لك ياحماسنا هذه الكلمات والتي كتبها الشيخ حامد العلي : وهو غني عن التعريف
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
فيتامين (واو).. التزكية وجهان لعملة واحدة
تقليص
X
-
سؤالي لك قبل أن اقرأ ما يقوله الشيخ ابن تيمية
هل عندما دخلت حماس الوزرات طبقت الشريعة الاسلامية ؟
طبعا لا وألف لا
أجبني عليه ولا اريد ان اتعبك بالاسئلة
اذا انت تطالب حماس بقطع يد مئات السارقين وجلد المئات من شاربي الخمر والزناة وووو
يا اخي حكم عقلك لا يعقل بأي حال من الاحوال ان تقوم بتطبيق الشريعة الاسلامية مرة واحدة على منطقة لم يطبق الشرع فيها لمئات السنين
تطبيق الشرعية يأتي بالتدريج ... وبعد التمكين في الارض
تعليق
-
شيخ الاسلام بن تيمية يجيز تولي الوزارات والسلطة في الدولة الكافرة من باب المصالح والمفاسد:
يقول شيخ الاسلام بن تيمية في فتوته بعنوان(فصل تعارض الحسنات والسيئات الجزء 2 من مجموع فتاوى ابن تيمية ص 48 -61) :
"(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)يوسف ومن هذا الباب-باب المصالح والمفاسد_ تولى يوسف الصديق خزائن الارض-بيت المال أو وزارة المال-مع علمه أن ملك مصر وقومه كفار {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ }غافر34
ومن المعلوم أنه مع كفرهم لا بد ان يكون لهم عادة وسنة-مخالفة لشرع الله- في قبض الاموال وصرفها على الملك وحاشيته وجندة ورعيته ولا تكون تلك جارية-أي متوافقة- مع سنة الانبياء عدلهم-اي شرع الله القويم ومع هذا تولى يوسف خزائن الارض-
ولم يكن يوسف يتمكن أن يفعل كل ما يريد من دين الله_أي لم يستطيع تطبيق شرعة الله- فإن القوم لم يستجيبو له-اي ظلوا على كفرهم-
لكنه فعل الممكن من العدل والاحسان-برغم كفر العزيز ملك مصر وقومه- ونال بالسلطان -السلطة والوزارة- من إكرام المؤمنين من أل بيته مالم يمكن أن ينله من دون ذالك وهذا كله في قول الله(فإتقوا الله ما إستطعتم)
سيدنا يوسف تولى الوزارة في دولة غير مسلمة
صلاح الدين تولى الوزارة في دولة الفطميين الكافرة وغير المنكر تدريجيا(أنظر تاريخ الايوبيين)
شيخ الاسلام بن تيمية له فتوى كاملة أخرى في حكم تولي الوزارة في الدولة الظالمة (مجموع الفتاوي لشيخ الاسلام الجزء الثالث ص356-360)
والظالم نوعان ظالم في حق الله{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة4
تعليق
-
في الحقيقة أخي الكريم يظنّ بعض قاصري الفهم أن تطبيق الحدود الشرعية مجرّد مسألة شكلية تأتي بكبسة زر والسلام!!
والواقع أنّ المسألة أعمق من ذلك بكثير.............
وبما أنني ممن يؤمنون بأن تطبيق الحدود الشرعية يأتي بالتدريج وليس دفعة واحدة فلا بدّ من توضيح بسيط:
ينسى البعض أو يتناسى أن حدود الله تطبّق وفق مبدأ الحقوق والواجبات.........
أي أن الوالي أوالحاكم... أو الحكومة في المصطلح المعاصر عليها أن تعطي الناس وتوفر لهم حقوقهم قبل أن تطالبهم بواجب الوقوف عند حدود الله تعالى
كيف؟؟؟؟؟؟
نعطي بعض الأمثلة.......
إذا أرادت الحكومة أن تقيم حدّ السرقة المتمثّل بقطع يد السارق فلا بدّ لها من القضاء على البطالة أولاً أو على الأقل أن تجعلها في الحدود الدنيا ...
وأن توفر فرص العمل لجميع الناس بحيث تصل بالمجتمع إلى أن يكون الغالبية فيه فوق مستوى الفقر....
