القدس العربي
'النيران مشتعلة تحت الرماد والخوف من ان تأتي نسمة هواء من هنا او من هناك وتزيل الرماد لتزداد النار اشتعالا' هذا ما قاله احد اعضاء اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح التي تجري استعدادات من اجل انعقاده. احد قادة قال لـ 'القدس العربي' بأنه يفضل تأجيل عقد المؤتمر العام السادس للحركة، لانه يخشى ان 'تصبح فتح عشرين فتح' اذا ما عقد المؤتمر في ظل الاجواء السائدة في داخل الحركة.
وتعيش الحركة حالة من الصراع المحتدم و'كولسات وتحالفات' ما بين اعضاء القيادة العليا للحركة المتمثلة باعضاء اللجنة المركزية خاصة ما بين مفوض عام حركة فتح احمد قريع والرئيس الفلسطيني القائد العام للحركة محمود عباس، رغم المصالحة التي تمت بينهما على يد ابو ماهر غنيم قبل اسابيع في عمان.
وتتحدث اوساط فتحاوية عن ان الصراع بات ما بين النهج العرفاتي- نسبة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات - ويقوده قريع وما بين النهج العباسي- نسبة لمحمود عباس-. وحسب مصادر مطلعة في حركة فتح فان اللجنة المركزية منقسمة ما بين فريق 'يرقص' مع عباس، واخر 'يرقص' مع قريع، والضحية الحركة. وتقول اوساط فتحاوية بأن قريع يتهم عباس بأنه يسعى لادخال مسؤولين فلسطينيين الى حركة فتح وترشيحهم في المؤتمر العام السادس للحركة لعضوية اللجنة المركزية مثل رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض. وحسب تلك الاوساط فان عباس يسعى لان يكون فياض خليفته في رئاسة السلطة متعهدا بأنه لن يسمح لقريع الذي يقدم نفسه بأنه هو البديل لعباس ان يكون رئيسا للسلطة.
وفي ظل تعهد عباس بمنع قريع من امكانية ان يكون مرشح حركة فتح لرئاسة السلطة توعد الاخير بأنه لن يسمح لاي كان من التسلق على ظهر الحركة والانضمام لصفوفها - في اشارة لفياض- من اجل الوصول لرئاسة السلطة باسم حركة فتح.
وفي ظل الصراع المحتدم ما بين عباس وقريع باتت اللجنة المركزية تعيش حالة من الاصطفاف ما بين الرجلين.
وفي ظل انشغال اللجنة المركزية في صراعاتها الدائرة ما بين من يقف مع عباس ومن يدعم قريع يواصل عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد دحلان الذي بات مهمشا من قبل قيادة الحركة التغلغل في صفوف الحركة بالضفة الغربية، وذلك بالتزامن مع عمله في مخيمات اللاجئين في لبنان لتعزيز موقعه في المؤتمر العام السادس للحركة اذا ما تم عقده، وذلك حسب ما يدور في 'كواليس' الحركة.
وتقول مصادر فتحاوية بأن دحلان مثل 'الجرافة' في الوقت الذي تسعى بعض قيادة الحركة تهميشه على خلفية هزيمته في قطاع غزة امام حركة حماس بات يعمل في كل اتجاه لتعزيز موقعه في صفوف كوادر الحركة.
زكي وابو العينين
ويأتي نشاط دحلان على الساحة اللبنانية في ظل الخلافات التي كانت سائدة ما بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ممثل منظمة التحرير في لبنان وبين القائد الفتحاوي هناك سلطان ابو العينين.
