السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ارتفع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي المنسق في مومباي إلى 125 قتيلاً و 327 جريحاً. وقد أعلن مسؤول رفيع المستوى في أحد أجهزة المخابرات الروسية يوم الخميس 27 نوفمبر/تشرين الثاني لوكالة الأنباء الروسية "ريانوفوستي" إن الهجوم على مدينة مومباي الهندية (بومباي سابقاً) له صلة وثيقة مع الحركة الإرهابية العالمية "القاعدة"، وأنه موجه بالدرجة الأولى ضد أمريكا وبريطانيا.
وقال المسؤول " إن لدى أجهزة المخابرات الروسية معلومات تشير إلى أن لبعض الجماعات التي قامت بالهجموم على مومباي اتصالات مع القاعدة. وهي المجموعة الإرهابية " لاشكار التايبا" على وجه الخصوص، التي يتدرب عناصرها في معسكرات القاعدة الواقعة على الحدود بين باكستان والهند".
وحسب قوله فإن مسؤولي الاستخبارات الروسية لفتوا نظر زملائهم الهنود إلى وجود عناصر هذه المنظمة في الهند.
وأضاف المسؤول "ولكن وللأسف فان الهنود يعتبرون حتى الآن أن هذه الجماعة ما هي الا مجموعة من قطاع الطرق.. وحسب اعتقادهم أنها كانت تحل مشاكل متعلقة بالخلافات الحدودية في المنطقة المحاذية لباكستان".
وذكر المسؤول الامني الروسي إن عمل الارهابين كان موجهاً بالدرجة الأولى ضد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ،مشيراً الى " إنه ليس من باب الصدفة أن المسلحين كانوا يبحثون في الفنادق عن مواطني هاتين الدولتين. . وبالنسبة لنا من الواضح أن الارهابيين قاموا بتنفيذ عملية محدد ة ومخطط لها مسبقاً".
ولم يستبعد المسؤول من أن المخابرات الهندية لم تعلن عن جزء من المعلومات المتعلقة بالإرهابيين الذين قاموا بالهجوم على مومباي ،وقال " أعتقد أن هذا يعود الى الخشية من ان ذلك يؤدي إلى توتر اضافي".
وأشار المتحدث إلى أن الهجوم نفذ بالطريقة الكلاسيكية المعروفة، التي يستخدمها المسلحون الإسلاميون دائما، وقد سبق الهجوم استعداد طويل.وقال" الذي يميز هذا العمل الإرهابي الواسع النطاق، هو أنه تم احتجاز الرهائن واطلاق النار على الناس في المدينة وتفجير عبوات ناسفة يدوية الصنع في آن واحد في مختلف الأحياء".
الهجمات أعدت بعناية وتنسيق منقطع النظير
وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ إن أياد خارجية تقف وراء هذه الهجمات. وأضاف مانموهان سينغ "سوف نتخذ اجراءات حاسمة لكي لا تتكرر عمليات ارهابية كهذه، كما نحن مصممون لاتخاذ أي اجراءات ضرورية لضمان أمن وسلامة مواطنيتا. وسوف يسخر قانون الأمن المحلي للقيام بهذه الاجراءات التي من شأنها أن لا تترك مجالاً للإرهابيين الفرار من سلطة القانون. ومن الضروري أن نشكل وكالة فيدرالية لمواجهة العمليات الارهابية. وان الهند ستنسق مع جيرانها لكي لا يأتي أحد من بلدان مجاورة وينفذ هجمات إرهابية داخل البلاد. وسوف نتخذ عدداً من الاجراءات لتقوية نفوذ الاستخبارات والشرطة لتمكينها من القيام بما يلزم لمطاردة الاشخاص والمنظماتالارهابية ، لنضمن أن كل من قام ونظم ودعم الإرهاب بغض النظر عن انتمائهم ودينهم يدفع ثمناً باهظاً لهذه الهجمات الجبانة والمروعة ضد شعبنا".
ومضى رئيس الوزراء الهندي قائلاً "أناشد الناس أن يحافظوا على السلام والانسجام في ظل هذه المأساة لكي لا يتمكن أعداء أمتنا من تحقيق أهدافهم. والسلطات في حالة تأهب قصوى وأنا واثق أن الشعب الهندي سوف ينهض موحداً لمواجهة هذا التحدي الكبير الذي يهدد امتنا وسيادتها".
