حوار في العمق مع الشيخ عبد العزيز الخياط حول الأخوان وحزب التحرير

[البيساني]

حوار في العمق مع الشيخ عبد العزيز الخياط



إسلامنا - حوار:محمد محمود البشتاوي *



o كل الثورات ضد الطغاة والمستعمرين كانت تنطلق من الأزهر.

o الآن علماء الأزهر ينافقون الحكام بعد ان كانوا يرهبونهم.

o تقلص دور الأزهر سياسيا وجمال عبد الناصر هو من أضاع هيبته.

o كلفني الإمام البنا بتثقيف الأسر الإخوانية في كل بلاد الشام.

o الأخوان قاموا على الأسر كتكتل جمعي والتحرير تأسس على الحلقات كتكتل حزبي.

o اتهام الإخوان بالتمويل الخارجي اتهام باطل


الحوار مع سماحة الشيخ الدكتور عبد العزيز الخياط يمتاز بالثراء والاطلاع بعمق على تاريخ الحركة الإسلامية، بأشخاصها، وتكوينها والمراحل التي مرت بها من ضيق وفرج، حيث أكد الخياط على ضرورة وحدة عمل الحركات الإسلامية مع تجاوز بعض الأخطاء وسبر الثغرات في العمل السياسي الإسلامي.

الزميل محمد البشتاوي حاور الدكتور عبد العزيز الخياط وقد استهل حواره بسؤال سماحته عن بداياته حيث قال:

بدأت بالتعليم الابتدائي في المدرسة الهاشمية في نابلس، وكان هنالك العديد من الأساتذة الأفاضل، بعضهم علم أولادي في الكلية الإسلامية فيما بعد، وأنهيت السادس الابتدائي، ثم انتقلت الى المدرسة الصلاحية الثانوية في نابلس، وكانت هي المدرسة الثانوية الوحيدة الحكومية، كان هنالك مدرسة ثانوية أخرى، هي كلية النجاح الوطنية وقد أصبحت فيما بعد جامعة النجاح الوطنية.

أنهيت الثاني ثانوي ورشحت لكي اذهب الى القدس للتعليم في الكلية العربية أو المدرسة الهاشمية لأنني كنت من الستة الأوائل الذين يؤخذون عن لواء نابلس فرفضت، وآثرت ان اذهب الى الأزهر على الرغم من رفض والدي إلا انه اقتنع فيما بعد بذهابي الى الأزهر، وحصلت على الشهادة الأهلية من ما يسمى الكشف العام، وليس نظاميا، وكننت أدرس في الجامع الأزهر نفسه على يد أساتذة كبار من الذين رفضوا ان يشتركوا في التعليم النظامي في كليات الشريعة أو كليات أصول الدين، وحصلت على الشهادة الأهلية الموازية للثانوية في عشرة مواضيع من العلوم وهي: (التفسير ومصطلح حديث وتوحيد ومنطق وعلوم اللغة العربية والبلاغة والبيان والبديع)، والنجاح يحتاج الى ثمانية من عشرة، والامتحان كان شفويا أمام أساتذة كبار، لمدة ثلاث ساعات كان الطالب يقف خلالها بين أيديهم فتصور وضعي وقد كان سني سبعة عشر عاما إلا بين أيديهم، والرهبة التي تحصل عند الإنسان، منهم من هو شيخ كلية ولم يبق إلا أن يأتي شيخ الأزهر.

بعدها انتقلت الى كلية الشريعة في النظامية ودراستها أربع سنوات وهي توازي البكالوريوس، دخلت تخصص قضاء شرعي وهو يوازي الماجستير ودراسته سنتان، مع ذلك أثناء وجودي في تخصص القضاء الشرعي التحقت بكلية الآداب بجامعة القاهرة، منتظما لا مستمعا؛ لأن تخصصات القضاء الشرعي كانت تبدأ من الساعة السابعة والربع صباحا وتنتهي في الساعة التاسعة والربع صباحا، ومعظم المحاضرات في كلية الآداب كانت تبدأ من الساعة العاشرة، فكنا خلال الثلاثة أرباع الساعة نتنقل خلالها بين الكليات.

http://www.islamouna.info/dnn/hewara...1/Default.aspx

[البيساني]

* ما أثر الأزهر الشريف في تأسيس وعيك؟!.


