إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لبنــــان ...لماذا!! الى ايـــن؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لبنــــان ...لماذا!! الى ايـــن؟؟

    لبنــــان ...لماذا!! الى ايـــن؟؟
    ــــــــــــــــــــ
    نظرة اولية

    من نافلة القول ان انتهاء الحرب الباردة على الصعيد الدولي قد افرز القوة العالمية احادية الرأس المتمثلة بالولايات المتحدة الامريكية، والناتج الاولي هو سعي القوة المطلقة الى التحكم بالعالم عبر مسار تحدده رؤيتها ومصالحها ، ومع تقسم العالم الى مناطق طبقا لمستويات المصلحة والاولويات ، وطبقا لتحديد مواطن القوة والضعف ، ومع المحاولات الاوروبية لتعبئة الفراغ الناشيء عن غياب الاتحاد السوفياتي كقوة دولية ، اصبحت منطقة الشرق الاوسط هي في موقع الاولوية المطلقة ، كونها مقترنة بأمرين اساسيين اخرين لهم طابع الاستراتيجية العليا في السياسة الامريكية وهما وجود النفط والكيان الصهيوني ، فالاول يمثل عمق القوة الاقتصادية الصناعية في العالم وعصبها الرئيسي فيما الثاني يمثل العمق المنهجي والفكري ، وفي تلكم المرحلة عينها برز المحافظون الجدد عبر الرئيس الامريكي ريغان الذي تتمثل لديه بزور العقيدة المسيحية الصهيونية المؤمنة بشدة بضرورة تسهيل انشاء الكيان اليهودي تمهيدا للعودة المرتقبة للسيد المسيح عليه السلام ، وريغان يعتبر الاب الروحي في العصر الامريكي الحديث لهذا الفكر .وقد توصل الى انشاء مجموعة عمل متقدمة ومتطورة تستهدف التهيئة للسيطرة على مفاصل القرار في الادارة الامريكية وبالتالي في العالم بهدق تحقيق رؤيتها الفكرية عبرها والتي نجحت بالتمثل في السيطرة عبر ادارة جورج بوش الابن ، ورفعت شعارا استراتيجيا متداورا لملء فراغ الوجود العسكري المباشر عبر منهجية الفوضى الخلاقة والتي تقضي بتحقيق متغيرات دراماتيكية تؤدي الى هدم دعائم الفكر القومي لمصلحة الشمولية العلمية الاقتصادية تحت شعارات براقة كالديمقراطية والعدالة والتقدم ، وتفكيك المجتمعات ذات الطابع القومي الى اثنيات وعرقيات متناحرة لتسهيل السيطرة المطلوبة لاجل تحقيق مجموعة الاهداف المنتقاة حسب كل مرحلة .
    عجالة تاريخية للبنان


    مفاصل رئيسية سريعة حول لبنان تمكننا من فهم التالي من الاحداث عبر ربطها بسياقها، فالتركيبة اللبناني وادعاء التفرد فيها والذي يتم تداوله كثيرا ليس مجرد اهواء او انتقاص من الواقع بل هو في حقيقته خروجا عن المسار ، فمنذ زمن الامبراطورية العثمانية كانت امارة جبل لبنان كما العديد من الجبال البعيدة المعزولة مأوى لاقليات عرقية او دينية كالمسيحيين والدروز ، والموارنة بشكل خاص كانوا اغلبية مسيحية سبق لها وان خاضت معارك تهدف السيطرة على الامارة في وجه الحكام الدروز او المسلمين وقد كانت الغلبة بينهم تبعا لطبيعة علاقاتهم بالحكام العثمانيين المهتمين اصلا بتوطيد دعائم سيطرتهم عبر حكام موالين ينفذون رغباتهم ، والمذهب الماروني هو خاص باللبنانيين فهم ليسوا من اتباع الكنيستين الكاثوليكية او البروتستانتية ،كما انهم لا يتبعون مسيحيي الشرق الذين هم جزء من تركيبة الامة العربية وجودا وتكوينا وثقافة ، بل يعتقدون انفسهم امتدادا للثقافة العربية وتمثيلا لوجودها في الشرق ما شكل تمايزا فارقا بينهم وبين الطوائف الشرقية من المسيحيين وفي علاقاتهم مع المسلمين ، وفي خضم الصراع الدولي بين العثمانيين من جهة وكل من بريطانيا وفرنسا من جهة اخرى انعكس الفكر الانتمائي الماورني ليشكل واحدة من اسس الصراع الاوروبي مع السلطنة وانتزعت فرنسا عبر علاقاتها مع الموارنة العديد من الامتيازات من الحكم العثماني باعتبارها وصية حضارية دينية وثقافية للارث الماروني المسيحي في لبنان ، وهو الاثر الذي استمر تفاعله زمن الانتداب الفرنسي للبنان بعد انهيار الحكم العثماني ، وصولا الى مرحلة ما سمي بالاستقلال والذي يمثل حالة نادرة منفردة فقد قامت سلطات الاحتلال في جميع الدول التي كانت تحتلها بمنحها الاستقلال دون تحديد الهوية القومية او الدينية لها الا في لبنان فقد عمدت فرنسا الى كسر القاعدة ومكنت الموارنة من تأطير حركتهم السياسية وتدعيمها لتشكل حالة موازية تشترط منحها دورا مشاركا في الهوية كثمنا للاستقلال ، واستنت لهذا اعرافا خاصة لتزاوج بين الجمهورية وعملية الغاء السمة الدينية الاسلامية عنها ومنع ابراز هوية الانتماء القومي باعتبار ان المسيحيين في لبنان ويمثلهم الموارنة يشكلون عاملا قوميا خاصا ان لم يكن اوروبيا غربيا ، فهو ليس بعربي ، وقد ارتضى الطرف الاخر اي المسلمون بهذه المعادلة في ظل توازن القوى الذي كان يميل وبقوة لمصلحة الموارنة ، وهكذا نشأ ما اصطلح على تسميته بالمارونية السياسية ، والتي كانت نقطة تجاذب بين الدين والهوية على مدى وجود الدولة وبنائها . ( يتبـــــع )
    [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

  • #2
    بارك الله فيك أخي على هذا الطرح المتميز
    حقيقة لا يوجد أي تعليق عندي
    أنتظر التكملة بشغف
    تحياتي لك

    تعليق


    • #3
      ننتظر التكملة

      وبارك الله فيك وجزاك الله كل خير

      أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
      وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
      واذاق قلبي من كؤوس مرارة
      في بحر حزن من بكاي رماني !

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخي

        تعليق


        • #5
          لبنان في محيطه العربي

          كان لبنان من اوائل الدول التي حققت استقلالها عن الاستعمار المباشر ولذا فأن بقية الدول التي استقلت لاحقا وجدت لبنان وتعاملت معه ككيان قائم بذاته ، ومع احداث متغيرات في الهوية على الصعيد العربي خصوصا مرحلة جمال عبد الناصر برز لبنان كنقطة تجاذب بين المد القومي الذي عاد يتعاظم في المشرق عموما وبين المنهج الاستعماري الساعي لابقاء حال السيطرة غير المباشرة على الانظمة التي مثلت حالات الاستقلال عنها ، وتنازعت العلاقة مع لبنان اهواء الانظمة كل حسب اتجاهه وارتباطه ، ولان العرف الذي ارساه الاستعمار الفرنسي قبل انسحابه من لبنان قد منح الموارنة رئاسة الجمهورية بصلاحيات هائلة قد مكن الموارنة من ابقاء لبنان بعيدا الى حد كبير عن حركة المد القومي او تصادم معها عندما اشتدت وتعاظم ثقلها الجماهيري ، وصولا الى الاستقواء بالقوى الغربية لاحكام السيطرة على الشارع العربي المتمرد كما حدث عام 1958 عندما استعان الرئيس كميل شمعون بالقوات الامريكية لما ثار الشعب في ظل حال الامتداد العربي القومي ، وعليه فقد بات لبنان بما هو عليه مرأة لعلاقة الشارع العربي بكل اهوائه مع الغرب اتفاقا او تناقضا ، يتبدل فيه واقع التركيبة السياسية تبعا لحركة المد والجزر الناتجة عن مفاعيل الوحدة والصراع مع الغرب في الشارع العربي والقوة السياسية المتحكمة بهذا الشارع ،هذا في ظل استمرار احكام السيطرة المارونية على مقاليد الامور السياسية والاقتصادية مما افرز حالات من التصادم مع المجتمع اللبناني برمته ، واستمرت تتلاطم الامواج بين ارتداد الهزات القومية ومفاعيل الازمات الداخلية خصوصا الاجتماعية منها والاقتصادية ، والتي افرزت حزاما من البؤس لف العاصمة اللبنانية بيروت بشكل خاص ومعظم المدن الاخرى بنسب متفاوتة واشتركت بأنشائه شرائح مختلفة من الشعب اللبناني طغت عليه الصبغة الاسلامية ، وهو ما اسس للحرب الاهلية التي بدأت عام عام 1975 ، فيما بقي الحال بالتعامل العربي بين اخذ ورد تنيجة لاستمرار حال الصراع الداخلي وهزائم التيار القومي في الصراع مع الكيان الصهيوني الذي شكل رأس حربة الغرب في استمرارية صراعهم مع العرب وبات الدور اللبناني عبر رئاسته المارونية ثانويا وهو ما يفسر تخلي الغرب عنه خلال الحرب الاهليه وتركه لمصيره ولحركة القوى الداخلية وقدراتها وامكاناتها.