وبعد ان علمت قيادة الحركة برام الله بأن دحلان يعمل في مخيمات لبنان مستغلا الصراع الدائر ما بين زكي وابو العنين حول من له الكلمة الفصل في لبنان، اسرع عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية قبل اكثر من اسبوع لبيروت لانهاء الخلافات التي كانت سائدة ما بين الرجلين. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر مقربة من الاحمد بأنه استطاع انهاء الخلاف ما بين زكي وابو العنين من خلال حلول وسط ما بين موقف الرجلين من القضايا الخلافية. ويدور الحديث في مجالس فتح بأن الاحمد وضع المزيد من الرماد على النار المشتعلة بين زكي وابو العنين حتى تظل مختفية عن الانظار، ولم يضع حلولا جذرية للقضايا الخلافية التي تضاف الى الخلافات المتواصلة في صفوف القيادة والحركة حول المؤتمر العام للحركة وضرورة عقده بعد غياب استمر حوالي 20 عاما.
صراع المحاور
وحسب المصادر فان قيادة حركة فتح باتت تدرك صعوبة عقد المؤتمر العام السادس للحركة في ظل تصارع المحاور واصرارها على انجاح مرشحيها وقوائمها وفشلها حتى الآن في الاتفاق على ما يسمى بـ(كوتا) ترضى عنها القيادات والمحاور.
واضافت المصادر ان هناك تخوفا لدى بعض هذه القيادات من عدم عقد المؤتمر في ظل اصرار بعض أعضاء اللجنة المركزية الحالية على ضمان الاستمرار في مواقعهم، وذلك في الوقت الذي يهدد فيه كوادر من الحركة بأنهم لن يسمحوا لاحد بمصادرة دورهم وضرورة حضورهم المؤتمر العام السادس لانتخاب اطر قيادية جديدة للحركة، خاصة وانهم هم من قادوا الانتفاضة الفلسطينية الاولى التي انطلقت عام 1987 . ولا بد من الذكر بأن هؤلاء الكوادر تجمعوا وطالبوا في اكثر من مناسبة بأن يكونوا اعضاء في المؤتمر العام السادس، وكان آخر لقاء لهم امس الاول مع عضو اللجنة المركزية حكم بلعاوي الذي يصطف خلف عباس كما يقال في صفوف الحركة.
وفيما شدد العديد من كوادر الحركة الذين التقوا بلعاوي في بيت لحم على ضرورة مشاركتهم في المؤتمر العام للحركة، قال علي الرجوب: ان من شارك في الاجتماع هم من القيادات التنظيمية في المحافظات والمعتقلات وحركات الشبيبة واخرين لم تسمح لهم الفرصة، وانه لو جرى المؤتمر قبل انتخابات الاقاليم الاخيرة لكانوا هم الاعضاء، لذلك فان لهم استحقاق عضوية المؤتمر السادس وفقا للنظام، وهؤلاء هم من واجهوا الاحتلال ومن الضروري عقد المؤتمر وتوسيع دائرة المشاركة الفعلية ـ الاستحقاق وليس التمثيل ـ من اجل انتخاب اللجنة المركزية والمجلس الثوري والحفاظ على وحدة الحركة وتكريس انتخابات التيار الوطني تيار ابو عمار وابو جهاد وابو اياد.
وشدد الكوادر الذين التقوا بلعاوي الذي يعتبر من معسكر عباس بأنهم سيلتقون قريع قريبا لوضعه في صورة مطالبهم.
خلافات عضوية المؤتمر
ومن جهته حذر بلعاوي من المخاطر التي تواجه الحركة، واعدا بالعمل على تصحيح الخلل في العضوية للمؤتمر العام السادس وايصال رسالة المجتمعين - الذين ابلغوه بأنهم سيجتمعون مع قريع- الى اللجنة المركزية واللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر.
وقال بلعاوي بأن 'فتح امام مأزق حقيقي'، مضيفا امام المجتمعين 'انتم جيل وقادة عملتم على ادخالنا الى الوطن، وانتم اصحاب اول انتفاضة واول عمل نضالي في الداخل'، ومشددا على ان التحضير للمؤتمر يجب ان يسبقه حل الخلافات، وشعارات المؤتمر يجب ان تكون صحيحة، وتابع حديثه قائلا 'المؤتمر ليس رهنا لاية فئة وان عضوية فتح لم تكن في يوم من الايام مدى الحياة'.
