنيشان النصر المعنوي .
في هذه المناسبة تغتنم "فلسطين اليوم" الفرصة لتسلط الأضواء على جوانب لم تنشر قبل اليوم عن حياة الشيخ المجاهد محمود طوالبة.
طوالبة هدف الاجتياح
محمود طوالبة ذلك الشاب الغض الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره جسد صورة القائد الفذ الذي لا يشق له غبار ..والذي اعد العدة ووطن النفس على الثبات وحلق بأمانيه الى أعلى مراتب الشهادة .
كان الشيخ الجنرال طوالبة دمثا معطاءً تربطه علاقات وطيدة حسنة بممثلي قادة الفصائل الأخرى في مخيم جنين الذي عملوا معه على شحذ الطاقات من اجل زج اكبر كمية ممكنة من السلاح والعتاد والمواد المتفجرة في مخيم جنين قبيل المعركة.
يقول الشيخ رائد طوالبة شقيق محمود والملازم له خلال الاجتياح:"شهر كامل امتد منذ اجتياح مخيم جنين في نهاية شباط 2002 وحتى مطلع ابريل 2002 اعد فيه الشيخ الجنرال طوالبة والقائد أبو جندل والقائد زياد العامر ومحمد الحلوة أطنان من المواد المتفجرة وآلاف الرصاصات وعشرات من بنادق الكلاشنكوف.
لو حلقنا عائدين بالزمن إلى الأيام التي سبقت الاجتياح الكبير لمخيم جنين وسلطنا الأضواء على ميدان المعركة لأمكننا مراقبة طوالبة والقادة الآخرين من بقية الفصائل في غرفة عمليات متحركة .. يزرعون الأرض بالمتفجرات .. يفخخون .. يوزعون المهام على المقاومين .. يرسمون مخططات للتحرك خلال المعركة .. يغلقون مداخل المخيم بالسواتر الترابية .. ينتقون أفضل النقاط لرصد تحرك الجنود عبر الأزقة... كأنهم جنرالات محنكون تدربوا في اعرق الكليات العسكرية وحملوا في أعماقهم عبق التحدي والإصرار على المواجهة حتى الرمق الأخير.
وبالفعل فقد سطر كل منهم أنموذجا يحتذى به في البطولة والبسالة في احتضانه البندقية والتمترس خلف آمال الشهادة حتى فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها خلال الاجتياح.
الأسير المحرر علاء الصمادي من مخيم جنين نقل ما تلفظ به الكابتن جمال الصهيوني أثناء اعتقاله خلال معركة مخيم جنين . يقول:" كان هذا الضابط يلح في سؤال الشبان المعتقلين من مخيم جنين وأنا منهم عن محمود طوالبة قائلا :هل منكم رأى جثة محمود ؟ هل منكم من يستطيع إرشادي إلى مكانها؟ "ويؤكد لهم غير مرة أن القوات الصهيونية المحاصرة للمخيم ستنسحب فور تأكيدهم استشهاد محمود أو التوصل إلى مكان جثته!!".
محمود قائد الاستشهاديين
يصعب حصر عدد العمليات التي أسندت مسؤوليتها إلى الشيخ الجنرال محمود طوالبة .. إذ كان يفخخ من عشاق الشهادة من هم من جنين وغير جنين . حتى أصر شقيقه مراد أن يحظى بهذا الشرف . وبالفعل جهز محمود لأخيه حزاما ناسفا ورغم إلقاء القبض على مراد قبل تنفيذه للعملية إلا أن أطنانا من اللوم والاستنكار انصبت فوق رأس محمود فترى بعض اللاهثين على الدنيا وزخرفها الزائل يعاتبه ويقول:" أيعقل أن تفخخ أخاك؟! .. بإمكانك أن تفعل هذا مع احد لا يمت لك بقرابة" فيكون رد المجاهد المؤمن:" والله والله لو أن والدتي أقنعتني برغبتها في التحول إلى قنبلة بشرية لفخختها بيدي ".