          ما بين الحرب الاهلية واجتياح 1982

          يحاول العديد من اللبنانيين الايحاء دائما ان الحرب الاهلية في لبنان قد بدأت شرارتها لعوامل خارجية تتصف بالبعد القومي عبر مسألة الوجود الفلسطيني في لبنان وتحول لبنان الى ساحة للصراع العربي الصهيوني المباشر ، وهذا صحيح نسبيا ، الا انه واحد من مفاعيل حركة ارتدادية للواقع الاجتماعي الاقتصادي الذي هيمن الموارنة عبره على مقاليد الامور ومنها السياسية وحاولوا ابعاد الساحة اللبنانية عن تداعيات نشوء الكيان الصهيوني في فلسطين وابقاء لبنان ليس بمنأى عنه بل ايضا بمحاولات زجه في محاور اقليمية معادية لفكرة التحرر الوطني التي افرزتها المشكلة الفلسطينية والتي لفت بتأثيراتها المختلفة مجمل دول الطوق بشكل رئيسي ومنظومة الدول العربية عموما . وقد اضيفت المخيمات الفلسطينية المحيطة ببيروت وغيرها من المدن الى حزام البؤس اللبناني فتشارك الفلسطيني مع اللبناني بؤسه الاجتماعي وحرمانه ، وتقاسم اللبناني مع الفلسطيني مشكلته الوطنية وبعدها القومي ، والتقت المصالح في تناقضها مع السلطة المارونية بأبعادها الاجتماعية والسياسية والقومية ، وهكذا اختلطت اوراق الحرب الاهلية بالمشكلة القومية كتعبير حقيقي عن ازمة الهوية والانتماء المتمثلة بالمارونية السياسية . التي اخذت في واحدة من تداعياتها استعانة المارونية السياسية لتأكيد استمرار سيطرتها على السلطة الى مساعدة القوات الصهيونية التي اجتاحت لبنان وتعاونت معها في تحقيق المطلب الصهيوني في الاطار القومي من اجل اتاحة الفرصة لها لتحقيق معادلة جديدة تضمن استمرارية تسلطها على الحكم في لبنان ، ومرة اخرى تضافرت القوى المحلية والخارجية للتصدي للاهداف والنتائج المشتركة اسرائيليا ولبنانيا ، والتي تمثلت بلفقاء العديد من القوى الوطنية اللبنانية مع سوريا التي شكل اجتياح الصهاينة للبنان نكسة في ميزان القوى لصالح الكيان والذي ان انتج حكما لبنانيا غير متصارع معها قد يحول لبنان الى شوكة في خاصرة سوريا تحمل لحساب المشروع الصهيوني ومن يقف خلفهم على قاعدة امتزاج المصالح بين ما هو داخلي وما هو خارجي ،ولان الناتج الاولي الفارق عن الاجتياح كان خروج الفلسطينيين العسكري من لبنان في ظل استمرار الاحتلال الصهيوني ، وبتراجع دور القوى الوطنية لقلة خبرتها وتضاؤل قواها امام الصهاينة من جهة وتعاظم دور المؤسسة المارونية التي باتت تشكل الى جانب الحالة السياسية حالة ميليشيوية عسكرية بجانب امساكها بزمام السلطة ، تصاعد المد الوطني الجماهيري في الشارع اللبناني وبات الخلاص من الاحتلال يعني من ضمن ما يعني تغيير حال السلطة التي باتت في وجه من وجوهها تعبيرا استمراريا عن الاحتلال نفسه . في هذا الوقت برز حزب الله في وسط الحالة الاجتماعية الاكثر فقرا والاكثر حرمانا واحد اهم الفئات اللبنانية التي قاسمت الفلسطينيين همومهم ومشاكلهم وشاركتهم في كل شيء بما في ذلك عقلية الثورة على الواقع والتصدي له ، والذي جاء كحالة تعبير حقيقية عن واقع الحال بتعبيراته الايجابية والسلبية .
          ( يتبـــــــــــــع )
          [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

          تعليق


          • #6
            نحو اتفاق الطائف


            دام الاحتلال الصهيوني للبنان ثمانية عشر عاما وتوالت فصائل المقاومة بالتصدي للاحتلال حتى وصل الى ما بات يعرف بالشريط الحدودي واستقر هناك ، وبدأت محاولات استعادة السيطرة على الداخل اللبناني عبر الامساك بالسلطة ، وتناحر امراء الحرب فيما بينهم وحولوا بيروت الى جزيئات متناحرة بعضها على اسس طائفية وأخرى مذهبية وسياسية و,,,,,,,,,,,,, الخ من مثيلات التعابير الزائفة التي لا تمثل حقيقة الامر الذي يؤكد ان الصراع الداخلي انما هو تعبير عن ارتداد السياسات الخارجية الساعية لامساك بزمام الامور في لبنان لتحويله الى رأس حربة يصارع بها .وحدها المقاومة بقيت بعيدا عن هذا التقاتل الداخلي ولم تنجر اليه بل تفرغت لقتال العدو بأعتبار ان وجوده هو اساس الطمع بالسيطرة على لبنان . وتوالت فصول التقاتل حتى انهكت جميع القوى ولم يستطع اي منها حسم الامور لصالحه خصوصا وأن الدعم الدولي لكل منها قد تلهى بقضاياه وبرامجه التي لا يمثل لبنان ومن فيه بالنسبة اليه اكثر من ورقة يلعب فيها حين الضرورة .
            اتفاق الطائف هو محصلة اتفاق سوري _ سعودي _ امريكي ، يقضي بوقف الحرب الاهلية على اساس تغيير قاعدة التوازنات التي سادت لبنان منذ عام 1943 وطريقة توزيع الحصص بين الطوائف باعادة انتاج اتفاق طائفي مغلف ببعض تعابير مستقبلية تعني التغيير دون ان تضع لها الية لذلك . وترك الاتفاق لسوريا شأن حل المليشيات المسلحة لتحقيق الهدوء السياسي والامني اللازم لاعادة انتاج الدولة على قاعدة اتفاق الطائف.
            يعتبر اتفاق الطائف هو نهاية المطاف فى معالجة الأزمة اللبنانية وتسوية جميع مشكلاتها ، والذي نتج عن اجتماع المؤتمر الوطني اللبناني في الطائف في 30 سبتمبر 1989 والذى انهى حربا أهلية استمرت أكثر من عشرين عاما .
            وقد بدأت مناقشات الحوار الوطني التي تميزت بالصراحة وعدم المجاملة . وحضر مؤتمر الطائف فى المملكة العربية السعودية اثنان وستون نائبا لبنانيا من أصل ثلاثة وسبعين، وثمانية من الأحد عشر نائبا الذين لم يحضروا الاجتماع لم يرتبط تغيبهم بأسباب سياسية. والنواب الثلاثة الذين اعتبروا بمثابة المقاطعين للمؤتمر هم ريمون أده وألبير مخيبر وأميل روحانا صقر.
            ومن التأمل في مضمون اتفاق الطائف يمكننا أن نلاحظ بأن الاتفاق قد تضمن وضع أسس دستورية جديدة للبنان لكنها طائفية. فلقد تم في اتفاق الطائف لأول مرة إضافة مقدمة خاصة للدستور اللبناني اعتبرت جزءا أساسيا من الدستور نفسه ، كما تضمن اتفاق الطائف تحديد أسس الوفاق الوطني اللبناني وأسس الوضع الأمني التي تمثلت في تأكيد توحيد لبنان وإنهاء القتال وتحديد حل الميليشيات العسكرية. كما وضع اتفاق الطائف أسس الإصلاح السياسي في لبنان، وتوصل اللبنانيون إلى صيغة مفصلة للوفاق الوطني
            وفي الخامس من نوفمبر 1989 اجتمع مجلس النواب اللبناني في مطار القليعات حيث تم انتخاب رينيه معوض رئيسا للجمهورية اللبنانية ، وعلى الرغم من اغتيال الرئيس معوض في الثاني والعشرين من الشهر نفسه ، إلا أن انتخاب المجلس بعد يومين من عملية الاغتيال لـ إلياس الهراوي رئيسا للجمهورية، وتشكيل حكومة وطنية برئاسة سليم الحص قد مهد الطريق أمام لبنان في أعقاب اتفاق الطائف لوضع أسس الأمن والسلام في لبنان حيث نجحت حكومة الحص في القضاء على تمرد العماد ميشال عون وفي توحيد بيروت والبدء في الإصلاحات الدستورية ووضع أسس ترتيب العلاقات الجديدة مع سورية وكذلك وضع مخططات برامج إعادة بناء وتطوير لبنان . الا ان الاساس الطائفي للاتفاق حال دون تغيير الواقع اللبناني اذ اعتبر المسيحييون انهم غبنوا في الاتفاق وان تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي لحساب رئيس مجلس الوزراء المسلم السني يضعف وجودهم وحملوا مسؤولية الامر لسوريا والمتحالفين معها وان كان منهم مسيحيين كسليمان فرنجية وغيره ، وهو ما اسس لانقسام الشارع المسيحي واعتبر قسم منهم انه في حال صراع مع سوريا والنظام القائم على قاعدة استهداف استعادة الية العمل التوازني ما قبل الطائف وقد مثل هذا الفريق الدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية الذي سجن بعد ان بادر بالقيام بعمليات من شأنها زعزعة الاستقرار والسلم الاهلي الذي بدأ اللببنانيين ينعموا به ، وبطرك الموارنة وبعض القيادات السياسية الاخرى الاقل اهمية ، فيما كان اكثر المستفيدين من هذه الاتفاقية كل من نبيه بري ووليد جنبلاط الذين كانا حليفا سوريا ، ودخل على خط الاتفاق السياسي مع سوريا وحلفائها بقوة الرئيس رفيق الحريري الذي رشحته القيادة السعودية لرئاسة مجلس الوزراء ، وهكذا نسجت دائرة من المصالح المشتركة بين الرباعية احيانا ثنائية واحيانا ثلاثية تتقارب وتتباعد وتحيط بها الكثير من الشبهات المالية والسياسية ، الا انهم مجتمعين شكلوا مافيا حديدية الا ان اسرها متصارعة فيما بينها على قاعدة المصالح المشتركة احيانا والمتصارعة احيانا اخرى .
            لمزيد من التفاصيل حول اتفاق الطائف.... http://www.lp.gov.lb/Taef/default.htm
            ( ..............يتبع )
            [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

