القيادة المشتركة أو الوحدة أو الاندماج كلها أفكار طرحت في مرات عديدة سابقا، وقد جرت نقاشات مختلفة بين قيادة الحركتين خصوصا في السجون إلا انه لم يوفق أي طرف بجسر الهوة التي تركتها آثار الماضي عند تشكيل وتأسيس حركة الجهاد الإسلامي التي تشير جذورها أنها انبثقت من رحم حركة الإخوان المسلمين،
في حين لا يبدو أن الاختلاف بين الحركتين جذريا بالنظر إلى فكر وأدبيات الحركتين، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقة التي حالت دون تشكيل أي كيان تنسيقي بشكل
بقلم أبو يحيى
أسفرت حوارات القاهرة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية– رغم فشلها في الوصول إلى برنامج موحد لإدارة الصراع مع الكيان الصهيوني- عن إعلان متبادل من قبل قيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الخارج عن وجود تفاهم بين التنظيمين، نتج عنه تشكيل قيادة سياسية مشتركة تنظر في كل القضايا والمواقف السياسية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وهو ما سينعكس أيضا على العمل العسكري حيث تقوم حماس والجهاد بعمليات مشتركة كعملية نتساريم في أكتوبر الماضي.
قضية القيادة المشتركة أو الوحدة أو الاندماج كلها أفكار طرحت في مرات عديدة سابقا، وقد جرت نقاشات مختلفة بين قيادة الحركتين خصوصا في السجون إلا انه لم يوفق أي طرف بجسر الهوة التي تركتها آثار الماضي عند تشكيل وتأسيس حركة الجهاد الإسلامي التي تشير جذورها أنها انبثقت من رحم حركة الإخوان المسلمين،
في حين لا يبدو أن الاختلاف بين الحركتين جذريا بالنظر إلى فكر وأدبيات الحركتين، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقة التي حالت دون تشكيل أي كيان تنسيقي بشكل مباشر أو غير مباشر.
* نوايا صادقة
ورغم الإعلان في الخارج عن الاتجاه نحو تشكيل قيادة موحدة إلا أن الأمر قد لا يعدو كونه تعبيرا عن نيات صادقة في ظل التقاء الحركتين في الكثير من المواقف خاصة في الآونة الأخيرة، وفي هذا السياق أكد نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن هناك نيات صادقة سواء في حماس أو الجهاد لتطوير التعاون بين الحركتين لتصبح في صورة مثلى، وأضاف: لقد كان هناك تنسيق في كثير من المواقف كما حدث في الهدنة الأولى وكذلك تنسيق كبير خلال حوارات القاهرة الأخيرة ونحن نأمل باستمرار اللقاءات التي تسير نحو التوافق والتعاون،
لكن عزام أشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد أوراق عمل أو برنامج محدد لتشكيل قيادة موحدة بين الحركتين، وأوضح أن الأمر محصور حتى الآن بلقاءات وحوارات في الخارج.
وكان أول تنسيق علني مشترك قد ظهر عندما أعلنت الحركتان تبنيهما للهجوم الذي استهدف موقعا عسكريا بالقرب من مستوطنة نتساريم -شمال قطاع غزة- وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين.
وحول المعوقات التي حالت دون تشكيل مثل هذه القيادة المشتركة رغم اتفاق الحركتين في معظم الخطوط العريضة للمنهج والتبني الإسلامي، قال عزام إنه لا توجد موانع حقيقة ولربما هناك فقط آثار خلافات الماضي، و أضاف: أما مسالة الوصول إلى الوحدة الكاملة، فتحتاج إلى وقت وأرضية مناسبة مع استمرار اللقاءات والمشاورات والتنسيق. وحول سبب اقتصار اللقاءات على قيادة الحركتين في الخارج، أشار القيادي في الجهاد الإسلامي إلى أن الأمر مرتبط بمسائل فنية وقال: ربما فرص اللقاء في الخارج أفضل، ورغم اشتراك الحركتين في تنفيذ عملية مشتركة في مستوطنة نتساريم في أكتوبر الماضي إلا أن عزام نفى علمه بوجود تنسيق عسكري أو قيادة عسكرية بين الحركتين، باعتبار أن ذلك هو من شان الأجنحة العسكرية، إلا أنه أشار إلى وجود اتجاه عام للتنسيق بين الحركتين.
