ترجمة الصحف الإسرائيلية الاثنين 17/11/2008
قسم الأخبــــار الخبر الرئيس – الجيش الاسرائيلي – هآرتس – من آفي يسسخروف وآخرين:
مسؤولين في هيئة الاركان ضد "حماسة وزراء يدعون الى احتلال القطاع"../ لجان المقاومة الشعبية: التهدئة انتهت. لن نكتفي بنار القسام وقذائف الهاون على النقب../
الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد قال أمس ان فترة التهدئة مع اسرائيل انتهت في اعقاب قتل اربعة من رجال المنظمة أمس. وقال ان منظمته لن تكتفي باطلاق صواريخ القسام او قذائف الهاون ملمحا باستئناف العمليات الانتحارية ضد اسرائيل.
وصباح أمس اطلق صاروخان على ارض مفتوحة في النقب الغربي. لم تقع اصابات. وبعد وقت قصير من ذلك شخصت طائرة صغيرة بدون طيار من سلاح الجو اربعة فلسطينيين يعبئون وسيلة اطلاق صواريخ في حي الشجاعية شرقي غزة. أداة الطيران الاسرائيلية اطلقت عليهم صاروخا فقتلتهم. في ساعات ما بعد الظهر اطلق الفلسطينيون صاروخا نحو وسط سديروت. واصيب احد سكان المدينة بجراح طفيفة فيما اصيب اربعة آخرون بالهلع، وتعرضت عدة منازل للضرر. وبسبب التصعيد، ستبقى اليوم ايضا المعابر الى القطاع مغلقة.
كل المنظمات الفلسطينية في غزة ردت امس على مقتل رجال المقاومة الشعبية. وحسب الناطق بلسان المنظمة ابو مجاهد فان على كل منظمات المقاومة ان تستعد لرد شديد ضد اسرائيل والتصدي لجرائمها. كما أن الناطقين بلسان منظمة الجهاد الاسلامي قالوا ان على الفلسطينيين ان يعيدوا النظر في وقف النار مع اسرائيل "كونه لا يخدم شعبنا". اما حماس فحبذت أن تكون اكثر حذرا ولكنها قالت ايضا ان التهدئة تدرس وينظر فيها في اعقاب هذه الاحداث. احد الناطقين بلسان المنظمة في القطاع اسماعيل رضوان قال في حديث مع "هآرتس" ان كل الفصائل الفلسطينية تدرس الان من جديد التهدئة وفي الفترة القريبة القادمة ستقرر موقفها بالنسبة اليها".
وبالمقابل، فان رئيس الوزراء اسماعيل هنية قال أمس ان المسؤولية عن تحطيم التهدئة والتصعيد في جنوب البلاد ملقاة بكاملها على منظمات الارهاب في غزة. وقال اولمرت في بداية جلسة الحكومة "هذا ليس سرا اننا لم نسر بفرح نحو التهدئة. ولكننا أوفينا بالتفاهمات بشكل لا لبس فيه". وحسب اولمرت فقد وجه رؤساء جهاز الامن لان يقدموا خطط عمل ضد حكم حماس في غزة واضاف اننا "لن نحتمل شارة السعر التي تحاول منظمات الارهاب تحديدها. سنضرب كل من يحاول خرق التهدئة".
ولكن، في الجيش الاسرائيلي فوجئوا في الايام الاخيرة من النشر بان اولمرت أمر رئيس الاركان غابي اشكنازي "لاعداد خطط لحملة في غزة". وقال ضابط كبار انه "يمكن الرد على ذلك ما سبق أن كنا في فترات التصعيد السابقة. فاي خطط يقصدها رئيس الوزراء؟ أتلك التي عرضناها قبل اسبوعين ام تلك التي رآها قبل شهر؟ كل الخطط العملياتية بالنسبة للقطاع عرضت على الحكومة والمجلس الوزاري قبل وقت طويل".
وحذر الضباط الكبار من "حماسة زائدة" لكبار المسؤولين الاسرائيليين وادعوا بان هذه تسرع تصعيدا في سلوك حماس. وكانوا يقصدون اساسا تصريحات الوزير حاييم رامون، الذي قال في نهاية الاسبوع ان السياسة الاسرائيلية في غزة تلحق ضررا جسيما، وندد بـ "الشلل" الذي يفرضه وزير الدفاع ايهود باراك وحذر من ثمن باهظ ستدفعه اسرائيل على التجلد في غزة.
باراك، ومثله رئيس الاركان غابي اشكنازي، يتحفظ في هذه المرحلة من عملية واسعة في القطاع وان كان يبدو أن اشكنازي سيؤيد الانتقال الى سياسة عمل اكثر هجومية بقليل اذا ما استمرت نار الصواريخ. في مكتب باراك اخذوا الانطباع أمس بان حماس تحاول الان كبح جماح النار، وذلك ايضا بسبب الضغط الذي تمارسه عليها مصر للعودة لاحترام وقف النار. "ما الملح للوزراء للعودة الى غزة؟"، تساءلوا في محيط وزير الدفاع. "للناس ذاكرة قصيرة. فقد نسوا صور الجنود الجاثمين على ركبهم في محور فيلادلفيا لجمع اشلاء رفاقهم. من يتحدث عن حملة كبيرة في غزة ينسى أنها تنطوي على بقاء لاشهر في القطاع". وزير الدفاع نفسه قال أمس: "انا لا اقترح على احد الاسف على اي شهر مر كان فيها تهدئة. اذا اختار الطرف الاخر التهدئة فسيتعين علينا نحن ان ننظر فيها بجدية".
معاريف – من يرون ساسون وآخرين:
مصدر أمني: التهدئة ستعود في غضون عدة ايام../
بعد يوم من الهدوء النسبي أطلق الفلسطينيون صباح أمس صاروخي قسام نحو غلاف غزة. بعد ساعة من ذلك صفى الجيش الاسرائيلي أربعة مخربين كانوا يستعدون لتنفيذ نار قسام. بعد ثماني ساعات من ذلك اصاب صاروخ ساحة بيت في سديروت حطم الصمت في المنطقة. ومع أن حماس اعلنت بان التهدئة مستمرة حاليا، الا ان الاعمال المتبادلة تترك السكان غير بعيد عن المجال المحصن.
وبدأت الحكومة أمس جلستها في بحث في التصعيد في غزة. "لسنا متحمسين للمعركة، ولكن في هذه اللحظة التهدئة تعمل ضد امن اسرائيل"، قال رئيس الوزراء ايهود اولمرت واضاف بان "وجهت رؤساء جهاز الامن لان يعرضوا عليّ اقتراحاتهم من أجل بلورة خطة عمل مرتبة تطرح على المصادقة عند الحاجة. وبالمقابل، قال وزير الدفاع ايهود باراك ان على اسرائيل أن تتصرف باقصى درجات ضبط النفس ومواصلة التهدئة. "لا اقترح على احد الاسف على اي شهر مر عندما كانت هناك تهدئة". في مكتب وزير الدفاع يقدرون بان الهدوء سيعود الى المنطقة في الايام القريبة القادمة وذلك لان لحماس مصلحة في الحفاظ على اتفاق التهدئة. نائب وزير الدفاع متان فيلنائي، الذي زار امس عسقلان التقى تلاميذ الصفوف الثانوية وقال لهم ان "حماس تعرف بانه عندما نقرر العمل ستكون الضربة شديدة. ولكننا سندفع نحن ايضا ثمنا، وعليه يجب معرفة متى نقوم بالخطوة".
الصاروخ الذي اطلق في ساعات ما بعد الظهر اصاب ساحة في بيت قيد البناء وحطم حجرة كلب. اصيب شخص واحد بجراح طفيفة وعولج في المكان، فيما اصيب عدد من السكان بالهلع. "هذا ببساطة وضع فظيع، "الى ان انتعشنا قليلا، نجد ان الامر يعود"، روت صاحبة البيت، تسفيا ترجمان. وهي لا تثق بان تتواصل التهدئة، في هذه الايام تستكمل بناء الغرفة الامنة في بيتها.