وجاء اجتماع بلعاوي في بيت لحم مع عدد من كوادر الحركة من معظم مناطق الضفة الغربية بالتزامن مع ترؤس قريع مفوض عام التعبئة والتنظيم اجتماعا لرؤساء اللجان في التعبئة، مشددا على أن المؤتمر العام سينعقد بإرادة قيادة وأبناء حركة فتح، وقد أنجزت نهائيا مسودات وثائق المؤتمر سواء البرنامج السياسي أو البناء الوطني او النظام الداخلي. واوضح قريع بأن معايير العضوية أقرت وبقي تحديد أعضاء المؤتمر بالأسماء ممن تنطبق عليهم المعايير وهو ما يصار لانجازها في اجتماع اللجنة التحضيرية القادمة وإقرارها نهائيا في اجتماع اللجنة المركزية على حد قوله.
وشدد قريع الذي يدفع باتجاه عقد المؤتمر العام في الخارج وذلك على عكس رغبة معسكر عباس على 'أن المؤتمر سيد نفسه وهو سيفصل في رؤية الحركة وقيادتها لأننا نعمل على مؤتمر فتحاوي يقوم أداء الحركة'.
وثمن قريع كل الجهود التي أنجزت مؤتمرات الاقاليم في الضفة الغربية خاصة مؤتمري نابلس ورام الله مؤكدا انه يتابع شخصيا كل الطعون والاعتراضات وسيقوم باتخاذ إجراء وقرار حاسم في القريب العاجل بعد الاطلاع على تقارير اللجان المكلفة، مشيرا إلى أن التعبئة قد أنجزت مهمة عقد المؤتمرات التأسيسية للحركة في الضفة والقطاع باستثناء ثلاثة أقاليم من اصل واحد وعشرين إقليما.
وجاء تعهد قريع بالبت في الطعون التي قدمت ضد انتخابات رام الله ونابلس بعد ايام من اصدار بيان باسم أعضاء وكوادر فتح بنابلس شككوا في شرعية مؤتمر الاقليم هناك الذي عقد في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في مجمع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وقالوا 'آن انعقاد مؤتمر إقليم فتح في محافظة نابلس مؤتمر 'غير نظامي' ويتناقض مع مواد النظام الأساسي للحركة ومعايير عقد المؤتمر سواء كان هذا من حيث شروط العضوية أو أهلية العدد المشكل لهذه الغاية والذي وصل لـ'3650' عضوا.
وشدد البيان على 'ان هذا العدد تجاوز الهيكلية التنظيمية الفتحاوية المنصوص عليها في النظام والمعايير، إذ لا يجوز عقد المؤتمر من خارجها، ويدعو النص إلى أن المؤتمر يعقد فقط من أعضاء لجنة الإقليم الحاليين والسابقين وأعضاء لجان المناطق التنظيمية وأعضاء هيئات المكاتب الحركية وعدد من أعضاء لجان المرأة، و20' من الكفاءات الحركية، مما يعني أن عقد المؤتمر بالطريقة التي اتبعها مجموعة من الأشخاص المشرفين، سواء كانوا في اللجنة التحضيرية المكلفة أو أمين سر لجنة الإقليم الذي لعب دورا خطيرا في التلاعب بالأسماء والاستمارات أو الأخوة الذين اشرفوا على إجراءات المؤتمر الأسبوع الماضي، وبالرغم من إقرارهم أن هذا المؤتمر غير قانوني ويخالف النظام الأساسي، سواء من حيث الإجراءات أو العدد أو شروط العضوية أو النصاب'.
وختم البيان بالقول 'إن الكلمة الفصل والمرجعية العليا لعقد المؤتمرات وشروط العضوية وأهلية العدد تبقى للنظام الأساسي ولا اجتهاد بالنص، فمن يخالف ذلك فإن موقفه باطل ويستحق المحاكمة حسب قوانين وأصول العمل الفتحاوي'. واذا كانت الصراعات الداخلية محتدمة على صعيد انتخابات اقليم نابلس بين كوادر الحركة فان تلك الصراعات متواصلة ما بين اعضاء المركزية.
