إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترجمة الصحف الإسرائيلية الاثنين 17/11/2008"حصرياً"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترجمة الصحف الإسرائيلية الاثنين 17/11/2008"حصرياً"

    ترجمة الصحف الإسرائيلية الاثنين 17/11/2008


    قسم الأخبــــار الخبر الرئيس – الجيش الاسرائيلي – هآرتس – من آفي يسسخروف وآخرين:
    مسؤولين في هيئة الاركان ضد "حماسة وزراء يدعون الى احتلال القطاع"../ لجان المقاومة الشعبية: التهدئة انتهت. لن نكتفي بنار القسام وقذائف الهاون على النقب../
    الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد قال أمس ان فترة التهدئة مع اسرائيل انتهت في اعقاب قتل اربعة من رجال المنظمة أمس. وقال ان منظمته لن تكتفي باطلاق صواريخ القسام او قذائف الهاون ملمحا باستئناف العمليات الانتحارية ضد اسرائيل.
    وصباح أمس اطلق صاروخان على ارض مفتوحة في النقب الغربي. لم تقع اصابات. وبعد وقت قصير من ذلك شخصت طائرة صغيرة بدون طيار من سلاح الجو اربعة فلسطينيين يعبئون وسيلة اطلاق صواريخ في حي الشجاعية شرقي غزة. أداة الطيران الاسرائيلية اطلقت عليهم صاروخا فقتلتهم. في ساعات ما بعد الظهر اطلق الفلسطينيون صاروخا نحو وسط سديروت. واصيب احد سكان المدينة بجراح طفيفة فيما اصيب اربعة آخرون بالهلع، وتعرضت عدة منازل للضرر. وبسبب التصعيد، ستبقى اليوم ايضا المعابر الى القطاع مغلقة.
    كل المنظمات الفلسطينية في غزة ردت امس على مقتل رجال المقاومة الشعبية. وحسب الناطق بلسان المنظمة ابو مجاهد فان على كل منظمات المقاومة ان تستعد لرد شديد ضد اسرائيل والتصدي لجرائمها. كما أن الناطقين بلسان منظمة الجهاد الاسلامي قالوا ان على الفلسطينيين ان يعيدوا النظر في وقف النار مع اسرائيل "كونه لا يخدم شعبنا". اما حماس فحبذت أن تكون اكثر حذرا ولكنها قالت ايضا ان التهدئة تدرس وينظر فيها في اعقاب هذه الاحداث. احد الناطقين بلسان المنظمة في القطاع اسماعيل رضوان قال في حديث مع "هآرتس" ان كل الفصائل الفلسطينية تدرس الان من جديد التهدئة وفي الفترة القريبة القادمة ستقرر موقفها بالنسبة اليها".
    وبالمقابل، فان رئيس الوزراء اسماعيل هنية قال أمس ان المسؤولية عن تحطيم التهدئة والتصعيد في جنوب البلاد ملقاة بكاملها على منظمات الارهاب في غزة. وقال اولمرت في بداية جلسة الحكومة "هذا ليس سرا اننا لم نسر بفرح نحو التهدئة. ولكننا أوفينا بالتفاهمات بشكل لا لبس فيه". وحسب اولمرت فقد وجه رؤساء جهاز الامن لان يقدموا خطط عمل ضد حكم حماس في غزة واضاف اننا "لن نحتمل شارة السعر التي تحاول منظمات الارهاب تحديدها. سنضرب كل من يحاول خرق التهدئة".
    ولكن، في الجيش الاسرائيلي فوجئوا في الايام الاخيرة من النشر بان اولمرت أمر رئيس الاركان غابي اشكنازي "لاعداد خطط لحملة في غزة". وقال ضابط كبار انه "يمكن الرد على ذلك ما سبق أن كنا في فترات التصعيد السابقة. فاي خطط يقصدها رئيس الوزراء؟ أتلك التي عرضناها قبل اسبوعين ام تلك التي رآها قبل شهر؟ كل الخطط العملياتية بالنسبة للقطاع عرضت على الحكومة والمجلس الوزاري قبل وقت طويل".
    وحذر الضباط الكبار من "حماسة زائدة" لكبار المسؤولين الاسرائيليين وادعوا بان هذه تسرع تصعيدا في سلوك حماس. وكانوا يقصدون اساسا تصريحات الوزير حاييم رامون، الذي قال في نهاية الاسبوع ان السياسة الاسرائيلية في غزة تلحق ضررا جسيما، وندد بـ "الشلل" الذي يفرضه وزير الدفاع ايهود باراك وحذر من ثمن باهظ ستدفعه اسرائيل على التجلد في غزة.
    باراك، ومثله رئيس الاركان غابي اشكنازي، يتحفظ في هذه المرحلة من عملية واسعة في القطاع وان كان يبدو أن اشكنازي سيؤيد الانتقال الى سياسة عمل اكثر هجومية بقليل اذا ما استمرت نار الصواريخ. في مكتب باراك اخذوا الانطباع أمس بان حماس تحاول الان كبح جماح النار، وذلك ايضا بسبب الضغط الذي تمارسه عليها مصر للعودة لاحترام وقف النار. "ما الملح للوزراء للعودة الى غزة؟"، تساءلوا في محيط وزير الدفاع. "للناس ذاكرة قصيرة. فقد نسوا صور الجنود الجاثمين على ركبهم في محور فيلادلفيا لجمع اشلاء رفاقهم. من يتحدث عن حملة كبيرة في غزة ينسى أنها تنطوي على بقاء لاشهر في القطاع". وزير الدفاع نفسه قال أمس: "انا لا اقترح على احد الاسف على اي شهر مر كان فيها تهدئة. اذا اختار الطرف الاخر التهدئة فسيتعين علينا نحن ان ننظر فيها بجدية".
    معاريف – من يرون ساسون وآخرين:
    مصدر أمني: التهدئة ستعود في غضون عدة ايام../
    بعد يوم من الهدوء النسبي أطلق الفلسطينيون صباح أمس صاروخي قسام نحو غلاف غزة. بعد ساعة من ذلك صفى الجيش الاسرائيلي أربعة مخربين كانوا يستعدون لتنفيذ نار قسام. بعد ثماني ساعات من ذلك اصاب صاروخ ساحة بيت في سديروت حطم الصمت في المنطقة. ومع أن حماس اعلنت بان التهدئة مستمرة حاليا، الا ان الاعمال المتبادلة تترك السكان غير بعيد عن المجال المحصن.
    وبدأت الحكومة أمس جلستها في بحث في التصعيد في غزة. "لسنا متحمسين للمعركة، ولكن في هذه اللحظة التهدئة تعمل ضد امن اسرائيل"، قال رئيس الوزراء ايهود اولمرت واضاف بان "وجهت رؤساء جهاز الامن لان يعرضوا عليّ اقتراحاتهم من أجل بلورة خطة عمل مرتبة تطرح على المصادقة عند الحاجة. وبالمقابل، قال وزير الدفاع ايهود باراك ان على اسرائيل أن تتصرف باقصى درجات ضبط النفس ومواصلة التهدئة. "لا اقترح على احد الاسف على اي شهر مر عندما كانت هناك تهدئة". في مكتب وزير الدفاع يقدرون بان الهدوء سيعود الى المنطقة في الايام القريبة القادمة وذلك لان لحماس مصلحة في الحفاظ على اتفاق التهدئة. نائب وزير الدفاع متان فيلنائي، الذي زار امس عسقلان التقى تلاميذ الصفوف الثانوية وقال لهم ان "حماس تعرف بانه عندما نقرر العمل ستكون الضربة شديدة. ولكننا سندفع نحن ايضا ثمنا، وعليه يجب معرفة متى نقوم بالخطوة".
    الصاروخ الذي اطلق في ساعات ما بعد الظهر اصاب ساحة في بيت قيد البناء وحطم حجرة كلب. اصيب شخص واحد بجراح طفيفة وعولج في المكان، فيما اصيب عدد من السكان بالهلع. "هذا ببساطة وضع فظيع، "الى ان انتعشنا قليلا، نجد ان الامر يعود"، روت صاحبة البيت، تسفيا ترجمان. وهي لا تثق بان تتواصل التهدئة، في هذه الايام تستكمل بناء الغرفة الامنة في بيتها.
    والى ذلك، بعث خمسة من رؤساء السلطات المحلية في غلاف غزة أمس برسالة عاجلة الى رئيس الوزراء ايهود اولمرت يطالبونه فيها بلقائهم فورا في منطقتهم وليس في مكتبه في القدس. وكتب رؤساء السلطات يقولون: "من المهم ان ترى الوضع بام عينيك، بما في ذلك جولة في البلدات التي بقيت دون رد تحصيني". ومن مكتب ايهود اولمرت جاء ان الرسالة وصلت ورئيس الوزراء سيرد على الملتمسين.
    ايران – يديعوت – من ايتمار آيخنر:
    لفني تلتقي المسؤول عن العقوبات ضد ايران../