بالتالي لن يبقى هناك مبرر عوز أو حاجة للسارق.
ثمّ تأتي بعد ذلك إقامة الحدّ...
إذاً أولاً على الحكومة أن تعطي الناس حقوقهم وبعد ذلك تتطالبهم بواجب الوقوف عند حدود الله تعالى....
حينها ستجد الناس أنفسهم يرون قطع اليد أخف إجراء يتّخذ بحق السارق... لشدّة عجبهم واستغرابهم من تصرفه غير المبرر والذي يدل على مرض في نفسه ليس أكثر.
وحدّ الزنا مثلاً ينطبق عليه نفس التدرّج فعلى الحكومة الإسلامية أن تسعى إلى القضاء على مصادر الفتن والإغواء (كالفضائيات الماجنة وغيرها...) وتسهيل الزواج على الشباب والقضاء على العنوسة في المجتمع.. ويتّصل بذلك أيضاً القضاء على الفقر ما أمكن...
ثم تأتي بعد ذلك المرحلة التالية المتمثّلة بإقامة الحدّ على الزناة
وحينها أيضاً ستجد الناس أنفسهم يرون الجلد أو الرجم أقل عقوبة تتخذ بحق الزناة , ولو كان بيدهم لطالبو بعقوبة أشدّ... لشدّة ازدرائهم لهذا الفعل مع عدم توفّر مسبباته لقضاء الحكومة عليها..
لكن رحمة الله تعالى ستجعلهم يلتزمون حدوده دون زيادة... ولن ترى معترضاً عليها بل الكل مبارك إلا الشواذّ.
ناهيك عن أن رحمة الله بنا جعلت إقامة الحدود لا تتأتّى إلا بشروط صعبة يندر تحقيقها كوجود شهود أربعة على حالة الزنى حتى يقام الحدّ.. وعلى ذلك قس.
مما سبق أستطيع القول بأن كل من يطالب الأنظمة الإسلامية الناشئة بسرعة تطبيق الحدود إنما هو لم يفهم مقاصد الشريعة السمحة من وراء تطبيق الحدود........
فإقامة الحدود تعني أولاً قيام الحكومة بمسؤوولياتها تجاه الناس... بإعطائهم حقوقهم كاملة قبل أن تطالبهم بواجباتهم..
نحن نريد اناس يعرفون الله ويلتزمون حدوده ليعلوا كلمته ويطبقوا شرعه
تعليق
-
لا تستعجل فى اطلاق الفتاوي والاحكام ................. بل تمهل وافهم
ردا على الاخوة الذين يضللوا حماس لدخولها الوزارة
شيخ الاسلام بن تيمية يجيز تولي الوزارات والسلطة في الدولة الكافرة من باب المصالح والمفاسد:
يقول شيخ الاسلام بن تيمية في فتوته بعنوان(فصل تعارض الحسنات والسيئات الجزء 2 من مجموع فتاوى ابن تيمية ص 48 -61) :
"(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)يوسف ومن هذا الباب-باب المصالح والمفاسد_ تولى يوسف الصديق خزائن الارض-بيت المال أو وزارة المال-مع علمه أن ملك مصر وقومه كفار {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ }غافر34
ومن المعلوم أنه مع كفرهم لا بد ان يكون لهم عادة وسنة-مخالفة لشرع الله- في قبض الاموال وصرفها على الملك وحاشيته وجندة ورعيته ولا تكون تلك جارية-أي متوافقة- مع سنة الانبياء عدلهم-اي شرع الله القويم ومع هذا تولى يوسف خزائن الارض-
ولم يكن يوسف يتمكن أن يفعل كل ما يريد من دين الله_أي لم يستطيع تطبيق شرعة الله- فإن القوم لم يستجيبو له-اي ظلوا على كفرهم-
لكنه فعل الممكن من العدل والاحسان-برغم كفر العزيز ملك مصر وقومه- ونال بالسلطان -السلطة والوزارة- من إكرام المؤمنين من أل بيته مالم يمكن أن ينله من دون ذالك وهذا كله في قول الله(فإتقوا الله ما إستطعتم)
سيدنا يوسف تولى الوزارة في دولة غير مسلمة
صلاح الدين تولى الوزارة في دولة الفطميين الكافرة وغير المنكر تدريجيا(أنظر تاريخ الايوبيين)
شيخ الاسلام بن تيمية له فتوى كاملة أخرى في حكم تولي الوزارة في الدولة الظالمة (مجموع الفتاوي لشيخ الاسلام الجزء الثالث ص356-360)