لماذا نحارب اليهود؟
محال أن يكون جواب هذا السؤال غير ما فاضت به قريحة الشيخ الجنرال محمود طوالبة . فقد يكون الجواب احد البدائل التالية : لأنهم مغتصبون للأرض أو لأنهم اخذوا ما ليس لهم حق به أو لردهم عن التمادي في مخططاتهم الملتهمة لما تبقى لنا أو لأنهم قتلة وشذاذ آفاق وغيرها من الديباجات العديدة التي قد يتقنها أكثرنا ولكن محمود رد على هذا السؤال الذي طرحته عليه إحدى وكالات الأنباء الألمانية عليه بقوله:" أحارب اليهود لأنهم قالوا يد الله مغلولة" فوصف رب العزة جل وعلا بالبخل في نظر طوالبة سببا كافيا لسحقهم ومقاومتهم.
محمود طوالبة الكريم
قبل الاجتياح بشهرين كان محمود يسير في أزقة المخيم كعادته .. يشيع وجهه البشوش بابتسامة غامرة يوزعها على عابري الطريق حوله .. يلقى السلام على كل من يصادفه حتى تلقفته الحاجة "أم سليمان" تلك السيدة العجوز الطيبة التي تعرف كرم محمود وتعرف نبل أخلاقه أمسكت " أم سليمان بمحمود وقالت:" أريد مروحة يا محمود !" وبدون تردد أو تأخير يرسل أخاه رائد الذي كان برفقته إلى زوجته " ام عبد الله" لإحضار مروحة البيت فورا وإعطائها للحاجة ام سليمان".
والعافون عن الناس
حاول المجاهد سمير الطوباسي الوصول إلى العمق الصهيوني ليتناثر اشلاءً هناك ويصيبهم في موجع في عقر دارهم ولكنه يعتقل قبل تنفيذه العملية . كان هذا سببا وجيها من قبل بعض ضعاف النفوس في مخيم جنين والذين زاودوا على العملية خاصة وأنها نسبت أيضا للشيخ المجاهد طوالبة وصدحت تلك الحناجر تدين محمود وتحمله مسؤولية فشل العملية بل وتتهمه بالفشل في التفخيخ ورداءة نوع المتفجرات علما بان احد قادة العدو الصهيوني وبعيد اعتقال الطوباسي أفاد بان هذه العملية كان ستودي بخسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. كان هذا التصرف مستفزا للغاية بالنسبة للشيخ رائد طوالبة شقيق محمود والذي قال:"بدأ الغضب يعصف بي وحاولت كشف ردة فعل محمود واتصلت به ساخطا مستنكرا ولكن محمود رد علي بهدوء عجيب :" إن الله يدافع عن الذين آمنوا"ويضيف:" صعقت لردة فعله وأخبرته ان ما يقال لا يجوز السكوت عنه لكنه يعيد مقولته علي ثانية :" اخبرتك يا اخي ..ان الله يدافع عن الذين آمنوا" .
متى يكبر عبد الله؟؟
رزق الشيخ الجنرال محمود طوالبة بعبد الله خلال اجتياح مخيم جنين الأصغر الذي استمر لأيام خمس في مطلع آذار 2002 . يومها ضجت أزقة المخيم بالهتاف والتهليل والتكبير وأبناء سرايا القدس يجملون الطفل الرضيع ويجوبون به الأزقة رغم منع التجوال والقصف من الدبابات ليعزفوا أنشودة الفرح بمجيء شبل من ذاك الأسد طوالبة.
تعلق محمود بابنه بشده وفرح لمجيئه فرحا كبيرا وكان يوصي زوجته بالعناية بالطفل وتنشئته . ولكن الوصية التي رددها على مسامعها تؤكد أن عشق الشهادة أقوى وأعمق في نفس محمود من حب الابن الوحيد تقول م عبد الله:" كان يقول لي باستمرار هيا أسرعي بتغذيته حتى يكبر سريعا ويصبح استشهاديا".