رئيس حزب المعارضة الهندية: الهجمات "غير مسبوقة"
واعتبر رئيس "حزب بهاراتيا جاناتا" المعارض ومرشح المعارضة لشغل منصب رئيس الوزراء في الانتخابات البرلمانية المقبلة لال كريشنا ادفاني أن هذه الهجمات "غير مسبوقة"، وقال إن الاعداد لعملية على درجة عالية من التعقيد يحتاج لفترة لا تقل عن شهرين.
وأشار الخبراء إلى أن واحدة على الأقل من المجموعات الإرهابية وصلت إلى مركز مومباى على متن قارب مطاطي ورست بالقرب من القوس الكبير أمام فندق "تاج محل".
ووفقا للخبراء، فإن مثل هذه الهجمات عن طريق البحر نفذها فقط مسلحو منظمة التحرير الفلسطينية وجبهة "نمور تحرير تاميل ايلام " السيريلانكية، ولم تحدث من قبل في الهند قط.
المطالب والمسؤولية
أجرى أحد المسلحين في فندق"ترايدنت" ، الذي قدم نفسه كمجاهد، اتصالا هاتفيا مع إحدى القنوات التلفزيونية وطالب بالإفراج عن جميع "المجاهدين" من السجون الهندية مقابل إطلاق سراح الرهائن. كما طالب بعدم التعرض بالأذى للمسلمين في الهند.
وأعلنت مجموعة "مجاهدي ديكان" غير المعروفة مسؤوليتها عن هذه الهجمات. يذكر أنه في وقت سابق تبنت جماعة تطلق على نفسها إسم "مجاهدو الهند" سلسلة من التفجيرات في كبرى المدن الهندية.
مصير الرهائن حسب تطور الأحداث
تمكنت الشرطة الهندية من إطلاق سراح جميع الرهائن في فندق "تاج محل" بمدينة مومباي الهندية ،كما تم اطلاق سراح 10 أشخاص في فندق " ترايدنت اوبروي"، ولازالت عملية التحرير مستمرة. أما بالنسبة لرهائن مجمع "ناريمان هاوس" حيث تقع ممثلية الحركة الدينية اليهودية "حاباد" فقد تعهد الإرهابيون الإفراج عنهم بعد اجراء مباحثات مع الحكومة.
ويعتقد أن من بين المحتجزين في الفندقين والمركز الديني مواطنين من أمريكا وكندا وزهاء 15 مواطناً إسرائيلياً ؛ حسب الخارجية الاسرائيلية ، بالاضافة إلى عضوين في البرلمان الأوروبي.
وقال سائح أجنبي أفلت من أيدي الإرهابيين في فندق "تاج محل" أن المسلحين يبحثون عن مواطني بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت مصادر إسرائيلية انه بالقرب من فندق "ترايدنت وبروي" هوجمت ممثلية الحركة الدينية اليهودية "حاباد" حيث كان يتواجد فيها مواطنون إسرائيليون. وأشار التلفزيون الهندي أن المسلحين هاجموا الممثلية وسيطروا عليها وأخذوا من كان فيها رهائن. وأفادت المعلومات أن أحد رجال القوات الخاصة تمكن من إنقاذ ثلاثة أشخاص بمن فيهم طفل يبلغ من العمر سنتين. فيما لايزال والداه محتجزين.
وقالت الشرطة الهندية إنها قتلت 4 من المهاجمين واعتقلت 9 آخرين، في وقت تحدثت عن مقتل 11 عنصرا من قواتها بينهم 3 ضباط كبار أحدهم قائد فرقة مكافحة الارهاب، كما تم الإعلان عن 7 قتلى أجانب تعرفت الشرطة على هوية 3منهم وهم ياباني وأسترالي وبريطاني، فيما ذكرت وسائل الإعلام الألمانية في خبر غير مؤكد مقتل مواطن ألماني.
إغلاق المدارس وأسواق البورصة
أعلن ممثلو أسواق البورصة الرئسية في مومباي وقف التعاملات المالية يوم الخميس 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
كما ألغت السلطات المحلية الحصص الدراسية في المدارس والجامعات. وأجلت جامعة مومباي الامتحانات التي كان من المقرر إجراؤها اليوم.
للمزيد حول الهجمات : مقتل اكثر من 100 شخص في هجمات بمدينة مومباي الهندية
تابعوا المواضيع الأخرى من هذا القسم
تقبلو خالص تحياتي
أخوكم:أبو عبد الله المقدسي
تعليق