التسوية السلمية .. سمسرة وارتزاق سياسي أم نضال وكفاح .. ؟ قضية للنقاش

[البيساني]

بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وآمل لكم أن تكونوا بخير .. وبعد

أطرح هذه المشاركة بعد فترة طويلة من النقاش مع الأخوة الأعضاء، حيث وجدت خلالها أن هنالك عددا كبيرا منهم يعتقد أن التناقض فيما بيننا يعود لخلافات عائلية أو افتراق الأصدقاء فيما بينهم، فوجدت تعليقات تدفع المرء للتساؤل، وأحياناً للضحك .. وهنا أذكر أن

أحد الأعضاء قد قال لي أن الكل يحب زعيمه وهذه مشاعر (والأوجب أن يكون هذا الزعيم قد احترم الثوابت فعلا وقولا، وفي هكذا حال فأنا أقدره وأحترمه وأكن له الحب والمحبة – لا القداسة والتأليه –).

عضو آخر يقول في نقاش .. ماذا سيحدث إن تنازلت السلطة أو لم تتنازل عن الأرض الفلسطينية .. المهم أن توقف حمام الدم الفلسطيني !.

وعضو ثالث يرفض التفكير القائم على حل سلطة الحكم الذاتي ويعتقد أن هذا ما ترغب به دولة الاحتلال، ويقول "يكفي أن السلطة أعطتنا هوية"!، وهو لا يعلم أن أول الطروحات بإقامة هذه السلطة جاءت من الاحتلال ومن حلفائهِ (راجع مشروع ألون على وجه الخصوص في الورقة أدناه).

وعضو رابع .. لا يستطيع أن يعيش من دون دولة الاحتلال، ويقول هذا الكلام وهو يضحك!.
وعضو خامس .. يأتي ليصر على أن عباس هو رئيسنا "غصبن عنا" .. هكذا بلا أي نقاش ؟؟؟

البعض يعتقد أن انتقادي (وانتقاد بعض الأخوة أيضاً) لممارسات السلطة .. هو فقط للانتقاد، أو كراهية بالممارسات الأمنية المشتركة (وهذا صيحيح 100%)، ولكن .. السبب الجوهري أن طروحات التسوية .. والقائمة إلى اليوم تمثل الخطر الأكبر على جميع قوى المقاومة والتحرير، وعلى فلسطين، واللاجئين، وعلى كل ما نؤمن بهِ، ونجاهد من أجلهِ ..

وهذا الموقف .. تجسد في كل أرض محتلة برفض السلطات الموازية والقائمة في العراق والصومال والشيشان ولبنان سابقاً .. وفلسطين هي أيضاً ترفض السلطة الموازية تحت الاحتلال الصهيوني ..
** **
لذا
أطرح اليوم عبر هذه المشاركة
مشاريع التسوية السلمية الغربية والفلسطينية
متسائلاً - بانتظار الإجابة - ..
إن كانت هذه المشاريع .. تمثل ((نضالاً سياسياً)) أم ارتزاقا سياسيا لتصفية قضيتنا ؟؟؟.

بعد هذه المشاركة سأنتقل لتوضيحات وتفصيلات ستكون في الصفحة التالية ...
وتقبلوا تحياتي ..

[البيساني]

ممهدات التسوية السلمية في البيت الفلسطيني 1973:

بدأت الطروحات السياسية للتسوية تُطْرح في الساحة الفلسطينية عام 1973م من قبل الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين (نايف حواتمه).

وقبل التطرق لمضمون ما طرح من قبل الديموقراطية أود التعريف بنايف حواتمه وجبهته.

نايف حواتمه وهو مسيحي أردني من السلط، ابتعثه تنظيم القوميين العرب للدراسة في روسيا من أجل الالمام بالفكر الماركسي والرد عليه لاحقاً (بطبيعة الحال كان هنالك صراع بين الشيوعيين والقوميين).

