خواطر..متفرقات
أ. خالد سيف الدين
منذ فترة غير قصيرة أراقب الموضوعات والمداخلات التي يتم نشرها في المنتدى، وقد وجدت بعض الملاحظات، فأردت أن أطلعكم عليها حتى تعم الفائدة، وتحقق الهدف المرجو منها. وأهم هذه الملاحظات:
أولا/ كتابة الموضوعات:
هناك نخبة خيّرة من الأخوة والأخوات ـ الأعضاء ـ الذين يبذلون جهدا كبيرا في محاولة لإثراء المنتدى بالموضوعات المتنوعة والمتعددة، في محاولة منهم حتى تعم الفائدة، ويتميز المنتدى عن غيره.
لكن لي ملاحظة على مثل هؤلاء الأعضاء، فهم لا يأتون بموضوعات من نسجهم وكتاباتهم وإبداعاتهم، أو تعبيرا عن أفكارهم ورؤاهم، إنما هي نقل لموضوعات ومشاركات في منتديات أخرى، دون أي تعليق أو تبديل أو تغيير فيها، إنما تنقل كما هي. مثل هؤلاء الأعضاء ينطبق عليهم قول الله تعالى: {كمثل الحمار يحمل أسفارا}، أي أنه ينقل الموضوعات من منتدى لمنتدى ومن موقع لآخر لمجرد النقل دون تفحيص أو تمحيص، دون أن يسأل نفسه:
1. هل تتناسب هذه الموضوعات مع الإطار العام للمنتدى؟
2. هل هذا الموضوع مناسب طرحه في هذا الوقت أم يمكن تأجيله لوقت آخر؟
3. هل هذا الموضوع يمكن أن يتفاعل معه الأعضاء أم لا؟
4. هل هذا الموضوع سيخلق أجواء والود والتفاهم والحوار أم أنه سيثير بذور الفتنة والشقاق والخلاف؟5.
5-هل الأسلوب الذي أكتب فيه الموضوع سهل وسلس يمكن للجميع أن يفهم الغرض والرسالة التي أريد إيصالها أو يمكن أن يفهم الموضوع بصورة غير التي أريد؟
كل هذه الأسئلة وغيرها يجب أن توضع في ذهن وأمام ناقل الموضوع وكاتبه أيضا.
وهناك عدد كبير من الأمثلة ـ التي لا داعي لذكرها ـ تنطبق على مثل هؤلاء، فواحد ينقل موضوع لكاتب لا ينتمي لمدرسته الفكرية، يشتمه ويشتم جماعته من حيث لا يدري، وآخر (عضو ذكر) ينقل موضوع يخاطب فيه الأعضاء الذكور (والموضوع مكتوب بصيغة الإناث) دون تعديل أو تغيير!!!
ثانيا/ الموضوعات المنقولة:
هناك عدد كبير من الأخوة ينقلون موضوعات من مواقع ومنتديات متنوعة، ويضعها في هذا المنتدى دون أن يبين ويوضح للأعضاء والزوار، ما هو مصدر هذه المعلومات؟ حتى يمكن للقارئ أن يرجع للمصدر الرئيس ويتحقق من تلك المعلومات، أو يستزيد منها.
إن مثل هذه الملاحظة يجب أن تطبق بشكل دقيق في الموضوعات التي تتعلق بنقل الموضوعات الدينية والفتاوى الشرعية، والأخبار السياسية، والمعلومات الطبية والعلمية.
ثالثا/ المنتدى السياسي:
يقال أن المجتمع الفلسطيني (مجتمع مسيس) بحكم الحالة التي يمر ويعيش فيها، فالواحد منا (يفطر ويتغذى ويتعشى) سياسة. لذلك تجد أن أكثر الزوار اهتمامهم بالمنتدى السياسي أكثر من غيره.
الملاحظة التي تستوقفني، أن الأخوة الذين يكتبون موضوعات أو تعليقات، (أغلبهم) لا يضع خشية الله ولا رقابة الله بين عينيه، فهو يكتب لمجرد الكتابة فقط، وبعضهم يستخدم ألفاظ وتعابير تسيء لشخصه قبل إن تسيء للمنتدى الذي ينتمي له. لذلك يجب على كل واحد منا أن يقف وقفة جادة مع نفسه ويعيد النظر ويدقق في كل ما يكتب وينقل، وأن يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر، لا أن يكون العكس، مغلاقا للخير مفتاحا للشر، مثيرا للفتنة والنزاعات وإثارة الأحقاد والضغائن. وتذكروا دوما قول الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتحدث بالكلمة لا يلقي لها بالا فتهوي به في نار جهنم".
رابعا التعليقات والمداخلات:
هناك نسبة كبيرة من الأخوة مداخلاتهم هي مجرد لغو لا فائدة منه، أو كلمات شكر، تجدها ترديدا لكلمات مثل: (مشكور، شكرا، بارك الله فيك، جزاك الله خيرا... إلخ).
جيد أن تكتب هذه الكلمات، لكن لا تقف عندها فقط، من المفترض أن تناقش كاتب الموضوع فيما كتب، إن كنت تتفق معه فقدم أدلة تبين تأييدك له، وإن كنت تعارضه أو لك وجهة نظر مغايرة، قدم أدلتك ووضح وجهة نظرك، بأسلوب حواري هادئ بعيدا عن التشنج والتعصب والانغلاق الفكري.
إن ما هو موجود الآن في ـ أغلب ـ المنتديات لا يعكس صورة الحوار الهادف والذي يمكن أن يعود بالفائدة.
هذه هي أهم ملاحظاتي، آمل أن تقبلوها مني برحابة وسعة صدر، وأن تعم الفائدة وتحقق الهدف المرجو منها.
تعليق