    الموظف الامريكي المسؤول عن العقوبات الاقتصادية ضد ايران هبط امس في اسرائيل والتقى مع قيادة الموساد ومع وزيرة الخارجية تسيبي لفني.
    في اطار منصبه الخاص في الادارة الامريكية مسؤول استيورت ليفي، نائب وزير المالية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية، عن ضرب قنوات التمويل لمنظمات الارهاب والدول التي تنتج وتصدر اسلحة الدمار الشامل. ووصل ليفي الى اسرائيل في زيارة متدنية التغطية الاعلامية، لتنسيق تشديد الضغط على ايران حتى في المرحلة الانتقالية – الى أن يتسلم براك اوباما مهام منصبه في البيت الابيض. والهدف: عدم تضييع وقت باهظ الثمن يسمح لايران بالتقدم في البرنامج النووي. زياراته هنا في الغالب لا تحظى بالنشر، وذلك ضمن امور اخرى لعدم التظاهر في أن اسرائيل تقف خلف الصراع العالمي الذي يديره العالم ضد الاقتصاد الايراني.
    في لقاءاته مع الموساد عرضت عليه معلومات عن الجوانب المالية للبرنامج النووي الايراني. وقد التقى بلفني في اطار مساعي وزيرة الخارجية لتشديد، حتى في نهايات ولاية الرئيس بوش، العقوبات ضد طهران. وسمع من محادثيه افكارا جديدة لمنع استثمارات دولية في ايران وتجنيد القطاع التجاري العالمي ضد دولة آيات الله. وهكذا بحثت الشكوك القائمة في المقاطعة الاقتصادية لطهران وممارسة الضغط على الدول كي لا توقع على صفقات مع ايران. وسمعت لفني من ليفي عن الامريكيين يعملون ايضا مع روسيا والصين اللتين تعارضان بحزم تشديد العقوبات – كي توافقا على رفع مستواها.
    المستوطنون – معاريف – من روعي شارون وآخرين:
    المستوطنون مستعدون للمعركة../
    فور حسم محكمة العدل العليا أمس بان على المستوطنين اخلاء "بيت النزاع" في الخليل، حتى حسم موضوع الملكية عليه، انعقد حاخامون في منزل حاخام مستوطنة كريات اربع دوف ليئور لتخطيط الكفاح.
    النبرات في اللقاء اشارت الى نية المقاومة بشدة خطوة الاخلاء والامتناع عن اي اتفاق مسبق مع قادة الجيش. وقالوا هناك: "اذا كانت محكمة العدل العليا تريد الصدام، فستلقى الصدام".
    ولكن في جهاز الامن بالذات يقدرون بان المبنى سيخلى في نهاية المطاف طواعية منعا للاصابات. وقضت محكمة العدل العليا امس في الرد على التماس المستوطنين ضد قرار الدولة اخلاءهم، ان الشكل الذي سيطر فيه المستوطنون على المبنى لم يكن قانونيا، حتى وان كانت لهم عليه حقوق – الموضوع الذي لا يزال قائما في قيد الاستيضاح في المحاكم. القضاة، الرئيسة دوريت بينش، آييلا بروكتشيا وسليم جبران، قضوا بانه الى ان يتخذ الحسم في مسألة الحقوق على المبنى يجب اعادة الوضع على الارض الى سابق عهده، الى ايدي المقيم في الخليل فايز الرجبي – الذي يحتمل أن يكون لا يزال صاحب الحقوق في المبنى. ولكن في اثناء البحث أعرب المستوطنون عن الموافقة على اخلاء المبنى اذا ما نقلت الحيازة عليه بشكل مؤقت الى الدولة. وحسب هذه الموافقة، قرر القضاة بانه سيكون للمستوطنين ثلاثة ايام للاخلاء الطوعي، اغلاق ابواب المُلك وعدم السماح لاحد بالدخول.
    ولكن، كما اسلفنا، رغم موافقة المستوطنين في البحث في المحكمة العليا، اجتمع أمس قياداتهم للبحث في سبل العمل، ويبدو أنهم سيرفضون الاخلاء الطوعي. "في صدوم كان هناك قضاة ولكن هذه تبقى هي قوانين صدوم وهكذا ايضا اليوم في دولة اسرائيل"، كان هناك من قال امس في الخليل. الحاخام عوزي شرباف، من قادة المستوطنين في الخليل واحد نزلاء البيت قال ان "دولة اسرائيل هي المكان الوحيد في العالم الذي يشتري فيه يهودي بيت حسب الدين والقانون ودولة اسرائيل لاعتبارات عنصرية ترغب في اخراجه منه. لن يبعدنا احد من هنا. لن يجرؤ احد على اخراجنا من هنا".
    أما في جهاز الامن بالذات فيعتقدون بان الاخلاء سيتم بسلام، ولكنه لن ينفذ في وقته. "قضية الاسبوع القريب ستكون قضية "حياة سارة" التي اشترى فيها ابراهيم مغارة الماكفيلا من عفرون الحتي، رجل الخليل، مقابل 400 شيكل. وهذا موعد غير صحيح للاخلاء"، قال مصدر في قيادة المنطقة الوسطى، "احتراما لهذا السبت سيصل ضيوف من كل البلاد كجزء من تقاليد عديدة السنين. وعليه لا يبدو، اذا لم يخلِ المواطنون بيت النزاع، ان تخرج الخطة الى حيز التنفيذ في موعدها".
    الساحة السياسية – يديعوت – من يوفال كارني:
    في الليكود يكسرون نحو الوسط ../
    قبل ثلاث سنوات نجحوا في الليكود في ملء قاعة صغيرة في مركز المعارض. اما أمس فقد استيقظ مركز الحزب الى الحياة، ومئات عديدة من اعضاء الليكود ملأوا جناح 10 في حدائق المعارض في تل أبيب. اللون الاحمر عاد الى الخدود.
    ضيوف الشرف كانوا بالطبع الاميرين اللذين عادا الى الديار: دان مريدور وبيني بيغن. مريدور استقبل في المركز بحب كبير، اما بيغن فتوج الملك الحقيقي للحزب.
    في بداية المساء كان لا يزال يجلس على احد كراسي البلاستيك التي وضعت لاعضاء المركز، خجلا من الصعود الى المنصة. "يا بيني، انتقل الى الامام"، وبخته ليمور لفنات من على منصة الخطابة. "قالوا لي انك في الصف السادس مع الساندويش في الكيس والصندل. تعال معنا".
    والرئيس بنيامين نتنياهو ايضا أسر اعضاء المركز، ولكن عشرات المرشحين الذين قفزوا الى العربة المسرعة لليكود اهتموا اساسا بالانتخابات التمهيدية بعد ثلاثة اسابيع.
    للحظة كان يخيل بان مشاهد مركز السجق الشهيرة تعود بشكل لطيف: ميري ريغف جندت مشجعات وزعن السكاكر. ليئا نس كانت تسير وهي تحمل الملصقات، النواب والمرشحون مروا في سياقات من العناق والقبل. وفي الخارج وزعت المناشير، وفي الزوايا اختلى النشطاء وبدأوا يعقدون الصفقات. "كلهم الان يقفزون على عربتنا"، قال جوليات ليسكر من عراد. "فجأة الجميع يتنافس. ما ان دخلت حتى قفز عليّ الناس: أنا أتنافس، ساعديني".
    كما أن الوجوه القديمة لليكود عادت: يحيئيل حزان، جيلا جمليئيل، ميخائيل رتسون، ايهود ياتوم، ايوب قارة، كلهم يعودون. وحتى موسى الفرون عاد ليبتسم ويتبادل الكلام مع اعضاء المركز.
    ولكن لبنينا روزنبلوم خربوا الاحتفال. مع اقتراب نهاية الحدث اصطدمت روزنبلوم مع حارسين منعاها من الصعود الى المنصة.
    "دعوا كل النواب والمرشحين للصعود الى المنصة، ولكن حارسين سدا الطريق ومنعاني من الصعود"، روت بغضب. "الحارس قال لي: يا بنينا انا متأسف ولكني تلقيت امرا من فوق بعدم ادخالك. كنت في صدمة، هذا يتعارض مع كل مبادىء الديمقراطية في العالم".
    ويضيف مراسلنا تسفي زينجر: رؤساء المفدال والاتحاد الوطني اقترحوا في الايام الاخيرة على رئيس الاركان الاسبق موشيه (بوغي) يعلون رئاسة قائمة اليمين الموحد الى الكنيست. وحسب محافل في القائمة الموحدة لم يرفض يعلون الاقتراح. يعلون نفسه لم يعقب على النبأ.
    ------------------------------------------------------
    قسم الافتتاحيات الاثنين 17/11/2008
    هآرتس – افتتاحية – 17/11/2008
    انتحار سياسي
    بقلم: أسرة التحرير