والظالم نوعان ظالم في حق الله{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة4
وظالم في حق الناس
وحسبنا هذا الحديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"سيأتي أقوام يوم القيامة يكون إيمانهم عجباً، فيقول بشراكم اليوم، سلام عليكم، فادخلوها خالدين، فيغبطهم الملائكة والأنبياء والناس على محبة الله لهم، فيقول الصحابة: من هم يا رسول الله؟ قال: ليسو منا ولا منكم، هؤلاء يأتون بعدكم، فيجدون كتاباً عطله الناس، وسنة أماتوها، فيقبلون على الكتاب والسنة فيحيونها ويقرؤونها ويعلمونها الناس، فيلاقون في سبيلها أشد وأعنف مما لا قيتم، إن إيمان أحدهم بإيمان أربعين منكم، وشهادة أحدهم بأربعين من شهدائكم، فأنتم تجدون على الحق أعواناً وهم لا يجدون أعواناً، فيحاطون بالظالمين من كل مكان، وهم في أكناف بيت المقدس، وفي هذا الظرف يأتيهم نصر الله، وتكون عزة الإسلام على أيديهم، ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم انصرهم واجعلهم رفقائي على الحوض". وهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري رضي الله عنه
(وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) يونس 41
اعلم ان الرد طويل ولكن فيه الفائدة للجميع!!55:5 22:2
الشبهة الأولى:
عمل يوسف عند ملك مصر وجوابها
اعلم أن هذه الشبهة تعلق بها بعض من أفلس من الأدلة...
فقالوا: ألم يتول يوسف عليه السلام منصب الوزارة عند ملك كافر لايحكم بما أنزل الله تعالى ؟ إذن يجوز المشاركة بالحكومات الكافرة بل والولوج في البرلمانات ومجالس الأمة ونحوها..
فنقول وبالله تعالى التوفيق:ـ
أولاً: إنَّ الاحتجاج بهذه الشبهة على الولوغ في البرلمانات التشريعية وتسويغها باطل وفاسد، لأن هذه البرلمانات الشركية قائمة على دين غير دين الله تعالى ألا وهو دين الديمقراطية الذي تكون ألوهية التشريع والتحليل والتحريم فيه للشعب لا لله وحده..
وقد قال تعالى: {ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}(38). فهل يجرؤ زاعمٌ أن يزعم بأنَّ يوسف عليه السلام اتبع ديناً غير دين الإسلام أو ملّة غير ملّة آبائه الموحِّدين.. أو أقسم على احترامها..؟؟ أو شرَّع وِفقاً لها..؟؟ كما هو حال المفتونين بتلك البرلمانات(39)..؟؟.
كيف وهو يعلنها بملء فيه في وقت الاستضعاف فيقول: {إني تركتُ ملّة قومٍ لا يُؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعتُ ملّة ءاباءي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء}(40).
ويقول: {يا صاحبيَ السّجن ءأربابٌ مُّتفرقون خيرٌ أمِ الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماءً سمَّيتموها أنتم وءاباؤُكم ما أنزل الله بها من سلطان إنِ الحكمُ إلالله أمر ألاَّ تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون}(41).
أفيُعلنها ويصدع بها ويدعو إليها وهو مستضعف.. ثم يُخفيها أو ينقضها بعد التمكين..؟؟!!.
أجيبونا يا أصحاب الاستصلاحات..!!
ثم ألا تعلمون يا دهاقين السياسة أن الوزارة سلطة تنفيذية والبرلمان سلطة تشريعية..وبين هذه وهذه فروق وفروق، فالقياس ها هنا لا يصح عند القائلين به(42)... ومنه تعلم أن الاستدلال بقصة يوسف عليه السلام على تسويغ البرلمانات لا يصح أبداً، ولا مانع أن نُواصل إبطال استدلالهم بها على الوزارة لاشتراك المنصبين في زماننا بالكفر..