الحسن والقدومي بمؤتمر العودة
وفي ذلك الاتجاه، عبر بلعاوي عن استغرابه وأسفه لمشاركة هاني الحسن وفاروق القدومي (ابو اللطف) في مؤتمر حماس بدمشق قبل اكثر من اسبوع.
وقال بلعاوي 'لقد فوجئت اللجنة المركزية بأن هاني الحسن يشارك في المؤتمر الذي عقد في دمشق حول موضوع اللاجئين وفي الحقيقة فان اللجنة المركزية التي فوجئت بذلك تعبر عن استغرابها إذ أن هذه المشاركة لم تتم بموافقة رسمية سواء من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أو منظمة الحرير الفلسطينية وهو نفس الاستغراب الرسمي الذي تم تسجيله والإعلان عنه تجاه أبو اللطف الذي مارس نفس الشيء بالمشاركة غير الرسمية في نفس المؤتمر الذي عقد منذ حوالي أسبوع وتؤكد اللجنة المركزية أسفها واستغرابها لهكذا تصرفات وممارسات'.
ولكن رد القدومي كان سريعا على ما صدر من رام الله حيث طعن في شرعية انتخاب المجلس المركزي للمنظمة قبل اكثر من اسبوع الرئيس عباس رئيسا لدولة فلسطين.
وشدد القدومي في تصريحات صحافية على أن القرار الذي اتخذ مؤخراً في المجلس المركزي بانتخاب عباس رئيساً لدولة فلسطين غير دستوري، لأن المفوض بذلك هو المجلس الوطني الفلسطيني.
وقالت مصادر فلسطينية ان تشكيك القدومي في شرعية انتخاب المركزي عباس رئيسا لدولة فلسطين جاء في اطار تفاقم الخلافات داخل اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس للحركة حول عقد المؤتمر.
وتقول المصادر بأن القدومي يرفض عقد المؤتمر من دون أسس واضحة تصون ميثاق الحركة، وأنه متمسك بأن يكون من بين أولويات المؤتمر فصل جسم حركة فتح عن هيكلية السلطة، وإعادة الاعتبار لهيئات الحركة التي باتت غير موجودة عملياً بسبب التماهي مع مؤسسات السلطة الفلسطينية. وكذلك ضرورة تمسك الحركة بالكفاح المسلح، وإدانة قرار عباس بحل الأجنحة العسكرية للحركة.
واكدت مصادر فلسطينية مختلفة بأن القدومي يطالب بالفصل بين مهمتي رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئاسة السلطة اللتين يشغلهما عباس. كما يطالب بالفصل بين موازنة السلطة وموازنة الصندوق القومي التابع للمنظمة، وتبعية كل السفارات الفلسطينية في الدول المختلفة للدائرة السياسية للمنظمة وليس لوزارة الشؤون الخارجية التابعة للسلطة. فضلاً عن الخلافات السياسية المحتدمة بين عباس والقدومي.
وفي اطار الصراع المحتدم ما بين اعضاء المركزية علمت 'القدس العربي' بأن اللجنة لم تعقد اجتماعا قانونيا لها منذ حوالي اكثر من شهرين بسبب امتناع قريع عن حضور اجتماعاتها برام الله برئاسة عباس.
وتقول المصادر ان غياب قريع يمنع اكتمال النصاب القانوني لعقد اجتماع للمركزية في ظل وجود العديد من اعضائها خارج الاراضي الفلسطينية.
وفي ظل الصراع المحتدم بين 'الرؤوس' الكبار على حد قول كوادر الحركة فان 'الصغار' لا يرون في ذلك الصراع الا صراعا على المصالح الشخصية للكبار على حساب الصغار وضياع الحركة بين الكولسات التي يخشون من تحولها لانقسامات وفق ما يدور في الجلسات الفتحاوية.