إلا أن حواتمه تشرب هذا الفكر، واتخذه بديلا للفكر القومي، وكان يعتبر حواتمه المنظر لهذا الفكر في الساحة الفلسطينية إلى أن جاء موعد انشقاقهِ عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (وهي تشكلت من حركة القوميين العرب وجبهة تحرير فلسطين وشباب الثأر عام 1967م).

وانشقاق حواتمه كان للأسباب التالية:

• حسب شهادات معنيين فإن الرجل أعطته أمريكا 150.000 دولار لشق وضرب جبهة حبش (التي تعتبر آنذاك متطرفة ورافضة للتعايش).

• عمل الرجل إلى جانب معسكر اليمين الفلسطيني (فتح)، على الرغم من كونه يسارياً (ماركسيًّا لنينيًّا)، إلا أن فتح عملت على حمايته وتسويق طروحاته، وهنا يذكر كبار الجبهة الشعبية مقولة عرفات لحبش "حواتمة القنبلة الموقوتة في الجبهة الشعبية"، وهو ما تحقق لاحقاً.

ومما يمكن إضافته من مسلكيات حواتمه – أمين عام الديموقراطية –:
• أول أمين عام تنظيم فلسطيني يقوم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني حين قبل عقد لقاء صحفي معه من قبل صحيفة "ها آرست" الصهيونية (عبر اتصال هاتفي)، وهو ما سبق وذكره في مذكراته [نايف حواتمة يتحدث].

• منع عبر أوامر له أن يقوم مقاتلين من تنظيمه بقتل مستوطنين في عملية بيسان، بدعوى أن هؤلاء مدنيين، إلى أن انقض الكوماندوز الصهيوني وقتل الشباب، حيث صرح حواتمه عقب العملية: لقد اختلط الدم الفلسطيني باليهودي ليعبر عن مأساة إنسانية. [مذكرات حواتمة].

• أول أمين عام فلسطيني نَظَّر لدولة فلسطينية بحدود ناقصة (1967م)، وهو مع دعاة "عدم عسكرة الانتفاضة" التي من رموزها عباس رضا وآخرون.

• كان من المعزيين لاسحاق رابين – صاحب سياسة تكسير العظام في الانتفاضة الأولى وأحد القادة الأعداء.

• أبرق إلى العميل جلال طالباني برقية تهنئة بمناسبة توليه رئاسة ما يسمى بالسلطة العراقية القائمة بدعم ومساندة من الاحتلال الصهيو- أمريكي.

• عمل ويعمل في صفوف المعارضة الفلسطينية على شق صفوفها ضمن مهمة استخباراتية وأمينة لصالح اليمين الفلسطيني( على الرغم من المعارضة الشكلية التي يُبديها لاتفاقية أوسلو).

• جبهته لا منضبة أخلاقيا، حيث لا يمانع من إقامة علاقات سفاح ومحرمة شرعاً وفقاً لتصريحاته أيضاً في كتابهِ "نايف حواتمة يتحدث"، وهذا لربما تميزت بهِ جبهته في لبنان.

• لم يتوانى أفراد تنظيمه من رفع صور لنين – ماركس داخل المساجد وعلى المنابر، كما حدث في السبعينيات في الأردن.

كان يمكن لهذا التنظيم أن ينتهي منذ انشقاقهِ في الـ 1968م، حيث هدد وديع حداد (جبهة شعبية) بنسف مكاتب الديموقراطية واعتقال أعضاءها ومحاكمتهم عسكرياً لأنهم خانوا الأمانة وعموا في أطر مشبوهة، إلا أن تدخل فتح، وتمكنها من حماية مكاتب الديموقراطية وتهريب جسم كبير من كادرها إلى لبنان مكنها من الاستمرارية والبقاء للعمل على طرح المزيد والمزيد من الطروحات "السياسية".