والى ذلك، بعث خمسة من رؤساء السلطات المحلية في غلاف غزة أمس برسالة عاجلة الى رئيس الوزراء ايهود اولمرت يطالبونه فيها بلقائهم فورا في منطقتهم وليس في مكتبه في القدس. وكتب رؤساء السلطات يقولون: "من المهم ان ترى الوضع بام عينيك، بما في ذلك جولة في البلدات التي بقيت دون رد تحصيني". ومن مكتب ايهود اولمرت جاء ان الرسالة وصلت ورئيس الوزراء سيرد على الملتمسين.
ايران – يديعوت – من ايتمار آيخنر:
لفني تلتقي المسؤول عن العقوبات ضد ايران../
الموظف الامريكي المسؤول عن العقوبات الاقتصادية ضد ايران هبط امس في اسرائيل والتقى مع قيادة الموساد ومع وزيرة الخارجية تسيبي لفني.
في اطار منصبه الخاص في الادارة الامريكية مسؤول استيورت ليفي، نائب وزير المالية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية، عن ضرب قنوات التمويل لمنظمات الارهاب والدول التي تنتج وتصدر اسلحة الدمار الشامل. ووصل ليفي الى اسرائيل في زيارة متدنية التغطية الاعلامية، لتنسيق تشديد الضغط على ايران حتى في المرحلة الانتقالية – الى أن يتسلم براك اوباما مهام منصبه في البيت الابيض. والهدف: عدم تضييع وقت باهظ الثمن يسمح لايران بالتقدم في البرنامج النووي. زياراته هنا في الغالب لا تحظى بالنشر، وذلك ضمن امور اخرى لعدم التظاهر في أن اسرائيل تقف خلف الصراع العالمي الذي يديره العالم ضد الاقتصاد الايراني.
في لقاءاته مع الموساد عرضت عليه معلومات عن الجوانب المالية للبرنامج النووي الايراني. وقد التقى بلفني في اطار مساعي وزيرة الخارجية لتشديد، حتى في نهايات ولاية الرئيس بوش، العقوبات ضد طهران. وسمع من محادثيه افكارا جديدة لمنع استثمارات دولية في ايران وتجنيد القطاع التجاري العالمي ضد دولة آيات الله. وهكذا بحثت الشكوك القائمة في المقاطعة الاقتصادية لطهران وممارسة الضغط على الدول كي لا توقع على صفقات مع ايران. وسمعت لفني من ليفي عن الامريكيين يعملون ايضا مع روسيا والصين اللتين تعارضان بحزم تشديد العقوبات – كي توافقا على رفع مستواها.
المستوطنون – معاريف – من روعي شارون وآخرين:
المستوطنون مستعدون للمعركة../
فور حسم محكمة العدل العليا أمس بان على المستوطنين اخلاء "بيت النزاع" في الخليل، حتى حسم موضوع الملكية عليه، انعقد حاخامون في منزل حاخام مستوطنة كريات اربع دوف ليئور لتخطيط الكفاح.
النبرات في اللقاء اشارت الى نية المقاومة بشدة خطوة الاخلاء والامتناع عن اي اتفاق مسبق مع قادة الجيش. وقالوا هناك: "اذا كانت محكمة العدل العليا تريد الصدام، فستلقى الصدام".
ولكن في جهاز الامن بالذات يقدرون بان المبنى سيخلى في نهاية المطاف طواعية منعا للاصابات. وقضت محكمة العدل العليا امس في الرد على التماس المستوطنين ضد قرار الدولة اخلاءهم، ان الشكل الذي سيطر فيه المستوطنون على المبنى لم يكن قانونيا، حتى وان كانت لهم عليه حقوق – الموضوع الذي لا يزال قائما في قيد الاستيضاح في المحاكم. القضاة، الرئيسة دوريت بينش، آييلا بروكتشيا وسليم جبران، قضوا بانه الى ان يتخذ الحسم في مسألة الحقوق على المبنى يجب اعادة الوضع على الارض الى سابق عهده، الى ايدي المقيم في الخليل فايز الرجبي – الذي يحتمل أن يكون لا يزال صاحب الحقوق في المبنى. ولكن في اثناء البحث أعرب المستوطنون عن الموافقة على اخلاء المبنى اذا ما نقلت الحيازة عليه بشكل مؤقت الى الدولة. وحسب هذه الموافقة، قرر القضاة بانه سيكون للمستوطنين ثلاثة ايام للاخلاء الطوعي، اغلاق ابواب المُلك وعدم السماح لاحد بالدخول.
ولكن، كما اسلفنا، رغم موافقة المستوطنين في البحث في المحكمة العليا، اجتمع أمس قياداتهم للبحث في سبل العمل، ويبدو أنهم سيرفضون الاخلاء الطوعي. "في صدوم كان هناك قضاة ولكن هذه تبقى هي قوانين صدوم وهكذا ايضا اليوم في دولة اسرائيل"، كان هناك من قال امس في الخليل. الحاخام عوزي شرباف، من قادة المستوطنين في الخليل واحد نزلاء البيت قال ان "دولة اسرائيل هي المكان الوحيد في العالم الذي يشتري فيه يهودي بيت حسب الدين والقانون ودولة اسرائيل لاعتبارات عنصرية ترغب في اخراجه منه. لن يبعدنا احد من هنا. لن يجرؤ احد على اخراجنا من هنا".
أما في جهاز الامن بالذات فيعتقدون بان الاخلاء سيتم بسلام، ولكنه لن ينفذ في وقته. "قضية الاسبوع القريب ستكون قضية "حياة سارة" التي اشترى فيها ابراهيم مغارة الماكفيلا من عفرون الحتي، رجل الخليل، مقابل 400 شيكل. وهذا موعد غير صحيح للاخلاء"، قال مصدر في قيادة المنطقة الوسطى، "احتراما لهذا السبت سيصل ضيوف من كل البلاد كجزء من تقاليد عديدة السنين. وعليه لا يبدو، اذا لم يخلِ المواطنون بيت النزاع، ان تخرج الخطة الى حيز التنفيذ في موعدها".
الساحة السياسية – يديعوت – من يوفال كارني:
في الليكود يكسرون نحو الوسط ../
قبل ثلاث سنوات نجحوا في الليكود في ملء قاعة صغيرة في مركز المعارض. اما أمس فقد استيقظ مركز الحزب الى الحياة، ومئات عديدة من اعضاء الليكود ملأوا جناح 10 في حدائق المعارض في تل أبيب. اللون الاحمر عاد الى الخدود.
ضيوف الشرف كانوا بالطبع الاميرين اللذين عادا الى الديار: دان مريدور وبيني بيغن. مريدور استقبل في المركز بحب كبير، اما بيغن فتوج الملك الحقيقي للحزب.
في بداية المساء كان لا يزال يجلس على احد كراسي البلاستيك التي وضعت لاعضاء المركز، خجلا من الصعود الى المنصة. "يا بيني، انتقل الى الامام"، وبخته ليمور لفنات من على منصة الخطابة. "قالوا لي انك في الصف السادس مع الساندويش في الكيس والصندل. تعال معنا".
والرئيس بنيامين نتنياهو ايضا أسر اعضاء المركز، ولكن عشرات المرشحين الذين قفزوا الى العربة المسرعة لليكود اهتموا اساسا بالانتخابات التمهيدية بعد ثلاثة اسابيع.
للحظة كان يخيل بان مشاهد مركز السجق الشهيرة تعود بشكل لطيف: ميري ريغف جندت مشجعات وزعن السكاكر. ليئا نس كانت تسير وهي تحمل الملصقات، النواب والمرشحون مروا في سياقات من العناق والقبل. وفي الخارج وزعت المناشير، وفي الزوايا اختلى النشطاء وبدأوا يعقدون الصفقات. "كلهم الان يقفزون على عربتنا"، قال جوليات ليسكر من عراد. "فجأة الجميع يتنافس. ما ان دخلت حتى قفز عليّ الناس: أنا أتنافس، ساعديني".