    المبادرة لاقامة حركة يسارية جديدة، توحد تحت سقف واحد ميرتس، شخصيات غير سياسية ومحبطين من حزب العمل، تثير الضجة في قيادة العمل. قادته تنافسوا أمس في الهجوم على الوزير عامي ايالون الذي أعلن اعتزاله الحزب، وقال انه "هيئة لا تحب الحياة سياسيا ولا تقاتل في سبيل حياتها".
    رئيس العمل، ايهود باراك، وصف التنظيم الجديد بانه "هروب اليسار". و "مزاج". نائبه في وزارة الدفاع متان فيلنائي وصف المبادرة بالموضة وذلك خلافا لحزب العمل الذي هو برأيه "مكان يوجد له طريق وقيم".
    عن الطريق الذي اختاره حزب العمل برئاسة باراك في السنوات الاخيرة كان يمكن ان نقرأ في خبر اوري بلاو في "هآرتس" يوم الجمعة الماضي: وزير الدفاع صادق في الاونة الاخيرة على عشرات مخططات البناء، وتسويق مئات وحدات السكن في المستوطنات. الامر يقف في تضارب تام مع السياسة المعلنة للحكومة، بل وتعهداتها للرباعية في اطار خريطة الطريق.
    بعض من التراخيص التي صدرت للمستوطنات في شرقي مسار جدار الفصل، اي خارج المناطق التي تصفها الحكومة بانها "الكتل الاستيطانية" التي ستبقى قيد السيطرة الاسرائيلية حتى بعد التسوية الدائمة مع الفلسطينيين والتي فيها ايضا ملتزمة اسرائيل بتجميد البناء.
    وبالنسبة للقيم، العمل وان كان احتج ضد بعض المبادرات لوزير العدل دانييل فريدمان للمس بصلاحيات المحكمة العليا، وعمل على اجراء انتخابات تمهيدية في كديما وتغيير ايهود اولمرت الا ان هذا ليس كافيا وفي كل الاحوال فريدمان لا يزال في مكانه ولفني حظيت بتأييد العمل لمحاولاتها تشكيل الائتلاف دون أن تتعهد بازاحة فريدمان عن مكانه.
    ومثلما اشار الكاتب عاموس عوز في هآرتس 16/11، فان حزب العمل كف عن ان يكون بديلا سلطويا. وهو يكاد ينضم الى كل حكومة ويعطي تسويغا لكل سياسة.
    العمل تعاون مع ارئيل شارون في مشروع تصفية السلطة الفلسطينية الامر الذي شق الطريق لحماس الى الحكم، وايد الانسحاب من قطاع غزة كبديل عن المفاوضات مع السلطة بقيادة محمود عباس. كما أنه منح التأييد غير المتحفظ للقيادة السياسية والعسكرية من بداية حرب لبنان الثانية وحتى نهايتها. وبعد الحرب، تمسك معظم وزراء العمل بكراسيهم، رغم أن باراك تعهد بالانسحاب من الحكومة اذا لم يغير كديما رئيسه في اعقاب نشر الاستنتاجات النهائية لتقرير فينوغراد.
    بقيادة باراك ترك العمل لكديما قيادة الخطوات السياسية مع الفلسطينيين والسوريين، واكتفى بدور مقاول ثانوي للتصفيات والهدم في المناطق. وبعد أن شرع رئيس الدولة في الاتصالات لتشكيل حكومة جديدة، اقترح باراك على بنيامين نتنياهو، المعارض بشدة لاقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، الانضمام الى "حكومة طوارىء وطنية".
    وبدلا من مهاجمة المنسحبين من العمل وتنديد تنظيم رجال اليسار يجمل بحزب العمل ان ينبش في افعاله؛ تحلله من املاكه هي ثمرة سياسته.
    -------------------------------------------------------


