[poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
حـكـمُ المنـيَّـةِ فـــي الـبـريَّـةِ جـــار = مـــا هـــذه الـدُّنـيــا بــــدار قــــرارِ
بيـنـا يُــرى الإنـسـانُ فيـهـا مُخـبـراً = حـتَّـى يُــرى خـبـراً مــن الأَخـبــارِ
طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا = صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ
ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا = متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ
وإذا رجـــوتَ المسـتـحـيـلَ فـإنَّـمــا = تبـنـي الـرجـاءَ عـلـى شفـيـرٍ هـــارِ
فالـعـيـشُ نــــومٌ والـمـنـيَّـةُ يـقـظــةٌ = والــمــرءُ بيـنـهـمـا خــيــالٌ ســــارِ
فـاقْـضـوا مـآربـكـم عِـجــالاً إنَّــمــا = أعـمـارُكـم سَـفَــرٌ مـــن الأســفــارِ
وتراكضـوا خيـلَ الشبـابِ وبـادروا = أن تُــسْــتَــرَدَّ فــإنَّــهــنَّ عَـــــــوارِ
فالدهـر يخـدع بالمـنـى ويُـغِـصَّ إن = هَـنَّــا ويـهــدم مــــا بــنــى بــبَــوارِ
ليس الزمـانُ وإن حرصـتَ مسالمـاً = خُـلُـقُ الـزمــانِ عـــداوَةُ الأحـــرارِ
إنِّــي وُتِــرْتُ بـصـارمٍ ذي رَوْنَـــقٍ = أعـــددتُـــه لــطــلابــةِ الأوتـــــــارِ
أُثـنــي عـلـيـه بـأثــرِهِ ولــــو أنَّــــهُ = لــــو يُـغْـتَـبَــط أثـنــيــتُ بــالآثـــارِ
يـا كوكبـاً مــا كــانَ أقـصـرَ عـمـرَهُ = كــذا تـكــون كـواكــبُ الأسـحــارِ
وهــلالَ أيَّــامٍ مـضـى لـــم يـسـتـدرْ = ــدراً ولــم يُمْـهَـلْ لـوقــتِ سِـــرارِ
عَجِـلَ الخُسـوفُ عليـه قـبـل أوانِــهِ = فـغـطَّــاهُ قــبــل مَـظِـنَّــةِ الإبـــــدارِ
واسـتُــلَّ مــــن لأقــرانِــهِ ولــداتِــهِ = كالمُـقـلَـةِ اسـتُـلَّـتْ مـــن الأشــفــارِ
فــكـــأنَّ قـلــبــي قــبـــرُهُ وكــأنَّـــهُ = فـــي طـيِّــهِ سِـــرٌ مـــن الأســـرارِ
إنْ تَحْتَـقِـرْ صـغـراً فـــربَّ مُـفـخَّـمٍ = يـبـدو ضـئـيـلَ الـشـخـص للـنُّـظَّـارِ
إنَّ الـكـواكـبَ فـــي عـلــوِّ محـلِّـهـا = لَتُـرى صِغـاراً وهـي غيـرُ صـغـارِ
وَلَـدُ المعـزَّى بعـضُـهُ فــإذا مـضـى = بـعـضُ الفـتـى فالـكـلُّ فــي الآثــارِ
أبـكـيـهِ ثـــمَّ أقـــولُ مـعـتــذراً لــــهُ = وُفِّــقْــتَ حــيــنَ تــركـــتَ ألأم دارِ
جــاورتُ أعـدائـي وجـــاورَ ربَّـــهُ = شـتَّــانَ بـيــن جـــوارهِ وجــــواري
أشكـو بعـادك لـي وأنــت بمـوضـعٍ = لـولا الـرَّدى لسمعـتَ فيـه سِـراري