الديموقراطية والتسوية:

لعل قطاع كبير من مريدي وأتباع فتح لا يعلمون أن التسوية والمفاوضات هي أطروحات جاءت من الجبهة الديموقراطية (ماركسية لنينية) عام 1973م بما عرف بـ "برنامج الحل المرحلي – النقاط العشرة". [سنناقش هذا لاحقاً].

[البيساني]

مشاريع التسوية .. نقطة الصفر:
لعل الأطروحات المتداولة سواءً تلك التي أنتجتها الجبهة الديموقراطية أو التي أخذتها حركة فتح عنها بالتبني، لها جذور مبكرة جدا، جاءت بذورها من قبل أعداء الأمة والدين.
وهنا نستعرض طروحات التسوية المبكرة جدا من تاريخ قضيتنا:
مشروع بيل لتقسيم فلسطين سنة 1937

بيل Peel هو اسم رئيس اللجنة الملكية التي عينتها الحكومة البريطانية سنة 1936 نتيجة المرحلة الأولى من الثورة الكبرى التي حدثت في ذلك العام والتي أجبرت بريطانيا لأول مرة على إعادة النظر في مشروعها الاستعماري - الصهيوني في فلسطين. وقد وصلت اللجنة إلى فلسطين في 12 نوفمبر 1936 واستمرت تحقيقاتها ستة أشهر، وقدمت تقريرها وتوصياتها في 7 يوليو 1937 في مجلد من أكثر من 400 صفحة يُعدُّ في حد ذاته مرجعاً في تاريخ فلسطين الحديث، على الأقل من وجهة النظر البريطانية.

وقد توصلت اللجنة إلى حقيقة تعارض صك الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي يتعهد بمساعدة الشعب الموضوع تحت الانتداب (الفلسطينيون) على ترقية نفسه والوقوف على قدميه، ويتعهد في الوقت نفسه بوضع فلسطين تحت ظروف تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي. واعترفت اللجنة أن الفلسطينيين قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم، وكذلك اليهود. ورأت أن استمرار الانتداب يعني استمرار الثورة والاضطراب. ولذلك أوصت بتقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة يهودية تتضمن جميع مناطق الجليل ومرج ابن عامر في شمال فلسطين (بما فيها صفد وطبريا وبيسان وحيفا وعكا ..) والسهل الساحلي الممتد من شمال فلسطين إلى نحو 25 كيلومتر جنوبي تل أبيب، أما مناطق القدس وبيت لحم والناصرة مع ممر يصل القدس بيافا فتبقى تحت الانتداب. ويتم توحيد باقي أرض فلسطين مع شرق الأردن.

[المشــــــــروع رفض من الحركة الصهيونية باعتباره غير عمليِّ].

[البيساني]

الكتاب البريطاني الأبيض مايو 1939

واشتهر كذلك باسم كتاب مكدونالد الأبيض على اسم وزير المستعمرات البريطاني مالكوم مكدونالد. وقد صدر هذا الكتاب بعد أن اشتعلت الثورة في فلسطين مرة أخرى بشكل أكثر قوة وعنفاً، وتمكنت من احتلال الريف الفلسطيني، وشَغَلَت قواتٍ بريطانية ضخمة في قمعها وسحقها، في وقت كانت بريطانيا فيه بأمس الحاجة لقواتها مع تصاعد نُذُر الحرب العالمية الثانية. [لاحظوا أن هذه الطروحات تأتي في انتفاضات شعبنا الفلسطيني وجهادهِ].

وكانت أبرز نقاط هذا الكتاب، الذي تعهدت بريطانيا بتنفيذه بغضِّ النظر عن قبول العرب واليهود أو رفضهم:
1. أكد أن بريطانيا غير عازمة على إقامة دولة يهودية في فلسطين.
2. سوف تقام بعد عشر سنوات دولة فلسطينية، يتقاسم فيها العرب واليهود المسئولية والسلطة بما يحقق مصالح الطرفين. (لاحظوا ذات الوعود التي سمعناها من عباس وعريقات وقريع ... الخ).