    يديعوت – مقال افتتاحي – 17/11/2008

    غزة في ثلاث مراحل
    بقلم: ناحوم برنيع

    في فترة الذروة لنار القسام، قبل نصف سنة وأكثر تحدثت مع احد الوزراء الكبار عن المشكلة في غزة. قلت انكم تدعون ان الجيش الاسرائيلي قادر على السيطرة على غزة في غضون عدة ايام بثمن محتمل لقواتنا وبلداتنا. وانتم تقولون ان المشكلة هي اليوم التالي. الاحتفاظ بغزة تحت الاحتلال سيجبي من الجيش الاسرائيلي اثمانا لا يريد المجتمع الاسرائيلي ولا يمكنه أن يحتملها.
    ما رأيك بحل من مرحلتين، سألت: في المرحلة الاولى يحتل الجيش الاسرائيلي القطاع. في المرحلة الثانية يسلمها لسيطرة قوات السلطة الفلسطينية.
    الرجل وجه نظرة حزينة الى عيني وقال: "هذا لن يكون طبيعيا".
    منذئذ فكرت بهذه الكلمات مرات عديدة، دحرجتها تحت لساني، اسمعتها لاخرين. وفي النهاية اقتنعت بحكمتها: سياق ينطلق فيه جنود الجيش الاسرائيلي الى معركة كبرى ضد حماس، يسفكون في هذه المعركة دمهم، ينظفون المنطقة وعندها يسلمونها الى قوات ابو مازن لا يمكنه ان يحصل في الواقع. فهو يجعل جنود الجيش الاسرائيلي مرتزقة في الصراع الداخلي في المجتمع الفلسطيني. والاسوأ من ذلك يجعل ابو مازن وحكومته جيش لبنان الجنوبي في فلسطين. ويصمهم الى الابد كعملاء. وهم لن يوافقوا على الدخول بمثل هذه المغامرة، واذا ما وافقوا، سيفشلون. الشارع الفلسطيني سيلفظهم من اوساطه الى الابد.
    آخر من فكر بخطوة مشابهة كان ارئيل شارون، مهندس حرب لبنان الاولى. الجيش الاسرائيلي كان يفترض به أن ينظف لبنان من قوات فلسطينية وعندها يسلمها الى حكم بشير الجميل. هذا انتهى بتورط من 18 سنة وبحرب اخرى نتائجها بائسة بقدر لا يقل عن نتائج سابقتها.
    الحكومة اختارت في نهاية المطاف اتفاق تهدئة مع حماس برعاية مصرية. نواقص الاتفاق كانت معروفة مسبقا: فقد سمحت لحماس وغيرها من المنظمات بالتعاظم، وتأهيل المقاتلين والتسلح وزيادة مدى الصواريخ. وقد عززت حكم حماس واستقرت به. كما أن فضائلها معروفة: فقد اجلت الحرب، وفرت الاصابات ومنحت بلدات غلاف غزة فترة من الامن النسبي.
    قلة آمنوا بان يصمد هذا الاتفاق اكثر من بضعة اسابيع. وقد صمد خمسة اشهر.
    في الاونة الاخيرة عاد ليخترق. عسقلان تلقت صواريخ جراد. سديروت تلقت القسام. وفقط بمعجزة لم تقع اصابات في الارواح. ومثلما هو الحال دائما، يطرح سؤال من الذي بدأ ولماذا. ومثلما هو الحال دائما، الجواب كان مركبا: اما الميكروفونات القت كل المحافل في اسرائيل المسؤولية الكاملة على حماس. في الغرف المغلقة تحدث بعضهم بلغة اخرى. تحدثوا عن حماسة زائدة من قادة في الجيش الاسرائيلي وعن تسلل عميق اكثر مما ينبغي لقواتنا الى اراضي القطاع، في ظل خرق قواعد اللعب. حسب هذا التقدير، فان حماس لم تبادر الى النار: ردت على الاعمال الاسرائيلية.
    كيفما دحرجنا قصة الاتفاق مع حماس، فليس هو الحل. حماس يجب ابعادها. السؤال هو اذا كان ممكنا ايجاد جهة مسؤولة تملأ الفراغ الذي تخلفه وراءها.
    الامر الذي يعيدنا الى فكرة المرحلتين او الثلاث مراحل. في المرحلة الاولى يسيطر الجيش الاسرائيلي على غزة. في المرحلة التالية يسلمها الى قوة عربية. في المرحلة الثالثة تسلمها القوة العربية الى جنود السلطة الفلسطينية.
    هذه الفكرة، التي بدت هاذية فقط قبل ستة اشهر، تبدو اليوم اكثر معقولية بعض الشيء. حين يكون جنود السلطة الذين دربهم في الاردن الامريكيون يسيطرون جيدا في جنين، ويصفون بنجاح اعشاش حماس في جنوب جبل الخليل. الاحتمال ليس كبيرا، ولكن البديل، دخول الجيش الاسرائيلي الى غزة من اجل البقاء فيها، اقل سحرا. صبرا، يقول ايهود باراك لزملائه. تذكروا 12 تموز 2006. لا تتحمسوا. لعله هذه المرة محق.
    ------------------------------------------------------


    قسم التقارير والمقالات الاثنين 17/11/2008
    معاريف - مقال – 17/11/2008
    ما العمل مع حماس
    بقلم: عاموس جلبوع
    (المضمون: على اسرائيل ان تحسم بين امكانيتين: تصفية الامارة الاسلامية الخطيرة التي اقيمت في غزة او الاعتراف بها كحقيقة قائمة).
    الموضوع الاهم الذي تقف امامه اسرائيل الان هو التهديد الايراني، ولكن القضية الاكثر الحاحا – الى جانب الازمة الاقتصادية – هي قطاع غزة وحماس. لا أدري اذا كان اتفاق التهدئة يقترب من نهايته، ولكن واضح منذ الان بان في نطاق ارض اسرائيل التاريخية توجد الان ثلاث دول: دولة اسرائيل، التي يرفض العالم العربي وفي اطاره بعض من عرب اسرائيل الاعتراف بها كدولة الشعب اليهودي؛ "الدولة" الفلسطينية المنشقة برئاسة ابو مازن، على الاقل حتى بداية 2009، المتشكلة من عدة كانتونات، مثل رام الله، نابلس، جنين، الخليل وغيرها؛ والى جانبهما "الدولة" الجديدة في غزة برئاسة حماس.
    دولة غزة – حماس آخذة في التبلور في شكل إمارة اسلامية ذات طابع استبدادي قمعي يجسد لشدة المفارقة رؤيا ابو مازن عن دولة يوجد فيها سلطة واحدة، قانون واحد وسلاح واحد. الفارق بينها وبين دولة ابو مازن آخذ في التعمق: حكم مختلفة، اقتصاد منفصل، توقيت آخر وبالطبع ايضا قيم، سياسة ومجتمع مختلفين.
    فترة التهدئة استخدمت جيدا من رجال حماس لتثبيت حكمهم وتعميق سيطرتهم على السكان. وقد فعلوا ذلك من خلال السيطرة الكاملة على كل المؤسسات المدنية ومن خلال جهاز التعليم، وكذا الارهاب الداخلي وتأطير الحركة في الطريق السريع لمئات الانفاق التي أصبحت عنصرا هاما في الاقتصاد الغزي.
    قبل بضعة ايام كنا شهودا على خطوة هامة اخرى في ترسيخ الحكم الحماسي الاسلامي المتطرف: مكتب الشورى والتشريع في حكومة حماس اعلن بانه انهى صياغة قوانين العقوبات وفقا للشريعة الاسلامية في ظل الغاء كل قوانين العقوبات القائمة، بما فيها قوانين مصرية واوامر عسكرية اسرائيلية. وعند اقرار الصيغة الجديدة في البرلمان الحماسي ستنتهج في غزة، مثلما في ايران وفي السعودية، عقوبات الجلد وقطع الاعضاء.
    في المجال العسكري استغلت حماس التهدئة جيدا ولا سيما لاقامة عشرات الكيلو مترات من الانفاق والخنادق للقتال على نمط حزب الله في جنوب لبنان؛ لخزن اكثر من 10 الاف صاروخ جاهزة للاطلاق، بعضها يصل الى مدى اكثر من عشرين كيلو متر؛ للتزود بمئات صواريخ متقدمة مضادة للدبابات؛ لشراء طائرات صغيرة بدون طيار؛ لاعداد عشرات السيارات المفخخة، بما فيها سيارات اسعاف تستخدم لهذا الغرض؛ لاقامة شبكة قنص متقدمة؛ لاقامة كتائب انتحاريين وانتحاريات؛ لبلورة نظريات قتالية ضد الجيش الاسرائيلي وعقد تدريبات لتطبيق هذه النظريات.
    امام اسرائيل تقف امكانيتان للتصدي لهذا الواقع الجديد الناشيء في غزة. واحدة، التحديد بان المصلحة الاسرائيلية لا يمكنها ان تسلم باي شكل بوجود واقع متطرف كهذا في حدودها الجنوبية – على نحو يشبه عدم قدرة اسرائيل على التسليم بتهديد نووي ايراني. الاستنتاج من هذا التحديد يعني التوجه نحو انتهاج استراتيجية اهدافها هي اسقاط الحكم الحماسي وتصفيته بكل الوسائل الممكنة. الامكانية الثانية هي التسليم بحقيقة وجود كيان كهذا، التوصل معه الى هدنة، مثلما جرى بعد حرب الاستقلال، اغلاق الحدود معه بشكل مطلق ولكن السماح له بحدود بحرية مفتوحة ومعبر حر الى مصر.
    لكل واحدة من هاتين الامكانيتين فضائلها وقصوراتها، ولكن الاساس هو ان حكومة اسرائيل ستحسم ما هي الامكانية التي ستختارها. حتى الان امتنعت عن ذلك الحكومة وانشغلت فقط بهوامش الامور، وليس باساسها: كيف يمكن وقف نار القسام، كيف يمكن احباط التسللات، هل نغلق المعابر ام نفتحها، هل نسمح بامداد الوقود ام لا، هي نجتاح هنا او هناك وغيرها وغيرها. كلها افعال واقوال عديمة الغاية المركزية الموجهة.
    كل من يتطلع، او تتطلع، لان يكون رئيس وزراء في اسرائيل لا يمكنه بعد الان ان يتفادى الحسم. عليه أن يكف عن نثر الكلمات عديمة المعنى العملي والتي انطلقت حتى الان وان يعرض للجمهور خياره الاستراتيجي.
    -------------------------------------------------------
    التعديل الأخير تم بواسطة خطاب المقدس; الساعة 17-11-2008, 01:53 PM.

