الله
علي الفيفي/ أبو بشرى
- في لحظة ملئت بألوان الكآبة
- أحسست في جوفي زئيراً..مزعجاً.. وكأن في جنبيّ غابة!!
- وكأن كل الكون ليل مظلم
- وعلى ضياء البدر قد نسجت سحابة!!
- وبلا شعور قلت : "يا .. الله" فانتفض الفؤاد.. وصرت أبكي في غرابة!!
- "الله"!!.. ما هذا الشعور البكر في قلبي الكئيب؟
- أحسست لحظة أن نطقت بها..بإحساس غريب
- أحسست ماءً بارداً
- أحسست حباً صافياً
- أحسست عطراً خالداً
- أحسست أنّي نازحٌ.. قد عاد للوطن الحبيب
- أحسست أني قد دخلت لعالم الحب الرحيب
- "الله".. وانتفض الفؤاد.. وكل همّ في الفؤاد
- أحسست أن الله أعظم من تفاهات العباد!!
- الله أعظم من خيالاتي التي..
- أهذي بها في كلّ واد
- الله رب العالمين
- الله نور العالمينَ..
- وهذه الدنيا سواد في سواد
- "الله".. كيف يقولها الإنسان.. ثم يهاب أمرا؟
- الله خالق كلّ شيء..يقهر الأشياء قهرا
- إن كنت في كنف الإله..يصير كل الليل.. فجرا
- وإذا أردت فقل:" إلهي" يرسل الآيات تترا!!
- وكأنّ بينك _يا ضعيف_ وبين ما تبغيه جسرا
- كسرى بخيل.. دعه واطلب في خشوع ربّ كسرى
- "الله".. ما أحلى وجيف القلب بين يديه ليلا
- ما أجمل الشهقات.. والدمع الغزير يسيل سيلا
- والقلب يقرأ من عظيم كلامه.. قولا ثقيلا
- قد قام كل الليل.. تسبيحاً وتمجيداً طويلا
- قد قامه.. إلا قليلا
- ما أجمل السجّادة الخضراء، رائحة البخور
- نور ضئيل.. يملأ الدنيا بأشكال الحبور
- والديك يصرخ من بعيد
- إذا رأى الشعرى العبور
- والقلب يقرأ في هدوء الليل..فاتحة الكتاب.. وبعدها" الله نور"(1)
- "الله".. ماذا قد جهلت إذا عرفت الله حقا؟
- قل لي وماذا قد عرفت إذا جهلت الله.. تحقيقاً وصدقاً؟
- أعطاك سمعاً.. شق هذا السمع شقا
- أعطاك..ماء بارداً.. أعطاك رزقاً
- أعطاك خيراتٍ عظاماً.. ما أجلّ وما أدقا!!
- أعطاك.. ثم يراك تعطي كلّ خلق الله رقّا
- ما أشنع الإنسان ينسى ربّه الخلاق..
- ما أغباه حقا
- جرّب وقل:"الله" في الليل البهيمْ
- جرّب وقلها إن دهى الهمّ العظيمْ
- قلها إذا صارت دموعك كالحميمْ
- ثق أنّ ربّك..ربّ هذا الكون.. رحمن رحيم
- جرّب وقلها.. ثم خبّرني بما صنع الكريم
علي الفيفي/ أبو بشرى
تعليق