* تنسيق مشترك
وقد أُعلن عن فكرة القيادة المشتركة أكثر من مرة على لسان قياديين في الحركتين في الخارج، إذ كشف الدكتور "موسى أبو مرزوق" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، و"زياد نخالة" نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أن هناك تنسيق في العمليات والبيانات المشتركة منذ أكثر من 4 أو 5 شهور من خلال قيادة مشتركة في الداخل والخارج"، وقال أبو مرزوق من جانبه أنه لا توجد خلافات في المواقف السياسية أو الفكرية بين الحركتين. ومن جانبه أوضح زياد نخالة أن "الوضع الفلسطيني يستدعي الآن البحث عما يجمع لا ما يفرق، وأن الخط الفكري للجهاد وحماس واحد، وبالتالي ليس هناك أبدا ما يمنع من أن يصل التنسيق إلى وحدة تنظيمية تجمع الفصيلين معا في إطار واحد له قيادة واحدة". ولم يعط المسئولان بالحركتين إيضاحات عن الشخصيات التي تشكل هذه القيادة المشتركة.
وفي السياق كشف الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي وممثلها في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، خالد البطش، النقاب عن إجراء اتصالات وتنسيق كامل بين حركتي "حماس والجهاد" من أجل تشكيل قيادة سياسية مشتركة للحركتين للنظر في القضايا والمواقف السياسية خاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقال البطش إن هناك لقاءات ومشاورات في قيادة الحركتين بالخارج وقيادة العمل في الداخل حول مختلف القضايا معربا عن أمله أن يرتقي هذا التنسيق بين الحركتين إلى ما أسماه "وحدة جهادية" حقيقية في الشارع الفلسطيني.
وضمن الاتجاه العام نحو التنسيق والعمل المشترك، فازت الكتلتان الطلابيتان لحماس والجهاد في انتخابات مجلس طلاب جامعة بير زيت حيث توحدتا في قائمة مشتركة. ويعزو مراقبون هذا التوجه للحركتين نحو التوحد، إلى حجم الضغوط الهائلة على الحركتين في ظل المعطيات الإقليمية والدولية الحالية.
في حين لا يبدو أن الاختلاف بين الحركتين جذريا بالنظر إلى فكر وأدبيات الحركتين، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقة التي حالت دون تشكيل أي كيان تنسيقي بشكل
بقلم أبو يحيى
أسفرت حوارات القاهرة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية– رغم فشلها في الوصول إلى برنامج موحد لإدارة الصراع مع الكيان الصهيوني- عن إعلان متبادل من قبل قيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الخارج عن وجود تفاهم بين التنظيمين، نتج عنه تشكيل قيادة سياسية مشتركة تنظر في كل القضايا والمواقف السياسية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وهو ما سينعكس أيضا على العمل العسكري حيث تقوم حماس والجهاد بعمليات مشتركة كعملية نتساريم في أكتوبر الماضي.
قضية القيادة المشتركة أو الوحدة أو الاندماج كلها أفكار طرحت في مرات عديدة سابقا، وقد جرت نقاشات مختلفة بين قيادة الحركتين خصوصا في السجون إلا انه لم يوفق أي طرف بجسر الهوة التي تركتها آثار الماضي عند تشكيل وتأسيس حركة الجهاد الإسلامي التي تشير جذورها أنها انبثقت من رحم حركة الإخوان المسلمين،
في حين لا يبدو أن الاختلاف بين الحركتين جذريا بالنظر إلى فكر وأدبيات الحركتين، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقة التي حالت دون تشكيل أي كيان تنسيقي بشكل مباشر أو غير مباشر.