ما الشـرقُ نحـو الغـرب أبعـدَ شُقَّـةً = مــن بُـعـد تـلـك الخمـسـةِ الأشـبـارِ
هيهـاتَ قـد علِقتـكَ أسـبـابُ الــرَّدى = وأبـــادَ عـمــرَك قـاصــمُ الأعـمــارِ
ولقـد جـريـتَ كـمـا جـريـتُ لغـايـةٍ = فبلغتَـهـا وأبـــوكَ فـــي المِـضـمـارِ
فــإذا نطـقـتُ فـأنــتَ أوَّلُ مَنـطـقـي = وإذا سـكـتُّ فـأنـت فــي إضـمـاري
أُخفـي مـن البُرَحـاءِ نـاراً مـثـلَ مــا = يُخفـي مــن الـنـارِ الـزنـادُ الــواري
وأُخفِّـضُ الزَّفَـراتِ وهـي صواعـدٌ = وأُكفـكـفُ العَـبَـراتِ وهــي جَــوارِ
وأكُـــفُّ نـيــرانَ الأســـر ولـربَّـمـا = غُـلِـبَ التصـبُّـرُ فارتـمـتْ بـشَــرارِ
وشهـاب زَنـد الـحـزن إن طاوعـتـهُ = وارٍ وإن عــاصــيــتــهُ مــــتــــوارِ
ثــوبُ الـرئـاءِ يـشِـفُّ عـمَّــا تـحـتـهُ = فـــإذا التـحـفـتَ بـــهِ فـإنَّــكَ عـــارِ
قـصُـرَتْ جفـونـي أم تبـاعـد بيـنـهـا = أمْ صُـــوِّرَتْ عـيـنـي بـــلا أشـفــارِ
جَفَـتِ الكـرى حـتَّـى كــأنَّ غِــرارهُ = عنـد اغتمـاضِ الطـرف حـدُّ غِـرارِ
ولــوِ استـعـارتْ رقــدةً لـدحـا بـهـا = مـــا بـيــن أجـفـانـي مـــن الـتـيَّــارِ
أُحـيـي ليـالـي الـتِّـمِّ وهــي تُميتُـنـي = ويُـمـيـتـهــنَّ تــبــلُّــجُ الأســـحــــارِ
والصـبـحُ قــد غـمـرَ النـجـومَ كـأنَّـهُ = سـيـلٌ كـمــا فـطـفـا عـلــى الـنُــوَّارِ
لـو كنـتَ تُمنـعُ خـاض دونـك فتـيـةٌ = مــنَّــا بُــحُــرَ عــوامـــلٍ وشِــفـــارِ
فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضـاً مـن دمٍ = ثـــمَّ انـثـنَـوا فـبـنَـوا سـمــاء غُـبــارِ
قــومٌ إِذا لبـسـوا الــدروع حسبتَـهـا = سُـحُـبـاً مُــــزَرَّرةً عــلــى أقــمــارِ
وتــرى سـيـوفَ الـدارعـيـنَ كـأنَّـهـا = خُـلُــجٌ تُـمَــدُّ بـهــا أكــــفُّ بــحــارِ
لـو أشـرعـوا أيمانـهـم مــن طولـهـا = طعنـوا بهـا عِـوَضَ القـنـا الخـطَّـارِ
شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها = فـــي كــــلِّ آنٍ نُـجـعَــةَ الأمــطــارِ
جنبوا الجيادَ إلـى المطـيِّ فراوحـوا = بـيـن الـســروج هـنــاك والأكـــوارِ
وكأنَّـهـم مــلأوا عِـيــابَ دروعـهــمْ = وغُـمـودَ أنصُـلِـهـم ســـرابَ قـفــارِ
وكـأنَّـمـا صَـنَــعُ الـسـوابــغِ غَــــرَّهُ = مــاءُ الحـديـدِ فـصـاغَ مــاءَ قَـــرارِ
زَرَداً وأحـكـم كــلَّ مَـوْصِـلِ حلـقـةٍ = بحَـبـابـةٍ فـــي مـوضــع المـسـمـارِ
فـتـدرَّعـوا بـمـتــون مــــاءٍ راكــــدٍ = وتـقـنَّـعـوا بـحَـبــاب مــــاءٍ جــــارِ