بلا شك فان الأزهر كان أول من بصرني بالعلوم الزاهية القوية من علوم الفقه والحديث والتفسير والعلوم المتعددة علوم الدين، والتأثير من ناحية تعليمية، بحيث أنني استطيع اليوم استخدام أسلوب لا يستطيع أي مدرس في الشريعة أن يأتي بهِ، أن يتكلم كما الأساتذة وعلماء الفقه الكبار، من أتباع أبي حنيفة وأتباع الشافعي والمالكي والحنبلي، وكتبهم من التراث وتعد بالملايين - لا تعد بالآلاف وما طبع منها لا يوازي عُشْر مما هو موجود.

من ناحية ثانية أنا تعلمت من الأزهر الجرأة في قول الحق، لأن الفترة التي كنا بها كانت في أواخر العصور الزاهية للأزهر الذي يمارس الضغط والجرأة ومناهضة أي حاكم باغي طاغي، كل الثورات التي هي ضد الإنجليز وضد الفرنسيين من قبل وضد الحكام الطغاة إنما كانت تنطلق من الأزهر ..


*(مداخلة) الآن كيف تنظر الى الأزهر؟!.

دور الأزهر من ناحية سياسية تقلص، والذي ضيع هيبة الأزهر هو جمال عبد الناصر، لأن شيخ الأزهر لا يعين من الملك، فشيخ الأزهر كان ينتخبه كبار العلماء، وأتحدث عن زمن أشار إليه محمد حسنين هيكل ان شيخ الأزهر الشيخ عبد العزيز سليم عارض الملك فاروق بسبب طلب (18) ألف جنيه مصري لإنشاء معهد، في الوقت الذي كان فاروق قد أخذ من الموازنة مليون جنيه لتصليح اليخت الملكي، فأرسل له قائلا: أتقتيرٌ هنا وإسراف هناك، فعزله الملك فاروق، فلم تقبل الحكومة لأن شيخ الأزهر لا يعزله لا الملك ولا الحكومة.

الآن انعدم دور الأزهر السياسي، فأنت تلاحظ ان المعارضة في مصر ممن؟! الإخوان المسلمين، وفي المقابل مشيخة الأزهر لا يلعبون دورا، وأذكر سنة 1942م كان رئيس الوزراء اسمه حسين سري باشا، أثناء الحرب العالمية الثانية الأسعار ارتفعت، مثلا البيضة التي كانت بواحد «مليم» أصبحت بعشر فلسات، فاعترضت الناس، فخرجت مظاهرة من الأزهر بدأت بعشرة آلاف عمامة، ووصلت الى ميدان فاروق، ميدان القصر بأكثر من (100) ألف، فصلى الملك فاروق وسري في الأزهر من الباب الى المحراب ومن المحراب الى الباب، فقلنا أخرج سري يا فاروق يا فاروق، فخرج رئيس الديوان الملكي يعلن استقالة حسين سري باشا، هذا تأثير الأزهر.
وأتذكر ان الأزهريين أيام الفرنسيين والانجليز ثاروا ضدهم، هذا ما استفدناه من الأزهر، القوة، الإصرار، الآن علماء الأزهر يسايرون الحاكم ان لم يكونوا ينافقون، في السابق لم يكونوا كذلك، الشيخ محمد مصطفى المراغي كان شيخا للأزهر في الفترة التي كنت فيها في أواخر الثلاثينيات لغاية سنة 1946 كان يستطيع ان يقيل وزارة بطرف إصبعه، بإشارة.

استفدنا شيء آخر من الأزهر فالإيمان لدينا موجود سابقا، لكن ركزه الأزهر وعمقه في نفوسنا ان الإسلام «شريعة وعقيدة، عقيدة وشريعة وسبيل حياة، عندما تدرس الفقه والآراء الفقهية في معالجة مشاكل الحياة كلها، أي نظرية يخرج بها الغربيين تجد قبلهم بألف وأربعمائة سنة موجودة في الإسلام، أي فكرة أي إصلاح موجود، وأنا لي (47) كتابا مطبوعا في شرح هذه النواحي كلها، وبين يدي (25) كتابا تحت الطبع.