. تحديد الهجرة اليهودية خلال الخمس السنوات التالية بعشرة آلاف مهاجر سنوياً بالإضافة إلى 25 ألفاً يسمح لهم فوراً بالهجرة. وبعد هجرة هؤلاء (الـ75 ألفاً) تتوقف الهجرة اليهودية، ولا تتم إلا بموافقة العرب، وبشرط ألا يزيد اليهود عن ثلث السكان

[البيساني]

مشروع تقسيم فلسطين حسب قرار الأمم المتحدة 181 لسنة 1947:
ويتضمن تقسيم فلسطين لأربعة مناطق إدارية:
1. منطقة يهودية 2. منطقة عربية

3. القدس 4. النقب
بحيث تمنح المنطقتان العربية واليهودية استقلالاً ذاتياً. وقد رفض العرب المشروع وأسقطوه

[بندقية الثائر]

الان سادهب لاصلى الضهر

[البيساني]

الآن نبدأ بالمشاريع المعاصرة ...
المشـــــروع الأول
مشروع آلون (وهو أول مشروع يعتبر واضح وقريب لطروحات فريق أوسلو للتسوية والتصفية).

بعد شهر واحد من حرب 1967 طرح وزير الخارجية الإسرائيلية إيجال آلون مشروعه الذي حظي بشهرة واسعة وتضمنت أفكاره:
* الحدود الشرقية للكيان الإسرائيلي هي نهر الأردن وخط يقطع البحر الميت من منتصفه.
* ضم المناطق الغربية لغور الأردن والبحر الميت بعرض بضعة كيلومترات إلى نحو 15 كيلومتراً، وإقامة مستوطنات صهيونية زراعية وعسكرية ومدنية فيها بأسرع ما يمكن، وإقامة ضواحي سكنية يهودية شرقي القدس.
* تجنُّب ضم السكان العرب إلى الكيان الإسرائيلي قدر الإمكان (وهو ما يراد له التحقق في أنابوليس).
* إقامة حكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية في المناطق التي لن يضمها الكيان الإسرائيلي (أليس هذا ما جاء بهِ أوسلو .. حكم ذاتي فلسطيني .. سبحان موحد العقول!)..
* ضم قطاع غزة للكيان الإسرائيلي بسكانه الأصليين فقط، ونقل لاجئي 1948 من هناك وتوطينهم في الضفة الغربية أو العريش.
* حل مشكلة اللاجئين على أساس تعاون إقليمي يتمتع بمساعدة دولية. وتقوم "إسرائيل" بإقامة عدة قرى "نموذجية" للاجئين في الضفة وربما في سيناء.


ثانياً / القرارات الأممية والتي تعمل بموجبها المنظمة والسلطة، ويجب هنا التذكير، بأن 242 الذي تطبل وتزمر له رموز السلطة والمنظمة قد رفضته م.ت.ف وكل المنظمات الفدائية الفلسطينية حين صدوره لأنه يعني "تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية". كما رفضت سوريا والعراق والجزائر هذا القرار، أما الأردن ومصر فقد وافقتا على القرار (فسبحان مغير الأحوال .. كيف تحول 242 إلى مفتاح القفل لدى رموز م ت ف).

