ان من اهم نقاط قوة الكيان عبر سنوات الصراع الطويلة الى جانب الدعم الغربي الواضح والمكشوف ، كان الدور الذي تلعبه الكيانية العربية في موقعها بين المقاومة والكيان ، ففي حين كان الغرب والكيان يشكلان حماية للانظمة ضد القوى المجتمعية الثائرة عليها ، كانت هذه الانظمة بكل تجلياتها الثقافية والاجتماعية والدينية تشكل حاجزا بين المقاومة والكيان تحميه كي يحميها في دور تبادلي لم يعد من الصعب قراءته ، بل وقد اندفعت مؤخرا بأبراز هذا الدور في حالات تسابق ليس مستغربا على صعيد الاستنهاض اللازم فكريا وقوميا ومذهبيا والهادف الى اعادة رسم الادوار والاولويات في الصراع بناء لمقتضيات الضرورة ، فرأينا الحديث عن المثلث الشيعي ينطلق من ابواق تدعي العروبة والاسلام وتضعها في اولوية الصراع على حساب الدور الاستيطاني للكيان ، وقدمت الصراع الايراني العربي على الصراع الصهيوني العربي الذي تم تغييبه طويلا وبشكل متعمد وتحويله الى صراع حدودي خارجا عن اطار الحق التاريخي والانساني ومتنازلا عن الحق الديني والاجتماعي للقضية الفلسطينية وتجزئة للحق العربي الى مكونات لا تصلح لا للتفاوض ولا لانشاء فكر وارث موحد يسهم بتوحيد القوى المتضررة بغض النظر عن انتمائها الفكري والمنهجي والهدف الذي تعمل من اجله . وعليه فأن البحث جار على كل صعيد لتثبيت الدور الجديد للكيانية العربية بما يتلاءم مع تفعيل المشروع الامريكي للشرق الاوسط والذي اتخذ شكلا تراجعيا مؤقتا بعد الفشل الصهيوني في لعب دوره الافتراضي في حرب تموز ، ومن هنا فاننا نرى ان دورا تنشيطيا اكثر فاعلية وهجومية للكيانية العربية هو محور الاتي من الاحداث ، ومن هنا فأن الاستعدادت تتحرك سريعا على قدم وساق في اطار الاعلان عن المتغيرات الاتية على كل صعيد وأن كانت البداية من الشأن الفلسطيني بأعتباره موقع الحدث الاكثر تأثيرا فأن عملية تبريده الان تصب في خانة التحضيرات المؤسسة للاعلان عن الدور الجديد ، كما لا بد من الاشارة ان المأزق اللبناني سينحو بمنحى اكثر هدوءا لانه من غير المعقول طرح متغير استراتيجي في معرض الاضطراب والتوتر الداخلي الذي سيحبطه ، ومن ناحية اخرى فأن لعبة المحاور في الساحة العربية والتي اخذت مداها في السنتين الاخيرتين ، باتت هي الاخرى تهدد المشروع الجديد للكيانية لا بد من تحقيق متغير فيه لذا سنشهد قريبا اندفاعة بأتجاه سوريا تتحدث عن تكامل ادوار او تهيئة لتفاهمات قد تريح اجواء التوتر السائدة في مختلف مواقع الصراع في الشرق الاوسط .
وهنا يأتي ذلك الدور الذي تقوم به الاقلام والوسائل الاعلامية ورجالات الفكر والثقافة التي لا بد وستنهض قريبا نحو اطلاق شرارات التغيير الاتية وصياغتها كالعادة لتجد لها مكونها في الموروث الثقافي او الديني او القومي لتبرير الدور الاتي على غير صعيد ، وهذه هي الفئة الاخطر والاكثر ضراوة من حيث اشتداد الهجوم وتطويع لغة الذات وتبرير العوامل في محوريها الخارجي والذاتي ، هذا المتغير الذي سيتم الاعلان عنه في القمة العربية التي ستنعقد في العربية السعودية في النصف الثاني من شهر اذار القادم والتي ستحمل بذور الدور الكياني العربي الجديد الهادف لاستمرار تطويق حركات المقاومة ، وتطوير حالة الحجز بينها وبين الكيان الصهيوني من جهة في اطاره القومي والانساني ، واعادة حالة الاصطفاف الفكري العربي في محور الصراع الدائر حول الشرق الاوسط على قاعدة تحوير اتجاهات العداء بما يخدم مصلحة المشروع الامريكي المترابط مع الوجود الكياني للانظمة ، هذه القمة التي ستكون بنتائجها مفصلية وتاريخية تتجاوز قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاث ، وتتعدى ما انهار في اوسلو من حقوق ثابته للشعب الفلسطيني وتسهم عبر برنامج عربي فكري لتسويق كل المتغيرات المطلوبة التي تخدم مشروع الشرق الاوسط الجديد بكل موبقاته الاتية ، وهو محور البحث القادم ان شاء الله .
( يتبع )
وهنا يأتي ذلك الدور الذي تقوم به الاقلام والوسائل الاعلامية ورجالات الفكر والثقافة التي لا بد وستنهض قريبا نحو اطلاق شرارات التغيير الاتية وصياغتها كالعادة لتجد لها مكونها في الموروث الثقافي او الديني او القومي لتبرير الدور الاتي على غير صعيد ، وهذه هي الفئة الاخطر والاكثر ضراوة من حيث اشتداد الهجوم وتطويع لغة الذات وتبرير العوامل في محوريها الخارجي والذاتي ، هذا المتغير الذي سيتم الاعلان عنه في القمة العربية التي ستنعقد في العربية السعودية في النصف الثاني من شهر اذار القادم والتي ستحمل بذور الدور الكياني العربي الجديد الهادف لاستمرار تطويق حركات المقاومة ، وتطوير حالة الحجز بينها وبين الكيان الصهيوني من جهة في اطاره القومي والانساني ، واعادة حالة الاصطفاف الفكري العربي في محور الصراع الدائر حول الشرق الاوسط على قاعدة تحوير اتجاهات العداء بما يخدم مصلحة المشروع الامريكي المترابط مع الوجود الكياني للانظمة ، هذه القمة التي ستكون بنتائجها مفصلية وتاريخية تتجاوز قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاث ، وتتعدى ما انهار في اوسلو من حقوق ثابته للشعب الفلسطيني وتسهم عبر برنامج عربي فكري لتسويق كل المتغيرات المطلوبة التي تخدم مشروع الشرق الاوسط الجديد بكل موبقاته الاتية ، وهو محور البحث القادم ان شاء الله .
( يتبع )
تعليق