.

[البيساني]

* أثناء دراستك في الأزهر انضممت إلى جماعة الأخوان المسلمين وتعرفت على مؤسسها فما ما هي مزايا المؤسس؟

بدأ استماعي للشيخ حسن البنا أواخر سنة 1939 بعد سنتين من انتقاله من الإسماعيلية الى القاهرة، كنت استمع للأستاذ البنا، يأسرني كما أسر الكثير من الشباب ببيانه، ببلاغته، بعمق نظرته للحياة، للفهم السياسي لجرأته، وخصائصه وانطلاق لسانه تجده يخطب كأنه يحاضر في محاضرة، مثلما يحاضر أستاذ في الفقه، ثم بعد ذلك يأخذ الشباب للحماسة ويصل بهم الغليان لدرجة إنهم يريدون القيام بثورة ثم يتركهم فيذهب بهم مرة أخرى ويعيدهم الى الهدوء، لا يلعب بالعواطف، هو يثير العواطف نحو الإسلام والعمل وضد الغاصبين المحتلين، بعدها قابلته، سنة 1941م، فقد كان لي صديق من دمشق كان يسكن معي توفاه الله - هو من الأخوان المسلمين -، أراد حينها الأستاذ حسن البنا ان يصدر عدد من مجلة الإخوان المسلمين عن فلسطين بمناسبة ذكرى وعد بلفور، وكان الإخوان المسلمين، في تلك الفترة هم الذين يعتنون بقضية فلسطين، ولا يزالون، والشعب المصري كذلك، والأزهر هو من آثار التطلعات بقضية فلسطين، فأشاروا عليه أخي وزميلي رحمه الله واسمه مرسي سعيد ان لا احد يستطيع الإشراف على هذا العمل سوى فلان وأنا طالب، فاستدعاني البنا، وكما قلت فهو يأسر الناس بحديثه، بتواضعه، ولك ان تتصور ان الفترة التي استمعت فيها لأول مرة كان هناك مليون من الأخوان المسلمين بهم (100) حلقة، فتصور ان إنسان يملك مليون من الشباب، طالب بسن الثمانية عشر سنة البنا يتعامل بتواضع ويخاطبني وكأنني أستاذ، فهو يأسرك بحديثه، كلفني وأصدرت العدد عن فلسطين وبدأت بعد ذلك صلتي، حيث كنت اسكن بجانب دار الأخوان المسلمين، وعند فراغي كنت اذهب إليهم، وكنت انظم وقتي كطالب، لا أضيع وقتي فيما كان يضيعها الشباب، لي أصدقاء عشر أو خمسة عشر طالبا يوم الخميس ليلة الجمعة نلتقي مرة في الأسبوع، وإذا احد زارني إثناء الأسبوع لا اقبل زيارته، كي لا يضيع وقتي.
لذا كان وقتي يتسع للكتابة، ومنذ ذلك الوقت صرت اكتب في مجلة الأخوان المسلمين، ثم في جريدة الأخوان المسلمين.

[البيساني]

* ما هي الركائز الأولى التي استندت إليها الجماعة؟!، وهل اعتمدوا تأسيس الخلايا؟!


لم يكن نظام الخلايا قائما في الجماعة، إنما كان يخطب بالناس الأستاذ البنا، فيتحمس الناس، فيندفع الشباب للتسجيل في الجماعة، هذا يسمونه التكتل الجمعي، يعني أنت تخطب في الجامع، في المؤسسة، فتستقطب الشباب كما حدث معنا في الأردن وفلسطين.