            تعليق


            • #7
              حتى الاغتيـــــال


              كثيرون هم الذين اخطأوا عندما بنوا سياساتهم على ارضية مؤتمر مدريد للسلام ومنهم من استطاع التراجع قبل فوات الاوان كرفيق الحريري، ومنهم لم يقدر له ذلك فمات وهو عالق في تلاطم امواجه كياسر عرفات ، اذ بنى الكثيرون من العرب خططهم المستقبلية على قاعدة ان مؤتمر مدريد حقيقة موضوعية قائمة وان العبرة فقط بتلاحق التنفيذ ، وكثيرون هم المتعجلين خوفا من فوات القطار للركوب ، فانطلقوا في قفزات غير متوازنة افقدتهم قدرة السيطرة فغرقوا في رمالها المتحركة .
              هكذا بدأ مشروع رفيق الحريري السياسي في لبنان مدعوما باستثمارات خليجية هائلة ، متسرعا ليعد العدة في لبنان لمرحلة ما بعد توقيع اتفاقيات السلام المزعومة خصوصا وأن عجلة دوران المفاوضات الفلسطينية الصهيونية كانت تقنع من بقي في خلده شيء من الشك . ولكونه رجل اعمال ناجح فقد تضافرت جهوده السياسية مع قدراته المالية ، وقد ساعده في ذلك الدعم العربي والدولي لمشروعه ، وكذا التقت مشاريعه مع طموحات بعض اركان السلطة في سوريا الذين كانوا يمثلون البرنامج السلمي الطموح في النظام وعلى راسهم رفعت الاسد وعبد الحليم خدام الذي بات مسؤولا عن الملف اللبناني في القيادة السورية بعد الطائف ، وقد انطلق العمل الاعماري لبناء ما هدمته الحرب على قاعدة مشروع السلام المزعوم ، مما افسح له بالمجال لاستقدام استثمارات جديدة وقروض دولية ارهقت موازنة الحكومة واغرقتها بالديون فيما العملية السلمية بدأت تبدو متعثرة على الصعيد الفلسطيني ، وفيما لا زالت القوات الصهيونية تحتل قسما من الارض اللبنانية رافضة الانسحاب منها رغم وجود قرارات مجلس الامن الدولي بهذا الشأن وكانت عمليات المقاومة الاسلامية متصاعدة في وتيرتها ونوعيتها واصبحت تشكل قلقا كبيرا لحكومة الكيان وباتت الاخفاقات العسكرية الصهيونية مدار تندر في الوسط السياسي والاعلامي الدولي وخصوصا العربي منها ، وارتفعت اسهم المقاومة لبنانيا وعربيا واسلاميا ، ومع تعثر المسار على الجانب الفلسطيني حولت حكومة العدو جهدها نحو لبنان في محاولة للفت النظر بعيدا عن الاراضي المحتلة ، ومحاولة تحقيق انتصار على الساحة اللبنانية يقيها تقديم تنازلات لا ترغب فيها فجاءت حرب عناقيد الغضب التي كان من اهم نتائجها استحضار الاعتراف الدولي بالمقاومة في لبنان وعلى راسها حزب الله كحركة مقاومة على قاعدة الصمود في المعركة في ظل دعم سوري وايراني لها ، وعدم ممانعة عربية في هذا الدعم في ظل تعثر المفاوضات على الجانب الفلسطيني ، مما حقق التفافا واسعا حول المقاومة اللبنانية اسهم في تصعيد عملياتها النوعية البطولية والتي باتت لا تؤرق العدو فحسب بل تحولت الى رقم صعب يحسب حسابه في الرؤى الاستراتيجية الامريكية الصهيونية .[size=4]كان مشروع الحريري السياسي والاعماري وقتها قد قطع شوطا كبيرا ، الا ان الحرب فاجأته فاصابته بنكسة هائلة وبحكم كونه رجل اعمال لا يتوقف عند الخسارة ، ولكونه في عمق انتمائه قومي الهوى ، ادار مشروعه في بعض جزئياته نحو الداخل اللبناني وسعى الى التفاهم مع المقاومة على حد يجمع بين المقاومة والسلطة التي يرغب في تثبيت دعائمها خصوصا بعد الصدامات التي دارت بينهما في مواقع متعددة عبر سنوات حكمه ، باعتبار ان حال الحرب يتناقض كليا مع المشروع الاعماري للحريري ، وهكذا ادار مشروعه مجددا على قاعدة استثمار المقاومة وانتصاراتها في اعادة تعويم مشروعه اخذا بعين الاعتبار الدرس الذي تلقاه في الحرب ، فوقف خلف المقاومة ودعمها في حالة تناسق بين ضدين مجتمعين قسرا ( المقاومة والسلطة ) بحكم الظروف ، بأنتظار الاتي من الايام التي قد تسهم في تبديل الواقع الذي بات متيقنا انه لا يمتلك السيطرة الكاملة على زمامه كما كان الاعتقاد سائدا ، وقد اسهم انهيار العلاقة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني وانفجار الانتفاضة مجددا في تدعيم حالة التحول التي اشرنا اليها مما فتح المجال واسعا امام حوارات ومشاورات بين الحريري والمقاومة ، وصلت الى حد عميق من التنسيق والتكامل بالادوار فتناغمت قدرات الحريري السياسية والمالية مع قدرات المقاومة العسكرية ، فعززت قدراتها على المناورة وتصعيد عملها المسلح في ظل تغطية الدولة لها وتحصينا للجبهة الداخلية خلف المقاومة مما انتج انتصار عام 2000 وفرض على الصهاينة انسحابا مذلا من الاراضي اللبنانية المحتلة ، وهو الاول في التاريخ العربي المعاصر الذي لا يتم في ظل معاهدة سلام مما شكل سابقة مؤرقة للكيان الصهيوني ودوائر دعمه الاستراتيجي في البيت الابيض .
              ان اكثر الانعاكاسات الاستراتيجية المقلقة للهزيمة الصهيونية كانت في تعاطي القوى الفلسطينية مع التجربة من منظار امكانية الاستفادة منها وتعيمها وتدعيمها وكان تناغم السلطة والمقاومة في لبنان مثالا ملفتا لانتباه يمكن السير على خطاه ، ورغم الكثير من الزواريب الداخلية اللبنانية في مجالات عدة ورغم ان فئة لبنانية _ سورية من طبقة المستفيدين من كل الحالات والاجواء قد نمت طحلبا فطريا على جنبات التجربة اللبنانية الفتية ، الا انها تحولت الى عامل ملهم ومثالا يحتذى فأعادة الى الاذهان زمن الوعي القومي في ظل تضافر العامل الاسلامي كتعبير عن حال الصمود والانتصار مما اصبح يشكل في حال استمراره اكثر من مجرد صفعة للمشروع الامريكي الصهيوني في الهيمنة على المنطقة فكان لا بد من ضرب النموذج في بعديه القومي والاسلامي والا فأن النتائج غير المحمودة قد تشكل بداية الانهيار ، ولأن الامر في العراق وقد بدأ يصبح مقلقا للادارة الامريكية اذ لم تأت الرياح بما تشتهي السفن ، وبحكم الضغوط الداخلية والخارجية على ادارة بوش كان لا بد من مشروع مضاد يأخذ بعين الاعتبار النموذج المتفجر حيوية في الشرق الاوسط وهو النموذج اللبناني الذي تحول الى واجهة داعمة لكل اشكال الصراع مع العدو الصهيوني وباتت تاثيراته ملموسة في ادارة الصراع ، وعليه فأن خطة تضرب الاسس التي بنيت عليها هذه التجربة قد قد اضحت اكثر من ضرورية تستهدف ذراعي القوة ( السلطة والمقاومة ) وان لم يكن من السهل القضاء على المقاومة بضربة واحدة ، ولما كانت الحاجة ملحة في ظل استمرار الضغوط وتصاعدها فأن الضربة باتت واضحة الاتجاه ، وكانت اللحظة الاستراتيجية السانحة لحظة قرار التمديد للرئيس لحود والخلاف حولها رغم انها ليست فريدة في الساحة اللبنانية فقد سبق التمديد للرئيس الهراوي الذب سبق لحود ، فيما لم يسجل اعتراض يذكر على الامر .اذا فأن اغتيال الحريري في ظل الاوضاع السالفة الذكر يأتي اكثر من طبيعي بل وضروريا في خدمة مشروع اعادة التموضع الامريكي الصهيوني بعد الاخفاقات المتلاحقة في اكثر من موقع والذي اعتبر النموذج اللبناني واحدا من اهم تداعياتها .
              [/size](........... يتبع )
              [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