أُسْـــدٌ ولـكــن يــؤثــرون بــزادهــمْ = والأُســـدُ لــيــس تــديــن بـالإيـثــارِ
يتعطَّـفـونَ عـلــى الـمُـجـاورِ فـيـهـمُ = بالـمُـنْـفِـسـات تـعــطُّــفَ الآظـــــارِ
يتـزيَّـنُ الـنـادي بـحُـسـن وجـوهـهـمْ = كـتــزيُّــنِ الـــهـــالات بــالأقــمــارِ
مـن كـلِّ مَـن جعـل الظُّبـى أنصـارَهُ = وكَـرُمْـنَ فاستغـنـى عــنِ الأنـصـارِ
والـلـيـثُ إن سـاورْتَــهُ لـــم يَـتِّـكِــل = إلاَّ عــلــى الأنــيـــابِ والأظــفـــارِ
وإذا هــو اعـتـقـل الـقـنـاةَ حسبـتَـهـا = صِــــلاًّ تـأبَّـطَــهُ هِــزَبْــرٌ ضـــــارِ
زَرَدُ الـدِّلاصِ مـن الطِّعـان برمحـهِ = مـثـل الأســاور فــي يــد الإســوارِ
ويـجـرُّ ثــمَّ يـجـرُّ صـعــدَةَ رمـحِــهِ = فــي الجحـفـلِ المتضـايـقِ الـجـرَّارِ
مــا بـيـن ثــوبٍ بـالـدمـاء مُـضَـمَّـخٍ = خَــلَــقٍ ونــقــعٍ بـالـطِّــراد مُــثـــارِ
والـهُـونُ فــي ظِــلِّ الهُوَيْـنـا كـامـنٌ = وجـلالـةُ الأخـطـارِ فــي الإخـطـارِ
تــنــدى أسِــــرَّةُ وجــهــهِ ويـمـيـنـهُ = فــي حـالــةِ الإعـســارِ والإيـســارِ
يـحـوي المعـالـيَ خـالِـبـاً أو غـالـبـاً = أَبـــداً يُــــدارى دونــهــا ويُــــداري
ويـمــدُّ نـحــو المـكـرُمـاتِ أنـامــلاً = لــلــرزقِ فــــي أثـنـائـهـنَّ مــجــارِ
قـد لاحَ فـي ليـل الشـبـاب كـواكـبٌ = إن أُمـهـلـتْ آلـــتْ إلـــى الإسـفــارِ
وتلَـهُّـبُ الأحـشـاءِ شـيَّـبَ مَـفْـرقـي = هــذا الضـيـاءُ شُــواظُ تـلـك الـنــارِ
شـابَ القَـذالُ وكـلُّ غـصـنٍ صـائـرٌ = فَيـنـانـهُ الأحـــوى إلـــى الأزهـــارِ
والشبـه منجـذبٌ فلِـمْ بيـضُ الـدُّمـى = عــن بـيــضِ مـفـرقـهِ ذواتُ نـفــارِ
وتــوَدُّ لــو جعـلـتْ ســوادَ قلـوبـهـا = وســوادَ أعينـهـا خِـضـابَ عِــذاري
لا تنـفـر الظَّبـيـات مـنـهُ فـقــد رأت = كيـف اختـلافُ النبـت فـي الأطـوارِ
شـيــئــان يـنـقـشـعـان أوَّلَ وهــلـــةٍ = ظــلُّ الشـبـاب وصُحـبـةُ الأشــرارِ
لا حـبَّـذا الـشـيـبُ الـوفــيُّ وحـبَّــذا = شــرخُ الـشـبـابِ الـخـائـنِ الـغــدَّارِ
وَطَـري مـن الدُّنيـا الشبـاب ورَوقـهُ = فإذا انقضـى فقـد انقضـتْ أوطـاري
قَـصُـرَتْ مسـافـتُـهُ ومـــا حسـنـاتُـهُ = عــــنــــدي ولا آلاؤُهُ بـــقـــصـــارِ
نــزداد هـمًّـا كلَّـمـا ازددنـــا غـنًــى = فالفـقـر كــلُّ الفـقـرِ فـــي الإكـثــارِ
مـا زاد فـوق الـزادِ خُـلِّـفَ ضائـعـاً = فـــي حــــادثٍ أو وارثٍ أو عــــارِ