ثانياً: إنَّ مُقايسة تولي كثير من المفتونين للوزارة في ظلِّ هذه الدول الطاغوتية التي تشرع مع الله وتحارب أولياء الله وتوالي أعداءه على فِعل يوسف عليه السلام قياس فاسد وباطل من وجوه:ـ
1 ـ أنَّ متولي الوزارة في ظلِّ هذه الحكومات التي تحكم بغير ما أنزل الله تعالى لابد وأن يحترم دستورهم الوضعي ويدين بالولاء والإخلاص للطاغوت الذي أمره الله أول ما أمره أن يكفر به {يُريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمِروا أن يكفروا به}(43). بل لابد عندهم من القسم على هذا الكفر قبل تولي المنصب مباشرة تماماً كما هو الحال بالنسبة لعضو البرلمان(44). ومن يزعم أن يوسف الصدِّيق الكريم ابن الكريم ابن الكريم كان كذلك مع أن الله زكاه وقال عنه: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}(45). فهو من أكفر الخلق وأنتنهم، قد برىء من الملّة ومرق من الدين، بل هو شرٌّ من إبليس اللعين الذي استثنى حين أقسم فقال: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصـين}(46).
ويوسف عليه السلام يقيناً وبنص كلام الله تعالى من عباد الله المخلصين بل من ساداتهم..
2 ـ إنَّ متولي الوزارة في ظلِّ هذه الحكومات ـ أقسم اليمين الدستورية أم لم يقسم ـ لابد له أن يدين بالقانون الكفري الوضعي وأن لا يخرج عنه أو يخالفه، فما هو إلا عبدٌ مخلصٌ له وخادمٌ مطيعٌ لمن وضعوه في الحقِّ والباطل والفسق والظلم والكفر..
فهل كان يوسف الصدِّيق كذلك، حتى يصلح الاحتجاج بفعله لتسويغ مناصب القوم الكفرية..؟؟ إنَّ مَن يرمي نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله بشيءٍ من هذا لا نشكُ في كفره وزندقته ومروقه من الإسلام.. لأن الله تعالى يقول: {ولقد بعثنا في كلِّ أمةٍ رسولاً أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}(47). فهذا أصل الأصول وأعظم مصلحة في الوجود عند يوسف عليه السلام وسائر رسل الله..
فهل يعقل أن يدعو النَّاس إليه في السراء والضراء وفي الاستضعاف والتمكين ثم هو يناقضه فيكون من المشركين؟؟ كيف والله قد وصفه بأنه من عباد الله المخلصين؟؟ ولقد ذكر بعض أهل التفسير أنَّ قوله تعالى: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك...}(48). دليل على أنَّ يوسف عليه السلام لم يكن مُطبقاً لنظام الملك وقانونه ولا مُنقاداً له ولا مُلزماً بالأخذ به..
فهل يوجد في وزارات الطواغيت أو برلماناتهم اليوم مثل هذا؟؟ أي أن يكون حال الوزير فيها كما يقال (دولة داخل دولة)..؟؟ فإن لم يوجد فلا وجه للقياس ها هنا..
3 ـ إنَّ يوسف عليه السلام تولى تلك الوزارة بتمكين من الله عز وجل، قال تعالى: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض}(49). فهو إذاً تمكين من الله، فليس للملك ولا لغيره أن يضره أو يعزله من منصبه ذاك، حتى وإن خالف أمر الملك أو حكمه وقضاءه...
فهل لهؤلاء الأراذل المتولين عند الطواغيت اليوم نصيبٌ من هذا في مناصبهم المهترئة التي هي في الحقيقة لعبة بيد الطاغوت، حتى يصح مقايستها على ولاية يوسف عليه السلام تلك وتمكينه ذاك؟.
