(الشاعر..هاشم الرفاعي)
قصيدة "أغنية أُمٍّ"،
وهى قصيدة أرملة الشهيد تهدهد طفلها ويقول قيها :
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجـــــــاء
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المســــــــــــاء
فأصوغها لحناً مقاطعه تَأَجَّج في الدمــــــــاء
أشدو بأغنيتي الحزينةِ، ثم يغلبني البكـــــــــاء
وأمد كفي للسماء لأستحث خطى السمــــاء
نم لا تشاركنــي المــــــــــــرارةَ والمحـــــــــن
فلسوف أرضعــــك الجـــــــــراح مع اللبـــــــــن
حتى أنال على يديك منىً وهبتُ لها الحيــــاة
يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أبـــــــــــــــاه
ستمر أعوام طويلـة في الأنين وفي العـــــذاب
وأراك يا ولدي قوي الخطو موفــــور الشبـــــاب
تأوي إلى أم محطمــــــــة مُغَضـَّنَةِ الإهــــــاب
وهناك تسألني كثيراً عن أبيــــك وكيف غــــــاب
هذا ســــــؤال يا صغيري قــــد أعد له جـــواب
فلئـــــن حييت فسـوف أســـــــــرده عليــــــك
أو مت فانظـــر من يُســـــــــِرُّ به إليــــــــــــــك
فإذا عرفت جريمـة الجاني وما اقترفت يــــــداه
فانثر على قبري وقبر أبيك شيئـاً من دمـــــــاه
غدك الذي كنا نؤَمل أن يصـــــــــاغ من الــــــورود
نسجوه من نار ومن ظلم تدجــــج بالحديــــــد
فلكل مولود مكـــان بين أســــــراب العبيـــــــد
المسلمينَ ظهورهم للسوط في أيدي الجـنود
والزاكمين أنوفهم بالترب من طول السجــــــود
فلقـــد ولــــدت كي تـــــــــــرى إذلال أمــــــــــة
غفلت فعاشـــــت في دياجيـــــــر الملمــــــــــة
مات الأبيُّ بها ولم نسمع بصوت قد بكــــــــــــــــــاه
وسعوا إلى الشاكي الحزين فألجموا بالرعب فاه
أما حكايتنا فمن لون الحكايــــــات القديمـــــــــة
تلك التي يمضي بها التاريخ دامية أليمـــــــــــــة
الحاكم الجبار ،والبطش المسلح، والجريمـــــــــــة
وشريعة لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومـــــــة
ما عاد في تنورها لحضارة الإنسان قيمــــــــــــة
الحـــــــــــــرُ يعـــــــرف ما تريــــد المحكمــــــــة
وقُضاتـــــــــه سلفـــــــــاً قــــــــد ارتشفــوا دمه
لا ترتجي دفعاً لبهتان رمـــــــــاه به الطغـــــــــاة
المجرمون الجالسون على كراسي القضـــــــــاة
حكموا بما شاءوا وسيق أبوك في أغلالـــــــــــه
قد كان يرجو رحمـــة للنـــــــاس من جــــــــلاده
ما كان- يرحمه الإلــــــــه -يخون حب بـــــــــــلاده
لكنه كيـد المُدِل بجنـــــــــــده وعتــــــــــــــــاده
المشتهى سفك الدمـــاء على ثــــــــــرى رواده
كذبوا وقالوا عـــن بطولتــــــــــه خيانــــــــــــــــة
وأمامنا التقريـــــــــر ينطــــــــــــق بالإدانــــــــــة
هذا الذي قالوه عنه غداً يردد عـن ســــــــــــواه
ما دمت ابحث عن أبِيٍّ في البلاد ولا أراه
هو مشهد من قصة حمراء في أرض خضيبـــــــة
كُتبت وقائعها على جدر مضرجة رهيبـــــــــــــــة
قد شاهدها الطغيان أكفاناً لعزتنا السليبـــــــــة
مشت الكتيبة تنشر الأهوال في إثر الكتيبـــــــة
والناس في صمت وقد عقدت لسانهم المصيبـة
حتى صدى الهمســـــــــات غشـــــــاه الوهـــن
لا تنطقـــــوا إن الجـــــــــدار لــــــــــــــــــــه أذن
وتخاذلوا والظالمون نعالهــم فوق الجبـــــــــــــاه
كشياه جزار وهل تستنكر الذبح الشيـــــــاه؟ ؟
لا تصغِ يا ولــــدي إلى ما لفقـــــــــــوه ورددوه
من أنهم قاموا إلى الوطن السليب فحـــــــــرروه
لو كان حقاً ذاك ما جاروا عليه وكبلـــــــــــــــوه
ولما رموا بالحر في كهف العــــــذاب ليقتلــــــوه
ولما مشوا بالحق في وجه السلاح فأخرســــوه
هذا الذي كتبـــــــوه مسمــــــــــــــوم المـــذاق
لم يبق مسموعــــاً ســـــــوى صوت النفــــــاق
صوت الذين يقدسون الفـــــرد من دون الإلـــــــه
ويسبحون بحمده ويقدمون له الصـــــــــــــــــلاة
لا ترحم الجاني إذا ظفرت به يوماً يداك
فهو الذي جلب الشقاء لنا ، ولم يرحم أباك
كم كان يهوى أن يعيش لكي يُظلل في حماك
فاطلب عدوكَ، لا يفتك،ترح فؤاداً قد رعاك
هذي مناي و أمنيات أبيك فاجعلها مناك
فإذا بطشت به فذاك هو الثمن
ثمن الجراحات المشوبة باللبن
و هناك أدرك يا صغيري ما وهبتُ له الحياة
و أقول هذا ابني و لم يرَ في طفولته أباه..