إنِّــي لأرحــم حـاسـدِيَّ لـحــرِّ مـــا = ضـمَّـت صـدورهـمُ مــن الأوغـــارِ
نـظـروا صنـيـع الله بـــي فعيـونُـهـمْ = فـــي جـنَّــةٍ وقلـوبـهـم فـــي نــــارِ
لا ذنبَ لـي قـد رمـتُ كتـمَ فضائلـي = فكـأنَّـنـي بَـرْقَـعْــتُ وجــــهَ نــهــارِ
وستـرتـهـا بـتـواضـعـي فتـطـلَّـعَـت = أعنـاقـهـا تـعـلـو عــلــى الأســتــارِ
ومــن الـرجــال مـجـاهـلٌ ومـعـالـمٌ = ومــن النـجـوم غـوامــضٌ ودراري
والـنـاسُ مشتبـهـون فــي إيـرادهــمْ = وتـبـايـنُ الأقـــوام فـــي الإصـــدارِ
عَمْـري لقـد أوطأتُهـم طُـرُقَ العُـلـى = فعـمُـوا ولــم يـطـأوا عـلـى آثــاري
لـو أبصـروا بعيونهـم لاستبـصـروا = لكـنَّـهـا عـمـيــتْ عــــن الإبــصــارِ
أَلا سعَـوا سـعـيَ الـكـرام فـأدركـوا = أو سـلّــمــوا لـمــواقــع الأقــــــدارِ
ذهـبَ التكـرُّمُ والوفـاءُ مـن الــوَرَى = وتـصــرَّمــا إلاَّ مـــــن الأشــعـــارِ
وفشـتْ جنـايـات الثـقـات وغيـرهـمْ = حـتَّــى اتَّهـمـنـا رؤيـــةَ الأبــصــارِ
ولربَّـمـا اعتـضـد الحـلـيـمُ بـجـاهـلٍ = لا خـيـر فــي يُمـنـى بغـيـر يـســارِ [/poem]
حـكـمُ المنـيَّـةِ فـــي الـبـريَّـةِ جـــار = مـــا هـــذه الـدُّنـيــا بــــدار قــــرارِ
بيـنـا يُــرى الإنـسـانُ فيـهـا مُخـبـراً = حـتَّـى يُــرى خـبـراً مــن الأَخـبــارِ
طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا = صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ
ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا = متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ
وإذا رجـــوتَ المسـتـحـيـلَ فـإنَّـمــا = تبـنـي الـرجـاءَ عـلـى شفـيـرٍ هـــارِ
فالـعـيـشُ نــــومٌ والـمـنـيَّـةُ يـقـظــةٌ = والــمــرءُ بيـنـهـمـا خــيــالٌ ســــارِ
فـاقْـضـوا مـآربـكـم عِـجــالاً إنَّــمــا = أعـمـارُكـم سَـفَــرٌ مـــن الأســفــارِ
وتراكضـوا خيـلَ الشبـابِ وبـادروا = أن تُــسْــتَــرَدَّ فــإنَّــهــنَّ عَـــــــوارِ
فالدهـر يخـدع بالمـنـى ويُـغِـصَّ إن = هَـنَّــا ويـهــدم مــــا بــنــى بــبَــوارِ
ليس الزمـانُ وإن حرصـتَ مسالمـاً = خُـلُـقُ الـزمــانِ عـــداوَةُ الأحـــرارِ
إنِّــي وُتِــرْتُ بـصـارمٍ ذي رَوْنَـــقٍ = أعـــددتُـــه لــطــلابــةِ الأوتـــــــارِ
أُثـنــي عـلـيـه بـأثــرِهِ ولــــو أنَّــــهُ = لــــو يُـغْـتَـبَــط أثـنــيــتُ بــالآثـــارِ