'النيران مشتعلة تحت الرماد والخوف من ان تأتي نسمة هواء من هنا او من هناك وتزيل الرماد لتزداد النار اشتعالا' هذا ما قاله احد اعضاء اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح التي تجري استعدادات من اجل انعقاده. احد قادة قال لـ 'القدس العربي' بأنه يفضل تأجيل عقد المؤتمر العام السادس للحركة، لانه يخشى ان 'تصبح فتح عشرين فتح' اذا ما عقد المؤتمر في ظل الاجواء السائدة في داخل الحركة.
وتعيش الحركة حالة من الصراع المحتدم و'كولسات وتحالفات' ما بين اعضاء القيادة العليا للحركة المتمثلة باعضاء اللجنة المركزية خاصة ما بين مفوض عام حركة فتح احمد قريع والرئيس الفلسطيني القائد العام للحركة محمود عباس، رغم المصالحة التي تمت بينهما على يد ابو ماهر غنيم قبل اسابيع في عمان.
وتتحدث اوساط فتحاوية عن ان الصراع بات ما بين النهج العرفاتي- نسبة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات - ويقوده قريع وما بين النهج العباسي- نسبة لمحمود عباس-. وحسب مصادر مطلعة في حركة فتح فان اللجنة المركزية منقسمة ما بين فريق 'يرقص' مع عباس، واخر 'يرقص' مع قريع، والضحية الحركة. وتقول اوساط فتحاوية بأن قريع يتهم عباس بأنه يسعى لادخال مسؤولين فلسطينيين الى حركة فتح وترشيحهم في المؤتمر العام السادس للحركة لعضوية اللجنة المركزية مثل رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض. وحسب تلك الاوساط فان عباس يسعى لان يكون فياض خليفته في رئاسة السلطة متعهدا بأنه لن يسمح لقريع الذي يقدم نفسه بأنه هو البديل لعباس ان يكون رئيسا للسلطة.
وفي ظل تعهد عباس بمنع قريع من امكانية ان يكون مرشح حركة فتح لرئاسة السلطة توعد الاخير بأنه لن يسمح لاي كان من التسلق على ظهر الحركة والانضمام لصفوفها - في اشارة لفياض- من اجل الوصول لرئاسة السلطة باسم حركة فتح.
وفي ظل الصراع المحتدم ما بين عباس وقريع باتت اللجنة المركزية تعيش حالة من الاصطفاف ما بين الرجلين.
وفي ظل انشغال اللجنة المركزية في صراعاتها الدائرة ما بين من يقف مع عباس ومن يدعم قريع يواصل عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد دحلان الذي بات مهمشا من قبل قيادة الحركة التغلغل في صفوف الحركة بالضفة الغربية، وذلك بالتزامن مع عمله في مخيمات اللاجئين في لبنان لتعزيز موقعه في المؤتمر العام السادس للحركة اذا ما تم عقده، وذلك حسب ما يدور في 'كواليس' الحركة.
وتقول مصادر فتحاوية بأن دحلان مثل 'الجرافة' في الوقت الذي تسعى بعض قيادة الحركة تهميشه على خلفية هزيمته في قطاع غزة امام حركة حماس بات يعمل في كل اتجاه لتعزيز موقعه في صفوف كوادر الحركة.
زكي وابو العينين
ويأتي نشاط دحلان على الساحة اللبنانية في ظل الخلافات التي كانت سائدة ما بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ممثل منظمة التحرير في لبنان وبين القائد الفتحاوي هناك سلطان ابو العينين.