قصيدة "أغنية أُمٍّ"،
وهى قصيدة أرملة الشهيد تهدهد طفلها ويقول قيها :
نم يا صغيري إن هذا المهد يحرسه الرجـــــــاء
من مقلة سهرت لآلام تثور مع المســــــــــــاء
فأصوغها لحناً مقاطعه تَأَجَّج في الدمــــــــاء
أشدو بأغنيتي الحزينةِ، ثم يغلبني البكـــــــــاء
وأمد كفي للسماء لأستحث خطى السمــــاء
نم لا تشاركنــي المــــــــــــرارةَ والمحـــــــــن
فلسوف أرضعــــك الجـــــــــراح مع اللبـــــــــن
حتى أنال على يديك منىً وهبتُ لها الحيــــاة
يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فيها أبـــــــــــــــاه
ستمر أعوام طويلـة في الأنين وفي العـــــذاب
وأراك يا ولدي قوي الخطو موفــــور الشبـــــاب
تأوي إلى أم محطمــــــــة مُغَضـَّنَةِ الإهــــــاب
وهناك تسألني كثيراً عن أبيــــك وكيف غــــــاب
هذا ســــــؤال يا صغيري قــــد أعد له جـــواب
فلئـــــن حييت فسـوف أســـــــــرده عليــــــك
أو مت فانظـــر من يُســـــــــِرُّ به إليــــــــــــــك
فإذا عرفت جريمـة الجاني وما اقترفت يــــــداه
فانثر على قبري وقبر أبيك شيئـاً من دمـــــــاه
غدك الذي كنا نؤَمل أن يصـــــــــاغ من الــــــورود
نسجوه من نار ومن ظلم تدجــــج بالحديــــــد
فلكل مولود مكـــان بين أســــــراب العبيـــــــد
المسلمينَ ظهورهم للسوط في أيدي الجـنود
والزاكمين أنوفهم بالترب من طول السجــــــود
فلقـــد ولــــدت كي تـــــــــــرى إذلال أمــــــــــة
غفلت فعاشـــــت في دياجيـــــــر الملمــــــــــة
مات الأبيُّ بها ولم نسمع بصوت قد بكــــــــــــــــــاه
وسعوا إلى الشاكي الحزين فألجموا بالرعب فاه
أما حكايتنا فمن لون الحكايــــــات القديمـــــــــة
تلك التي يمضي بها التاريخ دامية أليمـــــــــــــة
الحاكم الجبار ،والبطش المسلح، والجريمـــــــــــة
وشريعة لم تعترف بالرأي أو شرف الخصومـــــــة
ما عاد في تنورها لحضارة الإنسان قيمــــــــــــة
الحـــــــــــــرُ يعـــــــرف ما تريــــد المحكمــــــــة
وقُضاتـــــــــه سلفـــــــــاً قــــــــد ارتشفــوا دمه
لا ترتجي دفعاً لبهتان رمـــــــــاه به الطغـــــــــاة
المجرمون الجالسون على كراسي القضـــــــــاة
حكموا بما شاءوا وسيق أبوك في أغلالـــــــــــه
قد كان يرجو رحمـــة للنـــــــاس من جــــــــلاده
ما كان- يرحمه الإلــــــــه -يخون حب بـــــــــــلاده
لكنه كيـد المُدِل بجنـــــــــــده وعتــــــــــــــــاده
المشتهى سفك الدمـــاء على ثــــــــــرى رواده
كذبوا وقالوا عـــن بطولتــــــــــه خيانــــــــــــــــة
وأمامنا التقريـــــــــر ينطــــــــــــق بالإدانــــــــــة
هذا الذي قالوه عنه غداً يردد عـن ســــــــــــواه
ما دمت ابحث عن أبِيٍّ في البلاد ولا أراه
هو مشهد من قصة حمراء في أرض خضيبـــــــة
كُتبت وقائعها على جدر مضرجة رهيبـــــــــــــــة
قد شاهدها الطغيان أكفاناً لعزتنا السليبـــــــــة
مشت الكتيبة تنشر الأهوال في إثر الكتيبـــــــة
والناس في صمت وقد عقدت لسانهم المصيبـة
حتى صدى الهمســـــــــات غشـــــــاه الوهـــن
لا تنطقـــــوا إن الجـــــــــدار لــــــــــــــــــــه أذن
وتخاذلوا والظالمون نعالهــم فوق الجبـــــــــــــاه
كشياه جزار وهل تستنكر الذبح الشيـــــــاه؟ ؟
لا تصغِ يا ولــــدي إلى ما لفقـــــــــــوه ورددوه
من أنهم قاموا إلى الوطن السليب فحـــــــــرروه
لو كان حقاً ذاك ما جاروا عليه وكبلـــــــــــــــوه
ولما رموا بالحر في كهف العــــــذاب ليقتلــــــوه
ولما مشوا بالحق في وجه السلاح فأخرســــوه
هذا الذي كتبـــــــوه مسمــــــــــــــوم المـــذاق
لم يبق مسموعــــاً ســـــــوى صوت النفــــــاق
صوت الذين يقدسون الفـــــرد من دون الإلـــــــه
ويسبحون بحمده ويقدمون له الصـــــــــــــــــلاة
لا ترحم الجاني إذا ظفرت به يوماً يداك
فهو الذي جلب الشقاء لنا ، ولم يرحم أباك
كم كان يهوى أن يعيش لكي يُظلل في حماك
فاطلب عدوكَ، لا يفتك،ترح فؤاداً قد رعاك
هذي مناي و أمنيات أبيك فاجعلها مناك
فإذا بطشت به فذاك هو الثمن
ثمن الجراحات المشوبة باللبن
و هناك أدرك يا صغيري ما وهبتُ له الحياة
و أقول هذا ابني و لم يرَ في طفولته أباه..
تعليق