الخروج من المأزق وخطورة المرحلة
![](http://www.qudsway.com/images/archive/14-07-2007_91410809.jpg)
قصة امتحانات التوجيهي وإعلان نتائجها في غزة دون الضفة خطوة تساهم في تعزيز الفصل القائم بين الضفة وغزة، وتكرس وجود سلطتين فيهما، وهو أمر لن يؤدي إلا إلى الإضرار بالقضية والسير بها نحو مزيد من التراجع، إذ بات الانشغال واسعا وكبيرا بالخلاف والانقسام الحاصل داخل الساحة الفلسطينية ما يوجب إعادة التفكير عليا في الآثار والانعكاسات المتراكمة لما يحدث بعد 14 حزيران 2007 ومدى الخطورة التي تلحق بالفلسطينيين سواء على صعيد قضيتهم أو حياتهم اليومية .
اندفاع الحكومة الفلسطينية في رام الله نحو الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بتوقيع الاتفاقيات الأمنية والبحث في مسار سياسي يعيد القضية الفلسطينية إلى حالة المراوحة في المكان عبر الولوج في اتفاقيات مرحلية جديدة تضع الشعب الفلسطيني في متاهة أوسلو المتواصلة.
الاتفاقية التي وقعتها وزيرة الخارجية كوندليزا رايس مع رئيس حكومة رام الله سلام فياض بدعم وتأهيل أجهزة الأمن الفلسطيني تؤكد طبيعة التوجهات التي تحكم الحركة السياسية بعد 14 حزيران فالعنوان هو امني أولا وأخيرا حتى فيما يتعلق باتفاق مبادئ يرسخ وضعا مستقرا يشعر به الكيان الصهيوني بالأمن والهدوء قبل أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم.
ليس هناك أفق يشير إلى فرصة متوفرة يمكن من خلالها انجاز الحقوق الفلسطينية مما زال الكيان الصهيوني وتدعمه الولايات المتحدة تصر على إنكار الحقوق الفلسطينية وإبقاء مساحات واسعة من أراضي الضفة المحتلة تحت سيطرتها في أي حل نهائي بما في ذلك القدس مع عدم السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين، فيما الدولة الفلسطينية الموعودة ستخضع للشروط الأمنية الصهيونية وتبقي مستباحة للطيران الصهيوني وتقام على الأماكن المرتفعة فيها محطة إنذار مبكر مع بقاء غور الأردن الذي يشكل 22% من مساحة الضفة تحت السيطرة الصهيونية لمدة 20 عاما على الأقل.
من يعتقد بان الحراك السياسي يمكن أن تتحقق من وراءه نتائج يوهم نفسه فوحدها المعادلة هي التي يمكن أن تجبر المحتل الصهيوني على التسليم بالحقوق الفلسطينية فلم يكن الاندحار الصهيوني من قطاع غزة سوى استجابة واضحة للضغوط النفسية والمادية التي شكلتها المقاومة على جنود الاحتلال ومستوطنيه.
الكيان الصهيوني والولايات المتحدة المتحدة يجدان في حالة الانقسام الفلسطيني مساحة مهمة لتحقيق لم يستطع الاحتلال انجازه سياسيا بإجبار الفلسطينيين على القبول بالاملاءات والشروط السياسية لتل أبيب وواشنطن، ومن هنا فان حكومة رام الله ترتكب خطا تاريخيا وهي تتساوق مع التوجهات الصهيونية الأمريكية، وهي ستصحو يوما وهي ترى الماء الموجود سرابا كبيرا ، ولذلك لا بديل عن مخرج من المأزق الذي يمر به الشعب الفلسطيني ، وإذا كان الحل يكمن في حل سلطة يجري التنازع عليها لا تملك من أمرها شيئا، فيجب دراسته بشكل جدي واللجوء في مرحلة جديدة يتوحد فيها الفلسطينيون على قاعدة المقاومة التي هي الشرعية الوحيدة.
تعليق