كما أن الوجوه القديمة لليكود عادت: يحيئيل حزان، جيلا جمليئيل، ميخائيل رتسون، ايهود ياتوم، ايوب قارة، كلهم يعودون. وحتى موسى الفرون عاد ليبتسم ويتبادل الكلام مع اعضاء المركز.
ولكن لبنينا روزنبلوم خربوا الاحتفال. مع اقتراب نهاية الحدث اصطدمت روزنبلوم مع حارسين منعاها من الصعود الى المنصة.
"دعوا كل النواب والمرشحين للصعود الى المنصة، ولكن حارسين سدا الطريق ومنعاني من الصعود"، روت بغضب. "الحارس قال لي: يا بنينا انا متأسف ولكني تلقيت امرا من فوق بعدم ادخالك. كنت في صدمة، هذا يتعارض مع كل مبادىء الديمقراطية في العالم".
ويضيف مراسلنا تسفي زينجر: رؤساء المفدال والاتحاد الوطني اقترحوا في الايام الاخيرة على رئيس الاركان الاسبق موشيه (بوغي) يعلون رئاسة قائمة اليمين الموحد الى الكنيست. وحسب محافل في القائمة الموحدة لم يرفض يعلون الاقتراح. يعلون نفسه لم يعقب على النبأ.
------------------------------------------------------
قسم الافتتاحيات الاثنين 17/11/2008
هآرتس – افتتاحية – 17/11/2008
انتحار سياسي
بقلم: أسرة التحرير
المبادرة لاقامة حركة يسارية جديدة، توحد تحت سقف واحد ميرتس، شخصيات غير سياسية ومحبطين من حزب العمل، تثير الضجة في قيادة العمل. قادته تنافسوا أمس في الهجوم على الوزير عامي ايالون الذي أعلن اعتزاله الحزب، وقال انه "هيئة لا تحب الحياة سياسيا ولا تقاتل في سبيل حياتها".
رئيس العمل، ايهود باراك، وصف التنظيم الجديد بانه "هروب اليسار". و "مزاج". نائبه في وزارة الدفاع متان فيلنائي وصف المبادرة بالموضة وذلك خلافا لحزب العمل الذي هو برأيه "مكان يوجد له طريق وقيم".
عن الطريق الذي اختاره حزب العمل برئاسة باراك في السنوات الاخيرة كان يمكن ان نقرأ في خبر اوري بلاو في "هآرتس" يوم الجمعة الماضي: وزير الدفاع صادق في الاونة الاخيرة على عشرات مخططات البناء، وتسويق مئات وحدات السكن في المستوطنات. الامر يقف في تضارب تام مع السياسة المعلنة للحكومة، بل وتعهداتها للرباعية في اطار خريطة الطريق.
بعض من التراخيص التي صدرت للمستوطنات في شرقي مسار جدار الفصل، اي خارج المناطق التي تصفها الحكومة بانها "الكتل الاستيطانية" التي ستبقى قيد السيطرة الاسرائيلية حتى بعد التسوية الدائمة مع الفلسطينيين والتي فيها ايضا ملتزمة اسرائيل بتجميد البناء.
وبالنسبة للقيم، العمل وان كان احتج ضد بعض المبادرات لوزير العدل دانييل فريدمان للمس بصلاحيات المحكمة العليا، وعمل على اجراء انتخابات تمهيدية في كديما وتغيير ايهود اولمرت الا ان هذا ليس كافيا وفي كل الاحوال فريدمان لا يزال في مكانه ولفني حظيت بتأييد العمل لمحاولاتها تشكيل الائتلاف دون أن تتعهد بازاحة فريدمان عن مكانه.
ومثلما اشار الكاتب عاموس عوز في هآرتس 16/11، فان حزب العمل كف عن ان يكون بديلا سلطويا. وهو يكاد ينضم الى كل حكومة ويعطي تسويغا لكل سياسة.
العمل تعاون مع ارئيل شارون في مشروع تصفية السلطة الفلسطينية الامر الذي شق الطريق لحماس الى الحكم، وايد الانسحاب من قطاع غزة كبديل عن المفاوضات مع السلطة بقيادة محمود عباس. كما أنه منح التأييد غير المتحفظ للقيادة السياسية والعسكرية من بداية حرب لبنان الثانية وحتى نهايتها. وبعد الحرب، تمسك معظم وزراء العمل بكراسيهم، رغم أن باراك تعهد بالانسحاب من الحكومة اذا لم يغير كديما رئيسه في اعقاب نشر الاستنتاجات النهائية لتقرير فينوغراد.
بقيادة باراك ترك العمل لكديما قيادة الخطوات السياسية مع الفلسطينيين والسوريين، واكتفى بدور مقاول ثانوي للتصفيات والهدم في المناطق. وبعد أن شرع رئيس الدولة في الاتصالات لتشكيل حكومة جديدة، اقترح باراك على بنيامين نتنياهو، المعارض بشدة لاقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، الانضمام الى "حكومة طوارىء وطنية".
وبدلا من مهاجمة المنسحبين من العمل وتنديد تنظيم رجال اليسار يجمل بحزب العمل ان ينبش في افعاله؛ تحلله من املاكه هي ثمرة سياسته.
-------------------------------------------------------
يديعوت – مقال افتتاحي – 17/11/2008
غزة في ثلاث مراحل
بقلم: ناحوم برنيع
في فترة الذروة لنار القسام، قبل نصف سنة وأكثر تحدثت مع احد الوزراء الكبار عن المشكلة في غزة. قلت انكم تدعون ان الجيش الاسرائيلي قادر على السيطرة على غزة في غضون عدة ايام بثمن محتمل لقواتنا وبلداتنا. وانتم تقولون ان المشكلة هي اليوم التالي. الاحتفاظ بغزة تحت الاحتلال سيجبي من الجيش الاسرائيلي اثمانا لا يريد المجتمع الاسرائيلي ولا يمكنه أن يحتملها.
ما رأيك بحل من مرحلتين، سألت: في المرحلة الاولى يحتل الجيش الاسرائيلي القطاع. في المرحلة الثانية يسلمها لسيطرة قوات السلطة الفلسطينية.
الرجل وجه نظرة حزينة الى عيني وقال: "هذا لن يكون طبيعيا".
منذئذ فكرت بهذه الكلمات مرات عديدة، دحرجتها تحت لساني، اسمعتها لاخرين. وفي النهاية اقتنعت بحكمتها: سياق ينطلق فيه جنود الجيش الاسرائيلي الى معركة كبرى ضد حماس، يسفكون في هذه المعركة دمهم، ينظفون المنطقة وعندها يسلمونها الى قوات ابو مازن لا يمكنه ان يحصل في الواقع. فهو يجعل جنود الجيش الاسرائيلي مرتزقة في الصراع الداخلي في المجتمع الفلسطيني. والاسوأ من ذلك يجعل ابو مازن وحكومته جيش لبنان الجنوبي في فلسطين. ويصمهم الى الابد كعملاء. وهم لن يوافقوا على الدخول بمثل هذه المغامرة، واذا ما وافقوا، سيفشلون. الشارع الفلسطيني سيلفظهم من اوساطه الى الابد.
آخر من فكر بخطوة مشابهة كان ارئيل شارون، مهندس حرب لبنان الاولى. الجيش الاسرائيلي كان يفترض به أن ينظف لبنان من قوات فلسطينية وعندها يسلمها الى حكم بشير الجميل. هذا انتهى بتورط من 18 سنة وبحرب اخرى نتائجها بائسة بقدر لا يقل عن نتائج سابقتها.