أدرك الأستاذ البنا ان هذا الأمر لا يكون شباب، يفهمون الفكرة ويعملون لها، ويتفانون بها، فعمل ما يسمى بالأسرة، الأسر كل مجموعة أسرة تتكون من سبعة أو ثمانية أشخاص، يجتمعون ويتثقون بكتب البنا وكتاب غيره فيما بعد، عبد الرحمن البنا - أخوه - من كتب العشماوي من كتب سيد قطب في مرحلة لاحقه جدا سنة 48، فكانت الأسر هي الأساس للفكر الانقلابي دخل الى حزب التحرير بعد وفاة الشيخ النبهاني.

كلفني رحمة الله عليه ان أتولى تثقيف جميع الأسر في بلاد الشام، سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، طبعا كان أكثر عملي في فلسطين والأردن حتى تركي للإخوان سنة (51)، هذه الأسر هي التي شكلت الأخوان، وهم الذين اعتقلوا أول مرة وثاني مرة.

أما المنطلقات والأطر الفكرية فهي دعوة الإسلام، الدعوة الى كتاب الله وسنة نبيه توضيح الآراء السياسية، ماذا يحدث في العالم العربي والإسلامي.



* (مداخلة) يعني ليس مشروع نهضة دينية .. هنالك جانب سياسي؟!.

الجانب السياسي في تجميع امة الإسلام، ومن خطأ الشباب أنهم يفرقون بين الدين والسياسية، الإسلام دين وسياسة وحكم وقضاء، لأنه شامل، فلو بحثت في أي كتاب فقه ستجده في العبادات، الزكاة، الطهارة، الحج .. الخ.

ثم يبدأ بالمعاملات، ما هي المعاملات التي تسمى حاليا القانون المدني، بعد ذلك موضوع الزواج والطلاق وإحكامه والنفقة .. الخ، ثم تجد ما يتناول الحروب والأسر، ثم ينتهي بالمسائل الشخصية مثل اللباس والزينة .. الخ، ثم ينتهي في علاقات الأسرية مثل الوصية والميراث. هذه هي الشمولية التي مثلت دعوة الإخوان المسلمين، من تهيئة الشباب، تعليمهم الصلاة وتثقيفهم، بالإضافة لجمع الزكاة وتجميع الناس ويتدخلون بالطاعة والمعاملات ويتدخلون في الكشافة والجوالة ويهتمون كثيرا بالجانب المالي والاجتماعي.

سياسيا الأخوان يهمهم شؤون العالم الإسلامي، وأنا لمدة (6) سنوات وأنا اكتب شؤون العالم الإسلامي، هذا أيام البنا، الآن لي رأي آخر، تصور أيام البنا كانت علاقاتهم مع الشعب قوية جدا، البنا رجل مهم، رغم ذلك فهو لا يتوانى عن تعزية، عن زيارة مريض، عن مواساة، لا يتوانى عن اخذ الشباب للذهاب الى إنسان بحاجة الى مال، وفي كل قرية وكل بلد وكل مدينة هنالك الكثير من الناس تنشد الى الأخوان، وعلى الرغم من مرور (75) سنة على استشهاد البنا فالأخوان المسلمين حين اعطوا مجالا في مصر اكتسحوا، لماذا؟! لأن هذا يشد الناس لبعضهم البعض، بالطبع أنا لي الكثير من الملاحظات على الأخوان الحاليين، وإخوان سوريا في آخر موقف لهم ضد النظام مع واحد مثل عبد الحليم خدام، وأنا لا أصفه إنما عمله وصفه، فأنت منذ أربعين سنة مشارك مع حافظ الأسد في كل شيء بعدئذ تنشق.

[البيساني]

* من التهم الموجهة لحركة الأخوان المسلمين .. أنها تتلقى تمويلا من بريطانيا، ما رأيك ..؟



أقول بملء فمي إنها دعوة باطلة، واتهام باطل، تمويل حركة الأخوان المسلمين من شبابهم، وأتصور لو كان لديك مليوني شخص لو دفع الواحد منهم جنيها في الشهر، مليوني جنيه سوف تجني في الشهر، والجنيه لا يعجز عنه أي عامل وأي شاب، التمويل الخارجي ادعاء باطل، البنا كان نقيا تقياً.