يـا كوكبـاً مــا كــانَ أقـصـرَ عـمـرَهُ = كــذا تـكــون كـواكــبُ الأسـحــارِ
وهــلالَ أيَّــامٍ مـضـى لـــم يـسـتـدرْ = ــدراً ولــم يُمْـهَـلْ لـوقــتِ سِـــرارِ
عَجِـلَ الخُسـوفُ عليـه قـبـل أوانِــهِ = فـغـطَّــاهُ قــبــل مَـظِـنَّــةِ الإبـــــدارِ
واسـتُــلَّ مــــن لأقــرانِــهِ ولــداتِــهِ = كالمُـقـلَـةِ اسـتُـلَّـتْ مـــن الأشــفــارِ
فــكـــأنَّ قـلــبــي قــبـــرُهُ وكــأنَّـــهُ = فـــي طـيِّــهِ سِـــرٌ مـــن الأســـرارِ
إنْ تَحْتَـقِـرْ صـغـراً فـــربَّ مُـفـخَّـمٍ = يـبـدو ضـئـيـلَ الـشـخـص للـنُّـظَّـارِ
إنَّ الـكـواكـبَ فـــي عـلــوِّ محـلِّـهـا = لَتُـرى صِغـاراً وهـي غيـرُ صـغـارِ
وَلَـدُ المعـزَّى بعـضُـهُ فــإذا مـضـى = بـعـضُ الفـتـى فالـكـلُّ فــي الآثــارِ
أبـكـيـهِ ثـــمَّ أقـــولُ مـعـتــذراً لــــهُ = وُفِّــقْــتَ حــيــنَ تــركـــتَ ألأم دارِ
جــاورتُ أعـدائـي وجـــاورَ ربَّـــهُ = شـتَّــانَ بـيــن جـــوارهِ وجــــواري
أشكـو بعـادك لـي وأنــت بمـوضـعٍ = لـولا الـرَّدى لسمعـتَ فيـه سِـراري
ما الشـرقُ نحـو الغـرب أبعـدَ شُقَّـةً = مــن بُـعـد تـلـك الخمـسـةِ الأشـبـارِ
هيهـاتَ قـد علِقتـكَ أسـبـابُ الــرَّدى = وأبـــادَ عـمــرَك قـاصــمُ الأعـمــارِ
ولقـد جـريـتَ كـمـا جـريـتُ لغـايـةٍ = فبلغتَـهـا وأبـــوكَ فـــي المِـضـمـارِ
فــإذا نطـقـتُ فـأنــتَ أوَّلُ مَنـطـقـي = وإذا سـكـتُّ فـأنـت فــي إضـمـاري
أُخفـي مـن البُرَحـاءِ نـاراً مـثـلَ مــا = يُخفـي مــن الـنـارِ الـزنـادُ الــواري
وأُخفِّـضُ الزَّفَـراتِ وهـي صواعـدٌ = وأُكفـكـفُ العَـبَـراتِ وهــي جَــوارِ
وأكُـــفُّ نـيــرانَ الأســـر ولـربَّـمـا = غُـلِـبَ التصـبُّـرُ فارتـمـتْ بـشَــرارِ
وشهـاب زَنـد الـحـزن إن طاوعـتـهُ = وارٍ وإن عــاصــيــتــهُ مــــتــــوارِ
ثــوبُ الـرئـاءِ يـشِـفُّ عـمَّــا تـحـتـهُ = فـــإذا التـحـفـتَ بـــهِ فـإنَّــكَ عـــارِ
قـصُـرَتْ جفـونـي أم تبـاعـد بيـنـهـا = أمْ صُـــوِّرَتْ عـيـنـي بـــلا أشـفــارِ
جَفَـتِ الكـرى حـتَّـى كــأنَّ غِــرارهُ = عنـد اغتمـاضِ الطـرف حـدُّ غِـرارِ
ولــوِ استـعـارتْ رقــدةً لـدحـا بـهـا = مـــا بـيــن أجـفـانـي مـــن الـتـيَّــارِ
أُحـيـي ليـالـي الـتِّـمِّ وهــي تُميتُـنـي = ويُـمـيـتـهــنَّ تــبــلُّــجُ الأســـحــــارِ
والصـبـحُ قــد غـمـرَ النـجـومَ كـأنَّـهُ = سـيـلٌ كـمــا فـطـفـا عـلــى الـنُــوَّارِ