  • #2
    تابع باقي النشرة

    معاريف - مقال – 17/11/2008

    صخور على قبر حزب
    بقلم: يعيل باز- ملميد

    (المضمون: العمل وصل الى نهاية طريقه ليس لانه أنهى دوره التاريخي بل لان باراك فشل في فهم دوره الحالي).

    لا، نزاع موت حزب العمل لم يبدأ مع انتخاب ايهود باراك لرئاسته السنة الماضية. فقد تلقى حزبا في وضع ميؤوس منه. غير أن العلاج الذي منحه له كان مغلوطا تماما، ووضع الحزب ساء فقط. لو كان طبيبا، لكان ممكنا رفع دعوى ضده بسهولة على الاهمال الطبي.
    ولا، انهيار العمل الان لم يأتِ لانه أنهى مهمته التاريخية، كما يدعي الكاتب عاموس عوز. الحزب قد يكون انهى مهمته التاريخي قبل سنوات عديدة، ولكن في شباط 2009 لن يهتم الناخبون بالتاريخ. فهم يتركون العمل لانه لا يؤدي دوره في الحاضر. هنا والان "لا طريق له"، كما درج على القول اليوم الكثيرون ممن لم يكن لهم ابدا طريق.
    العمل، ولا سيما منذ انتخاب باراك، لم يتمكن من صون جمهور ناخبيه المحتملين. زعماؤه لم يفهموا تطلع الجمهور الغفير والمحبط لان يجدوا فيه حزبا يسير امام المعسكر اليساري المعتدل. ليس الوسط. اليسار. صهيوني، سوي العقل، توازن، ولكن يسار. معسكر كبير وواسع، مل تراخي الحكم في التصدي للمستوطنات غير القانونية، وبالاساس لفتيان التلال. جمهور ينتظر ويتوقع محادثات جدية مع ابو مازن والسلطة الفلسطينية، يعلن على الملأ ما قاله ايهود اولمرت، في أنه حان الوقت لاخلاء معظم المناطق وتقسيم القدس؛ جمهور واسع بحث لنفسه عن حركة تمثل ارائه وتقوده ليس مستعدا ان يخدعوه اكثر من ذلك. الكثيرون في هذا الجمهور، بمن فيهم اولئك الذين لا صلة تاريخية لهم بحركة العمل، لا يريدون ان يقرأوا في "هآرتس" عن ان وزير الدفاع صادق مؤخرا فقط على عشرات مخططات البناء في الضفة وصادق على تسويق مئات الشقق في المستوطنات، بعضها شرقي جدار الفصل. هذا هو الجمهور الذي يبحث اليوم، لانعدام البديل، عن بيته في ميرتس وفي حركات يسارية جديدة. وكان يمكن له أن يصوت للعمل لو أنه كان لاحد ما هناك الشجاعة لان يضع على الطاولة خطة سياسية، تتضمن انسحابا، تقسيم القدس، واخلاء بؤر استيطانية. او على الاقل الموافقة على البحث في هذه المواضيع.
    هذا لا يعني أن باراك ليس رجلا شجاعا. سيرته الذاتية مليئة بالافعال التي تتطلب شجاعة، تحليل صحيح للوضع والتصرف بناء على ذلك. ولكن ليس في هذه الحالة.
    فهو لم يفهم بواطن قلب الجمهور الذي يمكن ان يكون جمهوره. ولم يقرأ على نحو سليم خريطة الانتشار السياسي وجر خلف ما اعتقد ان الجمهور يريده. يا له من هدر. بالذات في هذه الايام عندما يكسر الليكود يمينا قدر الامكان، وكديما لا يزال يتحسس طريقه إثر هوية سياسية، كان بوسع باراك ان يجترف كل الصندوق لو فقط ابتعد قليلا عن فؤاد وسمحون وانصت لاصوات عامي ايالون، اوفير بينس، عوزي برعام، شلومو بن عامي وآخرين. بدلا من ذلك، دحرج صخرة ضخمة الى قبر الحزب، بضمانه غير المعقول لمقعد بن اليعيزر، منحه المصادقات لعشرات مخططات البناء في المناطق، ودفع مؤيديه نحو اليأس كي يفهموا بان ليس لهم ما يبحثون عنه هناك بعد الان. والان بات الامر متأخرا. رغم ما يقوله ايتان كابل وبوغي هيرتسوغ، ففي الصيغة الحالية، هذا الحزب منتهي.
    ------------------------------------------------------





    معاريف - مقال – 17/11/2008

    يشمون النصر
    بقلم: بن كاسبيت

    (المضمون: احتفال الليكود أمس كان ينطوي على كل المظاهر التي تدل على ان الليكود يعد نفسه لتسلم الحكم في شباط القادم).

    في مدخل حدائق المعرض نصبت يافطة الكترونية كبيرة تطل على الوافدين الى مركز المعارض. واستقبلت هذه اليافطة اعضاء مركز الليكود ببشرى: "تسيبي لفني، إذ أن هذا جيد للدولة". اليافطة موجودة في مكان عالٍ ولكن اعضاء الليكود لم يتوقفوا عندها. نظروا عبرها، الى مسافة أعلى، أعلى بكثير. فهم ينظرون الى الحكم الان. فقد بات ممكنا الان شمه، او لمسه تقريبا.
    سنتان ونصف السنة في الصحراء السياسية الجافة، بعيدة عن القوة، الابهة والنفوذ، فعلت فعلها. العطش الاكبر تحطم امس باصوات الفرح والبهجة. الطاقات عادت. الكهرباء تتدفق في الهواء. الليكود انبعث من جديد. مع أنه لم ينتصر في الانتخابات بعد الا ان الرفاق احتفلوا مساء أمس بنوع من احتفال النصر.
    كان هناك بالطبع الصارخ الدوري، والمقاطعات، ودائما هناك من يأتي ليصرخ فيخرب الاجواء الاحتفالية، ولكن هكذا هو الحال في الليكود. فضيحة واحتفال في نفس الوقت. بالاجمال حدث حميم، لامع ومتحرر. اللحظة الهاذية احتفظ بها الى النهاية، بعد أن هبطت البالونات الزرقاء – البيضاء من السقف وانحشر كل الرفاق في المنصة لانشاد "هتكفا". حسنا، ليس كل الرفاق، رفيقة واحدة، بالاشقر البلاتيني اللامع حاولت شق طريقها الى الارض العالية، ولكن عبثا. حارسان قويان سدا طريق بنينا روزنبلوم الى الحرية. وهما بالمناسبة جعلا الامور صعبة عليها على طول المساء، حين تجول النواب الكبار، حاولت تجاوز الحراس وفعلت كل شيء كي تحشر نفسها في لحظة ما في صورة ما، ولكنها لم تفلح. وحاولت هي ان تقاتل كاللبؤة في سبيل حقها في أن تنشد الى جانب بيبي وبيني وسلفان والجميع، ولكنها خسرت هذه المرة. هي فقط، وفايغلين وميكي رتسون ايضا بقوا هناك في الاسفل مع الجمهور العادي.
    احد ما استخلص الاستنتاجات هناك فوق. احد ما لم يرغب في أن يصل الرفاق غير المرغوب فيهم لتخريب الحفل. نتنياهو مثلا نظر يمينا ويسارا قبل ان يبدأ بانشاد النشيد الوطني. بحث وعثر على دان مريدور، اجتذبه ليكون الى جانبه، وبيني بيغن ايضا. هذه هي الصورة التي يريدها بيبي. هذه هي الصورة المظفرة. ومع ذلك، فان شيئا ما نضج هناك في مركز الليكود. وجوه اكثر وديه بعض الشيء، اقل توترا. شارون غير موجود، بيبي يلمع وحده في القيادة. لا يوجد هناك من يقاطعه (حاليا) او يصرخ عليه، لا حاجة الى قطع الميكروفونات، يوجد مكان على ما يبدو للجميع. او على الاقل لمعظمهم. مسيرة المنضمين لم تنتهي بعد. نتنياهو يمارس الضغط الكبير على الصحافية آفي رتسون ومدير عام أمفا شلومي بوغل للانضمام للمنافسة في المحافظات. وفي هذه الاثناء النواب الحاليين، اولئك الذين جروا الحزب المضروب في السنوات الاخيرة في الكنيست، ينظرون بعيون تعبة الى النجوم الجديدة. سكاكين؟ لا توجد بعد. السكاكين محفوظة تحت البدلات الجديدة واللامعة، التي خيطت خصيصا.
    هكذا هو الحال عندما يشم الناس رائحة الحكم. النوازع حبيسة عميقا في الوجوه، يمكن تشخيصها في الفوارق الصغيرة، في الايماءات الطفيفة، في النظران الخاطفة. وكان هناك أمس الكثير من هذه، مشوقة مثلا المعركة بين سلفان شالوم وبيني بيغن. من يأتي قبل من. ناهيك عن مريدور، وكيف ستترتب النجوم الشابة، اردان وساعر، ممن حافظا على الجمرة، مع النجوم الجديدة ممن جاءوا لتوهم.
    سيكون بهيجا في الانتخابات التمهيدية، بل وبهيجا اكثر في الكنيست القادمة. قوائم التصفية جاهزة منذ الان، ولكن في هذه الاثناء كلهم معا، خلف بننيامين نتنياهو، متحدين مثلما لم يكونوا ابدا، او منذ زمن ما، يتلفظون باسم تسيبي لفني بغضب مقدس ويعدون الدقائق حتى شباط. في حمية المعركة، هناك ايضا بين الحين والاخر مخطئون ومضللون. وبيني بيغن بالذات من النزيهين الذين كانوا هنا، ادعى في خطابه بان "في الـ 15 سنة الاخيرة اجرت حكومات العمل وكديما تجربتين سياسيتين غير ناجحتين: "اوسلو وفك الارتباط". وبالفعل، يا سيد بيغن، ان يكون عقد من فك الارتباط الشخصي احدث لك مشكلة ذاكرة، ولكن فك الارتباط لا يعود الى حكومة كديما، بل الى حكومة الليكود. شارون اقام كديما فقط بعد أن نفذ فك الارتباط، تحت حكومته، كرئيس الليكود. ومعظم الاشخاص الذين انشدوا معك هتكفا امس يا سيد بيغن على المنصة صوتوا الى جانب فك الارتباط في الحكومة، وفي الكنيست ايضا. ولكن من يحاسب.
    -------------------------------------------------------