وبعد ان علمت قيادة الحركة برام الله بأن دحلان يعمل في مخيمات لبنان مستغلا الصراع الدائر ما بين زكي وابو العنين حول من له الكلمة الفصل في لبنان، اسرع عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية قبل اكثر من اسبوع لبيروت لانهاء الخلافات التي كانت سائدة ما بين الرجلين. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر مقربة من الاحمد بأنه استطاع انهاء الخلاف ما بين زكي وابو العنين من خلال حلول وسط ما بين موقف الرجلين من القضايا الخلافية. ويدور الحديث في مجالس فتح بأن الاحمد وضع المزيد من الرماد على النار المشتعلة بين زكي وابو العنين حتى تظل مختفية عن الانظار، ولم يضع حلولا جذرية للقضايا الخلافية التي تضاف الى الخلافات المتواصلة في صفوف القيادة والحركة حول المؤتمر العام للحركة وضرورة عقده بعد غياب استمر حوالي 20 عاما.
صراع المحاور
وحسب المصادر فان قيادة حركة فتح باتت تدرك صعوبة عقد المؤتمر العام السادس للحركة في ظل تصارع المحاور واصرارها على انجاح مرشحيها وقوائمها وفشلها حتى الآن في الاتفاق على ما يسمى بـ(كوتا) ترضى عنها القيادات والمحاور.
واضافت المصادر ان هناك تخوفا لدى بعض هذه القيادات من عدم عقد المؤتمر في ظل اصرار بعض أعضاء اللجنة المركزية الحالية على ضمان الاستمرار في مواقعهم، وذلك في الوقت الذي يهدد فيه كوادر من الحركة بأنهم لن يسمحوا لاحد بمصادرة دورهم وضرورة حضورهم المؤتمر العام السادس لانتخاب اطر قيادية جديدة للحركة، خاصة وانهم هم من قادوا الانتفاضة الفلسطينية الاولى التي انطلقت عام 1987 . ولا بد من الذكر بأن هؤلاء الكوادر تجمعوا وطالبوا في اكثر من مناسبة بأن يكونوا اعضاء في المؤتمر العام السادس، وكان آخر لقاء لهم امس الاول مع عضو اللجنة المركزية حكم بلعاوي الذي يصطف خلف عباس كما يقال في صفوف الحركة.
وفيما شدد العديد من كوادر الحركة الذين التقوا بلعاوي في بيت لحم على ضرورة مشاركتهم في المؤتمر العام للحركة، قال علي الرجوب: ان من شارك في الاجتماع هم من القيادات التنظيمية في المحافظات والمعتقلات وحركات الشبيبة واخرين لم تسمح لهم الفرصة، وانه لو جرى المؤتمر قبل انتخابات الاقاليم الاخيرة لكانوا هم الاعضاء، لذلك فان لهم استحقاق عضوية المؤتمر السادس وفقا للنظام، وهؤلاء هم من واجهوا الاحتلال ومن الضروري عقد المؤتمر وتوسيع دائرة المشاركة الفعلية ـ الاستحقاق وليس التمثيل ـ من اجل انتخاب اللجنة المركزية والمجلس الثوري والحفاظ على وحدة الحركة وتكريس انتخابات التيار الوطني تيار ابو عمار وابو جهاد وابو اياد.
وشدد الكوادر الذين التقوا بلعاوي الذي يعتبر من معسكر عباس بأنهم سيلتقون قريع قريبا لوضعه في صورة مطالبهم.
خلافات عضوية المؤتمر
ومن جهته حذر بلعاوي من المخاطر التي تواجه الحركة، واعدا بالعمل على تصحيح الخلل في العضوية للمؤتمر العام السادس وايصال رسالة المجتمعين - الذين ابلغوه بأنهم سيجتمعون مع قريع- الى اللجنة المركزية واللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر.
وقال بلعاوي بأن 'فتح امام مأزق حقيقي'، مضيفا امام المجتمعين 'انتم جيل وقادة عملتم على ادخالنا الى الوطن، وانتم اصحاب اول انتفاضة واول عمل نضالي في الداخل'، ومشددا على ان التحضير للمؤتمر يجب ان يسبقه حل الخلافات، وشعارات المؤتمر يجب ان تكون صحيحة، وتابع حديثه قائلا 'المؤتمر ليس رهنا لاية فئة وان عضوية فتح لم تكن في يوم من الايام مدى الحياة'.