4 ـ إنَّ يوسف عليه السلام تولى الوزارة (بحصانة) حقيقية كاملة من الملك، قال سبحانه وتعالى: {فلما كلَّمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين}(50). فأطلقت له حرية التصرف كاملة غير منقوصة في وزارته {وكذلك مكّنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء}(51). فلا معترض عليه ولا محاسب له ولا رقيب على تصرفاته مهما كانت.. فهل مثل هذا موجود في وزارات الطواغيت اليوم أم أنها حصانات كاذبة زائفة… تُزال وتسحب سريعاً إذا لعب الوزير بذيله، أو ظهر عليه شيء من المخالفة أو الخروج عن خط الأمير أو دين الملك؟؟ فما الوزير عندهم إلا خادمٌ لسياسات الأمير أو الملك يأتمر بأمره وينتـهي عن نهيه، وليس له الحق بأن يُخالف أمراً من أوامر الملك أو الدستور الوضعي ولو كان مضاداً لأمر الله تعالى ودينه...
ومن زعم أن شيئاً من هذا يشبه حال يوسف عليه السلام في ولايته فقد أعظم الفرية وكفر بالله وكذّب تزكيته سبحانه ليوسف عليه السلام...
فإن علم أن حاله عليه السلام ووضعه ذاك غير موجود اليوم في وزارات الطواغيت... فلا مجال للقياس ها هنا، إذاً فليترك البطالون عنهم الهذر والهذيان في هذا الباب..
ثالثاً: من الردود المبطلة لهذه الشبهة، ما ذكر بعض أهل التفسير من أن الملك قد أسلم، وهو مروي عن مجاهد تلميذ ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا القول يدفع الاستشهاد بهذه القصة من أصله...
ونحن ندين الله ونعتقد بأن اتباع عموم أو ظاهر آية في كتاب الله تعالى أولى من كلام وتفسيرات وشقشقات واستنباطات الخلق كلّهم العارية من الأدلة والبراهين... فمما يدل على هذا القول؛ قوله تبارك وتعالى عن يوسف عليه السلام: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض}(52).
وهذا مجمل قد بيّنه الله تعالى في موضع أخر من كتابه فوصف حال من يُمَكِّنَ لهم في الأرض من المؤمنين بقوله: {الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}(53).
ولا شك أن يوسف عليه السلام من هؤلاء بل من ساداتهم، الذين إن مكنهم الله أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر.. ولا شك ولا ريب عند من عرف دين الإسلام أن أعظم معروف فيه هو التوحيد الذي كان أصل الأصول في دعوة يوسف وآبائه عليهم السلام... وأعظم منكر هو الشرك الذي كان يحذر منه يوسف ويمقت ويبغض ويُعادي أربابه.. وفي دلالة واضحة وقاطعة على أن يوسف بعد أن مَكَّنَ الله له كان صادعاً بملة آبائه يعقوب واسحاق وإبراهيم، آمراً بها ناهياً محارباً لكلِّ ما خالفها وناقضها... فلا هو حكم بغير ما أنزل الله، ولا هو أعان على الحكم بغير ما أنزل الله، ولا أعان الأرباب المشرِّعين والطواغيت المعبودين من دون الله ولا ظاهرهم أو تولاهم كما يفعل المفتونون في مناصبهم اليوم..
فضلاً أن يُشاركهم في تشريعاتهم كما يفعل اليوم المفتونون في البرلمانات بل يُقال جزماً إنه قد أنكر حالهم وغيَّر مُنكرهم وحكم بالتوحيد ودعا إليه ونابذ وأبعد من خالفه وناقضه كائناً من كان... وذلك بنص كلام الله تعالى... ولا يصف الصدِّيقَ الكريم ابن الأكرمين بغير هذا إلا كافرٌ خبيثٌ قد برىء من ملّته الطاهرة الزكية...
ومما يدل على هذا أيضاً دلالة واضحة ويؤكده.. بيان وتفسير مجمل قوله تعالى: {وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين}(54). فما تُرى الكلام الذي كلّم يوسف الملك به هنا، حتى أعجِب به ومكّنه وأمنه؟؟. أتُراه انشغل بذكر قصة امرأة العزيز وقد انتهت وظهر الحق فيها... أم تُراه كلَّمه عن الوحدة الوطنية!! والمشكلة الاقتصادية!! و..و... أم ماذا؟؟؟.