الحكومة اختارت في نهاية المطاف اتفاق تهدئة مع حماس برعاية مصرية. نواقص الاتفاق كانت معروفة مسبقا: فقد سمحت لحماس وغيرها من المنظمات بالتعاظم، وتأهيل المقاتلين والتسلح وزيادة مدى الصواريخ. وقد عززت حكم حماس واستقرت به. كما أن فضائلها معروفة: فقد اجلت الحرب، وفرت الاصابات ومنحت بلدات غلاف غزة فترة من الامن النسبي.
قلة آمنوا بان يصمد هذا الاتفاق اكثر من بضعة اسابيع. وقد صمد خمسة اشهر.
في الاونة الاخيرة عاد ليخترق. عسقلان تلقت صواريخ جراد. سديروت تلقت القسام. وفقط بمعجزة لم تقع اصابات في الارواح. ومثلما هو الحال دائما، يطرح سؤال من الذي بدأ ولماذا. ومثلما هو الحال دائما، الجواب كان مركبا: اما الميكروفونات القت كل المحافل في اسرائيل المسؤولية الكاملة على حماس. في الغرف المغلقة تحدث بعضهم بلغة اخرى. تحدثوا عن حماسة زائدة من قادة في الجيش الاسرائيلي وعن تسلل عميق اكثر مما ينبغي لقواتنا الى اراضي القطاع، في ظل خرق قواعد اللعب. حسب هذا التقدير، فان حماس لم تبادر الى النار: ردت على الاعمال الاسرائيلية.
كيفما دحرجنا قصة الاتفاق مع حماس، فليس هو الحل. حماس يجب ابعادها. السؤال هو اذا كان ممكنا ايجاد جهة مسؤولة تملأ الفراغ الذي تخلفه وراءها.
الامر الذي يعيدنا الى فكرة المرحلتين او الثلاث مراحل. في المرحلة الاولى يسيطر الجيش الاسرائيلي على غزة. في المرحلة التالية يسلمها الى قوة عربية. في المرحلة الثالثة تسلمها القوة العربية الى جنود السلطة الفلسطينية.
هذه الفكرة، التي بدت هاذية فقط قبل ستة اشهر، تبدو اليوم اكثر معقولية بعض الشيء. حين يكون جنود السلطة الذين دربهم في الاردن الامريكيون يسيطرون جيدا في جنين، ويصفون بنجاح اعشاش حماس في جنوب جبل الخليل. الاحتمال ليس كبيرا، ولكن البديل، دخول الجيش الاسرائيلي الى غزة من اجل البقاء فيها، اقل سحرا. صبرا، يقول ايهود باراك لزملائه. تذكروا 12 تموز 2006. لا تتحمسوا. لعله هذه المرة محق.
------------------------------------------------------
قسم التقارير والمقالات الاثنين 17/11/2008
معاريف - مقال – 17/11/2008
ما العمل مع حماس
بقلم: عاموس جلبوع
(المضمون: على اسرائيل ان تحسم بين امكانيتين: تصفية الامارة الاسلامية الخطيرة التي اقيمت في غزة او الاعتراف بها كحقيقة قائمة).
الموضوع الاهم الذي تقف امامه اسرائيل الان هو التهديد الايراني، ولكن القضية الاكثر الحاحا – الى جانب الازمة الاقتصادية – هي قطاع غزة وحماس. لا أدري اذا كان اتفاق التهدئة يقترب من نهايته، ولكن واضح منذ الان بان في نطاق ارض اسرائيل التاريخية توجد الان ثلاث دول: دولة اسرائيل، التي يرفض العالم العربي وفي اطاره بعض من عرب اسرائيل الاعتراف بها كدولة الشعب اليهودي؛ "الدولة" الفلسطينية المنشقة برئاسة ابو مازن، على الاقل حتى بداية 2009، المتشكلة من عدة كانتونات، مثل رام الله، نابلس، جنين، الخليل وغيرها؛ والى جانبهما "الدولة" الجديدة في غزة برئاسة حماس.
دولة غزة – حماس آخذة في التبلور في شكل إمارة اسلامية ذات طابع استبدادي قمعي يجسد لشدة المفارقة رؤيا ابو مازن عن دولة يوجد فيها سلطة واحدة، قانون واحد وسلاح واحد. الفارق بينها وبين دولة ابو مازن آخذ في التعمق: حكم مختلفة، اقتصاد منفصل، توقيت آخر وبالطبع ايضا قيم، سياسة ومجتمع مختلفين.
فترة التهدئة استخدمت جيدا من رجال حماس لتثبيت حكمهم وتعميق سيطرتهم على السكان. وقد فعلوا ذلك من خلال السيطرة الكاملة على كل المؤسسات المدنية ومن خلال جهاز التعليم، وكذا الارهاب الداخلي وتأطير الحركة في الطريق السريع لمئات الانفاق التي أصبحت عنصرا هاما في الاقتصاد الغزي.
قبل بضعة ايام كنا شهودا على خطوة هامة اخرى في ترسيخ الحكم الحماسي الاسلامي المتطرف: مكتب الشورى والتشريع في حكومة حماس اعلن بانه انهى صياغة قوانين العقوبات وفقا للشريعة الاسلامية في ظل الغاء كل قوانين العقوبات القائمة، بما فيها قوانين مصرية واوامر عسكرية اسرائيلية. وعند اقرار الصيغة الجديدة في البرلمان الحماسي ستنتهج في غزة، مثلما في ايران وفي السعودية، عقوبات الجلد وقطع الاعضاء.
في المجال العسكري استغلت حماس التهدئة جيدا ولا سيما لاقامة عشرات الكيلو مترات من الانفاق والخنادق للقتال على نمط حزب الله في جنوب لبنان؛ لخزن اكثر من 10 الاف صاروخ جاهزة للاطلاق، بعضها يصل الى مدى اكثر من عشرين كيلو متر؛ للتزود بمئات صواريخ متقدمة مضادة للدبابات؛ لشراء طائرات صغيرة بدون طيار؛ لاعداد عشرات السيارات المفخخة، بما فيها سيارات اسعاف تستخدم لهذا الغرض؛ لاقامة شبكة قنص متقدمة؛ لاقامة كتائب انتحاريين وانتحاريات؛ لبلورة نظريات قتالية ضد الجيش الاسرائيلي وعقد تدريبات لتطبيق هذه النظريات.
امام اسرائيل تقف امكانيتان للتصدي لهذا الواقع الجديد الناشيء في غزة. واحدة، التحديد بان المصلحة الاسرائيلية لا يمكنها ان تسلم باي شكل بوجود واقع متطرف كهذا في حدودها الجنوبية – على نحو يشبه عدم قدرة اسرائيل على التسليم بتهديد نووي ايراني. الاستنتاج من هذا التحديد يعني التوجه نحو انتهاج استراتيجية اهدافها هي اسقاط الحكم الحماسي وتصفيته بكل الوسائل الممكنة. الامكانية الثانية هي التسليم بحقيقة وجود كيان كهذا، التوصل معه الى هدنة، مثلما جرى بعد حرب الاستقلال، اغلاق الحدود معه بشكل مطلق ولكن السماح له بحدود بحرية مفتوحة ومعبر حر الى مصر.
لكل واحدة من هاتين الامكانيتين فضائلها وقصوراتها، ولكن الاساس هو ان حكومة اسرائيل ستحسم ما هي الامكانية التي ستختارها. حتى الان امتنعت عن ذلك الحكومة وانشغلت فقط بهوامش الامور، وليس باساسها: كيف يمكن وقف نار القسام، كيف يمكن احباط التسللات، هل نغلق المعابر ام نفتحها، هل نسمح بامداد الوقود ام لا، هي نجتاح هنا او هناك وغيرها وغيرها. كلها افعال واقوال عديمة الغاية المركزية الموجهة.
كل من يتطلع، او تتطلع، لان يكون رئيس وزراء في اسرائيل لا يمكنه بعد الان ان يتفادى الحسم. عليه أن يكف عن نثر الكلمات عديمة المعنى العملي والتي انطلقت حتى الان وان يعرض للجمهور خياره الاستراتيجي.