حتى في استقبال الرئيس ..طوالبة
أسبوع واحد فقط امتد بعد عودة أهالي مخيم جنين إلى أطلال بيوتهم ، فقرر ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية زيارة هذا المكان العجيب للإطلاع على ملابسات هدم 80% من بيوته وتشريد الآلاف من سكانه. في ساحة مخيم جنين وبالقرب من حارة الحواشين المهدومة تجمهر مئات الصبية ومعهم "الاكواع" تلك القنابل المحلية الصنع التي صدت الجنود والعتاد الحديث . ترجل عرفات من سيارته وككل زعيم يتوقع أن يهتف الجميع باسمه ولكن الصبية وبرد فعل عفوي هتفوا "طوالبة..طوالبة..طوالبة!" والقوا احد الاكواع. كان هذا التصرف والذي لم يقصد به في حينه الإساءة الى عرفات بل تكريم محمود طوالبة لأنه في وجدان أهالي المخيم ومنهم هؤلاء الصبية بطل يستحق الهتاف والتبجيل.
ختاما
مخيم جنين .. تلك البقعة التي امتدت لكيلومتر مربع واحد فقط على صدور الجلادين الصهاينة مازالت كالنار تستعر من تحت الرماد ورغم كل الدماء التي أريقت عل ثراه ورغم كل الأسرى الذين غيبوا خلف القضبان الصهيونية ورغم كل الجراح والآهات والآلام بقى المخيم ومازالت وسيبقى أسطورة العزة والكرامة والشموخ وأنشودة النصر المجلجلة في فضاء المجد وسهما خارقا في مقلة من يحاول طمس المقاومة أو الالتفاف عليها.66:6
ها هي أعوام خمس تطوى على معركة مخيم جنين.. تلك الأسطورة التي جسدتها مقاومة باسلة قل أن يجود بمثلها الزمان .. ها هي دفقة جديدة من دماء الشهداء تلون أفق أهالي مخيم جنين وهم يستذكرون تفاصيل المعركة وكل فرد منهم صغيرا كان أم كبيرا له موعد من الألم والمعاناة في احد عشرا يوما ظل فيها صوت الرصاص هو سيد الموقف . وحسمت آلة القتل الصهيونية نتيجة المعركة عسكريا ليزدهي مقاومو المخيم ببطولتهم بنيشان النصر المعنوي .
في هذه المناسبة تغتنم "فلسطين اليوم" الفرصة لتسلط الأضواء على جوانب لم تنشر قبل اليوم عن حياة الشيخ المجاهد محمود طوالبة.
طوالبة هدف الاجتياح
محمود طوالبة ذلك الشاب الغض الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره جسد صورة القائد الفذ الذي لا يشق له غبار ..والذي اعد العدة ووطن النفس على الثبات وحلق بأمانيه الى أعلى مراتب الشهادة .
كان الشيخ الجنرال طوالبة دمثا معطاءً تربطه علاقات وطيدة حسنة بممثلي قادة الفصائل الأخرى في مخيم جنين الذي عملوا معه على شحذ الطاقات من اجل زج اكبر كمية ممكنة من السلاح والعتاد والمواد المتفجرة في مخيم جنين قبيل المعركة.
يقول الشيخ رائد طوالبة شقيق محمود والملازم له خلال الاجتياح:"شهر كامل امتد منذ اجتياح مخيم جنين في نهاية شباط 2002 وحتى مطلع ابريل 2002 اعد فيه الشيخ الجنرال طوالبة والقائد أبو جندل والقائد زياد العامر ومحمد الحلوة أطنان من المواد المتفجرة وآلاف الرصاصات وعشرات من بنادق الكلاشنكوف.