ثالثاً / برنامج النقاط العشر (الحل المرحلي) والذي طرحته الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين عام 1973م وأقره المجلس الوطني الفلسطيني (م ت ف)، وهو برنامج يقوم على العمل من أجل قيام سلطة فلسطينية (دولة كيان .. سمها ما شئت)، بجوار الكيان الصهيوني، وتكون دولة كاملة السيادة.
لقد مثل هذا الطرح
الخيط الذي تشبثت به حركة فتح لاحقا، لتتخذه استراتيجية في خطابها، كما وأتاح هذا البرنامج وجود دعوات تشجع على التطبيع، حيث ترافق هذا مع تنازل متعلق بالاتصالات السياسية باليهود (وخصوصاً داخل فلسطين) والتي كانت تعدُّ قبل ذلك نوعاً من الخيانة. إذ سمح المجلس الوطني الفلسطيني الثالث عشر (القاهرة 12 - 22 آذار / مارس 1977) بذلك مؤكداً على "أهمية العلاقة والتنسيق مع القوى اليهودية الديموقراطية والتقدمية المناضلة داخل الوطن المحتل وخارجه ضد الصهيونية كعقيدة وممارسة".

وقد أجهض هذا البرنامج بفعل تصاعد المقاومة الفلسطينية المسلحة واستمرار الكيان الصهيوني في خطواته العدوانية التوسعية.

رابعا/ مشروع خالد الحسن 1982:

قدَّم خالد الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني في 14 مايو 1982 مشروعاً سماه أفكار للنقاش لحل النـزاع، حيث دعا إلى انسحاب الكيان الإسرائيلي من الأراضي المحتلة سنة 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية على تلك الأراضي، وأن تكون أحكام الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة هي المرجع القانوني.
والحسن بطرحه هذا يقترب كثيراً من المشروعات العربية - التي رفضتها م.ت.ف دائماً وبإصرار - التي تعترف ضمناً بالكيان الصهيوني وتقبل ما اغتصبه من أرض سنة 1948. وبالتأكيد فإن طرح الحسن (الذي ظهر وكأنه مشروعه الخاص) كان يعكس حالة النقاش الدائرة في صفوف القيادة الفلسطينية، وارتفاع أصوات التيار التصفوي الذي قبل بالتراجع عن الثوابت ضمن م.ت.ف، وكان أقرب إلى بالون اختبار لجس نبض الشارع الفلسطيني والعربي وردود الفعل الدولية.





نستكمل هذا العرض لاحقا
وسوف نضمنه .. نصوص المواد والبنود التي وقعت عليها م ت ف باسم الشعب الفلسطيني.

ودمتم بخير ..

[الملتقى]

جهد مشكور اخى البيسانى

[صوت الحماس]

على مهلك..............88:8 88:8 88:8 88:8

[البيساني]

أشكر الأخوة في الإشراف على تثبيت الملف .. وأهلا بأخي الملتقى ... وآمل أن يتم التفاعل مع الموضوع .. وقراءة التسوية من منظور تاريخي، في العودة إلى الوراء، زمن الاستعمار البريطاني، وما حيك في الظلام لهذا الشعب ..

وهنا أضع عدد من الاستنتاجات

1) إن التسوية السلمية وكملاحظة أولى تسعى لانتزاع اعتراف فلسطيني (أو عربي) بحق اليهود في العيش بجوارنا في ذات الأرض، وفي حال الاعتراف فإن شعوباً ودولاً ستأخذ بهِ بعتبارهِ توثيقاً للتاريخ (وهذا ما حدث لاحقا في مرحلة أوسلو).

2) التســـــوية تقلص من أهداف الشعب الفلسطيني بالتحرير، من كامل فلسطين، إلى الحيز الجغرافي المحدد حسب الاتفاقية أو التسوية (أصبحت فلسطين رسمياً تمثل فقط الضفة والقطاع بعد اتفاق أوسلو، أما عرب 48، وفلسطينيو الشتات فهم خارج الحسابات، وحيفا وعكا والناصرة واللد .. أيضاً، لأن من وقع على هذه الاتفاقيات من الطرف الفلسطيني أُلزم أمام العالم بحدود معينة).

3)الاتفاقيات والتسويات التي جرت في الفترة المعاصرة، ما هي إلا استنساخ لمخططات صهيونية بريطانية سابقة، ولعل النموذج الأكثر وضوحاً ما يتعلق بخطة آلون للحكم الذاتي الفلسطيني الذي يتطابق مع أوسلو (الحكم الذاتي الفلسطيني).