وعندما كنت في حزب التحرير «اتهموا الشيخ تقي الدين النبهاني انه استلم شيكا على الحدود بين لبنان وسوريا بقيمة (80) ألف دولار، كيف جاءت هذه التهمه؟! كتب «كلوب باشا» كتابا لرئيس الوزراء توفيق أبو الهدي وكان الدكتور عبد الكريم غرايبة في أول تخرجه ذاهبا لزيارة أبو الهدى من اجل البحث عن وظيفة، فجلس على مكتبه فإذا بنظره يسقط على كتاب «كلوب» الذي يتهم فيه الشيخ تقي الدين النبهاني انه مسك بشيك قيمته (80) ألف دولار، فذهب بها لجريدة الميثاق التي يحررها شفيق ارشيدات، والإشاعة سهلة الانتشار في البلد، وأنا اتهمني بزيارة أمريكي ساكن في شارع الملك فيصل وكنت في زيارة فعلا لتاجر - رحمه الله - اسمه إبراهيم الرجال، مقابله يسكن الأمريكي من السفارة الأمريكية، فاتهمت بزيارة الأمريكي وأخذت منه مبلغا معينا، ومن اتهمني؟! محمد عبد الرحمن خليفة أمد الله في عمره - ذهبت إليه و«أنت تقول عني كذا، وأنت تعرف ان الذي في رجلي اطهر من كل واحد يقول علي، وفي زيارتي للضفة الغربية بعد (21) سنة ذهبت لزيارة نابلس، فخرجت احد الصحف بالقول بان زيارتي تأتي لفرز حزب تحرير جديد، بالتعاون مع كذا، وأنا والله براءة من ذلك، وليس من الضروري ان أرد عليهم، فهذه إشاعات «ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا».

[البيساني]

* ما هي المبررات التي دفعت بك للانفصال عن الأخوان المسلمين والانضمام لحزب التحرير؟!

أنا كتبت في مجلة«الوسط» اللندنية الشيء الكثير، وكان انضمامي للتحرير أن الشيخ تقي الدين النبهاني وهو شيخ تقي عالم مفكر كان أعمق من الأستاذ البنا، فالأستاذ البنا أكثر حركيا، واتصالا بالناس من الشيخ تقي الدين وكلاهما قمة.
كان الشيخ تقي الدين النبهاني عضو محكمة الاستئناف الشرعية في فلسطين والأردن، ومن حرصي على الدعوة أردت ان أوفق بين الرجلين، لكن هنالك شخص هو الآن في دار الحق اتهمه الآن وغدا وبعد غد كان عميلا للانجليز وأصبح عميلا للأمريكان وهو محمد سعيد رمضان، الدكتور محمد واتهمته بعينه ولدي إثباتات، وتحدثت الى البنا في أواخر حياته عن سعيد رمضان وقلت له سنة (47) ان الشبهات تدور حوله، وهي كثيرة، وكنت أنا أوفق بين التحرير والأخوان وأصدرت مجلة «الوعي الإسلامي» - صدرت (6) اعداد ثم توقفت، وبدأ محمد سعيد رمضان بقصص تمثيلية كثيرة حتى نزلت الى مصر لأقابل المرشد الذي جاء بعد البنا وأقابل الزعيم الذي مكانه لشرح حقيقة رمضان وكانوا في فترة انتخابات المرشد العام وخارجين من معتقلات .. الخ. فجاء محمد سعيد رمضان واخذ يطوف على كل الأخوان المسلمين يتهم ويشتم البنا ويشتم هذه الحركة وباعد بيني وبين الإخوان بان نتجه نحو جهد واحد موحد يوحد جهود المسلمين وانا لا زلت حتى الآن أقف ضد كل من يعمل لوحده داعية، كل من يشكل جماعة ليعمل لوحده، وقبل ثلاث أشهر كنا في مصر نقول لهم وحدوا جهودكم، افتحوا في كل بلد جمعية واحدة، تعمل كل منها تحت هيئة واحدة لجميع البلاد الإسلامية تدير الحركة الإسلامية، فبدلا من ان يكون العمل حول أشخاص، نحب عمرو خالد، ونحب فلان الفلاني، ونحب الأخوان.