              تعليق


              • #8
                عملية الاغتيال وتداعياتها


                من السذاجة السياسية بمكان الادعاء الذي تلقفه الجميع لحظة الاغتيال متبنيين تورط سوريا بالامر ، ورغم الشواهد التي سيقت وهي كثيرة وبعضها صحيح الا انها بمجملها تنطلق من موقع خاطيء يمكن لاصحاب الدراية الاستراتيجية التقاطه بسهولة ، اذ ان الاتهامات من اصلها سياسية وليست مبنية على وقائع وهي تشير الى قطبة مخفية يعرفها اصحاب الشأن ولكنهم يتعمدون اغفالها لمآرب سياسية خاصة ، مستغلين الخلاف بين الحريري وسوريا حول مسألة التمديد ، كونه لم يحقق انسجاما مع الرئيس لحود في فترة حكمه الاولى ، الذي استطاع خلال تلك المرحلة من ضبط امور كثيرة في الواقع اللبناني كانت شبه سائبة زمن الرئيس الهراوي ومنها ملفات شائكة كالاقتصادية منها خصوصا ما يتصل بملف اعادة المهجرين الذي استنفذ المليارات دون ان يحقق للمهجرين شيئا ، بل كان يمثل جائزة ترضية تتقاسمها المافيا اللبنانية السورية المشتركة التي كانت تمسك بالملف اللبناني على ضفتي الحدود والتي كانت مشتركة بين كل الطوائف ومعظم القوى ، كذلك الملف الامني الذي اولاه لحود عناية خاصة فأرسى دعائم امنية جادة اوصلت الى ابراز لبنان في فترة حكمه الاولى الى واحدة من اكثر البلدان امنا حسب العديد من التقارير المتخصصة ، كما ضيق في الوقت عينه على امتدادت خيوط المافيا المشتركة وتداخلاتها في كل الشأن اللبناني خصوصا حالات التحريض التي برزت تداعياتها في الشارع المسيحي مما سمح للقوات اللبنانية وهي حزب منحل رسميا من استعادة حركته وكينونته بأعتباره مطالبا بحقوق المسيحية المهدورة والمسلوبة متهمين لحود واركان نظامه بذلك علما ان الامر تم في العهد السابق بما فيها محاكمة سمير جعجع على جرائم ثابته بشهود وشواهد ارتكبها بحق العديد من اللبنانيين ومنهم مسيحييون كطوني فرنجية ، ومسلمون كرئيس الوزراء الاسبق رشيد كرامي . او علاقته بالكيان الصهيوني والتي استمرت عبر مندوبيه خلال وجوده في السجن .
                اما الجوكر ، الكرت الرابح في كل زمان هو وليد جنبلاط ، وهو اكبر المستفيدين من الوجود السوري في لبنان ، واكثرهم استفادة من خروجهم منها ، ولا بد من الاعتراف على هامش الطرح انه ذكي ، يمتلك تجربة سلطوية هائلة ، مطلع على الكثير من خفايا الامور ، واحد من امراء الحرب الذين استفادوا بالسياسة كما الحرب من دماء الشعب اللبناني وركبوا الموجة تلو الاخرى ، ينقل بندقيته من كتف لاخر تبعا لمصالحه لا تعيبه المباديء ولا تعيقه الوطنية ولا الارث القومي الذي تركه والده رغم انه عاش طويلا على هذا الارث وبنى في ظلاله مملكته الميليشياوية بنمط المافيا الدولية .وهو من اصحاب الاظافر التي عمل لحود على تقليمها بسبب علاقاته المنفتحة على كل اتجاه يحقق مصالحه ولو كانت على حساب الوطن ، لذا نراه واحدا من اكثر المعادين للحود ونظامه ، ولانه يعرف من تؤكل الكتف ولعلاقاته الدولية المتشعبة خصوصا ما يتصل منها بالاشتراكية الدولية التي شكلت في المراحل الاولية من بداية مشروع الهيمنة الامريكية في ظل المسيحييون الجدد واحدة من اهم الروافع الاوروبية للمشروع في محاولة منها لتشكيل النظام الاوروبي البديل بعد ان كانت رؤية الادارة الامريكية وصلت الى اتهام النظام الاوروبي السائد بالعجوز ، فقد اسهمت علاقات وليد جنبلاط بها في تحقيق الاستقطاب لاشراكه في المشروع الامريكي المعتمد لانطلاق الفوضى الخلاقة في المنطقة من منطلقها اللبناني بعد فشل المنطلق العراقي .
                [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