لو حلقنا عائدين بالزمن إلى الأيام التي سبقت الاجتياح الكبير لمخيم جنين وسلطنا الأضواء على ميدان المعركة لأمكننا مراقبة طوالبة والقادة الآخرين من بقية الفصائل في غرفة عمليات متحركة .. يزرعون الأرض بالمتفجرات .. يفخخون .. يوزعون المهام على المقاومين .. يرسمون مخططات للتحرك خلال المعركة .. يغلقون مداخل المخيم بالسواتر الترابية .. ينتقون أفضل النقاط لرصد تحرك الجنود عبر الأزقة... كأنهم جنرالات محنكون تدربوا في اعرق الكليات العسكرية وحملوا في أعماقهم عبق التحدي والإصرار على المواجهة حتى الرمق الأخير.
وبالفعل فقد سطر كل منهم أنموذجا يحتذى به في البطولة والبسالة في احتضانه البندقية والتمترس خلف آمال الشهادة حتى فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها خلال الاجتياح.
الأسير المحرر علاء الصمادي من مخيم جنين نقل ما تلفظ به الكابتن جمال الصهيوني أثناء اعتقاله خلال معركة مخيم جنين . يقول:" كان هذا الضابط يلح في سؤال الشبان المعتقلين من مخيم جنين وأنا منهم عن محمود طوالبة قائلا :هل منكم رأى جثة محمود ؟ هل منكم من يستطيع إرشادي إلى مكانها؟ "ويؤكد لهم غير مرة أن القوات الصهيونية المحاصرة للمخيم ستنسحب فور تأكيدهم استشهاد محمود أو التوصل إلى مكان جثته!!".
محمود قائد الاستشهاديين
يصعب حصر عدد العمليات التي أسندت مسؤوليتها إلى الشيخ الجنرال محمود طوالبة .. إذ كان يفخخ من عشاق الشهادة من هم من جنين وغير جنين . حتى أصر شقيقه مراد أن يحظى بهذا الشرف . وبالفعل جهز محمود لأخيه حزاما ناسفا ورغم إلقاء القبض على مراد قبل تنفيذه للعملية إلا أن أطنانا من اللوم والاستنكار انصبت فوق رأس محمود فترى بعض اللاهثين على الدنيا وزخرفها الزائل يعاتبه ويقول:" أيعقل أن تفخخ أخاك؟! .. بإمكانك أن تفعل هذا مع احد لا يمت لك بقرابة" فيكون رد المجاهد المؤمن:" والله والله لو أن والدتي أقنعتني برغبتها في التحول إلى قنبلة بشرية لفخختها بيدي ".
لماذا نحارب اليهود؟
محال أن يكون جواب هذا السؤال غير ما فاضت به قريحة الشيخ الجنرال محمود طوالبة . فقد يكون الجواب احد البدائل التالية : لأنهم مغتصبون للأرض أو لأنهم اخذوا ما ليس لهم حق به أو لردهم عن التمادي في مخططاتهم الملتهمة لما تبقى لنا أو لأنهم قتلة وشذاذ آفاق وغيرها من الديباجات العديدة التي قد يتقنها أكثرنا ولكن محمود رد على هذا السؤال الذي طرحته عليه إحدى وكالات الأنباء الألمانية عليه بقوله:" أحارب اليهود لأنهم قالوا يد الله مغلولة" فوصف رب العزة جل وعلا بالبخل في نظر طوالبة سببا كافيا لسحقهم ومقاومتهم.
محمود طوالبة الكريم
قبل الاجتياح بشهرين كان محمود يسير في أزقة المخيم كعادته .. يشيع وجهه البشوش بابتسامة غامرة يوزعها على عابري الطريق حوله .. يلقى السلام على كل من يصادفه حتى تلقفته الحاجة "أم سليمان" تلك السيدة العجوز الطيبة التي تعرف كرم محمود وتعرف نبل أخلاقه أمسكت " أم سليمان بمحمود وقالت:" أريد مروحة يا محمود !" وبدون تردد أو تأخير يرسل أخاه رائد الذي كان برفقته إلى زوجته " ام عبد الله" لإحضار مروحة البيت فورا وإعطائها للحاجة ام سليمان".