* نوايا صادقة
ورغم الإعلان في الخارج عن الاتجاه نحو تشكيل قيادة موحدة إلا أن الأمر قد لا يعدو كونه تعبيرا عن نيات صادقة في ظل التقاء الحركتين في الكثير من المواقف خاصة في الآونة الأخيرة، وفي هذا السياق أكد نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن هناك نيات صادقة سواء في حماس أو الجهاد لتطوير التعاون بين الحركتين لتصبح في صورة مثلى، وأضاف: لقد كان هناك تنسيق في كثير من المواقف كما حدث في الهدنة الأولى وكذلك تنسيق كبير خلال حوارات القاهرة الأخيرة ونحن نأمل باستمرار اللقاءات التي تسير نحو التوافق والتعاون،
لكن عزام أشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد أوراق عمل أو برنامج محدد لتشكيل قيادة موحدة بين الحركتين، وأوضح أن الأمر محصور حتى الآن بلقاءات وحوارات في الخارج.
وكان أول تنسيق علني مشترك قد ظهر عندما أعلنت الحركتان تبنيهما للهجوم الذي استهدف موقعا عسكريا بالقرب من مستوطنة نتساريم -شمال قطاع غزة- وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين.
وحول المعوقات التي حالت دون تشكيل مثل هذه القيادة المشتركة رغم اتفاق الحركتين في معظم الخطوط العريضة للمنهج والتبني الإسلامي، قال عزام إنه لا توجد موانع حقيقة ولربما هناك فقط آثار خلافات الماضي، و أضاف: أما مسالة الوصول إلى الوحدة الكاملة، فتحتاج إلى وقت وأرضية مناسبة مع استمرار اللقاءات والمشاورات والتنسيق. وحول سبب اقتصار اللقاءات على قيادة الحركتين في الخارج، أشار القيادي في الجهاد الإسلامي إلى أن الأمر مرتبط بمسائل فنية وقال: ربما فرص اللقاء في الخارج أفضل، ورغم اشتراك الحركتين في تنفيذ عملية مشتركة في مستوطنة نتساريم في أكتوبر الماضي إلا أن عزام نفى علمه بوجود تنسيق عسكري أو قيادة عسكرية بين الحركتين، باعتبار أن ذلك هو من شان الأجنحة العسكرية، إلا أنه أشار إلى وجود اتجاه عام للتنسيق بين الحركتين.
* تنسيق مشترك
وقد أُعلن عن فكرة القيادة المشتركة أكثر من مرة على لسان قياديين في الحركتين في الخارج، إذ كشف الدكتور "موسى أبو مرزوق" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، و"زياد نخالة" نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أن هناك تنسيق في العمليات والبيانات المشتركة منذ أكثر من 4 أو 5 شهور من خلال قيادة مشتركة في الداخل والخارج"، وقال أبو مرزوق من جانبه أنه لا توجد خلافات في المواقف السياسية أو الفكرية بين الحركتين. ومن جانبه أوضح زياد نخالة أن "الوضع الفلسطيني يستدعي الآن البحث عما يجمع لا ما يفرق، وأن الخط الفكري للجهاد وحماس واحد، وبالتالي ليس هناك أبدا ما يمنع من أن يصل التنسيق إلى وحدة تنظيمية تجمع الفصيلين معا في إطار واحد له قيادة واحدة". ولم يعط المسئولان بالحركتين إيضاحات عن الشخصيات التي تشكل هذه القيادة المشتركة.
وفي السياق كشف الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي وممثلها في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، خالد البطش، النقاب عن إجراء اتصالات وتنسيق كامل بين حركتي "حماس والجهاد" من أجل تشكيل قيادة سياسية مشتركة للحركتين للنظر في القضايا والمواقف السياسية خاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقال البطش إن هناك لقاءات ومشاورات في قيادة الحركتين بالخارج وقيادة العمل في الداخل حول مختلف القضايا معربا عن أمله أن يرتقي هذا التنسيق بين الحركتين إلى ما أسماه "وحدة جهادية" حقيقية في الشارع الفلسطيني.
وضمن الاتجاه العام نحو التنسيق والعمل المشترك، فازت الكتلتان الطلابيتان لحماس والجهاد في انتخابات مجلس طلاب جامعة بير زيت حيث توحدتا في قائمة مشتركة. ويعزو مراقبون هذا التوجه للحركتين نحو التوحد، إلى حجم الضغوط الهائلة على الحركتين في ظل المعطيات الإقليمية والدولية الحالية.
تعليق