بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم
.. (( أمُّ العواصِم )) .. .. شعر : طارق الدغيم
عذراً حمصَ الكرامة .. فمهما كتبنا في عظمتك لن ننصف مقامك ..
قد كان لي من قبلها الإنشاءُ
حتّى أتت فإذا بها العلياءُ
علياءُ عزٍّ لا يجارى قدرُها
فكأنّ حمصاً للجميعِ سماءُ
الحرفُ ذابَ أمامها وقصيدتي
تبكي وما يجدي الصغيرَ بكاءُ
ماذا أقول وفي الكلامِ توجُّلٌ
منها وقدْ ذلّت لها الجوزاءُ !
والكلُّ يعذلني بها ماذا جرى!!
أين القصيدُ بها وأين ثناءُ !!
عذراً حفيدةَ خالدٍ ليس الحجا
يسطيعُ دركَك لا ولا الشّعراءُ
كم فيكِ سطّر شاعرٌ واخجلتي !
ولكم بقدركِ دوّنَ الأدباءُ !!
ولعلَّ وصلكِ في البيانِ محرّمٌ
فجميعنا حرمٌ وعزَّ فداءُ
ليت المدادَ من السّنا فلعلّه
يسمو كما تسمو بها الأضواءُ
أو ليته بدمي ليذخر بالعطا
فالجود ما سالت عليه دماءُ
هيا أعيريني بنانكِ مرّةً
كي لا يكونَ إذا مدحتُ هجاءُ
لا المدح يعرف دربه لعيونها
فلصمتها فوق الثناءِ علاء
أنا جرجنازيٌّ وقلبي تائهٌ
وبحمصِ أخوالي له ميناءُ
فرضُ الهوى يا حمصُ فلتتلّمّسي
لي العذرَ إذ ببياني العوجاءُ
يا حمصُ يا بلداً تبوّأه الهدى
فلعرشه في قلبها إرساءُ
ما أنت عاصمة لثورة عزّةٍ
أمّ العواصم أنتِ والآباءُ
لا حدّ عندكَ للبطولةِ والفدا
فالحدُّ أنتِ وما له إنهاءُ
يا منبع الشّهداءِ يا كلَّ المنى
آنستُ ناركِ والقلوبُ ولاءُ
والطّورُ فيكِ ولا نعالَ تدوسُه
لما يُرى قبسٌ عليه ضياءُ
إني رأيتُ لدارِ مجدِك رايةً
تعلو فدُونَ سمائِها الأسماءُ
ورأيتُ ثَمَّ رأيتُ تيجانَ العِدا
سُحِقَت بنعلِكِ حيثُ كانَ لقاءُ
ورأيتها بدرًا تذِلُّ بعِزِّها
رأسُ الجبابرِ وانحنى الأعداءُ
وإذا ( قُليبُكِ ) فيه دَبّاباتهم
والقاع من أشلائهم قيّاءُ
وبحمصَ يعجب صبر أيّوبٍ فمن
آلامها يتمخّضُ الكبراءُ
كم أجرمَ الباغي بأرضكِ كم بغى
وكأنَّ صبرك ما له إحصاءُ !
وكأنها من يوسف نصرٌ زهى
ولئن تخلّى إخوةٌ وأساؤوا !
وبسيفِ خالدَ قد علت أعناقهم
سيفٌ من الجبّارِ ! كيف تشاءُ !
ورأيتكِ الميدان ما لرجاله
سَكَنٌ ولكن شوكةٌ حمراءُ
غرست بعين المعتدين فتنعمي
وإذا أزيلت تمكثُ الأدواءُ
علّمتنا معنى الفدا وزرعتِ في
قلبِ الصّمودِ الصّدقَ حينَ نُساءُ
هل للشجاعة ِمن جديدٍ لوحةٌ
رسمت بكفّكِ ما لها مثلاءُ !
بابُ السّباعِ وبابها ذو مِنعةٍ
صُرِعت عليه كتيبةٌ ولواءُ
وببابِ هودٍ ريح ربّي لم تزلْ
في وجهٍ (عادٍ) والدُّريبُ سواءُ
وبعلبةُ الشّرفاءِ حصن صيّنٌ
ينأى بها إن حاول اللّقطاءُ
تلبسيةٌ لبست نهار سهولها
يا ويح خفّاشٍ وفيكِ هواءُ !
وببابِ عمروٍ حيثُ يرتعدُ الحجا
وإذا البيان فتاتنا العذراءُ
فهناك كلٌّ للبطولةِ ينتمي
الأرضُ والإنسانُ والأشلاءُ
عن أيِّ شيءٍ فيكِ يُكتَبُ شعرنا
وبكلّ ِ شبرٍ قلعةٌ وإباءُ
وعلى خدود ثراكِ لثمةُ عاشقٍ
بدماه يفدى حبُّه السَّقّاءُ
يا حمصُ صبراً لا يزعزعه البلا
وليفعلوا من خبثهم ما شاؤوا
فلكلِّ ليلٍ سَوطُ فجرٍ قادمٌ
يكويه حتى تشرقَ الأضواءُ
18-12-2011 م
شعر : طارق حسين الدغيم
.. (( أمُّ العواصِم )) .. .. شعر : طارق الدغيم
عذراً حمصَ الكرامة .. فمهما كتبنا في عظمتك لن ننصف مقامك ..