                تعليق


                • #9
                  كما اجتمع شمل العديد من الطامحين الرئاسيين الموارنة في اطار ما يسمى قرنة شهوان في محاولة لتسويق انفسهم مسيحيا وبالتالي لبنانيا بتغطية من البطرك الماروني نصر الله صفير تحت شعار رفع حالة الغبن عن المسيحيين التي لحقت بهم جراء اتفاق الطائف وما تلاه .وقد شكلت هذه الحالة غطاء لقوى اخرى عبر تمثيلها في اللقاء كالقوات اللبنانية لعودة نشاطها رغم حظرها .ورغم ان قدرات اصحابها على الصعيد الشعبي متدنية الا انها استعانت بوجود تيار العماد ميشال عون ليشكل رافعة شعبية قوية تكمنوا من الاستفادة منها خصوصا في مراحل المواجهة الاولى . وفي مجال التسويق المسيحي الانتخابي لانفسهم .
                  وللانصاف لا بد من الاشارة الى مجمل الاخطاء السورية في لبنان التي ارتكبت والتي كان بعضها نتيجة لتسلط فئة من القيادات الذين لا يتورعون عن قتل انسان للحصول على قميصه ، ومنها ما كان متعمدا عبر عدد من مزدوجي الولاء لسوريا واعدائها ، ومنها ممن اعمتهم المناصب والسلطة فتعاملوا مع لبنان كمزرعة يرتعون في خيراتها ويبصقون على ارضها وعليها ان تمتص قرفهم دون شكوى ولا انين فتطاولوا بالظلم والجبروت واهانة البشر بلا رادع ولا وازع ، وهو ما سهل تنمية احقاد عديدة حلت مكان الاخوة والعروبة والمصالح المشتركة.ويسر لمعدي ومنفذي عملية الاغتيال سبل توجيه الاتهام بالاتجاه السوري ، لكونه يشكل حالة ظلم طافية على السطح يعاني منها الانسان العادي فبات المسرح معدا من مختلف النواحي للقيام بالعملية باعتبارها نقطة البداية لمشروع متكامل لا يعلم تفاصيله وابعاده الا معدوه والراسخون في العلم وهم ليسوا بالقليل .
                  [size=4]اعتقد جازما ان الحريري كان يتوقع اغتياله ولذا عمد الى تشكيل اطار خاص لحمايته وعلى نفقته الخاصة بغض النظر عن حماية الدولة له مستعينا على ذلك بأفضل المعدات المتطورة في هذا المجال من اجهزة تشويش على الهواتف واجهزة التفجير الكهرومغناطيسية ووسائط الاتصال المختلفة كما طاقم من الاشخاص المدربين على اعلى مستويات الحماية للشخصيات عبر دول صديقة له ، ومن الملفت للنظر انه قام بتبديل الاجهزة والتي تعمل عبر الاقمار الصناعية قبل شهرين من اغتياله بنوعية حديثة اكثر تطورا من سابقاتها عبر شركة المانية ، مما يعني ان عملية التشويش التي تمت على هذه الاجهزة ليست بسهلة التداول او بمتناول سهل الوصول اليه ، كان الرجل من الذكاء السياسي اذ لم يتناقض حتى النهاية مع القيادة السورية بل ابقى الابواب مفتوحة خصوصا بعد وصوله لتغيير العديد من اولوياته التي بدأ حياته السياسية بها نتيجة مسار الاحداث الدولية المحيطة بلبنان والصراع العربي الصهيوني .
                  هكذا نصل الى خلاصة مفادها ان المطالبين بدم الحريري حاليا في المقلب اللبناني لا يجمع بينهم ارث تاريخي نضالي مشترك ، ولا حقوق مطلبية ، ولا دفاع مشروع عن حقوق الشعب اللبناني ودماء ابنائه ، بل هم ورثة النفوذ السياسي وعلة الطامحين الى استهدافات شخصية وطموحات ليس اقلها سوءا اهداف سمير جعجع بنظام كونفدرالي في لبنان يمكنه من تحقيق الهوية التي تشكل طموحه وعلة وجوده الشاذ في مجتمعه ، ولا اكثرها مجانبة للحقيقة التي دأب وليد جنبلاط على التشدق بها لو قيض له استعادة مكانته التي كان يطمح لها حتى بعد اسابيع من اغتيال الحريري والتي وسط لها الكثيرين من اصدقاء سوريا في سبيل البحث عن مخرج يقيه ضرورة نقل بندقيته الى الكتف الاخر والذي يعلم يقينا انها في النهاية رمال متحركة غير مضمونة النتائج لما تقتضي منه الخروج على السمة التي تستر بها خلال سنوات اللعب على الحبال وهي الوطنية والقومية التي ذابت من كثرة ما قفز بها مرات ومرات ، وليس بافضلها اصحاب الدم كسعد الحريري الذي لا يمتلك من ضروب المعرفة بالعمل السياسي وحبائله الا ما افهمه انا باللغة الصينية وانا جاهل بها حتى النخاع . وكورقة طيعة في مهب الريح بات تتقاذفه صعودا تارة ثم تهوي به في مكان سحيق . يحمل ارث والده في حقيبة مثقوبة تنقط ماؤها مع كل حركة يتهاوى مبددا هذا الارث على مذبح التوجيه المتعدد الاوجه من استخبارات عالمية وعربية ومحلية ساحبا وراءه عديدا من المحبين وكثيرا من المستفيدين الطامعين الذين لن يتوانوا عن استخدامه حتى الثمالة تم الى حيث القت لا يكيلون بمكياله بعد استنفاذ الاهداف ، وهي واحدة من اهم الدروس التي تعلمها والده من تجربته المريرة في مطلع مشروعه في لبنان .
                  وعلى وقع الاغتيال بنيت مواقف وتحالفات وحيكت المؤامرات ونسجت خيوط تبدو وكانها حبل انقاذ فيما هي شرنقة جاهزة لتلتف على اعناق المشاركين فيها ومن حولها في واحدة من اعقد القضايا التي يمكن البحث حولها في تاريخ لبنان وحتى في المنطقة .
                  [/size]( ............ يتبع )
                  __________________
                  [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    معلومات وحقائق وتحليلات قيمة

                    وهدف جنبلاط ومن في سربه واضح كعين الشمس


                    وننتظر المزيد........

                    أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
                    وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
                    واذاق قلبي من كؤوس مرارة
                    في بحر حزن من بكاي رماني !

                    تعليق


                    • #11
                      وقفة لجمع مـــا تبعثر


                      يتراءى للكثيرين ان قراءة اخبار الصحف الصباحيةوالاستماع الى واحدة من نشرات اخبار المحطات الفضائية كفيلة بجعله صاحب اختصاص له باع في التحليل السياسي وهو خطأ دابنا على الاعتقاد به اذ انه يبعد عنا جهد البحث حول منهجية العمل السياسي والثقافي والعلمي الذي يؤدي الى امتلاك ادوات التحليل العلمي المتقن ،الذي يحمل مواصفات اهمها الموضوعية والحيادية والشمولية وهي مسميات كثيرا ما نختلف في تعريفها .وكأن الاختصاص مطلوب في كل مناحي الحياة العملية والعلمية الا العمل السياسي فهو اداء مرتجل فلا يمكن لشخص ان يمارس طب الاسنان دون حصوله على شهادة جامعية تخوله ذلك او مهندس اتصالات في علوم الكومبيوتر الحديثة الرائعة ، الا انه وبكل بساطة يمكن للطبيب كما المهندس كما اي من اصحاب الوظائف المتواضعة الادلاء بدلوه وابتداع فرضيات حول اي من الاحداث السياسية التي تدور حوله مما يسقط فرضية الاختصاص فيها .معتمدين على الثقافة العامة.
                      اوافقكم الرأي في التساؤل ، وما دعوى هذا الامر فيما نكتب ونناقش ، لدي ملء الاعتقاد انه امر اصيل اذ ان قراءة التحليل كائنا من كان كاتبه ان لم يفصح عن الادوات المستخدمة في التحليل والتي تعطي لصاحبه شخصية فكرية محددة تصبح في حقيقتها شيئا من الترف الانساني يغطي بالغموض زلاته او تجاوزاته الفكرية فيضيع بوصلته ومعه يضيع القاريء المتابع ،قد يبدو وكأني ابحث عن امر فكري تثقيفي محض ، ولكن ليس هذا مرادي بل الوصول الى المنطقة التي تنتج عن امتلاك ادوات الفكر والصفة السياسية الشخصية للمحلل الا وهي منطلق الوعي السياسي الذي يستند اليه تحليله والذي ان غاب عن ذهن القاريء من حيث لم تتم الاشارة اليه تصبح قضية الوصول الى نتائج التحليل المرجوة في مهب رياح التأويل والتفسير وسأحاول ان اكون اكثر وضوحا .
                      ان اي تحليل يستند على قاعدة ان هناك حربا منظمة تشن على المنطقة التي ننتمي اليها مدروسة ومنتقاة بعناية قد تكون اساسا فكريا منهجيا للبعض فيما هي لاخرين نابعة من سيطرة فكرة المؤامرة التي تسيطر على البعض خصوصا ان لم يقدم صاحب الرؤيا الاثباتات الفكرية والمنهجية على اسس علمية واضحة وثابته ، وعليه فأن استبعاد هذا الاساس العلمي والمنهجي عند قراءة اي تحليل يضعه في خانة المعلومة ليس الا فيفقد عمقه في اثراء الوعي وتحديد اولوياته وهو المطلوب باعتقادي من عملية المتابعة الدائمة .
                      ونأتي الى بيت القصيد ان اوجه الحرب التي تشن علينا متبدلة حسب الحاجة للمخططين في معظم اوجهها ونرى الكثيرين من مدعي التحليل يتغاضون عنها فيشعر القاريء او المستمع انه امام مسألة حديثة لا ربط بينها وبين وقائع سبقتها فكلنا تحدث بعد الحادي عشر من سبتمبر عن المسيحيون الجدد ، وطروحاتهم التي تعني العالم برمته وبشكل خاص منطقة الشرق الاوسط ،والفكر المرتبط بها والساعي الى تفكيك المنظومات القومية لمصلحة العالمية المتصلة بالديمقراطية والتي يشكل مشروعها الشرق اوسطي العماد الرئيسي لها باعتبار ان الشرق هو مرتع ما تبقى من تمايز قومي وغاب عمدا او قسرا ان رؤية المحافظون الجدد تنظر الينا باعتبار ان جسد الامة عربي وروحها الاسلام وعليه فأن الحرب علينا ترتبط ببعديها القومي والروحي ، وأن كان امر التفكيك العرقي يقتضي اثارة الغرائز الاثنية بين عرب واكراد واشوريين وفينيقيين وكلدان وفراعنة ، فانه في المقلب الروحي يستند الى تأجيج نار الفتنة المذهبية والطائفية ما بين المسيحيين والمسلمين من جهة ، وما بين السنة والشيعة من جانب اخر ، وبين وطني وخائن على صعيد قضايا الامة وتحويل الاسس التي ترتكز عليها مقومات كل من المفاصل الرئيسية الى مجرد وجهة نظر ، وان كان الكيل بمكيالين بات سمة معروفة ومتعارف عليها ، فالكيل المتعدد الاوجه يتحرك ليصبح السمة البديلة وهنا تبدأ الامور لتصبح اكثر وضوحا ، اذ كيف يمكن للولايات المتحدة ان تكون مع الشيعة في العراق وضدهم في لبنان ، وكيف تكون مع الحكومة الشرعية للسنيورة في لبنان ، وضدها في فلسطين مع حماس ،وكيف تكون حكومة لبنان شرعية ورئيس الجمهورية لحود مقاطع حتى من اشقائه العرب ، بل وكيف حوصر عرفات وهو رئيس السلطة الفلسطينية التي انتجتها تفاهمات دولية كانت الولايات المتحدة عرابتها وبموافقة دولية وعربية الا ان احدا لم يتجاوز الموقف الامريكي في مقاطعته ، ورغم اني على الصعيد الشخصي كنت ارجوا الله ان يمد بعمره ليرى بنفسه ما افترقته يداه في حق شعبه وقضيته الا انه قدم بغيابه حلا لمشكلة الاشقاء وزاد من عمق المأساة للشعب الفلسطيني
                      [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