4) التسوية تفتح الباب للتطبيع .. ما يعني أن التسوية مجال حيوي وخصب للعملاء (يصبح يجول ويصول من وإلى ومع .. باسم السلام والتعايش ورفض العنف ..).


على أرض الواقع .. تمخض عما سبق انقسام فلسطيني فلسطيني، وعطل الجهاد والمقاومة، ولو جئنا لتجارب عربية وإسلامية أخرى، لوجدنا أن فريق التسوية عُزل في منطقة ما، وكان هدفا مماثلا للاحتلال، الأمر الذي بدد أي محاولات لضبط عملية المقاومة في نطاق جغرافي، أو ضمن شروط لعبة سياسية محددة.


ولي عودة

[البيساني]

سنكون في البداية مع اتفاق غزة أريحا
حيث بني هذا بناء على اتفاقية أوسلو - يطلق على اتفاق غزة أريحا أوسلو 2 -
ونأجل عرض ومناقشة اتفاق أوسلو إلى حين استكمال مراجعته



اتفاق بشأن قطاع غزة ومنطقة أريحا
(4/5/1994)
الطرفان حكومة دولة إسرائيل و(م. ت. ف) ممثلة للشعب الفلسطيني


سأبدأ بعرض كل فقرة لوحدها
وذلك من باب التفصيل والتوضيح

[البيساني]

نقل الصلاحيات (أو ما يعرف بالسلطات الموازية والوظيفية)
المادة (3)

1- تقوم إسرائيل بنقل السلطات حسبما ينص هذا الاتفاق من القيادة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية إلى السلطة الفلسطينية التي ينص الاتفاق على إقامتها طبقاً للمادة الخامسة من هذا الاتفاق باستثناء السلطة التي ستسمر إسرائيل في ممارستها حسبما ينص هذا الاتفاق.

5- يتم تشكيل لجنة مدنية مشتركة للتنسيق والتعاون ولجنتين فرعيتين إقليميتين للشؤون المدنية في غزة ومنطقة أريحا على التوالي للنهوض بالتنسيق والتعاون في الشؤون المدنية بين السلطة الفلسطينية وبين إسرائيل على النحو المفصل في الملحق رقم 2.

6- تقع مقار مكاتب السلطة الفلسطينية في قطاع غزة ومنطقة أريحا إلى حين بدء عمل المجلس الذي سينتخب طبقاً لإعلان المبادئ. (إعادة انتشار قوات الاحتلال بحيث تخرج من المناطق السكنية مقابل دخول قوات أمن فلسطينية موافق عليها صهيونيا وأمريكياً، اقرأ البند 2 – 3 من المادة الثانية والبند 3 – المادة 4 لتتأكد).

المادة (2)
الجدول الزمني لانسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية

2- يتضمن انسحاب إسرائيل إخلاء جميع القواعد العسكرية وأية منشآت عسكرية ثابتة تسلم إلى الشرطة الفلسطينية التي ستشكل طبقاً للمادة التاسعة (والمسماة فيما بعد "بالشرطة الفلسطينية") في إطار الترتيبات الواردة في البروتوكول الذي يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية العسكرية والمرفقة بهذا الاتفاق في الملحق رقم 1.

3- يتزامن انسحاب إسرائيل مع إعادة انتشار بقية قواتها العسكرية عند المستوطنات ومنطقة المنشآت العسكرية طبقاً لنصوص هذا الاتفاق تنفيذاً لمسؤولية إسرائيل عن الأمن الخارجي والأمن الداخلي والأمن العام للمستوطنات والإسرائيليين. (لاحظوا أن الأمن الصهيوني أولوية).