ليس لأحد أن يرجم بالغيب ويقول ها هنا بغير برهان، فإنْ فعلَ فهو من الكاذبين.. لكن المبيِّن المفسر لقوله تعالى: {فلما كلَّمه} واضحٌ صريحٌ في قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كلِّ أمةٍ رسولاً أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}(55).
وقوله تعالى: {ولقد أُوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركتَ ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}(56).
وقوله تعالى في وصف أهم المهمات في دعوة يوسف عليه الصلاة السلام: {إني تركتُ ملَّة قومٍ لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت ملّة ءاباءي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء..}(57).
وقوله تعالى عنه:{...ءأربابٌ متفرقون خيرٌ أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماءً سميتموها أنتم وءاباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إنِ الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيِّم ولكن أكثر النّاس لا يعلمون}(58).
لا شك أنَّ هذا أعظم كلام عند يوسف عليه السلام فهو الدين القيِّم عنده وأصلُ أصولِ دعوته وملَّته وملَّة آبائه.. فإذا أمر بمعروف فهذا أعظم معروف يعرفه... وإن نهى عن منكر فليس بمنكر عنده أنكر مما يُناقض هذا الأصل ويُعارضه.. فإذا تقرر هذا.. وكان جوابُ الملك له: {إنك اليوم لدينا مكينٌ أمين} فهو دليلٌ واضحٌ على أنَّ الملك قد تابعه ووافقه عليه وأنه قد ترك ملَّة الكفر واتبع ملَّة إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام...
أو قُل إنْ شئتَ: على أقلِّ الأحوال أقرّه على توحيده وملَّة آبائه، وأطلق له حرية الكلام والدعوة إليها وتسفيه ما خالفها ولم يعترض عليه في شيءٍ من ذلك ولا كلفه بما يُناقضه أو يخالفه... وحسبك بهذا فرقاً عظيماً بين حاله عليه السلام هذه.. وبين حال المفتونين من أنصار الطواغيت وأعوانهم في وزارات اليوم أو المشاركين لهم بالتشريع في برلماناتهم..(59).
رابعاً: إذا عرفت ما سبق كلَّه وتحقق لديك يقيناً بأنَّ تولي يوسف عليه السلام للوزارة لم يكن مخالفاً للتوحيد ولا مُناقضاً لملَّة إبراهيم كما هو حال توليها في هذا الزمان..
فعلى فرضِ أن الملك بقي على كفره.. فتكون مسألةُ تولي يوسف هذه الولاية مسألةً من مسائل الفروع لا إشكال فيها في أصل الدين لما تقرر من قبل بأن يوسف لم يقع منه كفرٌ أو شركٌ أو تولي للكفار أو تشريعٌ مع الله بل كان آمراً بالتوحيد ناهياً عن ذلك كلِّه.. وقد قال الله تعالى في باب فروع الأحكام: {لكلٍّ جعلنا منكم شِرعةً ومنهاجاً}(60). فشرائعُ الأنبياء قد تتنوع في فروع الأحكام لكنِّها في باب التوحيد واحدة، قال رسول الله : (نحن معاشرَ الأنبياء إخوةٌ لعلات ديننا واحد)(61). يعني: إخوةٌ من أمهات مختلفة والأب واحد.. إشارةٌ إلى الإتفاق في أصل التوحيد والتنوع في فروع الشريعة وأحكامها... فقد يكون الشيءُ في باب الأحكام في شريعة من قبلنا حراماً ثم يحل لنا كالغنائم، وقد يحصل العكس، أو شديداً على من قبلنا فيخفف عنا وهكذا.. ولذا فليس كلُّ شرعٍ في شرع من قبلنا شرعاً لنا.. خصوصاً إذا عارضه من شرعنا دليل..
وقد صح الدليل في شرعنا على معارضة هذا الذي كان مشروعاً ليوسف عليه السلام، وتحريمه علينا.. فروى ابن حبان في صحيحه وأبو يعلى والطبراني أنَّ النبي قال: (ليأتين عليكم أُمراء سفهاء يقربون شرار النّاس، ويُؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفًا، ولا شرطياً، ولا جابياً، ولاخازناً).