    معاريف - مقال – 17/11/2008

    في صالح التثاؤب
    بقلم: كوبي نيف

    (المضمون المحظور حصوله هو ان يتصرف ضابط كبير في سلاح الجو بشكل هاذِ لدرجة تقديم جندي تثاءب الى المحاكمة سواء عن عمد او عن غير عمد في اثناء خطابه عن اسحق رابين ويحكم عليه بالحبس بثلاثة اسابيع. يحيا التثاؤب، فليسقط الغباء).

    حسب بعض الصحف ومواقع الانترنت حكم الاسبوع الماضي على جندي في سلاح الجو بالحبس لمدة 21 يوما على التثاؤب في احتفال عقد في قاعدته لذكرى رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين. صحيح أن قانون القضاء العسكري يسمح في واقع الامر بتقديم الجنود الى المحاكمة على كل شيء، فعلوه او لم يفعلوه، الا ان تقديم انسان الى المحاكمة على التثاؤب بل وعلى الحكم عليه لثلاثة اسابيع في الحبس؟ ألم يتشوش هنا ان لم نقل فقد صوابه احد ما؟
    ناطقون مختلفون ومتنوعون بلسان سلطات الجيش عقبوا بان الجندي موضع الحديث قدم الى المحاكمة ليس لانه مجرد تثاءب كانسان عادي تعب او اضناه العمل، بل لانه تثاءب "عن عمد". وذلك ليس فقط على ما يبدو، بل على يقين تماما إذ ان آنف الذكر ادين في حكمه، كي يحتج، هكذا تدعي المحافل العسكرية العليمة، على مجرد وجود الاحتفال بذكرى رابين بل وربما على ذكرى رابين نفسه.
    وكيف يعرف المتحدثون بان الجندي تثاءب "عن عمد"؟ هل اعترف المشبوه بالتثاؤب بذلك عند التحقيق معه؟ هل قال موضوع الحديث شيئا من هذا القبيل لزملائه لابسي البزات قبل الاحتفال، في اثنائه او بعده؟ ام ربما اعترف المتهم بالتثاؤب في اثناء محاكمته بان تثاؤبه كان عن عمد وليس مجرد عن عمد بل احتجاجا على ذكرى رابين؟ الجواب الرسمي العسكري على هذا السؤال هو ان من الواضح ان الجندي تثاءب عن عمد كونه "لم يغطِ فمه بيده". إذ برأي خبراء التثاؤب والشهقة والاهة العسكريين، الانسان الذي يتثاءب عن غير عمد يغطي فمه بيده، اما من يتثاءب عن عمد فلا يغطي فمه بيده، يعني انه يريد ان يري الجميع بانه يتثاءب، لان ذكرى رابين تبعث فيه الملل.
    لحظة، وربما هذا الجندي لم يغطِ فمه بيده لمجرد انه غير مؤدب او لان في طائفته هذا الامر عادي؟ وبشكل عام ربما لم يتثاءب، لا عن عمد ولا عن غير عمد، لا احتجاجا ولا لغير الاحتجاج على ذكرى رابين بل لان خطاب قائد القاعدة كان مليئا بالكليشيهات ويبعث على الملل حتى الموت؟
    هل يمكن بالتالي لقائد القاعدة بعظمته، ان يحكم الجندي بثلاثة اسابيع سجن على تثاؤب في خطابه الباعث على الملل؟
    المهم ايها القادة العسكريون المحترمون اننا لا نعيش تحت نظام الكنيسة الكاثوليكية او الاتحاد السوفييتي الستاليني، ومع كل الاحترام لرابين، ومع أنه قتل ولم يمت طبيعيا، فلا يزال هذا لا يجعله قديسا. وعليه فمسموح لكل شخص والجندي هو شخص أيضا، ان يعارض افعال واقوال اسحق رابين كلها أو بعضها، ان يحتج عليها بل وان يتثاءب ضدها، او معها، او مجرد يتثاءب.
    المحظور حصوله هو ان يتصرف ضابط كبير في سلاح الجو بشكل هاذِ لدرجة تقديم جندي تثاءب الى المحاكمة سواء عن عمد او عن غير عمد في اثناء خطابه عن اسحق رابين ويحكم عليه بالحبس بثلاثة اسابيع. يحيا التثاؤب،‍ فليسقط الغباء‍.
    -------------------------------------------------------