-------------------------------------------------------
قسم الأخبــــار الخبر الرئيس – الجيش الاسرائيلي – هآرتس – من آفي يسسخروف وآخرين:
مسؤولين في هيئة الاركان ضد "حماسة وزراء يدعون الى احتلال القطاع"../ لجان المقاومة الشعبية: التهدئة انتهت. لن نكتفي بنار القسام وقذائف الهاون على النقب../
الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد قال أمس ان فترة التهدئة مع اسرائيل انتهت في اعقاب قتل اربعة من رجال المنظمة أمس. وقال ان منظمته لن تكتفي باطلاق صواريخ القسام او قذائف الهاون ملمحا باستئناف العمليات الانتحارية ضد اسرائيل.
وصباح أمس اطلق صاروخان على ارض مفتوحة في النقب الغربي. لم تقع اصابات. وبعد وقت قصير من ذلك شخصت طائرة صغيرة بدون طيار من سلاح الجو اربعة فلسطينيين يعبئون وسيلة اطلاق صواريخ في حي الشجاعية شرقي غزة. أداة الطيران الاسرائيلية اطلقت عليهم صاروخا فقتلتهم. في ساعات ما بعد الظهر اطلق الفلسطينيون صاروخا نحو وسط سديروت. واصيب احد سكان المدينة بجراح طفيفة فيما اصيب اربعة آخرون بالهلع، وتعرضت عدة منازل للضرر. وبسبب التصعيد، ستبقى اليوم ايضا المعابر الى القطاع مغلقة.
كل المنظمات الفلسطينية في غزة ردت امس على مقتل رجال المقاومة الشعبية. وحسب الناطق بلسان المنظمة ابو مجاهد فان على كل منظمات المقاومة ان تستعد لرد شديد ضد اسرائيل والتصدي لجرائمها. كما أن الناطقين بلسان منظمة الجهاد الاسلامي قالوا ان على الفلسطينيين ان يعيدوا النظر في وقف النار مع اسرائيل "كونه لا يخدم شعبنا". اما حماس فحبذت أن تكون اكثر حذرا ولكنها قالت ايضا ان التهدئة تدرس وينظر فيها في اعقاب هذه الاحداث. احد الناطقين بلسان المنظمة في القطاع اسماعيل رضوان قال في حديث مع "هآرتس" ان كل الفصائل الفلسطينية تدرس الان من جديد التهدئة وفي الفترة القريبة القادمة ستقرر موقفها بالنسبة اليها".
وبالمقابل، فان رئيس الوزراء اسماعيل هنية قال أمس ان المسؤولية عن تحطيم التهدئة والتصعيد في جنوب البلاد ملقاة بكاملها على منظمات الارهاب في غزة. وقال اولمرت في بداية جلسة الحكومة "هذا ليس سرا اننا لم نسر بفرح نحو التهدئة. ولكننا أوفينا بالتفاهمات بشكل لا لبس فيه". وحسب اولمرت فقد وجه رؤساء جهاز الامن لان يقدموا خطط عمل ضد حكم حماس في غزة واضاف اننا "لن نحتمل شارة السعر التي تحاول منظمات الارهاب تحديدها. سنضرب كل من يحاول خرق التهدئة".
ولكن، في الجيش الاسرائيلي فوجئوا في الايام الاخيرة من النشر بان اولمرت أمر رئيس الاركان غابي اشكنازي "لاعداد خطط لحملة في غزة". وقال ضابط كبار انه "يمكن الرد على ذلك ما سبق أن كنا في فترات التصعيد السابقة. فاي خطط يقصدها رئيس الوزراء؟ أتلك التي عرضناها قبل اسبوعين ام تلك التي رآها قبل شهر؟ كل الخطط العملياتية بالنسبة للقطاع عرضت على الحكومة والمجلس الوزاري قبل وقت طويل".
وحذر الضباط الكبار من "حماسة زائدة" لكبار المسؤولين الاسرائيليين وادعوا بان هذه تسرع تصعيدا في سلوك حماس. وكانوا يقصدون اساسا تصريحات الوزير حاييم رامون، الذي قال في نهاية الاسبوع ان السياسة الاسرائيلية في غزة تلحق ضررا جسيما، وندد بـ "الشلل" الذي يفرضه وزير الدفاع ايهود باراك وحذر من ثمن باهظ ستدفعه اسرائيل على التجلد في غزة.
باراك، ومثله رئيس الاركان غابي اشكنازي، يتحفظ في هذه المرحلة من عملية واسعة في القطاع وان كان يبدو أن اشكنازي سيؤيد الانتقال الى سياسة عمل اكثر هجومية بقليل اذا ما استمرت نار الصواريخ. في مكتب باراك اخذوا الانطباع أمس بان حماس تحاول الان كبح جماح النار، وذلك ايضا بسبب الضغط الذي تمارسه عليها مصر للعودة لاحترام وقف النار. "ما الملح للوزراء للعودة الى غزة؟"، تساءلوا في محيط وزير الدفاع. "للناس ذاكرة قصيرة. فقد نسوا صور الجنود الجاثمين على ركبهم في محور فيلادلفيا لجمع اشلاء رفاقهم. من يتحدث عن حملة كبيرة في غزة ينسى أنها تنطوي على بقاء لاشهر في القطاع". وزير الدفاع نفسه قال أمس: "انا لا اقترح على احد الاسف على اي شهر مر كان فيها تهدئة. اذا اختار الطرف الاخر التهدئة فسيتعين علينا نحن ان ننظر فيها بجدية".
معاريف – من يرون ساسون وآخرين:
مصدر أمني: التهدئة ستعود في غضون عدة ايام../
بعد يوم من الهدوء النسبي أطلق الفلسطينيون صباح أمس صاروخي قسام نحو غلاف غزة. بعد ساعة من ذلك صفى الجيش الاسرائيلي أربعة مخربين كانوا يستعدون لتنفيذ نار قسام. بعد ثماني ساعات من ذلك اصاب صاروخ ساحة بيت في سديروت حطم الصمت في المنطقة. ومع أن حماس اعلنت بان التهدئة مستمرة حاليا، الا ان الاعمال المتبادلة تترك السكان غير بعيد عن المجال المحصن.
وبدأت الحكومة أمس جلستها في بحث في التصعيد في غزة. "لسنا متحمسين للمعركة، ولكن في هذه اللحظة التهدئة تعمل ضد امن اسرائيل"، قال رئيس الوزراء ايهود اولمرت واضاف بان "وجهت رؤساء جهاز الامن لان يعرضوا عليّ اقتراحاتهم من أجل بلورة خطة عمل مرتبة تطرح على المصادقة عند الحاجة. وبالمقابل، قال وزير الدفاع ايهود باراك ان على اسرائيل أن تتصرف باقصى درجات ضبط النفس ومواصلة التهدئة. "لا اقترح على احد الاسف على اي شهر مر عندما كانت هناك تهدئة". في مكتب وزير الدفاع يقدرون بان الهدوء سيعود الى المنطقة في الايام القريبة القادمة وذلك لان لحماس مصلحة في الحفاظ على اتفاق التهدئة. نائب وزير الدفاع متان فيلنائي، الذي زار امس عسقلان التقى تلاميذ الصفوف الثانوية وقال لهم ان "حماس تعرف بانه عندما نقرر العمل ستكون الضربة شديدة. ولكننا سندفع نحن ايضا ثمنا، وعليه يجب معرفة متى نقوم بالخطوة".
الصاروخ الذي اطلق في ساعات ما بعد الظهر اصاب ساحة في بيت قيد البناء وحطم حجرة كلب. اصيب شخص واحد بجراح طفيفة وعولج في المكان، فيما اصيب عدد من السكان بالهلع. "هذا ببساطة وضع فظيع، "الى ان انتعشنا قليلا، نجد ان الامر يعود"، روت صاحبة البيت، تسفيا ترجمان. وهي لا تثق بان تتواصل التهدئة، في هذه الايام تستكمل بناء الغرفة الامنة في بيتها.