والعافون عن الناس
حاول المجاهد سمير الطوباسي الوصول إلى العمق الصهيوني ليتناثر اشلاءً هناك ويصيبهم في موجع في عقر دارهم ولكنه يعتقل قبل تنفيذه العملية . كان هذا سببا وجيها من قبل بعض ضعاف النفوس في مخيم جنين والذين زاودوا على العملية خاصة وأنها نسبت أيضا للشيخ المجاهد طوالبة وصدحت تلك الحناجر تدين محمود وتحمله مسؤولية فشل العملية بل وتتهمه بالفشل في التفخيخ ورداءة نوع المتفجرات علما بان احد قادة العدو الصهيوني وبعيد اعتقال الطوباسي أفاد بان هذه العملية كان ستودي بخسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. كان هذا التصرف مستفزا للغاية بالنسبة للشيخ رائد طوالبة شقيق محمود والذي قال:"بدأ الغضب يعصف بي وحاولت كشف ردة فعل محمود واتصلت به ساخطا مستنكرا ولكن محمود رد علي بهدوء عجيب :" إن الله يدافع عن الذين آمنوا"ويضيف:" صعقت لردة فعله وأخبرته ان ما يقال لا يجوز السكوت عنه لكنه يعيد مقولته علي ثانية :" اخبرتك يا اخي ..ان الله يدافع عن الذين آمنوا" .
متى يكبر عبد الله؟؟
رزق الشيخ الجنرال محمود طوالبة بعبد الله خلال اجتياح مخيم جنين الأصغر الذي استمر لأيام خمس في مطلع آذار 2002 . يومها ضجت أزقة المخيم بالهتاف والتهليل والتكبير وأبناء سرايا القدس يجملون الطفل الرضيع ويجوبون به الأزقة رغم منع التجوال والقصف من الدبابات ليعزفوا أنشودة الفرح بمجيء شبل من ذاك الأسد طوالبة.
تعلق محمود بابنه بشده وفرح لمجيئه فرحا كبيرا وكان يوصي زوجته بالعناية بالطفل وتنشئته . ولكن الوصية التي رددها على مسامعها تؤكد أن عشق الشهادة أقوى وأعمق في نفس محمود من حب الابن الوحيد تقول م عبد الله:" كان يقول لي باستمرار هيا أسرعي بتغذيته حتى يكبر سريعا ويصبح استشهاديا".
حتى في استقبال الرئيس ..طوالبة
أسبوع واحد فقط امتد بعد عودة أهالي مخيم جنين إلى أطلال بيوتهم ، فقرر ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية زيارة هذا المكان العجيب للإطلاع على ملابسات هدم 80% من بيوته وتشريد الآلاف من سكانه. في ساحة مخيم جنين وبالقرب من حارة الحواشين المهدومة تجمهر مئات الصبية ومعهم "الاكواع" تلك القنابل المحلية الصنع التي صدت الجنود والعتاد الحديث . ترجل عرفات من سيارته وككل زعيم يتوقع أن يهتف الجميع باسمه ولكن الصبية وبرد فعل عفوي هتفوا "طوالبة..طوالبة..طوالبة!" والقوا احد الاكواع. كان هذا التصرف والذي لم يقصد به في حينه الإساءة الى عرفات بل تكريم محمود طوالبة لأنه في وجدان أهالي المخيم ومنهم هؤلاء الصبية بطل يستحق الهتاف والتبجيل.
ختاما
مخيم جنين .. تلك البقعة التي امتدت لكيلومتر مربع واحد فقط على صدور الجلادين الصهاينة مازالت كالنار تستعر من تحت الرماد ورغم كل الدماء التي أريقت عل ثراه ورغم كل الأسرى الذين غيبوا خلف القضبان الصهيونية ورغم كل الجراح والآهات والآلام بقى المخيم ومازالت وسيبقى أسطورة العزة والكرامة والشموخ وأنشودة النصر المجلجلة في فضاء المجد وسهما خارقا في مقلة من يحاول طمس المقاومة أو الالتفاف عليها.66:6
تعليق