والراجحُ أنَّ هؤلاء الأمراء ليسوا كفاراً بل فُجاراً سفهاء، لأن المحذِّر عادةً إذا حذر فإنما يذكر أعظم المفاسد والمساوئ، فلو كانوا كفاراً لبينه ، لكن أعظمَ جرائمهم التي ذكرها النبي هنا؛ هي تقريب شِرار النّاس وتأخيُر الصلاة عن مواقيتها.. ومع هذا فقد نهى الرسول ها هنا نهياً صريحاً عن أن يكون المرءُ لهم خازناً.. فإذا كان توالي وظيفة الخازن عند أُمراء الجور منهياً عنه في شرعنا ومحرماً.. فكيف بتولي وزارة الخزانة عند ملوك الكفر وأُمراء الشرك؟.{قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليم}(62). فهذا دليلٌ صحيحٌ وبرهانٌ صريحٌ على أنَّ هذا كان من شرع من قبلنا ، وأنه منسوخٌ في شرعنا... والله تعالى أعلم..
وفي هذا الكفاية لمن أراد الهداية.. لكن من يُقدِّم استحسانه واستصلاحه وأقاويل الرجال على الأدلة والبراهين، فلو انتطحت الجبال بين يديه لما ظفر بالهدى..{ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً..}(63).
وأخيراً وقبل أن أختم الكلام على هذه الشبهة أُنبِّه إلى أنَّ بعض المفتونين الذين يسوِّغون الشرك والكفر باستحسانهم واستصلاحهم الولوغَ في الوزارات الكفرية والبرلمانات الشركية يخلطون في حججهم وشبههم كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ حول تولي يوسف عليه السلام الوزارة... وهذا في الحقيقة مِن لَبس الحق بالباطل ومن الإفتراء على شيخ الإسلام وتقويله ما لم يقله.. إذ هو رحمه الله تعالى لم يحتج بالقصة لتسويغ المشاركة في التشريع والكفر أو الحكم بغير ما أنزل الله... معاذ الله فإننا نُنزه شيخ الإسلام ودينَه بل نُنزه عقله عن مثل هذا القول الشنيع الذي لم يجرؤ على القول به إلا هؤلاء الأراذل في هذه الأزمنة المتأخرة، نقول هذا.. حتى ولو لم نقرأ كلامه في هذا الباب، لأن مثل هذا الكلام لا يقوله عاقل، فضلاً عن أن يصدر من عالم رباني كشيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ... فكيف وكلامُه في هذا الباب واضحٌ وجليٌّ.. حيث كان كلُّه مُنصباً على قاعدة درء أعظم المفسدتين وتحصيلِ أعلى المصلحتين عند التعارض.. وقد علمتَ أنَّ أعظم المصالح في الوجود هي مصلحةُ التوحيد وأنَّ أعظم المفاسد هي مفسدة الشرك والتنديد.. وقد ذَكر أنَّ يوسف عليه السلام كان قائماً بما قدر عليه من العدل والإحسان، كما في الحسبة(64) حيث يقول في وصف ولايته: (وفَعلَ من العدل والخير ما قدر عليه ودعاهم إلى الإيمان بحسب الإمكان)اهـ.
ويقول: (لكنْ فَعلَ الممكنَ من العدل والإحسان)اهـ (65).
ولم يذكر مُطلقاً أنَّ يوسف عليه السلام شرّع مع الله تعالى أو شارك بالحكم بغير ما أنزل الله أو اتبع الديمقراطية أو غيرها من الأديان المناقضة لدين الله، كما هو حالُ هؤلاء المفتونين الذين يخلطون كلامه رحمه الله تعالى بحججهم الساقطة وشبهاتهم المتهافتة ليضلوا الطَغام، وليلبسوا الحق بالباطل والنور بالظلام...
ثم نحن يا أخا التوحيد... قائدنا ودليلنا الذي نرجع إليه عند التنازع هو الوحي لا غير ـ كلام الله وكلام الرسول .. وكلُّ أحدٍ بعد رسول الله فيؤخذ من قوله ويرد ـ فلو أنَّ مثل ما يزعمون صدر عن شيخ الإسلام وحاشاه ـ لمَا قبلناه منه ولا ممن هو أعظمُ منه من العلماء، حتى يأتينا عليه بالبرهان من الوحي... {قل إنما أُنذِركم بالوحي}(66).{قلْ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}(67).