لـو كنـتَ تُمنـعُ خـاض دونـك فتـيـةٌ = مــنَّــا بُــحُــرَ عــوامـــلٍ وشِــفـــارِ
فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضـاً مـن دمٍ = ثـــمَّ انـثـنَـوا فـبـنَـوا سـمــاء غُـبــارِ
قــومٌ إِذا لبـسـوا الــدروع حسبتَـهـا = سُـحُـبـاً مُــــزَرَّرةً عــلــى أقــمــارِ
وتــرى سـيـوفَ الـدارعـيـنَ كـأنَّـهـا = خُـلُــجٌ تُـمَــدُّ بـهــا أكــــفُّ بــحــارِ
لـو أشـرعـوا أيمانـهـم مــن طولـهـا = طعنـوا بهـا عِـوَضَ القـنـا الخـطَّـارِ
شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها = فـــي كــــلِّ آنٍ نُـجـعَــةَ الأمــطــارِ
جنبوا الجيادَ إلـى المطـيِّ فراوحـوا = بـيـن الـســروج هـنــاك والأكـــوارِ
وكأنَّـهـم مــلأوا عِـيــابَ دروعـهــمْ = وغُـمـودَ أنصُـلِـهـم ســـرابَ قـفــارِ
وكـأنَّـمـا صَـنَــعُ الـسـوابــغِ غَــــرَّهُ = مــاءُ الحـديـدِ فـصـاغَ مــاءَ قَـــرارِ
زَرَداً وأحـكـم كــلَّ مَـوْصِـلِ حلـقـةٍ = بحَـبـابـةٍ فـــي مـوضــع المـسـمـارِ
فـتـدرَّعـوا بـمـتــون مــــاءٍ راكــــدٍ = وتـقـنَّـعـوا بـحَـبــاب مــــاءٍ جــــارِ
أُسْـــدٌ ولـكــن يــؤثــرون بــزادهــمْ = والأُســـدُ لــيــس تــديــن بـالإيـثــارِ
يتعطَّـفـونَ عـلــى الـمُـجـاورِ فـيـهـمُ = بالـمُـنْـفِـسـات تـعــطُّــفَ الآظـــــارِ
يتـزيَّـنُ الـنـادي بـحُـسـن وجـوهـهـمْ = كـتــزيُّــنِ الـــهـــالات بــالأقــمــارِ
مـن كـلِّ مَـن جعـل الظُّبـى أنصـارَهُ = وكَـرُمْـنَ فاستغـنـى عــنِ الأنـصـارِ
والـلـيـثُ إن سـاورْتَــهُ لـــم يَـتِّـكِــل = إلاَّ عــلــى الأنــيـــابِ والأظــفـــارِ
وإذا هــو اعـتـقـل الـقـنـاةَ حسبـتَـهـا = صِــــلاًّ تـأبَّـطَــهُ هِــزَبْــرٌ ضـــــارِ
زَرَدُ الـدِّلاصِ مـن الطِّعـان برمحـهِ = مـثـل الأســاور فــي يــد الإســوارِ
ويـجـرُّ ثــمَّ يـجـرُّ صـعــدَةَ رمـحِــهِ = فــي الجحـفـلِ المتضـايـقِ الـجـرَّارِ
مــا بـيـن ثــوبٍ بـالـدمـاء مُـضَـمَّـخٍ = خَــلَــقٍ ونــقــعٍ بـالـطِّــراد مُــثـــارِ
والـهُـونُ فــي ظِــلِّ الهُوَيْـنـا كـامـنٌ = وجـلالـةُ الأخـطـارِ فــي الإخـطـارِ
تــنــدى أسِــــرَّةُ وجــهــهِ ويـمـيـنـهُ = فــي حـالــةِ الإعـســارِ والإيـســارِ
يـحـوي المعـالـيَ خـالِـبـاً أو غـالـبـاً = أَبـــداً يُــــدارى دونــهــا ويُــــداري
ويـمــدُّ نـحــو المـكـرُمـاتِ أنـامــلاً = لــلــرزقِ فــــي أثـنـائـهـنَّ مــجــارِ