والى ذلك، بعث خمسة من رؤساء السلطات المحلية في غلاف غزة أمس برسالة عاجلة الى رئيس الوزراء ايهود اولمرت يطالبونه فيها بلقائهم فورا في منطقتهم وليس في مكتبه في القدس. وكتب رؤساء السلطات يقولون: "من المهم ان ترى الوضع بام عينيك، بما في ذلك جولة في البلدات التي بقيت دون رد تحصيني". ومن مكتب ايهود اولمرت جاء ان الرسالة وصلت ورئيس الوزراء سيرد على الملتمسين.
ايران – يديعوت – من ايتمار آيخنر:
لفني تلتقي المسؤول عن العقوبات ضد ايران../
الموظف الامريكي المسؤول عن العقوبات الاقتصادية ضد ايران هبط امس في اسرائيل والتقى مع قيادة الموساد ومع وزيرة الخارجية تسيبي لفني.
في اطار منصبه الخاص في الادارة الامريكية مسؤول استيورت ليفي، نائب وزير المالية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية، عن ضرب قنوات التمويل لمنظمات الارهاب والدول التي تنتج وتصدر اسلحة الدمار الشامل. ووصل ليفي الى اسرائيل في زيارة متدنية التغطية الاعلامية، لتنسيق تشديد الضغط على ايران حتى في المرحلة الانتقالية – الى أن يتسلم براك اوباما مهام منصبه في البيت الابيض. والهدف: عدم تضييع وقت باهظ الثمن يسمح لايران بالتقدم في البرنامج النووي. زياراته هنا في الغالب لا تحظى بالنشر، وذلك ضمن امور اخرى لعدم التظاهر في أن اسرائيل تقف خلف الصراع العالمي الذي يديره العالم ضد الاقتصاد الايراني.
في لقاءاته مع الموساد عرضت عليه معلومات عن الجوانب المالية للبرنامج النووي الايراني. وقد التقى بلفني في اطار مساعي وزيرة الخارجية لتشديد، حتى في نهايات ولاية الرئيس بوش، العقوبات ضد طهران. وسمع من محادثيه افكارا جديدة لمنع استثمارات دولية في ايران وتجنيد القطاع التجاري العالمي ضد دولة آيات الله. وهكذا بحثت الشكوك القائمة في المقاطعة الاقتصادية لطهران وممارسة الضغط على الدول كي لا توقع على صفقات مع ايران. وسمعت لفني من ليفي عن الامريكيين يعملون ايضا مع روسيا والصين اللتين تعارضان بحزم تشديد العقوبات – كي توافقا على رفع مستواها.
المستوطنون – معاريف – من روعي شارون وآخرين:
المستوطنون مستعدون للمعركة../
فور حسم محكمة العدل العليا أمس بان على المستوطنين اخلاء "بيت النزاع" في الخليل، حتى حسم موضوع الملكية عليه، انعقد حاخامون في منزل حاخام مستوطنة كريات اربع دوف ليئور لتخطيط الكفاح.
النبرات في اللقاء اشارت الى نية المقاومة بشدة خطوة الاخلاء والامتناع عن اي اتفاق مسبق مع قادة الجيش. وقالوا هناك: "اذا كانت محكمة العدل العليا تريد الصدام، فستلقى الصدام".
ولكن في جهاز الامن بالذات يقدرون بان المبنى سيخلى في نهاية المطاف طواعية منعا للاصابات. وقضت محكمة العدل العليا امس في الرد على التماس المستوطنين ضد قرار الدولة اخلاءهم، ان الشكل الذي سيطر فيه المستوطنون على المبنى لم يكن قانونيا، حتى وان كانت لهم عليه حقوق – الموضوع الذي لا يزال قائما في قيد الاستيضاح في المحاكم. القضاة، الرئيسة دوريت بينش، آييلا بروكتشيا وسليم جبران، قضوا بانه الى ان يتخذ الحسم في مسألة الحقوق على المبنى يجب اعادة الوضع على الارض الى سابق عهده، الى ايدي المقيم في الخليل فايز الرجبي – الذي يحتمل أن يكون لا يزال صاحب الحقوق في المبنى. ولكن في اثناء البحث أعرب المستوطنون عن الموافقة على اخلاء المبنى اذا ما نقلت الحيازة عليه بشكل مؤقت الى الدولة. وحسب هذه الموافقة، قرر القضاة بانه سيكون للمستوطنين ثلاثة ايام للاخلاء الطوعي، اغلاق ابواب المُلك وعدم السماح لاحد بالدخول.
ولكن، كما اسلفنا، رغم موافقة المستوطنين في البحث في المحكمة العليا، اجتمع أمس قياداتهم للبحث في سبل العمل، ويبدو أنهم سيرفضون الاخلاء الطوعي. "في صدوم كان هناك قضاة ولكن هذه تبقى هي قوانين صدوم وهكذا ايضا اليوم في دولة اسرائيل"، كان هناك من قال امس في الخليل. الحاخام عوزي شرباف، من قادة المستوطنين في الخليل واحد نزلاء البيت قال ان "دولة اسرائيل هي المكان الوحيد في العالم الذي يشتري فيه يهودي بيت حسب الدين والقانون ودولة اسرائيل لاعتبارات عنصرية ترغب في اخراجه منه. لن يبعدنا احد من هنا. لن يجرؤ احد على اخراجنا من هنا".
أما في جهاز الامن بالذات فيعتقدون بان الاخلاء سيتم بسلام، ولكنه لن ينفذ في وقته. "قضية الاسبوع القريب ستكون قضية "حياة سارة" التي اشترى فيها ابراهيم مغارة الماكفيلا من عفرون الحتي، رجل الخليل، مقابل 400 شيكل. وهذا موعد غير صحيح للاخلاء"، قال مصدر في قيادة المنطقة الوسطى، "احتراما لهذا السبت سيصل ضيوف من كل البلاد كجزء من تقاليد عديدة السنين. وعليه لا يبدو، اذا لم يخلِ المواطنون بيت النزاع، ان تخرج الخطة الى حيز التنفيذ في موعدها".
الساحة السياسية – يديعوت – من يوفال كارني:
في الليكود يكسرون نحو الوسط ../
قبل ثلاث سنوات نجحوا في الليكود في ملء قاعة صغيرة في مركز المعارض. اما أمس فقد استيقظ مركز الحزب الى الحياة، ومئات عديدة من اعضاء الليكود ملأوا جناح 10 في حدائق المعارض في تل أبيب. اللون الاحمر عاد الى الخدود.
ضيوف الشرف كانوا بالطبع الاميرين اللذين عادا الى الديار: دان مريدور وبيني بيغن. مريدور استقبل في المركز بحب كبير، اما بيغن فتوج الملك الحقيقي للحزب.
في بداية المساء كان لا يزال يجلس على احد كراسي البلاستيك التي وضعت لاعضاء المركز، خجلا من الصعود الى المنصة. "يا بيني، انتقل الى الامام"، وبخته ليمور لفنات من على منصة الخطابة. "قالوا لي انك في الصف السادس مع الساندويش في الكيس والصندل. تعال معنا".
والرئيس بنيامين نتنياهو ايضا أسر اعضاء المركز، ولكن عشرات المرشحين الذين قفزوا الى العربة المسرعة لليكود اهتموا اساسا بالانتخابات التمهيدية بعد ثلاثة اسابيع.
للحظة كان يخيل بان مشاهد مركز السجق الشهيرة تعود بشكل لطيف: ميري ريغف جندت مشجعات وزعن السكاكر. ليئا نس كانت تسير وهي تحمل الملصقات، النواب والمرشحون مروا في سياقات من العناق والقبل. وفي الخارج وزعت المناشير، وفي الزوايا اختلى النشطاء وبدأوا يعقدون الصفقات. "كلهم الان يقفزون على عربتنا"، قال جوليات ليسكر من عراد. "فجأة الجميع يتنافس. ما ان دخلت حتى قفز عليّ الناس: أنا أتنافس، ساعديني".