                      تعليق


                      • #12
                        اليس من الغريب بعد سنوات ثلاث من الحرب على الارهاب وبعد ان قامت الدنيا ولم تقعد لامر القاعدة وبعد ان قتل الالاف من شعب العراق واستبيحت كل مقدراته بسبب الزرقاوي ، كيف يفسر لنا المتشدقون بالتحليل هذا الصمت المطبق الذي لف موضوع القاعدة وكيف توقفت بياناتهم المتتالية في ظل تبدل الحاجة للمشروع الامريكي في تبديل وجه الصراع ومكوناته .بل وكيف يمكن تفسير التناقض الامريكي في الموقف من الانظمة العربية برمتها اذ ما الفرق بين النظام في مصر والنظام في سوريا وهل صحيح الادعاء الغربي بأن مصر اكثر ديمقراطية ، ام لان استجابة النظام المصري اكثر طواعية واستجابة للاملاءات الامريكية الصهيونية منها في سوريا ، لا ابريء سوريا من افعالها اتجاه شعبها ومجتمعها ولكن لماذا تتوقف تحليلاتنا عند ما يرغب به اعداؤنا لماذا هذه الاستجابة من مدعي الثقافة والرقي الحضاري لخطط التجزئة والتقسيم والتقاتل والفتنه ، لماذا يقاطعون حماس عربيا ، ويقفون مع حكومة السنيورة التي ما دأبت تطالب بسحب سلاح المقاومة منذ اليوم الاول لحرب تموز الاخيرة اليس هذا كله متناقض مع التحليل السليم والمنهجي لوقائع الامور .ويبررون مواقفهم وتحليلاتهم والاخطر انها تجد لها استرجاع صدى فنجد متأسلما حديث العهد ما ان امتشق اللحية وقصر الثوب وحفظ من القران الكريم ايتين وحديثين احدهما مشكوك بأنه موضوع والاخر ضعيف وغير مسند حتى يفتي علينا بأن الحجاب زي اسلامي وليس فريضة من الله تبارك وتعالى ، او يخرج علينا قومجي لا يعرف من العربية ابسط مقومات وجودها ويدعي بأن العروبة هي وأد البنات في الجاهلية وخمر ونساء وأن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام استبقى شعائر الحج الجاهلية لتنمية الاقتصاد لبناء الدولة الاسلامية ، او ليعيد في البعد القومي المشكوك به انتاج اختلاف مذهبي بدأ قبل اكثر من الف ومائتي عام ليرد عبره على ضرورة احياء اتخاذ المواقف ضد الشيعة الساعين الى تحويل الدين الاسلامي الى شعائر وثنية، فيما يقتنص الفرص السانحة لتبرير اتجاهه المعادي لاصول الشريعة الى مرد حضاري متطور بأعتبار ان في الدين نواقص ويطالب بفتوى لابن عمر او لابو حنيفة حول استخدام الانترنيت او الدش ، تحقيقا لمقولة تحديث الدين ليجاري العصر بمقوماته الجديدة ، ولا استغرب مطلقا في قادم الايام من يطالب بوقف الحج او بالصلاة على موسيقى عصرية .
                        لا تؤخذ الامور في التحليل بجزيئياتها بل بشمولية وتركيز والا فنحن في اتجاه المجهول ، لا بل في اتجاه المعلوم الاكثر سوءا وتردي مما نحن عليه .هي وقفة شئت من خلالها استعادة البوصلة قبل المتابعة في استكمال حلقات النقاش تصحيحا وتوضيحا للمسار الذي بنيت عليه رؤيتي ، وارجو العذر ممن لا يشاطرني الراي او يخالفني في كله او بعضه .

                        ( ...........يتبع )
                        [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