عندما فشلت توقفت واتهمت محمد سعيد رمضان في دار الأخوان، حيث حاول ان يغريني بان أكون امين سر المؤتمر الإسلامي، سألته .. من أين المعاش؟!، قال لي لك (100) دينار، وكان معاشي في ذلك الوقت (40) دينارا شهريا فرفضت وهذا مثل من الأمثال الكثيرة، لذا أنا عملت بعدها مع «التحرير» وانا للعلم لم أسجل نفسي منتسبا لأي جمعية إلا جمعية الشبان المسلمين البعيدة عن السياسة - عملها الكشافة - أول حياتي، لكن أنا فيما بعد انخرطت في العمل الدعوي وسجنت

[البيساني]

* ما هي الركائز التي استند إليها «حزب التحرير الإسلامي»، وماذا تذكر عن النبهاني؟!
أولا بيننا (دار الخياط) ودار النبهاني نسب، والشيخ تقي هو حفيد الشيخ يوسف النبهاني وله مؤلفات كثيرة في بيروت، نشأ في حيفا ودرس في مصر وعين قاضيا فيما بعد، وأنا التقيت به لأول مرة عندما كان قاضيا في الرملة كنت وقتها مكلفا من الأستاذ البنا لكي القي كلمة في حفل تأمين زعيم فلسطيني اسمه يعقوب الغصين، فألقيت الكلمة وكان الشيخ تقي من جملة المتحدثين، فكانت لديه فكرة غامضة، يريد حركة إسلامية تشترك مع العروبة، ثم تبلورت لاحقا، بعدها التقاني الشيخ تقي البنا بعد ان تبلورت الفكرة تماما، بعدها حدث الصدام وحالت جهودنا دون الجمع بينهما، كان بعدها حزب التحرير.

أما المنطلقات فتكتل «التحرير» تكتل حزبي لا جمعي، أي لا يخطب بالشباب، إنما العمل ضمن حلقات تقدم الكتب التي توضح فكرة «التحرير» وهي ادرسوا وتعمقوا، العمل الاختيار مجموعة آراء فقهية موحدة، وأنا عملت معهم في هذا وهي تشمل كل المذاهب، ومنها خرجنا بتصور حول النظام السياسي والاجتماعي في الإسلام، النظام السياسي يقوم على الدعوة للإسلام لقيام خليفة، ملك .. الخ، لكن بعض الجهلة في التحرير الآن يقولون «الخلافة .. الخلافة ..»، فدعوة الخلافة هي قديمة وجددها تقي الدين، فليس المهم ان تسميه خليفة أو أمير المؤمنين، اسمه ملكا سمه حاكما، أي شيء، الأهم هو تطبيق الإسلام.
ثم أخذنا نعلم الشباب ما هي المرتكزات السياسية في تلك الفترة، الصراع القائم بين انجلترا وأمريكا، ما هي الأساليب الخبيثة التي اتبعتها بريطانيا لاستعمار العالم الإسلامي، ثم كيف سيطرت عليه، ثم لغاية الخمسينات كانت بريطانيا هي التي تسير العالم الإسلامي والعربي، جاءت أمريكا لتحل محلها، الفرق بين السياسة الأمريكية والسياسة الانجليزية، ان الانجليز سلسين ناعمين، لا يهدمون الجامع بل يفتحون خمارة ودار بغاء بجانبه، فالذي يريد ان يصلي ليصلي، الأمريكان يهدمون الجامع، فهم لديهم عقلية رعاة البقر، فلم يكن لدى التحرير فكر انقلابي ضد الحكومات، فيما بعدها توفي الشيخ تقي جاء عبد الكريم زيدان وشباب بفكر الانقلاب فحكم على البعض بالإعدام وآخرون بالسجن، توسطت بعدها - كنت خارج الحزب - سائلا بالله هؤلاء أصحاب انقلابات؟! وتم الإفراج عنهم فعلا

[جورية الاسلام]

بدأ استماعي للشيخ حسن البنا أواخر سنة 1939

ما شاء الله ,الله يمد في عمره 55:5

لكن بعض الجهلة في التحرير الآن يقولون «الخلافة .. الخلافة ..»، فدعوة الخلافة هي قديمة وجددها تقي الدين، فليس المهم ان تسميه خليفة أو أمير المؤمنين، اسمه ملكا سمه حاكما، أي شيء، الأهم هو تطبيق الإسلام.