وجاء اجتماع بلعاوي في بيت لحم مع عدد من كوادر الحركة من معظم مناطق الضفة الغربية بالتزامن مع ترؤس قريع مفوض عام التعبئة والتنظيم اجتماعا لرؤساء اللجان في التعبئة، مشددا على أن المؤتمر العام سينعقد بإرادة قيادة وأبناء حركة فتح، وقد أنجزت نهائيا مسودات وثائق المؤتمر سواء البرنامج السياسي أو البناء الوطني او النظام الداخلي. واوضح قريع بأن معايير العضوية أقرت وبقي تحديد أعضاء المؤتمر بالأسماء ممن تنطبق عليهم المعايير وهو ما يصار لانجازها في اجتماع اللجنة التحضيرية القادمة وإقرارها نهائيا في اجتماع اللجنة المركزية على حد قوله.
وشدد قريع الذي يدفع باتجاه عقد المؤتمر العام في الخارج وذلك على عكس رغبة معسكر عباس على 'أن المؤتمر سيد نفسه وهو سيفصل في رؤية الحركة وقيادتها لأننا نعمل على مؤتمر فتحاوي يقوم أداء الحركة'.
وثمن قريع كل الجهود التي أنجزت مؤتمرات الاقاليم في الضفة الغربية خاصة مؤتمري نابلس ورام الله مؤكدا انه يتابع شخصيا كل الطعون والاعتراضات وسيقوم باتخاذ إجراء وقرار حاسم في القريب العاجل بعد الاطلاع على تقارير اللجان المكلفة، مشيرا إلى أن التعبئة قد أنجزت مهمة عقد المؤتمرات التأسيسية للحركة في الضفة والقطاع باستثناء ثلاثة أقاليم من اصل واحد وعشرين إقليما.
وجاء تعهد قريع بالبت في الطعون التي قدمت ضد انتخابات رام الله ونابلس بعد ايام من اصدار بيان باسم أعضاء وكوادر فتح بنابلس شككوا في شرعية مؤتمر الاقليم هناك الذي عقد في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في مجمع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وقالوا 'آن انعقاد مؤتمر إقليم فتح في محافظة نابلس مؤتمر 'غير نظامي' ويتناقض مع مواد النظام الأساسي للحركة ومعايير عقد المؤتمر سواء كان هذا من حيث شروط العضوية أو أهلية العدد المشكل لهذه الغاية والذي وصل لـ'3650' عضوا.
وشدد البيان على 'ان هذا العدد تجاوز الهيكلية التنظيمية الفتحاوية المنصوص عليها في النظام والمعايير، إذ لا يجوز عقد المؤتمر من خارجها، ويدعو النص إلى أن المؤتمر يعقد فقط من أعضاء لجنة الإقليم الحاليين والسابقين وأعضاء لجان المناطق التنظيمية وأعضاء هيئات المكاتب الحركية وعدد من أعضاء لجان المرأة، و20' من الكفاءات الحركية، مما يعني أن عقد المؤتمر بالطريقة التي اتبعها مجموعة من الأشخاص المشرفين، سواء كانوا في اللجنة التحضيرية المكلفة أو أمين سر لجنة الإقليم الذي لعب دورا خطيرا في التلاعب بالأسماء والاستمارات أو الأخوة الذين اشرفوا على إجراءات المؤتمر الأسبوع الماضي، وبالرغم من إقرارهم أن هذا المؤتمر غير قانوني ويخالف النظام الأساسي، سواء من حيث الإجراءات أو العدد أو شروط العضوية أو النصاب'.
وختم البيان بالقول 'إن الكلمة الفصل والمرجعية العليا لعقد المؤتمرات وشروط العضوية وأهلية العدد تبقى للنظام الأساسي ولا اجتهاد بالنص، فمن يخالف ذلك فإن موقفه باطل ويستحق المحاكمة حسب قوانين وأصول العمل الفتحاوي'. واذا كانت الصراعات الداخلية محتدمة على صعيد انتخابات اقليم نابلس بين كوادر الحركة فان تلك الصراعات متواصلة ما بين اعضاء المركزية.