كما أن الوجوه القديمة لليكود عادت: يحيئيل حزان، جيلا جمليئيل، ميخائيل رتسون، ايهود ياتوم، ايوب قارة، كلهم يعودون. وحتى موسى الفرون عاد ليبتسم ويتبادل الكلام مع اعضاء المركز.
ولكن لبنينا روزنبلوم خربوا الاحتفال. مع اقتراب نهاية الحدث اصطدمت روزنبلوم مع حارسين منعاها من الصعود الى المنصة.
"دعوا كل النواب والمرشحين للصعود الى المنصة، ولكن حارسين سدا الطريق ومنعاني من الصعود"، روت بغضب. "الحارس قال لي: يا بنينا انا متأسف ولكني تلقيت امرا من فوق بعدم ادخالك. كنت في صدمة، هذا يتعارض مع كل مبادىء الديمقراطية في العالم".
ويضيف مراسلنا تسفي زينجر: رؤساء المفدال والاتحاد الوطني اقترحوا في الايام الاخيرة على رئيس الاركان الاسبق موشيه (بوغي) يعلون رئاسة قائمة اليمين الموحد الى الكنيست. وحسب محافل في القائمة الموحدة لم يرفض يعلون الاقتراح. يعلون نفسه لم يعقب على النبأ.
------------------------------------------------------
قسم الافتتاحيات الاثنين 17/11/2008
هآرتس – افتتاحية – 17/11/2008
انتحار سياسي
بقلم: أسرة التحرير
المبادرة لاقامة حركة يسارية جديدة، توحد تحت سقف واحد ميرتس، شخصيات غير سياسية ومحبطين من حزب العمل، تثير الضجة في قيادة العمل. قادته تنافسوا أمس في الهجوم على الوزير عامي ايالون الذي أعلن اعتزاله الحزب، وقال انه "هيئة لا تحب الحياة سياسيا ولا تقاتل في سبيل حياتها".
رئيس العمل، ايهود باراك، وصف التنظيم الجديد بانه "هروب اليسار". و "مزاج". نائبه في وزارة الدفاع متان فيلنائي وصف المبادرة بالموضة وذلك خلافا لحزب العمل الذي هو برأيه "مكان يوجد له طريق وقيم".
عن الطريق الذي اختاره حزب العمل برئاسة باراك في السنوات الاخيرة كان يمكن ان نقرأ في خبر اوري بلاو في "هآرتس" يوم الجمعة الماضي: وزير الدفاع صادق في الاونة الاخيرة على عشرات مخططات البناء، وتسويق مئات وحدات السكن في المستوطنات. الامر يقف في تضارب تام مع السياسة المعلنة للحكومة، بل وتعهداتها للرباعية في اطار خريطة الطريق.
بعض من التراخيص التي صدرت للمستوطنات في شرقي مسار جدار الفصل، اي خارج المناطق التي تصفها الحكومة بانها "الكتل الاستيطانية" التي ستبقى قيد السيطرة الاسرائيلية حتى بعد التسوية الدائمة مع الفلسطينيين والتي فيها ايضا ملتزمة اسرائيل بتجميد البناء.
وبالنسبة للقيم، العمل وان كان احتج ضد بعض المبادرات لوزير العدل دانييل فريدمان للمس بصلاحيات المحكمة العليا، وعمل على اجراء انتخابات تمهيدية في كديما وتغيير ايهود اولمرت الا ان هذا ليس كافيا وفي كل الاحوال فريدمان لا يزال في مكانه ولفني حظيت بتأييد العمل لمحاولاتها تشكيل الائتلاف دون أن تتعهد بازاحة فريدمان عن مكانه.
ومثلما اشار الكاتب عاموس عوز في هآرتس 16/11، فان حزب العمل كف عن ان يكون بديلا سلطويا. وهو يكاد ينضم الى كل حكومة ويعطي تسويغا لكل سياسة.
العمل تعاون مع ارئيل شارون في مشروع تصفية السلطة الفلسطينية الامر الذي شق الطريق لحماس الى الحكم، وايد الانسحاب من قطاع غزة كبديل عن المفاوضات مع السلطة بقيادة محمود عباس. كما أنه منح التأييد غير المتحفظ للقيادة السياسية والعسكرية من بداية حرب لبنان الثانية وحتى نهايتها. وبعد الحرب، تمسك معظم وزراء العمل بكراسيهم، رغم أن باراك تعهد بالانسحاب من الحكومة اذا لم يغير كديما رئيسه في اعقاب نشر الاستنتاجات النهائية لتقرير فينوغراد.
بقيادة باراك ترك العمل لكديما قيادة الخطوات السياسية مع الفلسطينيين والسوريين، واكتفى بدور مقاول ثانوي للتصفيات والهدم في المناطق. وبعد أن شرع رئيس الدولة في الاتصالات لتشكيل حكومة جديدة، اقترح باراك على بنيامين نتنياهو، المعارض بشدة لاقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، الانضمام الى "حكومة طوارىء وطنية".
وبدلا من مهاجمة المنسحبين من العمل وتنديد تنظيم رجال اليسار يجمل بحزب العمل ان ينبش في افعاله؛ تحلله من املاكه هي ثمرة سياسته.
-------------------------------------------------------
يديعوت – مقال افتتاحي – 17/11/2008
غزة في ثلاث مراحل
بقلم: ناحوم برنيع
في فترة الذروة لنار القسام، قبل نصف سنة وأكثر تحدثت مع احد الوزراء الكبار عن المشكلة في غزة. قلت انكم تدعون ان الجيش الاسرائيلي قادر على السيطرة على غزة في غضون عدة ايام بثمن محتمل لقواتنا وبلداتنا. وانتم تقولون ان المشكلة هي اليوم التالي. الاحتفاظ بغزة تحت الاحتلال سيجبي من الجيش الاسرائيلي اثمانا لا يريد المجتمع الاسرائيلي ولا يمكنه أن يحتملها.
ما رأيك بحل من مرحلتين، سألت: في المرحلة الاولى يحتل الجيش الاسرائيلي القطاع. في المرحلة الثانية يسلمها لسيطرة قوات السلطة الفلسطينية.
الرجل وجه نظرة حزينة الى عيني وقال: "هذا لن يكون طبيعيا".
منذئذ فكرت بهذه الكلمات مرات عديدة، دحرجتها تحت لساني، اسمعتها لاخرين. وفي النهاية اقتنعت بحكمتها: سياق ينطلق فيه جنود الجيش الاسرائيلي الى معركة كبرى ضد حماس، يسفكون في هذه المعركة دمهم، ينظفون المنطقة وعندها يسلمونها الى قوات ابو مازن لا يمكنه ان يحصل في الواقع. فهو يجعل جنود الجيش الاسرائيلي مرتزقة في الصراع الداخلي في المجتمع الفلسطيني. والاسوأ من ذلك يجعل ابو مازن وحكومته جيش لبنان الجنوبي في فلسطين. ويصمهم الى الابد كعملاء. وهم لن يوافقوا على الدخول بمثل هذه المغامرة، واذا ما وافقوا، سيفشلون. الشارع الفلسطيني سيلفظهم من اوساطه الى الابد.
آخر من فكر بخطوة مشابهة كان ارئيل شارون، مهندس حرب لبنان الاولى. الجيش الاسرائيلي كان يفترض به أن ينظف لبنان من قوات فلسطينية وعندها يسلمها الى حكم بشير الجميل. هذا انتهى بتورط من 18 سنة وبحرب اخرى نتائجها بائسة بقدر لا يقل عن نتائج سابقتها.