6- تنتشر الشرطة الفلسطينية وتنهض بمسؤولية الحفاظ على الأمن والنظام العام والأمن الداخلي للفلسطينيين طبقاً لهذا الاتفاق (سنتناول مفهوم الأمن الفلسطيني، وكملاحظة سريعة: أنظروا إلى الترتيب والأولويات في المادة 2؛ أولاً الأمن الصهيوني وأمن "المستوطنات" – الأصح المغتصبات – والإسرائيليين ثم نحن وضمن شروط سنأتي لذكرها).

[البيساني]

ملاحظة للأخوة:
أنا لا أضمن في مشاركاتي كلمة "إسرائيل" .. وإنما عادة ما أقول الكيان الصهيوني الدولة العبرية دولة العدو والاحتلال .. الخ

وهذه الكلمة النشاز في النصوص هي متدالة لدى السلطة التي وقعت واعترفت بهذا الكيان ..


لذا وجب التنويه

[البيساني]

المادة (18)
منع الأعمال العدائية

يتخذ الجانبان الإجراءات الضرورية لمنع الأعمال الإرهابية والجرائم والاعتداءات ضد بعضهما البعض وضد الأفراد الموجودين تحت سلطة الطرف الآخر وضد أملاكهم ويتخذان الإجراءات القانونية الضرورية ضد المعتدين. إضافة إلى ذلك يتخذ الجانب الفلسطيني جميع الإجراءات الضرورية لمنع الأعمال العدوانية ضد المستوطنات وضد المنشآت التابعة لها والمنطقة العسكرية ويتخذ الجانب الإسرائيلي جميع الإجراءات الضرورية لمنع الأعمال العدائية الصادرة عن المستوطنين والموجهة ضد الفلسطينيين.

(اقرأوا المادة بتمعن، أولاً الأعمال "الإرهابية" تنطبق على جميع الفلسطينيين، في حين تنحصر الأعمال الإرهابية الصهيونية من وفي المستوطنين، وهنالك فرق بين أعمال عدائية – للصهاينة – وأعمال عدوانية – للفلسطينيين – والتي تحمل معنى يتجاوز الاعتداء والعداء إلى اللا إنسانية، ولاحظوا أيضاً أن أولوية حفظ الأمن تكون من الجانب الفلسطيني أولاً ثم الجانب الصهيوني).

وأيضاً أترك لكم هذه الوثيقة لتوضح الهدف من هكذا اتفاقيات:
ملحق رقم (3)

( نص الوثيقة المطلوبة من المعتقلين للتوقيع عليها
مقابل الإفراج عنهم)
وثيقة إعلان وتعهد
أنا الموقع أدناه / الاسم _________________ رقم الهوية __________
أتعهد بالامتناع عن كل أعمال الإرهاب والعنف، كما أعلن أنني أعرف تمام المعرفة أن هذا التوقيع على هذه الوثيقة هو شرط لإفراجي من السجن، وأعلم أن هذا الإفراج تم في إطار مفاوضات مسيرة السلام التي أدعمها بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية لتنفيذ إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه في 13/9/1993م.
التاريخ التوقيع
___________ ______________


ونقرأ في الوثيقة رقم 2
ملحق رقم (2)
نص تعهد أعضاء "السلطة الفلسطينية"
للسلطات الإسرائيلية
فيما يلي نص التعهد ا لذي سيوقعه عضو من أعضاء سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني في منطقتي غزة وأريحا للسلطات الإسرائيلية، حتى يحظى بموافقتها على اشتراكه بهذه السلطة وقد جاءت الترجمة الحرفية لهذا التعهد على النحو التالي:

"نحن الموقعين أدناه نتعهد بما يلي، بشكل جماعي وفردي أن نضطلع بمهام وواجبات السلطة الفلسطينية كما هو منصوص عليه في اتفاقية قطاع غزة ومنطقة أريحا.. التاريخ".

[البيساني]

نستكمل ونعرض المزيد والمزيد إنشاء الله سواء لاتفاقية أوسلو 1 أو 2



ولنا عودة