بصراحة هذه النقطة هي أكثر النقاط التي فاجئتني عندما قمت بالاطلاع _قليلاً _على فكر حزب التحرير ,فالفكر لا تشوبه شائبة ,فهم يهدفون الى تشكيل نظام سياسي اسلامي في احدى الدول العربية _باحداث انقلاب يشارك به مسئولين في الدولة _واتخاذ هذه الدولة لتكون سنداً للدول الأخرى ’تحررهم من الحكام الظالمين الباغين ,وتجعل من الاسلام دستوراً ومنهجاً!
ما يلاحظ أن جميع الحركات الاسلامية لها نفس الهدف ولكنها تختلف في الوسيلة ورغم ذلك نادراً ما تتفق,لا أدري لم؟!

[البيساني]

مشكلة الحركات الإسلامية عموماً
أنها لا تريد أحيانا الاتفاق فيما بينها وكل واحد يريد أن يكون على الآخر
رئيسا
أو أن يكون لوحده ممثلاً للحركة الإسلامية ككل

المشكلة في حزب التحرير الانغلاق بدرجة أولى
كانت لديهم أخطاء وتجاوزوها - أي قفزوا عنها
وهنالك من ينسب لهم تهم شتى كالقول بأنهم معتزلة! والمخابرات العربية نسجت قصص أسطورية حول الحزب، وللأسف البعض أخذ يردد هذه القصص
ومن الناحية النظرية والتنظيرية فهم أهل كلام وفلسفة وقادرون على جدل المفكرين
قرأت كتاب للنبهاني
اسمه التفكير!
عميق جدا وقادر على سبر أغوار أي مسئلة
حين تريد نقاش شيوعي وتقول له أنت كافر
سيضحك، بل ويعطيك ظهره
ولكن حين ترد عليه علميا من كتاب التفكير للنبهاني يرتبك ويصمت ويصبح على محك صعب
كما ووضعوا نظاماً أساسيا للسياسة (الخلافة) تقنينه، ونظاما اجتماعيا

والغريب أني تعرفت على تحريري سلفي وكان من أشد المدافعن عن الخلافة وعن الحزب، وعرض علي مجموعة من أعمال جهادية لحزب التحرير في الشيشان وهو الحزب الوحيد من فروع الحزب الأم الذي يشارك في الجهاد

[أسود الحرب]

إخواني لو نظرتم نظرة عامة لجميع الحركات الإسلامية او للحركة الإسلامية بشكل عام ستجدون النواة الأساسية لهم هي الإخوان .

وكل منهم شق طريق ونجحوا في تشكيل فصائل إسلامية تسيطر على الساحات والإعلام أكثر من الإخوان أنفسهم وهم الأصل .

وأغلب هذه الحركات إتخذت النهج الجهادي الذي تركه الإخوان وإتجهوا للبرلمانات .

ألا يعطي هذا مدلول على أن هناك خطأ كبير في طريقة أو فكر الإخوان في تعاملهم مع الوضع العالمي ككل ، لذا تجدون أن كل من ينتسب لهم ينشق عنهم بعد فترة ويقوم بإنشاء حركات إسلامية وتصبح عالمية .

نعم هم يأخذون أفكارهم الأساسية من الإخوان لكن يعدلون عليها كما حدث مع المعلم الشقاقي بالنسبة لفريضة الجهاد المؤجلة عند الإخوان وقضية فلسطين المركزية للعالم الإسلامي .

يعني سبحان الله لو إتحدوا رواد الفكر في الحركة الإسلامية جمعاء بعلمائهم

صدقوني ستنتهي الأنظمة العربية البائسة في شهور ومن ثم سيكون فتح إسلامي جديد

لكن سبحان الله


الأن الأمور والمجريات تتغير و كل يوم تجد كل حركة إسلامية في واد وفكر جديد ومنهم من يكفر بعض .