فتنبه لذلك وعَض على توحيدك بالنواجذ، ولا تغتر أو تكترث بتلبيسات وإرجافات أنصار الشرك وخصوم التوحيد... أو تتضرّر بمخالفتهم وكن من أهلِ الطائفة القائمة بدين الله الذين وصفهم رسول الله بقوله: (لا يضرّهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتيَ أمرُ الله وهم كذلك)(68).ياآآآآآآآآرب نصرك
تعليق
-
حقا إني أأسف لهذا الحد الذي وصلنا إليه في النقاش، وإن كنت لم أره نقاشا جادا، بل هو دفع اتهامات وتبرئة ساحة حماس من قبل (المتحمسين الجدد).
مذ حصلت على شرف العضوية بهذه الشبكة المباركة، وأنا أتابع الموضوعات التي تثار وتطرح من قبل الأخوة، ما من موضوع هادف إلا ويحرف عن مساره، ولا يأت الانحراف إلا من قبل أعضاء حماس.
السؤال: هل هي محاولة لجعل الشبكة مرتعا للفتنة، وإثارة القلاقل؟
هل هي محاولة لتجعل من الشبكة مرتعا لاستخدام ألفاظا نابية؟! (لكن الأخوة أوعى وأنضج من أن ينزلوا لهذا الدرك).
وأبناء حماس يتبادلون الأدوار، الواحد منهم لا حجة لديه، ولا قدره على المحاججة والاقناع، فيبعث إلى غيره عساه يكون لديه جديد، ولم يدروا أنهم يرددون نفس الكلمات، والعبارات. لم يعلموا أنهم مثل كاسيت مسجل (من أكبرهم إلى أصغرهم)، ليس لديهم مساحة من حرية التعبير والرأي.
بدأ الحديث بأبي القسام، حشر في الزاوية وتذرع بالقتلى الأربع في القرارة.
ثم جاء من ينوب عنه (سيف الحق) من تيار الحمساويين الجدد، كون أن حماس ولية نعمه ويتلقى راتبا منها، يريد أن يثبت ولائا، ويتحدث بأمور تدينه ولا تقف في صفه.
طبعا سأتجاهل كل الردود والمشاركات الحمساوية، لاسيما من الأخ القدير ابن الـ (40) ربيعا.
إن كنت تراني متعاليا، حقا سأكون متعاليا في هذا المقام، بألا أنزل في "المستنقع"، وأتلفظ بألفاظ الشوارع، وأحدث أناس عقولهم مغيبة.
لما تشعر بأن عقلك تحرر وأصبح عندك مساحة من الحرية، مستعد حينها للحوار الجاد والهادف. والكلام ينساق على بقية أمثالك.
تعليق
-
طبعا سأتجاهل كل الردود والمشاركات الحمساوية، لاسيما من الأخ القدير ابن الـ (40) ربيعا.
إن كنت تراني متعاليا، حقا سأكون متعاليا في هذا المقام، بألا أنزل في "المستنقع"، وأتلفظ بألفاظ الشوارع، وأحدث أناس عقولهم مغيبة.
لما تشعر بأن عقلك تحرر وأصبح عندك مساحة من الحرية، مستعد حينها للحوار الجاد والهادف. والكلام ينساق على بقية أمثالك
لاسيما اني متابع لردود الاخ _سيف الحق ولم يتلفظ بأي من الاعذار الواهية التي تذرعت بها
ما من موضوع هادف إلا ويحرف عن مساره، ولا يأت الانحراف إلا من قبل أعضاء حماس.
السؤال: هل هي محاولة لجعل الشبكة مرتعا للفتنة، وإثارة القلاقل؟
هل هي محاولة لتجعل من الشبكة مرتعا لاستخدام ألفاظا نابية؟! (لكن الأخوة أوعى وأنضج من أن ينزلوا لهذا الدرك
كان الله في عونك
تعليق
تعليق