الحكومة اختارت في نهاية المطاف اتفاق تهدئة مع حماس برعاية مصرية. نواقص الاتفاق كانت معروفة مسبقا: فقد سمحت لحماس وغيرها من المنظمات بالتعاظم، وتأهيل المقاتلين والتسلح وزيادة مدى الصواريخ. وقد عززت حكم حماس واستقرت به. كما أن فضائلها معروفة: فقد اجلت الحرب، وفرت الاصابات ومنحت بلدات غلاف غزة فترة من الامن النسبي.
قلة آمنوا بان يصمد هذا الاتفاق اكثر من بضعة اسابيع. وقد صمد خمسة اشهر.
في الاونة الاخيرة عاد ليخترق. عسقلان تلقت صواريخ جراد. سديروت تلقت القسام. وفقط بمعجزة لم تقع اصابات في الارواح. ومثلما هو الحال دائما، يطرح سؤال من الذي بدأ ولماذا. ومثلما هو الحال دائما، الجواب كان مركبا: اما الميكروفونات القت كل المحافل في اسرائيل المسؤولية الكاملة على حماس. في الغرف المغلقة تحدث بعضهم بلغة اخرى. تحدثوا عن حماسة زائدة من قادة في الجيش الاسرائيلي وعن تسلل عميق اكثر مما ينبغي لقواتنا الى اراضي القطاع، في ظل خرق قواعد اللعب. حسب هذا التقدير، فان حماس لم تبادر الى النار: ردت على الاعمال الاسرائيلية.
كيفما دحرجنا قصة الاتفاق مع حماس، فليس هو الحل. حماس يجب ابعادها. السؤال هو اذا كان ممكنا ايجاد جهة مسؤولة تملأ الفراغ الذي تخلفه وراءها.
الامر الذي يعيدنا الى فكرة المرحلتين او الثلاث مراحل. في المرحلة الاولى يسيطر الجيش الاسرائيلي على غزة. في المرحلة التالية يسلمها الى قوة عربية. في المرحلة الثالثة تسلمها القوة العربية الى جنود السلطة الفلسطينية.
هذه الفكرة، التي بدت هاذية فقط قبل ستة اشهر، تبدو اليوم اكثر معقولية بعض الشيء. حين يكون جنود السلطة الذين دربهم في الاردن الامريكيون يسيطرون جيدا في جنين، ويصفون بنجاح اعشاش حماس في جنوب جبل الخليل. الاحتمال ليس كبيرا، ولكن البديل، دخول الجيش الاسرائيلي الى غزة من اجل البقاء فيها، اقل سحرا. صبرا، يقول ايهود باراك لزملائه. تذكروا 12 تموز 2006. لا تتحمسوا. لعله هذه المرة محق.
------------------------------------------------------
قسم التقارير والمقالات الاثنين 17/11/2008
معاريف - مقال – 17/11/2008
ما العمل مع حماس
بقلم: عاموس جلبوع
(المضمون: على اسرائيل ان تحسم بين امكانيتين: تصفية الامارة الاسلامية الخطيرة التي اقيمت في غزة او الاعتراف بها كحقيقة قائمة).
الموضوع الاهم الذي تقف امامه اسرائيل الان هو التهديد الايراني، ولكن القضية الاكثر الحاحا – الى جانب الازمة الاقتصادية – هي قطاع غزة وحماس. لا أدري اذا كان اتفاق التهدئة يقترب من نهايته، ولكن واضح منذ الان بان في نطاق ارض اسرائيل التاريخية توجد الان ثلاث دول: دولة اسرائيل، التي يرفض العالم العربي وفي اطاره بعض من عرب اسرائيل الاعتراف بها كدولة الشعب اليهودي؛ "الدولة" الفلسطينية المنشقة برئاسة ابو مازن، على الاقل حتى بداية 2009، المتشكلة من عدة كانتونات، مثل رام الله، نابلس، جنين، الخليل وغيرها؛ والى جانبهما "الدولة" الجديدة في غزة برئاسة حماس.
دولة غزة – حماس آخذة في التبلور في شكل إمارة اسلامية ذات طابع استبدادي قمعي يجسد لشدة المفارقة رؤيا ابو مازن عن دولة يوجد فيها سلطة واحدة، قانون واحد وسلاح واحد. الفارق بينها وبين دولة ابو مازن آخذ في التعمق: حكم مختلفة، اقتصاد منفصل، توقيت آخر وبالطبع ايضا قيم، سياسة ومجتمع مختلفين.
فترة التهدئة استخدمت جيدا من رجال حماس لتثبيت حكمهم وتعميق سيطرتهم على السكان. وقد فعلوا ذلك من خلال السيطرة الكاملة على كل المؤسسات المدنية ومن خلال جهاز التعليم، وكذا الارهاب الداخلي وتأطير الحركة في الطريق السريع لمئات الانفاق التي أصبحت عنصرا هاما في الاقتصاد الغزي.
قبل بضعة ايام كنا شهودا على خطوة هامة اخرى في ترسيخ الحكم الحماسي الاسلامي المتطرف: مكتب الشورى والتشريع في حكومة حماس اعلن بانه انهى صياغة قوانين العقوبات وفقا للشريعة الاسلامية في ظل الغاء كل قوانين العقوبات القائمة، بما فيها قوانين مصرية واوامر عسكرية اسرائيلية. وعند اقرار الصيغة الجديدة في البرلمان الحماسي ستنتهج في غزة، مثلما في ايران وفي السعودية، عقوبات الجلد وقطع الاعضاء.
في المجال العسكري استغلت حماس التهدئة جيدا ولا سيما لاقامة عشرات الكيلو مترات من الانفاق والخنادق للقتال على نمط حزب الله في جنوب لبنان؛ لخزن اكثر من 10 الاف صاروخ جاهزة للاطلاق، بعضها يصل الى مدى اكثر من عشرين كيلو متر؛ للتزود بمئات صواريخ متقدمة مضادة للدبابات؛ لشراء طائرات صغيرة بدون طيار؛ لاعداد عشرات السيارات المفخخة، بما فيها سيارات اسعاف تستخدم لهذا الغرض؛ لاقامة شبكة قنص متقدمة؛ لاقامة كتائب انتحاريين وانتحاريات؛ لبلورة نظريات قتالية ضد الجيش الاسرائيلي وعقد تدريبات لتطبيق هذه النظريات.
امام اسرائيل تقف امكانيتان للتصدي لهذا الواقع الجديد الناشيء في غزة. واحدة، التحديد بان المصلحة الاسرائيلية لا يمكنها ان تسلم باي شكل بوجود واقع متطرف كهذا في حدودها الجنوبية – على نحو يشبه عدم قدرة اسرائيل على التسليم بتهديد نووي ايراني. الاستنتاج من هذا التحديد يعني التوجه نحو انتهاج استراتيجية اهدافها هي اسقاط الحكم الحماسي وتصفيته بكل الوسائل الممكنة. الامكانية الثانية هي التسليم بحقيقة وجود كيان كهذا، التوصل معه الى هدنة، مثلما جرى بعد حرب الاستقلال، اغلاق الحدود معه بشكل مطلق ولكن السماح له بحدود بحرية مفتوحة ومعبر حر الى مصر.
لكل واحدة من هاتين الامكانيتين فضائلها وقصوراتها، ولكن الاساس هو ان حكومة اسرائيل ستحسم ما هي الامكانية التي ستختارها. حتى الان امتنعت عن ذلك الحكومة وانشغلت فقط بهوامش الامور، وليس باساسها: كيف يمكن وقف نار القسام، كيف يمكن احباط التسللات، هل نغلق المعابر ام نفتحها، هل نسمح بامداد الوقود ام لا، هي نجتاح هنا او هناك وغيرها وغيرها. كلها افعال واقوال عديمة الغاية المركزية الموجهة.
كل من يتطلع، او تتطلع، لان يكون رئيس وزراء في اسرائيل لا يمكنه بعد الان ان يتفادى الحسم. عليه أن يكف عن نثر الكلمات عديمة المعنى العملي والتي انطلقت حتى الان وان يعرض للجمهور خياره الاستراتيجي.
-------------------------------------------------------
تعليق