قـد لاحَ فـي ليـل الشـبـاب كـواكـبٌ = إن أُمـهـلـتْ آلـــتْ إلـــى الإسـفــارِ
وتلَـهُّـبُ الأحـشـاءِ شـيَّـبَ مَـفْـرقـي = هــذا الضـيـاءُ شُــواظُ تـلـك الـنــارِ
شـابَ القَـذالُ وكـلُّ غـصـنٍ صـائـرٌ = فَيـنـانـهُ الأحـــوى إلـــى الأزهـــارِ
والشبـه منجـذبٌ فلِـمْ بيـضُ الـدُّمـى = عــن بـيــضِ مـفـرقـهِ ذواتُ نـفــارِ
وتــوَدُّ لــو جعـلـتْ ســوادَ قلـوبـهـا = وســوادَ أعينـهـا خِـضـابَ عِــذاري
لا تنـفـر الظَّبـيـات مـنـهُ فـقــد رأت = كيـف اختـلافُ النبـت فـي الأطـوارِ
شـيــئــان يـنـقـشـعـان أوَّلَ وهــلـــةٍ = ظــلُّ الشـبـاب وصُحـبـةُ الأشــرارِ
لا حـبَّـذا الـشـيـبُ الـوفــيُّ وحـبَّــذا = شــرخُ الـشـبـابِ الـخـائـنِ الـغــدَّارِ
وَطَـري مـن الدُّنيـا الشبـاب ورَوقـهُ = فإذا انقضـى فقـد انقضـتْ أوطـاري
قَـصُـرَتْ مسـافـتُـهُ ومـــا حسـنـاتُـهُ = عــــنــــدي ولا آلاؤُهُ بـــقـــصـــارِ
نــزداد هـمًّـا كلَّـمـا ازددنـــا غـنًــى = فالفـقـر كــلُّ الفـقـرِ فـــي الإكـثــارِ
مـا زاد فـوق الـزادِ خُـلِّـفَ ضائـعـاً = فـــي حــــادثٍ أو وارثٍ أو عــــارِ
إنِّــي لأرحــم حـاسـدِيَّ لـحــرِّ مـــا = ضـمَّـت صـدورهـمُ مــن الأوغـــارِ
نـظـروا صنـيـع الله بـــي فعيـونُـهـمْ = فـــي جـنَّــةٍ وقلـوبـهـم فـــي نــــارِ
لا ذنبَ لـي قـد رمـتُ كتـمَ فضائلـي = فكـأنَّـنـي بَـرْقَـعْــتُ وجــــهَ نــهــارِ
وستـرتـهـا بـتـواضـعـي فتـطـلَّـعَـت = أعنـاقـهـا تـعـلـو عــلــى الأســتــارِ
ومــن الـرجــال مـجـاهـلٌ ومـعـالـمٌ = ومــن النـجـوم غـوامــضٌ ودراري
والـنـاسُ مشتبـهـون فــي إيـرادهــمْ = وتـبـايـنُ الأقـــوام فـــي الإصـــدارِ
عَمْـري لقـد أوطأتُهـم طُـرُقَ العُـلـى = فعـمُـوا ولــم يـطـأوا عـلـى آثــاري
لـو أبصـروا بعيونهـم لاستبـصـروا = لكـنَّـهـا عـمـيــتْ عــــن الإبــصــارِ
أَلا سعَـوا سـعـيَ الـكـرام فـأدركـوا = أو سـلّــمــوا لـمــواقــع الأقــــــدارِ
ذهـبَ التكـرُّمُ والوفـاءُ مـن الــوَرَى = وتـصــرَّمــا إلاَّ مـــــن الأشــعـــارِ
وفشـتْ جنـايـات الثـقـات وغيـرهـمْ = حـتَّــى اتَّهـمـنـا رؤيـــةَ الأبــصــارِ
ولربَّـمـا اعتـضـد الحـلـيـمُ بـجـاهـلٍ = لا خـيـر فــي يُمـنـى بغـيـر يـســارِ [/poem]
# أخواني الأعزاء هذه أول مشاركة لي فـِ المنتدى الأدبي
وأرجو من الله أن تنال هذه المشاركة إعجابكم..!
وأرجو من الله أن تنال هذه المشاركة إعجابكم..!
تعليق