الحسن والقدومي بمؤتمر العودة
وفي ذلك الاتجاه، عبر بلعاوي عن استغرابه وأسفه لمشاركة هاني الحسن وفاروق القدومي (ابو اللطف) في مؤتمر حماس بدمشق قبل اكثر من اسبوع.
وقال بلعاوي 'لقد فوجئت اللجنة المركزية بأن هاني الحسن يشارك في المؤتمر الذي عقد في دمشق حول موضوع اللاجئين وفي الحقيقة فان اللجنة المركزية التي فوجئت بذلك تعبر عن استغرابها إذ أن هذه المشاركة لم تتم بموافقة رسمية سواء من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أو منظمة الحرير الفلسطينية وهو نفس الاستغراب الرسمي الذي تم تسجيله والإعلان عنه تجاه أبو اللطف الذي مارس نفس الشيء بالمشاركة غير الرسمية في نفس المؤتمر الذي عقد منذ حوالي أسبوع وتؤكد اللجنة المركزية أسفها واستغرابها لهكذا تصرفات وممارسات'.
ولكن رد القدومي كان سريعا على ما صدر من رام الله حيث طعن في شرعية انتخاب المجلس المركزي للمنظمة قبل اكثر من اسبوع الرئيس عباس رئيسا لدولة فلسطين.
وشدد القدومي في تصريحات صحافية على أن القرار الذي اتخذ مؤخراً في المجلس المركزي بانتخاب عباس رئيساً لدولة فلسطين غير دستوري، لأن المفوض بذلك هو المجلس الوطني الفلسطيني.
وقالت مصادر فلسطينية ان تشكيك القدومي في شرعية انتخاب المركزي عباس رئيسا لدولة فلسطين جاء في اطار تفاقم الخلافات داخل اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس للحركة حول عقد المؤتمر.
وتقول المصادر بأن القدومي يرفض عقد المؤتمر من دون أسس واضحة تصون ميثاق الحركة، وأنه متمسك بأن يكون من بين أولويات المؤتمر فصل جسم حركة فتح عن هيكلية السلطة، وإعادة الاعتبار لهيئات الحركة التي باتت غير موجودة عملياً بسبب التماهي مع مؤسسات السلطة الفلسطينية. وكذلك ضرورة تمسك الحركة بالكفاح المسلح، وإدانة قرار عباس بحل الأجنحة العسكرية للحركة.
واكدت مصادر فلسطينية مختلفة بأن القدومي يطالب بالفصل بين مهمتي رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئاسة السلطة اللتين يشغلهما عباس. كما يطالب بالفصل بين موازنة السلطة وموازنة الصندوق القومي التابع للمنظمة، وتبعية كل السفارات الفلسطينية في الدول المختلفة للدائرة السياسية للمنظمة وليس لوزارة الشؤون الخارجية التابعة للسلطة. فضلاً عن الخلافات السياسية المحتدمة بين عباس والقدومي.
وفي اطار الصراع المحتدم ما بين اعضاء المركزية علمت 'القدس العربي' بأن اللجنة لم تعقد اجتماعا قانونيا لها منذ حوالي اكثر من شهرين بسبب امتناع قريع عن حضور اجتماعاتها برام الله برئاسة عباس.
وتقول المصادر ان غياب قريع يمنع اكتمال النصاب القانوني لعقد اجتماع للمركزية في ظل وجود العديد من اعضائها خارج الاراضي الفلسطينية.
وفي ظل الصراع المحتدم بين 'الرؤوس' الكبار على حد قول كوادر الحركة فان 'الصغار' لا يرون في ذلك الصراع الا صراعا على المصالح الشخصية للكبار على حساب الصغار وضياع الحركة بين الكولسات التي يخشون من تحولها لانقسامات وفق ما يدور في الجلسات الفتحاوية.
تعليق