نسأل الله الثبات والوحدة للجميع

[البيساني]

أخي أسود الحرب
أشكر لك مداخلتك
ولكن في البحث الذي نعتكف عليه
فالأخوان لم يتوقفوا لغاية العام 1970م!

هل من تفسير؟

[أسود الحرب]

أخي أسود الحرب
أشكر لك مداخلتك
ولكن في البحث الذي نعتكف عليه
فالأخوان لم يتوقفوا لغاية العام 1970م!

هل من تفسير؟

أخي البيساني
هل تقصد ما فعله الإخوان في فلسطين بالإنتداب وبداية الإحتلال الصهيوني

[البيساني]

نعم أخي العزيز
أقصد هذه البدايات والتي تعتبر تأسيسية للعمل الجهادي
ولا ننسى دور الشهيد عبد الله عزام - وكان وقتها من الأخوان - في تاسيس معسكرات الشيوخ داخل فتح في 1967-1970
أخي أسود الحرب، تنكرنا لأسلافنا في الجهاد المعاصر
دفع العلمانيين ليشوهوا الحقائق باسمنا نحن

هل تعلم أن القائد المجاهد عمر المختار من كبار قادة الطريقة النقشبندية المتصوفة؟

فهل ننكر دوره ودور النقشبندية؟
وهل تعلم أن النقشبندية في العراق لها أعمال جهادية ومتقدمة في استهداف العدو؟

الآن وفي عودة إلى الأخوان
أخي الأخوان رابطة تجمع الصالح والطالح
الخانع والمقاوم
هذه حقيقة
هنالك من ضل
وهنالك من سار على درب الشهداء ولم يتراجع

وهل حماس - الأخوانية - تخلت عن الجهاد الآن؟

سمعت كلاما غريبا
أن جماعة الأخوان المسلمين لربما تتخلى عن حماس!!!

[أسود الحرب]

أخي فهمت مرادك فأنت تريد التوضيح لي أن فريضة الجهاد غير مؤجلة من قبل الإخوان وأن أكبر دليل على ذلك ما فعله الشهيد عبدالله عزام وم ثم ما تفعله حركة حماس من مقاومة وبما أنه طبعا طرف إخواني في فلسطين .


أخي الحبيب //

أنا أرى أن الإخوان يستعملون فريضة الجهاد لمصالح حزبية ويستعملونها كالماكينة ووقت ما يحتاجونها يشغلون المكنة ، حتى يثبتون انهم موجود .

ولنا ذلك في إخواننا في حماس نظرة فهم لا يستعملون المقاومة في الوقت الحالي إلا كورقة ضغط على السلطة والكيان الصهيوني .


أنا أعلم أنك ستخالفني وممكن يضايقك كلامي لكن للأسف هذا هو الواقع ولا نستطيع ان ننكرره ، وتقبل كلامي وأعتذر مسبقا إن فهمتني خطأ .

11:1 11:1

[البيساني]

لن أخالفك أخي
هم نعم يخلطون بين السياسة وبين الجهاد
ويقيمون توازناً
لكن لا يمكن أن أنعتهم بـ
العمالة
التقاعس

وفيما يتعلق بفريضة الجهاد

اقر، غيري كثر أن الشقاقي فجر أول انطلاقة للجهاد بعد الرعيل الأول من المجاهدين القدامى
جهاد الأخوان المسلمين في فلسطين
كان بغطاء مصري، وسوري، وهم أخوتنا
ولكن الشقاقي رحمة الله عليه جعل للخصوصية الفلسطينية لوناً في سجل الجهاد المعاصر

الأمر الذي دفع حماس لاحقاً للانطلاق
فبارك الله به وبالجهاد، وله الأجر والثواب على دفع تنظيم الأخوان - أقليم فلسطين - للتحرك نحو الجهاد؟
تصور أجر الشقاقي عند الله كم هو عظيم لأنه دفع بعجلة الجهاد داخل الأخوان - إقليم فلسطين-؟


هكذا أنظر للمعادلة

أتروق لك؟