                        تعليق


                        • #13
                          بين الضرورة القومية والمحظور الديني


                          [size=4]مما سلف يتضح ان لبنان في محور وجوده يتحرك بين قوسين ، يحددان طبيعة الاهتمام وتشعباته في كل من ثنايا التقائه ، فهو ضرورة قومية باعتباره جزءا من الوطن العربي ، يكتنفه محظور ديني مغاير لواقع تلاقيه مع محيطه وهو ما اصطلح على تسميته بالصيغة الفريدة للعيش المشترك وهو عنوان ايجابي لتسمية مبطنة لكونه حال صراع دائم بين الشرق والغرب ، بغض النظر عن المسمى الوظيفي ، والذي يستمد قوة وجوده من نسيجه الداخلي كما من اختلاف حال الانتماء الخارجي المعبر عنه داخليا ، وهو ارث يشتعل حينا وتخبو ناره حينا اخر تبعا لمعطيات اكثر تعقيدا من سهولة اطلاق التسميات ، ولذا فقد شكل رفيق الحريري بوجوده السياسي وانتمائه الفكري وبرنامجه العملي تعبيرا جديدا لفت النظر الى وجوده باعتباره يمكن ان يحقق نقطة تحول استقطابية في واقعه اللبناني ومحيطه العربي ، وهو ما يفسر حقيقة الضجة المفتعلة حول مسألة اغتياله ، والتي لو شئنا المقارنة بينها وبين مثل أخر وقع في لبنان لتبين لنا الدوافع وراء حال الاستنفار الداخلي والاقليمي والدولي الذي احاط بالرجل بعد اغتياله ، فعندما اغتيل الحريري لم يكن رئيس وزراء للبنان حينها ، بينما اغتيال رشيد كرامي وهو ايضا رئيس الوزراء في لبنان فقد اغتيل وهو في سدة الرئاسة ، وان كان التحقيق حتى الان لم يقدم دليلا او متهما واحدا في اغتيال الحريري سوى الاتهام السياسي الذى يحمل في طياته اوجه عديدة ، الا ان الامر مختلف في الاغتيال الاخر فقد ثبت تنفيذه من قبل القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع ، ولم تقم الدنيا وتقعد لاغتياله بل تم طي صفحة الموضوع بما يتناسب مع الدور المقدر لجعجع كي يقوم به في المرحلة الانية ، وهو ما يثبت ان محاور الضجيج الحالية ليست من اجل مصلحة لبنان ولا خوفا عليه من تجدد الحرب الاهلية ، اذ ان الوقائع تقول عكس ما يجري فاطلاق سمير جعجع المسيحي القواتي قاتل رئيس الوزراء السني رشيد كرامي يشكل نقطة تفجير اكثر وضوحا من غيرها خصوصا ان تلازمت مع اغتيال لا يقل عنفا وتأثيرا والذي ذهب ضحيته الوزير السابق طوني فرنجية وعائلته والذي كان من اهم المرشحين لرئاسة الجمهورية حينها وهو ماروني .
                          وهكذا يمكننا القول ان واقعة الاغتيال تبدو في حقيقتها زلزالا يحمل في طياته هزات ارتدادية كثيرة ومتنوعة باتجاهاتها وابعادها واستهدافاتها ، وعلى هذه القاعدة يمكننا قراءة المعطيات والاحداث بكل المؤشرات السابقة واللاحقة ، لنرى بأن التهيئة لحرب اهلية ذات ابعاد متناقضة تحمل اوجه عديدة باتت في حكم المؤكد وقوام كل اتجاه منها مهيأ له بعناية ، فالصراع داخل الصف المسيحي بلغ اعلى درجاته ، والتناقض في الساحة الدرزية حدث ولا حرج ، وتأجيج نار الفتنة السنية الشيعية يطبخ على نار هادئة ، انه استنتاج بريء ان نمضي الى القول ان كل النتائج وبتحليل معطياتها تشير الى ان الاحداث اللبنانية الحالية قد طبخت على نار هادئة تم الاعداد لها بروية مطلقة منذ عام 2000 آخذة بعين الاعتبار كل الاحتمالات والامكانات وفي اطار ضيق لا يتعدى اصابع اليد الواحدة ما بين تشيني ورايس وشارون واحد مساعدي رايس وهو السفير الامريكي السابق في لبنان ووليد جنبلاط ، وتم تنفيذه على حلقات متتالية وبأفرع مختلفة يجري ربطها او ابعادها حسب النتائج . فقرار خروج القوات السورية قد اخذ قبل اغتيال الحريري بل وسبق قرار 1559 ، وقرار اغتيال الحريري قد اتخذ في الوقت عينه سابقا ،والاشارات التي قدمت حيثيات الحريري على الواقع الدولي والعربي تشكل دليلا واضحا ، كما تقطع الشك باليقين ان الحرب الاخيرة على لبنان كانت ايضا في صلب المخطط بدليل العدد الهائل من الشبكات الاستخبارية الصهيونية النائمة والتي لم يكتشف منها حتى الان الا القليل مع ضخامة ما تم اكتشافه حتى الان .
                          ان العلاقة السورية اللبنانية لم تكن يوما طبيعية فالتقارب الجغرافي يعكس تباعدا في الرؤى سجل مرات عديدة على مدى الاعوام الماضية وان كانت لحظات المصالح المشتركة قد اعطت انطباعا عاما مخالفا للواقع فمرد ذلك ان لبنان كما سبق الذكر مرآة تعكس وقائع محيطها ، وتشمل دائرة اوسع من ذلك في اطار الهوية والانتماء . وعليه فأن الوقاية التي يعتمدها النظام في لبنان تتأرجح بين شقي الرحى ، ففي حين كانت السيطرة في لبنان للوجود الفلسطيني استعان النظام بالقوات السورية لضبط الايقاع الفلسطيني في الانعكاس الداخلي ، ولما تجاوز النظام في سوريا حد الممكن استعان النظام بالكيان الصهيوني لضبط الوجود السوري ، وما بينهما كان الطائف عنوان توافق سوري – امريكي – سعودي فجاء الاتفاق مربحا للجميع الا للشعب اللبناني .
                          اما السعودية فعلاقتها بلبنان لم تكن يوما باهم من علاقتها بسويسرا او اي من مرافق الاصطياف في العالم الا في مفاصل معينه بمقتضى الاحتياج الدولي او العربي لضبط ايقاع وجود لبنان مع ضرورة كونه نموذجا يتوجب الحفاظ عليه كهدف غربي بافق ديني . وعليه فالسعودية دائما ما تبدو محرجة في التعامل مع الشأن اللبناني . ومؤخرا تبدلت مظاهر التحليل وتم انتاج محور جديد في قائمة الاهتمامات السعودية وخصوصا في الحرب الاخيرة ، فقد كانت المرة الاولى الذي يطرح فيها مهندس السياسة الخارجية السعودية تخوفا قوميا حول لبنان وهو تنويه على درجة من الاهمية اذ كان هذا في حكم الممنوعات في السياسة الرسمية باعتبار مسألة التناقض بين العمقين القومي والديني قد شكلت محور علاقات المملكة بدول المنطقة ، وهذا التبدل لا يمكن قراءته بمعزل عما يدور في المنطقة وجنباتها ، ويشير الى التخوف السعودي من الاجتياح المرتقب للفكر الايراني المتمدد خارج حدوده عبر البوابة العراقية نحو العمق اللبناني ، وتحويل مسار هذا التخوف الى العمق الاخر وهو الديني في اطاره المذهبي ، وهكذا نجد مراوحة السعودية بين افرقاء لبنان ، والاعلان دائما ان الحل يجب ان يكون لبنانيا وهي سابقة لم تحدث في سياقات مشابهة ، وعلى الرغم من موقفها الداعم لفريق السلطة الا انها لم تقطع شعرة معاوية مع المعارضة مما يدل ان متغيرا في منهجية التعاطي في السياسة السعودية قد بدأ يأخذ مجراه وقد احدث تبدلا يجب دراسته مليا والتوقف عنده قبل الحكم عليه .
                          [/size](........يتبع
                          [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