    هآرتس – مقال – 17/11/2008
    هناك منطق في الحصار:
    تعزيز قوة حماس
    بقلم: عميره هاس
    مراسلة الصحيفة للشؤون الفلسطينية
    (المضمون: سياسة الحصار تعزيز لقوة حماس وحكمها في القطاع رغم مساوئه).
    لا لن ننجر لاجراء حساب حول عدد أطنان الارز والقمح واليت الموجودة في قطاع غزة بعد عشرة ايام من اغلاق اسرائيل لكل منافذه، ولن نحصي عدد الاولاد الذين ينتظرون وجبات الاعانة في مدارس "الاونروا" وعدد العائلات التي تقوم حماس بوضع طرود الغذاء عند بواباتها (هناك من يقسم انها توضع عند ابواب أتباع حماس فقط)، ولن نحصي عدد المحتاجين الذين يعتمدون على أقاربهم حتى يواصلوا عيشهم، لان الطعام موجود وسيبقى في القطاع. هل هناك من اعتقد بالفعل ان اسرائيل، دولة اليهود، ستسمح بوقوع مليون ونصف انسان فريسة للجوع وراء الجدران الغزاوية؟.
    لندع حكايات الظلام وكيفية قيام اطفال غزة بتحضير وظائفهم البيتية على ضوء الشموع أو الغاز المشتعل، ولا داعي حتى للخوض في المخاطر التي تحدق بالبيئة والمياه الجوفية والبحر وسكان غزة وعسقلان على حد سواء، النابعة مباشرة من النقص المخطط في الوقود أو لعدم سماح اسرائيل بادخال الانابيب لرفع مستوى البنية التحتية المائية والمجاري. لن نصف الان كيف تحول مياه المجاري والصرف الى البحر مباشرة لعدم وجود كهرباء لتشغيل منشأة تنقية المياه، ولن نحدثكم هنا عن الخوف من طوفان مياه المجاري في الاحياء السكنية لعدم إدخال قطع غيار لاجهزة تنقية المياه.
    يجب استبدال الحديث عن الفلسطينيين وطرق مقاومتهم للحصار بالنقاش حول الاسرائيليين – الحديث عن صناع القرار والمنفذون الكثيرون والمواطنون المؤيدون. بدلا من الخوض في كميات السولار والقمح يجب الحدث حول منطق الحصار ومنطق اولئك الذين يقفون من ورائه.
    في حكومة اسرائيل وفي وزارة الدفاع و"الشباك" يجلس اشخاص يعرفون جيدا ما الذي يفعلونه عندما يمنعون نقل أي شيء غير الاغذية الحيوية والادوية عبر الحواجز، وعندما يمنعون مرور الناس الى اعمالهم ومدارسهم وقضاء احتياجاتهم الصحية والأسرية، لا تستخفون بهم وبمنطقهم، هم عرفوا جيدا ان الصناعة ستنهار وان الزراعة ستموت وان عشرات آلاف الشباب سينضمون الى دائرة البطالة واليأس وان المدارس ستجد صعوبة في أداء دورها وأن المستوى التعليمي سيتضرر وأن المجاري ستفيض وتنفد الى مياه الشرب وأن المياه لن تتمكن من الوصول الى الاماكن العالية. هم عرفوا كل ذلك عندما فرضوا حصارهم في عام 1991.
    بصورة شبه رسمية قالوا للجمهور الاسرائيلي ان هذه السياسة هي عقوبة مبررة (وليذهب القانون الدولي الى الجحيم) لان الفلسطينيين انتخبوا حماس. وفي نفس السياق نحن نعرف ان التوقع باضعاف قوة حماس في نظر الناس نتيجة للحصار وسقوط حكومتها (بعد ان فقدت سيطرتها الرسمية في الضفة) هو بالتأكيد الأمل المعلق على حكومة رام الله.
    للناس في غزة شكاوى كثيرة ومحقة ضد حكم حماس. هذا الحكم قد برهن عن نفسه – خصوصا لاعضاء فتح – كحكم قمعي ومخيف. ولكن أتباع تكتيك العقاب هو ما يعزز قوة حماس بالتحديد. بدلا من ان يحكم الناس على حماس من خلال قدرتها على ادارة الحكومة والالتزام بوعودها – كحكومة – والحرص على رفاه السكان، يتيح الحصار لها اسقاط كل مظاهر عدم النضج والضعف المهني على حالة الطوارىء التي تمخض عنها الحصار.
    الجمهور يشعر بأن الحكومة هي جزء منه وانها هدف لقسوة الاحتلال. الحصار الشديد يخلص حماس ايضا من مواجهة التناقض القائم بين برنامجها (تحرير فلسطين) وبين انخراطها في مؤسسات اوسلو (رغم نفيها لذلك). اذا كان الرضع يموتون بسبب الاحتلال وأصحاب المتاجر يفلسون رغم ان بعضهم من انصار اوسلو وعرفات، فبامكان حكم حماس ان يظهر نفسه كمقاوم للاحتلال بسبب جوهره. الظروف الاستثنائية التي تمخض عنها الحصار المتطرف وعزل الضفة عن غزة (هذه ايضا سياسة اسرائيلية منهجية) أبعدت جدا امكانية اجراء انتخابات عامة جديدة. وهكذا يمكن لحماس في القطاع ان ترسخ حكمها: من خلال الاكراه والرواتب والصدقات وقوة الدين المعزية.
    ------------------------------------------------------

    هآرتس – مقال – 17/11/2008
    حماس تنتظر نتنياهو
    بقلم: عكيفا الدار
    مراسل سياسي في الصحيفة
    (المضمون: حماس ستكون مسرورة لعودة نتنياهو لانه سيسقط حكم أبو مازن بالنيابة عنها).
    التقارير التي توردها الصحافة في الاونة الاخيرة تفيد ان الفريق متقاعد موشيه (بوغي) يعلون يجري في هذه الايام اتصالات مع بنيامين نتنياهو حول شروط انضمامه لفريقه. أرشيف "هآرتس" من ايار 1996 يشير الى ان اللواء يعلون وخز نتنياهو في مناطق حساسة جدا خلال المنافسة مع شمعون بيرس على رئاسة الوزراء. قال في ذلك الحين باعتباره رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ان ايران تشجع التنظيمات الارهابية لتزيد من نشاطاتها حتى تتسبب في فوز الليكود في الانتخابات. نتنياهو رد عليه بالقول: "اذا كانت ايران والتنظيمات الارهابية يتطلعون الى وقف العملية السلمية من خلال الارهاب فسيمنون بالفشل لان حكومة الليكود تنوي مواصلة العملية السلمية على طريقتها".
    الليكود انتصر في الانتخابات، ورغم الوعود كانت الطريقة التي دفع نتنياهو (القديم ومن جاءوا بعده) بها العملية السلمية مع الفلسطينيين (ومع السوريين)، سببا لارتياح ايران وشركائها وعلى رأسهم حماس.
    الان يقترح نتنياهو (الجديد) طريقة محسنة وتدعى "السلام الاقتصادي". سيد الخصخصة يعدنا بالهدوء على الارض اذا وصل النمو الاقتصادي في السلطة الى 10 في المائة في السنة، ويلمس التغيير بسرعة. نتنياهو سيتفاوض مع الفلسطينيين حول بناء المجتمع المدني بدلا من الحديث حول جبل الهيكل (الحرم) والحدود واللاجئين.
    في يوم الاربعاء الماضي كتب ألوف بن هنا ان نتنياهو قد تمكن من اثارة اهتمام براك اوباما بأفكاره خلال لقائهما في هذا العام في القدس. هو قال للضيف الامريكي ان من الافضل الحديث حول الوظائف والعمل بجانب المدن الفلسطينية وبناء مشاريع تحرك الاقتصاد في المناطق بدلا من خوض النقاش حول الحواجز، مصر والاردن حسب اعتقاده ستنضمان لهذه المساعي بالتأكيد.
    حماس ترحب بعودة نتنياهو وفقا لكل المؤشرات. رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، قال في مقابلة مع صحيفة "العربي اليوم" والتي نشرت ايضا في موقع الاخوان المسلمين "لملتقى" ان الاردن قام بالتحاور مع تنظيمه على خلفية اربعة تطورات في المنطقة: الخارطة الجديدة في الساحة الفلسطينية إثر فوز حماس وترسيخ مواقعها والطريق المسدود الذي وصلت اليه مفاوضات التسوية الدائمة والانعطاف اليميني في السياسة الاسرائيلية (الذي يشكل تهديدا للاردن) وفقدان المصداقية الامريكية في المنطقة.
    فكرة استبدال المفاوضات لحل الصراع بوسائل لادارة هذا الصراع ملائمة لحماس مثل القفاز لليد الناسفة. "السلام الاقتصادي" الذي يؤدي الى تحسين الحياة اليومية يسمى عندهم "تهدئة". رئيس وزراء حكومة حماس سيكون سعيدا اذا وقع مع نتنياهو على اتفاق تهدئة جديد والالقاء بخريطة الطريق في سلة القمامة مع بيان أنابوليس وخرائط اهود اولمرت. حماس لا تكترث حتى اذا أقام نتنياهو مستوطنات جديدة، بل على العكس كلما زاد عدد اليهود في الضفة الغربية سيقل خطر بقاء اسرائيل الكاملة كدولة يهودية وتزداد احتمالية تحولها الى دولة ثنائية القومية والى فلسطين الكاملة في قادم الايام.
    الصحفي الفلسطيني المخضرم هاني المصري قال قبل اسبوع في لقاء مع الاسرائيليين بسخرية ظاهرة انه اذا كان الاصلاح الاقتصادي والديمقراطي والامني ممكنا في ظل الاحتلال فلا مانع من بقائه. المصري حلل عبر صحيفة "الايام" اسباب فشل محادثات المصالحة بين فتح وحماس بوساطة مصر: حماس على حد قوله التي لن تنجح في انهاء حكم محمود عباس مع انتهاء ولايته في كانون الثاني 2009 قررت انتظار ولاية نتنياهو الثانية في شباط 2009، فلا داعي لان تدفع ثمنا باهظا مثل الاعتراف باسرائيل في الوقت الذي سيقوم فيه نتنياهو بارسال أبو مازن لشرب مياه بحر الموت بعد عدة اشهر.
    رد اوباما على افكار "السلام الاقتصادي" التي يطرحها نتنياهو ليس معروفا بعد. يحدونا الامل بأن يذكر الرئيس الامريكي الاسود الاول الاسرائيليين بمصير البانتوستانات في جنوب افريقيا العنصرية. من المهم ان يقول اوباما ذلك قبل فتح الصناديق في القدس المفسخة، وان يكشف النقاب عن خطته السلمية حتى لا تصدح أبواق العاصمة زيادة عن اللزوم.
    ------------------------------------------------------