قد كان لي من قبلها الإنشاءُ
حتّى أتت فإذا بها العلياءُ
علياءُ عزٍّ لا يجارى قدرُها
فكأنّ حمصاً للجميعِ سماءُ
الحرفُ ذابَ أمامها وقصيدتي
تبكي وما يجدي الصغيرَ بكاءُ
ماذا أقول وفي الكلامِ توجُّلٌ
منها وقدْ ذلّت لها الجوزاءُ !
والكلُّ يعذلني بها ماذا جرى!!
أين القصيدُ بها وأين ثناءُ !!
عذراً حفيدةَ خالدٍ ليس الحجا
يسطيعُ دركَك لا ولا الشّعراءُ
كم فيكِ سطّر شاعرٌ واخجلتي !
ولكم بقدركِ دوّنَ الأدباءُ !!
ولعلَّ وصلكِ في البيانِ محرّمٌ
فجميعنا حرمٌ وعزَّ فداءُ
ليت المدادَ من السّنا فلعلّه
يسمو كما تسمو بها الأضواءُ
أو ليته بدمي ليذخر بالعطا
فالجود ما سالت عليه دماءُ
هيا أعيريني بنانكِ مرّةً
كي لا يكونَ إذا مدحتُ هجاءُ
لا المدح يعرف دربه لعيونها
فلصمتها فوق الثناءِ علاء
أنا جرجنازيٌّ وقلبي تائهٌ
وبحمصِ أخوالي له ميناءُ
فرضُ الهوى يا حمصُ فلتتلّمّسي
لي العذرَ إذ ببياني العوجاءُ
يا حمصُ يا بلداً تبوّأه الهدى
فلعرشه في قلبها إرساءُ
ما أنت عاصمة لثورة عزّةٍ
أمّ العواصم أنتِ والآباءُ
لا حدّ عندكَ للبطولةِ والفدا
فالحدُّ أنتِ وما له إنهاءُ
يا منبع الشّهداءِ يا كلَّ المنى
آنستُ ناركِ والقلوبُ ولاءُ
والطّورُ فيكِ ولا نعالَ تدوسُه
لما يُرى قبسٌ عليه ضياءُ
إني رأيتُ لدارِ مجدِك رايةً
تعلو فدُونَ سمائِها الأسماءُ
ورأيتُ ثَمَّ رأيتُ تيجانَ العِدا
سُحِقَت بنعلِكِ حيثُ كانَ لقاءُ
ورأيتها بدرًا تذِلُّ بعِزِّها
رأسُ الجبابرِ وانحنى الأعداءُ
وإذا ( قُليبُكِ ) فيه دَبّاباتهم
والقاع من أشلائهم قيّاءُ
وبحمصَ يعجب صبر أيّوبٍ فمن
آلامها يتمخّضُ الكبراءُ
كم أجرمَ الباغي بأرضكِ كم بغى
وكأنَّ صبرك ما له إحصاءُ !
وكأنها من يوسف نصرٌ زهى
ولئن تخلّى إخوةٌ وأساؤوا !
وبسيفِ خالدَ قد علت أعناقهم
سيفٌ من الجبّارِ ! كيف تشاءُ !
ورأيتكِ الميدان ما لرجاله
سَكَنٌ ولكن شوكةٌ حمراءُ
غرست بعين المعتدين فتنعمي
وإذا أزيلت تمكثُ الأدواءُ
علّمتنا معنى الفدا وزرعتِ في
قلبِ الصّمودِ الصّدقَ حينَ نُساءُ
هل للشجاعة ِمن جديدٍ لوحةٌ
رسمت بكفّكِ ما لها مثلاءُ !
بابُ السّباعِ وبابها ذو مِنعةٍ
صُرِعت عليه كتيبةٌ ولواءُ
وببابِ هودٍ ريح ربّي لم تزلْ
في وجهٍ (عادٍ) والدُّريبُ سواءُ
وبعلبةُ الشّرفاءِ حصن صيّنٌ
ينأى بها إن حاول اللّقطاءُ
تلبسيةٌ لبست نهار سهولها
يا ويح خفّاشٍ وفيكِ هواءُ !
وببابِ عمروٍ حيثُ يرتعدُ الحجا
وإذا البيان فتاتنا العذراءُ
فهناك كلٌّ للبطولةِ ينتمي
الأرضُ والإنسانُ والأشلاءُ
عن أيِّ شيءٍ فيكِ يُكتَبُ شعرنا
وبكلّ ِ شبرٍ قلعةٌ وإباءُ
وعلى خدود ثراكِ لثمةُ عاشقٍ
بدماه يفدى حبُّه السَّقّاءُ
يا حمصُ صبراً لا يزعزعه البلا
وليفعلوا من خبثهم ما شاؤوا
فلكلِّ ليلٍ سَوطُ فجرٍ قادمٌ
يكويه حتى تشرقَ الأضواءُ
18-12-2011 م
شعر : طارق حسين الدغيم
تعليق