                          تعليق


                          • #14
                            سياسة التخلف ام تخلف السياسة


                            ما ان تسأل احد المثقفين عن اسباب التردي الذي يلف واقع الامة الا وكان على رأس الاسباب مسألة التخلف ، ويردها الى اسباب خارجية مردها الاستعمار واثاره ونتائج وجوده ، وهو امر صحيح ، ولكن كم من مرة سمعنا هذا ، تحدثنا به ، حللناه ، قارناه ، قاربناه ، ثم نعود ثانية لطرحه من جديد ، وكانه لم يناقش من قبل او لم نكتفي من تشريحه ، نقلب الاسباب دون البحث في المعالجة وان طرحناها ودون تبيان الخطوات المبرمجة لتحقيق تقدم في اتجاه انهائه كواحد من الاسباب الرئيسية لازمتنا ، وهنا تتضح الاسباب اردتها من هذا العنوان ، لقد مر على سياسة التخلف ما يزيد على مئة عام وان استمرار وجودها لا يعني الان الا اننا نهيم عشقا بتخلف السياسة ، مرض نركن اليه نعلق عليه غسيلنا الوسخ ، شماعة يسهل لنا ان نلقي بأخطائنا ومسؤولياتنا عليها فيسهل علينا التهرب من المسؤولية وتبعاتها .
                            بدأت هذا القسم على هذا النحو كي نؤسس للفكرة المطلوب ان نستقيها منه ، فليس الفكر مجرد كلمات نصوغها بل انتاج وعي يفترض تحويله الى نظرة نعمل عبرها على التطبيق تبعا لرؤيا نظرية ، ومن جانب اخر يمكن الاعتماد على القاعدة النظرية في قراءة الواقع وفهم تجلياته بمنطق علمي وواع .وهو ما سنقوم بقراءته في المرحلة التي بدأت مع عهد اميل لحود في لبنان .
                            لكون النظام في سوريا لا يختلف كثيرا عن مثيلاته العربيات فهو رغم الشعارات الرنانة والوثائق الادبية في الفكر السياسي المتميز ، الا انه مجرد حبر على ورق وهو خاضع ضمن مبدأ تخلف السياسة الى امر اكثر دقة وخطورة من تخلف السياسة ، والذي يمكن تبيانه بالمقارنة ما بين انتظار الفرص في العمل السياسي وبين صناعتها ، لقد دأبت السياسة السورية كمثيلاتها العربية على العمل على مبدأ اقتناص الفرص ، فهم دائما ينتظرون الانتخابات الامريكية ليحدثوا امرا ما ، او ينتظروا تغيير الحكومة الصهيونية ليفتحوا صفحة جديدة من الية البحث الدولي في مشكلات الامة ، او يراهنوا على موت رئيس او زعيم ليتقدموا في ادارة فعل جديد .فيما الغرب عموما والولايات المتحدة بشكل خاص قد انتقلوا منذ امد بعيد الى منطق صناعة الفرص او الحدث بكل ما في الكلمة من معنى ، ويبرزوها وكانها عملية اقتناص ، وهكذا كان ، ففيما تعمل سوريا على اقتناص الفرصة السانحة برأيها نتيجة انشغال العالم وخصوصا امريكا بالشأن العراقي ، جاءت مسألة التمديد للرئيس لحود ، وفيما سوريا تعتبر الامر فرصة سرقتها في غفلة من الومن كانت الولايات المتحدة وبحكم معرفتها بكيفية تفكير ساستنا ، قد نصبت للسياسة السورية فخا من حيث تعتبر انها قد اقتنصت الفرصة وبذا لم يعد من السهل التفريق ، بين ما هو اقتناص لمصلحة سوريا وما هو مخطط مفخخ من قبل الولايات المتحدة ، وفي اللحظة التي اعتبرت سوريا انها حققت نجاحا في عملية قنصها ، كان الفخ الامريكي قد اصاب مأربه وسقطت سوريا في الفخ المنصوب لها بأحكام بالغ ، ولولا تخلف السياسة عبر مقولة اقتناص الفرص لامكن للمخططين السوريين ان يكتشفوا ملامح الكمين الذي اعد على اساس كامل من التروي والهدوء ،
                            في العهد الاول لاميل لحود كان واضحا مستوى الانسجام والتفاهم بينه وبين الاسد والذي وصل الى حد التدخل المتبادل ، فكما كان بشار يقضي ويفصل في العديد من القضايا الرئيسية في لبنان ، كان لحود يدخل في التركيبة السورية المهيمنة على لبنان والممسكة بملفه ، ليحدث فيها متغيرات تتناسب مع برنامج تحديث منطقي يقضي بأبعاد عدد من الرموز المتسلطة والتي شكلت مع مثيلاتها اللبنانية مافيا سياسية واقتصادية تدير الامور بشكل غاية في التعقيد مما اطلق اشارات تحذيرية في مختلف الاتجاهات المرتبطة بالتغيير المنشود ، وعلى راس المستهدفين كل من عبد الحليم خدام ، وغازي كنعان ، سوريا . ووليد جنبلاط ، ورفيق الحريري لبنانيا . وقد استجاب الاسد للمطالب التي ارادها لحود فأحدث عددا من التغييرات ابعدت الرمزين السوريين عن ساحةالعمل المباشر ، وربطت جميع الاتصالات التنسيقية في لبنان بموقع رئاسة الجمهورية ، فتقطعت الخيوط بوليد جنبلاط واحيل ملفه الى التقاعد ، فاغلق باب التمويل الرئيسي والدعم المباشر الذي كان مفتوحا عبر علاقاته السورية ، اما رفيق الحريري فقد اعتبر ان هذا موجها ضده من لحود بهدف تحجيمه ، الا ان ردات الفعل بين جنبلاط والحريري كانت مختلفة ، ففي حين سعى وليد جنبلاط الى استرداد مكانته في العلاقة مع سوريا عبر التهديد بالانقلاب عليها وبشكل علني واعلامي ، ذهب رفيق الحريري الى النقيض تماما ، فعمل على تعزيز العلاقة مع بشار الاسد وتفهم مقتضيات الضرورات السورية وأن لم يقر بها ، وتجاوب ضمنيا مع المقتضيات السورية عبر تعزيز علاقاته بالمقاومة اللبنانية والتي باتت تشكل عبر دعم سوريا لها ، ومن خلال تكاتف لبناني داخلي ساهم الحريري بتدوير زواياه ، الى مركز ثقل في العمل السياسي المحيط بالمنطقة وعصبا رئيسيا في المواجهة بين مجموع القوى الرافضة للحلول المفروضة امريكيا وصهيونيا ومن ضمنها سوريا والمقاومة الفلسطينية .
                            [size=4]هذا التمايز في المواقف بين جنبلاط والحريري كان الاساس الذي بني عليه الفخ الامريكي باعادة انتاج قاعدة استقطاب في لبنان اسهم فيها السفير الامريكي السابق والمقرب من كوندوليسا رايس من خلال السعي للربط بين الاطراف المتضررة من الوجود السوري في لبنان بغض النظر عن طبيعة الضرر المختلفة اوجهه فأعيد صياغة الواقع المسيحي عبر مجموعة قرنة شهوان باشراف البطرك الماروني ، فيما جرى العمل على انتاج مجموعة اوسع سميت بلقاء البريستول انضم فيها الى جانب القرنة كل من وليد جنبلاط وشخصيات اخرى مسيحية واسلامية تعتبر نفسها مهمشة في دوائر العمل السوري اللبناني خصوصا تلك الشخصيات التي كانت على علاقة مع اركان الوجود السوري السابق المتمثل بغازي كنعان وخدام ، كما عملوا جاهدين على ضم الجنرال عون لما له من قاعدة شعبية عريضة ، ولتأكيد ان الاطار ليس مصلحيا ضيقا بل معارضة منهجية ، وقد سعى جنبلاط حتى اللحظات الاخيرة من حياة الحريري لضمه الى لقاء البريستول ولكنه لم ينجح ، لان الاخير كان يرى في هذا اللقاء اكثر من مجرد حالة اعتراضية على ما يمكن اعتباره اخطاء سورية في لبنان ، بل كان يرى فيه محاولة لانتاج متغيرات داخلية باستحضار دعم خارجي عبر القرار 1559 وقرار محاسبة سوريا من الممكن له في حال نجاحه من تقويض دعائم النظام الذي ارسيت اسسه عبر اتفاق الطائف ، والذي يعتبر الحريري نفسه الاب الشرعي لهذا الاتفاق وان التفريط به او تعريضه للخطر من شأنه ان يهز دعائم وجوده السياسي والاقتصادي ، ويهز موقع الزعامة في متاهات لا يعلم كم من الوقت يلزم للخروج منها .
                            لهذه الاسباب نرى ان خطة اغتيال الحريري ليست هدفا سوريا ، وان العمل عليها بدأ فيما كانت علاقة الحريري بسوريا ممتازة وان كانت لم تخلو من الشوائب ، وان الاشارات التي كان وليد جنبلاط يرسلها من حين لاخر حول الوجود السوري في لبنان تارة بأعادة الانشار ، واخرى بالبحث عن تنفيذ اتفاق الطائف بحذافيره ليست الا اشارت تمهيدية لاستيعاب المتغيرات اللاحقة التي ستطرأ على سياسته ، وفي السياق عينه ارى محاولة اغتيال مروان حماده وهو المقرب جدا من جنبلاط لتكون شرارة الانطلاق دون حرج في اعلان عدائه لسوريا ، وهكذا بدأ استثمار الدم ومحاولات الاغتيال في اعادة تركيب الاولويات السياسية في لبنان كاساس يبنى بمقتضاه ارضية التحرك الاتي لمن كان يعلم بالخطة الفخ ، على قاعدة تأطير الحالة العاطفية الانسانية وتحويلها الى اداة مجابهة سياسية ، وجنبلاط هو الوحيد الثابت انه يعلم من اين تؤكل الكتف السورية ، وقد بات الامر واضحا لا يحتاج الى الكثير من الشرح خصوصا بعد ان تأكد دوره ومروان حماده في تحضير الشهود المزيفين في قضيه اغتيال الحريري واستدراج السنة عبر دم الحريري الى مكان يتناقض مع دورهم التاريخي في لبنان ، ليشكلوا مع الموارنة خط الصدام الاول مع المقاومة والتي هي الهدف الرئيسي لامريكا والصهاينة من سياساتها في المنطقة ومحيطها بما يتناسب مع مجريات الاحداث المذهبية في العراق بعد اضفاء الصبغة الشيعية على المقاومة في لبنان تمهيدا لزجها في اتون الصراع الداخلي ومحاولة تحويل اتجاه سلاحها داخليا بحيث تفقد واحدا من اهم اسلحتها التي اكتسبت عبره ثقة الجماهير في طول الامة وعرضها .
                            [/size](........ يتبع )
                            [move=right]العقل والقلم واللسان كل يؤدي الى حيث تدفعه..... فرفــــــــور[/move]

                            تعليق

                            يعمل...
                            X