    هآرتس - مقال - 17/11/2008
    عندما يكون كل شيء محظورا يصبح كل شيء مباحا
    بقلم: نداف شرغاي
    (المضمون: عندما تمنع الحكومة كل شيء عن المستوطنين يصبح كل شيء مباحا في نظرهم).
    ليس من السهل تذكر موعد المرة الاخيرة التي زار فيها وزير الدفاع اهود باراك المستوطنات ومتى جلس وجها لوجه مع معلمة روضة اطفال أو مدرس أو طفل أو رئيس مجلس أو سكرتير مستوطنة. لا أحد يذكر متى رغب بصورة حقيقية وصادقة ان يعرف ما الذي يحدث هناك.
    اذا كلف باراك نفسه وتوجه الى تلك البقعة من العالم حيث يعيش 300 اسرائيلي سيجد مئات رياض الاطفال والحضانات والمدارس المليئة بالتلاميذ وآلاف الشبان ومئات الازواج الشابة الباحثة عن مأوى بجانب العائلة، الا انهم يضطرون لمغادرة المستوطنات بسبب عدم توفر المساكن.
    يهودا والسامرة لم تشهد أياما كهذه. الجمود مطلق تقريبا. اغلاق شرفة في بيت العائلة يستوجب اجتياز خمس مراحل وآخرها توقيع وزير الدفاع. حتى عندما يتعلق الامر باقامة عيادة أو مؤسسة تعليمية أو ناد للشباب أو مؤسسة جماهيرية توصد الابواب في وجه المبادرين وتنقبض اليد أمامهم. مع ان وزير الدفاع قام في الاونة الاخيرة باطلاق يده قليلا خصوصا في مجال "الكتل الاستيطانية" (التي ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية وفقا للخطة بعد التسوية الدائمة)، بل وكان سخيا بدرجة كافية للمصادقة على اقامة مقبرة في معاليه ادوميم ("هآرتس" 14/11) الا ان ذلك كان مهزلة وسخرية من الحياة.
    عندما يكون كل شيء محظورا – قال شخص ذكي ذات مرة – يصبح كل شيء مباحا. ما أريد قوله هو: عندما لا يمكن وضع كرافان ليستخدم كمرحاض لمدرسة من دون الحصول على إذن قائد المنطقة الوسطى أو عندما تقوم السلطات بهدم كل زاوية للحيوانات أقامها الاطفال حتى تزيل التهديد الخطير لسلطة القانون – لا يمكن لأحد ان ينظر بجدية الى تلك السلطات ويصبح كل شيء في مجال البناء مباحا ومستباحا.
    بهذه الطريقة تطورت في السنوات الاخيرة "بجانب البيت"، أي صناعة الاماكن السكنية. يقومون في الساحة الخلفية بانتاج الجدران التي تتحول بعد ذلك الى بيت غير شرعي. وبهذه الطريقة تنتصب أحياء كاملة من دون تراخيص، وبذلك ايضا يقابلون ممثلي السلطات بالغضب المشوب بالكراهية في تلك الاماكن التي جمد فيها البناء والعمران، وبنفس الطريقة بالضبط التي يقابلون فيها في التجمعات العربية والبدوية فهناك ايضا كما نعلم: أصبح كل شيء مباحا عندما حظر عليهم.
    المستوطنات مكتظة والنمو الطبيعي مثير للاعجاب، اكثر من 5 في المائة سنويا، وهي ضعف النسبة في اغلبية مناطق البلاد، ثلثين من التكاثر الطبيعي، حتى صيغة "التكاثر الطبيعي" التي تمت صياغتها في بداية عهد شارون زالت كأنها لم تكن.
    عندما تتبع حكومة اسرائيل سياسة "الكتاب الابيض" في ارجاء يهودا والسامرة يتوجب التحدث عن آثار تتجاوز بكثير التزام اسرائيل بتعهداتها الدولية أم لا. جمهور آخذ في التزايد خصوصا بين الشبان يضطر للرحيل عن المستوطنات، وهذا نوع من الترحيل الجماعي الهادىء. لو كان الخيار بأيديهم لظلوا هناك. المرارة والمهانة ستترك أثرها عليهم: اذا لم يكن اليوم فغدا.
    الكثيرون منهم يتطوعون بجموعهم للجيش الاسرائيلي، بل ويدخلون للوحدات القتالية المختارة. آخرون يخدمون في اماكن مثل يروحام وسديروت والرملة واللد ويسهمون بقسطهم من خلال أطر اجتماعية وتوراتية. هؤلاء واولئك لا يملكون مكانا يقيمون فيه أسرة ويعودون اليه. هم ليسوا المطرودين من غوش قطيف أو "الذين يقطعون صلتهم" بالجبال، ولكن من يعتقد ان هذا الابعاد القسري الناجم عن التجفيف والتجميد لا يترك آثاره وبصماته عليهم – مخطيء.
    الدولة تبعد عن نفسها شريحة اخرى من الجمهور الذي يميل بصورة طبيعية لربط مصيره بمصيرها والاسهام بكل ما يمكنه من اجلها.
    من الصعب اذا ان نقرر اذا كان علينا ان نبكي أم نضحك، عندما نرى التأثر الذي اصاب اليسار وأبواقه إثر ما يسمى "وثيقة باراك للمستوطنات"، باراك سمح بـ 400 وحدة سكنية في المستوطنات، يا للسماء. اذا كان هناك سبب حقيقي للانفعال فهو يكمن في القدر القليل الذي سمح به في الوقت الذي يضطر فيه آلاف الشبان لمغادرة المستوطنات سنويا بسبب تجفيف التكاثر والنمو هناك.
    -----------------------انتهت النشرة ------------------------
    التعديل الأخير تم بواسطة خطاب المقدس; الساعة 17-11-2008, 01:59 PM.

    تعليق


    • #3
      حياك الله اخي خطاب المقدس على هالمجهود وان شاء الله تترجم لنا المواقع العبرية ولكن بشكل حصريا وكل تطور ميداني تكون موجود
      ياآآآآآآآآرب نصرك

      تعليق

      يعمل...
      X